التصنيفات
الشعر والنثر

أنتيــجونا

أنتيــجونا

((ابنة أوديب_ الملك المنكوب_التي رافقته في رحلة العذاب..

حتّى النهاية ! )) (1)

خطـوه..

ثِنْتـان..

ثلاث..

أقدِمْ.. أقدِمْ !

يا قربانَ الآلهة العمياء

يا كبشَ فداء

في مذبحِ شهواتِ العصرِ المظلم

خطـوه..

ثِنْتـان..

ثلاث..

زندي في زندك

نجتاز الدرب الملتاث !

***

يا أبتاه

ما زالت في وجهك عينان

في أرضك ما زالت قدمان

فاضرب عبر الليلِ بِأشأمِ كارثةِ في تاريخ الإنسان

عبرَ الليل.. لنخلق فجر حياه

***

يا أبتاه !

إن تُسْمِـلْ عينيك زبانيةُ الأحزان

فأنا ملءُ يديك

مِسرَجَةٌ تشربُ من زيت الإيمان

و غداً يا أبتاه أُعيد إليك

قَسَماً يا أبتاه أُعيد إليك

ما سلبتك خطايا القرصان

قسماً يا أبتاه

باسم الله.. و باسم الإنسان

***

خطـوه..

ثِنْتـان..

ثلاث..

أقدِمْ.. أقدِمْ !

……………………. ………………

(1) انتيجونا هي بطلة المسرحي الاغريقي سوفرخليس، التي تمثل رمز الوفاء للأب. و التضحية في سبيله. طلت تقود خطوات أبيها الأعمى، الملك أوديب ، إلى أن حكم عليها بالإعدام.




بارك الله فيك على الموضوع والقصيدة المميزة

نترقب دوما مثل هذه المشاركات القيمة




بارك الله فيك على القصيدة الرائعة




تعليمية




التصنيفات
الشعر والنثر

نظرة . إلى الحياة

أنظروا معي إخوتي الكرام ألى أولئل الأطفال الأيتام…

أطفال الشوارع………

إنها ……….نظرة إلى الحياة

أشرعتُ لهفةَ أيامي لمن وقفوا***قربَ الرصيف…تُرى هل تفعلُ الصُّدف؟
المُشتكون عُزوفا مثل قافيتي***أحلامُهم..أن يعودوا مثلما ألِفوا..
حسِبتُ أن صُروف الدهر..تصنعهم***كما عهِدتُم..تواتينا وتختلِفُ
رأيتُ مِنهم…ويا ليت الكلام لهم***فَمَنْ سِواهم لأحلام الصِّبا يصفُ؟
التائهون..أضاعوا سِرَّ بسْمتِهم***والعائدون..ووج هُ العيش مُنصرِفُ
والعازفون على أوتار غُربتهم***بين الديار..وقد كانوا بِها عزفوا
يستدفئون.. وفي أعماقِ لوعتهم***صوتُ ُ يقول:تمادى البردُ ..فالتحِفوا..
…وأبرَقَ الرعدُ والظَّلماءُ ساجيةُ ُ***-أحِبَّةَ الرُّوح- والأوراقُ تُقتَطَفُ
و…قبل أن تُكمِلَ الورقاءُ صيحتها***تساءلَ الغُصنُ:…ما كانوا قد اقترفوا؟
ينامُ ناسُ ُ.. وناسُ ُ… تحتَ رعشتِهم ***يُفكِّرون.. وناسُ …ُ شِعرُهم تَرَفُ
كذاكَ… تعْرِفُ كمْ همُّوا وما أكلوا***وكمْ تمنوا بقايا الخُبز…كمْ ذرفوا..

أشرعتُ لهفةَ أيامي لمن وقفوا***قربَ الرصيف…تُرى هل تفعلُ الصُّدف؟
المُشتكون عُزوفا مثل قافيتي***أحلامُهم..أن يعودوا مثلما ألِفوا..
حسِبتُ أن صُروف الدهر..تصنعهم***كما عهِدتُم..تواتينا وتختلِفُ
رأيتُ مِنهم…ويا ليت الكلام لهم***فَمَنْ سِواهم لأحلام الصِّبا يصفُ؟
التائهون..أضاعوا سِرَّ بسْمتِهم***والعائدون..ووج هُ العيش مُنصرِفُ
والعازفون على أوتار غُربتهم***بين الديار..وقد كانوا بِها عزفوا
يستدفئون.. وفي أعماقِ لوعتهم***صوتُ ُ يقول:تمادى البردُ ..فالتحِفوا..
…وأبرَقَ الرعدُ والظَّلماءُ ساجيةُ ُ***-أحِبَّةَ الرُّوح- والأوراقُ تُقتَطَفُ
و…قبل أن تُكمِلَ الورقاءُ صيحتها***تساءلَ الغُصنُ:…ما كانوا قد اقترفوا؟
ينامُ ناسُ ُ.. وناسُ ُ… تحتَ رعشتِهم ***يُفكِّرون.. وناسُ …ُ شِعرُهم تَرَفُ
كذاكَ… تعْرِفُ كمْ همُّوا وما أكلوا***وكمْ تمنوا بقايا الخُبز…كمْ ذرفوا..

أشرعتُ لهفةَ أيامي لمن وقفوا***قربَ الرصيف…تُرى هل تفعلُ الصُّدف؟
المُشتكون عُزوفا مثل قافيتي***أحلامُهم..أن يعودوا مثلما ألِفوا..
حسِبتُ أن صُروف الدهر..تصنعهم***كما عهِدتُم..تواتينا وتختلِفُ
رأيتُ مِنهم…ويا ليت الكلام لهم***فَمَنْ سِواهم لأحلام الصِّبا يصفُ؟
التائهون..أضاعوا سِرَّ بسْمتِهم***والعائدون..ووج هُ العيش مُنصرِفُ
والعازفون على أوتار غُربتهم***بين الديار..وقد كانوا بِها عزفوا
يستدفئون.. وفي أعماقِ لوعتهم***صوتُ ُ يقول:تمادى البردُ ..فالتحِفوا..
…وأبرَقَ الرعدُ والظَّلماءُ ساجيةُ ُ***-أحِبَّةَ الرُّوح- والأوراقُ تُقتَطَفُ
و…قبل أن تُكمِلَ الورقاءُ صيحتها***تساءلَ الغُصنُ:…ما كانوا قد اقترفوا؟
ينامُ ناسُ ُ.. وناسُ ُ… تحتَ رعشتِهم ***يُفكِّرون.. وناسُ …ُ شِعرُهم تَرَفُ
كذاكَ… تعْرِفُ كمْ همُّوا وما أكلوا***وكمْ تمنوا بقايا الخُبز…كمْ ذرفوا..

