أولا ـ إنْ، وإذما:
حرفان مبنيان لا محل لهما من الإعراب، نحو قوله تعالى: {قل إن تخفوا ما في أنفسكم أو تبدوه يعلمه الله}، وقوله تعالى: {إن تأمنه بقنطار يؤده إليك} . ونحو (إذما تفعل يعلمه الله).
ثانيا: من، وما، ومهما
أسماء شرط مبنية، كل منها في محل:
1 ـ رفع مبتدأ:
أ- إذا كان فعل الشرط متعديا واستوفى مفعوله، نحو قوله تعالى: { من يعمل سوءا يجز به } .
وقوله تعالى: ومن يحادد الله ورسوله فإن له نار جهنم }، وقوله تعالى: { ما أصابك من حسنة فمن الله } ، وقوله تعالى: ( وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين ). فمن، وما، ومهما في الآيات السابقة جاء كل منها مبتدأ، وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر .
ب- أو كان فعل الشرط لازما لا يتعدى إلى مفعول، نحو: من يجتهد ينجح . مهما تعش تسمع بما لا تسمع . ومنه قوله تعالى: { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } . وقوله تعالى: { من كفر فعليه كفره }. فـ " من " في المثالين والآيتين السابقتين في محل رفع مبتدأ، لأن أفعال الشرط التي تليها لازمة، وجملتي الفعل والجواب في محل رفع خبر .
ج- أو كان فعل الشرط ناقصا استوفى اسمه وخبره، نحو قوله تعالى: { قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا }، وقوله تعالى: { من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك }، وقوله تعالى: { من كان يريد تواب الدنيا فعند الله تواب الدنيا والآخرة }، وقوله تعالى: { وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم }. فـ " من " في الآيات السابقة جاءت في محل رفع مبتدأ، لأن فعل الشرط كان الناقصة وقد استوفى اسمه، وخبره .
2 ـ وتأتي في محل نصب مفعول به
أ- إذا كان فعل الشرط متعديا ولم يستوف مفعوله . نحو: من تجامل أجامله . وما تزرع اليوم تحصد غدا، ومهما تفعل يعلمه الله. ومنه قوله تعالى: { من يهد الله فهو المهتدي } ، وقوله تعالى: { من يضلل الله فلا هادي له }، وقوله تعالى: { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بأحسن منها }، وقوله تعالى: { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله }. فـ "من وما ومهما" في الأمثلة، والآيات السابقة جاء كل منها في محل نصب مفعول به، لأن أفعال الشرط متعدية، ولم تستوف مفاعيلها .
ب- وإذا كان فعل الشرط ناقصا ولم يستوف خبره، نحو: مهما يكن عملك فأنت ملوم. فـ " مهما " في محل نصب خبر يكن .
ج- تأتي " ما، ومهما " في محل نصب مفعول مطلق إذا دلتا على حدث، نحو: مهما تسر فلن تبلغ المكان بسهولة. والتقدير: أي سير تسر .
ثالثا: متى وأيان
اسمان مبنيان، الأول على السكون، والثاني على الفتح في محل نصب ظرف زمان لفعل الشرط .
نحو: متى تأتنا نستقبلك، وأيان تطع الله يساعدك. متى: اسم شرط مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان لفعل الشرط. ومنه قول عمرو بن كلثوم:
يكونوا في اللقاء لها طحينا متى ننقل إلى قوم رحانا
وقول الآخر:
ما شئت من طيب ومن عطر متى تزره تلق من عرفه
وقول الآخر:
متى أجزه حلما عن الجهل يندم وأحلم عن خلِّي وأعلم أنه
رابعا: أنَّى، وأين وأينما، وحيثما
وتعرب أسماء مبنية: "أنى وأينما، وحيثما" مبنية على السكون، و"أين" مبنية على الفتح. وجميعها في محل نصب على الظرفية المكانية لفعل الشرط. و" ما " في أينما، وحيثما زائدة.
نحو: أين تسافر يسهل الله أمرك، وأينما تقم تجد أصدقاء، وأنى تدع الله تره سميعا، وحيثما تستقم يقدر لك الله نجاحا. ومنه قوله تعالى: {أينما يوجّهّه لا يأت بخير }، وقوله تعالى: {أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا}، وقوله تعالى: { وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره } .
خامسا: كيفما
اسم شرط مبني على الفتح، في محل نصب حال من فاعل فعل الشرط و " ما " زائدة . نحو: كيفما تعامل الناس يعاملوك، فـ"كيف" اسم شرط مبني على الفتح في محل نصب حال من فاعل فعل الشرط وهو الضمير المقدر "أنت" لأن فعل الشرط تام. وتأتي خبرا في محل نصب لفعل الشرط إذا كان ناقصا، نحو: كيفما يكن المرء يكن قرينه .
سادسا: أي
اسم شرط معرب لإضافتها إلى الاسم المفرد، وتعرب حسب موقعها من الجملة على النحو التالي:
1 ـ مبتدأ:
أ- إذا كان فعل الشرط متعديا واستوفى مفعوله، نحو: أيُّ مال تدخره في صغرك ينفعك في كبرك.
ب- إذا كان فعل الشرط لازما لا يحتاج إلى مفعول به، نحو: أيُّ طالب يجتهد يتفوق في الامتحان .
2 ـ ومفعولا به إذا كان فعل الشرط متعديا ولم يستوف مفعوله، نحو: أيَّ كتاب تقرأ تستفد منه، ومنه قوله تعالى: { أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى } .
3 ـ وحالا من فاعل فعل الشرط، نحو: أيا تجلس أجلس بجوارك، فـ "أيا" حال من الضمير المستتر في "تجلس".
4- وتضاف إلى الأسماء المفردة العاقلة، نحو: أي طالب يجتهد يتفوق. وتضاف إلى غير العاقل، نحو: أي كتاب تقرأه ينمِ ثقافتك. وتضاف إلى المصدر فتعرب مفعولا مطلقا، نحو: أي ادخار تدخره يدعم مستقبلك.
وتضاف إلى الزمان أو المكان فتعرب مفعولا فيه، نحو: أي ساعة تحضر تجدني في انتظارك، ونحو: أي بلد تسافر تجد أصدقاء .
بارك الله فيك استاذة