التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

لنجلس معاحول مائدة سيبويه

تعليمية
تعليمية
بسم الله الرحمان الرحيم
إمام النحاة * سيبويه*

تعليمية
جاء سيبويه إلى البصرة وهو غلام صغير، لينشأ بها قريباً من مراكز السلطة والعلم، بعد أن أتاحت الدولة العباسية المجال للفرس كيما يتولوا أرفع المناصب، إلا أن هناك رأياً آخر وهو الأرجح غالباً حيث يرى أن سيبويه وفد إلى البصرة بعد سن الرابعة عشرة، لأن الناظر في كتاب سيبويه يوقن أن صاحبه كان على دراية كبيرة باللغة الفارسية وكأنها لغته الأم.
خطأ في الحديث
كان سيبويه وقتها ما زال فتى صغيراً يتلقى في ربوع البصرة -وجهة العلم آنذاك- وكذلك كان يتلقى علوم الفقه والحديث، وذات يوم ذهب إلى شيخه حماد البصري ليتلقى منه الحديث ويستملي منه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس من أصحابي أحد إلا ولو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء…»
ولكن سيبويه لقدر قدره الله له، يقرأ الحديث على هذا النحو: «ليس من أصحابي أحد إلا ولو شئت لأخذت عليه ليس أبو الدرداء …»
فصاح به شيخه حماد: لَحنت يا سيبويه، إنما هذا استثناء، فقال سيبويه: والله لأطلبن علماً لا يلحنني معه أحد.. ثم مضى ولزم الخليل وغيره. ومن هنا كانت البداية.
شيوخ تعلم منهم
تتلمذ سيبويه على يد العديد من الشيوخ والعلماء الأجلاء، منهم أربعة من علماء اللغة، أولهم عبقري اللغة العربية وإمامها الخليل بن أحمد الفراهيدي، وهو أكثرهم تأثيرًا فيه، فقد روى عنه سيبويه في الكتاب 522 مرة، وهو قدر لم يروَ مثله ولا قريباً منه عن أحد من أساتذته، وهو ما يجسد خصوصية الأستاذية التي تفرد بها الخليل بن أحمد رحمه الله، دون سائر أساتذة سيبويه، وثانيهم أبو الخطاب الأخفش، وثالثهم عيسى بن عمرو، ورابعهم أبو زيد النحوي. ومات سيبويه رحمه الله وكان شيوخه لا يزالون على قيد الحياة!
مؤامرة
الأشجار التي تثمر هي وحدها التي تلقَى بالأحجار، يبدو أن هذا القانون يمتد أيضاً إلى دنيا البشر وليس على الأشجار المثمرة فقط، فكثيرًا ما يتعرض العلماء لجهالة الجهلاء وللأحقاد والضغائن، ولكن الغريب حقاً أن يتزعم المؤامرة عالم له ثقله وقيمته في دنيا اللغة، ولكن هكذا اقتضت حكمة الله أن الكمال لله وحده، وأن لكل عالم هفوة، ولكل جواد كبوة.
فلقد بقي سيبويه في البصرة منذ دخلها إلى أن صار فيها الإمام المقدم، وأن شهرته قد لاحت في الآفاق، وأنه دعي إلى بغداد حاضرة الخلافة آنذاك من قبل البارزين فيها والعلماء، وهناك أعدت مناظرة بين كبيري النحاة سيبويه ممثلاً لمذهب البصريين والكسائي عن الكوفيين، وأُعلن نبأ المناظرة، وسمع عنها القريب والبعيد، ولكن الأمر كان قد دُبر بليل، فجاء الكسائي وفي صحبته جماعة من الأعراب، فقال لصاحبه سيبويه تسألني أو أسألك؟، فقال سيبويه: بل تسألني أنت.
قال الكسائي: كيف تقول في «قد كنت أحسب أن العقرب أشد لسعة من الزنبور» أي الدبور فقال سيبويه هو إياها بعينها؟ ثم سأله عن مسائل أخرى من القبيل نفسه نحو خرجت فإذا عبد الله القائمُ أو القائمَ؟
فقال سيبويه في ذلك كله بالرفع، وأجاز الكسائي الرفع والنصب، فأنكر سيبويه قوله، فقال يحيى بن خالد، وقد كان وزيراً للرشيد قد اختلفتما وأنتما رئيسا بلديكما، فمن يحكم بينكما؟
وهنا انبرى الكسائي منتهزاً الفرصة وقال الأعراب، وهاهم بالباب، فأمر يحيى فأدخل منهم من كان حاضراً، وهنا تظهر خيوط المؤامرة وتأتي بثمارها، فقالوا بقول الكسائي، فانقطع سيبويه واستكان، وانصرف الناس يتحدثون بهذه الهزيمة التي مُني بها إمام البصريين.
