التصنيفات
مادة الفلسفة 3 ثانوي : باشراف الاساتذة أم يحيى

مقالة جدلية حول العلاقة بين الإنسان على التفكير وقدرته على التعبير

المقدمة :
طرح الإشكالية
يعتبر التفكير ميزة أساسية ينفرد بها الإنسان عن باقي الكائنات الأخرى ومن منطلق أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه فإنه يحتاج ولا شك إلى وسيلة إلى الاتصال والتواصل مع غيرك من الناس وللتعبير عن أفكاره وهذا ما يعرف في الفلسفة بالغة فإذا كنا أمام موقفين متعارضين أحد هما يرى أن العلاقة اللغة بالفكر انفصال والأخر يرى أنها علاقة اتصال فالمشكلة المطروحة هل العلاقة بين اللغة والفكر علاقة اتصال أم انفصال ؟
التحليل:
عرض الأطروحة الأولى
ترى هذه الأطروحة(الاتجاه الثنائي) أن العلاقة بين اللغة والفكر علاقة انفصال أي أنه لايوجد توازن بين لا يملكه الإنسان من أفكار وتصورات وما يملكه من ألفاظ وكلمات فالفكر أوسع من اللغة أنصار هذه الأطروحة أبو حيان التوحيدي الذي قال << ليس في قوة اللغة أن تملك المعاني >> ويبررون موقفهم بحجة واقعية إن الإنسان في الكثير من المرات تجول بخاطره أفكار لاكته يعجز عن التعبير عنها ومن الأمثلة التوضيحية أن الأم عندما تسمع بخبر نجاح ابنها تلجأ إلى الدموع للتعبير عن حالتها الفكرية والشعورية وهذا يدل على اللغة وعدم مواكبتها للفكر ومن أنصار هذه الأطروحة الفرنسي بركسون الذي قال << الفكر ذاتي وفردي واللغة موضوعية واجتماعية >>وبهذه المقارنة أن اللغة لايستطيع التعبير عن الفكر وهذا يثبت الانفصال بينهما . النقد
هذه الأطروحة تصف اللغة بالعجز وبأنها تعرقل الفكر لكن اللغة ساهمت على العصور في الحفاظ على الإبداع الإنساني ونقله إلى الأجيال المختلفة .

عرض الأطروحة الثانية
ترى هذه الأطروحة (الاتجاه الو احدي ) إن هناك علاقة اتصال بين اللغة والفكر مما يثبت وجود تناسب وتلازم بين ماتملكه من أفكار وما تملكه من ألفاظ وعبارات في عصرنا هذا حيث أثبتت التجارب التي قام بها هؤلاء أن هناك علاقة قوية بين النمو الفكري والنمو اللغوي وكل خلل يصيب أحداهما ينعكس سلبا على الأخر ومن أنصار هذه الأطروحة هاملتون الذي قال << الألفاظ حصون المعاني وقصد بذلك إن المعاني سريعة الظهور وسريعة الزوال وهي تشبه في ذلك شرارات النار ولايمكن الإمساك بالمعاني إلا بواسطة اللغة>>
النقد
هذه الأطروحة ربطت بين اللغة والفكر لاكن من الناحية الواقعية يشعر أكثر الناس بعدم المساواة بين قدرتهم على التفكير وقدرتهم على التعبير .

التركيب : الفصل في المشكلة

تعتبر مشكلة اللغة والفكر أحد المشكلات الفلسفية الكلاسيكية واليوم يحاول علماء اللسانيات الفصل في هذه المشكلة بحيث أكدت هذه الدراسات أن هناك ارتباط وثيق بين اللغة والفكر والدليل عصر الانحطاط في الأدب العربي مثلا شهد تخلفا في الفكر واللغة عكس عصر النهضة والإبداع ومن المقولات الفلسفية التي تترجم وتخلص هذه العلاقة قول دولا كروا << نحن لانفكر بصورة حسنة أو سيئة إلا لأن لغتنا مصنوعة صناعة حسنة أو سيئة >>

الخاتمة: حل الإشكالية
وخلاصة القول أن اللغة ظاهرة إنسانية إنها الحل الذي يفصل بين الإنسان والحيوان ولا يمكن أن نتحدث عن اللغة إلا إذا تحدثنا عن الفكر وكمحاولة للخروج من الإشكالية إشكالية العلاقة بين اللغة والفكر نقول أن الحجج والبراهين الاتجاه الو احدي كانت قوية ومقنعة ومنه نستنتج العلاقة بين العلاقة بين اللغة والفكر علاقة تفاعل وتكامل.




هل الإدراك محطة لنشاط العقل أم هو تصور لنظام الأشياء ؟

الطريقة: الجدلية

الدرس : الإدراك و الإحساس

الإشكال: هل الإدراك محطة لنشاط العقل أم هو تصور لنظام الأشياء ؟

يعد الإحساس تلك الظاهرة النفسية الأولية التي تتشابك فيها المؤثرات الخارجية مع الوظائف الحسية عن طريق استقبال هذه المؤثرات و تكيفها مع طبيعة الموقف , أما الإدراك فيعتبر نوعا من البناء الذهني و عملية إنشائية متشابكة يتدخل فيها الحاضر بمعطياته الحسية و الماضي بصوره و ذكرياته , و لهذا فقد اختلف الفلاسفة في تفسير عملية الإدراك فمنهم من أرجعه إلى العالم الخارجي و بنيته , و منهم من أرجعه إلى العقل و التساؤل الذي يطرح نفسه: هل الإدراك نشاط ذهني أم أنه استجابة كلية للمدركات الخارجية ؟ أو بعبارة أصح : هل الإدراك مجرد محصلة لنشاط العقل أم هو تصور لنظام الأشياء ؟.
يرى أنصار النظرية الذهنية و على رأسها "ديكارت , واركلي , ألان "فديكارت يميز بين الأفكار التي هي حسبه أحوال نفسية موجودة داخل الذات و بين الأشياء التي تعتبر امتداد لها يقول ديكارت: (العالم ليس ما أفكر فيه بل ما أحياه) , و هذه النظرية في أساسها قائمة على التميز بين الإحساس و الإدراك , فالإحساس مرتبط بالبدن لأن المحسوسات مجرد تعبيرات ذاتية قائمة فينا , أما الإدراك فهو مرتبط بالعقل و حسبه أن إدراك شيء ممتد إنما يكون بواسطة أحكام تصفى على الشيء و صفاته و كيفياته الحسية و منه يكون إدراك المكان عملا عقليا فلا يمكن أن يكون وليد الإحساس , و إنما نتيجة حكم نصدره عند تفسيره معطيات الحس بالمقارنة بي أبعادها الظاهرية و في هذا يقول ديكارت: (إنني حين أنظر من النافذة أشاهد رجالا يسيرون في الشارع مع أني في الواقع لا أرى بالعين المجردة سوى قبعات و معاطف متحركة , و لكن على الرغم من ذلك أحكم بأنهم أناس) , و هكذا يصل إلى نتيجة مفادها: (و إذن فأنا أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت أحس بأني أراه بعيني) , و قد أكد واركلي (بأن تقدير مسافة الأشياء البعيدة جدا ليس إحساسا بل حكم مستند إلى التجربة) . مما جعله يرى بأن الأعمى لا يمكن أن يكون لديه أية فكرة عن المسافة البصرية إذا استعاد بصره فالشمس و النجوم و أقرب الأشياء و أبعدها تبدو له جميعا موجودة في عينه بل في فكره , و قد جاءت أعمال الجراح الإنجليزي شيزلند فيما بعد بحوالي عشرين سنة تثبت صحة رأي واركلي و هذا الأخير يرى بدوره أنه توجد علاقة بين الذات و الموضوع , و هكذا يصل إلى القول: (و جود الشيء قائم في إدراكي أنا له) , و على شاكلة هذا الطرح نجد الفيلسوف الفرنسي ألان حيث يرى أننا ندرك الأشياء كما تعطيه لنا حواسنا و يقدم مثالا على ذلك المكعب , فإننا لا نرى منه على الأكثر إلا تسعة أضلاع من بين أضلاعه الإثنى عشر و ثلاث سطوح من بين سطوحه الستة و رغم كل هذا فنحن ندركه مربعا و معنى هذا أن المكعب معقول و ليس محسوس .
رغم كل هذه الحجج و الأدلة إلا أن هذه النظرية لم تصمد للنقد ذلك أنه و كما يرى بعض الفلاسفة لم تكن هذه النظرية على صواب حين ميزت بين الإحساس و الإدراك و فصلت بين وظيفة كل منهما في المعرفة فإن كان الإحساس هو الجسر الذي يعبره العقل أثناء الإدراك فإن ذلك يعني بالضرورة أن للإحساس وظيفة يؤديها في عملية الإدراك , و بدونه يصبح الإدراك فعلا ذهنيا مستحيلا , بالإضافة إلى أن مغالاة هذه النظرية في دور التبرير الذهني يهمش و يستثني الحواس في تعرفنا على المكان أو الشيء المدرك .
على عكس الرأي السابق نجد المدرسة الحشطالنية التي ترفض التمييز بين الإحساس و الإدراك, كما ترفض أن يكون الإدراك مجموعة احساسات بل الإدراك من أول وهلة هو إدراك لمجموعات ذات صور و بنيات , فالإدراك في نظرها هو استجابة كلية للبيئة أو جواب لما تفرضه علينا , و بناء على هذا فإنه في عملية الإدراك لا تعطي المعطيات صورها الذهنية عن طريق الحكم العالي و إنما تدرك الموضوعات التي تبرز في مجال إدراكنا فتجعلنا ننتبه إليها دون غيرها , هاته الموضوعات البارزة تسمى أشكالا و صيغا و حسب النظرية فإن العالم الخارجي موجود على شكل منظم و في قوانين معينة لذلك فإنها ترى أننا ندرك صيغا و أشكالا لها خصائص هندسية (الشكل – البروز – الحجم …)و ذلك بناء على عوامل موضوعية منها :
أ/*عامل التقارب:التنبيهات الحسية المتقاربة في الزمان و المكان تبدو في مجال إدراكنا كوحدة مستقلة في الشكل 1(………)ندرك النقاط على شكل سلسلة , و في الشكل 2(.. .. ..)ندرك النقاط كصيغة مستقلة (منفردة , زوجية).
ب/*عامل التشابه:ندرك التنبيهات المتشابهة في اللون و الحجم و الشكل و الحركة كالأشياء و النقاط كصيغة مستقيمة مثل الشكل 3 (ــ ــ ــ . . .) الذي يفرض علينا أن ندرك النقاط كصيغة و الخطوط كصيغة أخرى .
ج/*عامل الإغلاق يلعب دورا هاما في السلوك و خاصة الغريزي منه و معناه أن الأشياء و الأشكال تميل إلى الاكتمال في إدراكنا مثلا الشكل 4 ( ) الدائرة تدرك كدائرة حين عندما يكون محيطها غير مكتمل و قد نتعرف على شخص ما ربما فقط عند رؤية بعض ملامحه .
هذه تعد أهم القوانين التي تنظم عملية الإدراك عند أصحاب النظرية الحشطالنية و هي في نظرهم لا تصدق على مجال البصر فقط بل تتعداه إلى كل المجالات الحسية الأخرى فالأصوات هي عبارة عن بنيات أو صيغ ندركها عن طريق السمع , و الدليل في ذلك هو أنه عندما نسمع أغنية ما ندرك كوحدة مألوفة من اللحن و الكلمات و الإيقاع أي كبنية متكاملة و لا ندركها كأجزاء مفصلة .
هذا الرأي هو الآخر لم يصمد للنقد ذلك أنه قلل من دور الذات العارفة في عملية الإدراك لبنية الشيء المدرك و هو أيضا من جهة أخرى تابع لبنية الذات المدركة .
إن العيب الذي تؤاخذ عليه النظريتان هو أنهما فصلتا بين الذات و العوامل الموضوعية (الخارجية) في عملية الإدراك و قد جاءت النظرية العضوية لتقف موقفا عضويا فهي ترى أن إدراك المكان هو نتيجة لتظافر جميع المؤثرات الحسية التي يستقبلها الفرد في لحظة ما سواء أصدرت عن الذات أو الموضوع و هم يعتمدون على مسلمتين فالأولى أن أي تغيير يحدث في الذات أو الموضوع يؤثر و يحدث فقدان التوازن بينهما فإدراك خصائص منظر ما من بعيد عند غلق إحدى العينين ينتج عنه غياب المساحة المقابلة لمجال إبصار العين المغلقة و بالمقابل فوضع ستار ما على نصف حائط يمنع رؤية ما يوجد خلف الستار فهناك علاقة تكامل و تطابق بين الذات و الموضوع (و كذلك الأحوال النفسية و السلوكات) , أما المسلمة الثانية فإنها كذلك تستجيب للمنبهات الحسية فإدراكنا للأشياء يتأثر بحسب قوتها (نستجيب لصوت السيارة أكثر من حديث الشخص , و يزعجنا نباح الكلب أكثر من قطعة موسيقية , و نطمئن لنباح الكلب إذا خفنا من السرقة).
و أخيرا و كحوصلة لما سبق فإنه في عملية الإدراك لا بد من توفر شرطين أساسيين هما الذات و الموضوع لما يحملانه من تطابق و أمل و بدون توفر الشرطين يصبح الإدراك عملا ناقصا إذا فإدراكنا المكان نتيجة لتحصيل عقلي بالإضافة إلى العوامل الموضوعية




اثبت بطلان الأطروحة الأتية <<الألفاظ حصون المعاني>>
مقالة إستقصائية بالنفي
السؤال :اثبت بطلان الأطروحة الأتية <<الألفاظ حصون المعاني>>

المقدمة: (طرح الإشكالية )
الإنسان كائن إجتماعي بطبعة يتعامل مع غيره ووسيلته في ذلك اللغة, ولقد أصبح من الشائع لدى بعض الفلاسفة ان الألفاظ حصون المعاني لكن هناك من يعارض ذلك وهم أصحابالإتجاه الثنائي ولقد تقرر لدي رفض الأطروحة <الإتجاه الواحدي> والمشكلة المطروحة كيف نبطل ذلك؟