أشرعتُ لهفةَ أيامي لمن وقفوا***قربَ الرصيف…تُرى هل تفعلُ الصُّدف؟
المُشتكون عُزوفا مثل قافيتي***أحلامُهم..أن يعودوا مثلما ألِفوا..
حسِبتُ أن صُروف الدهر..تصنعهم***كما عهِدتُم..تواتينا وتختلِفُ
رأيتُ مِنهم…ويا ليت الكلام لهم***فَمَنْ سِواهم لأحلام الصِّبا يصفُ؟
التائهون..أضاعوا سِرَّ بسْمتِهم***والعائدون..ووج هُ العيش مُنصرِفُ
والعازفون على أوتار غُربتهم***بين الديار..وقد كانوا بِها عزفوا
يستدفئون.. وفي أعماقِ لوعتهم***صوتُ ُ يقول:تمادى البردُ ..فالتحِفوا..
…وأبرَقَ الرعدُ والظَّلماءُ ساجيةُ ُ***-أحِبَّةَ الرُّوح- والأوراقُ تُقتَطَفُ
و…قبل أن تُكمِلَ الورقاءُ صيحتها***تساءلَ الغُصنُ:…ما كانوا قد اقترفوا؟
ينامُ ناسُ ُ.. وناسُ ُ… تحتَ رعشتِهم ***يُفكِّرون.. وناسُ …ُ شِعرُهم تَرَفُ
كذاكَ… تعْرِفُ كمْ همُّوا وما أكلوا***وكمْ تمنوا بقايا الخُبز…كمْ ذرفوا..

أشرعتُ لهفةَ أيامي لمن وقفوا***قربَالرصيف…تُرى هل تفعلُ الصُّدف؟
المُشتكون عُزوفا مثل قافيتي***أحلامُهم..أنيعودوا مثلما ألِفوا..

حسِبتُ أن صُروف الدهر..تصنعهم***كما عهِدتُم..تواتيناوتختلِفُ
رأيتُ مِنهم…ويا ليت الكلام لهم***فَمَنْ سِواهم لأحلام الصِّبايصفُ؟
التائهون..أضاعوا سِرَّ بسْمتِهم***والعائدون..ووج هُ العيشمُنصرِفُ
والعازفون على أوتار غُربتهم***بين الديار..وقد كانوا بِهاعزفوا
يستدفئون.. وفي أعماقِ لوعتهم***صوتُ ُ يقول:تمادى البردُ ..فالتحِفوا..
وأبرَقَ الرعدُ والظَّلماءُ ساجيةُ ُ***-أحِبَّةَ الرُّوحوالأوراقُ تُقتَطَفُ
و…قبل أن تُكمِلَ الورقاءُ صيحتها***تساءلَ الغُصنُ:…ماكانوا قد اقترفوا؟
ينامُ ناسُ ُ.. وناسُ ُ… تحتَ رعشتِهم ***يُفكِّرون.. وناسُ …ُ شِعرُهم تَرَفُ
كذاكَ… تعْرِفُ كمْ همُّوا وما أكلوا***وكمْ تمنوا بقاياالخُبز…كمْ ذرفوا..




اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك




عاش لنا قلمك النابض شكرا لك




أشرعتُ لهفةَ أيامي لمن وقفوا***قربَ الرصيف…تُرى هل تفعلُ الصُّدف؟
المُشتكون عُزوفا مثل قافيتي***أحلامُهم..أن يعودوا مثلما ألِفوا..
حسِبتُ أن صُروف الدهر..تصنعهم***كما عهِدتُم..تواتينا وتختلِفُ
رأيتُ مِنهم…ويا ليت الكلام لهم***فَمَنْ سِواهم لأحلام الصِّبا يصفُ؟

رائع جدا يسلم الذوق




تعليمية




التصنيفات
الشعر والنثر

قد كنت أحسب

قدكنت أحسب

قد كنت أحسب أن الحب قد نضبا
حتى رأيتك صار ا ﻷ مر منقلبا
غصن من البان زانه أدب
تبارك الله ما أعطى وما وهبا
تمشي الهوينا ببطن الحي مشيتها
و الكل يرمقها حبا لها طربا
رسحاء مقبلة عجزاء مدبرة
حازت تمام الحسن إن ترى…عجبا
رنت فملت فغضت من تعففها
فهالني الأمر حتى ما أرى سببا
فرحت أضرب أخماسا أشد يدي
و القلب منفطر من حبها سغبا
فقلت رسلك قلبي قد فتكت به
ترفقي و ٱمنحيه الروح قد عطبا
فلم تبالي لقولي لحظة، و مضت
تطوي الدروب تحاكي الموج و السحبا
فسرت أحمل خطوي خلفها ثملا
أتلو النشيد، نشيد الحب مضطربا
حتى ٱستكانت بغتة فرنت
فضمنا الشوق ردحا قد غدا لجبا




merciiiiiiiiii




تعليمية




التصنيفات
الشعر والنثر

الحلزون

خرجت من العمل حوالي الساعة الثانية زوالا متجها إلى بيتي الذي يبعد عن المعمل بثلاثة أرباع الساعة ….
وكم كانت الخطوات شاقة ومضنية لا لشيئ إلا لأن درجة الحرارة يومها كانت تقارب درجة إنصهار المطاط ….
بدأت أتصبب عرقا …. ليزداد الحال سوءا كلما مرت سيارة لتنثر الغبار على وجهي …. وعندها كنت اتمتم بكلمات في صدري موجهة لسائق العربة …. – حالة غضب طبعا’
سئمت التفكير في الحرارة ورحت أتخيل نفسي على شاطئ بحر … فتارة في بنكوك وأخرى هاواي …. ألعق المثلجات طبعا ….. غير أن غبار العربات كان يفسد علي الحلم الجميل لأعاود سرد ما في صدري من كلمات لا تقال إلا في هذا المقام ….. العرق كان يهطل من وجهي والغبار يملأ حذائي و الغضب يتجدد في صدري ……
ماأبعده من منزل وما أشقاه من مسير وعندها إجتاحتني الغيرة و الحسد من صاحب منزل أقرب إليه من ضله …… ياليتني كنت مكانه….
… فتمنيت حينها لو كنت حلزونا ……




