التصنيفات
الشعر والنثر

حوارى مع الزمن

فى ليلة من الليلى….جائت بظلمتها الموحشة..فاذا بالباب يطرق….قمت من فراشى ….تقدمت نحو الباب وقلت؛من الطارق….فاذا بصوت منخفض يرد ويقول؛انا الزمان…افتحى الباب…قلت الزمان! ….فتحت الباب وقلت؛كيف تذكرتنى يا زمان !…وكيف خطرت على بالك اليوم….قال؛كيف تذكرت.!…قلت؛ نعم….ما الذى اتى بيك في مثل هذه الليلة….واى بشرى جئتنى بها …قال أنا لاأجلب البشائر لأحد….جئت اليوم لأدافع عن نفسى….ظلمت بأشياء لم أفعلها لكم انتم البشر….واللعنة دائما تطاردنى منكم….قلت؛ كيف هذا ! ….قال؛ ألستم من تلعنونى فى كل شىء يصيبكم….ألستم أنتم من تقولو…هذا الزمان وما فعل بنا …أنظر الى الزمان وما خلفه….الى أخره ….أليست هذه العبارت التى تتداولها ألسنتكم….قولى لى أليست هذه الحقيقة….عجز لسانى عن النطق فلم أرد عليه ولو بحرف….أكمل حديثه وهو يقول؛تعلمين لما جئت اليوم….قلت؛لا لااعلم….جئت اليوم لأبرهن لك ولغيرك….وللمتخلفين منكم وأقول لهم أنتم متخلفين ….وللمنحطين منكم وأقول لهم أنهم منحطين حقا فى أفكارهم…قال؛تعلمى لما …..قلت ؛لا……قال؛ لأنكم جعلتم منى شماعة تضعو عليها كل أخطائكم وعيوبكم وذمائمكم…..فأنا الزمان نفسى الزمان ….لا أتغير ولا أتبدل ….صفة التغير فيكم أنتم البشر…..تتغيرون من حين لحين….يحصل هذا فى وقت غاب الضميرعن الوجود…..فقبل محاسبتى حاسبوا أنفسكم وما تفعل …..وأيديكم وما تقترف من ذنب ….وأعينكم وما ترى من فواحش….ولسانكم وما يتفوه بالسوء…..ألم تسؤلو ولو لمرة أنفسكم كل هذا….المتهم الوحيد لكل فشل ومعصيةهو أنا…..هذا كله نتيجة البعد عن الدين والجهل فى أموره…..فالعيب فيكم أنتم البشر ……الا تتذكرى أنى صرخة فى وجوهكم على لسان الشافعى حين قال؛

نعيب زماننا والعيب فينا…..وما لزماننا عيب سوانا

ونهجوذا الزمان بغير ذنب…..ولو نطق الزمان لنا هجانا

قلت؛تعلم يا زمان كل ما تقوله صحيح …فنحن البشر وبالخصوص نحن العرب التى أنا منهم…..ففى ظل الزحام السياسى والاجتماعى وتداخل العادات والتقاليد الغريبة على مجتمعنا….تغيرت الكثير من الأفكار والنفوس ….فأصبح كل واحد يطرجم ويحلل ما يطيب له ….دون مرعاة لمشاعر الغير…..وتعلم ايضا يا زمان رغم أنى منهم الا أنى لست راضية على قولهم هذا…..فقد كثر الهرج والمرج والكل أصبح لديه قاموس خاص به يترجم ويفسر على هواه…..قال؛ اذن أصلحو انفسكم وعيوبكم ولا تتأثروا بالاخرين فلا تنسو أنفسكم وتلقو التهم على الغير…ألا تعلمى انى صنفت ضمن الدهر…وقد حرم الله على كل انسان أن يلعنه او يشتمه….ألا تتذكرى قول الله تعالى{ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}….وهذا أكبر دليل على هذا…..فى ايديكم أنتم البشر أن تصلحو عيوبكم فكل انسان فى هذا الوجود له مقومات الحياة التى يمكن بها الاصلاح الا الضعيف منكم أو المريض النفسى أو المتردد فى أخذ قرارته …..هذى رسالة اصيكى ان توصليها الى الجميع خصوصا أنتم العرب لأنى أشفق عليكم كثيرا …..قلت ما عساى أن أقول سوى أسفة الف مرة عن نفسى وعن جميع البشر….أسفة ….أسفة



تعليمية




نعيب زماننا والعيب فينا…..وما لزماننا عيب سوانا

ونهجوذا الزمان بغير ذنب…..ولو نطق الزمان لنا هجانا

هذا هو حالنا

مشكورهـ أختي تقبلي مروري و تحيتي




شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.