التصنيفات
اسلاميات عامة

توجيهات حول تربية البنات

توجيهات حول تربية البنات
للشيخ : علي الحدادي

حفظه الله

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أما بعد : أيها القراء الكرام:

ما منكم من أحد إلا سيبعثه ربه بعد موته ويسائله ويحاسبه عما قدم في ديناه هذه، وإن مما يسأل عنه العبد أهله وولده كيف رعايته إياهم وتربيته لهم وفي هذا يقول صلى الله عليه و سلم (الرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها) الحديث.

والحديث عن التربية ذو شعب كثيرة ولكني سأقتصر في هذا المقام على ما يتعلق بتربية البنات خاصة، لعظم شأنهن، وبالغ أثرهن في المجتمع أخلاقاً وسلوكاً.

فإن البنت إذا كبرت صارت الزوجة والأم والمعلمة وغير ذلك مما ينتظرها من مهمات في الحياة فإذا صلحت صلح شيء كثير وإذا فسدت فسد شيء كثير. ومحاور هذه الكلمة الموجزة ستكون كما يلي :

أ- فضل البنات وإبطال الاحتقار الجاهلي .

ب- الإحسان إلى البنات صوره ومعالمه .

ت- سبل الوقاية من مخاطر العصر.

أ- فضل البنات وإبطال الاحتقار الجاهلي:

إذا نظرنا في كتاب الله وجدناه يشنع على أهل الجاهلية الأولى أن الواحد منهم كان يستاء إذا بشر الأنثى يظل وجهه مسوداً وهو كظيم، ثم يستحي من قومه فيتوارى عنهم خجلاً، ثم يأخذ يحدث نفسه أيئدها فيدفنها حية أم يبقيها على الهون، فشنع الله عليهم ذلك وعابه، وهذه المشاعر الجاهلية لا تزال تعشعش في قلوب بعض الرجال ولا سيما إذا كثر من امرأته إنجاب البنات مع أن المرأة كالأرض تنبت ما يلقي الزارع فيها من البذور، وقد يحصل الحال ببعضهم إلى تطليق امرأته عقب ولادتها – نعوذ بالله من الجهل والجفاء –

لقد كانوا في الجاهلية لا يعدون المرأة شيئاً حتى كان الرجل يدفن ابنته ويربي كلبه ويغذو بهمه .

فأبطل الله هذه النظرة الدونية ورفع من قدر المرأة ووضعها في موضعها الطبيعي الملائم مكلفة له حقوقها وعليها واجباتها فخاطبها مخاطبة الرجل أمراً ونهياً وخصها من الأحكام بما يلائمها ويناسب فطرتها.

إن الإنجاب أمر قدري أمره بيد الله فهو يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور ويجمع لآخرين الذكور والإناث ويبتلي آخرين بالعقم .
قال تعالى
(يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً) وتأمل كيف قدم الإناث في الذكر وأخر الذكور، رداً على من كان يحقر من شأنهن، ويتنقص من مقدارهن، ولا يعدهن شيئاً. فارض بما قسم الله لك فإنك لا تدري أين الخير كم من أب فرح يوم أن بشر بمقدم ولد ذكر ثم كان وبالاً عليه، وسبباً لتنغيص عيشه، ودوام همه وغمه، وكم من أب ضجر يوم أن بشر بمقدم بنت في حين كان يترقب الذكر فتكون هذه البنت يداً حانية وقلباً رحيماً وعونا على نوائب الدهر. ومن هنا ندرك أن قرة العين على الحقيقة ليس بأن يكون المولود ذكراً أو أنثى إنما تتحق إذا كانت ذرية صالحة طيبة ذكوراً كانوا أم إناثاً
قال تعالى في وصف عباد الرحمن
"والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً "

ب- الإحسان إلى البنات صوره ومعالمه :

أخي المسلم :
إذا رزقك الله بشيء من البنات فأحسن القيام عليهن تربية ونفقة ومعاملة محتسباً في ذلك الأجر من الله تعالى أو تدري ما لك من الأجر عند الله إذا فعلت ذلك ؟ إنك إذا فعلته كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في الآخرة ففي الحديث يقول صلى الله عليه و سلم (من عال جاريتين _ أي بنتين _ حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه عليه الصلاة والسلام) رواه مسلم

وقال صلى الله عليه و سلم ( من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار) متفق عليه.

والإحسان إليهن يكون بأمور كثيرة ومنها:

1- حسن اختيار الأم وهذا أول صور الإحسان إلى الذرية لأن صلاح الأم من أسباب صلاح أبنائها إن شاء الله وكم حفظ الله من ذرية بصلاح آبائها.

2- حسن اختيار الاسم إذ الاسم له أثر على صاحبه والأسماء مختلفة منها المستحب ومنها المباح ومنها المكروه ومنها المحرم، وقد صار هم أكثر الناس اليوم البحث عن الأسماء الجديدة بغض النظر عن معانيها أو أحكامها. فكم من فتاة تحمل اسما ذا معنى سيئ، وكم من فتاة تحمل اسميا أعجميا وهي من أبوين عربيين وتعيش في بيئة عربية.

3- توفير حاجات البدن من غذاء ولباس ودواء، والسعي لأجل هذا الغرض من أسباب دخول الجنة فقد دخلت على عائشة رضي الله عنها امرأة ومعها ابنتان لها وكانت المرأة فقيرة معدة قالت عائشة فسألتني فلم تجد عندي غير تمرة واحدة فأخذتها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها شيئاً ثم قامت فخرجت وابنتاها فدخل النبي صلى الله عليه و سلم فحدثته حديثها فقال ( إن الله قد أوجب لها بها الجنة وأعتقها بها من النار) رواه الشيخان.

4- إكرامهن والعطف عليهن ورحمتهن: كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا دخلت عليه فاطمة قال مرحباً بابنتي، وخرج يوماً يصلي بالناس وهو يحمل أمامة بنت بنته زينب، فكن إذا ركع وضعها وإذا قام حملها، وكأنه لم يكن عندها من يقوم بأمرها فخشي عليها، أو أراد أن يشرع للناس ليتأسوا بهديه صلوات الله وسلامه عليه. كان النبي صلى الله عليه و سلم من أرحم الناس بالصبية عموماً سواء كانوا ذكورا أو إناثاً يقبلهم ويمسح على رؤوسهم ويدعو لهم ويداعبهم وفي هذا خير كثير.

