التصنيفات
الامثال والحكم

قصة / الحمـــــــــــــــار في المدرج

قصة :
واقعة حقيقية بتصرف طفيف
قد تفسر تدهور المجتمع الى الحضيض بعدما صارت العلامات تباع في اروقة المعاهد و الكليات لكي لا اقول في الفنادق و المتنزهات….
و ذكر فإن الذكرى تنفع ……

قبل الدوام بساعات استيقظ الطلبة باكرا بعد أن تواعدوا سرا على الانتقام من أستاذ الرياضيات ذلك المشاكس الذي يجرؤ على منحهم علامات تعكس ضحالة علمهم رغم كونهم من أبناء الذوات من الأغنياء و الإطارات في الجيش أو في الإدارة. لم يعد تجاهل هذا الأستاذ يحتمل لم يعودوا يطيقون استهتاره و تهكمه الفاضح من تدني مستواهم العلمي ملمحا في كل مرة للطريقة الملتوية التي مكنتهم من دخول معهد العمارة. تذكروا جميعا ما حصل في الأسبوع الماضي لما اخرج طالبة من الصف و هي ابنة وزير من المدرج بطريقة مضحكة و مذلة فبعد تحذيره لها و كأنها طفلة في الإعدادي طلب منها الصعود للمنصة و كمن يمتحنها قال
– أرسمي خطا مستقيما يا آنسة
أخذت الطبشور و راحت تخط على خشب السبورة و بعنف خطاً في وسطها لما توقفت قاطع صمتها و ابتسامتها المتعالية قائلا
– هذا ليس خطا مستقيما آنستي….. ذكريني بتعريف المستقيم رجاء
– الخط المستقيم هو مجموعة من النقاط لا بداية له و لا نهاية
– إذاً أكملي… لطفاً…. آنستي
لم تجد ما تقول و راحت ترسم و لما انتهت السبورة أومأ لها بأن ترسم على الحائط حتى و صلت إلى الباب فأشار لها بأن تستمر و لما خرجت طلب منها أن تغلق الباب و راءها و أن تنصرف
– انتهى الدرس آنستي
استدار للطلبة المشدوهين قائلا
– أخرجتها بطريقة رياضية
و ارتسمت على شفتيه ابتسامة ماكرة وواصل درسه بعد أن تخلص من الطالبة المشاكسة.
لم يعد الطلبة يطيقون صبرا…… هذا الأستاذ الشيخ الطاعن الهرم…. يصر على أنهم هنا في الجامعة من اجل التربية و التعلم و لا يمل من تكرار " لا قيمة لعلم بلا خلق". لا يتأخر أبدا لا يتغيب رغم انه ليس لديه سيارة من أي معدن صقل هذا "الشيبوخ"، ثم لماذا يذكرهم دائما بضعفهم و لماذا لا يستطيع أحد أن يحرجه.
يتذكرون كيف حصل ذات مرة لما بادره احد الطلبة في تبجح صارخ
– يا "شيخ" ( استهتاراً… لا إجلالاً)….. لماذا لا تتنعم بالتقاعد و تبقى في بيتك أكل هذا من اجل المال
الطالب تعمد أن يسمع أصحابه و زملائه فرفع صوته، نظر الأستاذ إليه يتفحصه مليا و قال في برودة و هدوء و كأنه يخاطب من كان شاهدا
– هنا في الجامعة يا ولدي… كلٌ يبحث عن الشيء الذي ينقصه، أما أنا و الحمد لله فلا ينقصني إلا المال……..
فهم الجميع ممن شنفوا أذانهم بان المقصود هو قلة أدب الطالب الذي طأطأ رأسه و انصرف إلى بيته أسبوعا كاملا.
لكن هذه المرة تمكن الطلبة الناقمون من إدخال حمار إلى المدرج بعد أن غافلوا الحارس بـ " كرواسون" مقرمش و كرام " ساخن
