أنهم يثبتون لله تعالى ما أثبته لنفسه ، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلى ، لا يتجاوزون القرآن ، والحديث الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . يثبتون الفاظ ذلك ، ويعلمون معناها فى لسان العرب الذي نزل به القرآن ، ويفوضون الكيفية لله تعالى ، لأن الله تعالى قد اختص بها فلم يطلع عليها احدا من البشر .
فهم ينطلقون فى هذا الباب الخطير من أسس شرعية ثابتة ، من لزمها سلم من الانحراف:
وصف الله تعالى بالصفات الواردة فى القرآن والحديث:- أول ذلك : إثبات ما أثبته الله لنفسه ، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم دون زيادة أو نقصان ، لأنه لاأحد أعلم بالله تعالى من نفسه ، كما قال الله تعالى 🙁 قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (البقرة : 140 ) ولا أحد أعلم بالله بعد الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى) (النجم : 3 ) (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) (النجم : 4 )
قال تعالى : (وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) (طه : 110 )
وقال 🙁 هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً) (مريم : 65 )
فمن صفاته تعالى ما نص الله تعالى عليه بقوله: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه : 5 )
فى مواضع من القرآن ، فيستفاد منها : إثبات استواء الله على العرش استواء حقيقيا ، نعرف معناه ، ونجهل كيفيته. معنى الإستواء على العرش:- فمعناه : العلو والإرتفاع . بذا جاء لسان العرب واتفق على هذا المعنى أهل السنة والجماعة. عدم معرفة كيفية الإستواء: – أما كيفية هذا الإستواء فلا يعلمه إلا الله وحده لاشريك له . ذكر صفة السمع والبصر: – ومن ذلك – أيضا- قول الله تعالى : ( إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) (النساء : 58 )
فيستفاد من الآية ونحوها : إثبات صفة السمع لله . والسمع فى لغة العرب : إدراك الأصوات . فنثبت لله تعالى سمعا يدرك به الأصوات لا يشبه شيئا من خلق الله ، ونفوض كيفية ذلك لله تعالى ، فلا نقول : كيف يسمع ؟ ولا نخوض في ذلك ، إذ لم يطلعنا تبارك وتعالى عليه ، بل أستأثر جل وعلا بعلمه. معنى صفة البصر : – وهكذا البصر : إدراك المرئيات . كما ثبت فى صحيح مسلم عن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه قال :
" إن الله لاينام ، ولاينبغي له ان ينام ، يخفض القسط ويرفعه ، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل التهار قبل عمل الليل. حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه". فنثبت لله بصرا حقيقا يدرك جل جلاله به المبصرات، إلا ان كيفية هذا البصر لانعلمه
، وإنما نعلم ماعلمنا الله بقوله 🙁 لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) (الشورى : 11 ) فهذه أمثلة من طريقة أهل السنة فى اسماء الله تعالى .
للامانة الموضوع منقول
أسأل الله أن يجعل ما تنقلين إلى قسم العقيدة من مواضيعٍ طيِّبة في ميزان حسناتكِ..بوركتِ.
معنى الإستواء على العرش:-
فمعناه : العلو والإرتفاع . بذا جاء لسان العرب واتفق على هذا المعنى أهل السنة والجماعة. عدم معرفة كيفية الإستواء: – أما كيفية هذا الإستواء فلا يعلمه إلا الله وحده لاشريك له . |
ومعناها :
معلوم: أي: معناه في لغة العرب ، ومن ظن أن معنى " معلوم " أي: موجود مذكور في القرآن فهو جاهل كما قال شيخ الإسلام رحمه الله " مجموع الفتاوى" ( 5/149) و (13/309).
الكيف مجهول : فيه اثبات الكيف لكنه مجهول بالنسبة لنا .
والإيمان به واجب : الإيمان بالكيف .
والسؤال عنه بدعة : أي : السؤال عن الكيف .
تخريجها :
رواه اللالكائي في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " (3/441) والبيهقي في "الأسماء والصفات " (ص 408) وصححه الذهبي وشيخ الإسلام والحافظ ابن حجر .
انظر : " مختصر العلو" (ص 141) ، " مجموع الفتاوى(5/365) ، " فتح الباري " (13/501) بألفاظ متقاربة ومعنى متحد.
والله أعلم
جزاك الله كل خير