كان سيبويه لا يتصور بفطرته النقية أن يمتد الشر مدنساً في محراب العلم ومجالس العلماء، فحزن حزناً شديدًا وقرر وقتها أن يرحل عن هذا المكان إلى أي مكان آخر ليس فيه حقد ولا أضغان، فقرر الرحيل إلى خراسان. وكأنما كان يسير إلى نهايته، فقد أصابه المرض في طريق خراسان، ولقي ربه وهو ما زال في ريعان الشباب، لم يتجاوز عمره الأربعين، وذلك سنة «180هـ الموافق 796م» على أرجح الأقوال.
ولكن سيبويه لم يمت فسرعان ما بُعث حياً يخاطب الأجيال بهذا الكتاب الذي ضمّنه أفكاره وآراءه وآراء معاصريه، فكان بحق أخلد كتاب في نحو اللغة وصرفها وأصواتها، يعتمد عليه الدارسون، مهما اختلف بهم الزمان والمكان.
تلاميذ سيبويه
من الصعوبة بمكان أن نحصي أسماء تلاميذ سيبويه، خاصة لو وضعنا في اعتبارنا أن كل النحاة الذين جاءوا بعده غاصوا في بحور لغتنا الجميلة عبر كتابه الذي قام هو بإعداده، ولكن لو تعرضنا للتلاميذ بالمعنى الحرفي فإننا نقول: برز من بين تلاميذ سيبويه عالمان جليلان هما الأخفش الأوسط «أبو الحسن سعيد بن مسعدة»، وقطرب «أبو محمد بن المستنير المصري».
كتاب بلا عنوان
حرص كل العلماء والباحثين والمصنفين على أن يضعوا أسماء لمؤلفاتهم ومصنفاتهم وكتبهم، إلا أن الوضع هنا يختلف بشكل تام، فسيبويه لم يضع لكتابه اسمًا أو حتى مقدمة أو خاتمة، ومن هنا يبقى السؤال قائماً.. لماذا لم يضع سيبويه عنواناً لكتابه أو مقدمة أو خاتمة؟
اجتمع العلماء على أن أغلب الظن أن القدر لم يمهله ليفعل ذلك، فمات سيبويه في ريعان شبابه، قبل أن يخرج الكتاب إلى النور، فأخرجه تلميذه أبوالحسن الأخفش إلى الوجود دون اسم، عرفاناً بفضل أستاذه وعلمه وخدمةً للغة القرآن التي عاش من أجلها أستاذه، فأطلق عليه العلماء اسم «الكتاب»، فإذا ذكر «الكتاب» مجرداً من أي وصف فإنما يقصد به كتاب سيبويه. ويمثل هذا الكتاب خزانة للكتب، احتواها بالقوة في ضميره وتمخض عنها الزمن بالفعل من بعد وفاة سيبويه، فإذا الأئمة كلهم تلاميذ في مدرسته، وإذا المؤلفون جميعاً لا يجدون إلا أن يناقشوه ويفسروه ويعلقوا عليه ويصوبوه ويخطّئوه، ولكنهم مع ذلك يسبحون في فلكه، حتى أصبح هو المصدر الفريد لعلمي النحو والصرف بالإضافة إلى علم الأصوات.
وكثيرًا ما يوضح الكتاب مناهجهم في بداية كتبهم، ولكن الوضع معنا يختلف، فسيبويه لم يتمكن من وضع مقدمة لكتابه، يوضح فيها المنهج الذي سلكه في ترتيبه، ولذلك بقي منهج الكتاب لغزاً عصياً على الإدراك، حتى مضى بعض الباحثين إلى أن سيبويه لم يكن يعرف المنهج، وإنما هو قد أورد مسائل الكتاب متتابعة دون أي نظام أو رباط يربط بينها. ولو كان مؤلف الكتاب شخصاً آخر غير سيبويه، لجاز أن نسلّم بهذا الرأي على ضعفه، أما والمؤلف سيبويه فمن الواجب أن ننزهه عن كل هذه الأمور.
ولكن بشكل عام يمكن أن يقال إنه جملة الأمر يقدم مادة النحو الأولى موفورة العناصر، كاملة المشخصات، لا يكاد يعوزها إلا استخلاص الضوابط، وتصنيع الأصول على ما تقتضي الفلسفة المدروسة والمنطق الموضوع، وفرق ما بينه وبين الكتب التي جاءت بعد عصره كفرق ما بين كتاب في الفتوى وكتاب في القانون، ذاك يجمع جزئيات يدرسها ويصنفها ويصدر أحكامًا فيها، والآخر يجمع كليات ينصفها ويشققها لتطبق على الجزئيات.
ويمكن أن يقال على الإجمال إن الكتاب كان في تصنيفه يتجه إلى فكرة الباب كما تتمثل له، فيستحضرها ويضع المعالم لها، ثم يعرضها جملة أو آحاداً، وينظر فيها تصعيداً وتصويباً، يحلل التراكيب، ويقدر المحذوف، ويستخلص المعنى المراد، وفي خلال ذلك يوازن ويقيس، ويذكر ويعد، ويستشهد ويلتمس العلل، ويروي القراءات، وأقوال العلماء، إما لمجرد النص والاستيعاب وإما للمناقشة وإعلان الرأي، وربما طاب له الحديث وأغراه البحث، فمضى ممعناً متدفقاً يستكثر من الأمثلة والنصوص. واللغة عنده وحدة متماسكة، يفسر بعضها بعضاً، ويقاس بعضها على بعض، وهو في كل هذا يتكئ في ترتيب أبواب الكتاب على فكرة العامل أولاً وأخيرًا.