و راح احدهم يشحذ هممهم و يذكرهم بأنه يجب أن ينتقموا هذه المرة. وراح يستذكر ما حصل له شخصيا لما تعرض للسخرية و الهوان في العام الماضي و ها هو يعيد السنة بسبب تعجرف ذلك الأستاذ قاسي القلب.
– تصوروا انه لم يريد أن يضيف لي نصف نقطة…. ½ نقطة… من أجل أن انتقل..الكلـ….. رغم الواسطة و التوصية من قريبه… ½ نقطة يا الله النقاط كأنه يقتطعها من لحمه أو يريقها من دمه.
يتذكر بعض من أعاد السنة ذلك المشهد المضحك لما اقترب حامل التوصية من الأستاذ في باحة المعهد و حياه كما يفعل في دشرته و بحميمية منقطعة النظير و ذكره بأنه ابن بلده و أن قريبه فلان يوصيه به خيرا …. هز الأستاذ رأسه مذعنا للطلب، في الختام طلب منه أن يذكره باسمه كادت الفرحة تغمر الشاب لما تمكن من الوصول للحظوة عند اشد الأساتذة قسوة و اطمأن بأنه لن يعيد السنة بسبب الرياضيات كما يحصل لكثيرين ليس بسببها أبدا…. أبدا .
في موعد الدرس الموالي نظر الأستاذ للمدرج، أشار للطالب ابن دشرته و طلب منه الصعود و كالطاووس راح الطالب يمني نفسه بالحصول على معاملة خاصة و لما توسط المنصة طلب منه تذكيره باسمه بأن يكتبه على السبورة، ففعل وسط ذهول و دهشة الحضور، نظر الأستاذ للطلبة و الطالبات و قال
– هذا الشخص… طلب مني أن أحابيه و قال لهم بالدارجة " هذا قال لي ديرني البيسطو"
– لو انشقت الأرض لبتلعتني….. ليتني……… لم اكلمه…. ليتني….. لم افعل
هكذا يستعيد الضحايا و بحنق مواقفهم مع أستاذ الرياضيات لكنهم اليوم عازمون على تلقينه درساً لن ينساه. فأي إهانة للأستاذ اكبر من أن يدخلوا لمدرجه حماراً….. لابد و انه سيستشيط غيظا و قد يستقيل من التدريس و يرتاحون من عناده و تعجرفه. يشعرون بأنهم يؤدون واجبا تجاه الطلبة القدماء و المستقبليون بأن ينفوا هذا الذي يحطم معنويات أبناء الذوات من رواد معهد العمارة.
لما حان الوقت دخل الأستاذ و صعد المنصة و كا العادة حياهم جميعا، لم يعلق و راح يلقي درسه. فجأة جاء من أقصى الرواق حارس يسعى و يعتذر للأستاذ غير المكترث لوجود هذا الحيوان داخل المدرج و راح الحارس المسكين يتذلل….قاطع الأستاذ بتوسلاته و ربض على كتفه
– لا عليك… حمار زائد او ناقص في المدرج هذا لا يغير في الواقع شيئاً.
و ككل مرة ينقلب السحر على الساحر.
ماذا تراه يفكر الآن في قبره ذلك الأستاذ الفاضل بعد زلزال 2022، ماذا لو كانت شدته اعنف ب ½ درجة

-منقول للإمتاع والأهمية –




صدقتم وقصة مميزة وقد عبر عنها في رسم كريكتيري وذلك داخل صفحة خنشلة التعليمية عبر الفيس بوك
ربما هذا حدث في مدرجات الجامعة وكان هناك دكتور علمته الحياة والدنيا ما علمته …. الكارثة ما يحدث في الثانويات والمتوسطات حتى الطور الابتدائي مع اساتذة ومعلمين ونظام تعليمي معقد ومهدر للحقوق

تعليمية




شكرا لك على القصة اختي معقدة قليلا




قصة رائعة شكرا




قصة صحيحة وبوركتي اختي




ششكرااااااااااااااااااااا




تعليمية




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.