محالات الكلام ثلاثة: كسب الأشعري وأحوال أبي هاشم وطفرة النظام. يوضحها الشيخ محمد أمان الجامي
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله في رسالته: العقل والنقل عند ابن رشد: (( حاول أبو الحسن الأشعري أن يأتي بحل وسط بين الجبرية والقدرية إلا أنه لم يوفق حيث جعل مناط التكليف الكسب،
والكسب هو العمل – كما يتبادر – بل هو إرادة تحصل عند الفعل.
وقعوا في هذا المضيق لئلا يقولوا: إن العبد هو الفاعل الحقيقي مستقلاً. كما هو مذهب القدرية، أو يقولوا: إنه مجبور وليست له إرادة. كما تقول الجبرية. ولكنهم لم يأتوا بجديد بل طريقتهم هذه هي الجبرية بعينها، والخلاف بينهم وبين الجبرية خلاف لفظي وليس بجوهري كما ترى، بل طريقتهم أكثر غموضاً،
بل قد عد كسب الأشعري من المحالات، ومحالات الكلام ثلاثة – كما يقولون:
1. كسب الأشعري.
2. أحوال أبي هاشم. أما كسب الأشعري: فقد تحدثنا عنه، وملخصه: أن العبد ليس هو الفاعل حقيقة ولكن [عند] إرادته للفعل يخلق الله الفعل.
نقدر أن نقول: إنها جبرية متطورة أو متسترة. أما أحوال أبي هاشم: المراد بها الصفات المعنوية التي انفرد بإثباتها أبو هاشم دون سائر المعتزلة مع نفيه لصفات المعاني،
أي أنه ينفي العلم والقدرة والإرادة إلى آخر الصفات ثم يثبت كونه عالماً وقادراً ومريداً. وهذه ( الكوكنة) هي الأحوال. وأما طفرة النّظّام:فهي (انزلاقة) انفرد بها النظام المعتزلي دون سائر المعتزلة.
وهي القول بأن الله خلف هذه الموجودات دفعة واحدة على ما هي عليه الآن، من نبات وحيوان وجبال وبحار، ولم يتقدم خلق آدم على ذريته غير أن الله ( أكمل بعضها في بعض، فالتقدم والتأخر إنما وقع في ظهور هذه الموجودات في أماكنها، دون حدوثها ووجودها). وكان النظام متأثراً بأصحاب الكمون الظهور، في الفلاسفة وهي طفرة لم يسبقه إليها أحد قبله )).
انتهى النقل من مجموع رسائل الجامي في العقيدة والسنة ص 274-275.
للامانة العلمية الموضوع منقول |
||