التصنيفات
القران الكريم

[منهجية] شَرْح مَنْهج دَوْرَةُ حِفْظ الْقُرْآن بالتَّفْسِيرِ والتَّدَبُّرِ والْوَقْف

تعليمية
تعليمية

[منهجية] شَرْح مَنْهج دَوْرَةُ حِفْظ الْقُرْآن بالتَّفْسِيرِ والتَّدَبُّرِ والْوَقْف والِابْتِدَا وَشُرُوط اﻹِلْتِحَاق.. مَطْلُوب الرَّد مِنْ الْمُشْتَرِكِين هُنَا..

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

قارب شهر رمضان على الانتهاء، تقبل الله منا ومنكم صالح اﻷعمال.. آمين يارب العالمين..

وبإذن الله عند معرفة اليوم الموافق ليوم عيد الفطر المبارك يكون اليوم الذي يليه مباشرة هو أول يوم في الدورة إن شاء الله..

واﻵن.. هناك العديد من اﻹستفسارات عن الدورة وما بها وكيفية المدارسة عليها وما شابه من اﻷسئلة الكثيرة التي مازالت غامضة على الغالب من اﻹخوة واﻷخوات المنتسبين للدورة..

لهذا؛ كان هذا الموضوع وفيه بإذن الله تفصيل لمخطط الدورة وإن لم أوفق في شرح كل أمور الدورة فإن شاء الله تفضلوا بالسؤال عما لم يتضح لكم من الشرح.. حيث أن هناك أيضاً شروط مطلوبة من المشتركين بالدورة لابد منها إن أرادوا أن يظل إنتسابهم كما هو وسأذكرها بعضها خلال الشرح وبعضها بنهاية كلامي..

أولاً/ خطة الحفظ

بعد مكابدة البحث في أفضل خطة لحفظ القرآن، ومتابعة واقع اﻹخوة واﻷخوات وكيف يتفلت القرآن منهم، سواء بعذر كوجود ظروف معينة تجعلهم غير قادرين على معاهدة القرآن يومياً ومراجعته، أو بدون عذر كالتكاسل أو التثبيط والانتكاس في الهمة بعد ما أن ارتفع هدف الحفظ يصبح شئ ثانوي إن حفظ ربع كل يوم أو حتى وجهان في اﻷسبوع فالشيطان يسول لبني آدم بُعْد اﻷمد، ويجعله يُوَلِّي إهتمامات على القرآن وفي النهاية تكون الحصيلة مجرد ثقافة عامة! عن إنها طلب علم شرعي..

فوجدت أفضل الطرق بحسب إجتهادي هما:
١. برنامج العاملين لحفظ القرآن الكريم.
٢. دليل الحيران لحفظ القرآن.
٣. مصحف القيام وبهامشه التقسيم الموضوعي
(والمقصود هو هو هامش التقسيم الموضوعي فقط وليس تقسيم المصحف)

وتعتمد إعتمال كلي على تقسيم القرآن من باب اﻷولوية والمرحلية والعملية.. وإليكم بإختصار تلك المراحل:

المرحلة الأولى: مرحلة الأساس و الأصل و الفرض:
المجموعة اﻷولى: الفاتحة – ومن الزلزلة حتى الناس،
والمجموعة الثانية من الفجر إلى البينة.

المرحلة الثانية: الآيات المشهورة و المسنونة:
المجموعة اﻷولى: آية الكرسي ٢٥٥-البقرة ٢٨٤ :٢٨٦-آل عمران ١٩٠ :٢٠٠- التوبة ١٢٦ :١٢٩- الكهف ٩٩ :١١٠- الحشر ١٨ :٢٤،
والمجموعة الثانية: آل عمران ١٠٢ :١١٠-اﻷنعام ١٦١ :١٦٥-إبراهيم ٢٤ :٢٧-اﻹسراء ١١٠ :١١١-المؤمنون ١١٥ :١١٨- النور ٣٥ :٣٨-الفرقان ٦١ :٧٧-الزمر ٦٨ :٧٥-فصلت ٣٠ :٣٦-النحل ١٢٥ :١٢٨-اﻷحزاب ٧٠ :٧٣.