التحليل : محاولة حل الإشكالية
الجزء الأول
إن الأطروحة القائلة <الألفاظ حصون المعاني > أطروحة باطلة وذلك بوجود عدة مبررات تدفعنا إلى ذلك ومن الناحية الواقية كثيرا مايتراجع افنسان عن كتابة بعض الكلمات أو يتوقف عن الكلام والسبب في ذلك أن اللفاظ تخونه أي رغم وجود المعاني إلا أنه لايستطيع التعبير عنها وقد يعود السبب إلى عدم القدرة الألفاظ على إحتواء المعاني العميقة والمشاعر الدافئة والعواطف الجياشة لذلك قيل إذا كانت كلماتي من ثلج فكيف تتحتوي بداخلها النيران ومن الأمثلة التي توضح ذلك أن الأم عندما تسمع بخبر نجاح ولدها قد تلجأ إلى الدموع , وهذا يبرر عجز اللغة
الجزء الثاني
إن هذه الأطروحة لها مناصرين وعلى رأسهم جون لوك الذي قال << اللغة سلسلة من الكلمات تعبر عن كامل الفكر >> ولكن كلامه لايستقيم أمام النقد لأن الألفاظ محصلة ومحدودة بينما المعاني مبسوطة وممدودة وكما قال أبو حيان التحيدي << ليس في قوة اللفظ من أي لغة كان أن يملك ذلك المبسوط (المعاني ) ويحيط به >> وكذلك ترى الصوفيةيلجأون إلى حركات ورقصات لأن الألفاظ لم تستطع إخراج جميع مشاعرهم .
الجزء الثالث
إن الأطروحة القائلة الألفاظ حصون المعاني يمكن رفعها ( إبطالها) بطريقتين : شخصية وهذا ماحدث لي عندما إلتقيت بزميلي لم أره منذ مدة حيث تلعثم لساني ولم أستطع التعبير عن مشاعرالإشتياق نحوه , إن الألفاظ في هذه الحالة قتلت المعاني ونجد بركسون أبطل هذه الأطروحة وحجته أن اللغةمن طبيعة إجتماعية وموضوعية بينما الفكر ذاتي وفردي .

الخاتمة : حل الإشكالية

وخلاصة القول أن اللغة مجموعة من الإشارات والرموز تستعمل للإتصال والتواصل والفكر خاصية ينفرد بها الإنسان وقد تبين لنا أن هناك من يربط بين الفكر واللغة مما دفعنا إلى رفض هذه الأطروحة ونقدمسلماتها والرد على حججها وبالنظر ما سبق ذكره نصل إلى حل هذه الإشكالية
إن الطروحة القائلة < الألفاظ حصون المعاني >أطروحة باطلة ويجب رفضها .

الذاكرة محصلة لتفاعل العوامل المادية والنفسية والاجتماعية , هذا الأخير يساهم في استرجاع الذكريات كما قال هال فاكس << عندما أتذكر فإن الغير هم الذين يدفعونني إلى التذكر>> ولاكن بشرط سلامة الجملة العصبية <الدماغ> , فقد أكد الأطباء استحالة استرجاع الذكريات دون تدخل الدماغ دون إهمال العوامل النفسية هذا الحل التوفيقي لخصه < دولا كروا > في قوله << الذاكرة نشاط يقوم به الفكر ويمارسه الشخص >>

الخاتمة : حل الإشكالية

ومجمل القول أن الذاكرة قدرة تدل على الحفظ والاسترجاع ولكن الإشكالية لا ترتبط بمفهوم الذاكرة بل بالأساس الذي يبني عليه , فهناك من ربطها بشروط نفسية وكمخرج للمشكلة نستنتج أن :
الذاكرة محصلة لتفاعل العوامل المادية والاجتماعية والنفسية.




إذا كانت اللغة تشكل عائقا للفكر فهل يجب رفضها ؟

الدرس: اللغة و التواصل

الإشكال:إذا كانت اللغة تشكل عائقا للفكر فهل يجب رفضها ؟

يتبادل الناس الأفكار كما يتبادلون الأشياء ،ووسيلة هذا التبادل وطريقة هذا التواصل هي اللغة التي يعرفها الجرجاني (هي كل ما يعبر به قوم عن أغراضهم)فلا ينحصر الفكر في الكلام فقط.والفكر في جوهره نشاط عقلي يعتمد في أداء وظيفته على استخدام المعاني وما يقابلها في اللغة من رموز والتفكير كما يقول كوندايك (يرتد إلى فن إتقان الكلام) وهذا يعني أن اللغة والفكر مرتبطان أشد الارتباط غير أن بعض المفكرين والفلاسفة يشكون من تقصير اللغة وعجزها عن التعبير عن كامل أفكارنا وبعبارة أصح :هل نستطيع أن نفكر فيما نعجز عن قوله؟
يرى أصحاب الاتجاه الثنائي أن اللغة باعتبارها أداة عامة للتواصل بين الأفكار لا تخرج عن كونها ألفاظا عادية ساكنة تقف في وجه الفكر وتقيم له عقبة فاللغة كما يلاحظ جيسبيرسن(بمفرداتها وصيغتها الثابتة قد أجبرت الفكر على أن يسلك سبلا مطروقة حتى أنهم اضطروا إلى اقتفاء أثر الأولين وآل بهم الأمر إلى أن يكون تفكيرهم أشبه بتفكير من سبقهم)،وقد ذهب على شاكلة هذا الطرح برغسون ،حيث يرى بأن الفكر مستقل عن اللغة وأن اللغة تقيد الفكر وتستعبده ،كما يرى أيضا أنه لا يوجد تناسب بين ما نملكه من أفكار وما نملكه من ألفاظ ،فالألفاظ محدودة ،والأفكار غير محدودة فكيف يمكن للمحدود أن يستوعب اللامحدود يقول برغسون(إن كلماتي من جليد فكيف تحمل بداخلها النيران وإن المعاني تموت عند سجنها في القوالب اللغوية)؛وفي هذا يقول ( الألفاظ قبور المعاني)،ويرجع أصحاب هذا الموقف عدم التناسب إلى كون اللغة واحدة منذ القدم لم تتطور بينما الأفكار تتطور كل يوم ،بالإضافة إلى كل هذا فإن الفكر تتجاوز دلالة الألفاظ ؛ حيث أن اللفظ لا يعبر إلا عما اصطلح وتعارف عليه المجتمع كذلك أننا في حياتنا اليومية يستعصي علينا التعبير عن بعض المعاني (كما كان يحدث مع الصوفية الذين يرون صعوبة التعبير عن تجاربهم النفسية >من ذاق عرف<يطلبون منا أن نعاني تجربتهم لنذوق ما ذاقوا) وكذلك أن الفكر متصل والألفاظ منفصلة حيث تتدفق المعاني ككل متصل يجعل الألفاظ عاجزة على أن تسعه وقد جاء هذا في القرآن الكريم في بعض الآيات في قوله تعالى (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ) ،وقوله أيضا (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا) بالإضافة إلى كل هذا يمكن التعبير عن الألفاظ والمعاني دون استخدام اللغة مثل الرسم والموسيقى و إشارات الصم والبكم .
إن هذا القول بهذا الرأي لم يصمد للنقد ذلك أننا لا نستطيع أن نجزم باستغلال الفكر عن اللغة إذ كيف يمكن أن نتمثل في الذهن تصورات لا اسم لها ، ومهما ألح برغسون على عجز اللغة ومخاطرها فهو يطالب بإخضاع اللغة هذه إلى تعديلات عميقة وشاملة حتى تؤدي دورها يقول(إن اللغة يجب أن تكون على درجة من السيولة والمرونة مما يجعلها قادرة على متابعة الفكر الحي في سيولته وتدفقه المستمر) وكيف تتمايز الأفكار فيما بينها لولا اندراجها في قوالب لغوية .
إن هذا الموقف السلبي يوحي بأمرين :1-إن الفكر قد يوجد في صورة عالية عن الألفاظ .2-أن اللغة يجب ألا تستعبد الفكر الحر .
وعلى عكس الرأي الأول نجد من يقول بالتلاحم بين الفكر واللغة وبين المعاني والألفاظ فمعظم الفلاسفة اللغويين يؤكدون وجود وحدة بين اللغة والفكر وشبه هاملتون اللغة بورقة وجهها الفكر وظهرها الصوت ويشبه ماكس موليير ذلك التداخل بين اللغة والفكر بقطعة نقد الفكر وجهها واللغة ظهرها يقول (ليس ما ندعوه فكرا إلا وجها من وجهي قطعة النقد والوجه الآخر هو الصوت المسموع والقطعة شيء واحد غير قابل التجزئة فليس ثمة فكر ولا صوت ولكن كلمات). وقد شبهت اللغة بالقلم والفكر بالمداد أو الجسد والروح ،فالفكر واللغة شيء واحد ذلك أننا نفكر باللغة ونتكلم بالفكر وأن الكلام غير المنظم فكريا ليس لغة بل ثرثرة لا طائل منها ونجد دو لاكروا يقول (إن الفكر يصنع اللغة وهي تصنعه) ،ويقال أن ما ندركه جيدا نعبر عنه بوضوح كذلك يقول واطسن ( التفكير ضرب من الكلام الصامت ) ويؤكد ذلك كوندياك حيث يرى أن فن التفكير يرتد إلى فن إتقان الكلام ،إذا فلا تمييز بين الفكر واللغة ويقول هيغل (إن الرغبة في التفكير بدون كلمات محاولة عديمة الجدوى لأن الكلمة تعطي للفكر وجوده الأسمى ) ويقول ستالين (مهما كانت الأفكار التي تجئ إلى فكر الإنسان فإنها لا تستطيع أن تنشأ وتوجد إلا على أساس مادة اللغة) ،ويقول هاملتون (إن المعاني شبيهة بشرارة النار ما إن تومض فإنها سرعان ما تنطفئ ولا يمكن إظهارها وتثبيتها إلا بالألفاظ)؛إن هذا الرأي يقوم على أنه لا وجود لمعنى إلا إذا تمايز عن غيره من المعاني بإشارة تسمح للغير بإدراكها ،فعلم النفس المعاصر كشف على أن تكوين المعاني لدى الأطفال يتقدم مع تقدم اكتسابهم للغة وزيادة رصيدهم اللغوي وأن الطفل بتعلمه اللغة يتعلم التفكير ويسير في ارتقائه اللغوي وفقا لارتقاء فهمه وقد لوحظ أن فقدان اللغة يلازمه اختلال في المقومات الذهنية ،كذلك أن افتراض معان عصية عن الألفاظ وافتراض خيالي إذ لا يكون لهذه المعاني وجود واقعي ما لم تحددها الألفاظ كما أن الأفكار التي لا تضبط بكلمات سرعان ما تزول وتندحر وفي هذا يقول هاملتون (الألفاظ حصون المعانــــــي) .
هذا الرأي هو الآخر لم يصمد للنقد حيث أنه مهما وافقنا على وجود تطابق بين الأفكار والألفاظ فإنه يجب أن نعترف بوجود تفاوت بينهما إذ نجد في أنفسنا عدم التناسب بين قدرتنا على الفهم وقدرتنا على الأداء وهذا يعني أن الإنسان يفهم معاني اللغة أكثر مما يحسن ألفاظها >نفهم اللغة الأجنبية أكثر مما نتقن التكلم بها، ومع كل هذا فإننا نعترف بأنه كلما كانت لغتنا سليمة كنا أقدر للتعبير عن أفكارنا وفي هذا يقول كوندياك (نحن لا نفكر بصورة حسنة أو سيئة إلا لأن لغتنا مصنوعة صناعة حسنة أو سيئة) ،فبقدر ما تكون اللغة في أمة من الأمم متطورة بقدر ما تتاح الفرصة لهم لتملك زمام الحضارة الإنسانية والمعرفة العلميـــــــــة .
إن العيب الذي تؤاخذ عليه النظريتان هو أنهما جزأتا اللغة عن الفكر والفكر عن اللغة إلا أن هذين الأخيرين بمثابة الجسد للروح لا يمكن لأحدهما أن ينفصل عن الآخر ولا يمكن له أن يستمر في الوجود دون وجود الثاني كذلك أنه توجد علاقة بين الفكر واللغة على مستوى التأثير المتبادل ويمكن الاستدلال على ذلك حيث أن علم النفس الفيزيولوجي أثبت أن للدماغ البشري مراكز خاصة باللغة (مراكز :الكلام ، الرؤية ،السمع …) ؛وهناك مراكز خاصة بالعمليات العقلية كالتفكير والذاكرة والذكاء ,وإذا ما تعرض مركز من هذه المراكز لخلل بسبب صدمة مثل حالة معطوبي الحرب يكون له انعكاس على التفكــــــير .
وإذا أردنا الخروج بحوصلة فإن اللغة حقا لا تعبر إلا عن قليل من مضمون الفكر ،ولكن لا ينبغي رفضها لأن الفكر بأوسع معانيه بحاجة إليها فهي بالنسبة له أداة تنظيم وتوضيح ونمو والعجز الذي يصيب اللغة لا يجب أن يوحي برفضها كوسيلة للتواصل ،وإن التخلي عنها يعني إنكار الفكر وهذا ضرب من الحلم الكاذب.