وكلما كبرت الفتاة احتاجت إلى مزيد من الشعور بالتقدير والاحترام فإذا وفرت لها هذه الحاجة وأحست بأن لها في بيت أبويها قيمة ومنزلة كان ذلك أدعى إلى استقرار نفسيتها وطمأنينتها واستقامة أحوالها. أما إذا رأت الاحتقار والإهمال فلا تعامل إلا بلغة الأمر والنهي وطلب الخدمة أو رثها ذلك كرها لبيتها ولأهلها وربما وسوس لها الشيطان فأخذت تبحث عما تفقد من العطف والحنان بالطرق المحرمة التي تؤدي بها إلى هاوية سحيقة الله أعلم أين يكون قرارها.

5- العدل بينها وبين إخوتها من الذكور والإناث فإن الشعور بالظلم والانحياز إلى غيرها أكثر منها يزرع في نفسها الكره على أبويها والحقد على من فضل عليها من إخوتها أو أخواتها، فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم أما في النفقة فعلى حسب الحاجة، وأما في الهبة فللذكر مثل حظ الأنثيين وإن سوي بينهم فيها فهو حسن.

6- تربيتها تربية إسلامية وتعاهدها منذ مدارج العمر الأولى، تربيتها على آداب الاستئذان آداب الطعام والشراب، آداب اللباس، تلقينها ما تيسر من القرآن والأذكار الشرعية تعليمها الوضوء والصلاة وأمرها بها إذا كانت سبع وإلزامها بها إذا صارت بنت عشر، فإنها إذا نشئت على الخير ألفته وأحبته، وسهل عليها الالتزام به والثبات عليه.

7- تعليمها وتدريبها على ما تحتاج إليه بعد انتقالها إلى عش الزوجية من آداب التعامل مع الزوج، والقيام بشؤون البيت من طبخ وتنظيف ونحوه. فإن من الأسر من تهمل هذا الجانب فإذا انتقلت الفتاة إلى بيت زوجها وإذا بها لا تحسن طبخا ولا نفخا، ولا عشرة ولا تعاملاً وقد يكون الزوج قليل الصبر سريع الغضب فتنشأ المشاكل في وقت مبكر وقد تنتهي بالطلاق.

8- المبادرة إلى تزويجها إذا بلغت مبلغ النساء وتقدم لها من يرضى دينه وأمانته وخلقه ورضيت به فإن هذا من أعظم الإحسان لأن تأخر الفتاة عن التزويج من أعظم أسباب الانحراف عن الطريق السوية، لاسيما في هذا العصر.

وتيسير ولي الفتاة أمر زواجها من مهر ومتطلبات أخرى كل ذلك مما يشجع الراغبين في التقدم إلى الفتاة ثم إلى أخواتها من بعدها، ولتحذر الأسرة المسلمة من تأخير نكاح الفتاة بحجة إتمام الدراسة أو بحجة أن الفتاة لا تزال صغيره ونحوها من المعاذير الواهية لأنه أمر يعود المجتمع بأسوء العواقب.

9- تعاهدها بالصلة والزيارة بعد تزويجها وتلمس حاجاتها وعلاج ما يعترضها من المشكلات ومشاركتها في أفراحها وأتراحها، ولتحذر الأسرة ولا سيما الأم من التدخل المباشر في حياة ابنتها فإن كثرة دخولها فيما لا يعنيها قد يودي بحياة ابنتها الزوجية.

ت- سبل الوقاية من مخاطر العصر:

لا يخفى عليك أخي المسلم أننا نعيش في زمن كثرت فتنه، وتهيأ فيه من سبل الفساد والضلال ما لم يتهيأ مثله في عصر من العصور السابقة، وهذا يؤكد عليك المسؤولية ويوجب مضاعفة الجهد في التربية والنصح والتوجيه والأخذ بأسباب السلامة ومن سبل الوقاية على وجه الإيجاز :

1- استقامة الأب والأم وصلاحهما فإن صلاح الأبوين مما يحفظ الله به الذرية، كما قال تعالى في سورة الكهف في قصة موسى والخضر(حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجراً ) قال الخضر بعد ذلك مبينا سبب إصلاحه الجدار دون أن يتخذ عليه أجرة (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك) فحفظ الله الغلامين بصلاح أبيهما.

2- العناية بشأن الدعاء فإن له أثراً عظيماً، فابتهال الأبوين وتضرعهما إلى الله أن يصلح أولادهم من أسباب الخير وأبوابه، ومن مستحسن الأخبار في هذا الباب ما يروى أن الفضيل بن عياض إمام الحرم المكي في زمانه قال (اللهم إني اجتهدت أن أؤدب ابني علياً فلم اقدر على تأديبه فأدبه أنت لي) فتغير حال الولد حتى صار من كبار صالحي زمانه ومات في صلاة الفجر حين قرأ الإمام قول الله تعالى(ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد )انظر سير أعلام النبلاء 8/390) وقد علمنا النبي صلى الله عليه و سلم الاستعاذة بالله من الفتن، وهكذا ينبغي أن يعلم الأبناء الدعاء ويلقنون منه ما ينفعه الله به، وحين ابتلي يوسف عليه السلام بفتنة النسوة قال(رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم) وعلل سبحانه استجابته دعاء يوسف بأنه سميع عليم حتى يعلم المؤمن أنه دعا ربه دعاء يعلم الله منه الصدق فإن ربه قريب مجيب.

3- تعاهد الفتاة بالتوجيه والتنبيه بالأسلوب المناسب بالمباشرة أو التلميح حسب ما يقتضيه الحال فإن القلوب تغفل ويقظتها بالنصح والتذكير والذكرى تنفع المؤمنين

4- توجيهها إلى إحسان اختيار الصديقة فإن الصداقة لها أثر عظيم في السلوك والأفكار وغير ذلك وفي الحديث( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ).

5- تجنيب البيت وسائل الهدم والتدمير فإن كثيراً من القنوات الفضائية وكثيراً من مواقع الانترنت تهدم أكثر مما تبني وتضر أكثر مما تنفع وتفسد أكثر مما تصلح ، وكم ضاع بسببها من شرف، وكم تلطخ بسببها من عرض، فالسلامة في البعد عنها والسلامة لا يعدلها شيء، فإن وجدت هذه الوسائل في المنزل فليراع رب الأسرة ألا تكون هذه الوسائل مفتوحة الباب على مصراعيه لأهله يتابعون منها ما يشاؤون، و يتصلون بالشبكة متى يريدون لأنهم بذلك يضرون أنفسهم ضرراً بالغاً. وهكذا أيضاً بالنسبة لأجهزة الاتصال المحمولة فإنها لم تعد اليوم وسيلة مكالمة فقط وإنما تجاوزت ذلك بكثير إذ صار الجهاز الواحد مسجل صوت، وآلة تصوير، وعارض أفلام وما أكثر ما يستخدم في إشاعة الفاحشة ونشرها.