تعليمية




التصنيفات
الشعر والنثر

يا أمة لعبت بدين نبيها * كتلاعب الصبيان في الأوحالِ

يا أمة لعبت بدين نبيها * كتلاعب الصبيان في الأوحالِ


قال الإمام ابن القيّم الجوزيّة – رحمه الله تعالى – :

ذهب الرجال وحال دون مجالهم * زمر من الأوباش والأنذال
زعموا بأنهم على آثارهم * ساروا ولكن سيرة البطال
لبسوا الدلوق مرقعا وتقشفوا * كتقشف الأقطاب والأبدال
قطعوا طريق السالكين وغوروا * سبل الهدى بجهالة وضلال
عمروا ظواهرهم بأثواب التقى * وحشوا بواطنهم من الأدغال
إن قلت : قال الله قال رسوله * همزوك همز المنكر المتغالي
أو قلت : قد قال الصحابة والأولى * تبعوهم في القول والأعمال
أو قلت : قال الآل آل المصطفى * صلى عليه الله أفضل آل
أو قلت : قال الشافعي : وأحمد * وأبو حنيفة والإمام العالي
أو قلت : قال صحابهم من بعدهم * فالكل عندهم كشبه خيال
ويقول : قلبي قال لي عن سره * عن سرع سري عن صفا أحوالي
عن حضرتي عن فكرتي عن خلوتي * عن شاهدي عن واردي عن حالي
عن صفو وقتي عن حقيقة مشهدي * عن سر ذاتي عن صفات فعالي
دعوى إذا حققتها ألفيتها * ألقاب زور لفقت بمحال
تركوا الحقائق والشرائع واقتدوا * بظواهر الجهال والضلال
جعلوا المرا فتحا وألفاظ الخنا * شطحا وصالوا صولة الإدلال
نبذوا كتاب الله خلف ظهورهم * نبذ المسافر فضلة الأكال
جعلوا السماع مطية لهواهم * وغلوا فقالوا فيه كل محال
هو طاعة هو قربة هو سنة * صدقوا لذاك الشيخ ذي الإضلال
شيخ قديم صادهم بتحيل * حتى أجابوا دعوة المحتـــال
هجروا له القرآن والأخبار * والآثار إذ شهدت لهم بضلال
ورأوا سماع الشعر أنفع للفتى * من أوجه سبع لهم بتوال
تالله ما ظفر العدو بمثلها * من مثلهم واخيبة الآمــال
نصب الحبال لهم فلم يقعوا بها * فأتى بذا الشرك المحيط الغالي
فإذا بهم وسط العرين ممزقى * الأثواب والأديان والأحوال
لا يسمعون سوى الذي يهوونه * شغلا به عن سائر الأشغال
ودعوا إلى ذات اليمين فأعرضوا * عنها وسار القوم ذات شمال
خروا على القرآن عند سماعه * صما وعميانا ذوي إهمال
وإذا تلا القارى عليهم سورة * فأطالها عدوه في الأثقال
ويقول قائلهم : أطلت وليس ذا * عشر فخفف أنت ذو إملال
هذا وكم لغو وكم صخب وكم * ضحك بلا أدب ولا إجمال
حتى إذا قام السماع لديهم * خشعت له الأصوات بالإجلال
وامتدت الأعناق تسمع وحى * ذاك الشيخ من مترنم قوال
وتحركت تلك الرءوس وهزها * طرب وأشواق لنيل وصال
فهنا لك الأشواق والأشجان * والأحوال لا أهلا بذي الأحوال
تالله لو كانوا صحاة أبصروا * ماذا دهاهم من قبيح فعال
لكنما سكر السماع أشد * من سكر المدام وذا بلا إشكال
فإذا هما اجتمعا لنفس مرة * نالت من الخسران كل منال
يا أمة لعبت بدين نبيها * كتلاعب الصبيان في الأوحال
أشمتمو أهل الكتاب بدينكم * والله لن يرضوا بذي الأفعال
كم ذا نعير منهم بفريقكم * سرا وجهرا عند كل جدال
قالوا لنا : دين عبادة أهله * هذا السماع فذاك دين محال
بل لا تجىء شريعة بجوازه * فسلوا الشرائع تكتفوا بسؤال
لو قلتمو فسق ومعصية وتزيين * من الشيطان للأنذال
ليصد عن وحى الإله ودينه * وينال فيه حيلة المحتال
كنا شهدنا أن ذا دين أتى * بالحق دين الرسل لا بضلال
والله منهم قد سمعنا ذا * إلى الآذان من أفواههم بمقال
وتمام ذاك القول بالحيل التي * فسخت عقود الدين فسخ فصال
جعلته كالثوب المهلهل نسجه * فيه تفصله من الأوصال
ما شئت من مكر ومن خدع * ومن حيل وتلبيس بلا إقلال
فاحتل على إسقاط كل فريضة * وعلى حرام الله بالإحلال
واحتل على المظلوم يقلب ظالما وعلى الظلوم بضد تلك الحال
واقلب وحول فالتحيل كله * في القلب والتحويل ذو إعمال
إن كنت تفهم ذا ظفرت بكل ما * تبغى من الأفعال والأقوال
واحتل على شرب المدام وسمها * غير اسمها واللفظ ذو إجمال
واحتل على أكل الربا واهجر شنا * عة لفظه واحتل على الابدال
واحتل على الوطء الحرام ولا تقل * هذا زنا وانكح رخى البال
واحتل على حل العقود وفسخها * بعد اللزوم وذاك ذو إشكال
إلا على المحتال فهو طبيبها * يا محنة الأديان بالمحتـــــال
واحتل على نقض الوقوف وعودها * طلقا ولا تستحي من إبطال
فكر وقدر ثم فصل بعد ذا * فإذا غلبت فلج في الإشكال
واحتل على الميراث فانزعه من * الوراث ثم ابلع جميع المال

