ما هو التعبير؟
التعبير هو امتلاك القدرة على نقل الفكرة أو الإحساس الذي يعتمل في الذهن أو الصدر إلى السامع وقد يتم ذلك شفوياً أو كتابياً.
أسس التعبير ومنطلقاته:
الأسس النفسية:
• حيث يميل التلميذ إلى التحدث عما يحس به في النفس وبخاصة إلى من يثق بهم لذلك على المعلم السعي لاكتساب ثقة التلميذ ليصرح له عما بداخله.
• تعبير الطالب عن نفسه يتطلب دوافع والمعلم الجيد هو من يستطيع توفير ذلك الدافع لحفز التلاميذ على التعبير.
• إن تأليف الأفكار عملية معقدة يلجأ فيها العقل لاستعراض ما يمتلك من ثروة في الألفاظ ليصف الفكرة.
• يتعلم التلميذ عن طريق المحاكاة لما يسمع ويقلده وعلى المعلم أن يلجأ إلى اللغة الفصيحة في الحديث.
الأسس التربوية:
فالتربية تتيح مجالاً من الحرية حيث يفسح للتلميذ اختيار الموضوع الذي يتحدث فيه ولمل كان التعبير نشاطاً لغوياً مستمراً فغن على المعلم أن ينتهز الفرصة في تهيئة التلاميذ ليعبروا إما بالكتابة أو بالحديث.
الأسس اللغوية:
فثروة الطلاب في التعبير محدودة في الألفاظ والتراكيب لذلك علينا إثراء هذه الألفاظ والتراكيب وذلك باستغلال دروس القراءة والاستماع ، ويجب البدء بالتعبير الشفوي لأنه أسبق من التعبير الكتابي لطبيعة استخدام اللغة في الحياة.
صعوبات تواجه التلميذ في التعبير:
لعل من أهم ما يواجه التلميذ من صعوبات في مجال التعبير يمكن إجمالها فيما يلي:
1) أن عملية التعبير عملية ذهنية معقدة فالتعبير يبدأ بولادة الفكرة ومن ثم نقل الفكرة أو الإحساس إلى الآخرين وذلك يحتاج إلى قاموس لغوي من كلمات وحروف وأفعال وأسماء وإلى معرفة في أصول بناء الجملة ثم بناء الفقرات وهذا ليس بالأمر الهين على أطفال المرحلة الابتدائية.
2) نفور التلاميذ من دروس التعبير لشعورهم بالعجز عن نقل فكرهم وإحساسهم مما يستدعي من المعلم أخذهم بالصبر والأناة وقبول تعبيراتهم أياً كانت بساطتها.
3) عدم إدراك التلاميذ أهمية التعبير لذلك على المعلم إبراز أهمية التعبير عن طريق التعزيز والمكافأة والإطراء للذين يتقنون التعبير عن أنفسهم.
صعوبات تواجه المعلم في تدريس التعبير:
يواجه بعض المعلمين صعوبات ومشاكل في تدريب تلاميذهم على التعبير ومن ذلك:
1) التركيز على تدريس المهارات اللغوية مثل القراءة والكتابة والتدريبات اللغوية وذلك لمحدوديتها ووضوح أهدافها.
2) عدم تمكن بعض المعلمين من أساليب تدريب التلاميذ على التعبير وذلك لشمولية التعبير واعتماده على كافة المهارات اللغوية الأخرى.
3) عدم معرفة بعض المعلمين لمراحل النمو اللغوي للتلاميذ وبالتالي عدم القدرة على تحديد قدرات التلاميذ وتحديد المتوقع منهم.
4) عدم وضوح أهداف التعبير عند المعلم والطالب معاً.
5) اقتناع بعض المعلمين أن التعبير مقتصر على موضوع يكتب عنوانه على السبورة والطلب من التلاميذ التعبير عنه مع أن هناك أساليب أخرى للتعبير.
6) ضعف التلاميذ إجمالاً في اللغة العربية.
7) أن التعبير هو عمل شاق يتطلب جهداً لاكتساب المهارات اللغوية كما يتطلب معاناة في توليد الأفكار.
8) نفور المعلم من درس التعبير لأن ذلك سيرهقه في تدقيق دفاتر التلاميذ.
كيف يواجه المعلم هذه الصعوبات ويعمل على حلها؟
1) أن ميل الإنسان إلى التعبير أمر فطري وتبرز هذه الظاهرة واضحة لدى التلاميذ منذ مراحل نموهم الأولى لذلك على المعلم الاستفادة من هذا الميل وتنميته وتعزيزه بأن يترك للتلاميذ الفرصة للتعبير عن أنفسهم دون قمعهم أو إحباطهم بالتخويف ودون الاحتكام إلى معايير الكبار في تقييم ما يقولون.
2) يميل التلاميذ في هذه المرحلة إلى خلق عالم خاص من الخيال يجادله ويحاوره والمعلم الناجح هو من يستغل هذا الميل الغريزي إلى الخيال عند تلاميذه فيعززه ويفسح له مكاناً في الصف لأنه وسيلة من وسائل التعبير.