تعليمية تعليمية




تعليمية
تعليمية
تحية طتحية طتحية طتحية ط

شكرا لكي اختي نور الهدى على هذه المعلومة القيمة بارك الله فيك و هذه مجموعة هائلة للسيبوية هدية و الى اعضاء و مشرفين منتدانا الغالي .
تعليمية

حمل كتاب السيبوية اهداء الى نور الهدى و الى اعضاء و مشرفين منتدانا الغالي
:_here:
http://www.alarabiyah.ws/gallery/2006-05/1148913928.rar

و هذه الاجزاء كاملة

الجزء الاول
http://www.archive.org/download/Kita…Sibawaih_1.pdf

الجزء الثاني
http://www.archive.org/download/Kita…Sibawaih_2.pdf

الجزء الثالث
http://www.archive.org/download/Kita…Sibawaih_3.pdf

الجزء الرابع
http://www.archive.org/download/Kita…Sibawaih_4.pdf

الجزء الخامس و الاخير (الفهارس الحليلية)
http://www.archive.org/download/Kita…Sibawaih_5.pdf

تعليمية




تعليمية تعليمية
تعليمية

شكرا جزيلا على الإضافة الرائعة التي حضي
بها موضوعي ، فكانت له تاجا زين
صلبه ، وعند فتح ملفه علما غزيرا
وفيه ، إكرم بك من عابرمفيد
ومارِ ِ كريم علقت فأفدت
بورك في مجهودك
😡

تعليمية تعليمية





لا شكر على واجب اختنا الغالية نحن هنا لنفيد و نستفيد ان شاء الله .

اسعدك الله و اعانك و جزاك الله الف خير




تعليمية تعليمية
اختي غايتعليميةة الهدى على الموضوع القيم .وعلى الاضافة المعتبرة للاخ الكريم حمودي
ودمتم في خدمة اللغة العربية التي حقا تستحق منا كل اهتمام

تعليمية تعليمية
تعليمية تعليمية




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.