قد أثبتوا نسبا وحصرا فيكم * حتى تحوز الإرث للأموال
واعمد إلى تلك الشهادة واجعل * الإبطال همك تحظ بالابطال
فالحصر إثبات ونفى غير * معلوم وهذا موضع الاشكال
واحتل على مال اليتيم فإنه * رزق هنى من ضعيف الحال
لا سوطه تخشى ولا من سيفه * والقول قولك في نفاذ المال
واحتل على أكل الوقوف فإنها * مثل السوائب ربة الإهمال
فأبو حنيفة عنده هي باطل * في الأصل لم تحتج إلى إبطال
فالمال مال ضائع أربابه * هلكوا فخذ منه بلا مكيــال
وإذا تصح بحكم قاض عادل * فشروطها صارت إلى اضمحلال
قد عطل الناس الشروط وأهملوا * مقصودها فالكل في إهمال
وتمام ذاك قضاتنا وشهودنا * فاسأل بهم ذا خبرة بالحال
أما الشهود فهم عدول عن طريق * العدل في الأقوال والأفعال
زورا وتنميقا وكتمانا * وتلبيسا وإسرافا بأخذ نوال
ينسى شهادته ويحلف إنه * ناس لها والقلب ذو إغفال
فإذا رأى المنقوش قال : ذكرتها * يا للمذكر جئت بالآمال
ويقول قائلهم : أخوض النار في * نزر يسير ذاك عين خبال
ثقل لى الميزان إني خائض * للمنكبين أجر بالأغــلال
أما القضاة فقد تواتر عنهم * ما قد سمعت فلا تفه بمقال
ماذا تقول لمن يقول : حكمت أنت * فاسق أو كافر في الحال
فإذا استغثت أغثت بالجلد الذي * قد طرقوه كمثل طرق نعال
فيقول طق فتقول : قط فتعارضا * ويكون قول الجلد ذا إعمال
فأجارك الرحمن من ضرب ومن * عرض ومن كذب وسوء مقال
هذا ونسبة ذاك أجمعه إلى * دين الرسول وذا من الأهوال
حاشا رسول الله يحكم بالهوى * والجهل تلك حكومة الضلال
والله لو عرضت عليه كلها * لاجتثها بالنقض والإبطال
إلا التي منها يوافق حكمه * فهو الذي يلقاه بالإقبال
أحكامه عدل وحق كلها * في رحمة ومصالح وحلال
شهدت عقول الخلق قاطبة بما * في حكمه من صحة وكمال
فإذا أتت أحكامه ألفيتها * وفق العقول تزيل كل عقال
حتى يقول السامعون لحكمه : * ما بعد هذا الحق غير ضلال
لله أحكام الرسول وعدلها * بين العباد ونورها المتلالى
كانت بها في الأرض أعظم رحمة * والناس في سعد وفي إقبال
أحكامهم تجرى على وجه السداد * وحالهم في ذاك أحسن حال
أمنا وعزا في هدى وتراحم * وتواصل ومحبة وجلال
فتغيرت أوضاعها حتى غدت * منكورة بتلوث الأعمال
فتغيرت أعمالهم وتبدلت * أحوالهم بالنقص بعد كمال
لو كان دين الله فيهم قائما * لرأيتهم في أحسن الأحوال
وإذا همو حكموا بحكم جائر * حكموا لمنكره بكل وبال
قالوا : أتنكر حكم شرع محمد * حاشا لذا الشرع الشريف العالي
عجت فروج الناس ثم حقوقهم * لله بالبكرات والآصال
كم تستحل بكل حكم باطل * لا يرتضيه ربنا المتعالي
والكل في قعر الجحيم سوى الذي * يقضى بدين الله لا لنوال
أو ما سمعت بأن ثلثيهم غدا * في النار في ذاك الزمان الخالي
وزماننا هذا فربك عالم * هل فيه ذاك الثلث أم هو خالي
يا باغى الإحسان يطلب ربه * ليفوز منه بغاية الآمال
انظر إلى هدة الصحابة والذي * كانوا عليه في الزمان الخالى
واسلك طريق القوم أين تيمموا * خذ يمنة ما الدرب ذات شمال
تالله ما اختاروا لأنفسهم سوى * سبل الهدى في القول والأفعال
درجوا على نهج الرسول وهديه * وبه اقتدوا في سائر الأحوال
نعم الرفيق لطالب يبغى الهدى * فمآله في الحشر خير مآل
القانتين المخبتين لربهم * الناطقين بأصدق الأقوال
التاركين لكل فعل سيء * والعاملين بأحسن الأعمال
أهواؤهم تبع لدين نبيهم * وسواهم بالضد في ذي الحال
ما شابهم في دينهم نفص * ولا في قولهم شطح الجهول الغالي
عملوا بما علموا ولم يتكلفوا * فلذاك ما شابوا الهدى بضلال
وسواهم بالضد في الأمرين قد * تركوا الهدى ودعوا إلى الإضلال
فهم الأدلة للحيارى من يسر * بهداهم لم يخش من إضلال
وهم النجوم هداية وإضاءة * وعلو منزلة وبعد منال
يمشون بين الناس هونا * نطقهم بالحق لا بجهالة الجهال
حلما وعلما مع تقى * وتواضع ونصيحة مع رتبة الإفضال
يحيون ليلهم بطاعة ربهم * بتلاوة وتضرع وسؤال
وعيونهم تجرى بفيض دموعهم * مثل انهمال الوابل الهطال
في الليل رهبان وعند جهادهم * لعدوهم من أشجع الأبطال
وإذا بدا علم الرهان رأيتهم * يتسابقون بصالح الأعمال
بوجوههم أثر السجود لربهم * وبها أشعة نوره المتلالي
ولقد أبان لك الكتاب صفاتهم * في سورة الفتح المبين العالي
وبرابع السبع الطوال صفاتهم * قوم يحبهم ذوو إدلال
وبراءة والحشر فيها وصفهم * وبهل أتى وبسورة الأنفال