ان شاء تستفيدون من المقالات




بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء

ان شاء الله يستفيد منه الجميع

نترقب المزيد من المواضيع القيمة

تقبلي مروري

اختك هناء




مشكورة اختي على المرور




التصنيفات
مادة الفلسفة 3 ثانوي : باشراف الاساتذة أم يحيى

مقالة حول الادراك كاملة سنة ثالثة ثانوي

اول مشاركة لي في هذا المنتدى ، مقالة حول الادراك كاملة ، شاركت بها مسبقا في مدونة الجلفة

المقالة الاولى:هل الادراك محصلة لنشاط الذات او تصور لنظام الاشياء ؟ جدلية
i – طرح المشكلة :يعتبر الادراك من العمليات العقلية التي يقوم بها الانسان لفهم وتفسير وتأويل الاحساسات بإعطائها معنى مستمد من تجاربنا وخبراتنا السابقة . وقد وقع اختلاف حول طبيعة الادراك ؛ بين النزعة العقلية الكلاسيكية التي تزعم ان عملية الادراك مجرد نشاط ذاتي ، والنظرية الجشطالتية التي تؤكد على صورة او بنية الموضوع المدرك في هذه العملية ، الامر الذي يدفعنا الى طرح التساؤل التالي : هل يعود الادراك الى فاعلية الذات المٌدرِكة أم الى طبيعة الموضوع المدرَك ؟
ii– محاولة حل المشكلة :
1- أ – عرض الاطروحة :يرى انصار النزعة العقلية أمثال الفرنسيان ديكارت و آلان و الفيلسوف الارلندي باركلي والالماني كانط ، ان الادراك عملية عقلية ذاتية لا دخل للموضوع المدرك فيها ، حيث ان ادراك الشيئ ذي ابعاد يتم بواسطة احكام عقلية نصدرها عند تفسير المعطيات الحسية ، لذلك فالادراك نشاط عقلي تساهم فيه عمليات ووظائق عقلية عليا من تذكر وتخيل وذكاء وذاكرة وكذا دور الخبرة السابقة … ومعنى هذا ان انصار النظرية العقلية يميزون تمييزا قاطعا بين الاحساس و الادراك .
1- ب – الحجة :ويؤكد ذلك ، ما ذهب اليه ( آلان ) في ادراك المكعب ، فنحن عندما نرى الشكل نحكم عليه مباشرة بأنه مكعب ، بالرغم اننا لا نرى الا ثلاثة أوجه وتسعة اضلاع ، في حين ان للمكعب ستة وجوه و اثنى عشرة ضلعا ، لأننا نعلم عن طريق الخبرة السابقة أننا اذا أدرنــا المكعب فسنرى الاوجه والاضلاع التي لا نراه الآن ، ونحكم الآن بوجودها ، لذلك فإدراك المكعب لا يخضع لمعطيات الحواس ، بل لنشاط الذهن واحكامه ، ولولا هذا الحكم العقلي لا يمكننا الوصول الى معرفة المكعب من مجرد الاحساس .
ويؤكد ( باركلي ) ، أن الاكمه ( الاعمى ) اذا استعاد بصره بعد عملية جراحية فستبدو له الاشياء لاصقة بعينيه ويخطئ في تقدير المسافات والابعاد ، لأنه ليس لديه فكرة ذهنية او خبرة مسبقة بالمسافات والابعاد . وبعد عشرين (20) سنة أكدت اعمال الجرّاح الانجليزي ( شزلندن ) ذلك .
وحالة الاكمه تماثل حالة الصبي في مرحلة اللاتمايز ، فلا يميز بين يديه والعالم الخارجي ، ويمد يديه لتناول الاشياء البعيدة ، لأنه يخطئ – ايضا – في تقدير المسافات لانعدام الخبرة السابقة لديه .
اما ( كانط ) فيؤكد ان العين لا تنقل نتيجة الاحساس الا بعدين من الابعاد هما الطول والعرض عند رؤية صورة او منظر مثلا ، ورغم ذلك ندرك بعدا ثالثا وهو العمق ادراكا عقليا ، فالعمق كبعد ليس معطى حسي بل حكم عقلي .
هذا ، وتؤكد الملاحظة البسيطة والتجربة الخاصة ، اننا نحكم على الاشياء على حقيقتها وليس حسب ما تنقله لنا الحواس ، فندرك مثلا العصا في بركة ماء مستقيمة رغم ان الاحساس البصري ينقلها لنا منكسرة ، و يٌبدي لنا الاحساس الشمس وكانها كرة صغيرة و نحكم عليها – برغم ذلك – انها اكبر من الارض .
كما تتدخل في عملية الادراك جملة من العوامل المتعلقة بالذات المٌدرِكة ؛ منها عمل التوقع ، حيث ندرك الموضوعات كما نتوقع ان تكون وحينما يغيب هذا العامل يصعب علينا ادراك الموضوع ، فقد يحدث مثلا ان نرى انسانا نعرفه لكننا لا ندركه بسهولة ، لأننا لم نتوقع الالتقاء به . وللاهتمام والرغبة والميل دروا هاما في الادراك ، فالموضوعات التي نهتم بها ونرغب فيها و نميل اليها يسهل علينا ادراكها اكثر من تلك البعيدة عن اهتماماتنا ورغباتنا وميولاتنا . كما ان للتعود دورا لا يقل عن دور العوامل السابقة ، فالعربي مثلا في الغالب يدرك الاشياء من اليمين الى اليسار لتعوده على الكتابة بهذا الشكل ولتعوده على البدء دائما من اليمين ، بعكس الاوربي الذي يدرك من اليسار الى اليمين . ثم انه لا يمكن تجاهل عاملي السن والمستوى الثقافي والتعليمي ، فإدراك الراشد للاشياء يختلف عن ادراك الصبي لها ، وادراك المتعلم او المثقف يختلف بطبيعة الحال عن ادراك الجاهل . وفي الاخير يتأثر الادراك بالحالة النفسية الدائمة او المؤقتة ، فإدراك الشخص المتفاءل لموضوع ما يختلف عن ادراك المتشاءم له .
1- جـ – النقد :ولكن انصار هذه النظرية يميزون ويفصلون بين الادراك والاحساس ، والحقيقة ان الادراك كنشاط عقلي يتعذر دون الاحساس بالموضوع اولا . كما انهم يؤكدون على دور الذات في عملية الادراك ويتجاهلون تجاهلا كليا اهمية العوامل الموضوعية ، وكأن العالم الخارجي فوضى والذات هي التي تقوم بتنظيمه .
2- أ – عرض نقيض الاطروحة :وخلافا لما سبق ، يرى انصار علم النفس الجشطالتي من بينهم الالمانيان كوفكا وكوهلر والفرنسي بول غيوم ، أن ان ادراك الاشياء عملية موضوعية وليس وليد احكام عقلية تصدرها الذات ، كما انه ليس مجوعة من الاحساسات ، فالعالم الخارجي منظم وفق عوامل موضوعية وقوانين معينة هي " قوانين الانتظام " . ومعنى ذلك ان الجشطالت يعطون الاولوية للعوامل الموضوعية في الادراك ولا فرق عندهم بين الاحساس والادراك .
2- ب – الحجة :وما يثبت ذلك ، ان الادراك عند الجميع يمر بمراحل ثلاث : ادراك اجمالي ، ادراك تحليلي للعناصر الجزئية وادراك تركيبي حيث يتم تجميع الاجزاء في وحدة منتظمة .
وفي هذه العملية ، ندرك الشكل بأكمله ولا ندرك عناصره الجزئية ، فاذا شاهدنا مثلا الامطار تسقط ، فنحن في هذه المشاهدة لا نجمع بذهننا الحركات الجزئية للقطرات الصغيرة التي تتألف منها الحركة الكلية ، بل ان الحركة الكلية هي التي تفرض نفسها علينا .
كما ان كل صيغة مدركة تمثل شكلا على ارضية ، فالنجوم مثلا تدرك على ارضية هي السماء ، و يتميز الشكل في الغالب بانه اكثر بروزا ويجذب اليه الانتباه ، أما الارضية فهي اقل ظهورا منه ، واحيانا تتساوى قوة الشكل مع قوة الارضية دون تدخل الذات التي تبقى تتأرجح بين الصورتين .
ثم إن الادراك تتحكم فيه جملة من العوامل الموضوعية التي لا علاقة للذات بها ، حيث اننا ندرك الموضوعات المتشابهة في اللون او الشكل او الحجم ، لانها تشكل في مجموعها " كلا " موحدا ، من ذلك مثلا انه يسهل علينا ادراك مجموعة من الجنود او رجال الشرطة لتشابه الـزي ، اكثر من مجموعة من الرجال في السوق او الملعب .
وايضا يسهل علينا ادراك الموضوعات المتقارية في الزمان والمكان اكثر من الموضوعات المتباعدة ، حيث ان الموضوعات المتقاربة تميل الى تجمع بأذهاننا ، فالتلميذ مثلا يسهل عليه فهم وادراك درس ما اذا كانت عناصره متقاربة في الزمان ، ويحدث العكس اذا ما تباعدت .
و اخيرا ، ندرك الموضوعات وفق صيغتها الفضلى ، فندرك الموضوعات الناقصة كاملة مع نها ناقصة ، فندرك مثلا الخط المنحني غير المغلق دائرة ، وندرك الشكل الذي لا يتقاطع فيه ضلعان مثلثا بالرغم انهما ناقصان . ويتساوى في ذلك الجميع ، مما يعني ان الموضوعات المدرَكة هي التي تفرض نفسها على الذات المٌدرِكة
2- جـ – النقد :ولكن الالحاح على اهمية العوامل الموضوعية في الادراك واهمال العوامل الذاتية لاسيما دور العقل ، يجعل من الشخص المدرك آلة تصوير او مجرد جهاز استقبال فقط مادامت الموضوعات هي التي تفرض نفسها عليه سواء اراد ذلك او لم يرد ، مما يجعل منه في النهاية مجرد متلقي سلبي منفعل لا فاعل .
3 – التركيب :ان الادراك من الوظائف الشديدة التعقيد ، وهو العملية التي تساهم فيها جملة من العوامل بعضها يعود الى
نشاط الذات وبعضها الآخر الى بنية الموضوع ، على اعتبار ان هناك تفاعل حيوي بين الذات والموضوع ، فكل ادراك هو ادراك لموضوع ، على ان يكون لهذا الموضوع خصائص تساعد على ادراكه .
iii – حل المشكلة :وهكذا يتضح ان الادراك لا يعود الى فاعلية الذات فقط او الى بنية الموضوع فحسب ، من حيث انه لا وجود لادراك بدون موضوع ندركه ، على يكون هذا الموضوع منظم وفق عوامل معينة تسهل من عملية ادراكه وفهمه . لذلك يمكننا القول ان الادراك يعود الى تظافر جملة من العوامل سواء صدرت هذه العوامل عن الذات او عن الموضوع .




جزاكم الله خير ونفع بكم وجعلكم من اهل الجنة

ان شاء الله يستفيد الجميع من هذا الموضوع




سعيد بمروركم .. شكرا لكم




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم ونفع بكم

ان شاء الله يكون عون للطلبة

جعله الله في ميزان حسناتكم




السلام عليكم و رحمة الله و بركآآته
بارك الله فيكم ع الجلب القيم
موفق




جزاك الله خير




"]مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه ]




التصنيفات
مادة الفلسفة 3 ثانوي : باشراف الاساتذة أم يحيى

ساعدوني.ماهي محاسن و مساوء المنطق الصوري

ساعدوني في عثور على الإجابة

ماهي محاسن و مساوء المنطق الصوري




التصنيفات
مادة الفلسفة 3 ثانوي : باشراف الاساتذة أم يحيى

مجموعة مقالات للمقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا

هل معيار الحقيقة في الرياضيات يكمن في البداهة والوضوح أم في أتساق النتائج مع المقدمات؟

مقدمة (طرح المشكلة)
توصف المعرفة الرياضية بالصناعة الصحيحة واليقينية في منطلقاتها ونتائجها، لكن التساؤل عن معيار اليقين في الرياضيات كشف انه ليس معيارا واحدا في الرياضيات الاقليدية والرياضيات المعاصرة، ذلك أن الرياضيات الاقليدية تعتقد جازمة ببداهة ووضوح مبادئها وترى فيها النموذج الوحيد في الصدق المطلق، أما الرياضي المعاصر فلا تهمه المبادئ ذاتها لأنها تشكل مقدمات في النسق الرياضي ، بقدر ما يهمه النسق الرياضي في مجمله أي اتساق النسق داخليا. و من هنا نتساءل: هل معيار اليقين في الرياضيات يتمثل في بداهة ووضوح المبادئ أم يتمثل في اتساق النتائج مع المقدمات؟

الأطروحة الأولى (معيار اليقين في الرياضيات يتمثل في بداهة ووضوح مبادئها).