المرحلة الثالثة: السور التي يسن قراءتها في أوقات معينة وسور أخرى مشهورة:
المجموعة اﻷولى: اﻷعلى-الغاشية-النبأ-الملك-يس-الكهف-السجدة-اﻹنسان،
والمجموعة الثانية: الواقعة-القيامة-الدخان-الحجرات-الفتح-ق-القمر-الجمعة-المنافقون.

المرحلة الرابعة: الأجزاء المشهورة:
المجموعة اﻷولى: إكمال جزء عم – جزء تبارك ،
والمجموعة الثانية جزء قد سمع وجزء الذاريات.

المرحلة الخامسة: السور الطويلة المسنونة (الزهراوان):
المجموعة اﻷولى: سورة البقرة،
والمجموعة الثانية: سورة آل عمران.

المرحلة السادسة : إكمال حفظ القرآن كاملاً.

المرحلة السابعة : الإجازة على يد أي شيخ متقن فبإذن الله ستكون قادر/ة على أخذ اﻹجازة دون مشاكل.
(وهي مرحلة إختيارية فهناك من يهمه منا أن يحفظ القرآن كاملاً فقط وهو من أعلى المطالب)

وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

وأما الكتاب الثاني (دليل الحيران) ومصحف القيام فأخذت منهما تقسيم السور المتوسطة والطوال لآيات فقط كلاً حسب تقسيمها الموضوعي لتبسيط الحفظ عليكم.

ثانياً/ خطة التفسير

بإذن الله سنعتمد على التفسير الميسر (الطبعة الثانية) لمجمع الملك فهد رحمه الله.

ثالثاً/ خطة كلمات تعين على التدبر

هناك العديد من الكتب والتفاسير التي بها كلمات نفيسة ومفاتيح لتعين اﻹخوة واﻷخوات بإذن الله على تدبر القرآن، سأنقلها لكم نقلا كل في حينه، ولكن هذا يكون بعد تمحيص لأنكم تعلمون الكتب وما فيها، فما هو مقرون بدليل من القرآن والسنة وأفعال أو أقوال السلف الصالح وعلماؤنا ومشايخنا اﻷجلاء هو الذي سأنقله إليكم، أما الكلمات الفلسفية لأهل الكلام أو كلمات أهل اﻷهواء والبدع فآسف حتى إن قبلها العقل فلن أنقلها لأني لست أهلاً لأن أمحص كلام هؤلاء وأفرق بين قولهم الحق وقولهم الذي يشبه الحق.

وقد قال شيخ اﻹسلام ابن تيمية رحمه الله: من تدبر القرآن طالباً الهدى منه؛ تبين له طريق الحق.

وقال ابن القيم رحمه الله:
فتدبر القرآن إن رُمْتَ الهدى … فالعلم تحت تدبر القرآن

وهنا نكتة لطيفة لابد من ذكرها ألا وهي:

ما الفرق بين التفسير والتدبر؟

التفسير بإختصار هو إيضاح وبيان لمعاني القرآن وأسباب نزوله، أما التدبر هو التأمل في معاني القرآن بإعمال القلب والعقل الذي في القلب لفهم كلام رب العالمين..

ولما كان التدبر قبل التفسير مطلوب، لكن هذا للعالم الرباني، أما نحن طلبة العلم فنجهل بالكثير إلا من رحم الله تعالى، لهذا كان لابد على اﻷقل من تفسير مبسط يوضح لنا المعاني وبعدها تأتينا كلمات درر منها ما أتى بحواشي كتب العلوم ومنها ما قد أتي من كتب التفاسير! فليس كل ما في بعض كتب التفاسير هي مجرد تفاسير.. فهناك في بعضها (ولابد من أن أقول بعضها فليست كل كتب التفاسير أو حتى غالبها تأتي تلك الدرر) كلمات مُعِيَنة على الفهم والتدبر بعقول قلوبنا هداها الله إلى الخير طالما عشنا وحيينا.. آمين يارب العالمين

