التصنيفات
الشعر والنثر

الوحدة الموضوعية في القصيدة العربية

بسم الله الرحمان الرحيم

اختلطت الآراء وتباينت فى مفهـوم الوحدة الموضوعية، فاختلـطت وحـدة القصيدة والوحدة البنائية بالوحدة العضوية لدى بعض النقاد ومن التعريفات المحددة لمفهوم الوحدة الموضوعية أنها ليست كل ما يعنيه التسلسل المنطقى بين أجزاء القصيدة ، ما لم نجد نمواً عضويا ،وتطور مطردا بين الأجزاء فى وحدة عاطفية تربط أجزاء القصيدة برباط نفسى واحد،تصح فيه كل فكرة من فكرالقصيدة ذات صلة قوية بموضوعها،بل ينبغى أن يكون كل بيت كذلك.
وسنحاول فى هذا البحث أن نعرض لبعض ما أحتوى عليه الشعر العربى القديم من قصائد تمثلت فيها الوحدة الموضوعية،ولتتضح هذه الحقيقة،رأينا أن نعرض لبعض الأراء سواء المؤيدة أو المنكرةللوحدة الموضوعية فى القصيدة العربية القديمة أو حتى من وقفوا موقفا وسطا فأكد تحققها فى الشعر الجاهلى، ولكن على نطاق ضيق.
أراء المعارضين :
وقد رأينا أن يمثلهم الدكتور محمد غنيمى هلال حيث يقول " نقصد بالوحدة العضوية فى القصيدة وحدة الموضوع،ووحدة المشاعر التى يثيرها الموضوع. وما يستلزم ذلك فى ترتيب الصور والأفكار ترتيبا به تتقدم القصيدة شيئاً فشيئا، حتى تنتهى إلى خاتمة يستلزمها ترتيب الأفكار والصور، على أن تكون أجزاء القصيدة كالبنية الحية، لكل جزء وظيفته فيها،و يؤدى بعضها إلى بعض عن طريق التسلسل فى التفكير والمشاعر ."([1])
و يضع الدكتور محمد غنيمى هلال مستلزمات الوحدة العضوية بقوله: " و تستلزم هذه الوحدة أن يفكر الشاعر تفكيرا طويلا فى منهج القصيدة وفى الأثر الذى يريد أن يحدثه فى سامعيه، وفى الأجزاء التى تندرج فى إحداث هذا الأثر،……….. ثم فى الأفكار والصور التى يشتمل عليها كل جزاء، بحيث تتحرك به القصيدة إلى الأمام لإحداث الأثر المقصودمنها،عن طريق التتابع المنطقى، و تسلسل الأحداث أو الأفكار، ووحدة الطابع والوقوف على المنهج على هذا النحو ـ قبل البدء فى النظم ـ يساعد على ابتكار الأفكار الجزئية والصور التى تساعد على توكيد الأثر المراد".([2])
و ينتهى الدكتور محمد غنيمى هلال إلى الحكم المطلق على القصيدة الجاهلية بقوله : " فليست للقصيدة الجاهلية وحدة عضوية فى شكل من الأشكال ، لأنه لا صلة فكرية بين أجزائها ، فالوحدة فيها خارجية لا رباط فيها الإ من ناحية خيال الجاهلى وحالته النفسية فى وصفه الرحلة لمدح الممدوح "([3]) ويضيف أيضا بقوله : " وبينا خطأ القدامى ـ من نقاد العرب ـ فى ترديدهم لكلمة الوحدة العضوية دون أن يفهموها. ولهذا لم تترك أثراً ما فى النتاج الأدبى. ولم تتناف فى خيالهم مع فهم القصيدة كما كانت عليه فى الأدب العربى قبل العصر الحديث، على ما بين أجزائها من تنافر يتنافى والوحدة العضوية فى معناهاالصحيح."([4])
أراء المؤيدين :
و يأتى على النقيض تماما رأى الدكتور طه حسين فى كتابه حديث الأربعاء وهو بصدد تحليله لمعلقة لبيد بن ربيعة عندما قال على لسان محاوره : "على أن هناك شيئاً آخر أراك تتعمد إهماله والإعراض عنه، لأنك تشفق فيما أظن من التعرض له، والوقوف عنده، وهو استقامة بناء القصيدة، فأنت تعلم ما يقوله الناس من أن أقبح عيب يمكن أن تؤخذ به القصيدة العربية فى الشعر القديم خاصة، أنها ليست وحدة ملتئمة الأجزاء، وإنما تأتيها الوحدة من القافية والوزن فلولا (لبيدك) هذا قد اختار البحر الذى اختاره، والقافية التى اختارها، لما تشابهت أجزاء قصيدته، ولمااتصل بعضها ببعض، و لكانت أبياتاً منثورة لا قران لها، فحدثنا عن هذه الوحدة ما صنع الله بها فى شعر القدماء؟ وحدثنا كيف يستقيم العقل الحديث أن يعرض هذا الكلام المفترق على الشباب، ليتخذوه نموذجاً ومثلاً وليستوحوه ويستلهموه، ألست تشفق على ملكات الشباب من أن تفسدها هذه النماذج والمثل، وأن تعوقها عن أن تبلغ ما تريد لها فى فهم القصيدة وإنشائها على أن لها وحدة داخلية جوهرية تتصل بالمعنى قبل أن تتصل باللفظ أوبالوزن والقافية؟.