6- القيام بواجب الرعاية فحرص ولي الأمر على ابنته وتعاهده لها من أسباب استقامة أحوالها، كما أن التفريط وإرخاء الحبل من أسباب الانفلات فقم بواجبك قيام الرجال لا تسمح لأهلك بالتبرج والسفور ومخالطة الرجال الأجانب عنها، والسفر بغير محرم، وإنما يتجرأ النساء على هذا غالباً إذا رأين التغاضي والإهمال من قبل أوليائهن.

7- الحذر كل الحذر من انفصام عرى الاجتماع العائلي الأسري، فإن كثيراً من الأسر اليوم تشتكي ضعف الرابطة بين أفرادها فكل منشغل بخاصة نفسه الأب في واد والأم في واد والأولاد كل في عالمه الخاص وما من شك أن هذا الفراغ يولد مشاكل كبيرة لكنها تنمو شيئاً فشيئاً مع الزمن حتى تحين ساعة الصفر فيقع الانفجار فتستيقظ الأسرة لكن بعد فوات الأوان.

8- لا تظن أخي المسلم أن الخطر الذي يهدد المرأة هو خطر الانحراف الخلقي بالوقوع في الفواحش أو المخدرات ونحوها بل هي أيضاً مهددة بخطر آخر وهو الخطر الفكري فالمرأة معرضة لأن تقع في شراك من أشراك الفرق الهالكة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه و سلم والبالغ عددها اثنتين وسبعين فرقة وكم من النساء اليوم يدن دين الخوارج ويؤثرن في أزواجهن وأبنائهن وتلميذاتهن وكم من النساء من يتبنين العقائد الصوفية ويقمن مجالسها واحتفالاتها التي ما أنزل الله بها من سلطان إلى غير ذلك من صور المخالفة للسنة فهذا يوجب على رب الأسرة أن يحتاط ويأخذ حذره فيتنبه لمصادر التغذية الفكرية التي تغذي قلوب وعقول أهل بيته.

هذا وأسأل الله الهداية والصلاح للمسلمين والمسلمات واستقامة أحوالهم، كما أسأله أن يوفق الفتاة المسلمة للالتزام بدينها، والثبات على المنهاج الحق وأن يعيذها من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمد لله رب العالمين.

علي بن يحيى الحدادي


إمام وخطيب جامع عائشة


رضي الله عنها بالرياض

1426/10/14هـ




التصنيفات
اسلاميات عامة

هل تعلم؟

من قال ( سبحان الله و بحمده ) مئة مره غفرت
ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر

قال عليه الصلاة والسلام كلمتان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن
سبحان الله وبحمده

سبحان الله العظيم

قال ابن القيم رحمه الله
أربعة أشياء تُمرض الجسم

الكلام الكثير * النوم الكثير * والأكل الكثير *الجماع الكثير

وأربعة تهدم البدن

الهم * والحزن * والجوع * والسهر

وأربعة تيبّس الوجه وتذهب ماءه وبهجته

الكذب * والوقاحة * والكثرة السؤال عن غير علم * وكثرة الفجور

وأربعة تزيد في ماء الوجه وبهجته

التقوى * والوفاء * والكرم * والمروءة

وأربعة تجلب الرزق

قيام الليل * وكثرة الاستغفار بالأسحار * وتعاهد الصدقة * والذكر أول النهار وآخرة

وأربعة تمنع الرزق

نوم الصبحة * وقلة الصلاة * والكسل * والخيانة

من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه إن كانت مثل زبد البحر متفق
عليه




جزاكم الله الفردوس الاعلى

شكرا على الموضوع القيم

ننتضر ان ينزف قلمك اكثر في هذا المجال

تقبلوا مروري المتواضع




شكرا على الموضوع




جزاك الله خيرا




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
…..




جزاك الله الف خير وادخلك فسيح جناته وجعل هذا الموضوع في ميزان حسناتك وشكراااااااااااااا




تعليمية
شكرا لك




التصنيفات
اسلاميات عامة

الشيطان ينال غرضه من ابن آدم من ستة أبواب

الشيطان ينال غرضه من ابن آدم من ستة أبواب
ذكر أن ابن القيم أن الشيطان ينال غرضه من ابن آدم من ستة أبواب، وهي: فضول الطعام، وفضول الكلام، وفضول مخالطة الناس، وفضول النظر، وفضول الاستماع، وفضول المنام.

فأما فضول الطعام، فهو: أن يأكل الإنسان فوق ما يحتاج إليه بدنه، وقد نهى الله عن ذلك حيث يقول: :{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [سورة الأعراف آية : 31].

قال ابن القيم: لأن فضول الطعام داع إلى أنواع كثيرة من الشر، فإنه يحرك الجوارح إلى المعاصي، ويشغلها عن الطاعات، فكم من معصية جلبها الشبع، وفضول الطعام; وقال النبي صلى الله عليه وسلم ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن 1 .

وأما فضول الكلام فهو: أن يطلق الإنسان لسانه فيما لا يعينه، وأكبر منه أن يطلقه فيما لا يحل له; قال ابن القيم: لأن فضول الكلام يفتح للعبد أبوابا من الشر، كلها مداخل للشيطان، فإمساك فضول الكلام يسد عنه تلك الأبواب، وكم من حرب أثارتها كلمة واحدة.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم وهل يكب الناس في النار على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم 2. وفي الترمذي: أن رجلا من الأنصار توفي، فقال بعض الصحابة: طوبى له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما يدريك لعله تكلم فيما لا يعينه، أو بخل بما لا ينقصه 3 .

وأما فضول مخالطة الناس، فهو: كون الإنسان لا يبالي بمن جالس وصاحب، فيجالس المؤمنين والمنافقين، والمطيعين والعاصين، والطيبين والخبيثين، بل ربما جالس الكافرين، والمرتدين، وخالطهم.
قال ابن القيم: وفضول المخالطة هي الداء العضال، الجالب لكل شر; وكم سلبت المخالطة والمعاشرة من نعمة، وكم زرعت من عداوة، وكم غرست في القلب من حرارة; ولا يسلم من شر مخالطة الناس، إلا من جعلهم أربعة أقسام:
أحدها: من يجعل مخالطته بمنْزلة غذاه، فلا يستغني عنه في اليوم والليلة، فهو كلما احتاج إليه خالطه، هكذا على الدوام؛ وهم العلماء بالله وأمره ومكائد عدوه، وأمراض القلوب، الناصحون لله ولكتابه ولرسوله ولعباده، فهذا الضرب في مخالطتهم الربح كله.
القسم الثاني: من يجعل مخالطتهم كالدواء يستعمله عند المرض، فما دام صحيحا فلا حاجة به إلى خلطته، وهؤلاء من لا يستغنى عنهم في مصلحة المعاش، وقيام ما يحتاج إليه في أنواع المعاملات والمشاركات.
الثالث: من مخالطتهم كالداء على اختلاف أنواعه وقوته وضعفه، وهؤلاء هم الذين لا يستفاد منهم دينا ولا دنيا، ومخالطتهم هي الداء العضال.
القسم الرابع: من مخالطته الهلكة بمنْزلة أكل السم، وما أكثر هذا الضرب لا كثرهم الله، وهم أهل البدع والضلال، الصادون عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الداعون إلى خلافها. انتهى. ومنهم أهل الفسوق والعصيان.

وأما فضول النظر، فهو: أن يطلق الإنسان نظره فيما حرم عليه; قال ابن القيم: والعين رائد القلب، فيبعث رائده لينظر، فإذا أخبره بحسن المنظور إليه، تحرك اشتياقا إليه وطلبا له؛ وكثيرا ما يتعب نفسه، ومن أرسله؛ فإذا كف الرائد عن الكشف والمطالعة، استراح القلب من كلفة الطلب والإرادة، فمن أطلق لحظاته دامت حسراته.
وأكثر المعاصي إنما تتولد من فضول الكلام، وفضول النظر، وهما أوسع مداخل الشيطان، وفي غض البصر عن المحارم ثلاث فوائد عظيمة، جليلة القدر:
إحداها: حلاوة الإيمان ولذته، التي هي أطيب وألذ مما صرف بصره عنه وتركه لله، فإن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
الفائدة الثانية: في غض البصر نور القلب وصحة الفراسة، قال أبو شجاع الكرماني: من عمر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وكف نفسه عن الشهوات، وغض بصره عن المحارم، واعتاد أكل الحلال، لم تخطئ له فراسة.
الفائدة الثالثة: قوة القلب وثباته وشجاعته، فيعطيه الله بقوته سلطان البصيرة، كما أعطاه بنوره سلطان الحجة؛ فيجمع له السلطانين، ويهرب الشيطان منه.

وأما فضول الاستماع، فهو: أن يلقي الإنسان أذنيه لاستماع ما لا يحل، من الغيبة والنميمة، وقول الزور; ومنه: سماع الأغاني، والأصوات المطربة؛ فإن كان من النساء فهو أخبث وأنكر؛ وهذا باب واسع، ويتولد منه شرور كثيرة في الدين والدنيا. وقد قال تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً} [سورة الفرقان آية : 72]، وشهود الزور هو حضور مجالس الباطل، والأغاني والدفوف من أعظم الزور.

وأما فضول المنام، فهو أن يزيد الإنسان في النوم، على القدر الذي يحتاج إليه في راحة بدنه. فإذا زاد على ذلك، حدث به أنواع من الضرر في الدين والدنيا، فإن الإكثار منه مضر بالقلب، مولد للغفلة عن ذكر الله، مثقل للبدن عن طاعته، يفوت مصالح الدنيا أيضا، وربما أدى إلى تفويت الصلوات الخمس، وغيرها من الطاعات، كما هو واقع كثير؛ فهذه هي المسائل التي حضرت الكلام فيها عندنا.
أحدها: فضول الطعام
الثانية: فضول الكلام
الثالثة: فضول المخالطات
الرابعة: فضول النظر بالعين
الخامسة: فضول الاستماع بالأذن
السادسة: فضول النوم
وقد بينا لك بعض الكلام عليها، وفائدة العلم: العمل، فعليك بالعمل بما وصفته أن لا تأكل من الطعام ولا تشرب من الشراب إلا ما يحتاج إليه بدنك من غير زيادة، وعلى حسب الزيادة تكون المضرة.
ثم تكف لسانك عن كل ما لا ينفعك في دينك أو دنياك، والله أعلم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

——————————-
1 الترمذي : الزهد 2380 , وأحمد 4/132.
2 الترمذي : الإيمان 2616 , وأحمد 5/237.
3 الترمذي : الزهد 2316.

المصدر "الدرر السنية"


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	jzakum8.jpg‏  المشاهدات:	26  الحجـــم:	3.4 كيلوبايت  الرقم:	672  


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك على الموضوع المميز


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	jzakum8.jpg‏  المشاهدات:	26  الحجـــم:	3.4 كيلوبايت  الرقم:	672  


شكرا لك على الموضوع وبارك الله فيك


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	jzakum8.jpg‏  المشاهدات:	26  الحجـــم:	3.4 كيلوبايت  الرقم:	672  


مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	jzakum8.jpg‏  المشاهدات:	26  الحجـــم:	3.4 كيلوبايت  الرقم:	672  


و فيكم بارك الرحمن


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	jzakum8.jpg‏  المشاهدات:	26  الحجـــم:	3.4 كيلوبايت  الرقم:	672  


تعليمية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	jzakum8.jpg‏  المشاهدات:	26  الحجـــم:	3.4 كيلوبايت  الرقم:	672  


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	jzakum8.jpg‏  المشاهدات:	26  الحجـــم:	3.4 كيلوبايت  الرقم:	672  


التصنيفات
اسلاميات عامة

في ضوابط قاعدة «الضرورات تبيح المحظورات للشيخ فركوس حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال:

ما هي ضوابطُ الضرورةِ التي تُبيحُ المحظورَ؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:

فالضرورةُ هي الحالةُ التي تَطْرَأُ على العبد من الخطر والمشقَّة الشديدةِ بحيث يخاف حدوثَ ضَرَرٍ أو أذًى بالنفس أو بعُضْوٍ من أعضائه أو بالعِرْض أو بالعقل أو بالمال، أي: إذا لم تُرَاعَ خِيفَ أن تضيع مصالِحُه الضروريةُ؛ لأنّ الضرورةَ ذاتُ صِلة مباشرةٍ بالضرر الذي الأصل فيه التحريم، فيجوز للمضطرِّ الإقدامُ على الممنوع شرعًا كارتكاب الحرام أو ترك واجب أو تأخيرِه عن وقته دفعًا للضرر عنه في غالب ظنِّه ضِمْنَ قُيُودِ الشرع وضوابطه الآتية البيان، ويسقط عنه الإثمُ في حقّ الله سبحانه دفعًا للحرج عنه، ولكن يبقى تعويض حقّ غيره على ما لحقهم من ضرر قائمًا رفعًا للحرج عنهم.

