إهداء إلى كل الحراقة الجزائريين

– رحلة النـــــــــــــــــدم –

في منتصف الليــل على هــذه الورقة و بهـــذا القلــــم
أدون اعتــرافاتي و قد زارني كثيـــــر مـــن الألـــــــم
ألــم الشــــوق أحبك يا جزائــــــر و أنا في أشد النـــدم
فكرتـي وهدفــي أن ما وراء البحـــــر جنــــات النعــم
وحلمـي حيـــــاة كريمة و أن أصل إلى أعلى القمـــــم
فأرغمت أمــــي على بيــع مجوهراتها لأحقق الحلــــم
وامتطينــا القـارب ليــــلا في أول يـوم مـن محــــــرم
تلاطـــم الأمواج في الظلمات كدنا أن نكون من العــدم
أخيـــرا و الحمد لله وصلنا و هذا هـو الشيء الأهــــــم
و بعـد أيــام نفــذ مالنـا و لا بطاقــــة لنـا ولا رقـــــــم
نملك فقــــط شهــــادة حــراق أي و اللــه نعــــــــــــم
انهارت نفسيتي وخارت قواي و فشلت الساق والقــدم
واشتقت لأهلي وخلاني وخاصة من حملتني في الرحم
و يعجز اللسان عن وصف حالتي و الله وحده أعلـــــم
كل شيء غريب عني فلا أخلاق ولا مبادئ ولا قيـــــم
بلادي علـــي عزيزة و شعبهـــا أهل الطيب و الكــــرم
الآن بأعلى صوتي أتكلم و أرفـــع يـــدي و أقول القسـم
لن أهجــــرك يا جزائر أبدا لن أغادر إلى باقي الأمـــــم
فمــــن سلك سبيلي هـــــذا فإنــــــــه لنفسه قد ظلــــم
سأعــــــود إليك حــــالا أقبــل ترابـك و أقبـــل العلـــم