قلت : هون عليك، واصطنع شيئاً من القصد، ولاتنس أنى لا أكتب ما تقول لأردّ عليه شيئا فشيئا، وإنما أسمع منك فأرد عليك، فارفق بذاكرتى بعض الرفق، فإنك تحملهامالاتطيق. قال: أجيبنى ما صنع الله بوحدة القصيدة عند شعرائك القدماء؟ قلت : صنع الله بها خير ما يصنع بآثاره، فأوجدها وأتقنها، وأتمها إتماما لاشك فيه، ولاغبار .

عليه، وماسمعت من خصوم الشعر القديم حديثهم عن وحدة القصيدة عند المحدثين وتفككها عند القدماء الإضحكت وأغرقت فى الضحك. والعجيب أن ينشأ الأساطير فى العصر الحديث، وأن تنمو ويعظم أمرها، وتسيطرعلى العقول؛مع أن عهد الأساطير قد انتهى،وأصبح العقل الحديث أذكى وأرقى وأدنى إلى الحذر والفطنة من أن يذعن لها أو ينخدع بها،وتفكك القصيدة العربية،واقتصار وحدتها على الوزن والقافية دون المعنى،أسطورة يا سيدى من هذه الأساطير التى أنشأها الافتنان بالأدب الأوربى الحديث،والقصور على تذوق الأدب العربى القديم،والذين ينكرون الوحدة العضوية للقصيدة العربية القديمة،إنما يدفعون إلى هذا الإنكار لسببين :
الأول : "أنهم لايدرسون الشعر القديم كما ينبغى،ولايتعمقون أسراره ومعانيه،وإنما يدرسونه درس تقليد،ويصدقون فيه ما يقال لهم من الكلام فى غير تحقيق ولا استقصاء،……. والسبب الآخر الذى يدفع المثقفين المحدثين إلى إنكار هذه الوحدة المعنوية فى القصيدة يأتى من أنهم يقبلون ما يقوله الرواة،وما ينقلونه إليهم،فى غير تحفظ ولا احتياط ولا تحقيق،وينسون أن كثيراً جداً من الشعر القديم لم ينقل إلى الأجيال مكتوباً،وإنما نقلته الذاكرة،فأضاعت منه،وخلطت فيه،ولم تحسن الرواية،فكثر الأضطراب فى هذا الشعر،وخيل إلى المحدثين أن هذا الاضطراب طبيعى فى الشعر العربى القديم…………."([5])
وينتهى الدكتور طه حسين إلى القول: " ولست أريد أن أبعد فى التدليل على أن الشعر العربى القديم كغيره من الشعر،قد استوفى حظه من هذه الوحدة المعنوية،وجاءت القصيدة من قصائده ملتئمة الأجزاء،قد نسقت أحسن تنسيق وأجمله،وأشده ملاءمة للموسيقى،التى تجمع بين جمال اللفظ والمعنى والوزن والقافية.وإنما أقف معك عند قصيدة لبيد هذه التى كانت موضوع حديثنا فى الأسبوع الماضى،وأتحداك وأسألك أن تبين لى من أين يأتيها الاضطراب والأختلاف،وكيف لاتتم لها الوحدة إلا من الوزن والقافية؟ إنكم تقولون ياسيدى إن القصيدة العربية مضطربة التكوين،بحيث نستطيع أن تقدم منها وتؤخر،وتضع أبياتها فيما تحب لها من المواضع،دون أن يصيبها من ذلك فساد أو اعتلال،فأمامك قصيدة لبيد هذه، فأرنى كيف تقدم فيها وتؤخر؟ وكيف تضع فيها بيتا مكان بيت دون أن تفسد معناها إفسادا،وتشوه جمالها تشويها؟ انظر إليهافسترى أنها بناء متقن محكم،لا تغير منه شيئا إلا أفسدت البناء كله ونقضته نقضا. فأنشا لنفسه ولسامعيه وقارئيه هذه البيئة الشعرية التى يخرج فيها الأنسان عن أطوار الحياة الواقعة المادية،ويرتفع إلى جو آخر فيه عواطف الحنين والشوق والأستعدادللغناء أو لاستماع الغناء."([6])
أراء وسط :
فيرى الدكتور محمد ذكى العشماوى فى كتابه قضايا النقد الأدبى بين القديم والحديث على رأى الدكتور طه حسين بقوله:"ونحن مع احترامنا للأسباب التى ذكرها الدكتور طه حسين والتى أرجع لها أفكار كثيرين للوحدة فى الشعر القديم،ومع إيماننا بأن كثيرين ممن يدرسون الشعر القديم يتبعون فى دراسته المنهج القديم فى فهم الشعر وتحليله،وهو المنهج الذى يكتفى بالدراسة السطحية التى تعنى بالمعنى الظاهرى القريب وشرحه وتفسيره دون العناية بالفوضى وراء الإيحاء فى القصيدة،وتتبع دلالاتها غير المباشرة. ونحن مع اعترافنا بأن الشعر القديم قد مر خلال روايته بكثير من الخلط الذى لابد أن يكون قد أثر فى بنية القصيدة أو شكلها ، ولم يحافظ على سلامتها من التحريف والانتحال ، ومع إدراكنا لما فى معلقة لبيد من وضع خاص،فهى من ذلك النوع من الشعر الوصفى الذى أحسن فيه الشاعر تصوير الطبيعة ، وأجاد فيها التخلص من غرض إلى غرض ، وأحسن فيها العرض ، واستعان بالصورة الشعرية ، وما يكون فيها من قوى الإيحاء ، وأنه استطاع أن يبلغ ما لم يبلغه كثير من شعراء الجاهلية فى الربط بين أجزاء القصيدة وموضوعاتها المتباينة،نقول إننا مع إيماننا بكل هذا إلا أننا لانستطيع أن نذهب إلى ما ذهب إليه الدكتور طه حسين أن نأخذ من هذا تعميما،فنزعم أن فى القصيدة العربية القديمة وحدة عضوية بهذا المعنى."([7])
وكما يرى الدكتور محمد زكى العشماوى أننا لا نستطيع أن نأخذ من رأى الدكتور طه حسين تعميما، فنزعم أن فى القصيدة العربية القديمة وحدة عضوية،فأننا كذلك لا نستطيع أن نأخذ من رأى الدكتور محمد غنيمى هلال تعميما فنزعم أن القصيدة العربية القديمة خالية من الوحدة الموضوعية.
