التصنيفات
العقيدة الاسلامية

كيفية التحقق من رؤية النبي في المنام

كيفية التحقق من رؤية النبي في المنام


السؤال: من رأى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المنام هل يكون رآه على حقيقته؟ وما يدريه أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريه أنه هو حيث لم يره في حياته؟

الجواب: إنه بعد أن يثبت أنه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام لا يكون هو في منامه متوهماً، وإنما هو على بصيرة بما يقول، فلا شك أنه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام.

وسؤال السائل: ما يدريه وهو ما رأى الرسول في حياته؟
الجواب: إنه ليس كل من ادعى أنه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام يقال: إنه رأى الرسول في المنام حقاً، وإنما إذا كانت الأوصاف التي رآها في المنام على الشخص الذي يدعي أنه رأى الرسول مطابقة لما ورد في كتب الحديث من شمائل الرسول؛ حينئذٍ نقول: رؤياه حق، أما إذا رأى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأوصاف وشمائل تخالف الشمائل النبوية، فحينئذ يكون لم يرَ الرسول عليه الصلاة والسلام، فأظن أن السائل مستشكل أنه يسمع كل من رأى الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام فقد رآه حقاً. لا، إنما فيها تفصيل، من رآه مطابقاً لأوصافه وشمائله فقد رآه، وإلا فلا، وعلى هذا التفصيل يجب أن نفهم قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (من رآني في المنام فقد رآني حقاً، فإن الشيطان لا يتمثل بي)
بعد ذلك تسأل الرائي وتقول له: من فضلك، صف لنا الرسول عليه الصلاة والسلام؟ مثلاً كيف كانت لحيته؟ سيقول لك: بيضاء مثل القطن، فهذا ما رأى الرسول عليه السلام؛ لأن الرسول ما شاب.
وجاء في صحيح البخاري وغيره: (أنه كان في لحيته عشر شعرات أو إحدى عشرة شعرة بيضاء فقط) فإذا قال الرائي: أنا رأيت لحيته بيضاء بالمرة، نعرف يقيناً أنه ما رأى الرسول عليه الصلاة والسلام؛ وإلا فما فائدة قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث: (فإن الشيطان لا يتمثل بي) هل هذا الشيطان الذي أوهم الرائي في المنام أنه الرسول وأنه شايب؟ والرسول غير شايب، إذاً: ما تشبه بالرسول عليه السلام.
كيف رأيته، قاعداً أم ماشياً أم جالساً؟ فيجيب: رأيته ماشياً. ونسأله: كيف مشيته؟ يقول: مشي رافعاً عنقه. فهذا ليس هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، لماذا؟ لأن من شمائله وأوصافه أنه كان إذا مشى فكأنما ينصب من صبب عليه الصلاة والسلام، كان قوياً، وكان يسبق أقوى الرجال …إلخ، فإذا كان الرائي يصف أوصاف الرسول عليه السلام التي رآها في شخصه في المنام، فطابقت أوصاف الرسول عليه الصلاة والسلام التي رواها أصحابه الكرام، فتكون الرؤيا حق، وإلا فلا.
ونستحضر بعض حالات للرائي: كل من ادعى بأنه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام؛ فإما أن يستطيع أن يصفه وأن يكون في ذهنه أوصاف الرسول عليه الصلاة والسلام، أو في ذهنه أنه هو فعلاً رأى الرسول عليه الصلاة والسلام، ويستطيع أن يصف أوصافه، أو ليس في ذهنه، كثير من الناس -وأنا منهم- يرى رؤيا، أي رؤيا، وفي الصباح تتبخر من ذهنه وكأنه ما رأى شيئاً، فأنا رأيت، لكن كيف؟ لا أدري، القضية ضائعة عليّ تماماً. فإذاً: الرائي للرسول عليه السلام هو بين حالة من حالتين:
الحالة الأولى: وفيها حالتان: إما أن يستطيع أن يصف، أو لا يستطيع أن يصف، إما بنسيان، أو ما رأى في الحقيقة الصورة واضحة، مثلاً: قيل له في المنام: هذا الشخص الماشي أمامك هو الرسول عليه السلام، أو الواقف أمامك، ولم يرَ وجهه -مثلاً- فإذا كان لا يستطيع أن يصف فلا نقدر أن نقول له: أصبت أو أخطأت، الله أعلم، هذه الحالة الأولى.
الحالة الثانية: يستطيع أن يصف؛ لأنه رآه فعلاً كما تقدم في التفصيل السابق، فإذا وصفه أوصافاً مطابقة لأوصافه عليه السلام، وما هو معروف في كتب الحديث والسنة؛ فهي رؤيا حق (.. فإنه رآني حقاً، فإن الشيطان لا يتمثل بي) وإذا جاءت الأوصاف مخالفة فهي -كما علمتم- ليست الرؤيا التي عناها الرسول عليه السلام. ……