أسست الرياضيات الكلاسيكية تاريخيا قبل عصر النهضة بقرون عديدة قبل الميلاد على يد فيلسوف ورياضي يوناني مشهور اسمه إقليدس (306ق.م/253ق.م)، إذ سيطرت رياضياته الكلاسيكية على العقل البشري إلى غاية القرن التاسع عشر الميلادي، حتى ضن العلماء أنها الرياضيات الوحيدة التي تمتاز نتائجها بالصحة والمطلقية.
اعتمدت الرياضيات الكلاسيكية على مجموعة من المبادئ أو المنطلقات التي لا يمكن للرياضي التراجع في البرهنة عليها إلى ما لا نهاية، فهي قضايا أولية لا يمكن استخلاصها من غيرها،وهي مبادئ لا تحتاج إلى برهان على صحتها لأنها واضحة بذاتها من جهة ولأنها ضرورية لقيام المعرفة الرياضية من جهة أخرى، يستخدمها الرياضي في حل كل قضاياه الرياضية المختلفة، فما هي هذه المبادئ؟
البديهيات les axiomes:
هي قضايا واضحة بذاتها،صحيحة وصادقة بذاتها لا تحتاج إلى دليل على صحتها في نظر الكلاسيكيين، أي لا يمكن للعقل إثباتها أي تفرض نفسها على العقل بوضوحها لأنها تستند إلى تماسك مبادئ العقل مع ذاته، فهي قضايا قبلية نشأت في العقل قبل التجربة الحسية، فهي قضايا حدسية يدركها العقل مباشرة دون برهان أو استدلال، كما أنها قضايا تحليلية موضوعها لا يضيف علما جديدا إلى محمولها، ومنها بديهيات إقليدس التي تقول:
إن الكل اكبر من الجزء والجزء اصغر من الكل.
الكميتان المساويتان لكمية ثالثة متساويتان.
وبين نقطتين لا يمكن رسم إلا مستقيما واحدا.
وإذا أضيفت كميات متساوية إلى أخرى متساوية تكون النتائج متساوية.
المصادرات les postulats:
تسمى أحيانا بالأوليات وأحيانا بالمواضعات .وأحيانا بالمسلمات لان الرياضي هو الذي يضعها فهي إذن قضايا لا نستطيع البرهنة على صحتها وليست واضحة بذاتها، أي فيها تسليم بالعجز، ولذلك نلجأ إلى التسليم بصحتها. ومن مصادرات إقليدس نجد:
مثلا من نقطة خارج مستقيم لا نستطيع رسم إلا مستقيما واحدا مواز للمستقيم الأول.
المستقيمان المتوازيان مهما امتدا لا يلتقيان.
المكان سطح مستوي درجة انحنائه يساوي صفر وله ثلاثة أبعاد هي الطول والعرض والارتفاع.
مجموع زوايا المثلث تساوى قائمتين.
التعريفات الرياضية définitions :
هي أولى القضايا التي يلجأ إليها الرياضي من اجل بناء معنى رياضي وإعطائه تمييزا يختلف عن غيره من المعاني الرياضية الأخرى، ومن أهم التعريفات الاقليدية الرياضية، نجد تعريف المثلث بأنه شكل هندسي له ثلاثة أضلاع متقاطعة مثنى مثنى مجموع زواياه تساوى 180درجة. والنقطة هي شكل هندسي ليس لها ابعاد، او هي حاصل التقاء خطين. والخط المستقيم هو امتداد بدون عرض.
وتسمى هذه المبادئ في مجموعها بالمبادئ الرياضية الكلاسيكية أو بمبادئ النسق الاكسيوماتيكى نسبة إلى كلمة أكسيوم والتي تعنى في العربية البديهية. وهو نسق قائم على التمييز بين هذه المبادئ الثلاثة.

مناقشة (نقد الأطروحة).

إن الهندسة الكلاسيكية التي كانت حتى القرن 19 مأخوذة كحقيقة رياضية مطلقة، أصبحت تظهر كحالة خاصة من حالات الهندسة وما كان ثابتا ومطلقا أصبح متغيرا ونسبيا،وفي هذا المعنى يقول بوليغان bouligand (( إن كثرة الأنظمة في الهندسة لدليل على أن الرياضيات ليس فيها حقائق مطلقة.)). فما هي هذه الأنظمة التي نزعت من الرياضيات الكلاسيكية صفة اليقين المطلق؟

الأطروحة الثانية (معيار اليقين في الرياضيات يتمثل في اتساق النتائج مع المقدمات)

لقد حاول الرياضيون في مختلف العصور أن يناقشوا مبادئ الهندسة الاقليدية، ولم يتمكنوا منها إلا في العصر الحديث، وهي أطروحة ترى أن معيار الصدق في الرياضيات لا يتمثل في وضوح المبادئ وبداهتها ولكن يتمثل في مدى انسجام وتسلسل منطقي بين الافتراضات أو المنطلقات وبين النتائج المترتبة عنها، وهي أطروحة حديثة تتعرض بالنقد والتشكيك في مبادئ ونتائج الرياضيات الكلاسيكية. أطروحة مثلها الفرنسي روبير بلانشي والروسي لوبا تشيفسكي والألماني ريمان. فما هي هذه الانتقادات والشكوك؟
انتقد الفرنسي روبير بلانشى في كتابه(الاكسيوماتيكا) المبادىء الثلاثة للرياضيات الكلاسيكية:
• التعريفات الاقليدية ووصفها بأنها تعريفات لغوية لا علاقة لها بالحقيقة الرياضية فهي تعريفات نجدها في المعاجم اللغوية فهي بذلك لاتهم إلا اللغة.
• هي تعريفات وصفية حسية تصف المكان الهندسي كما هو موجود حسيا في أرض الواقع وهى بذلك تعريفات تشبه إلى حد بعيد التعريفات في العلوم الطبيعية.
• هي تعريفات لا نستطيع الحكم عليها بأنها صحيحة أو خاطئة فإذا اعتبرناها نظرية وجب البرهنة عليها، وإذا لم نقدر على ذلك وجب اعتبارها مصادرة، وهذا معناه أن التعريفات الاقليدية في حقيقتها عبارة عن مصادرات.
• انتقد بلانشى أيضا بديهية إقليدس (الكل اكبر من الجزء) معتبرا أنها بديهية خاطئة وليست صحيحة، إذ ثبت أنها صحيحة فقط في المجموعات المنتهية.
• انتقد بلانشى البديهية أيضا معتبرا أنها صحيحة وصادقة ولا تحتاج إلى برهان في المنطق القديم لكن في الرياضيات المعاصرة البديهيات قضايا يجب البرهنة على صحتها وإذا لم نتمكن من ذلك وجب اعتبارها مسلمة أي مصادرة.
• أما المصادرات فباعتبارها مسلمات أو موضوعات لا نستطيع البرهنة عليها ففيها تسليم بالعجز، من هنا يعتبر بلانشى إن انسب مبدأ للرياضيات هو مبدأ المصادرات أي المسلمات أو الفرضيات.
• من هنا فأن هندسة اوقليدس لم تعد توصف بالكمال المطلق، ولا تمثل اليقين الفكري الذي لا يمكن نقضه، لقد أصبحت واحدة من عدد غير محدود من الهندسات الممكنة التي لكل منها مسلماتها الخاصة بها.
• من هذا المنطلق ظهرت في القرن التاسع عشر أفكارا رياضية هندسية جديدة تختلف عن رياضيات اوقليدس وسميت بنظرية النسق الاكسيوماتيكي أو بالهندسات اللاأوقليدية ، وتجلى ذلك بوضوح من خلال أعمال العالمين الرياضيين لوباتشيفسكي الروسي وريمان الألماني.
في سنة 1830م شكك العالم الرياضي الروسي لوباتشيفسكىlobatchevsky(1793-1857) في مصادرات إقليدس السابق ذكرها وتمكن من الاهتداء إلى الأساس الذي بنيت عليه، وهو المكان الحسي المستوى، وهكذا تصور مكانا آخر يختلف عنه وهو المكان المقعر أي الكرة من الداخل، وفى هذه الحالة تمكن من الحصول على هندسة تختلف عن هندسة إقليدس، أي من خلال هذا المكان أعلن لوباتشيفسكى انه بإمكاننا أن نرسم متوازيات كثيرة من نقطة خارج مستقيم، والمثلث تصير مجموع زواياه اقل من 180 درجة.
وفي سنة 1854م شكك الألمانى ريمان 1826-1866م riemane هو الأخر في مصادرات إقليدس وتمكن من نقضها على أساس آخر، فتصور المكان محدودبا أي الكرة من الخارج واستنتج بناءا على ذلك هندسة جديدة ترى انه لايمكن رسم أي مواز من نقطة خارج مستقيم، وكل مستقيم منتهى لأنه دائري وجميع المستقيمات تتقاطع في نقطتين فقط والمثلث مجموع زواياه أكثر من 180درجة.
مناقشة (نقد الأطروحة):إذا كانت الرياضيات المعاصرة قد أسقطت فكرة البداهة والوضوح والكمال واليقين والمطلقية في الرياضيات الكلاسيكية، وإذا كان الرياضي المعاصر حر في اختيار مقدمات برهانه فهذا لا يعني أن يتعسف في اختياره ووضعها بل يجب أن يخضع في وضعها إلى شروط منطقية صارمة تنسجم فيها هذه المقدمات مع نتائجها انسجاما منطقيا ضروريا.
التركيب: بين الأطروحتينمن خلال ما سبق عرضه نلاحظ إن تعدد الأنساق الرياضية لا يقضي على يقين كل واحد منها، فكل هندسة صادقة صدقا نسقيا إذا أخذت داخل النسق الذي تنتمي إليه لاخارجه وفي هذا المعنى يقول الفرنسي روبير بلانشي (( أما بالنسبة للأنساق في حد ذاتها فلم يعد الأمر يتعلق بصحتها أو بفسادها اللهم إلا بالمعنى المنطقي للانسجام أو التناقض الداخلي، والمبادئ التي تحكمها ليست سوى فرضيات بالمعنى الرياضي لهذا المصطلح.))
خاتمة (حل المشكلة) من خلال ما سبق نستنتج ما يلي:
• إن الرياضيات الاقليدية لم تعد توصف بالكمال والمطلقية، ولم تعد تمثل اليقين الرياضي الوحيد الذي لا يمكن نقضه، بل غدت واحدة من عدد غير محدود من الهندسات الممكنة التي لكل منها مسلماتها الخاصة بها. ولذلك فأن تعدد الأنساق الرياضية هو دليل على خصوبة الفكر في المجال الرياضي وليس التعدد عيبا ينقص من قيمتها أو يقينها.

• كما أن المعرفة الرياضية لا تكتسي الصفة اليقينية المطلقة إلا في سياق منطلقاتها ونتائجها، وهذه الصفة تجعل من حقائقها الرياضية حقائق نسقية.
• كما أن البرهنة في الرياضيات انطلقت من منطق استنتاجي يعتقد في صدق مبادئه ومقدماته إلى منطق فرضي يفترض صدق مبادئه ومقدماته.

مقارنة بين المشكل والإشكالية

مقدمة: يعتبر التفكير الفلسفي من أقدم وأعرق أنماط التفكير الإنساني منذ أن ارتبط بوجوده حيث حاول من خلاله تفسير مختلف الظواهر الطبيعية المحيطة به وبشكل أدق حاول فهم الوجود المادي الذي يحيا فيه وفهم ذاته وما يجري فيها معتمدا في ذلك على طرح مجموعة من الأسئلة وهو ما يعرف بالتفلسف وبهذا يعكس السؤال أهم خصوصية يتميز بها التفكير الفلسفي والذي في كثير من الأحيان ما يتحول لإلى مشكلة .وانطلاقا من هذا طرحت إشكالية العلاقة بين المشكلة والإشكالية والتي يمكن صياغتها على النحو التالي :
ما وجه العلاقة بين المشكلة والإشكالية ؟ما هي أوجه التشابه بينهما ؟وما هي أوجه الاختلاف ؟ وهل نلمس مواطن تداخل بينهما ؟
أوجه التشابه: إن كل من المشكلة والإشكالية يكون مسبوقا بدافع قد يكون هذا الدافع فضولا أو شعور المرء بالجهل كما أن كليهما يسعى للوصول إلى إجابة يحاول من خلالها فك الإبهام والكشف عن الغموض .بالإضافة لإلى أن كلاهما يرتبط بالإثارة والحيرة والقلق والدهشة لكي يخلقان ارتباكا في نفس السائل .فضلا عن ذاك فإن كلاهما يطرح قضايا فكرية تتجاوز الحسيات والتوجه أو التطلع نحو العقلاني فهما لا يهتمان فقط بالظواهر الجزئية الحسية بل أيضا بدراسة الكليات المجردة وخاصة الموضوعات الميتافيزيقية .
ولكن هل وجود نقاط التشابه بينهما يمنع وجود اختلاف بينهما.
أوجه الاختلاف: من خلال الوقوف على حقيقة كل من المشكلة والإشكالية نلمس أن أهم وجه فرق بينهما يكمن في كون أن الإشكالية هي المعضلة الفلسفية التي تترامى حدودها وتتسع أكثر وتنضوي تحتها المشكلات الجزئية .فإن المشكلة فمجال بحثها في الفلسفة أقل اتساعا من الإشكالية حتى أننا نضع على رأس كل قضية فلسفية أساسية سؤالا جوهريا يقوم مقام الإشكالية ثم نفصل السؤال الجوهري هذا لإلى عدد من الأسئلة الجزئية تقوم مقام المشكلات .وإذا كان مصدر اشتقاقهما واحد فإن الاستعمال المريح يفصل بينهما فصل الكل عن أجزائه وهذا فضلا عن أن الإشكالية قضية تثير قلقا نفسيا وتشوشا منطقيا والباحث فيها لا يقتنع بحل أو بأطروحة أ, بجملة من الأطروحات ويبقى مجال حلها مفتوحا .إذن فالإشكالية أوسع من المشكلة فهي تحتضن مجموعة من المشكلات إذا حددنا موضوع الإشكالية عرفنا المشكلات التي تتبعها كما تتتبع الأجزاء الكل الذي يحتضنها .فالإشكالية هي بمثابة المضلة المفتوحة التي تنضوي تحتها المشكلات التي تناسبها .وكذلك الأمر بالنسبة للإشكاليات فقد تجمعها على نفس المبدأ إشكالية واحدة نسميها إشكالية الإشكاليات أو أم الإشكاليات .وعلى هذا الأساس نستعمل الإشكالية باعتبارها المعضلة الأساسية التي تحتاج إلى أكثر من علاج فهي بمثابة المصدر الذي لا ينقضي عجائبه وفي مقابل ذلك نستعمل المشكلة باعتبارها القضية الجزئية التي تساعد على الاقتراب من الإشكالية .
لكن هل وجود نقاط الاختلاف هذه تمنع من وجود نقاط تداخل وتكامل بينهما ؟
أوجه التداخل: إن الحديث عن الخلاف بين المشكلة والإشكالية كالحديث عن الخلاف بين الصبي والرجل أي رغم أنه ليس كل مشكلة إشكالية وليس كل إشكالية مشكلة إلا أن هذا لا يمنع من القول أن الإشكالية والمشكلة تشخص كلتاهما على أساس ما تخلفه هاته أو تلك من آثار واضطراب في الإنسان فإذا كان هذا الاضطراب إحراجا كانت القضية المطروحة إشكالية وإذا كان هذا الاضطراب دهشة كانت القضية مشكلة وكان الفرق بينهما كالفرق بين الإحراج والدهشة .
خاتمة حل المشكلة: انطلاقا مما تقدم نستطيع القول أن المشكلة والإشكالية يختلفان في بعض النقاط ولكن هذا لا يمنع من تداخلهما وتكاملهما فالمشكلة قد تتحول إلى إشكالية إذا تفرعت منها مشكلات جزئية. كما أن الإشكالية قد تتحول إلى مشكلة قابلة للحل إذا تمكنا من حصر عناصرها الفرعية. وتبقى المشكلة أقل اتساعا من الإشكالية.