و لكى نستطيع الوصول إلى معرفة احتواء أو خلو القصيدة العربية القديمة من الوحدة الموضوعية علينا أن نتتبع نشأت وتطور القصيدة، فيذكر لنا ابن خلدون عن بداية القصيدة فى مقدمته" ويظهر لنا أن البداية كانت أبياتا قليلة يقولها الرجل منهم فى خطب نزله أو ملمة ألمت به، ولم تقصد القصائد إلا فى عهد عبد المطلب، وهاشم بن عبدمناف،أى قبل الإسلام،بقرن ونصف من الزمان على وجه التقريب" ([8])
لذا كانت بداية القصيدة الجاهلية غالبا لا تتناول غرضا،أو موضوعا واحداً، بل عدة موضوعات وأغراض،إلا أنه قد يكون بعضهابمثابة تمهيد للآخر،فقد تبدأ ببكاء الاطلال والنسيب،ثم وصف الرحلة، ويخلص الشاعر من ذلك إلى الغرض الرئيسى وكثيرا ما يكون المدح .
ويرجع ابن قتيبه تعدد الموضوعات إلى عوامل نفسية وبيئية،فيقول " وسمعت بعض أهل الأدب يذكر أن مقصد القصيدة إنما ابتدأ فيها بذكر الديار والدمن والآثار،فبكا وشكى،وخاطب الربع،واستوقف الرفيق، ليجعل ذلك سببا،لذكر أهلها الظاعنيين عنها.إذ كان نازلة العمد فى الحلول والظعن،خلاف نازلة المدر،لانتقالهم من ماء إلى ماء،وانتجاعهم الكلأ،وتتبعهم مساقط الغيث حيث كان،ثم وصل ذلك بالنسيب،فشكا شدة الوجد،وألم

الفراق،وفرط الصبابة والشوق،ليميل نحوه القلوب،ويصرف إليه الوجوه،ويستدعى به إصغاء الأسماع إليه،لأن التشبيب قريب من النفوس لائط بالقلوب، لما قد جعل الله فى تركيب العباد من محبة الغزل،وإلف النساء،فليس يكاد أحد يخلو من أن يكون متعلقا منه بسبب،وضاربا فيه بسهم حلال أو حرام.فإذا علم أنه استوثق من الإصغاء إليه،والاستماع له،عقب بإيجاب الحقوق،فرحل فى شعره،وشكا التعب والسهر،وسرى الليل،وحر الهجير،وانضاء الراحلة والبعير،فإذا علم أنه قد أوجب على صاحبه حق الرجاء،وذمامة التأميل،بدأ فى المديح فبعثه على المكافأة وعزه للسماح،وفضله على الأشباه.([9])
ويتبع ابن قتيبه،ابن رشد حيث يقول" للشعراء مذاهب فى افتتاح القصائد بالنسيب؛لما فيه من عطف القلوب واستدعاء القبول بحسب ما فى الطباع من حب الغزل،والميل إلى اللهو……وإن ذلك استدراج إلى مابعده" ([10]).
وإذا كانت هذه الأقوال تهدف إلى غاية واحده هى الاتجاة إلى المخاطب ومحاولة التأثير فيه ، فإن ثمة أراء أخرى ترى أن المقدمه تعبر عن نفسية الشاعر حين إنشائها ؛ فعندما يسيطر عليه غرض خاص،يخيم عليه جو يناسب هذا الجو،فيكون فرحا، إن كانت القصيدة فرحة،وحزناً إن كانت حزينة ، ومفتخرا إن كانت فخراً ، ومعاتنا إن كانت عتاباً.
و مما ينبغى الالتفات إليه إدراك أن الوحدة الموضوعية تتحقق بمراعاة مقتضى الحال،أى الغرض الأساسى من القصيدة ، ولذلك سمى القدامى موضوعات الشعر أغراضاً ، لأنها المقاصد الأولى للمتكلمين ، فلا بأس إذن أن يحشد الشاعر أفكاراً ثانوية،كالحكم والأمثال المعبرة عن معان منسجمة مع السياق.
فليست وحدة الموضوع أن يكون النص مديحا أو رثاءً أو غزلاً فحسب،بل ان يراعى القائل المناسبة،فإذا رثى بكى صاحبه وذم الدنيا وحث على الزهد وإن مدح قائداً وصف المعركة وهجا الخصم.