تعليمية




التصنيفات
الشعر والنثر

المقال أنواعه وخصائصه

تعليمية تعليمية
بسم الله الرحمان الرحيم

**تعليمية**********المقال : أنواعه وخصائصه *تعليمية**********تعليمية*************تعليمية********تعليمية****** تعريف المقال
المقال قطعة نثرية محدودة الطول؛ وهو عبارة عن بحث قصير. يتناول موضوعا أو جانبا من موضوع؛ وتعرض فيه الفكرة عرضا منطقيا مترابطا وفق منهج معين يهدف إلى إبراز المعاني ونقلها نقلا أمينا مقنعا و ممتعا في نفـس الوقــت إلى ذهن القارىء.
إن المقال بصورته الحديثة لم يكن معروفا عند العرب الأقدمين، و إنما كان عندهم ماهو شبيه به
أو قريب منه ويتمثل في:
الرسائل : التي تتناول موضوعا من الموضوعات في إيجاز ؛ أو بشيء من التفصيل قد يبلغ كتابا صغيرا كما في رسائل عبد الحميد الكاتب ؛ وابن المقفع والجاحظ و ابن قتيبة و أضرابهم ، ثم انحدر هذا النمط من الكتابة فصار ضعيفا مضمونا وشــكلا فصارت أفكاره تافهة مبتذلة في لغــــة مثقلة بالمحسنات البديعية ، حافلة بالزخارف اللفظية و الأساليب المتحجرة.
في عصر الانحطاط(1258م-1798م): غدت كتابة الرسائل ذات الشبه بالمقـال ضعيفة البناء، أفكارها مبتذلـــة، وأسلوبها ركيك مثقل بأنواع من المحسنات البديعية و السجع المتكلف
في العصر الحديث (1798 م – إلى يومنا هذا): مر المقال بعدة مراحل:
عصر الإحـــياء:كان المقال فيه ضعيفا في بداياته، يتناول غالبا مواضيـــع سياسـيـة ؛ و قد كان رفاعة الطهطاوي (1801 – 1873 م ) من الكتاب الأوائل الذين كان لهم الفضل في تخليص أسلوب النثـر من عيوب التكلف و تعقيداته والتي ورثها عن عصر الضعف.
بداية عصر النهضــة : ومع بداية عصر النهضــة ظهـرت الصحافة في الوطن العربي و تطورت و اتسعت ؛ و فتحت المجال أمام الكتاب ليطوروا أساليبهم ؛ فتخففوا من قيود الصنعة اللفظيـــــة ، وصار همهم هو تقديم الفكرة الواضحة ، بأسلوب سلسٍ مباشر خال من التكلف و التعقيد؛ بوسع العامــة من أبناء الشعب أن يفهموه ؛ و هذا بتأثير دعوة جمال الدين الأفغاني و محمد عبده الإصلاحية.

و من أشهر كتاب المقال في العصر الحديث عبد الرحمان الكواكبي ، مصطفى صادق الرافعي، طه حسين ، محمد حسين هيكل، عباس محمود العقاد، و محمد البشير الإبراهيمي.
خصائص فن المقال
تختلف المقالة باختلاف موضوعها ، والخلفية التي ينطلق منها صاحب المقال ، والغاية التي يسعى إلى تحقيقها و الأسلوب الذي يسلكه في معالجة مادته فإذا تناولت المقالة قضية اجتماعية أو سياسية ، فهي مقالة اجتماعية و إذا تناولت الشعر
و النثر بالدراسة والتحليل فهي مقالة أدبية أو نقدية ، وإذا تناولت قضية تعالج العلاقة بين الحاكم والمحكوم فهي سياسية ………….
و تشترك جميع أنواع المقالة في التزام منهج محدد في عرض مادّتها . و يتمثل هذا المنهج في الهيكل مقدمة؛ و عرض؛
و خاتمة .
فأما المقدمة فيعمد فيها الكاتب إلى وضع المتلقي (القارىء) في جو المقالة بطريق لبقة ليعده ويهيئه نفسيا وذهنيا.-تقديم عناصر الموضوع بشكل مركز موجز، تقديم الفرضية و أمّا العرض فيبسط فيه فكرته مستعينا بالأسلوب الموائم ، و الحجج
و الأمثلة المناسبة ، و أما الخاتمة فتختلف باختلاف موضوع المقالة ومادتها ، فقد يذكر الكاتب فيها الانطباع الذي يريد أن يحدثه في نفس القارىء ، أو يلفت النظر إلى أهمية الحلول التي يقترحها أو الخلاصة التي انتهى إليها….
خصائص المقالة الأدبية :
يعبر فيها الأديب عن تجربة من تجاربه الخاصة في الحياة ؛ أو يعبر عن أحاسيسه و مشاعره إزاء حدث من الأحداث؛
أو موقف من المواقف ، أو ظاهرة من الظواهر ، أو منظر من المناظر ، و ذلك بأسلوب جميل مؤثر ، و هي بهذا الشكل تماثل القصيدة الغنائــية في الشعر.
و تتميز المقالة الأدبية بما يلي :
– الألفاظ المختارة الموحية ، و استعمال العبارات الجزلة .
– الاعتماد على الصور و الخيال ، و استخدام المحسنات البديعية العفوية .
– تدفق العاطفة وانطلاقها.
من أقطابها طه حسين و العقاد و المازني وغيرهم.
خصائص المقالة السياسية :
تتناول القضايا السياسية المتمثلة في وصف أو تحليل أونقد علاقة الحاكم بالمحكوم : كنظام الحكم
و شؤون الدولة السياسية الداخلية و الخارجية؛ أوكحركات التحرر من الاستعمارو الاستبداد.
و قد ازدهر هذا اللون من المقال بعد أن نزل جمال الدين الأفغاني في مصر سنة 1871 حاملا معه مبادىء التحرر و الاستقلال و الاصلاح ، ثم ظهور الأحزاب السياسية في البلدان العربية ، و تتميز بـــ:
– وضوح الفكرة و سهولة الأسلوب ، و البعد عن التكلف و الصناعة اللفظية و الاعتماد على الأدلة الواقعية و الحجج المنطقية و الميل إلى الخطابــــــية لتحريك عواطف الجماهير.
من أقطابها عبد الرحمان الكواكبي ، محمد البشير الإبراهيمي، لطفي السيد و عبد الله النديم .
خصائص المقالة الاجتماعية :
تستمد موضوعاتها من الحياة الاجتماعية و مشاكل المواطن المختلفة تحددها و تبحث عن حلول لها كالفقـر و الجهل؛ و التفكك العائلي و قضايا المرأة ، و تتميز بـ:
– وضوح الفكرة .
– التحليل الموضوعي و المناقشة الهادئة ، و اقتراح الحلول ، و الاعتماد على الأدلة والواقعية .
– الاهتمام بالمعنى و جمال الأسلـــــــوب بالقدر الذي يخدم الفكرة ويوضحها في ذهن القارىء.
– البعد عن الأساليب الخطابية و الخيال المجنح.
من أقطابها قاسم أمين ، و عبد الحميد بن باديس و محمد البشير الإبراهيمي.
خصائص المقالة النقدية :
يتناول فيها الكاتب موضوعا أدبيا : مبدأ من مبادىء النقد؛ أو نظرية من نظريات الأدب؛ أو عملا من الأعمال الأدبية بالشرح بالتحليل و المناقشة والنقد.
– يبدي الكاتب في هذا النوع قدرته على الفهم العميق ، والرؤية الثاقبة؛ وتذوق النص الأدبي وتقويمه مستعينا بالحقائق الأدبية , والإنسانية العامة , ومستدلا بالنصوص على إثبات وجهة نظره .
– تمتزج الذاتية والموضوعية في هذا النوع من المقال.
– الالتزام بالموضوع المنقود و حدوده و أبعاده.
– استعمال الألفاظ محددة الدلالة، الدقيـقة و المصطلحات النقديــــــة.
من أقطابها محمد مندور ، غنيمي هلال ، شوقي ضيف و غيرهم كثيرون.

