التصنيفات
اسلاميات عامة

بحث حول النصارى والنصرانية 03

النصرانية:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

فهذه نبذة موجزة عن النصرانية:


تعريف النصرانية:

مصطلح حادث أطلق على الديانة المحرفة عما جاء بها عيسى عليه السلام وسميت النصرانية بهذا الاسم أخذاً من كلمة النصارى الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم.

النصارى بعد رفع المسيح ـ عليه السلام:

1. عيسى عليه السلام أتى بدين التوحيد ودعا إليه فآمن به من آمن ولما رفعه الله إليه بقي عدد من أتباعه وأنصاره على الحق مدة يسيرة إلا أنهم لقوا من اليهود الذين لم يؤمنوا بعيسى عليه السلام أذىً كثيراً.
2. في تلك الفترة كتبت أناجيلهم وهي عبارة عن اجتهادات لم تسمع من عيسى عليه السلام مشافهة وبعضها من دس اليهود.
3. عاشت النصرانية بعد ذلك ثلاثة قرون في تخبط وافتراق وتأثر بالفلسفات والآراء والطقوس الوثنية السائدة إضافة إلى ما قام به اليهود خلال تلك الفترة من الدس والتحريف وإشاعة الفرقة والاختلاف العقدي والمذهبي في صفوف أتباع النصرانية.
4. خلال تلك الفترة فُقِدَ النصُّ الصحيح للإنجيل وكثرت الأناجيل إلى حد لا يمكن معه الاهتداء إلى نص الإنجيل الثابت.
5. تتفق المصادر التاريخية على أن اليد الطولى في التحريف كانت لمبشر من أتباع الحواريين بولس الرسول الذي أثار موضوع ألوهية المسيح لأول مرة مدعياً أنه ابن الله وكانت هذه الدعوى البذرة الأولى للتثليث.
6. في سنة 325م بدأ تجمع نصراني كبير عقده قسطنطين ملك الرومان في نيقية قرر فيه غالبيتهم الاتجاه نحو النصرانية الضالة مزيج من الوثنية الرومانية السائدة واليهودية المحرفة وبقايا النصرانية المشوشة والديانات الوثنية الهندية.
في هذا اللقاء رسخت عندهم عقيدة التثليث الوثنية وهو اعتقادهم أن الله ثالث ثلاثة الأب وهو الله بزعمهم والابن عيسى وروح القدس يتمثل في الروح التي حلت في مريم.

عقيدة المسلمين في عيسى عليه السلام:

1. أنه عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه.
2. أنه ولد من غير أب كما خُلق آدم من غير أب ولا أم.
3. أنه أحد أولي العزم من الرسل.
4. أنه عبد ليس له من خصائص الربوبية والألوهية.
5. أن الله أظهر على يديه المعجزات والآيات كإحياء الموتى، وإبراء الأكمه وكلامه وهو في المهد صبياً.
6. أنه دعا قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له ودعاهم إلى العقيدة الصحيحة والأخلاق القويمة.
7. أنه بشر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
8. أنه ليس بينه وبين محمد عليهما الصلاة والسلام نبي.
9. أنه لم يصلب ولم يقتل بل رفعه الله إليه .
10. أنه يَنْزِلُ في آخر الزمان فيحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ويقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية وينتقم من مسيح الضلالة ثم يموت في الأرض ويدفن فيها ويخرج منها كما يخرج سائر بني آدم.

نماذج من انحرافات النصارى العقدية:

منذ أن ابتعدوا عن ملة التوحيد وحرفوا دينهم وهم يهيمون في أودية الضلالة والكفر فأتوا بالمتناقضات والمضحكات حتى إنهم أنفسهم عجزوا عن فهمها وإدراكها فضلاً عن غيرهم.