" ومهما يكن من أمر، فهذا الشكل الفنى لم يكن السمة العامة لكل القصائد التى وصلت إلينا عن العصر الجاهلى،فقد لوحظ أن بعض قصائد شعر هذا العصر،خاصة قصائد الرثاء،كانت تدور غالبا،حول موضوع واحد،هو إظهار التفجع على الميت،وتأبينه،وهذا يفسر لنا سر إفراد ابن سلام فى كتابه طبقات فحول الشعراء،المراثى عن غيرهم من الشعراء العرب،وجعلهم طبقة قائمة بذاتها."([11])
" ثم إن بعض المعلقات،لم تبدأ ببكاء الأطلال،بل بالحديث عن الخمر والشراب مثل معلقة عمرو بن كلثوم التى استهلها بقوله
ألا هبى بصحنك فاصبحينا ولا تبقى خمور الأندرينا".([12])
ويضاف إلى ذلك هذه القصائد التى تدور حول الفخر والنسيب ، وهما يعدان موضوعاً واحداً،فالشاعر الذى يتغزل كان عليه أن يقرن ذلك بالحديث عن نفسه ، وكرمه وشجاعته ليبين لمحبوبته أنه أهل لها.
وقد زخرت كتب المختارات الشعرية،كالمفضليات والأصمعيات،وحماسة أبى تمام،بكثير من هذه القصائد والمقطوعات،التى كانت تدور غالباً،حول موضوع واحد.
ومما يرجح إحتواء معظم القصائد القديمة على الوحدة الموضوعية،أنها كانت أساساً للحكم على جيد القصيد،فيقول ابن قتيبه " وتتبين التكلف فى الشعر،بأن ترى البيت فيه،مقرونا بغير جاره،ومضموماًإلى غيرلفقه،ولذلك قال عمرو بن لجأ لبعض الشعراء:أنا أشعر منك،قال وبم ذلك،فقال لأنى أقول البيت وأخاه،وأنت تقول البيت وابن عمه.
وقال عبد الله بن سالم لرؤيه:مت يا أباالجحاف إذا شئت،فقال رؤيه،وكيف ذلك، قال:رأيت ابنك عقبه ينشد شعراً له أعجبنى،فقال رؤيه نعم،ولكن ليس لشعره قران،يريد أنه لايقارن البيت بشبهه."([13])
ومما يؤكد أن الوحدة الموضوعية كانت من أهم الأسس التى تقيم بها القصائد العربية القديمة،قول ابن طباطبا العلوى " وأحسن الشعر ما ينتظم القول فيه انتظاماً يتسق به أول مع آخره،على ماينسقه قائله،فإن قدم بيتاًعلى بيت دخله الخلل،كما يدخل الرسائل إذا نقص تأليفها."([14])، وقوله بعد ذلك " يجب أن تكون القصيدة كلها،ككلمة واحدة فى اشتباه أولها بآخرها،نسجاًوفصاحة وجزالة ودقة معان،وصواب تأليف،ويكون خروج الشاعر من كل معنى يصيغه إلى غيره من المعانى خروجا لطيفاً…….، حتى تخرج القصيدة كأنها مفرغة إفراغاً….،لاتناقص فى معانيها،ولا وهى فى مبانيها،ولا تكلف فى نسجها".([15])
ويؤيد الحاتمى ابن قتيبه وابن طباطبا فى الحكم على جودة القصيدة بارتباط اجزائها فيقول " مثل القصيدة مثل الأنسان فى اتصال بعض أعضائه ببعض،فمتى انفصل واحد عن الآخر وباينه فى صحة التركيب،غادر الجسم ذا عاهة تتخون محاسنه،وتعفىّ معالمه،وقد وجدت حذاق المتقدمين،وأرباب الصناعة من المحدثين،يحترسون فى مثل هذا الحال احتراساً يجنبهم شوائب النقصان،ويقف بهم على محجة الأحسان،حتى يقع الاتصال‘ويؤمن الانفصال،وتأتى القصيدة فى تناسب صدورها وأعجازها،وانتظام نسيبها بمديحها،كالرسالة البليغة،والخطبة الموجزة،لاينفصل جزء منها عن جزء. وهذا مذهب اختص به المحدثون لتوقد خواطرهم،ولطف أفكارهم،واعتمادهم البديع أفانينه فى أشعارهم،وهو مذهب سهلوا حزنه،ونهجوا دارسه،فأما الفحول الأوائل ومن تلاهم من المخضرمين والإسلاميين،فمذهبهم التعالم عن كذا إلى كذا،وقصارى كل أحد منهم وصف ناقته بالعتق،والنجابة،والنجاء،و أنه امتطاها فادرع عليها جلباب الليل،وربما اتفق لأحدهم معنى لطيف يتخلص به إلى

غرض لم يعتمده إلا أن طبعه السليم،وصراطه فى الشعر المستقيم،قد نُفى تباره،وأوقدباليقاع ناره". ([16])، ويسوق الحاتمى نموذجـــاً
قول النابغة الذبيانى :
فكفكـت منى عبـرة فـرددتـهـــا على النحر منها مستهل ودامـع
على حين عاتبت المشيب على الصـبا وقلت ألما أصـح والشيب وازع
و قـد حـال هـمُّ دون ذلـك شاغـلُ مكان الشغافِ تبتغيه الأصـابـع
وعيدُ أبى قابـوس فـى غيـر كنهـه أتانى ودونى راكس فالضـواجع
هذا كلام متناسب تقتضى أوائله أواخره،ولا يتميز منه شىء عن شىء
أتانى ، أبيت للعــن ، أنـك لمتنـى وتلك التى تستكُّ منها المسامــع
مقالة أن قـد قـلـت سـوف أناله وذلك مـن تلقـاء مثلـك رائـع
ولو توصل إلى ذلك بعض الشعراء المحدثين الذين واصلوا تفتيش المعانى،وفتحوا أبواب البديع،واجتنبوا ثمر الآداب وفتحوا زهر الكلام،لكان معجزاً عجبا،فكيف يجاهل بدوى إنما يغترف من قليب قلبه،ويستمد عفو هاجسه".([17])
ومهم يكن من أمر،فإن القدماء المحافظين،والمحدثين المجددين،من أسلافنا الشعراء والنقاد العرب،قد انقسموا على أنفسهم حيال الشكل الفنى للقصيدة،فبينما تمسك المحافظون بالشكل الفنى،الذى ورثته القصيدة عن العصر الجاهلى،ثار المجددون عليه،وطالبوا الشعراء بخلق نوع من الوحدة المعنوية،بين أبيات القصيدة ، متأثرين فى هذا بالخصائص والسمات الفنية لبعض فنون النثر العربى،كالخطابة والرسائل.