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك أختي على القصيدة القيمة والمفيدة
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
الشعر والنثر

حتى لا نتناسى

احبتي الافاضل اليكم من اروع ما قيل في هذا البلد الطاهر

كلمات لشاعرنا
:_here:
مفدي زكرياء

إليـــاذة الجزائـــر

جزائر يا مطلع المعجــــــــــزات و با حجة الله في الكائنـــــات

و يابسمة الرب في أرضــــــــه و يا وجهه الضاحك القسمات

و يا لوحة في سجل الخلــــــو د تموج بها الصور الحالمـــــات

و يا قصة بث فيها الوجــــــــود معاني السمة بروع الحيـــاة

و يا صفحة خط فيها البقــــــــآ بنار و نور جهاد الأبــــــــــــاة

و يا للبطولات تغزو الدنـــــــــــا و تلهمها القيم الخالـــــــدات

و أسطورة رددتها القـــــــــرون فهاجت بأعماقنا الذكريــــات

و يا تربة تاه فيها الجــــــــــلال فتاهت بها القمم الشامخات

و ألقى التهاية فيها الجمـــــال فهمنا بأسرارها الفاتنـــــــات

و أهوى على قدميها الزمــــان فأهوى على قدميها الطفـاة

***

شغلنا الورَى ، و ملأنا الدنا

بشعر نرتله كالصٌــــــــــلاة

تسابيحه من حنايا الجزائر

***

جزائر يا بدعة الفاطــــــــــــــر و يا روعة الصانع القـــــــــادر

و يا بابل السحر ، من وحيهـا تلقب هاروت بالساحــــــــــر

و يا جنة غار منها الجنـــــــان و أشغله الغيب بالحاضـــــــر

و يا لجة يستحم الجمــــــــــا ل و يسبح في موجها الكافر

و يا ومضة الحب في خاطري و إشراقة الوحي للشاعـــــر

و يا ثورة حار فيها الزمـــــــان و في شعبها الهادئ الثائـــر

و يا وحدة صهرتها الخطــــــو ب فقامت على دمها الفائـــر

و يا همة ساد فيها الحجــى فلم تك تقنع بالظاهـــــــــــــر

و يا مثلاً لصفاء الضميــــــــــر يجل عن المثل السٌائـــــــــــر

سلام على مهرجان الخلــود سلام على عيدك العاشـــــر

***

شغلنا الورَى ، و ملأنا الدنا

بشعر نرتله كالصٌــــــــــلاة

تسَابيحه من حَنايَا الجزائر




بارك الله فيك على هذه القصيدة الرائعة والمميزة اخي مبارك وهي في محلها

جزاك الله خيرا

تحية اخوة وصداقة

اختك نانو




بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

شكرا لمرورك على اختي على تلك القصيدة

وهذا شرف لي ووسام على صدري

ادامك الله




مشكور اخي على المجهود المبذول والتفاتة طيبة منك
تعليمية




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
شكرا لمرورك على موضوعي اختي الكريمة زنبقة الوادي
وهذا شرف لي ووسام على صدري




مشكور اخي نتمنى مزيد من المواضيع من هذا النوع




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
شكرا لمرورك على موضوعي
وهذا شرف لي ووسام على صدري




التصنيفات
الشعر والنثر

فسحة مع .زهير بن أب سلمى

بسم الله الرحمان الرحيم

زهير بن أبي سُلمى
حيـاتـه
إنتـاجـه الفكـري

.
.
.