من العقائد التي يعتقدها النصارى:

1. عقيدة التثليث: بزعمهم أن الله ثالث ثلاثة ويزعمون أنه تعالى له ثلاث حالات تسمى الأقانيم بمعنى عنصر أو طبيعة فالله عندهم ثلاثة:
• الإله الأب وله خصائص اللاهوتية أي الإلهية وهو الله.
• الإله الابن وله خصائص الناسوتية أي البشرية وهو عيسى.
• الإله الروح القدس وله خصائص الازدواجية بين الإلهية والبشرية وهو الروح التي حلت في مريم.
2. عقيدة الصلب والفداء والخطيئة الأصلية الموروثة: يعتقدون أن أرواح الأنبياء كانت في الجحيم في سجن إبليس من عهد آدم إلى زمن المسيح بسبب خطيئة آدم عليه السلام وأكله من الشجرة وأن كل من مات من بني آدم أخذه إبليس وسجنه في النار بذنب أبيه ثم إن الله لما أراد خلاصهم من العذاب تحيَّل على إبليس فنزل عن كرسي عظمته والتحم ببطن مريم حتى وُلِد وكَبِر وصار رجلاً فمكن أعداءه اليهود من نفسه حتى صلبوه وسمروه ووضعوا تاجاً من الشوك على رأسه وهو يصيح ويستنجد وهم يصفقون حوله ويرقصون فخلصهم بذلك من الشيطان واستحق أعداؤه العذاب والسجن في الجحيم.
3. تقديس الرهبان ورجال الكنيسة:
اتخذوا الرهبان أرباباً من دون الله وأعطوهم الثقة المطلقة في التحليل والتحريم والمغفرة عن الذنب.
4. الرهبانية التي ابتدعوها في دينهم: يتضمن نظام الرهبانية شروطاً لابد من تحقُّقها في الراهب:
• العزوبة.
• التجرد الكامل عن الدنيا.
• العبادة المتواصلة.
• التعذيب الجنوني.
5. العشاء الربَّاني:يزعمون أن المسيح جمع الحواريين في الليلة التي سبقت صلبه ووزع عليهم خمراً وخبزاً كسَّره بينهم ليلتهموه إذ إن الخمر يشير إلى دمه والخبز يشير إلى جسده.
6. الاستحالة: التحول فمن أكل الخبز وشرب الخمر من الكنيسة في يوم الفصح كأنه قد أدخل في جوفه لحم المسيح ودمه وامتزج في تعاليمه بذلك.
7. الصوم: الامتناع عن الطعام الدسم وما فيه شيء من الحيوان أو مشتقاته مقتصرين على أكل البقول وتختلف مدته وكيفيته من فرقة إلى أخرى.
8.الصلاة: ليس لها عدد معلوم مع التركيز على صلاتي الصباح والمساء وهي عبارة عن أدعية وتسابيح وإنشاد كما أن الانتظام في الصوم والصلاة تصرف اختياري لا إجباري.
9. الاعتراف: الإفضاء إلى رجل الدين بكل ما يقترفه من آثام ويسقط عن الإنسان العقوبة ويطهره من الذنب إذ يدَّعون بأن رجل الدين هو الذي يقوم بطلب الغفران له من الله.
10.صكوك الغفران: توزيع الجنة وعرضها للبيع وكتابة وثائق للمشترين تتعهد الكنيسة فيها بأن تضمن للمشتري غفران ما تقدم من ذنبه وما تأخر وبراءته من كل جرم وخطيئة سابقة ولاحقة فإذا ما تسلم المشتري صك غفرانه ودسه في محفظته أبيح له كل محظور وحل له كل حرام .
11.عبادة الصور والتماثيل: اقتبسوه من الديانات الوثنية فلم يكن شيء من عقائدها وطقوسها إلا وعليه بصمات وثنية واضحة يتجلى ذلك في التماثيل والصور التي لا يخلو منها دير أو كنيسة رغم أن شريعة التوراة تحرم التصوير ونحت التماثيل، وتعده من أعمال الوثنيين.

نماذج من انحرافات النصارى من القرآن:

1. الحسد.
2. كتمان العلم.
3. معرفة الحق بالرجال.
4. الغلو.
5. الرهبانية.
6. جعل حق التشريع لغير الله.
7. حكم الأغلبية.
8. احتقار ما عند الخصم.
9. الاختلاف بسبب البغي.
10. التفرق.
11. البعد عن سبيل المؤمنين.

12. اتباع الهوى.
13. قسوة القلوب.