ومما يساعد على التأمل هو القراءة المتأنية المفسرة حرفاً حرفاً كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم وكما فعل الصحابة والسلف الصالح إتباعاً لهديه صلى الله عليه وسلم.. وهي نصيحة الشيخ ابن باز والشيخ اﻷلباني والعديد من مشايخ السلف رحم الله الجميع.. ومما يساعد أيضاً للتدبر هو ترديد اﻵيات.. نعم الترديد للتدبر وليس تكرارها لعدد أو ماشابه، فقد قال ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة عن تكرار اﻵيات أن “ هذه عادة السلف، يردد أحدهم اﻵية إلى الصبح”، وقال اﻹمام النووي رحمه الله وغفر له في اﻷذكار “ وقد بات جماعة من السلف يتلو الواحد منهم اﻵية الواحدة ليلةً كاملةً أو معظمها يتدبرها عند القراءة” ومن غفل عن المقصود في المرة اﻷولى لتلاوته للآية ووجد نفسه يعود ليقرأها ويرددها ثانية فليعلم أنه دخل من باب التدبر وبدأت تتفتح عنده منافذ الفهم والاستيعاب والإصغاء، وبالطبع مما يعين على التدبر مع مما ذكرته لكم هو قيام الليل وكفاكم قول ابن عباس رضى الله عنه في اﻵية السادسة من سورة المزمل ((إن ناشئة اليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا))، يقول رضي الله عنه “ قوله (أقوم قيلا) هو أجدر أن يفقه القرآن”..

والأسباب المعينة للتدبر كثيرة لكن ذكرت ما حضر بذهني اﻵن وخشية للإطالة..

رابعاً/ خطة معرفة الوقف والابتدا ورؤوس اﻵي

هناك العديد من الكتب في هذا الفن لأهل اﻵداء والتجويد، لكني عُدت إلى كتب القدامى وركنت إليها محققة وفي كتب الوقف والابتدا وجدت أن المكتفى واﻹيضاح ومنار الهدى والمرشد هي أجود الكتب في هذا اﻷمر ثم لما رأيت -حسب إجتهادي وعلمي- أنهم متوافقين في كثير من والوقوف والابتدا ركنت إلى كتابين منهم وهما منار الهدى ومختصر المرشد حيث أنهما في أي مقام فيه اختلاف مع الكتب اﻷخرى يسردون الخلاف مع شرحه بصورة طيبة..

وهنا مسألة لابد من شرحها..

هناك مذاهب في الوقف والابتدا لأهل التجويد وهي أربعة:

١. أن يقف على رأس كل آية والابتداء بما بعدها مطلقاً حتى وإن تعلقت بما بعدها مثل الوقف على قوله (فوربك لنسألنهم أجمعين)آية ٩٢ والابتدا بقوله تعالى (عما كانوا يعملون)آية ٩٣ من سورة الحجر..

٢. جواز الوقف على رؤوس اﻵي والابتدا بما بعدها، لكن إن وجد ارتباط لفظي فيجوز الوقف كما ذكرنا ولكن ينبغي أن يعود ليصل اﻵيتين لتحقيق المعنى نحو (إنهم مبعوثون) آية ٤ من المطففين والتي تليها (ليوم عظيم) آية ٥ من نفس السورة.

٣. السكت بلا تنفس عند رأس كل آية (وهو مذهب ضعيف جداً ولا يؤخذ به).

٤. الوقف والابتدا على رؤوس اﻵيات كحكمه على ما ليس برأس آية، فإن تعلق المعنى وصل وأن لم يتعلق جاز الوقف.

تلك هي المذاهب المعروفة في الوقف والابتدا، أهل اﻵداء والتجويد يرجحون الرابع..

وغالب أهل الحديث يرجحون اﻷول لتصحيح وتحسين حديث أم سلمه رضي الله عنها عن تقطيع النبي صلى الله عليه وسلم في قراءته آية آية ويرون أنها سنة يثاب فاعلها إن شاء الله.

ولهذا سنأخذ مذهب أهل الحديث في القراءة، فهناك وقوفات غير معروفة في خلال اﻵيات وليس عليها علامات في المصحف سنتعلمها، لكن إن مررنا على رأس آية فإننا سنقف سنة واتباع للنبي صلى الله عليه وسلم حتى إن تعلق المعنى باﻵية التي بعدها ونثاب عليه إن شاء الله..

والمقصود من رؤوس اﻵيات أنني سأكتب رؤوس اﻵيات لمعرفة ضبط آخر كلمة برأس كل آية، فمن ود لأخذ إجازة بإذن الله من أي شيخ متقن قد يطلب منه وصل اﻵيات في قراءته عليه، ولهذا لابد له من معرفة ضبط رأس كل آية بإذن..