(… – 13 ق. هـ = … – 609 م)
زهير بن أبي سُلمى ربيعة بن رياح بن قرّة بن الحارث بن إلياس بن نصر بن نزار بن المزني وينتهي نسبه الى مزينة احدى قبائل مضر.
نشأ و عاش في بني عبد الله بن غطفان فقد كان أبوه قد تزوج امرأة منهم و أقام هو و أولاده بينهم . ويعد زهير في الطبقة الأولى من شـعراء الجاهلية مع امرىء القيس و النابغة و الأعشى و يفضله كثير من الرواة على أصحابه . كان زهير رواية لأوس بن حجر التميمي زوج أمه و قد تاثر به و سار على طريقته في تنقيح الشعر لكنه تفوق على أستاذه حتى أخمله

كان زهير حكيم الشعراء في الجاهلية إذ يدور أكثر شعره على المدح والوصف والحكمة وله قليل من الاعتذار و الهجاء . و كان اكثر مدحه لساداة بني مرة من ذبيان و خاصة هرم بن سنان فقد كان منقطعاً إليه وكان هرم يجزل له الجوائز ، و قد مدح معه أباه سنان بن أبي حارثة والحارث بن عوف بن سنان وحصن بن حذيفة . عُمّر زهير طويلاً جاوز الثمانين أو التسعين و يقال إنه توفي قبل البعثة بسنة و لم يتصل الشعر قي أسرة في الجاهلية كما اتصل في أسرة زهير كان له من الشعر ما لم يكن لغيره، ولد في بلاد مزينة بنواحي المدينة، وكان يقيم في الحاجر من ديار نجد، واستمر بنوه فيه بعد الإسلام

من حياته و شعره
كانت ولادة زهير في بني غطفان,. وبين هؤلاء القوم نشأ وترعرع. ومنهم تزوّج مرّتين. في الأولى تزوّج أم أوفى التي يذكرها في مطلع معلقته:
أمِن أمّ أَوفى دمنةٌ لمْ تكلّم……….بحوْمانَةِ الدرّاج فالمتثلّم
وبعد طلاقه أم أوفى بسبب موت أولاده منها، اقترن زهير بكبشة بنت عمّار الغطفانية ورزق منها بولديه الشاعرين كعب وبجير.
لكن زهيراً- كما يفهم من حديثه وأهل بيته- كان من مزينة- وما غطفان إلا جيرانهم، وقِدْماً ولدتهم بنو مرّة وفي الأغاني حديث زهير في هذا الشأن رواه ابن الأعرابي وأبو عمرو الشيباني، ولم نر ضرورة إثباته.
ولعلّ البارز في سيرة زهير وأخباره تأصّله في الشاعرية: فقد ورث الشعر عن أبيه وخاله وزوج أمه أوس بن حجر.
ولزهير أختان هما الخنساء وسلمى وكانتا أيضاً شاعرتين. وأورث زهير شاعريته لابنيه كعب وبجير، والعديد من أحفاده وأبناء حفدته. فمن أحفاده عقبة المضرّب وسعيد الشاعران، ومن أبناء الحفدة الشعراء عمرو بن سعيد والعوّام ابنا عقبة المضرّب..
ويطول الكلام في وراثة زهير الشعر وتوريثه إياه. يكفي في هذا المجال الحوار بينه وبين خال أبيه بشامة بن الغدير الذي قال حين سأله زهير قسمة من ماله: "يا ابن أختي، لقد قسمت لك أفضل ذلك وأجزله" قال: "ما هو?"، قال: شعري ورثتنيه". فقال له زهير: "الشعر شيء ما قلته فكيف تعتدّ به عليّ?"، فقال له بشامة: "ومن أين جئت بهذا الشعر? لعلك ترى أنّك جئت به من مزينة? وقد علمت العرب أن حصاتها وعين مائها في الشعر لهذا الحيّ من غطفان، ثم لي منهم وقد رويته عنّي".
فإذا تحوّلنا من شاعرية زهير إلى حياته وسيرته فأول ما يطالعنا من أخباره أنه كان من المعمّرين، بلغ في بعض الروايات نحوا من مئة عام. فقد استنتج المؤرخون من شعره الذي قاله في ظروف حرب داحس والغبراء أنه ولد في نحو السنة 530م. أما سنة وفاته فتراوحت بين سنة 611و 627م أي قبل بعثة النبيّ بقليل من الزمن، وذكرت الكتب أن زهيراً قصّ قبل موته على ذويه رؤيا كان رآها في منامه تنبأ بها بظهور الإسلام وأنه قال لولده: "إني لا اشكّ أنه كائن من خبر السماء بعدي شيء. فإن كان فتمسّكوا به، وسارعوا إليه".
أخبار عنه

ومن الأخبار المتّصلة بتعمير زهير أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إليه "وله مائة سنة" فقال: اللهم أعذني من شيطانه"، فما لاك بيتاً حتى مات. وأقلّ الدلالات على عمره المديد سأمه تكاليف الحياة، كما ورد في المعلّقة حين قال:

سئمتُ تكاليفَ الحياة، ومَنْ يعِش……….ثمانينَ حولاً لا أبا لكَ، يسأَمِ

والمتعارف عليه من أمر سيرته صدق طويته، وحسن معشره، ودماثة خلقه، وترفعه عن الصغائر، وأنه كان عفيف النفس، مؤمناً بيوم الحساب، يخاف لذلك عواقب الشرّ. ولعلّ هذه الأخلاق السامية هي التي طبعت شعره بطابع الحكمة والرصانة، فهو أحد الشعراء الذين نتلمس سريرتهم في شعرهم، ونرى في شعرهم ما انطوت عليه ذواتهم وحناياهم من السجايا والطبائع. وأكثر الباحثين يستمدّ من خبر زهير في مدح هرم بن سنان البيّنة التي تبرز بجلاء هذه الشخصية التي شرفتها السماحة والأنفة وزيّنها حبّ الحق والسّداد: فقد درج زهير على مدح هرم بن سنان والحارث بن عوف لمأثرتهما في السعي إلى إصلاح ذات البين بين عبس وذبيان بعد الحرب الضروس التي استمرّت طويلاً بينهما.

