السؤال
زوجه تشكو من زوجها الذي يمضي جل وقته على الشبكة ( الإنترنت ) و لا يجلس معها ولا مع أولاده إلا قليلا فما نصيحتكم لها وله ؟
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد : فأقول للسائلة لست أنت الوحيدة تشكين من هذا الضرر بكل كثير من النساء يشتكين أزواجهن من مثل ما ذكرتِ ، وإذ كان الأمر كذلك فوصيتي لك ولهنّ بالاعتصام بالصبر والمراجعة للزوج بلطف لاسيما إذا كان سهره على هذه الوسيلة من أجل نشر للعلم أو تلقٍ للعلم ، أما إذا علمتِ إذا كان عكوفه على هذه الوسيلة يشاهد محرماً ويسمع محرماً ونحو ذلك فأنكري عليه إن كانت لديك معرفة لعلّه يسمع شيئاً من نصائحك فيكتب لك الأجر لاسيما وأنت ذات عيال يشقّ عليك الفراق ويلحق بك ضرر أنت وصبيتك ، وأؤكد عليك بالوصية بالصبر لأن النصر مقرون به كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " وأعلم أن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسرا " ، وأما وصيتي للزوج وهو المسئول بالدرجة الأولى عنك وعن بقية الأسرة فهي : قول النبي صلى الله عليه وسلم : " كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيّته ، الإمام راعٍ ومسئول عن رعيته ، والرجل راعٍ في أهله ومسئول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها ، والخادم راعٍ في مال سيّده ومسئول عن رعيته ، فكلكم راعٍ ومسئول عن رعيته " متفق عليه ، فتأمل أيها الزوج قول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام "والرجل راعٍ في أهله ومسئول عن رعيته " وأفهم جيداً أنك مسئول عن الزوجة والأولاد فإن لحق بهم شيء من الضرر بسبب غيبتك عنهم فأنت مؤاخذ بذلك إن عاجلاً أو آجلاً إن لم يكن لك عذر قاهر حال بينك وبين الإقامة بين أظهرهم بالقدر الكافي والحق الشرعي الذي لهم عليك وأعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد وزّع الحقوق على المكلفين من بني آدم بقوله عليه الصلاة والسلام " إن لنفسك عليك حقاً ، وإن لزوجك عليك حقاً ، وإن لزورك عليك حقاً فأعط كل ذي حق حقه " فافهم جيداً أيها الزوج المتغيّب عن أسرته جلّ الليل وجلّ النهار أنك إن لم تراع هذه الحقوق وتقوم بها موزعة على جهاتها فقد أضعت وصية نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، وخروجاً من طرق الإضاعة وأداء للحقوق فأعط النفس حظها من الراحة فإن الله جعل الليل سكناً أي راحة وطمأنينة وأجعل لزوجتك نصيباً من المحادثة الطيبة والمعاشرة الحسنة والمذاكرة في شأن الحياة البرزخية والأخروية ، وأجعل لأبنائك قسطاً من الوقت لملاطفتهم وتوجيهاتهم ولو كانوا صغاراً وإدخال السرور عليهم فتكون الأسرة عند ذلك أسرة معمورة بالوئام وحسن التعامل وفوق ذلك التواصي بالعلم والعمل والحق والصبر وفقنا الله وإياكم معشر المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات لكل عمل صالح مبرور تكون عاقبته رضى الله عز وجل والجنة وما فيها من السرور والحبور وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .ـ
شكرا لكم