وقد أشار ابن رشيق القيراونى إلى المذهبين،رافضاً مذهب المحدثين،متعللا فى ذلك بأنه لايناسب الشعر الغنائى،ولكنه يناسب الفن القولى الذى يعتمد على السرد أو الحكاية،وهذا لا يتحقق،إلا فى النثر،والشعر القصصى،يقول" ومن الناس من يستحسن الشعر مبيناً بعضه على بعض،وأنا استحسن أن يكون كل بيت قائما بنفسه،لايحتاج إلى ماقبله،ولا إلى مابعده وما سوى ذلك،فهو عندى تقصير،إلا فى مواضع،معروفة مثل الحكايلت وما شاكلها،فإن بناء اللفظ على اللفظ،أجود من جهة السرد".([18])
ولعل تقسيم حازم القرطاجنى للقصيدة العربية القديمة،يوضح لنا تسلسل الوحة العضوية،فيقول الدكتور جابر عصفور فى كتابه مفهوم الشعر دراسة فى التراث النقدى " الوحدة ـ عند حازم ـ هى (( وحدة التسلسل)) التقليدية التى يقضى فيها موضوع إلى آخر،أو يفضى فيها غرض إلى غرض،بعلاقة شكلية هى ((التخلص والاستطراد)) بحيث تتركب القصيدة ـ فى النهاية ـ من أقسام أساسية، يصل ما بينها تلطف فى الأنتقال من قسم إلى قسم،وبحيث يتركب كل قسم من مجموعة من الفصول،تطول أو تقصر،لكنها يتسلسل فى تدرج حتى يكتمل الغرض،فيكتمل القسم،ثم توصل وصل تخلص بالغرض التالى،حتى نصل إلى الخاتمة. وإذا كان القسم مساوياً للغرض فإن ((الفصل )) يساوى الفكرة الجزئية التى يقدمها بيتان أو أكثر. وعلى هذا الأساس،يمكن القول إن القصيدة ـ عند حازم ـ تتكون من أغراض أساسية،يتفرع كل غرض منها إلى مجموعة من الفصول،تتسلسل فيما بينها بعلاقة تناسب،شبيهة بالعلاقة التى تصل حبات العقد. وتشبيه القصيدة بالعقد تشبيه يشى بالعلاقة بين الفصول،بحيث يصبح لكل فصل استقلاله فى المعنى والمبنى كحبة العقد سواء بسواء،يمكن أن تنفصل الحبة الواحدة عن النسق،فلا تفقد كثيراً من خصائصها المستقلة،وإن أخل انفصالها ـ نوعاً ـ بتماسك العقد وتناسبه. وفرق كبير بين هذا الفهم ومفهوم الوحدة العضوية عند أرسطو،على الأقل على نحو ما يقدمه الشراح المحدثون." ([19]). ولكن هذا الفرق لايلغى أهمية التناسب حتى فى (( وحدة الأغراض ))،كل ما يحدث أنه يحدد التناسب ويجعله قائماً بين عناصر متغايرة،لكل عنصر منها استقلاله الموازى لتجاوبه مع بقية العناصر على السواء. وعلى هذا الأساس،يمكن أن نقول ـ مع حازم ـ إن هناك قصائد متصلة العبارة متصلة الأغرض،وتلك هى التى يكون لآخر كل فصل من فصولها علقة بأول الفصل الذى يتلوه،من جهة الغرض ومنجهة العبارة على السواء،وذلك " بان يكون بعض الألفاظ التى فى أحد الفصلين يطلب بعض الألفاظ التى فى الآخر من جهة الإسناد والربط."([20])
وطالما أننا بصدد الحديث عن الوحدة الموضوعية فى القصيدة العربية القديمة،فلا يمكن لنا أن نتجاهل البيئة والطبيعة الجغرافية،من حيث الحياة الاجتماعية والاقتصادية،وما كان يسود هذه الحياة من تقاليد وماينتشر فيها من قيم،هذه العوامل حددت شكل القصيدة العربية القديمة فى بنائها وصياغتها وألوان التفكير.
