قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-:
إن هذه الدنيا كلها تمضي، وكل شيءٍ فيها فإنه عبرة، إن نظرت إلى الشمس تخرج في أول النهار ثم تأفل في آخر النهار وتزول، هكذا وجود الإنسان في الدنيا يخرج ثم يزول.
إن نظرنا إلى القمر كذلك يبدو أول الشهر هلالاً صغيرًا، ثم لا يزال ينمو ويكبر فإذا تكامل؛ بدأ بالنقص حتى عاد كالعرجون القديم.
كذلك إذا نظرنا إلى الشهور تجد الإنسان يتطلع إلى الشهر المقبل تطلع البعيد، فمثلاً يقول: نحن الآن في الشهر الثاني عشر بقي على رمضان ثمانية أشهر فما أبعدها! وإذا به يمر عليها بسرعة، وكأنها ساعة من نهار!
هكذا العمر أيضًا -عمر الإنسان- تجده يتطلع إلى الموت تطلعًا بعيدًا ويؤمِّل وإذا بحبل الأمل قد انصرم، وقد فات كل شيء! تجده يحمل غيره على النعش ويواريه في التراب ويفكر: متى يكون هذا شأني؟ متى أصل إلى هذه الحال؟ وإذا به يصل إليها وكأنه لم يلبث إلا عشية أو ضحاها!
أقول هذا من أجل أن أحمل نفسي وأحمل إخواني على المبادرة باغتنام الوقت، وألا نضيع ساعة ولا لحظة إلا ونحن نعرف حسابنا فيها، هل تقربنا إلى الله بشيء؟ هل نحن ما زلنا في مكاننا؟ ماذا يكون شأننا؟ علينا أن نتدارك الأمور قبل فوات الأوان، وما أقرب الآخرة من الدنيا!
وكان أبو بكر -رضي الله عنه- يتمثل كثيرًا بقول الشاعر:
أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة، وأن يجعل مستقبل أمرنا خيرًا من ماضيه، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
لقاء الباب المفتوح (179/2)
وفيكم بارك الله
بارك الله فيك اخي.اكيد يجب اغتنام الوقت فاذا اصبحت فلا تنتظر المساء . وذا امسيت فلا تنتظر الصباح.فلا تحدث نفسك بامس الذي مضى بخيره وشره ولا الغد الذي لم يات الى الان فقط اليوم الذي اظلتك شمسه وادركك نهاره هو يومك فحسب واجعل عمرك يوم واحد بل ساعة واحدة بل دقيقة واحدة وبعدها تلاقي ربك.فاحرص على ان تقدم فيه صلاة خاشعة وتلاوة بتدبر وتاثر وتامل في ملكوت العلي الكبير واذكر فيه ربك بتذلل وحاسب نفسك على كل شاردة وواردة حتى ولو لم تكن معصوما فمطالب انت بالمحاسبة قبل ان تحاسب واجعل في خلقك حسنا وارضى بما قسم لك الرازق من كريم عيش واعبده كانك تراه فان لم يكن تراه فانه يراك وهيا نفسك لساعة الفزع الاكبر واجابة الملكين ودخول القبر فقد تكون بعد يوم او بعد ساعة او بعد دقيقة بل بعد هنيهة قد حانت ساعة الفراق ومفارقة الرفاق فهل تدبرنا .اللهم اختم بالباقيات الصالحات اعمالنا .
|
كلام سديد ومنهج للحياة رشيد، جزاك الله خير على التذكرة.