التصنيفات
الشعر والنثر

سفير الترجمة إلى العرب

بسم الله الرحمان الرحيم
بسم الله الرحمان الرحيم
-* عبد الله بن المقفع *
-أديب وكاتب فارسي ولد بفيروز أباد ببلاد فارس وترعرع بين أحضان الديانة المسيحية فتشرٌب بثقافة أجداده التي زيٌنهابما اطلع عليه من أدب وحكم الهنود وشاءت الأقدار أن يحمل هذا الزاد ويشد الرحال مع والده إلى بلاد العراق ليكون التمركز بالبصرة ، فعاشا مكرمين في كنف أنصار الدولة الأموية ، كان عبد الله سريع البديهة، قوي الملاحظة ، فمكنه ذلك من اقتطاف ثمار الثقافة العربية خاصة بعد أن استوعب لغة العرب وعشق فصاحتها ،وخالط أهلها ، فصارت له حصيلة امتزاجية بين ثقافتين متباينتين ، عربية وأجنبية ، فهذا الكم الثقافي أهله بكل امتياز إلى الحصول على أعلى المناصب في الدولة وهو " كاتب الديوان " في عهد *عيسى بن علي * والي الأهواز عم الخليفة العباسي ، وكان دخوله إلى هذا العمل محط إعجاب الأدباء والكتاب إلى درجة غيرة البعض منه وإبغاض تواجده إلا أنٌ دخوله الإسلام في هذه الفترة زاد من تقربه إلى عيسى بن علي ، وبعث في نفسه الطموح إلى التسامي بمواهبه ، والتفنن في كتاباته خاصة ما يتصل بحركة * الترجمة * – والذي يُعدٌ ُ من السبٌاقين إليها في العالم العربي- وانحصر انتاج بن المقفع الأدبي في اتجاهين : أحدهما سياسي محض ويتمثل في رسالة الصحابة
والآخر أدبي وتاريخي وأخلاقي ويشمل هذا الأخير
مجالات عديدة من : تاريخ-حكمة-أخلاق- وقصة .
فمن كتب التاريخ المترجمة كتاب التاج في سيرة كسرى أنو شروان ، وكتاب خداي نامه في سيرة ملوك الفرس .
ومن كتب الدين والأخلاق كتاب الدرة اليتيمة والجوهرة الثمينة في أخبارالصالحين ، وكتاب مزدك ، آيين نامه في عادات الفرس وآدابهم .
ومن التآليف التربوية : الأدب الكبير و الأدب الصغير وهما كتابان في الحكمة والأخلاق، غير أن أهم ما ترجمه بن المقفع عن الفارسية هو كتاب كليلة ودمنة الذي نقله الفرس عن الهندية وأضاف إليه مقدمة ضمنها شرح غرض الكاتب ومغزاه الأخلاقي العميق الذي يرشد فيه القارئ إلى أنجع سبيل للإستفادة منه وهو سبيل تلقين الحكمة عن طريق القصة على ألسنة الحيوان .
وقد ساهم *بن المقفع * مساهمة كبرى في اتساع أفق الثقافة العربية بهذا النقل المميز والمفيد للثقافة الفارسية بأسلوب مشوق وممتع ومكٌن اللغة العربية في عهد إشعاعها الحضاري من أن تصبح اللغة العلمية بالنسبة للعالم أجمع وليس للعالم العربي فقط
وهكذا تأثر بن المقفع بالبيئة العربية وعمل بكل إخلاص على أن ينبت فيها غرسا لن ينساه أو يخفيه التاريخ إنه الترجمة والنقل والإهتمام باللغة العربية وبذلك قد خدم الثقافة والمعرفة ويستحق منا أن ننقب على هذه الأعمال ونبحث عن دوره في خدمة التعريب و الترجمة ولا ننسى الماضي ، وإلى لقاء آخر مع سفير آخر……….

__________________




بارك الله فيك أختي على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.