وكان هذا السيّدان من أشراف بني ذبيان قد أديا من مالهما الخاص ديّات القتلى من الفريقين، وقد بلغت بتقدير بعضهم ثلاثة آلاف بعير. قيل إن هرماً حلف بعد أن مدحه زهير أن لا يكف عن عطائه، فكان إذا سأله أعطاه، وإذا سلّم عليه أعطاه. وداخل زهير الاستحياء، وأبت نفسه أن يمعن في قبول هبات ممدوحه، فبات حين يراه في جمع من القوم يقول "عموا صباحاً غير هرم … وخيركم استثنيت".
ذكر أن ابن الخطاب قال لواحد من أولاد هرم: أنشدني بعض مدح زهير أباك، فأنشده، فقال الخليفة: إنه كان ليحسن فيكم القول"، فقال: "ونحن والله كنّا نحسن له العطاء"، فقال عمر بن الخطاب: "قد ذهب ما أعطيتموه وبقي ما أعطاكم". نعم لقد خلد هرم بفضل مديح زهير الصادق ومنه قوله:

منْ يلقَ يوماً على عِلاّته هرماً……..يلقَ السماحةَ منه والنّدى خلقَا

ديوانه و آراء فيه

لزهير ديوان شعر عني الأقدمون والمحدثون بشرحه. وأبرز الشّراح الأقدمين الأعلم الشنتمري. وفي طليعة من حقّق ديوان زهير حديثاً المستشرق لندبرغ في ليدن سنة 1881م. ويدور شعر الديوان في مجمله حول المدح والفخر ودور زهير في ظروف حرب السباق، وتتوّج الحكمة هذا الشعر بهالة من الوقار تعكس شخصية الشاعر الحكيم.

وقد اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات وأولوا اهتماماً خاصاً بالتعرف على حياتهم، فقد قالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن زهير بن أبي سلمى في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين: شخصية زهير نقيض لإمرئ القيس وطرفة. كان امرؤ القيس وطرفة رجلين طائشين وحياتهما غير منضبطة، وماتا ميتة عنيفة في عز شبابهما. بينما عاش زهير حياة طويلة ونال احترام الجميع لحكمته وأخلاقه العالية ولم يكن بحاجة للآخرين. عاصر الشاعرين المذكورين في مولده، لكنه قارب أيام ظهور الإسلام. يقال إنه في سن التسعين جاء إلى النبي فاستعاذ منه وقال: "اللهم أعذني من شيطانه" قول قامت عليه تعاليم بعض علماء المسلمين الذين قالوا بفكرة إن الوحي نزل على الرسول بالقرآن، وكذلك كان لكل شعراء الجاهلية شيطاناً يوحي لهم بما يقولون. لا يختلف هذا عن إيمان المسيحيين الأوائل الذين أكدوا على أن أصوات الشياطين كانت تخرج من أفواه كهنة الوثنيين. يضاف أنه بعد نصيحة الرسول لزهير لم ينظم الشعر. ويقال إن الخليفة عمر بن الخطاب قال إن زهير كان شاعر الشعراء. كان سيداً اتسعت ثروته، حكيم، وكان ورعاً حتى في أيام الجاهلية.

كان زهير بن أبي سلمى من قبيلة "مزينة" ويعود من ناحية أم والده إلى قبيلة "مرة" في الحجاز. يروى إن والد زهير ذهب مع أقربائه من بني "مرة" – أسد وكعب – في غزوة ضد طيْ، وإنهم غنموا إبلاً عديدة. قال افردا لي سهماً، فأبيا عليه ومنعاه حقه، فكف عنهما، حتى إذا الليل أتى أمه فقال : والذي أحلف به لتقومن إلى بعير من هذه الإبل فلتقعدن عليه أو لأضربن بسيفي تحت قرطيك. فقامت أمه إلى بعير منها فاعتنقت سنامه وساق لها أبو سلمى وهو يرتجز ويقول: قادهم أبو سلمى من مضارب "مرة" حتى وصل قومه. لم يمض وقت طويل قبل التحاقه "بمزينة" في غزوة على بني ذبيان، فخذ من "مرة". عندما بلغوا غطفان، جيران مرة، عاد غزاة مرة خائفين إلى خيام غطفان ومكثوا معهم. وهكذا قضى زهير طفولته معهم وليس مع قبيلته. يلمح إلى العيش بين الغرباء بقوله : يعرف أن زهير تزوج مرتين، الأولى إلى أم أوفى، حبيبة شبابه التي يتغنى بها في المعلقة، والثانية إلى أم ولديه، كعب وبوجير. توفي أبناء أم أوفى، لذا تزوج ثانية. لم تغفر له أم أوفى زواجه عليها، فهجرها لزلة اقترفتها وإن ندم لاحقاً. وهذا سبب ندبه.

ذكر ابن العربي إن زهير كان له ابن يدعى سالم، كان في غاية الوسامة حتى إن امرأة عربية قالت عندما رأته قرب نبع ماء على صهوة جواده مرتدياً عباءة مخططة بخطين "لم أر حتى يومنا مثيلاً لهذا الرجل ولا هذه العباءة ولا هذا الجواد". فجأة تعثر الجواد وسقط، فدقت عنقه وعنق راكبه. ذكر ابن العربي أيضاً إن والد زهير كان شاعراً، وكذلك أخ أمه وأخته سلمى وأخته الخنساء وابناه وحفيده المضرب بن كعب.

قسم عمه باشاما عند موته ثروته بين أقربائه، لكنه لم يعط زهير شيئاً بالرغم من حبه له. قال زهير: "وماذا أيضاً، ألم تترك قسطاً لي". أجاب العجوز: " كلا، تركت لك أفضل ما عندي موهبتي في نظم الشعر". قال زهير: "هذه خاصتي منذ البداية". لكن العجوز رد: "ليس صحيح، يعلم العرب جيداً أنها جاءتك مني".
وقال عنه دبليو إى كلوستون في كتاب من تحريره عن الشعر العربي: تميز زهير بن أبي سلمى منذ نعومة أظفاره بنبوغه الشعري. كان المفضل عند عمه باشاما، الذي كان بنفسه شاعراً مشهوراً، لكن عندما أحس العجوز بدنو أجله قسم أملاكه بين أقاربه ولم يترك لزهير شيئاً. قال زهير: "وماذا أيضاً، ألم تترك قسطاً لي?" أجاب العجوز: "كلا، تركت لك أفضل ما عندي، موهبتي في نظم الشعر". قال زهير: "هذه خاصتي منذ البداية". لكن العجوز رد: "ليس صحيح, يعلم العرب جيداً أنها جاءتك مني
"




شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

مشكوووووورة والله يعطيك الف عافيه

الاان الموضوع لغوي اكثر منه شعري




بارك الله فيك أختي على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق