زخّات المطر تهاجم نافذتي….أقف….أشعر أنّ ثمّة لغة يريد المطر أن يقولها
أنظر إلى العالم ….أرى كلّ شيء(يسيل) ….(يفلت)….(ينساب) كحبّات المطر
أفهم لحنه….أفهم ما يريد قوله….لم أعلم أنّ المطر قاسٍ بهذه الصّورة!
أعود إلى أقرب(خواء) فأتهالك فيه….أجترّ الذكرى!
تتابعت حلقات الزمن , حاملة كل شيء , حاملة الوجوه….الأماكن….لكنّ الكلّ قد فقد معناه!
يتتابع الزمان حاملاً كل ذلك كـ(مرآة) تسافر عليها الوجوه….لكنّها لا تنبع بالحياة!
هكذا ( أنا) في هذا البعد المترامي. أجهد في لقاء كل شيء يذكّرني بكِ , كل وجه , كل مكان ,
كل زهرة حملت شذى الذكرى , لكنّ الجميع يفلت منّي , يرحل من بين يديّ , يفقد سماته كظلال الأشياء!
كيف رحلت الملامح؟
كيف تبخّر الشّذى وتلاشى في فضاء كبير؟
غدت حياتي ليلاً طويلاً , يجثم عليّ كمرض خبيث , وأصبحت لحظاتي مجرّد(حشرجة) تقطع أنفاسي……أنفاسي التي تبحث عنكِ
والألفة ترحل من حواليّ , ولم أعد أعرف أحداً , أبحث عن ملامح الوجوه والأماكن , فلا تلمس يدي سوى(اللاشيء)…..
ونظراتي ترتد حاسرة , ميتة , لا تحمل شيئاً من نبض الحياة!
حتى الحلم أوصد الليل بابه في وجهه….وغدا طيراً يرفرف بحثاً عن عش هادىء فلا يجده!
وأصبحتُ ( غريباً ) حتّى (عليّ) أنا!!
وأنا في هذا الفراغ الكبير أتلمّس طريقي…أبحث عن سبيل تحمل أقدامي المجهدة….
عن نجم يمسك بعينيّ بكل رفق , ليقود نفسي التائهة في هذا الخواء…ليخرجها من هذا القبر الكبير…
لكنّ الظلام يتّسع , والفجوة الداكنة تزحف نحوي لـ(تبتلعني)…وكل شيء يغدو أكثر (غربة)….وأرجاء القبر تضيق….اشعر بخنقها يتسلّل بعنف…
ويأتي (صوتكِ) ….كنور الفجر…كدفء الحب…كطعم الحياة….فيشرق(قلبي)
ويرفرف طائراً كالأمل….
وأنا أصيخ القلب إلى هذا اللحن الذي أضاء لي هذا العالم….
وما إن أتلفّت حولي….حتى تصعقني الحقيقة المروّعة…..
أنّكِ يا (شمسي) لستِ معي….
….أنّكِ هــــنــاك..
فيعود كل شيء…
….قاتلاً…. هذه المرّة ….
وأسقط (ضحيّة)….مرّة أخرى!
يعطيك العافيــــــة
دمت مبدعة