التصنيفات
منتدى القدس عاصمة فلسطين

رسالة إلى كل أخ من الإخوان المسلمين

رسالة إلى كل أخ من الإخوان المسلمين فى أرجاء العالم

إخوانى الكرام :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

افتتح رسالتى بالرباط الذى جمع الله به بيننا وهو الحب فى الله ، فأشهد الله أنى أحبكم فى الله، هذا الرباط الذى لولاه ما توحدت قلوبنا، وما صفت به نفوسنا، وما تماسكت صفوفنا، هذه النعمة التى نحسد أنفسنا عليها والتى قال فيها أحد السلف الصالح "إننا والله في نعمة لو علمها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف"، نعم إنها نعمة الحب فى الله، ونعمة الإخوة الصادقة.

أخى فى أندونيسيا، أخى فى الهند، أخى فى العراق، أخى فى فلسطين، أخى فى المغرب وأمريكا ، لقد تعانقت قلوبنا دون أن نرى بعضنا، فقد وحد بينها الذى يعلم السر وأخفى، كم هو جميل أن نكون فى رعاية مالك الكون، وأن نكون ممن اصطفاهم لهذا الحب العظيم قال تعالى { وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[الأنفال:63].

وحول هذا المعنى العظيم عبرالدكتور يوسف القرضاوى عن هذه الأحاسبس فى قصيدة فقال:

ياأخي في الهند أو في المغرب ….. أنا منك ، أنت مني ، أنت بي

لاتسل عن عنصري عن نسبي ….. إنه الإسلام أمــي وأبـي

إخوة نحن به مؤتلفون مسلمون مسلمون مسلمون

قم نعد عدل الهداة الراشدين ….. قم نصل مجد الأباة الفاتحين

شقي الناس بدنيا دون دين ….. فلنعدها رحمة للعالمين

لاتقل :كيف ؟ فإنا مسلمون مسلمون مسلمون مسلمون

ياأخا الإسلام في كل مكان ….. قم نفك القيد قد آن الأوان

واصعد الربوة واهتف بالأذان ….. وارفع المصحف دستور الزمان

واملاْ الآفاق :إنا مسلمون مسلمون مسلمون مسلمون

فجنسيتك أخى فى الله هى العقيدة التى وحدتنا، وهى التى جمعت بيننا كمسلمين لا الأرض التى ننتمى إليها سواء أكانت فى الصين أو فى المغرب ،أما انتمى صهيب الرومى وبلال الحبشى وسلمان الفارسى لدولة الإسلام، رغم اختلاف مواطنهم، هذه هى وحدة القلوب التى جمعتنا داخل نطاق صفوف دعوتنا، فأصبح الأخ الذى يحدث له مكروب فى الفلبين يتألم من وقع ذلك الذى يعيش فى المغرب، أرأيت مدى النعمة التى تجمع بيننا.

يقول الإمام حسن البنا -عليه رحمة الله-:(وأريد بالأخوة:أن ترتبط القلوب والأرواح برباط العقيدة. والعقيدة أوثق الروابط وأغلاها، والأخوة أخت الإيمان، والتفرق أخو الكفر، وأول القوة قوة الوحدة، ولا وحدة بغير حب، وأقل الحب سلامة الصدر، وأعلاه مرتبة الإيثار {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[الحشر:9]

والأخ الصادق يرى إخوانه أولى بنفسه من نفسه، لأنه إن لم يكن بهم فلن يكون بغيرهم، وهم إن لم يكونوا به كانوا بغيره، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ }[التوبة:71]، وهكذا يجب أن نكون.

أحبابى فى الله

كم أشعر الأن بحبكم الدفاق لكل أخ من الإخوان فى مشارق الأرض ومغاربها، وهذا الحب يدفعنا أن نحب قومنا كما نحب أنفسنا، لقد علمنا اسلامنا ذلك وأرسى هذا المبدأ الإمام البنا فقال:ونحب كذلك أن يعلم قومنا أنهم أحب إلينا من أنفسنا، وأنه حبيبٌ إلى هذه النفوس أن تذهَب فداءً لعزتهم إن كان فيها الفداء، وأن تزهق ثمنًا لمجدهم وكرامتهم ودينهم وآمالهم إن كان فيها الغَناء، وما أوقفنا هذا الموقف منهم إلا هذه العاطفة التي استبدَّت بقلوبنا، وملكت علينا مشاعرنا، فأقضَّت مضاجعنا، وأسالت مدامعنا.. وإنه لعزيزٌ علينا جدّ عزيزٍ أن نرى ما يحيط بقومنا ثم نستسلم للذلِّ أو نرضى بالهوان أو نستكين لليأس، فنحن نعمل للناس في سبيل الله أكثر مما نعمل لأنفسنا، فنحن لكم لا لغيركم أيها الأحباب، ولن نكون عليكم يومًا من الأيام".

ولكن أيها الأحباب ما وصل إليه حالنا لا يصح أن يكون بين أناس يبتغون رضوان الله، لقد بدأ الحب يفتر بيننا، وأصبح لا يجمعنا إلا لقاءاتنا وأعمالنا الدعوية، يقول الأمام البنا:"أبها الإخوان إنى لا أخشى عليكم الدنيا مجتمعة فأنتم بأذن الله أقوى منها، ولكنى أخشى عليكم أمرين اثنين:أخشى عليكم أن تنسوا الله فيكلكم الى أنفسكم، أو أن تنسوا أخوتكم فيصير بأسكم بينكم شديد".

نعم ستظل قلوبنا معلقة بحب كل أخ فى كل مكان، وكما جمعتنا دعوة الإخوان، سيوحد بيننا الحب فى الله، هيا نتعاون مع بعضنا على ترسيخ معانى الأخوة الصادقة فنبحث عن واجباتنا نحو دعوتنا وإخواننا دون انتظار الأجرأو الثناء من أحد ودون الإلتفات إلى حقوقنا على إخواننا.

هيا نسارع للسؤال عن بعضنا البعض.

هيا نسارع لتفقد أحوال بعضنا البعض فنعمل على قضاء حوائج المعسرين، ورفع همة العابدين، وتوثيق الصلة برب العالمين.

هيا نحقق معنى الأخوة الصادقة فينا، ونتذكر فضل الله علينا { كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ}[النساء:94].

هيا ننبذ حظ النفس فينا فنقدم دعوتنا وأخوتنا على مصالحنا الشخصية، ولا نعطى دعوتنا فضال أوقاتنا، ويوم أن تسود الأخوة الحقة بيننا، سنرى دعاة أرسخ من الجبال الرواسى.

"اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك والتقت على طاعتك، وتوحدت على دعوتك وتعاهدت على نصرة شريعتك، فوثق الله رابطتها وأدم ودها، واهدها سبلها، واملأها بنورك الذي لا يخبو، واشرح صدورها بفيض الإيمان بك وجميل التوكل عليك، وأحيها بمعرفتك، وأمتها على الشهادة في سبيلك، إنك نعم المولى ونعم النصير، وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.