وقيـودُ الشرع وضوابطُهُ تتمثّل فيما يلي:

أولاً: أن تكون الضرورةُ قائمةً بالفعل لا مُتوهَّمةً ولا مُنتظَرةً ولا مُتوقّعةً؛ لأنّ التوقُّعَ والتوهُّمَ لا يجوز أن تُبنى عليهما أحكامُ التخفيف.

ثانيًا: أن تكون الضرورةُ مُلْجِئَةً بحيث يُخشى تلفُ نَفْسٍِ أو تضييعُ المصالحِ الضروريةِ وهي حِفظ الضرورياتِ الخمسِ: الدِّين، النفس، المال، العقل، العِرْض.
ثالثًا: أن لا تكون للمضطرِّ لدفع الضرر عنه وسيلةٌ أخرى من المباحات إلاّ المخالفات الشرعية من الأوامر والنواهي.

رابعًا: أن يقتصر المضطرُّ فيما يُباح للضرورة على القدر اللازم لدفع الضرر، أي: الحدّ الأدنى فيه، لذلك قُيّدت قاعدة «الضَّرُورَاتُ تُبِيحُ المَحْظُورَاتِ» بقاعدةٍ متفرِّعةٍ: «تُقَدَّرُ الضُّرُورَاتُ بِقَدَرِهَا».

خامسًا: أن يكون وقتُ الترخيصِ للمضطرِّ مقيَّدًا بزمنِ بقاءِ العُذر، فإذا زال العذرُ زَالَ الترخيصُ والإباحةُ، جريًا على قاعدة: «إِذَا زَالَ الخَطَرُ عَادَ الحَظْرُ» أو قاعدةِ: «إِذَا زَالَ المَانِعُ زَالَ المَمْنُوعُ» أو قاعدةِ: «مَا جَازَ لِعُذْرٍ بَطَلَ بِزَوَالِهِ».

سادسًا: أن يكون الضررُ في المحظور الذي يَحِلُّ الإقدامُ عليه أنقصَ من ضرر حالة الضرورة، فإن كان الضررُ في حالة الضرورة أنقصَ أو يساويه فلا يُباح له كالإكراه على القتل أو الزِّنا فلا يباح واحد منهما لِمَا فيه من المفسدة الراجحة إذ ليس نفسُ القاتل وعِرضُه أولى من نفسِ المقتول وعِرضِه.

ومن ذلك لا يجوز نَبْشُ قبرِ الميِّت -الذي لم يُكفَّن- لغَرَض تكفينه؛ لأنّ مفسدةَ هَتْكِ حُرمته أشدُّ من مفسدةِ عدمِ تكفينه، الذي قام القبرُ مقامَه.

سابعًا: أن لا يكون الاضطرارُ سببًا في إسقاطِ حقوق الآدميّين؛ لأنّ «الضَّرَرَ لاَ يُزَالُ بِمِثْلِهِ»، إذ «الضَّرَرُ يُزَالُ بِلاَ ضَرَرٍ» و«لاَ يَكُونُ الاِضْطِرَارُ مُبْطِلاً لِحَقِّ الغَيْرِ» فما لَحِقَ الغير من أضرارٍ يلزمه تعويضُها عنهم.

ثامنًا: أن لا يخالفَ المضطرُّ مبادئَ الشريعةِ الإسلاميةِ وقواعدَها العامّةَ من الحِفاظ على أصولِ العقيدة وتحقيق العدل وأداء الأمانات، فكلُّ ما خالف قواعدَ الشرع لا أَثَرَ فيه للضرورة؛ لأنّ المضطرّ يُخالف بعضَ الأحكامِ الشرعيةِ لا قواعدَ الشريعةِ العامّةَ.

وحتى يصحّ الأخذ بقاعدة: «الضَّرُورَاتُ تُبِيحُ المَحْظُورَاتِ» فلا بدّ من مراعاة هذه الشروط والقيود لتخطّي أحكام التحريم والإيجاب بسببها.

والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا
منقول من موقع الشيخ حفظه الله