هل أصل المفاهيم الرياضية تعود إلى العقل أم إلى التجربة؟

مقدمة:طرح المشكل :منذ أن كتب أفلاطون على باب أكاديميته من لم يكن رياضيا لا يطرق بابنا. والرياضيات تحتل المكانة الأولى بين مختلف العلوم وقد ظهرت الرياضيات كعلم منذ القدم لدى اليونانيين.وهي تدرس الكم بنوعيه المتصل والمنفصل وتعتمد على مجموعة من المفاهيم .وإذا كان لكل شيء أصل .ولكل علم مصدر فما أصل الرياضيات وما مصدر مفاهيمها ؟فهل ترتد كلها إلى العقل الصرف الخالص, أم إلى مدركاتنا الحسية والى ما ينطبع في أذهاننا من صور استخلصناها من العالم الخارجي ؟ وبعبارة أخرى هل الرياضيات مستخلصة في أصلها البعيد من العقل أم من التجربة؟
عرض الأطروحة الأولى:أصل المفاهيم الرياضية يعود إلى العقل :
يرى العقليون أن أصل المفاهيم الرياضية يعود إلى المبادئ الفطرية التي ولد الإنسان مزودا بها وهي سابقة عن التجربة لان العقل بطبيعته ,يتوفر على مبادئ وأفكار فطرية .وكل ما يصدر عن هذا العقل من أحكام وقضايا ومفاهيم ,تعتبر كلية وضرورية ومطلقة وتتميز بالبداهة والوضوح والثبات ومن ابرز دعاة هذا الرأي نجد اليوناني أفلاطون الذي يرى أن المفاهيم الرياضية كالخط المستقيم والدائرة .واللانهائي والأكبر والأصغر ……هي مفاهيم أولية نابعة من العقل وموجودة فيه قبليا لان العقل بحسبه كان يحيا في عالم المثل وكان على علم بسائر الحقائق .ومنها المعطيات الرياضية التي هي أزلية وثابتة , لكنه لما فارق هذا العالم نسي أفكاره ,وكان عليه أن يتذكرها .وان يدركها بالذهن وحده . ويرى الفيلسوف الفرنسي ديكارت أن المعاني الرياضية من أشكال وأعداد هي أفكار فطرية أودعها الله فينا منذ البداية وما يلقيه الله فينا من أفكار لا يعتريه الخطأ ولما كان العقل هو اعدل قسمة بين الناس فإنهم يشتركون جميعا في العمليات العقلية حيث يقيمون عليه استنتاجاتهم ويرى الفيلسوف الألماني "كانط" إن الزمان والمكان مفهومان مجردان وليس مشتقين من الإحساسات أو مستمدين من التجربة ,بل هما الدعامة الأولى لكل معرفة حسية.
نقد الأطروحة الأولى:لا يمكننا أن نتقبل أن جميع المفاهيم الرياضية هي مفاهيم عقلية لأن الكثير من المفاهيم الرياضية لها ما يقابلها في عالم الحس.وتاريخ العلم يدل على أن الرياضيات وقبل أن تصبح علما عقليا ,قطعت مراحل تجريبية .فالهندسة سبقت الحساب والجبر لأنها أقرب للتجربة.
عرض الأطروحة الثانية: أصل المفاهيم الرياضية هي التجربة : يرى التجريبيون من أمثال هيوم ولوك وميل أن المفاهيم والمبادئ الرياضية مثل جميع معارفنا تنشا من التجربة ولا يمكن التسليم بأفكار فطرية عقلية لان النفس البشرية تولد صفحة بيضاء .فالواقع الحسي أو التجريبي هو المصدر اليقيني للتجربة.وان كل معرفة عقلية هي صدى لادراكاتنا الحسية عن هذا الواقع .وفي هذا السياق يقولون (لا يوجد شيء في الذهن ما لم يوجد من قبل في التجربة )ويقولون أيضا (إن القضايا الرياضية التي هي من الأفكار المركبة ,ليست سوى مدركات بسيطة هي عبارة عن تعميمات مصدرها التجربة )ويقول دافيد هيوم ( كل ما اعرفه قد استمدته من التجربة) ففكرة الدائرة جاءت من رؤية الإنسان للشمس والقرص جاءت كنتيجة مشاهدة الإنسان للقمر. والاحتمالات جاءت كنتيجة لبعض الألعاب التي كان يمارسها الإنسان الأول .وقد استعان الإنسان عبر التاريخ عند العد بالحصى وبالعيدان وبأصابع اليدين والرجلين وغيرها ,والمفاهيم الرياضية بالنسبة إلى الأطفال والبدائيين .لا تفارق مجال الإدراك الحسي لديهم ,وان ما يوجد في أذهانهم وأذهان غيرهم من معان رياضية ما هي إلا مجرد نسخ جزئية للأشياء المعطاة في التجربة الموضوعية.
نقد الأطروحة الثانية : لا يمكننا أن نسلم أن المفاهيم الرياضية هي مفاهيم تجريبية فقط لأننا لا يمكننا أن ننكر الأفكار الفطرية التي يولد الإنسان مزود بها.وإذا كانت المفاهيم الرياضية أصلها حسي محض لاشترك فيها الإنسان مع الحيوان.
التركــــــــــــــــــيب :إن أصل المفاهيم الرياضية يعود إلى الترابط والتلازم الموجود بين التجربة والعقل فلا وجود لعالم مثالي للمعاني الرياضية في غياب العالم الخارجي ولا وجود للأشياء المحسوسة في غياب الوعي الإنساني .والحقيقة أن المعاني الرياضية لم تنشأ دفعة واحدة ,وان فعل التجريد أوجدته عوامل حسية وأخرى ذهنية. ولهذا يقول العالم الرياضي السويسري غونزيث (في كل بناء تجريدي ,يوجد راسب حدسي يستحيل محوه وإزالته .وليست هناك معرفة تجريبية خالصة ,ولا معرفة عقلية خالصة.بل كل ما هناك أن أحد الجانبين العقلي والتجريبي قد يطغى على الآخر ,دون أن يلغيه تماما(.
خاتمة:إن أصل المفاهيم الرياضية يرجع إلى العقل و التجربة معا لأنه لا يمكن الفصل بينهما في أي بناء معرفي، فهما متكاملان. فالمفاهيم الرياضية بدأت تجريبية مرتبطة بالواقع الحسي التجريبي و أصبحت عقلية عن طريق التجريد. أي فصل هذه المفاهيم عن لواحقها الحسية.

إلى أي مدى يمكن تطبيق المنهج التجريبي في البيولوجيا ؟

مقدمة: إن التقدم الهائل والدقة الفائقة التي حققها المنهج التجريبي في علوم المادة الجامدة أغرى جميع العلماء في مختلف العلوم لتطبيق نفس المنهج في علومهم علهم يصلون بها إلى ما وصل إليه التجريب بعلم الفيزياء من دقة وتقدم ، لذلك عندما وضع العالم والفيلسوف الفرنسي كلودبرنارد أسس العلم الذي يدرس المادة الحية في كتابه المدخل إلى علم الطب التجريبي 1813ـ 1878 وسماه البيولوجيا دعا إلى تطبيق المنهج التجريبي عليه ولكن هل نستطيع عمليا أن نطبق هذا المنهج في البيولوجيا والى أي مدى يمكن إخضاع الظاهرة الحية لشروط المادة الجامدة ؟
التحليل: ق1: يرى بعض العلماء أنه من الصعب جدا تطبيق المنهج التجريبي في البيولوجيا ،أن هذه الصعوبات تعود في مجملها إلى الأسباب التالية : طبيعة المادة الحية وخصائصها فالظاهرة الحية تختلف عن المادة الجامدة ، وفأر المختبر يختلف عن قطعة حديد وذلك أن الظاهرة الحية تتصف بخصائص كثيرة من أهمها صفة الحركة والتغير والنمو والتغذية والتنفس والعرق و الإطراح والتكاثر…الخ ،كما أن اختلاف كل عضو في الكائن الحي وتخصص وظيفة كل عضو وتكامل عمل الأعضاء وتعقده وصعوبة عزل الأعضاء عن بعضها كل ذلك يجعل التجريب في البيولوجيا صعبا بالإضافة إلى صفة الحياة <أي جملة الوظائف التي تقاوم الموت ….لأنها الروح التي تميز الكائن الحي والتي تجعل أي خطأ أو إهمال يؤدي إلى فقدانها ، إلى جانب هذه الصعوبات هناك صعوبة كبيرة في اصطناع الظاهرة الحية وصعوبة تكرارها فكيف يقوم التجريب إذا كانت التجربة بالتعريف هي اصطناع الظاهرة وتكرارها وصعوبة أخرى تكمن في عدم القدرة على تعميم نتائج أي تجربة في البيولوجيا وهذا للفردية التي يتصف بها كل كائن حي ، يقول لايبينتز ،( لايوجد فردان متشابهان ) فمايصدق على فأر المختبر لا يصدق على الفئران ، فما هي ضرورة تجربة فردية لانستطيع تعميم نتائجها ويضاف إلى كل هذه الصعاب مجموعة الموانع الدينية والخلقية والقانونية التي تحرم وتمنع التجريب على الأحياء .
مناقشة : هل هذا يعني أنه من المستحيل تطبيق التجريب في البيولوجيا أم هو مجرد صعوبة يمكن تجاوزها ؟ وهل على العلماء أن يكفوا عن التجريب ويبحثوا عن منهج أخر .
ق2: يقول غوبلو ( لاشيء مستحيل في العلم) إن إصرار علماء البيولوجيا على اتخاذ التجريب منهجا علميا لهم جعلهم يتحدون كل الصعاب يقول بارنار ( على البيولوجيا أن تعتمد على منهج العلوم الفيزيائية مع الاحتفاظ بشروط المادة الحية وقوانينها) نعم انه تجريب على مقاس الظاهرة الحية يتجاوز كل العوائق مستعينا بالكثير من المعطيات الحديثة التي ساعدت على تحقيق المنهج التجريبي في البيولوجيا وأهمها التقدم الكبير لوسائل التجريب والتطور الهائل للأجهزة الإلكترونية التي تمكن من إجراء التجارب دون إيقاع أي أذى بالكائن الحي ( كجهاز الراديو الإيكوغراف) بالإضافة إلى اكتشاف الكثير من العلوم المساعدة للبيولوجيا مثل : علم الوراثة ،علم التشريح ،علم الخلية …و أيضا تطور الوعي الإنساني عموما الذي سمح بالتشريح والتجريب في البيولوجيا إلى الحد الذي جعل بعض الأفراد يهبون أجسامهم و أعضائهم بعد وفاتهم لمراكز البحث العلمي للتجريب عليها بل و الاستفادة منها إذا أمكن .
مناقشة : يجب أن لا نبالغ في إباحة التجريب في البيولوجيا فتستبيح ما هو محرم دينيا وما هو محظور أخلاقيا وممنوع قانونيا …. الاستنساخ وتهجين النسل إن في ذلك انتهاك فاضح لشرع الله في خلقه وما إجراء التجارب الطبية على الحيوانات لتجريب الأدوية إلا تعبير عن أنانية الإنسان وهذا مرفوض أخلاقيا ، ويمنع القانون الدولي إجراء التجارب على الإنسان سواء عن طريق الجسد أو النفس مهما كان جنسه ووضعه تقديسا للإنسانية ونعني هنا ما جرى من تجارب على أسرى الحربين العالميتين.
تركيب: إذا كان لابد من التجريب في البيولوجيا يجب الأخذ بعين الاعتبار طبيعة وخصائص الكائن الحي .
خاتمة : هكذا نرى أن التجريب إذا كان ممكنا أو سهلا في علوم المادة الجامدة فإنه صعب وغير ميسور في علو المادة الحية …. وسيكون شبه مستحيل في العلوم الإنسانية .

هل وجود الأنا ضروري لمعرفة الغير؟.

