بسم الله الرحمن الرحيم
من مكارم الأخلاق أن تصل من قطعك: من الأقارب ممن تجب صلتهم عليك, إذا قطعوك, فصلهم ولا تقل: من وصلني وصلته ! فإن هذا ليس بصلة, كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (ليس الواصل بالمكافئ إنما الواصل من إذا قطعت رحمها وصلها)1 فالواصل هو الذي إذا قطعت رحمه وصلها .
وسأل النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: يا رسول الله, إن لي أقارب أصلهم ويقطعوني, وأحسن إليهم ويسيئون إلي, وأحلم عنهم ويجهلون علي ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم الملَّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)2.
وقوله: (تسفهم المل) أي: كأنما تضع التراب أو الرماد الحار في أفواههم .
وإذا كان وصل من قطعك يعد من مكارم الأخلاق فكذلك وصل من وصلك هو أيضاً من هذا الباب, لأن من وصلك وهو قريب, صار له حقان: حق القرابة, وحق المكافأة, لقول النبي عليه الصلاة والسلام(من صنع إليكم معروفاً فكافئوه)3.
وكذلك عليك أن تعطي من حرمك. أي: من منعك ولا تقل: منعني, فلا أعطيه .
وتعفو عمن ظلمك, أي من انتقصك حقك: إما بالعدوان وإما بعدم القيام بالواجب .
والظلم يدور على أمرين: اعتداء وجحود: إما أن يعتدي عليك بالضرب وأخذ المال وهتك العرض وإما أن يجحدك فيمنعك حقك .
وكمال الإنسان أن يعفو عمن ظلمه, ولكن العفو إنما يكون عند القدرة على الانتقام, فأنت تعفو مع قدرتك على الانتقام
من رسالة مكارم الأخلاق لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ ـــــــــــ
1 أخرجه البخاري5991 كتاب الأدب.
2 أخرجه مسلم رقم22 كتاب البر والصلة.
3 أخرجه أبو داود رقم 1672 كتاب الزكاة ورقم 5109 كتاب الأدب. والنسائي 2566 كتاب الزكاة باب 72 وهو في صحيح الجامع 6021 .
وجزاك الله خير
جزاكم الله بالمثل وزيادة
بارك الله فيكم
وجزاكم الخير المديد