3) الاستفادة من ميل التلاميذ إلى لعب الأدوار بالتدريب على تمثيل بعض مواقف الحياة أو بعض النصوص القرآنية.
4) يميل التلاميذ إلى الإخبار عن كل ما يشاهدونه من حولهم لذلك على المعلم أن يوظف هذا الميل توظيفاً جيداً في أنشطة معدة للقص أو الأخبار.
ما الأدوات اللازم امتلاكها ليصبح التلميذ قادراً على التعبير؟
1) لابد أن تكون للتلميذ خبرات مكتسبة من الحياة حتى تتكون عند التلميذ فكرة واضحة ويستطيع أن يكون مواقف من الحياة والناس والظواهر الطبيعية من حوله.
2) امتلاك قاموس لغوي متطور وقدرة على التعامل مع اللغة بنىً وتراكيب وفقرات قادرة على نقل الأفكار.
3) القدرة على ترتيب الفكرة في نسق تصاعدي لتنتهي نهاية طبيعية يتم فيها نقل الفكرة أو الإحساس.
4) وإذا كان التعبير كتابياً فلابد من امتلاك مهارات الكتابة في الإملاء والخط.
5) إذا كان التعبير شفوياً فإنه يتطلب امتلاك القدرة على نقل الفكرة ارتجالاً دون خوف أو وجل.
ممارسات ينصح الأخذ بها :
• عدم اقتصار التدريب على التعبير في حصة معينة مرسومة ولكن عليه مراعاة ذلك في كل درس من دروس اللغة.
• التركيز على اختيار موضوعات التعبير وأنشطته المختلفة متفقاً مع ميول التلاميذ ورغباتهم.
• تعريض التلاميذ لخبرات متعددة وتشجيعهم على الإطلاع والقراءة.
• ترك فرصة للتلاميذ للتعبير الحر عما يجيش في صدورهم دون التقيد دوماً بموضوعاتً بعينها.
• عدم استحقار الاستخدامات اللغوية للتلاميذ.
موقع التعبير من المهارات اللغوية الأخرى:
• إن التعبير الهدف النهائي لكل لغة وأن المهارات الأخرى كتابة و قراءة نحواً وصرفاً كلها وسائل لغاية واحدة وهي التعبير لذلك فإن التعبير هو اللغة منطوقة أو مسموعة.
• حتى تتاح لنا القدرة على التعبير والتواصل لابد أن نمتلك القدرة على الفهم والاستيعاب .
• لكي نفهم لابد أن نتعلم فهم الرموز المسموعة ونتقن مهارة الاستماع وأن نستطيع تحليل الرموز المكتوبة فنقرأ المكتوب ونفهمه ولنكون قادرين على التعبير لابد من امتلاك مهارة الكتابة ومهارة التحدث وهكذا نجد أن المهارات اللغوية جميعها في خدمة التعبير مما يدلل على أهمية التعبير.
نوعا التعبير:
التعبير الشفوي:
هو أن ينقل التلميذ ما يدور في ذهنه وحسه إلى الآخرين مشافهة متوسلاً باللغة تساعده الإيماءات والإشارات باليد والانطباعات على الوجه وغيرها.
التعبير الكتابي:
وهو أن ينقل التلميذ فكره وإحساسه إلى الآخرين كتابة مستخدماً مهارات لغوية أخرى مثل قواعد الكتابة من إملاء وخط وقواعد اللغة من صرف وعلامات ترقيم مختلفة وأساليب وغيرها.
• التعبير الشفوي هو المهارة اللغوية الأولى التي يتعامل بها التلميذ منذ مراحل نموه الأولى قبل المدرسة وتكون اللغة في هذه المرحلة لغة عامية هي لغة البيت والرفاق ومع دخول المدرسة يبدأ تعليمه المنظم ويظل التعبير الشفوي مصاحباً للإنسان حتى نهاية حياته وبالتالي فإن التعبير الشفوي أسبق على التعبير الكتابي .
• أما التعبير الكتابي فيأتي في مرحلة لاحقة من مراحل النمو اللغوي للتلميذ أي بعد أن يتمكن من مهارتي القراءة والكتابة والتعبير الكتابي يمتاز بالدقة والأناة وتمحيص الأفكار كما ويلجأ إليه في الكتابة الإبداعية مثل الشعر والنثر وكتابة الأبحاث والتقارير.
• ويظل التعبير بشقيه هو الهدف اللغوي الذي يجب أن نسعى جاهدين لبلوغه.
الأهداف العامة لدروس التعبير الشفوي في المرحلة الابتدائية الأولى:
1) التخلص من العيّ والحصر: حيث يتيح تدريب التلاميذ على التعبير الشفوي تعزيز ثقة الطالب بنفسه ويخلصه من اللعثمة والفأفأة والعيّ.
2) تدريب التلميذ على الارتجال ومواجهة المواقف المختلفة بذهن قادر على ترتيب الأفكار وحسن عرضها.
3) تساعد التلميذ على أن يكون سريع البديهة وقادراً على الاستجابة السريعة.
4) يساعد على سرعة التفكير ولملمة الموضوع وتنسيق الأفكار.
5) يبعد التلميذ عن الخجل والتهيب والتردد والقدرة على مواجهة جمهور الناس.