يسرني اخوتي ان اقدم بين يديكم هذا المقال الذي سيتناول (( اللغة العربية )) التي اختارها الله عزوجل لتكون وعاءا لكلامه العظيم وكتابه الكريم والمعجزة الخالدة لنبيه الامين تقديم اللغة : ( الفاظ يعبر بها كل قوم عن اغراضهم , وهي من الاوضاع البشرية ) .. اللغة العربية : ( احدى اللغات السامية وهي لغة امة العرب القديمة العهد الشائعة الذكر التي كانت – اول من اطلق عليها هذا الاسم : اللغة العربية فرع من فصيلة كبيرة يطلق عليها (( اللغات السامية )) واول من اطلق مسمى اللغة وهذه التسمية مختصرة مناسبة كما هو الواجب في التسميات الاصطلاحية الا ان العلم يفهم منها شيئا يختلف وتنقسم اللغات السامية الى : – اللغة العربية قبل الاسلام : هذه اللغة كان لها شان قبل الاسلام كما كان لها بعده اخر قبل ان نعرف شانها الثاني يجدر بنا نعرف شانها الاول . لقد نشات هذه اللغة ونمت في عهدها الاول _ أي قبل الاسلام _ وهي ما زالت في حجر امها ( اللغة السامية ) أي قبل انفصالها عن اخواتها الكلدانية والعبرانية والفنييقية واآرامية والاكدية بقسميها البابلي والآشوري ثم فحين حاط الساميون بالجزيرة العربية كان لهذه البيئة اثرها في تلوين لسانهم وامداد لغتهم بالكثير مما لم تضمه بيئتهم الاولى التي خلفوها وراءهم كما كان لمن جاوروهم وخالطوهم من امم وشعوب اثر اخر … واذا كانت الرقعة الجديدة فسيحة ممتدة مختلفة صقعا عن صقع اختلفت لغة هذه القبائل النازحة اليها لغة عن لغة فكان للحجاز لغة واليمن لغة ثم لكل من الحجاز واليمن لغات للانقسام الى قبائل وعشائر وفصائل يضرب بين الكل منها وهاد وجاد ولكل هذه اللغات كلها بالرغم من اختلافها كانت تظل تحت راية واحدة ووحدة جامعة ,(( اللغة العربية )) … – اللغة العربية في ظل الاسلام : كما احدث الاسلام هذه الاضافة المعنوية الجديدة للتعبير عن معان جديدة او جبها التشريع الجديد واو جبتها العلوم الجديدة التي ظهرت بظهور الاسلام منبثقة منه فلقد امات ظهور الاسلام الفاظ الجاهلية التي كانت تسمى العقائد الجاهلية التي اختفت بظهور الاسلام كما كانت تسمى عبادات ماتت بظهور الاسلام ومن ذلك ( المرباع ) وهو ربع الغنيمة الذي كان ياخذه الرئيس ومن ذلك تسميتهم في الجاهلية لمن لا يحج ( صرورة ) الى غير ذلك من الالفاظ والعبارات الاخرى كثيرة ولكن نكتفي بمَ ذكر … اما عن المصطلحات الادارية التي تبعت ظهور الاسلام ك ( الخليفة والوزارة والكتابة والحجابة ) الى غير ذلك ولم يكن حظ المصطلحات العلمية بقليل ولا سيما بعد اتساع الرقعة الاسلامية واظلت الراية الاسلامية حضارات مختلفة ونقل الى العربية كتب عن لغات اخرى في العلوم والفلسفة والدارسون لهذا والمقتصون له يجدون من تلك المصطلحات جملة كبيرة وفي الحق انه لم يكن ثمة شيء له اثره في اللغة العربية اقوى من الاسلام ولا اظهر .. – اثر الاسلام على اللغة العربية واساليبها : لقد كان لظهور الاسلام اثرا, أي اثر في اللغة العربية واساليبها والفاظها وهذا وهذا الامثلاء نفوس المسلمين بروح القران وغرامهم باسلوبه من هنا كان ظهور الفاظ القران واساليبه في لغة المسلمين شعرا ونثرا وكتابة وخطابة ويمكن التعرف على هذا التاثير في شيئين هما الاسلوب والالفاظ ومن اليسير ملاحظته التغير في الاسلوب فما جاء على السنة الكهنة في الجاهلية وبين ما جرى على السنة خطباء الاسلام لمَا بعث به الى فتح مصر ثم تخوف فكتب اليه : " بسم الله الرحمن الرحيم من الخليفة عمر بن الخطاب الى عمرو بن العاص عليه سلام الله تعالى وبركاته اما بعد فان ادركك كتابي هذا وانت لم تدخل مصر فارجع عنها واما اذا ادركك وقد دخلتها او شيئا من ارضها فامضِ واعلم اني ممدك ." اسلوب جاهلي فيه مقومات الجاهلية والاسلوب الاسلامي فيه مقومات الاسلامية ومحاكاة القران الكريم اما التاثير في الالفاظ فهو امر طبيعي اقتضته تلك المعاني الجديدة ومجمل الكلام نقول : – خلد الاسلام اللغة العربية حين نزل القران بلسان عربي مبين وضمن الله تعالى لها الخلود بقوله ( انا نحن نزل الذكر وانا له لحافظون )) الحجر 9 وحفظ القران يستلزم حفظ لغته التي نزل بها . – اثر الاسلام في لغة العرب انه جعلها لغة عالمية غير مقصورة على اقليم معين يحرص كل مسلم على وجه الارض على تعلمها ليقرأبها القران في صلاته . – ومن اثره ايضا انه دقق الفاظها وابعدها عن الجفاء والغلظة كما حول اساليبها الى العذوبة والسلاسة . – نشاة الفصحى : لقد نشات اللغة العربية المشتركة من مكة وام القرى وبلد الله الحرام لظروف دينية وسياسية واقتصادية الظروف الدينية فذلك لان بيئة مكة كانت منذ عهود سحيقة قبل الاسلام بيئة مقدسة يفد اليها العرب من كل فج ليحجوا اليها ويؤدي هذا بالطبع الى اجتماع فريق كبير من العرب في هذه البقعة المباركة ويختلطون باهلها ومن هذا الاختلاط ينشا ما يسمى باللغة المشتركة وليس الامر اصطلاحا شعوريا بين القبائل على اختيار لغة معينة كلفة قريش مثلا لغة مشتركة وانما ذلك الامر لا شعوري كما يحدث للريفي الذي يحضر الى المدينة ويعيش فيها مدة مثلا فانه سرعان ما يتاثر باللهجة المدنية قهرا عنهودون شعور منه هذه القبائل – سبب بقاء العربية : هذا واذا كان قدَر للغة العربية الفصحى ان تعمر الى الآن لا يعنينا انكماشها حينا وانبساطها حينا آخر ولكن يعنينا انها بقيت الى اليوم وبقي لها ظل ممدود فهذا البقاء اذا امعنا فيه النظر لم نجد ولن نجد سببا الا القرآن الكريم محفوظا الى اليوم وسوف يظل الى يوم البعث قال تعالى : ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون )) الحجر آية 9 فالقرآن الكريم هو الذي كان سببا في بقاء اللغة العربية الفصحى اذ ان كل مسلم به مطالب بان يطالعه ويحفظه او يحفظ منه قدرا ولولا القرآن لتشتت اللغة العربية وتجزأت وكانت لغات ولهجات لكل قطر لغته ولهجته كما صارت اليه اللغة اللاتينية بعد ذهاب دولة الرومان فغرق اعلها امما وطوائف ولم يعد للدولة الرومانية ولا للامة الرومانية وجود بعد ذهاب لغتها اللاتينية ومثل ما حدث للرومان حدث للسريان والانباط في الشام انما عن اللغة العربية فقد حفظها القرآن الكريم فحفظ بها بها التفاهم بين المسلمين كافة في السعودية والكويت والمغرب ومصر والعراق والشام واليمن والشام والسودان ودول الخليج العربي وغيرها ولولا بقاء العربية ببقاء القرآن الكريم انتهى المقال واعتذر عن الاطالة مع وافر المحبة والتقدير
|
||
|
|||
نترقب المزيد
بالتوفيق
موضوع مميز ………..واصل