طيب.. كيف سيكون كل هذا بالدورة.. هل هي دورة مكثفة؟؟!

كلا.. بالعكس.. الدورة مبسطة للغاية..

سنبدأ بالجدول المذكور سورة سورة.. وكل سورة سننقل بموضوعها الخاص تلك اﻷقسام اﻷربعة على هيئة الموضوع اﻷساسي وثلاثة ردود تحتها متتابعة لكل قسم من أولئك..

وعليكم المدارسة والمتابعة جيداً وسيكون هناك مهلة للتطبيق العملي كي تتدبروا ما تعلمتوه هنا..

وبعدها في نهاية كل سورة يأتي أمر الحفظ..

لابد في اﻷساس الاستماع للسورة المقررة يومياً حسب التسجيل الذي سيوضع لكم إن شاء الله بكل موضوع خاص بالسورة، ناهيكم عن الترديد اليومي للمقرر عليكم سواء قراءة أو حفظاً عن ظهر قلب.. فلستم ملزمين بما هو جديد كل يوم من آيات القرآن.. لكنكم ملزمين بمدارسة كل ما سيتم وضعه يختص باﻷقسام اﻷربعة السابق ذكرها..

ولما سنتكلم عن حفظكم ونطالبكم به، والكلام هنا للإخوة حيث أنه لايجوز لنا استماع اﻷخوات وحتى وإن كن بينهن وبين بعضهن لدرء المفاسد المترتبة على ذلك..

فسماع حفظ اﻹخوة إما أن نتقابل في غرفة الشبكة أو ترسلوا إلي التسجيل الصوتي لتقويم وتصحيح تلاواتكم..

وهذا يكون بإتفاق مسبق في حينه إن شاء الله.. وأيضاً هناك اختبارات في نهاية كل سورة أو تقسيم موضوعي معين..

ومن جملة الشروط أيضاً كتابة المقرر عليكم أي تفريغه على الورق لديكم..

واﻵن.. سأتكلم عن أهم شرط لابد منه لأن من لن يقبله من اﻹخوة أو اﻷخوات فلينسحب بهدوء لأنه لن يجني شيئا، سواء في دورتنا أو حتى إن ود أن يحفظ مع أي إنسان كائناً ما كان، الشرط هو:

أن تتعلموا اﻹيمان إما قبل الدورة، ولمن لم يستطع فخلالها!..

فقد قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه: تعلمنا اﻹيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيماناً، وأنتم تتعلمون القرآن ثم تتعلمون اﻹيمان.

لذا هذا هو مطلبي اﻷهم، ومن لم يفهم معنى اﻹيمان في كلامه رضي الله عنه فأقول:

العقيدة، وكفاكم كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وشروحاتها صوتها ومفرغة بها سبيلا..

حتى ولو سطر في اليوم -هذا لمن لم يتعلم اﻹيمان مسبقا- لكن لا يأتيني بهذه الدورة من هو لم يعرف أي شئ عن اﻹيمان وشروطه وصفات الله وأسمائه وباقي شروط اﻹيمان المعروفة..

وأخيراً..

من يود اﻵن أن ينتسب من جديد حتى وإن كان انتسب واشترك في موضوع إعلان الدورة وقبل بالشروط التي طرحت هنا خلال الشرح وشرطنا اﻷخير فليتفضل مشكوراً بكتابة طلبه للإشتراك وهذا ما سيؤخذ به..

أما من لم يرد هنا ويشترك فيُعْتَبَر عندي قد رفض الشروط وعليه لن يؤخذ بمحل اعتبار لا في الدورة ولا في الإختبارات..

وأوصيكم وصية أخ لإخوته، أنني إن توقفت لفترة عن الدورة فاعلموا أنني قد توفتني المنية، وأرجو من الله تعالى أن يأتي بغيري ومن هو أفضل مني ويتمها خالصة لوجه الله تعالى..

وجزاكم الله عنا خير ونأسف للإطالة..

والحمد لله رب العالمين

أخوكم
أَبُو الْعَبَّاس تَامِر بنْ عِمْرَان السَّلَفِيّ

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.