لم يعرف العربى حياة الأستقرار، فحياة الجفاف والجدب،هى التى حددت القيم الأخلاقية عند العرب،فالعربى كان يشعر بالضعف أمام قوة الطبيعة وقسوتها تفرض عليه تقديس القوة والبسالة وجعلهما مبدأ من مبادىء السيادة عند العرب،وسيطرة غريزة التغلب على الحياة ومقاومة قسوتها فكانت المحرك الأساسى لذهن العربى وتصرفاته وسلوكه،فلم يتوقف التعبير عن هذا الصراع فى شعر الحرب،كما تجده فى شعر الغزل والفخر والهجاء والوصف،فنغمات الحماسة فى القصيدة الجاهلية لاتتوقف مهما كان غرضها الشعرى أو مناسبتها،ونستطيع أن نرى ذلك واضحاً فى معلقة امرى القيس المشهورة حين يقول :
" وبيضـة خـدرلايـرام خبـاؤها تمتعت من لهـو بـها غير معـجل
تجاوزت أحراساًإليها ومعشــراً علـى حراصـا لـو يسرون مقتلى
إذا ما الثريا فى السماء تعرضـت تعـرض أثنـاء الوشاح المفصـل
فجئت وقد نضت لنوم ثيابهـــا لـدى الستـر إلا لبسة المتفــضل
فقالـت:يمين الله مالك حيلـــة وماإن أرى عنك الغـوايـة تنجلـى
خرجت بها أمشى تجر وراءنــا على أثرينا ذيـل مرط مرحـــل
فلما أجزنا ساحة الحـى وانـتحى بنا بطن خبت ذى حقاف عـقنقـل
هصرت بفودى رأسهـا فتمايلـت على هضـيم الكشح ريا المخلخـل
فالشاعر برغم ان المجال هو الغزل الا أننا نرى التباهى بالقوة والاعتداد بالنفس واقتحام المخاطر والصراع من أجل الذات،فامرؤ القيس لايزور عشيقته،وإنما يصور نفسه يقتحم الحصون ويخوض المعارك مع هؤلاء الحراس الذين يحيطون ببيتها ،ويشق طريقه بين صفوفهم،كل هذا يجعل الأبيات ينتشر بها أنغام الحماسة وروح البطولة،فالقصية تتنوع فيها الأغراض الشعرية من غزل وفخر ووصف،إلا أننا لانستطيع أن ننكر ما بها من وحدة موضوعية.
ولعل ذلك يذكرنا برأى الدكتور محمد غنيمى هلال الذى ينكر وجود الوحدة الموضوعية فى القصيدة العربية القديمة، فهل معلقة امرىء القيس لا تتطلب الاثر فى سامعه،وهل الأجزاء التى تندرج فى إحداث هذا الأثر لا تتمشى مع بنية القصيدة،ولا تتحرك بها إلى الأمام لإحداث الأثر المقصود منها،عن طريق التتابع المنطقى وتسلسل الأحداث والأفكار التى تساعد على توكيد الأثر المراد؟
وهل ما ذهب إليه الدكتور محمد زكى العشماوى " أن وحدة الشعر هذه كانت نتيجة طبيعية لوحدة الفكر والصراع والشخصية الإنسانية لاتعنى أن القصيدة الشعرية القديمة ذات وحدة عضوية. فالفرق كبير بين وحدة الفكر التى تنبعث من حياة ذات أبعاد خاصة،وبين وحدة القصيدة التى هى تجسيد للحظة شعورية وموقف نفس واحد".([21])
ونحن نقوم بسرد الآراء يطالعنا رأى الدكتور إحسان عباس حيث يقول "وإذا كان بعض نقادنا،الذين يمثلون فى عصرهم،الإتجاه الحديث فى نقد الشعر،يطالبون بوحدة معنوية داخل القصيدة،فلاينبغى أن يفهم من ذلك،أن هذه الوحدة المعنوية،هى الوحدة العضوية التى ينادى بها بعض نقاد عصرنا،المتأثرون بقواعد النقد الأوربى الحديث،وأصوله،فالوحدة التى ينادون بها تختلف إختلافاًواضحا عن هذه،فهى وحدة شعرية،أو وحدة مغزى أو موضوع يستكشفه الناقد أثناء تحليله للنزعة الغالبة على القصيدة،ويخضع له جميع ما فيها من عناصر".([22])
" إن أولئك النقاد العرب المعاصرون،الذين يحاولون إخضاع أدبنا لمقاييس النقد الأوربى الحديث،يختلفون فى نظرتهم إلى القصيدة العربية،فبعض مذاهب النقد الحديث،كالرمزية ترى فى تعدد موضوعات القصيدة،وإفتقارها إلى الوحدة العضوية أو المنطقية دليلا على الشاعرية المطبوعة،التى تدرك بفطرتها أن لغة الشعر الوجدانى،غير لغة العلم والفلسفة،وترى أن بسط الأفكار بطريقة منطقية يكسبها صراحة،والمنطق والصراحة من خواص العلم والفلسفة لا من خواص الشعر:إن الشاعر المطبوع،هو الذى يبسط الحوادث النفسية،كما تتولد بصورة طبيعية خالية من ترتيب المنطق وتنظيم العقل".([23])