المقدمة: طرح المشكلة:إن إشكالية الغير كأنا متميزة عن الأنا الفردية لم تظهر إلا مع الفلسفة الحديث. إذا كانت كل ذات في حد ذاتها هوية متميزة فكيف يمكن أن يتحقق التواصل بين مختلف هذه الذوات المتباينة ؟ ألا تتخلى الذات (الأنا) عن شيء من هويتها حينما تتواصل مع الغير ( الأنا الآخر ) أو أنها تدفع بهذا الأنا الآخر ( الغير ) إلى التضحية بشيء من هويته بغية التواصل معها ؟ كيف يمكن التواصل بين الأنا والغير باعتباره أنا آخر رغم الحواجز والوسائط المادية والثقافية المتباينة التي تحول دونهما ؟ فهل بالإمكان ردم الهوة الفاصلة بين الأنا و الأنا الآخر دون استلاب أو عنف… ؟
عرض الأطروحة: فكان ديكارت أول فيلسوف حاول إقامة مفارقة بين الأنا الفردية الواعية وبين الغير ؛ حيث أراد ديكارت لنفسه أن يعيش عزلة إبستيمية (معرفية)، رافضا كل استعانة بالغير في أثناء عملية الشك. فرفض الموروث من المعارف، واعتمد على إمكاناته الذاتية، لأنه يريد أن يصل إلى ذلك اليقين العقلي الذي يتصف بالبداهة والوضوح والتميز… فوجود الغير في إدراك الحقيقة ليس وجودا ضروريا، ومن ثمة يمكن أن نقول : إن تجربة الشك التي عاشها ديكارت تمت من خلال إقصاء الغير… والاعتراف بالغير لا يأتي إلا من خلال قوة الحكم العقلي حيث يكون وجود الغير وجودا استدلاليا… وهذا ما يجعل البعض يعتقد بأن التصور الديكارتي يقترب من مذهب الأنا وحدي Le Solipsism. . ومن هذا نستنتج بأن "الأنا أفكر" الديكارتي .أنا موجود ليس فقط قبل وجود الآخر بل و في استغناء عنه بل أكثر من ذلك إن هذا الغير هو الذي في حاجة إلى الأنا لوجوده ، وفى هذا يقول ديكارت : « كيف أجد في ذاتي أنا الحجج والأدلة على وجود الغير, والحال أن إدراك وعي آخر من طرف وعيي أنا ، ينافي معنى الوعي بوصفه حضورا للذات إزاء نفسها؟».
المناقشة: ومن الانتقادات الموجهة إلى الموقف الوجودي – الذاتي – العقلي – الديكارتي هذا نذكر تجاوزا ما يلي :المصادرة على المطلوب : ويتمثل هذا في كون ديكارت عوض أن يثبت وجود الأنا ( كمطلب أساسي) فإنه يلتجئ إلى التسليم بوجودها من خلال قوله « أنا أفكر , أنا موجود » فهو هنا لا يثبت وجود الأنا بقدر ما يسلم بوجودها ( أي يصادر عليه) .
-إن " الأنا أفكر" لا بد له من أن يفكر في شيء (موضوع أو كائن ما ) وهذا الشيء أو الموضوع أو الكائن أسبق في الوجود بالضرورة المنطقية ممن يفكر فيه و بالتالي فإن وجود المفكر فيه ينفي عن المفكر أسبقيته في الوجود . وفى هذا يقول مارسيل « لا أملك إدراك نفسي كموجود إلا من حيث أنى أدرك نفسي أنني لست الآخرين, أي أني غيرهم، وأذهب إلى أبعد من هذا فأقول إن من ماهية الغير أن يوجد, ولا أستطيع أن أدركه بوصفه غيرا دون أن أفكر فيه بوصفه موجودا, والشك لا ينبثق إلا بقدر ما تضعف هذه الغيرية في ذهني» .
نقيض الأطروحة: وقد تجاوز هيجل هذا الشعور السلبي بوجود الغير، لأنه رأى أن الذات حينما تنغمس في الحياة لا يكون وعيها وعيا للذات، وإنما نظرة إلى الذات باعتبارها عضوية. فوعي الذات لنفسها ـ في اعتقاد هيجل ـ يكون من خلال اعتراف الغير بها. وهذه عملية مزدوجة يقوم بها الغير كما تقوم بها الذات. واعتراف أحد الطرفين بالآخر لابد أن ينتزع. هكذا تدخل الأنا في صراع حتى الموت مع الغير، وتستمر العلاقة بينهما في إطار جدلية العبد والسيد. هكذا يكون وجود الغير بالنسبة إلى الذات وجودا ضروريا … ومن هذا نستنتج – مع هيجل – بأن لا وجود للأنا ( وعى الذات ) والغير ( وعى ذات آخر ) في استقلال عن بعضهما . إذ أن الأنا والآخر ينبثقان من علاقتهما ببعضهما وليس قبلها . ومعنى هذا أن الأنا لا يكون أنا إلا بالعلاقة مع الغير( أنا الآخر ) وإن كانت هذه العلاقة علاقة صراع وحرب . فوجود الغير إذن وجود ضروري لوجود الأنا ولا يمكن اعتباره وجودا جائزا وبالأحرى قابلا للشك كما ادعى ديكارت . وفى هذا يقول هيجل « فبما أن كلا منهما من أجل ذاته فليس هو الآخر . ولكن كلا منهما يظهر في الآخر ولا وجود له إلا بوجود الآخر » .
ونفس هذه النتيجة ينتهي إليها سارتر رغم اختلاف تصوره للعلاقة مع الغير عن التصور الهيجلي يقول سارتر « لكي أتوصل إلى حقيقة كيفما كانت حول ذاتي, لا بد لي أن أمر عبر الآخر ( الغير). إن الآخر لا غنى عنه لوجودي , كما لا غنى لي عنه في معرفتي لنفسي »
المناقشة: لكن ألا يمكن أن يكون الغير عائقا أمام نمو الأنا و تطوره؟
التركيب: إن ما سبق يظهر التناقض الحاصل بين الموقفين الديكارتي والهيجلي ؛ ففي الوقت الذي يقصي فيه ديكارت وجود الغير، يعتبره هيجل وجودا ضروريا. و هذا يطرح مشكلة العلاقة بين الأنا و الغير. هل هي علاقة صراع و نفي أم هي علاقة قائمة على التسامح، الحوار و التعايش؟ إن هناك من يؤكـــد على الصراع و يرى بأن إثبات الذات يقتضي نفي الآخر، و هناك من يذهب العكس. و نحن نقف مع من ينظر إلى الآخر على أنه مصدر إغناء و إثراء للأنا و بالتالي ينبغي الاعتراف بوجوده و التحاور معه.
خاتمة حل المشكلة: من هذا يتبدى لنا بأن الموقف من الغير يجب أن يكون موقفا ايجابيا , موقفا مؤسسا على قبوله والتحاور والتسامح معه واحترامه ولم لا الدفاع عنه ؟ فإذا كان الوجود البشري الفردي ( الأنا ) والجماعي (النحن ) وجودا ناقصا إذ هو دوما في حاجة إلى الغير الذي يغنيه وينميه بتجربته وعطاءاته على جميع المستويات فإن الحوار مع الغير (القريب والغريب) لن يكون إلا مفيدا للأنا وللأنا الآخر على حد سواء شريطة احتفاظ الأنا والأنا الآخر باستقلالية كل منهما وهويته واختلافه وتميزه و إلا انعدمت الإفادة والاستفادة .




التصنيفات
مادة الفلسفة 3 ثانوي : باشراف الاساتذة أم يحيى

منهجية كتابة مقالة فلسفية حول مظمون النص لكل الشعب

منهجية كتابة مقالة فلسفية حول مضمون النص

/1طرح المشكلة:”المقدمة”.

من المسلمات التي صارت منازعتها لا تخطر على بال بان مفهوم (……..)احتل مكانة مرموقة في تاريخ الفلسفة.و لذلك فان النص الذي بين أيدينا بشكله العام ضمن إشكالية (………) وبشكله الخاص (……)ولقد انكب الفلاسفة والمفكرين على دراسة موضوع (……..) وذلك كل من زاويته الخاصة, كما جاء النص كرد فعل على الذين يعتقدون بان(………), وهذا ما دفع بصاحب النص( ذكر اسمه) لتناول هذه المشكلة وفي هذا الإطار باستطاعتنا طرح الإشكال التالي:هل ………………؟ وبعبارة أخرى:كيف…………؟.

2/ محاولة حل المشكلة: ”العرض”.
يرى صاحب النص الفيلسوف( ذكر اسمه) بأن 🙁 الإجابة على السؤال الذي طرح في المقدمة), كما نجد موقفا آخر وذلك في قوله:(……….) حيث أراد أن يبين من خلالها على أن (………..) وفي الأخير نقف على رأي عند قول( ……..) ومن خلاله استطاع أن يقر بحقيقة ألا وهي (………).

ولتدعيم موقفه هذا استخدم صاحب النص جملة من الأساليب الحجاجية والأساليب المنطقية وقد جاءت في النص كما يلي:-( استخراج الحجة من النص شكلا) ثم شرحها من ( حيث المضمون بأسلوبك الخاص) ونفس الحال بالنسبة للحجج الأخرى.

ولقد جاءت الحجج التي تقدم بها صاحب النص مقبولة وكافية من الناحية المنطقية حيث بين لنا(إعطاء فكرة موجزة على موضوعك), لكن في مقابل ذلك نجده قد بالغ ( أو أهمل وتناسى)في طرحه لموضوع(إعطاء الأطروحة أو القضية العكسية للنص) مع التبرير على ذلك.

إبراز الرأي الشخصي للتلميذ حول الفكرة الأساسية التي طرحها صاحب النص.

3/ حل المشكلة: ”الخاتمة”.

ونستنتج مما سبق ذكره على أن إشكالية (…………) وبالضبط تحت موضوع رئيسي (………..) من بين المواضيع الهامة في الفلسفة حيث بين لنا صاحب النص( إعطاء فكرة تقيميه حول النص ككل).

وفقكم الله في شهادة البكالوريا

من إعداد أستاذ الفلسفة: ميلودي طارق
ثانوية غربي بشير بن محمد *حاسي خليفة*.




مشكورون على هاذا العمل




باركـ الله فيكــــــــــــ
اسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتكــــــــــــــــ
دمتــــــــــــ




أو يمكن إعتماد المفاتيح التالية في الحجج =ذلك لان=وفي النقد=لكن=وفي الخاتمة =إذن=




تعليمية




بارك الله فيكم و جزاكم خيرا




شكرا بارك الله فيك على حسن الانتقاء




التصنيفات
مادة الفلسفة 3 ثانوي : باشراف الاساتذة أم يحيى

مساااااااااااااااعدة في الفلسفة

السلام عليكم انا تلميذة في السنة الثانية ثانوي شعبة العلوم التجريبية ولاية جيجل انتقل العام المقبل انشاء الله الى السنة الثالثة ولدي رغبة في التعرف على اساتذة الفلسفة لهذا المنتدى لكي اتواص معهم لان في ذهني الكثير من الاسئلة حول هذه المادة المبهمة:educ40_smilies_27 : تعليمية فأرجو منكم ان تفيدوني ولا تبخلوا علي بالتمارين والدروس والمواضيع والتواصل معي لندرس معا و تدلوني على اساتذة الفلسفة
بـــــــــــــــارك الله فيـــــــــكم ^^ تعليمية




التصنيفات
مادة الفلسفة 3 ثانوي : باشراف الاساتذة أم يحيى

مقال في العلوم الانسانية

أبطل القول بتعذر الموضوعية في العلوم الإنسانية.

المقدمة : طرح المشكلة : تميز مجال "الإبستمولوجيا" بإثارة عدة قضايا منهجية حول مدى إمكانية قيام علوم إنسانية ترقى معارفها إلى مستوى موضوعية ودقة الحقائق التي أنتجتها العلوم الطبيعية .وقد شكلت مسألة " الموضوعية " وجها بارزا لهذه الإشكالية، بهدف إثبات تعذر قيام معرفة علمية بالظواهر الإنسانية بسبب انتفاء شرط الموضوعية، لكن واقع هذه الدراسات يثبت العكس لقد استطاعت هذه العلوم أن تحقق تقدما في فهم الظاهرة الإنسانية من خلال ما وصلت إليه من قوانين. و من هنا تبدو الأطروحة القائلة بتعذر الموضوعية في العلوم الإنسانية باطلة، فما هي مبررات إبطال هذا الموقف؟
منطق الأطروحة: تعذر تحقيق الموضوعية في دراسة الظواهر الإنسانية لتعذر شروطها و هي:
عدم تشابه الظاهرة الإنسانية مع الظاهرة الطبيعية؛ إذ أنها ظاهرة معقدة ومتعددة الأبعاد وفريدة من نوعها. يتأثر الباحث في العلوم الإنسانية بالموضوع الذي يدرسه لأنه جزء منه، ويصعب عليه أن يدرسه بحياد ونزاهة وموضوعية. كما قد يؤثر الباحث في الظاهرة الإنسانية؛ فيغير من طبيعتها ويفهمها فهما خاصا، مما يجعل النتائج تختلف من باحث لآخر ويجعل إمكانية التعميم متعذرة.