نماذج من انحرافات النصارى من السنة:

1. الفتنة بالنساء.
2. كثرة السؤال والاختلاف على الأنبياء.
3. التشدد.
4. التفرقة العنصرية.
5. اتخاذ القبور مساجد.

فرق النصارى:

انقسمت النصرانية إلى فرق عديدة منها:
1. الموحدون: أتباع آريوس الذي كان يقول بأن الأب وحده هو الله والابن مخلوق له.
2. النسطوريون: أصحاب نسطور بطريرك الإسكندرية سنة 431م والذي قال بأن مريم لم تلد إلا الإنسان فهي بذلك أم الإنسان وليست أماً لإله ومذهب النساطرة وضع الأساس للقول بطبيعتين في المسيح أي القول بالحلول.
3. اليعاقبة: يقولون بأن للمسيح طبيعة واحدة وهي التقاء اللاهوت بالناسوت أي القول بالاتحاد
وهناك فرق أخرى غير ما ذكر.

الفرق النصرانية الكبيرة الآن:
1. الكاثوليك: أتباع الكنيسة الكاثوليكية العامة أعرق وأكبر الطوائف النصرانية ومركزها في روما وجمهورها في أوربا عموماً.يعتقدون أن الله الابن مساوٍ في خصائص الألوهية لله الأب وروح القدس منبثق عنهما.
2. الأرثوذكس: أتباع الكنيسة الأرثوذكسية كنيسة الروم الشرقية ومركزها قديماً القسطنطينية أكثر أتباعها من شمال وغرب آسيا وشرق أوربا ليس لها مركز معين فكل كنيسة من كنائسهم لها صفة الاستقلال. يعتقدون أن الله الأب أفضل من الله الابن وأن روح القدس انبثقت عن الله الأب.
هاتين الكنيستين بينهما تناحر وخلاف مستمر وحصل بينهما خلاف في مسائل فرعية منها:
• استعمال الفطير في العَشاء الرباني بدل الخبز أَقَرَّتْهُ الكنيسة الغربية ولم تعترف به الشرقية.
• أكل الدم المخنوق الكنيسة الغربية أباحته وهو مخالف لمَجْمَع الرسل في أورشليم الذي انعقد بعد مفارقة المسيح بنحو اثنتين وعشرين سنة.
• أكل الرهبان دهن الخنزير مباح عند الكاثوليك دون الكنيسة الشرقية.
3. البروتستانت:
• أتباع الكنيسة البروتستانتية أسسها الألماني مارتن لوثر في القرن السادس عشر الميلادي.
• ذهب لوثر إلى روما للحج ليتيمن بلقاء رجال الدين الذين كان يظن أنهم على قدر عالٍ من الزهد والعبادة إلا أنه فوجئ بفسادهم وجرأتهم على الخطايا فأَثَّر ذلك بنفسه واستنكر هذه الأفعال التي تصدر من رجال الدين.
• من هنا بدأ ثورته على الكنيسة وعلى آرائها ومعتقداتها.
• ظهر في الوقت نفسه في سويسرا رجل آخر اسمه زونجلي ينادي بما نادى به لوثر لِمَا رآه من حال الكنيسة المزري.
• كان مما نادى به لوثر وزونجلي الثورة على صكوك الغفران وما يسمى بالعشاء الرباني.

أهم مبادئ الإصلاح الكنيسي الذي نادى به هؤلاء:

1. جعل الخضوع التام لنصوص الكتاب المقدس.
2. عدم الرياسة في الدين.
3. ليس لرجل الدين غفران.
4. عدم الصلاة بلغة غير مفهومة.
5. رأوا أن العشاء الرباني تذكار بالغداء وعظة واستبصار.
6. أنكروا الرهبنة.
7. منعوا اتخاذ الصور والتماثيل في الكنائس والسجود لها.

كتب النصارى:

يشمل التوراة والإنجيل ورسائل الرسل وتسمى التوراةُ وأسفارُها الموسويةُ وغيرُها كتب العهد القديم الذي يعد أصلاً للديانة النصرانية.

وتسمى الأناجيل ورسائل الرسل كتب العهد الجديد.
فالعهد الجديد هو الذي يشتمل على أناجيلهم والأناجيل المعتبرة عند النصارى هي:
1. إنجيل متَّى: أحد التلاميذ الاثني عشر دون الإنجيل باللغة العبرية أو بالسريانية وآخر نسخة عُثر عليها كانت باللغة اليونانية كما أن هناك خلافاً حول مَنْ دَوَّن الإنجيل ومَنْ ترجمه .
2. إنجيل مَرْقَص: كاتبه يوحنا ويلقب بمرقص ولم يكن من الحواريين الاثني عشر الذين تتلمذوا للمسيح واختصهم بالزلفى إليه وأصله من اليهود، وكانت أسرته بأورشليم في وقت ظهور المسيح، وهو من أوائل الذين أجابوا دعوته؛ فاختارهم من بين السبعين الذين نزل عليهم روح القدس في اعتقادهم بعد رفعه.
3. إنجيل لوقا: يقولون: إن لوقا ولد في أنطاكية ودرس الطب، ونجح في ممارسته، ولقد رافق بولس في أسفاره وأعماله.
4. إنجيل يوحنا: وهو حواريٌّ كان المسيح يحبه، وبعضهم يقول: إنه شخصية مجهولة انفرد بالقول بالتثليث، وبألوهية المسيح في الوقت المبكر من تاريخ النصرانية.
5. هناك أناجيل أخرى كإنجيل برنابا، وهناك أناجيل أخرى أهملت.

بين كثير من علماء المسلمين قديماً وحديثاً ومن علماء النصارى الذين دخلوا في الإسلام أو المتحررين منهم عدم صحة الأناجيل الموجودة في أيدي النصارى ووجهوا لها انتقادات كثيرة.
ومن هؤلاء العلماء:

شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح
ابن القيم في كتابه هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى.
• الشيخ رحمة الله الهندي في كتابه إظهار الحق
• من علماء النصارى الذين أسلموا إبراهيم خليل أحمد كما في كتابه محاضرات في مقارنة الأديان.

بعض الأمور التي تُبَيِّنُ عَدَمَ صحة الأناجيل الموجودة في أيدي النصارى:

1. الأناجيل التي بأيديهم لم يملها عيسى عليه السلام ولم تنزل عليه وحياً ولكنها كُتبت بعده.
2. ما وقع في الأناجيل من تلاعب النُّسَاخ وتبديلهم وتحريفهم.
3. اشتمال الأناجيل على المتناقضات والاختلاف فلقد أتى الشيخ رحمة الله الهندي بآخر كتابه إظهار الحق بأكثر من مائة اختلاف بين هذه الكتب.
4. انقطاع السند في نسبتها لكاتبها.
5. اشتمالها على تنقص الرب جل وعلا.
6. اشتمالها على العقائد الباطلة المخالفة للعقل والنقل.
7. تعارضها مع الحقائق العلمية وهذا ما أثبته العالم الفرنسي (موريس بوكاي) في كتابه (أصل الإنسان) و(والتوراة والإنجيل والقرآن والعلم الحديث) أثبت فيهما وجود أخطاء علمية في التوراة وفي الإنجيل وأثبت عدم تعارض القرآن مع العلم الحديث وحقائقه بل سجل شهاداتِ تَفَوُّقٍ سبق بها القرآنُ العلمَ الحديث بـ 1400 سنة.
8. الكتاب المقدس بغض النظر عن كونه محرفاً يخلو من أي تصور محدد لنظام سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي أو علمي.

مواطن انتشار النصرانية:

1. تنتشر النصرانية في أكثر بلاد العالم فهي في عدد أتباعها تأتي بالدرجة الثانية بعد الإسلام.
2. أعانها على انتشارها الاستعمار والتنصير.
3. تتركز النصرانية في أوربا وأمريكا.
4. أكثر الأقليات النصرانية وجوداً في العالم الإسلامي في مصر والشام والمغرب والسودان كما أن لها نشاطاً واسعاً في أفريقيا وأستراليا وشرق آسيا.
5. الكنيسة الكاثوليكية تنتشر في إيطاليا وبلجيكا وفرنسا وأسبانيا والبرتغال.
6. الكنيسة الأرثوذكسية فمعظم انتشارها في روسيا والبلقان واليونان ومقرها الأصلي في القسطنطينية ويتبعها عدد من الكنائس الشرقية المستقلة.
7. البروتستانتية مركز انتشارها ألمانيا والدانمرك وهولندا وسويسرا والنرويج وأمريكا الشمالية