وكذلك نرى بعض نقادنا يشير إلى أن تعدد موضوعات القصيدة،وتنوع معانيها،يجدد النشاط الذهنى للقارىء، وينفى عنه الملل،ويجعله يتابع الأستماع للقصيدة بشوق ولهفة،وهم بذلك يؤيدون حازم القرطاجنى حين يقول " إن الحذاق من الشعراء ………..، لما وجدوا النفوس،تسأم التمادى على حال واحدة،و تؤثر لانتقال من حال إلى حال،ووجدوها تستريح إلى استئناف الأمر بعد الأمر،واستجداء الشىء بعد الشىء،ووجدوها تنفر من الشىء الذى يناهى فى الكثرة،إذا أخذ مأخذاً واحداً ساذجاً،ولم يتحيل فيما يستجد نشاط النفس لقبوله بتنويعه،والأفتنان فى أنماء الأعتماد به،وتسكن إلى الشىء،وإن كان متناهيا فى الكثرة،إذا أخذ من شتى مآخذه التى من شأنه أن يخرج الكلام بها فى معارض مختلفة،اعتمدوا فى القصائد أن يقسموا الكلام فيها إلى فصول،ينحى بكل فصل منها منحى من المقاصد،ليكون للنفس فى قسمة الكلام إلى تلك الفصول،والميل بالأقاويل فيها،إلى جهات شتى من المقاصد وأنحاء شتى من المآخذاستراحة،واستجداد نشاط،بانتقالها من بعض الفصول إلى بعض،وترامى الكلام بها إلى أنحاء مختلفة من المقاصد،فالراحة حاصلة بها،لافتنان الكلام،فى شتى مذاهبه المعنوية،وضروب مبانيه النظمية."( [24])
ومما سبق نستطيع أن نخرج بعدة نتائج،إذا نظرنا إلى أن القصيدة العربية القديمة لاتتناول غرضاً أو موضوعا واحداً،بل عدة موضوعات وأغراض،فإنما يرجع ذلك إلى أسباب عدة منها نفسية ومنها بيئية مثل:
1- أن تعدد الأغراض قد يكون بمثابة تمهيد للآخر،فحينما يبدأ الشاعر قصيدته يذكر الديار والدمن والآثار،إنما يجعلها مقدمة للتشبيب،الذى يصف فيه شدة الوجد،وألم الفراق،وفرط الشوق،ليميل نحوه القلوب،ويستدعى به إصغاء الأسماع،حيث أن التشبيب قريب من النفوس،ثم يرحل فى شعره بذكر السهر،وحر الهجير،وانضاء الراحلة والبعير،فإذا علم أنه أوجب على صاحبة حق الرجاء،بدأ فى الغرض الأساسى للقصيدة.
2- لما كانت الوحدة الموضوعية تتحقق بمراعاة مقتضى الحال،أى الغرض الأساسى من القصيدة،لذا فأننا نجد الشاعر فى القصيدة العربية القديمة،يحشد أفكاراً ثانوية،كالحكم والامثال المعبرة عن معان منسجمة فى
السياق،مراعياً المناسبة،فإذا رثى ذم الدنيا وحث على الزهد وبكى صاحبه،وإن مدح قائداً هجا الخصم،ووصف المعركة،ومدح الممدوح.
3- إن كثيرا من القصائد وخاصة المعلقات،تدور حول الفخر والنسيب،وهما يعدان موضوعا واحداً،أو تدور حول موضوع واحد،فالشاعر حين يتغزل،عليه أن يبدأ قصيدته بالحديث عن نفسه،وما اشتمل عليه من صفات حميدة،ليقترب إلى قلب محبوبته.
4- أن الوحدة الموضوعية فى القصيدة العربية القديمة،يمكننا ملاحظتها،إذا نظرنا إلى القصيدة من حيث أنها تتركب من أقسام أساسية،يصل ما بينها تلطف فى الأنتقال من قسم إلى قسم،وكل قسم يتركب من مجموعة من الفصول،تتسلسل فى تدرج حتى يكتمل الغرض فيكتمل القسم،ثم توصل وصل تخلص بالغرض حتى نصل إلى الخاتمة،وبذلك استطاع الشاعر القديم،أن يخرج المتلقى من سأم التمادى على حال واحدة،فالنفس تنفر من الشىء الذى يناهى فى الكثرة.
5- إن البيئة الطبيعية والجغرافية من حيث حياة العربى الأجتماعية والأقتصادية،كان يسود هذه الحياة تقاليد وتنتشر بها قيم،حددت شكل القصيدة العربية فى بنائها،فالعربى الذى لم يعرف حياة الأستقرار بسبب الجفاف والجدب،كان يشعر بالضعف أمام الطبيعة وقسوتها،ففرض عليه ذلك تقديس القوة والبسالة،ومقاومة قسوة الطبيعة،فظهر ذلك الصراع فى فنون شعره،فنجد هذا الصراع واضحا فى شعر الحرب،كما نجده فى شعر الغزل والفخر والهجاء والوصف،إلى غير ذلك من الأغراض،ولايعد ذلك خروجاًعن الوحدة الموضوعية فى القصيدة القديمة،بل أن بعض النقاد ذهب إلى إن تعدد أغراض القصيدة،دليلا على الشاعرية المطبوعة التى تدرك بفطرتها أن لغة الشعر الوجدانى غير لغة العلم والفلسفة.