بارك الله فيك وحفظ الله الشيخ فركوس ونفعنا بعلمه




التصنيفات
اسلاميات عامة

الانحراف في حياة البشرية

الانحراف في حياة البشرية

خلق الله الخلق لعبادته، وهيأ لهم ما يعينهم عليها من رزقه، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 56-58].
والنفسُ بفطرتها إذا تركت؛ كانت مقرة لله بالإلهية، مُحبَّةً لله، تعبدُه لا تُشرك به شيئًا، ولكن يفسدها وينحرف بها عن ذلك ما يُزيِّنُ لها شياطين الإنس والجن بما يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورًا، فالتوحيد مركوز في الفطرة، والشرك طارئ ودخيل عليها، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم/30].
وقال صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يُولَدُ على الفطرة فأبواه يُهوِّدانه، أو يُنصِّرانه، أو يُمجِّسانه) [في الصحيحين من حديث أبي هريرة]. فالأصلُ في بني آدم: التوحيد.
والدينُ الإسلام وكان عليه آدم عليه السلام، ومن جاءَ بعدَهُ من ذُرّيته قُرونًا طويلة، قال تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ} [البقرة/213].
وأوَّلُ ما حدثَ الشركُ والانحراف عن العقيدة الصحيحة في قوم نوح، فكانَ عليه السلام أول رسول إلى البشرية بعد حدوث الشرك فيها: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ} [النساء/163].
قال ابن عباس: كان بين آدم ونوح عليهما السلام عشرةُ قرون؛ كلهم على الإسلام.
قال ابن القيِّم [إغاثة اللهفان (2/102)]: (وهذا القولُ هو الصواب قطعًا؛ فإنَّ قراءة أُبيّ بنِ كعبٍ – يعني: في آية البقرة -: {فاختلفوا فبعث الله النبيين}.
ويشهد لهذه القراءة قوله تعالى في سورة يونس: {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ} [يونس/19].
يريد – رَحمهُ الله – أنَّ بعثةَ النبيين سببُها الاختلاف عما كانوا عليه من الدين الصحيح، كما كانت العربُ بعد ذلك على دين إبراهيمَ عليه السلام؛ حتى جاء عمرو بن لحي الخزاعي فغيّر دينَ إبراهيم، وجلبَ الأصنام إلى أرض العرب، وإلى أرض الحجاز بصفة خاصة، فعُبدت من دون الله، وانتشر الشركُ في هذه البلاد المقدسة، وما جاورها؛ إلى أن بعثَ الله نبيه محمدًا خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم فدعا الناس إلى التوحيد، واتّباع ملَّة إبراهيم، وجاهد في الله حق جهاده؛ حتى عادت عقيدة التوحيد وملة إبراهيم، وكسَّر الأصنام وأكمل الله به الدين، وأتم به النعمة على العالمين، وسارت على نهجه القرون المفضَّلَة من صدر هذه الأمة؛ إلى أن فشا الجهل في القرون المتأخرة، ودخلها الدخيلُ من الديانات الأخرى، فعاد الشرك إلى كثير من هذه الأمة؛ بسبب دعاة الضلالة، وبسبب البناء على القبور، متمثلاً بتعظيم الأولياء والصالحين، وادعاء المحبة لهم؛ حتى بنيت الأضرحة على قبورهم، واتخذت أوثانًا تُعبدُ من دون الله، بأنواع القُربات من دعاء واستغاثة، وذبح ونذر لمقامهم. وسَموا هذا الشرك: توسُّلاً بالصالحين، وإظهارًا لمحبتهم، وليس عبادة لهم، بزعمهم، ونسو أن هذا هو قول المشركين الأولين حين يقولون: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر/3].
ومع هذا الشرك الذي وقع في البشرية قديمًا وحديثًا، فالأكثرية منهم يؤمنون بتوحيد الربوبية، وإنما يُشركون في العبادة، كما قال تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} [يوسف/106].

ولم يجحد وجودَ الرب إلا نزرٌ يسير من البشر، كفرعون والملاحدة الدهريين، والشيوعيين في هذا الزمان، وجحودهم باطنهم، وقرارة نفوسهم، كما قال تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} [النمل/14].
وعقولهم تعرف أن كل مخلوق لابد له من خالق، وكل موجود لابد له من موجد، وأن نظام هذا الكون المنضبط الدقيق لابد له من مدبر حكيم، قدير عليم، من أنكره فهو إما فاقد لعقله، أو مكابر قد ألغى عقله وسفه نفسه، وهذا لا عِبرةَ به.

للشيخ الفوزان حفظه الله




جزاااااك الله خيرا
اللهم اصلحنـــا اللهم اصحلــنا اللهم اصلــحنا ..آمين آمين آمين ..
شكرا وبارك الله فيك وجعل عملك هذا بميزان خيراتك وحسناتك باذن الله
شكراااااااااا اخي




التصنيفات
اسلاميات عامة

إتحاف ذوي الفطن بذكر اول من ألف في كل فـــن دعوة للمشاركة

تعليمية تعليمية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين


اما بعد

فإن من المعلوم لدى الكثير من طلبة العلم ان العلوم الشرعية كانت موجودة في زمن النبوة ,وكانت في أذهان الصحابة رغم أن الاصطلاحات جاءت بعد .

ولنأخذ على سبيل المثال أصول الفقه فإن هذا العلم كان معلوما لديهم وكانوا يفهمون بسليقتهم العربية مراد الشارع من خطابه هل هو للتحريم او للكراهة او للاستحباب اوللإيجاب .وكذالك يعرفون أدوات العموم .وأدوات الشرط .والشروط .والموانع .والاسباب .والقياس . والمصلحة .لكن كاصطلاح لم ينطقوا به .

ومثال اخر :علم النحو: فالصحابة رضي الله عنهم كانوا من افصح الناس ولم يكونوا بحاجة الى التاليف في قواعد النحو لان لسان حالهم يقول كما قال الشاعر


ولست بنحوي يلوك لسانه ***ولكن سليقي اقول فأعرب

وكذالك الحديث الشريف كان محفوظا في صدور الصحابة فلما انقرض عهد الصحابة وخيف على السنة ظهر التاليف في جمع الحديث في اول الامر ثم لما ظهر من يضع في الحديث ظهرت كتب الجرح والتعديل ثم بعدها ظهرت كتب في مصطلح الحديث لضبط هذا الشأن

وقل مثل هذا في باقي العلوم كالتفسير والعقيدة وعلوم اللغة المختلفة كالصرف وعلوم البلاغة-البيان .البديع .علم المعاني- والعروض. وفقه اللغة …الخ

وكل علم من تلك العلوم هيأ الله له من علماء هذه الامة من يفتح باب التاليف فيه

ونفتتح هذا الباب بذكر أول من جمع القرآن في الصحف – رغم ان عنوان المشاركة التاليف وفيما يتعلق بالقرآن نقول أول من جمع فهو كلام الله غير مخلوق منه بدأ واليه يعود وقد تكلم به سبحانه حقيقة بحرف وصوت .أوحاه الى نبيه صلى الله عليه وسلم وجمعه له في صدره وتكفل له بتبيينه له قال تبارك وتعالى :{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)}سورة القيامة .و تكفل الله بحفظه فقال { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)}وتعهد الله بأن يجعل هذا القران مهيمنا وشهيدا على ما تقدمه من الكتب {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ}المائدة

ولا شك ان الله عز وجل اذا اراد شيئا هيأ أسبابه فهيأ لحفظ هذا الكتاب رجالا يقومون بهذا العبئ الثقيل الذي قال فيه زيد بن ثابث (( والله لو كلفوني نقل الجبال لكان أيسر من الذي كلّفوني))

عن زيد بن ثابت قال : أرسل إلي أبو بكر رضي الله عنه مقتل أهل اليمامة . فإذا عمر بن الخطاب عنده . قال أبو بكر إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى إن استحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن قلت لعمر كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال عمر هذا والله خير فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت الذي رأى عمر قال زيد قال أبو بكر إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن قال : قلت كيف تفعلون شيئا لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم . قال هو والله خير فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر . فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم )

حتى خاتمة براءة . فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة . رواه البخاري

تعليمية تعليمية




بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع قيم يستحق التثبيت …

كم نحن بحاجة لمثل هذه المواضيع التتذكرنا بالسلف ورغبتهم الشديدة للعلم وفهمه بورك فيك

تحياتي ……………




جزاك الله خيرا وبارك الله فيك على التثبيت

ونسال الله ان يثبت قلوبنا على الحق

شكرا على المرور والكلام الطيب




فعلا موضوع يستحق التثبيت,بارك الله فيك ونفعنا الله بما فيه خير لنا في الدين والدنيا




بارك الله فيك و جزاك خيرا




السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة
اهلاوسهلا بيك اخي الكريم
بارك الله فيك على الموضوع المميز
وجعله من ميزان حسناتك
شكرا على مشاركتك ..
واصل تميزك
تحياتي




بارك الله فيك وشكرا على الموضوع المميز




التصنيفات
اسلاميات عامة

العمرة في العشر الأواخر من رمضان

تعليمية تعليمية

العمرة في العشر الأواخر من رمضان

تعليمية



هل من المستحب أداء العمرة في العشر الأواخر من رمضان، وهل هي أفضل من العشر الأوائل؟، وما مكانة محاولة تقبيل الحجر الأسود؟


العمرة في رمضان تعدل حجة؛ كما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفي العشر الأخيرة فهي أفضل؛ لأن العشر الأخيرة هي أفضل الشهر، وهكذا في العشر الأول من ذي الحجة لها فضل عظيم، لأن عشر ذي الحجة أفضل الأيام، والعمل الصالح فيها أفضل الأعمال، فإذا اعتمر في العشر الأول من ذي الحجة فلها فضل عظيم العمرة، لكن في رمضان أفضل، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (عمرة في رمضان تعدل حجة).

الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

تعليمية تعليمية




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيرا ونفع بكِ




بارك الله فيكم على الموضوع القيم

اللهم ارزقنا عمرة في رمضان




السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا اختي على الافادة

مشكورة




يرفع للفائدة ،،
وفقكم الله




جزاكم الله خير

للرفع بمناسبة قدوم شهر رمضان 2022

اعاده الله علينا بالاجر والثواب




جزاكم الله خير

للرفع بمناسبة قدوم شهر رمضان 2022

اعاده الله علينا بالاجر والثواب




التصنيفات
اسلاميات عامة

قول ،للشيخ الفوزان

قول ( الإيمان في القلب )،للشيخ الفوزان -حفظه الله-

نص السؤال:

ما قولكم لمن إذا قيل له‏:‏ اتق الله في نفسك من بعض المعاصي مثل حلق اللحية وشرب الدخان وإسبال الثياب، يقول‏:‏ الإيمان في القلب، وليس الإيمان في تربية اللحية وترك الدخان ولا في إسبال الثياب، ويقول‏:‏ إن الله لا ينظر إلى أجسامكم يقصد ‏(‏اللحية والدخان وإسبال الثياب‏)‏ ولكن ينظر إلى قلوبكم‏؟

نص الإجابة:

هذه الكلمة كثيرًا ما يقولها بعض الجهال أو المغالطين، وهي كلمة حق يراد بها باطل‏؛ لأن قائلها يريد تبرير ما هو عليه من المعاصي؛ لأنه يزعم أنه الإيمان الذي في القلب عن عمل الطاعات وترك المحرمات، وهذه مغالطة مكشوفة، فإن الإيمان ليس في القلب فقط، بل الإيمان – كما عرفه أهل السنة والجماعة – ‏:‏ قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح‏. قال الإمام الحسن البصري رحمه الله‏:‏ ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال‏.‏ وعمل المعاصي وترك الطاعات دليل على أنه ليس في القلب إيمان أو فيه إيمان ناقص‏.‏ والله تعالى يقول‏:‏ ‏{ ‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا‏ }‏ ‏[‏سورة آل عمران‏:‏ آية130‏]‏ ‏{ ‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ‏ } ‏ ‏[‏سورة المائدة‏:‏ آية35‏]‏ ‏{ ‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ‏ }‏ ‏[‏سورة المائدة‏:‏ آية95‏]‏ ‏{ ‏إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ‏ } ‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ آية 277‏]‏ ‏{ ‏ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا‏ }‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ آية 62‏]‏ فالإيمان لا يسمى إيمانًا كاملًا إلا مع العمل الصالح وترك المعاصي‏.‏ ويقول تعالى‏:‏ ‏{ ‏وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ‏ }‏ ‏[‏سورة العصر‏:‏ الآيات 1-3‏]‏ ‏{ ‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ‏ }‏ ‏[‏سورة النساء‏:‏ آية 59‏]‏ ‏{ ‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ‏ }‏ ‏[‏سورة الأنفال‏:‏ آية 24‏]‏ فلا يكفي العمل الظاهر بدون إيمان بالقلب؛ لأن هذه صفة المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار‏. ولا يكفي الإيمان بالقلب دون نطق باللسان وعمل بالجوارح؛ لأن هذا مذهب المرجئة من الجهمية وغيرهم، وهو مذهب باطل بل لا بد من الإيمان بالقلب والقول باللسان والعمل بالجوارح، وفعل المعاصي دليل على ضعف الإيمان الذي في القلب ونقصه؛ لأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية‏.‏

المصدر: / المنتقى من فتاوى الشيخ د.صالح الفوزان بن عبد الله الفوزان( حفظه الله )




بارك الله فيك على ما نقلته لنا




بارك الله فيكي اختاه وسدد خطاك على جلبك القيم
تحياتي لكي




ألف شكر ويارك الله فيك




بارك الله فيك واصل في التميز




الإيمان – كما عرفه أهل السنة والجماعة – ‏:‏ قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح‏. قال الإمام الحسن البصري رحمه الله‏:‏ ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال‏
وهذا يدل على ان الاعمال ذاخلة في مسمى ايمان
شكراااااااا
اختي موضوع في القمة