يتداخل الموضوع في العلوم الإنسانية مع الذات ويصعب الفصل بينهما، وهذا بخلاف العلوم الطبيعية التي يمكن فيها فصل الذات عن الموضوع. يتمركز الباحث في العلوم الإنسانية حول ذاته؛ أي أنه يقدم رؤيته للظاهرة الإنسانية المدروسة انطلاقا مما يحمله في ذاته من مشاعر وأفكار ومعتقدات ترتبط بالتزامه بمواقف فلسفية أو مذاهب إيديولوجية أو عقائدية. وهذا ما يجعل الباحث يسقط تصوراته الذاتية على الظاهرة ويجعل تحقيق الموضوعية مسألة غاية في الصعوبة. إن انخراط الذات في الموضوع يجعلها تعتقد في نوع من المعرفة الحدسية بالموضوع، وهذا مخالف للمناهج والتقنيات العلمية التي من شأنها أن تحقق الموضوعية المتوخاة.
نقد أنصار الأطروحة: إن الذين كانوا يزعمون بأن الموضوعية متعذرة في العلوم الإنسانية نرد عليهم بأنه يمكن تحقيق الموضوعية في دراسة الظواهر الإنسانية.هذا هو الموقف الذي تبنته النزعة الوضعية من خلال تأكيدها على إمكانية دراسة الإنسان بطريقة علمية تضمن الموضوعية عن طريق تطبيق المنهج التجريبي، سواء تعلق الأمر بالظواهر النفسية (المدرسة السلوكية مع "جون واطسون" في أمريكا)، قوانين علم النفس، أو بالظواهر الاجتماعية (المدرسة الوضعية في فرنسا مع "سان سيمون" و"أوغست كونت" و"دوركايم"). فبخصوص الظواهر الاجتماعية، اتفق أقطاب الوضعية (الفرنسية) على الدعوة إلى إخضاعها للدراسة العلمية من خلال التعامل معها ك"أشياء" أو موضوعات لها وجودها الخارجي المستقل عن الذات، قابلة للملاحظة والتجريب، وتخضع – مثل ظواهر الطبيعة – لقوانين ثابتة يمكن الكشف عنها. وذلك ما تعبر عنه قولة رائد هذا التيار"أوغست كونت" :" القوانين الطبيعية تحدد تطور الجنس البشري مثلما يحدد قانون الطبيعة سقوط الحجر"…وقد أسس "كونـت" عـلم الاجتماع أو "السوسيـولـوجيا" معتـبرا إياها بمثابة "فيزياء اجتماعية"؛ وأكد على ضرورة دراسة الظاهرة الاجتماعية بطريقة علمية/وضعية تمكن من تحريرها من وصاية اللاهوت والميتافيزيقا أسوة بما حصل في ميدان الفلك والفيزياء مع الظاهرة الطبيعية، وذلك في سياق التطور الذي يفرضه قانون "الحالات الثلاث" الذي اشتهر به (المرحلة اللاهوتية / المرحلة الميتافيزيقية / المرحلة الوضعية)..وبالمثل، يدعو تلميذه "إميل دوركايم" إلى التخلي عن التصورات الذاتية أو الأحكام المسبقة عند دراسة الظواهر الاجتماعية،وذلك على اعتبار أنها ظواهر تتوفر على وجود موضوعي مستقل كما يدل على ذلك طابعها القهري أو الإلزامي.
كما أن الحوادث التاريخية تصلح أن تكون موضوع معرفة علمية موضوعية وأن المنهج التاريخي هو المنهج الاستقرائي الواقعي. منهج تتوفر فيه خصائص الروح العلمية وكذا الملاحظة والفرضية والتجربة وهذا ما أكّد عليه "محمود قاسم" في كتابه [المنطق الحديث ومناهج البحث] قائلا {لقد ضاقت المسافة التي كانت تفصل التاريخ عن العلوم التجريبية فقد طبق المؤرخون أساليب التفكير الاستقرائي على بحوثهم} والمنهج التاريخي يعتمد على خطوات أساسية وهي أربعة [جمع المصادر والوثائق] سواء المقصودة بالتاريخ أو غير المقصودة وهي ضرورية قال عنها "سنيويوس" {لا وجود لتاريخ دون وثائق وكل عصر ضاعت وثائقه يضل مجهولا إلى الأبد} وبعد جمعها تأتي مرحلة[التحليل والنقد] وهنا يستعين علماء التاريخ بـالتحليل الكيميائي ومثل ذلك استعمال كربون 14 للتأكد من العمر الزمني وكذا النقد الداخلي للوثيقة الذي ينصب على المضمون وشرط النقد الموضوعية قال "ابن خلدون" {النفس إذا كانت على حالة من الاعتدال في قبول الخبر أعطته حقه من التمحيص والنظر} وتـأتي مرحلة [تركيب الظواهر التاريخية]يرتب المؤرخ الحوادث ترتيبا زمنيا ومنطقيا وقد يجد فجوات فيلجأ إلى الفرضية وبعدها يصل إلى مرحلة تغيير التاريخ وقد يستعين بتجربة المقارنة كما فعل "مارك بلوخ" في دراسته التاريخية على الإقطاع حث قارن بين [ألمانيا, فرنسا, ايطاليا, انجلترا] ووجد أن الإقطاع ارتبط ظهوره بالزراعة واختفى في عصر الصناعة.
إبطال الأطروحة بحجج شخصية: الواقع يثبت مدى موضوعية النتائج المحققة في الدراسات الإنسانية من خلال ما تقدمه هذه العلوم من خدمات للإنسان و حل الكثير من المشكلات . علم النفس…. التحكم في بعض الظواهر و إن كان نسبيا.. فقد حققت العلوم الإنسانية تحولات كبرى في فهم الواقع الاجتماعي والواقع الاقتصادي للإنسان وفي فهم بنيته النفسية السليمة، وفي فهـم الأمراض النفسية والعقلية واللغوية، وفي فهم الذكاء والوجدان واللغة والبنيات الذهنية والأطر والبنيات المعرفية. والمنجزات المتحققة في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية، على الرغم من طابعها الجدلي، ومن حيوية النقاشات الدائرة فيها بين مختلف المدارس والتوجهات والانتماءات المدرسية والمذهبية والإيديولوجية، هي منجزات لا تقل أهمية عما حدث في ميدان المـادة والطبيعة والحياة والكون.
الخاتمة: حل المشكلة: يمكن تحقيق الموضوعية في العلوم الإنسانية و إن كانت نسبية مقارنة بالعلوم الطبيعية. و عليه فالقول بتعذر الموضوعية في مجال الدراسات الإنسانية قول ليس له ما يبررهلأن هذه الإشكالات الميتودولوجية التي تعترض العلوم الإنسانية نابعة أساسا من خصوصية الموضوع وهو الظاهرة الإنسانية.




السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته نرجو المرور و تقديم الملاحظات و شكرا.




بارك الله فيك على المجود ، جعله الله في ميزان حسناتك




التصنيفات
مادة الفلسفة 3 ثانوي : باشراف الاساتذة أم يحيى

مقالة حول السياسة والاخلاق – كاملة

هل يمكن إبعاد القيم الاخلاقية من الممارسة السياسية ؟ جدلية .
i– طرح المشكلة :إن الدولة وجدت لإجل غايات ذات طابع أخلاقي ، مما يفرض أن تكون الممارسة السياسية أيضا أخلاقية ، إلا أن الواقع يكشف خلاف ذلك تماماً ، سواء تعلق الامر بالممارسة السياسية على مستوى الدولة الواحدة أو على مستوى العلاقات بين الدول ، حيث يسود منطق القوة والخداع وهضم الحقوق .. وكأن العمل السياسي لا ينجح إلا إذا أُبعدت القيم الاخلاقية ؛ فهل فعلا يمكن إبعاد الاعتبارات الاخلاقية من العمل السياسي ؟
– محاولة حل المشكلة :
1-أ- عرض الاطروحة:يرى بعض المفكرين ، أن لاعلاقة بين الاخلاق والسياسة ، لذلك يجب إبعاد الاعتبارات الاخلاقية تماماً من العمل السياسي ، وهو ما يذهب إليه صراحة المفكر الايطالي " ميكيافيلي 1469 –1527 " في كتابه " الامير " ، حيث يرى أن مبدأ العمل السياسي هو : « الغاية تبرر الوسيلة » ، فنجاح العمل السياسي هو ما يحققه من نتائج ناجحة كإستقرار الدولة وحفظ النظام وضمان المصالح الحيوية .. بغض النظر عن الوسائل المتبعة في ذلك حتى وإن كانت لاأخلاقية ، بل ويذهب الى أبعد من ذلك ، فيزعم أن الاخلاق تضر بالسياسة وتعرقل نجاحها ، وان الدول التي تبني سياستها على الاخلاق تنهار بسرعة.
ويوافقه في ذلك أيضاً فيلسوف القوة " نيتشه 1844 –1900 " ، الذي يرى أن السياسة لا تتفق مع الاخلاق في شيئ ، والحاكم المقيد بالاخلاق ليس بسياسي بارع ، وهو لذلك غير راسخ على عرشه ، فيجب على طالب الحكم من الالتجاء الى المكر والخداع والرياء ، فالفضائل الانسانية العظيمة من الاخلاص والامانة والرحمة والمحبة تصير رذائل في السياسة . وعلى الحاكم أن يكون قوياً ، لأن الاخلاق هي سلاح الضعفاء ومن صنعهم .
1-ب – الحجة:وما يبرر ذلك أن المحكوم إنسان ، والانسان شرير بطبعه ، يميل الى السيطرة والاستغلال والتمرد وعدم الخضوع الى السلطة المنظمة ، ولو ترك على حاله لعاد المجتمع الى حالته الطبيعية ، فتسود الفوضى والظلم واستغلال القوي للضعيف ، ويلزم عن ذلك استعمال القوة وجميع الوسائل لردع ذلك الشر حفاظا على استقرار الدولة ويقائها .
ومن جهة ثانية ، فالعلاقات السياسية بين الدول تحكمها المصالح الحيوية الاستراتيجية ، فتجد الدولة نفسها بين خيارين : إما تعمل على تحقيق مصالحها بغض النظر عن الاعتبارات الاخلاقية ، وإما تراعي الاخلاق التي قد لا تتفق مع مصالحها ، فتفقدها ويكون مصيرها الضعف والانهيار .
1جـ – النقد :ولكن القول أن الانسان شرير بطبعه مجرد زعم وإفتراض وهمي ليس له أي أساس من الصحة ؛ فالانسان مثلما يحمل الاستعداد للشر يحمل أيضا الاستعداد للخير ، ووظيفة الدولة تنمية جوانب الخير فيه ، أما لجوئها الى القوة فدليل على عجزها عن القيام بوظيفتها ، والا فلا فرق بين الدولة كمجتمع سياسي منظم والمجتمع الطبيعي حيث يسود منطق الظلم والقوة .
هذا ، واستقراء ميكيافيلي للتاريخ إستقراء ناقص ، مما لا يسمح بتعميم أحكامه ، فهو يؤكد – من التاريخ – زوال الدول التي بنيت على اسس أخلاقية ، غير أن التاريخ نفسه يكشف ان الممارسة السياسية في عهد الخلفاء الراشدين كانت قائمة على اساس من الاخلاق ، والعلاقة بين الخليفة والرعية كانت تسودها المحبة والاخوة والنصيحة ، مما أدى الى ازدهار الدولة لا إنهيارها .
وأخيراً ، فالقوة أمر نسبي ، فالقوي اليوم ضعيف غداً ، والواقع أثبت أن الدول والسياسات التي قامت على القوة كان مصيرها الزوال ، كما هو الحال بالنسبة للانظمة الاستبدادية الديكتاتورية .
2-أ-عرض نقيض الاطروحة : وخلافا لما سلف ، يعتقد البعض الاخر أنه من الضروري مراعاة القيم الاخلاقية في الممارسة السياسية ، سواء تعلق الامر بالعلاقة التي تربط الحاكم والمحكومين على مستوى الدولة الواحدة ، أو على مستوى العلاقات بين الدول . ومعنى ذلك ، أن على السياسي أن يستبعد كل الوسائل اللااخلاقية من العمل السياسي ، وأن يسعى الى تحقيق العدالة والامن وضمان حقوق الانسان الطبيعية والاجتماعية . وهذا ما دعا إليه أغلب الفلاسفة منذ القديم ، فهذا " أرسطو " يعتبر السياسة فرعاً من الاخلاق ، ويرى أن وظيفة الدولة الاساسية هي نشر الفضيلة وتعليم المواطن الاخلاق . ثم حديثا الفيلسوف الالماني " كانط 1724 –1804 " ، الذي يدعو الى معاملة الانسان كغاية في ذاته وليس كمجرد وسيلة ، كما دعا في كتابه " مشروع السلام الدائم " الى إنشاء هيئة دولية تعمل على نشر السلام وفك النزاعات بطرق سلمية وتغليب الاخلاق في السياسة ، وهو ما تجسد – لاحقا – في عصبة الامم ثم هيئة الامم المتحدة ، كما دعا الى ضرورة قيام نظام دولي يقوم على الديمقراطية والتسامح والعدل والمساواة بين الشعوب والامم . ومن بعده ألـحّ فلاسفة معاصرون على أخلاقية الممارسة السياسية ، أبرزهم الفرنسي " هنري برغسون 1856 – 1941 " و الانجليزي " برتراند رسل 1871 –1969 " .
2-ب-الحجة: إن الدولة خصوصاً والسياسة عموما ً إنما وجدتا لأجل تحقيق غايات أخلاقية منعدمة في المجتمع الطبيعي ، وعليه فأخلاقية الغاية تفرض أخلاقية الوسيلة . كما أن ارتباط السياسة بالاخلاق يسمح بالتطور والازدهار نتيجة بروز الثقة بين الحكام والمحكومين ، فينمو الشعور بالمسؤولية ويتفانى الافراد في العمل .
ثم ان غياب الاخلاق وابتعادها من المجال السياسي يوّلد انعدام الثقة والثورات على المستوى الداخلي ، أما على المستوى الخارجي فيؤدي الى الحروب ، مع ما فيها من ضرر على الامن والاستقرار وإهدار لحقوق الانسان الطبيعية ، وهذا كله يجعل الدولة تتحول الى أداة قمع وسيطرة واستغلال .
2-جـ النقد :لا يمكن إنكار أهمية دعوة الفلاسفة الى أخلاقية الممارسة السياسية ، إلا ان ذلك يبقـى مجرد دعوة نظرية فقط ، فالقيم الاخلاقية وحدها – كقيم معنوية – لا تكفي لتجعل التظيم السياسي قوياً قادراً على فرض وجوده وفرض احترام القانون ، ولا هي تستطيع ايضاً ضمان بقاء الدولة واستمرارها ، وهو الامر الذي يؤكد صعوبة تجسيد القيم الاخلاقية في الممارسة السياسية .
3-التركيب :وفي الواقع أنه لا يمكن الفصل بين الاخلاق والسياسة ، لذلك فغاية الممارسة السياسية يجب أن تهدف الى تجسيد القيم الاخلاقية وترقية المواطن والحفاظ على حقوقه الاساسية ، دون إهمال تحقيق المصالح المشروعة التي هي اساس بقاء الدولة وازدهارها .
iii– حل المشكلة :وهكذا يتضح ، أنه لا يمكن إطلاقا إبعاد القيم الاخلاقية من الممارسة السياسية رغم صعوبة تجسيدها في الواقع . ومن جهة أخرى ، فالاخلاق بدون قوة ضعف ، والقوة بدون أخلاق ذريعة للتعسف ومبررللظلم . وعليه فالسياسي الناجح هو الذي يتخذ من القوة وسيلة لتجسيد القيم الاخلاقية وأخلاقية الممارسة السياسية .




