بسم الله الرحمن الرحيم
حريٌّ بالمسلم دائما أن يقف مع نفسه وقفة محاسبة سريعة ومراجعة دقيقة، وفي تلك الوقفة طريق نجاة وسبيل هداية، فالكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والفطن من ألزم نفسه طريق الخير وخطمها بخطام الشرع.
والإنسان لا يخلو من حالين، فإن كان محسناً ازداد إحساناً، وإن كان مقصراً ندم وتاب، قال الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [الحشر:18].
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: «أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم». وقد أجمل ابن قيم الجوزية طريقة محاسبة النفس وكيفيتها فقال: «جماع ذلك أن يُحاسب نفسه أولاً على الفرائض، فإن تذكر فيها نقصاً تداركه، إما بقضاء أو إصلاح، ثم يحاسب نفسه على المناهي فإن عرف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية، ثم يحاسب نفسه على الغفلة، فإن كان قد غفل عما خلق له تداركه بالذكر والإقبال على الله».
فبادر أخي المسلم مع مطلع هذا العام الجديد بالتوبة والإقبال على الله، فإنَّ صحائفك أمامك بيضاء لم يكتب بعدُ فيها شيء، فالله الله أن تسوِّدها بالذنوب والمعاصي، وحاسب نفسك قبل أن تحاسب، وأكثر من ذكر الله ـ عز وجل ـ والاستغفار، واحرص على رفقه صالحة تدلك على الخير، جعل الله هذا العام عام خير على الإسلام والمسلمين، وأطال أعمارنا ومد آجالنا في حسن طاعته والبعد عن معصيته، وجعلنا ممن يتبوأ من الجنة غرفاً تجرى من تحتها الأنهار.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
بارك الله فيك استاذتنا على الموضوع القوي والمميز
جعل الله هذه التذكرة والموعظة في ميزان حسناتك