علاقة النصارى باليهود وعداؤهم للإسلام:

1. بلغ ذلك العداء قمته عندما اعتنقت الدولة البيزنطية النصرانية فعملت على قتل اليهود وتشريدهم وملاحقتهم.
2. بالرغم من تلك العداوة، والاختلاف، وقيام بعضهم بتكفير بعض إلا أن ذلك يزول ويختفي أثره، بل يَحُلُّ محلَّه الوئامُ إذا كان عدو الطرفين الإسلام أو المسلمين.
3. لم يكن الرضا عن اليهود متفقاً عليه من قبل جميع النصارى بل إن هناك من النصارى المتعصبين من يقف ضد اليهود فقد طردوا من إنجلترا عام 1290م ومن فرنسا عام 1390م ومن النمسا سنة1420م ومن أسبانيا سنة 1692م وذلك من قبل محاكم التفتيش التي أقيمت ضد المسيحيين واليهود على السواء ثم أخرجوا من ألمانيا عام 1719م ومن روسيا سنة 1727م ثم جاء هتلر فقتل منهم من قتل.

إزاء هذه العداوة العنيفة والاضطهاد فكروا بالتخلص من تلك العداوة التي تقف أمام كثير من مخططاتهم خصوصاً وأن أوربا كانت تعاني من الخواء الروحي والطغيان الكنيسي بكافة ألوانه فسلكوا في هذا الموضوع خطوات عديدة منها:
1. تظاهرُ كثيرٍ من حاخاماتهم وعلمائهم بالدخول في النصرانية.
2. إنشاء المنظمات السرية كالصهيونية، والماسونية وغيرها التي كانت ترفع شعارات الحرية والإخاء والمساواة.
3. إحداث الثورات ضد الكنيسة أو استغلالها إذا قام بها غيرهم، ومن ذلك ما قام به مارتن لوثر ضد الكنيسة الغربية الكاثوليكية في مطلع القرن السادس عشر الميلادي وكذلك الثورة الفرنسية التي قام بها نابليون عام 1789م والتي كانت تنادي بنفس شعارات الماسونية الحرية والإخاء والمساواة.
4. السعي للسيطرة الاقتصادية على الدول الأوربية وقد حصل اليهود على نتائج مهمة، واستغلوا الفرصة التي أتاحها لهم نفور الأوربيون من دينهم.

من النتائج التي حققها اليهود من وراء مخططاتهم ما يلي:

1. علمنة الحياة في أوربا، حيث أُقصي الدين المسيحي عن الحياة تماماً.
2. تمكن اليهود من تَبَوُّء مناصب ومواقع رفيعة في الحكومات الغربية لم يكونوا يحلمون بها في عصور الاضطهاد.
3. السيطرة التامة على الاقتصاد الغربي وثرواته، بل وعلى اقتصاد وثروات العالم.
4. كسر حدة العداء لليهود عند الأوربيين.
5. تمكن اليهود من إحياء التحالف اليهودي النصراني مرة أخرى ضد الإسلام.
6. نجد أن اليهود والنصارى متعادون متناحرون لا يجمعهم سوى مصالحهم وأعظم مصلحة يجتمعون عليها عداء الإسلام والمسلمين.
7. تبنى بعض النصارى في أمريكا وأوربا فكرة وجود إسرائيل الحديثة على أنها تحقيق لنبوآت الكتاب المقدس وعلامةٌ على قرب عودة المسيح إلى الأرض ثانية حيث يعتقدون أن المسيح سينزل في آخر الزمان وهم متفقون مع المسلمين في هذه القضية إلا أن اليهود بخبثهم ومكرهم وبغباء النصارى حولوا هذه القضية لصالحهم فاليهود يعتقدون بمجيء مُنْتَظر لأنهم يعتقدون أن عيسى عليه السلام كذاب دجال. ومن هنا غرروا بالنصارى وقالوا: لابد أن نعمل بما اتفقنا عليه وهو أن المسيح سينزل أما من هو المسيح الذي سينزل فسنتركه جانباً.
8. من المؤتمرات التي عقدت بهذا الصدد المؤتمر المسيحي الصهيوني الدولي الذي عقد في إبريل عام 1988م في إسرائيل وألقى فيه إسحاق شامير رئيس الوزراء بنفسه كلمة الافتتاح. وفي كلمته التي اتسمت بالعاطفة والحماسة أكد شامير استمراره في تثبيت أركان الدولة الصهيونية ومقاومة الفلسطينيين بكل الوسائل.
9. في هذا المؤتمر قال أحد القساوسة المشاركين فيه فان درهوفيه قال : إن الكنيسة التي لا تتبع هذا الطريق تأييد إسرائيل سوف تنتهي مثل الدخان.