شكرا على العمل الرائع والنظم والمميز

ننتظر المزيد منك دوما

تقبل مروري المتواضع

المعلمة هناء




السلام عليكم و رحمة الله و بركآآته
بارك الله فيكم و جزاكم خيرا على الجلب القيم
بانتظآآر كل ما هو قيم و مفيد




لا شكر على واجب

سعدت بمروركم




التصنيفات
مادة الفلسفة 3 ثانوي : باشراف الاساتذة أم يحيى

الإحساس والإدراك مقالة فلسفية سنة ثالثة ثانوي آداب وفلسفة

تعليمية تعليمية
تعليمية

الموضوع : الإحساس و الإدراك مقالة فلسفية سنة ثالثة ثانوي آداب وفلسفة

تعليمية

الإحساس والإدراك : هل مصدر الإدراك هو العقل أم الحواس

لتحميل المقالة :

[hide]
اضغط هنا

او

عبر المرفقات

[/hide]

بالتوفيق والسداد ان شاء الله للجميع

ولاتنسونا من خالص الدعاء
تعليمية

تعليمية تعليمية


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar الإحساس و الإدراك مقالة فلسفية سنة ثانية ثانوي.rar‏ (2.2 كيلوبايت, المشاهدات 2314)


اختي نانو

بارك الله فيك على الجلب القيم

نتمنى الاستفادة


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar الإحساس و الإدراك مقالة فلسفية سنة ثانية ثانوي.rar‏ (2.2 كيلوبايت, المشاهدات 2314)


شكرا على هذا الجهد


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar الإحساس و الإدراك مقالة فلسفية سنة ثانية ثانوي.rar‏ (2.2 كيلوبايت, المشاهدات 2314)


merci beaucoup


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar الإحساس و الإدراك مقالة فلسفية سنة ثانية ثانوي.rar‏ (2.2 كيلوبايت, المشاهدات 2314)


بارك الله فيك


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar الإحساس و الإدراك مقالة فلسفية سنة ثانية ثانوي.rar‏ (2.2 كيلوبايت, المشاهدات 2314)


بارك الله فيك


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar الإحساس و الإدراك مقالة فلسفية سنة ثانية ثانوي.rar‏ (2.2 كيلوبايت, المشاهدات 2314)


السؤال: هل يمكن الفصل بين الإحساس والإدراك؟
الطريقةجدلية


طرح المشكلة: إذا كان الحساس هو عملية فيزيولوجية ترتبط في أساسها على جملة من الحواس (البصر،السمع،الذوق،الشم،ال لمس) هذه الحواس التي تنقل إلينا صورة مجردة من أي معنىولكن بعد وصولها إلى الذهن عن طريق الأعصاب تتم عملية تأويل جميع الصور وذلكبتحليلها وفهمها عن طريق العقل ومن خلال هذا التحليل نستنتج بأن هناكمرحلتين مرحلةأولى والتي نعتمد فيها على الحواس للاتصال بالعالم الخارجي ونطلق عليها بالإحساسومرحلة ثانية والتي يتم فيها الحكم على الأشياء وبناء رد الفعل ونطلق عليهابالإدراك ولكن السؤال الذي يتبادر في أذهاننا هو:هل يمكن الفصل بين الإحساسوالإدراك؟ وبعبارة أخرى: هل يمكن أن يكون إدراك دون المرور على الإحساس؟ وهل يمكنالقول: بأن الإحساس أدنى قيمة معرفية من الإدراك؟.
محاولة حل المشكلة:
عرضمنطق الأطروحة الأولى: يرى كل من الحسيين والعقليين أنه من الضروري التمييز بينالإحساس والإدراك فالعقليون يرون أن الإحساس مجرد عملية فيزيولوجية لا يمدنا إلىبمعارف أولية في حين أن الإدراك هو عملية تعتمد على الذهن وتدخل فيها الكثير منالعمليات النفسية من ذاكرة وذكاء وتخيل كما أن الإحساس هو عملية أولية بسيطة تعتمدعلى الأعضاء الحسية ولا توصلنا إلى المعرفة فهي لاتتضمن أي معنى في حين أن الإدراكنقيض ذلك حيث أنه يعتبر عملية معقدة و بها نعقل الأشياء وندركها فعملية الإدراكعبارة عن الوعي الانساني بكل محتوياتها من تحليل وتركيب وتفكير وتصوركما أنمه وظيفةالإحساس تتوقف في إثارة العقل وذلك لتحقيق معرفة مجردة ولكن للأسف كثيرا ماتؤديالحواس إلى نتائج غير مرضية نتيجة الأخطاء التي تقع فيها في الكثير من الأحيانفعندما نشاهد العصا التي نغطسها في الماء نرى بأنها تبدوا مكسورة إلى قسمين وهذا ماتنقله لنا حاسة البصر إذا فهذه المشاهدة لايمكن الوثوق بها ملولا وجود العقل الذييقوم بتصحيح الصورة لقلنا أن العصا قد انكسرت داخل الماء فقيمة الحساس تكمل في أنهيقوم بإثارة الأعضاء الحسية التي بها يتنبه العقل ليقوم بطريقة غير مباشرة إلى بناءالمعرفة المجردة التي بها نصل إلى الحقيقة وهذا ما يجعل الفيلسوف مين دوبيرانيقولالإدراك يزيد على الإحساس بأنه آلة الحس فيه تكون أشد فعلا والنفس أكثرانتباه…….) إذا العقليين ميزوا بين الإحساس والإدراك من حيث طبيعة وقيمةالمعرفة المتأتية من كليهما والحسيين أيضا يقرون بضرورة التمييز بين الإحساسوالإدراك ولكن ليس بالنظر إلى طبيعة أو قيمة كل منهما بل بالنظر إلى درجة وشدةالتعقيد فيهما فيرون أن كل معارفنا الإدراكية لاتبنى إلا من خلال الإحساس والتجربةالخارجية.
النقد: صحيح ماذهب إليه كل من الحسيين و العقليين في تبيان قيمةوطبيعة وقوة وشدة كل من الإحساس والإدراك في مجال المعرفة ولكن هذا لا يؤدي إلىضرورة الفصل بينهما بصورة كلية أو مطلقة.
نقيض الأطروحة: وعلى النقيض من ذلك نجدأنه في حقيقة الأمر لا يمكن الفصل بين العمليتان لأنه لايمكن تصور وجود أي عمليةإدراكية دون المرور على العملية الحسية ولا يمكن للإنسان أن يدرك أو يعقل شيء دونأن تحس به أعضائه الحسية فالإحساس والإدراك وجهين مختلفين لظاهرة نفسية واحدة فنجدالجشطالتيون يرون أنه لايمكن التمييز بين الإحساس والإدراك لأنهما شيء واحد فالصيغةأو الشكل التي يكون عليها الموضوع هي التي تتحكم في العملية الإدراكية أي أنالمؤثرات الخارجية هي التي تحدد طبيعة إدراكنا وأكدوا أهميتها في عملية الإدراكعندما ذهبوا إلى أن الإدراك أكثر مجرد إحساس بالعناصر الأساسية للمنبهات وإنما هوعملية كلية ندرك بها المنبهات كأنماط وأشكال وصيغ ذات معنى إذا الإدراك ليس مجردعملية استقبال المنبهات عن طريق الأعضاء الحسية وإنما صيغ وشكل موضوعات الإدراك هيالتي تبني الإدراك وترسم معناه كما أن الظواهرية أيضا ترفض هذا التمييز الذي لايجعل الإدراك تابعا للإحساس وكذلك التفسير العقلي الذي يعتبر الإدراك حكما عقلياوتؤكد أن الإدراك تابع لشعوره.
النقد: صحيح ما ذهبت إليه النظريتين في إمكانيةالجمع بين الإحساس والإدراك حيث أصابت الجشطالتية حينما ركزت على العوامل الموضوعيةوأخطأت عندما أهملت العوامل الذاتية في حين أن الظواهرية ربطت الإدراك بالشعور ممايجعلنا لا نفهم شيء ولا نستقر على رأي لأن الشعور متغير على الدوام.
التركيب: منهذا التحليل نصل إلى أن المعارف الإنسانية ناتجة تكامل وتفاعل بين الإحساس الذييتميز بطابع البساطة والإدراك الذي يتميز بطابع التعقيد وهذا مايسمح بالارتقاء منعالم الصور الحسية إلى عالم الصور العقلية بمعنى أن الإحساس هو الممول الأولللإدراك فلولا وجود الإحساس لما وجد الإدراك والعكس صحيح وهذا مايؤكد عليه الفيلسوفرايدالإدراك هو الإحساس المصحوب بالانتباه).
حل المشكلة: من خلال هذا الأخدوالرد نصل إلى أن الإحساس هو النافدة التي نطل عليها على هذا العالم والإدراك هومانتوصل به إلى تلك المعارف التي ينقلها إلينا الإحساس وكل منهم يكمل الأخر.

تعليمية


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar الإحساس و الإدراك مقالة فلسفية سنة ثانية ثانوي.rar‏ (2.2 كيلوبايت, المشاهدات 2314)


التصنيفات
مادة الفلسفة 3 ثانوي : باشراف الاساتذة أم يحيى

طلب مقالة فلسفية هل يمكن الفصل بين التصور والحكم للسنة الثالثة علوم تجريبية+رياضيات

السلام عليكم

طلب مقالة فلسفية حول الموضوع التالي

هل يمكن الفصل بين التصور والحكم ؟

نسقصيكم برك هذا السؤال نستعملوا الجدل ولالالالا مع الطريقة وشكررررررررررررررا مسبقا




السلام عليكم كما وعدناكم نحن دائما هنا لمساعدتكم والاجابة عن تساؤلاتكم

ان سؤالك مهم جدا فهو يبحث في العلاقات داخل المنطق الأرسطي .التي اختلف بعضها من المناطقة القدماء الى المحدثين . لن أغوص بك كثيرا في أغوار المنطق حتى لا تختلط عليك الأمور سأرتبط بالبرنامج المدرسي فقط وأحاول تبسيط المسألة حتى تكون واضحة لتلاميذنا . لأنهم يشتكون من صعوبة فهم المنطق الأرسطي.
المنطق الصوري ليس علما كالعلوم الأخرى وانما هو أداة للبرهنة فيها فموضوعه صور الفكر البشري بمختلف ألوانها بغض النظر عن مضامينها الواقعية .
فالمنطق علم يوجه العقل نحو الحقيقة ويسمح له من خلال عملياته المختلفة :كالتصور و الحكم والاستدلال بإدراكها .
ولهذا قسم أرسطو المنطق الى ثلاثة مباحث :
1/ قسم المقولات :وهو الذي يدرس الأمور المتصورة تصورا ساذجا . اذ من خلال هذه العملية يدرك العقل حقيقة الشيئ وماهيته عن طريق – أولا : تجريد الصور من لواحقها المادية ثم استحضارها في الذهن من دون اثبات أو نفي .كتصور معنى الانسان ، السيارة ، الصدق ………فهذه صور عامة تحضر في الذهن ربطها بأية خاصية أو صفة لذلك لا يمكن وصفها بالصدق أو الكذب .
2/قسم الأحكام أو التصديق :وهنا نقوم بالجمع أو التوحيد بين تصورين فنكون حكما قابلا للتصديق أو الكذب
مثال :الانسان صادق
الانسان عاقل
السيارة جميلة
في هذه الأمثلة نستطيع اصدار أحكام تصدقها أو تنفيها .
*** اذا الفكر ارتقى وانتقل من ادراك المفرد (التصور ) الى ادراك النسبة ( الحكم )
نعود الى سؤالك : تسأل عن الطريقة المناسبة لمعالجة المقالة اذا كانت استقصاء أو جدل ( الطريقة ليست غاية فهي مجرد وسيلة لبلوغ الجواب )
ملاحظة :لو كان المطلوب منك الأسبقية أي أسبق من الآخر التصور أم الحكم . هنا جدل بين المناطقة القدماء كأرسطو ….والمحدثين كغوبلو وعبد الرحمن بدوي ….(عند القدماء التصور أسبق من الحكم وعند المحدثين الحكم أسبق من التصور .)
لكن سؤالك يتعلق بامكانية الفصل بين التصور والحكم معناه طبيعة العلاقة بينهما الطريقة اذن مقارنة
وكل عناصر المقارنة موجودة فيما سبق ما عليك سوى باستخراجها وتحليلها وكتابتها وفق شروط المقارنة .
طرح الاشكال:ما طبيعة العلاقة بين التصور والحكم ؟ هل هي علاقة اختلاف ؟ تكامل ؟…..؟
محاولة حل الاشكال:أوجه التشابه:يتفقان في الهدف وهو الوصول الى الحقيقة…كلاهما يعبر عن درجة من درجات الفكر وهما جزء مهم من المنطق الصوري….كلاهما نشاط تحكمه مبادئ العقل …لا يمكن بناء استدلالات دونهما…..
أوجه الاختلاف:التصور بسيط بينما الحكم مركب ….التصور لا نستطيع اثباته أو نفيه الحكم نستطيع ….
العلاقات بين الحدود في التصور تأخذ أشكال هي التناقض التضاد التعاكس أما في الحكم وقوع النسبة أو عدم وقوعها ( استغراق أو عدم استغراق)
نعبر عن التصور بالحد ونعبر عن الحكم بالقضية ….
أوجه التداخل:عند أرسطو الحكم يتألف من تصورات أما عند المحدثين التصور هو اختصار لمجموعة من الأحكام ……..
حل الاشكال:لايمكن وضع خط فاصل يوضح أين يبدأ التصور وينتهي وأين يبدأ الحكم وينتهي الأمر معقد ومترابط تتداخل فيه عناصر مختلفة .حتى علم النفس للطفل ..اللغة …وغيرها . لكن …..

أظن أنني أعطيتك الخطوط العريضة لمقالتك أتمنى أن تكتبها وتضعها هنا حتى يستفيد منها الجميع .المقالة مهمة جدا .




مشكووووووووووورة استاذة لكني طالب علمي ولحد الآن لم نمارس كتابة مقال ممكن المساعدة أكثر




بارك الله فيكي استا>ة على ما قدمتي

اخي الطريقة الجدلية نوعنا ما صعبة و ارى ان تستخدم طريقة التحليل اسهل

تقوم بطرح مقدمة

ثم اوجه الإتفاق

اوجه الاختلاق

اوجه التداخل

النتيجة

الخاتمة حيث تقدم رايك الشخصي