6- أننا لانستطيع أن نغفل أن الشعر العربى القديم،لم ينقل إلينا مكتوبا،وإنما نقلته الذاكرة،فأضاعت منه،وخلطت فيه،ولم تحسن الرواية،فكثر الأضطراب فى هذا الشعر،حتى ظن كثيراً من المحدثين أن هذا الأضطراب طبيعى

والخلاصة:-
==========
إن الحكم على القصيدة العربية القديمة عموما بأنها خالية من الوحدة الموضوعية، فيه غبن لهذا التراث الذى مازالنا حتى الآن نحاول أن نغوص فيه لاستخراج مابه من اللؤلؤ والدر.
وإنه يجب على الباحثين والدارسين للقصيدة العربية القديمة،إلا يفتتنوا بالأدب الأوربى الحديث،وألا يتأثروا بقواعد النقد الأوربية وأصولها،فالوحدة المعنوية لاتعنى الوحدة الموضوعية،وعلينا أن ندرك أن مقاييس النقد الأوربى،تختلف أختلافا جوهريا عن مقاييس النقد الأدبى العربى،فالقصيدة العربية القديمة مازالت مجال للدراسة،وسيظل لها أكبر الأثر فى النتاج الأدبى.

المصادر و المراجع:
(1) ابن خلدون (عبد الرحمن بن خلدون المغربى) ـ مقدمة ابن خلدون ـ المكتبة التجارية الكبرى
(2) ابن رشيق القيروانى(أبو على الحسن) ـ العمدة فى محاسن الشعر وآدابه ـ القاهرة 1915
(4) ابن سلام الجمحى ـ طبقات فحول الشعراء ـ القاهرة 1952
(5) ابن طباطبا(محمد بن أحمد) ـ عيار الشعر ـ القاهرة 1956
(6) ابن قتيبه(عبد الله مسلم) ـ الشعر والشعراء ـ دار الكتب العلمية ،بيروت ـ ط 2 ـ 1985
(7) ابو هلال العسكرى ـ كتاب الصناعتين ـ القاهرة 1920
(8) ابى اسحق القيروانى ـ زهرة الأداب وثمر الألباب ـ المطبعة الرحمانية بمصر
(9) إحسان عباس (الدكتور) ـ فــن الشعر ـ بيروت 1959
(10) الزوزنى (أبو عبد الله الحسين) ـ شرح المعلقات السبع ـ بيروت
1963
(11) جابر عصفور(الدكتور) ـ مفهوم الشعر دراسة فى التراث النقدى
الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ 1995
(12) حازم القرطاجنى ـ منهاج البلغاءوسراج الأدباء ـ دار الكتب الشرقية ـ تونس 1966
(13) درويش الجندى(الدكتور) ـ الرمزية فى الأدب العربى ـ مكتبة نهضة مصر بالفجالة
(14) طه حسين(الدكتور) ـ حديث الأربعاء ـ ج 1ـ القاهرة 1962
(15) محمد زكى العشماوى(الدكتور) ـ قضايا النقد الأدبى بين القديم والحديث ـ دار النهضة العربية ـ بيروت
(16) محمد غنيمى هلال(الدكتور) ـ النقد الأدبى الحديث ـ دار نهضة مصر ـ القاهرة 1979

( [1] ) د. محمد غنيمي هلال النقد الأدبي الحديث ، ص 273 .
([2] ) المصدر الســــــــــــــابــــــ ــــق ص 373 ـ 374

([3] ) المصدر الســــــــــــــابــــــ ــــق ص 374
([4] ) المصدر الســــــــــــــابــــــ ــــق ص 375
([5]) د طه حسين حديث الأربعاء ، ج 1 ـ ص 30 ـ 31
([6])المصدر الســــــــــــــابــــــ ــــق ص 32
([7]) د محمد زكى العشماوى قضايا النقد الأدبى بين القديم والحديث ص 123
([8])ابن خلــــــدون انظر مقدمة ابن خلــدون ص 542
([9])ابن قتيبه الشعر والشعراء ص 74
([10])ابن رشيق العمدة فى محاسن الشعر وآدابه ص
([11])ابن سلام طبقات فحول الشعراء ص 169
([12]) الزوزنى انظر شرح المعلقات السبع ص 93
([13]) ابن قتيبه الشعر والشعراء ص 77 ـ 78
([14])ابن طباطبا عيار الشعر ص 126 ـ 127
([15])المصدر الســــــــــــــابــــــ ــــق ص 127
([16])ابى اسحق القيروانى زهرة الأداب وثمر الألباب ج 3 ص 16
([17]) المصــــــــــــــدر الســــــــــــابــــــــ ـــــق ج 3 ص 17
([18])ابن رشيق القيروانى العمدة فى محاسن الشعر وآدابه ، ج 1 ص 261 ـ 262
([19]) د جابر عصفور مفهوم الشعر دراسة فى التراث النقدى ص 372
([20]) حازم القرطاجنى منهاج البلغاء وسراج الأدباء ص 290
([21]) د محمد زكى العشماوى قضايا النقد الأدبى بين القديم والحديث ص 141
([22]) د إحسان عباس فـــــن الشعـــــــــــــر ص 198
([23]) د درويش الجندى الرمزية فى الأدب العربى ص 159
([24]) حازم القرطاجنى منهاج البلغاء ص 295 ـ 296




تعليمية




مشكوووووورة والله يعطيك الف عافيه




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.