التصنيفات
اسلاميات عامة

لين الكلام، والمخاطبة بالتي هي أحسن لبن تيمية رحمه الله


لين الكلام، والمخاطبة بالتي هي أحسن
لبن تيمية رحمه الله

ما ذكرتم من لين الكلام، والمخاطبة بالتي هي أحسن، فأنتم تعلمون أني من أكثر الناس استعمالًا لهذا، لكن كل شيء في موضعه حسن، وحيث أمر الله ورسوله بالإغلاظ على المتكلم لبغيه وعدوانه على الكتاب والسنة ، فنحن مأمورون بمقابلته، لم نكن مأمورين أن نخاطبه بالتي هي أحسن‏.‏ ومن المعلوم أن الله تعالى يقول‏:‏ ‏{‏وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏139‏]‏ فمن كان مؤمنًا فإنه الأعلى بنص القرآن‏.‏
وقال‏:‏ ‏{‏وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ‏}‏ ‏[‏المنافقون‏:‏ 8‏]‏ وقال‏:‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ‏.‏ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي‏}‏ ‏[‏المجادلة20‏:‏ 21‏]‏ والله محقق وعده لمن هو كذلك كائنًا من كان‏.‏

ومما يجب أن يعلم‏:‏ أنه لا يسوغ في العقل ولا الدين طلب رضا المخلوقين لوجهين ‏

أحدهما‏:‏ أن هذا غير ممكن، كما قال الشافعي ـ رضي الله عنه‏:‏ الناس غاية لا تدرك، فعليك بالأمر الذي يصلحك فالزمه، ودع ما سواه ولا تعانه‏.‏

والثاني‏:‏ أنا مأمورون بأن نتحرى رضا الله ورسوله، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 62‏]‏، وعلينا أن نخاف الله فلا نخاف أحدًا إلا الله، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 175‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 44‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 51‏]‏، ‏{‏وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 41‏]‏‏.‏ فعلينا أن نخاف الله، ونتقيه في الناس، فلا نظلمهم بقلوبنا، ولا جوارحنا، ونؤدي إليهم حقوقهم بقلوبنا وجوارحنا، ولا نخافهم في الله فنترك ما أمر الله به ورسوله خيفة منهم‏.‏
ومن لزم هذه الطريقة كانت العاقبة له كما كتبت عائشة إلى معاوية‏:‏ أما بعد‏:‏ فإنه من التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه، وأسخط عليه الناس، وعاد حامده من الناس ذامًا‏.‏ ومن التمس رضا الله بسخط الناس رضى الله عنه، وأرضى عنه الناس‏.‏
فالمؤمن لا تكون فكرته وقصده إلا رضا ربه، واجتناب سخطه والعاقبة له، ولا حول ولا قوة إلا بالله‏.

مجموع فتاوى شيخ الاسلام إبن تيمية رحمه الله




بارك الله فيك




تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

أصل الذنوب لابن قيم الجوزية

بسم الله الرحمن الرحيم
أصل الذنوب
~*~*~*~*~*~*~*~
قال ابن القيم رحمه الله: (( ولما كانت الذنوب متفاوتة في درجاتها ومفاسدها تفاوتت عقوباتها في الدنيا والآخرة بحسب تفاوتها؛ ونحن نذكر فيها بعون الله وحسن توفيقه فصلا وجيزا جامعا؛ فنقول: أصلها نوعان:
ترك مأمور.
فعل محظور.
وهما الذنبان اللذان ابتلى الله سبحانه بهما أبوي الجن والإنس. وكلاهما ينقسم باعتبار محله إلى ظاهر على الجوارح؛ وباطن في القلوب. وباعتبار متعلَّقِه إلى حق الله؛ وحق خلقه. وإن كان كل حق لخلقه فهو متضمن لحقه؛ لكن سمي حقا للخلق ؛ لأنه يجب بمطالبتهم ويسقط بإسقاطهم. ثم هذه الذنوب تنقسم إلى أربعة أقسام:
ملكية وشيطانية وسبعية وبهيمية ولا تخرج عن ذلك.
الذنوب الملكية:
~*~*~*~*~*~*~*~
فالذنوب الملكية أن يتعاطى ما لا يصح له من صفات الربوبية كالعظمة والكبرياء والجبروت والقهر والعلو واستعباد الخلق ونحو ذلك. ويدخل في هذا الشرك بالله تعالى؛ وهو نوعان:
شرك به في أسمائه وصفاته وجعل آلهة أخرى معه.
وشرك به في معاملته.
وهذا الثاني قد لا يوجب دخول النار وإن أحبط العمل الذي أشرك فيه مع الله غيره.
وهذا القسم أعظم أنواع الذنوب وبدخل فيه القول على الله بلا علم في خلقه وأمره فمن كان من أهل هذه الذنوب فقد نازع الله في ربوبيته وملكه وجعل له نِدّاً؛ وهذا أعظم الذنوب عند الله ولا ينفع معه عمل.
الذنوب الشيطانية:
~*~*~*~*~*~*~*~
وأما الشيطانية؛ فالتشبه بالشيطان في الحسد والبغي والغش والغل والخداع والمكر والأمر بمعاصي الله وتحسينها والنهي عن طاعته وتهجينها والابتداع في دينه والدعوة إلى البدع والضلال.
وهذا النوع يلي النوعَ الأولَ في المفسدة وإن كانت مفسدته دونه.
الذنوب السبُعية:
~*~*~*~*~*~*~*~
وأما السبعية فذنوب العدوان والغضب وسفك الدماء التوثب على الضعفاء والعاجزين ويتولد منها أنواع أذى النوع الإنساني والجرأة على الظلم والعدوان.
الذنوب البهيمية:
~*~*~*~*~*~*~*~
وأما الذنوب البهيمية فمثل الشره والخص على قضاء شهوة البطن والفرج ومنها يتولد الزنا والسرقة وأكل أموال اليتامى والبخل والشح والجبن والهلع والجزع وغير ذلك.
وهذا القسم أكثر ذنوب الخلق لعجزهم عن الذنوب السبعية والملكية. ومنه يدخلون إلى سائر الأقسام فهو يجرهم إليها بالزمام فيدخلون منه إلى الذنوب السبعية ثم إلى الشيطانية ثم إلى منازعة الربوبية والشرك في الوحدانية.
ومن تأمل هذا حق التأمل تبين له أن الذنوب دهليز الشرك والكفر ومنازعة الله ربوبيته. )) .
انتهى كلامه رحمه الله.
من كتاب الداء والدواء صفحة 154/155




باركـَ اللهُ فيكـِ أخية، موضوعٌ قَيِّم

نفعَ اللهُ بكـِ ،،




اللهم انا نعوذ بك من جميع الذنوب ونسالك الجنة وما قرب اليها من قول وعمل وان تشملنا بعفوك ورحمتك انك سميع مجيب.