للشيخ الالباني رحمه الله
مفرعة من شريط مقتطفات من السيرة الشريط الثالث




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معلومات قيمة جزاكم الله خيرا

اللهم بلغنا رئيت نبيك صلى الله عليه وسلم في المنام لانو نخاف ان لا نرزق رئيته في الاخرة




شكرا لك اخي وبارك الله فيك على جلبك القيم والمميز
تحياتي




تعليمية




اقتباس:
إنه ليس كل من ادعى أنه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام يقال: إنه رأى الرسول في المنام حقاً، وإنما إذا كانت الأوصاف التي رآها في المنام على الشخص الذي يدعي أنه رأى الرسول مطابقة لما ورد في كتب الحديث من شمائل الرسول؛ حينئذٍ نقول: رؤياه حق

بارك الله فيكم




بارك الله فيك .

واني والله رئيت النبي في منامي

انه النور بعينه يا رجل

انه اجمل ما رئيت في حياتي




والني الكريم ليس به شيب صلى الله عليه وسلم

ولحيته ماهي طويلة ولا قصيرة هي متوسطة

وهو صلى الله عليه ةسلم ابيض البشرة الطاهرة

يرتدي عمامة بيضاء صلوات ربي عليه وسلامه

هو النور بعينه الف صلاة وسلام عليه ..

كلمني كلا م لم اسمع اجمل ولا الطف ولا احلى من كلامه في حيالتي صلى الله عليه وسلم

هدا ما رئيت احوتي …….والعلم عند الله ……




التصنيفات
منتدى الطلبات والبحوث الدراسية للتعليم الابتدائي

نبذة عن مولد النبي صل الله عليه وسلم

ولد رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم يوم الاثنين 12 من ربيع الأول عام571 في مكة , ولد يتيم الأب و ماتت أمه آمنة بنت وهب وعمره 6 سنوات فكفله جده أبو طالب الذي توفي بعد عامين فكفله عمه عبد المطلب الذي كن يحبه و يعطف عليه ……………….. .
الجزء1




بارك الله فيك

صل الله على سيدنا وحبيبنا محمد صل الله عليه وسلم

ملاحظة : لا يصح كتابة " ص " مكان صل الله عليه وسلم

موفقة ايتها التلميذة النشيطة




جزاك الله خيرا.




بارك الله فيك أختي الفاضلة على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[خطبة جمعة] ۞ الإيمان بحوض النبي صلى الله عليه وسلم ۞ لفضيلة الشيخ د. عبد الله بن عبد

تعليمية تعليمية
[خطبة جمعة] ۞ الإيمان بحوض النبي صلى الله عليه وسلم ۞ لفضيلة الشيخ د. عبد الله بن عبد الرحيم البخاري -حفظه الله تعالى-

تعليمية

تعليمية

تعليمية
حفظه الله تعالى ورعاه، وثبته على الإسلام والسنة، وجزاه عنا خير الجزاء

تعليمية

خطبة ألقاها فضيلته في «جامع الرضوان» بالمدينة يوم الجمعة الموافق 20 جمادى الآخرة من عام 1443هـ

تعليمية

ويمكنكم تحميل هذه المادة القيمة من موقع الشيخ الرسمي:
تعليمية

هذه المشاركة بواسطة عبد الصمد الهولندي

الملفات المرفقة (افحص الملف ببرامج الحماية وقم بالتبليغ عنه إذا وجدته مخالفا) تعليمية ? الإيمان بحوض النبي صلى الله عليه وسلم ? لفضيلة الشيخ د. عبد الله بن عبد الرحيم البخاري -حفظه ا.mp3‏ (4.34 ميجابايت)

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[مطوية] شبهة وجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده والجواب عنها

تعليمية تعليمية
[مطوية] شبهة وجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده والجواب عنها

المطويات الدعوية …116

شبهة وجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده

والجواب عنها

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه مطوية في التحذير من اتخاذ القبور مساجد لخصتها من "تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد "للعلامة الألباني رحمه الله سائلا الله أن ينفع بها.