يمكن إجمال علاقة النصارى مع اليهود بما يلي:

1. أنهم أهل كتاب كما سماهم الله تعالى وكتابهم الذي يجمعهم هو الكتاب المقدس إلا أن اليهود لا يؤمنون بالأناجيل في آخره.
2. أنهم متعادون فيما بينهم عداءاً شديداً، وأهم ما يجمعهم عداء المسلمين؛ حسداً من عند أنفسهم.
3. أنهم متفقون مع اليهود في عقيدة المسيح المنتظر الذي سينزل في آخر الزمان وأن مكان نزوله في فلسطين.
لكن يختلفون في ماهية هذا المنتظر:
• اليهود يزعمون أنه ملك السلام الذي سيحكم الأرض ويقتل كل من سوى اليهود.
• النصارى يعتقدون أنه المسيح عليه السلام وأنه سيدخل جميع الناس في النصرانية ومن رفض قتله.
• المسلمون ينتظرون المسيح عليه السلام ليحكم بشرع محمد صلى الله عليه وسلم ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً.

عداوة النصارى للمسلمين، وموقفهم منهم:

1. وقف النصارى من المسلمين موقف المعادي وحاولوا بكل ما أوتوا من قوة على مر العصور أن يردوا هذه الأمة عن دينها وسلكوا في طرائق شتى.
2. قاموا بحرب المسلمين وغزوهم في بلادهم مع أنهم كانوا ينعمون في ظل عدالة الدولة الإسلامية أكثر مما يلقونه تحت حكم النصارى أنفسهم.
3. وما الحروب الصليبية عنا ببعيد التي استمرت قرنين من الزمان 490هـ _690هـ والتي قامت بين المسلمين في المشرق العربي وبين الصليبيين القادمين من أوربا لاحتلال بيت المقدس وبلاد الشام ومصر والقضاء على الإسلام وَوَقْفِ انتشاره في أوربا وهي حروب دينية شنتها أوربا النصرانية الحاقدة بدعوى تحرير القدس من المسلمين والحقيقة أنها قامت لإذلال المسلمين ورغبة في القضاء على الإسلام.
4. بعد ذلك بدأت أول حملة عام 490هـ بقيادة (جود فري دريموند) واستولى على كثير من بلاد الشام ثم تتابعت الحملات واستولوا على كثير من بلاد المسلمين وأهمها بيت المقدس عام 492هـ وما كانوا ليستطيعوا فعل ذلك لولا أن المسلمين متناحرون متفككون.
5. وإن ينسَ المسلمون شيئاً فلن ينسوا ما فعله النصارى في الأندلس تقول الدكتورة سينجريد هونكه: في 2 يناير 1492م رفع الكاردينال (دبيدر) الصليب على الحمراء القلعة الملكية للأسرة الناصرية؛ فكان ذلك إعلاناً بانتهاء حكم المسلمين على إسبانيا, وبانتهاء هذا الحكم ضاعت تلك الحضارة العظيمة التي بسطت سلطانها على أوربا طوال القرون الوسطى.




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك اختي سارة جعل الله هذا العمل في ميزان حسناتك

بحث قيم ومعلومات مفيدة جدا عن النصارى و النصرنية

بارك الله فيك




جزاك الله خيرا أختي على كل ما تطرحينه من مواضيع قيمة

بارك الله فيك




جزاك الله خير الجزاء




تعليمية




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.