العين حق فكيف يتقي الإنسان من العين يا فضيلة الشيخ؟
فأجاب رحمه الله تعالى:
العين حق ولا شك فيها،ولكن للعين أشياء تقي منها، دافعة ورافعة.
أما الأشياء الدافعة للعين:فأن يكثر الإنسان من الأوراد التي جاءت بها السنة،مثل قراءة آية الكرسي،والآيتين من آخر سورة البقرة،وقل هو الله أحد،وقل أعوذ برب الفلق،وقل أعوذ برب الناس.
ومنها:إذا رأى أحداً يخاف عينه يقول:{اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم}.
ومنها:إذا كان الإنسان من الذين يؤذون الناس بعينه،أي:إذا كان عائناً،فإنه إذا رأى ما يعجبه يُـبَرِّك عليه فيقول:تبارك الله عليك،وما أشبه ذلك.
أما معالجة العين بعد وقوعها-وهو دفعها-فله أسباب:
منها:القراءة على الشخص المصاب بالعين.
أما إذا عرف من أصابه بالعين: فليفعل ما أمر به النبي – صلى الله عليه- العائن:
أن يغتسل أو يتوضأ،ويؤخذ ما تناثر من مائه ويصب على المصاب،ويسقى المريض،أو يصب على رأسه وعلى ظهره حتى يشفى.
وهناك بعض الناس يُـتَّهم بأنه أصاب أخاه بالعين إما لكلمةٍ قالها أو قرينةٍ تدل على ذلك،فيأتي إليه المصاب أو أهله يطلبون منه أن يستغسل بالوضوء أو بالغسل،فينفر منهم ويسبهم ويشتمهم ويأبى أن يطيع،وهذا خطأ؛لأنه ربما يكون الأمر واقعاً،فإن كان واقعاً حصل دفع الأذية التي حصلت منه بفعله بنفسه،وإن لم يكن واقعاً فإنه لا يضره؛لأنه إذا لم يشف المريض بذلك علم أنه لم يصبه بالعين،وإذا شفي بذلك علم أنه أصابه وسلم من أذية أخيه ومن العقوبة التي تترتب على ذلك إذا كان هو الذي أصابه،وهذا لا يضره.لكن بعض الناس-والعياذ بالله-تأخذه العزة بالإثم ويأبى يقول:أنا عائن؟! أنا نحوت؟! كما باللغة العامية وما أشبه ذلك،وهذا خطأ.
انفع أخاك:إن كانت العين منك فتكون قد تخلصت منها وشفى الله صاحبك،وإن لم تكن منك فإنه لا يضرك،يعني:إذا لم تكن منك لم ينفعه ما أخذ منك،وحينئذٍ يعرف أنك بريءمن العين.
من فتاوى نور على الدرب للإمام العثيمين
وقال رحمه الله في كتابه/ القول المفيد:
وهناك طريقة أخرى للعين ولا مانع منها: وهي أن يؤخذ شيء من شعار العائن، أي: ما يلي جسمه من الثياب، كالثوب، والطاقية والسروال، وغيرها، أو التراب إذا مشى عليه وهو رطب، ويصب على ذلك ماء يرش به المصاب أو يشربه، وهو مجرب.