وأما شبهة أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده كما هو مشاهد اليوم ولو كان ذلك حراما لم يدفن فيه .
الجواب :

1- أن هذا وإن كان هو المشاهد اليوم فإنه لم يكن كذلك في عهد الصحابة رضي الله عنهم فإنهم لما مات النبي صلى الله عليه وسلم دفنوه في حجرته التي كانت بجانب مسجده وكان يفصل بينهما جدار فيه باب كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج منه إلى المسجد وهذا أمر معروف مقطوع به عند العلماء ولا خلاف في ذلك بينهم والصحابة رضي الله عنهم .

2- حينما دفنوه صلى الله عليه وسلم في الحجرة فعلوا ذلك كي لا يتمكن أحد بعدهم من اتخاذ قبره مسجدا كما سبق بيانه في حديث عائشة وغيره ولكن وقع بعدهم ما لم يكن في حسبانهم ذلك أن الوليد بن عبدالملك أمر سنة ثمان وثمانين بهدم المسجد النبوي وإضافة حجر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فأدخل فيه الحجرة النبوية حجرة عائشة فصار القبر بذلك في المسجد ولم يكن في المدينة أحد من الصحابة حينذاك خلافا لم توهم بعضهم قال العلامة الحافظ محمد ابن عبد الهادي في " الصارم المنكي " ( ص 136 ) :

" وإنما أدخلت الحجرة في المسجد في خلافة الوليد بن عبدالملك بعد موت عامة الصحابة الذين كانوا بالمدينة وكان آخرهم موتا جابر بن عبدالله وتوفي في خلافة عبدالملك فإنه توفي سنة ثمان وسبعين والوليد تولى سنة ست وثمانين وتوفي سنة ست وتسعين فكان بناء المسجد وإدخال الحجرة فيه فيما بين ذلك .

3- ذكر أبو زيد عمر بن شبة النميري في " كتاب أخبار المدينة " مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم عن أشياخه
عمن حدثوا عنه أن ابن عمر بن عبد العزيز لما كان نائبا للوليد على المدينة في سنة إحدى وتسعين هدم المسجد وبناه بالحجارة المنقوشة بالساج وماء الذهب وهدم حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأدخل القبر فيه " .

وخلاصة القول أنه ليس لدينا نص تقوم به الحجة على أن أحدا من الصحابة كان في عهد عملية التغيير هذه فمن ادعى خلاف ذلك فعليه الدليل فما جاء في شرح مسلم " ( 5 / 1314 ) أن ذلك كان في عهد الصحابة لعل مستنده تلك الرواية المعضلة أو المرسلة وبمثلها لا تقوم حجة على أنها أخص من الدعوى فإنها لو صحت إنما تثبت وجود واحد من الصحابة حينذاك لا ( الصحابة )
4- أما قول بعض من كتب في هذه المسألة بغير علم :
مسجد النبي صلى الله عليه وسلم منذ وسعه عثمان رضي الله عنه وأدخل في المسجد ما لم يكن منه فصارت القبور الثلاثة محاطة بالمسجد لم ينكر أحد من السلف ذلك
فمن جهالاتهم التي لا حدود لها ولا أريد أن أقول : إنها من افتراءاتهم :

· فإن أحدا من العلماء لم يقل إن إدخال القبور الثلاثة كان في عهد عثمان رضي الله عنه .

· بل اتفقوا على أن ذلك كان في عهد الوليد بن عبد الملك كما سبق أي بعد عثمان بنحو نصف قرن ولكنهم يهرفون بما لا يعرفون.

· وكذلك فإن عثمان رضي الله عنه فعل خلاف ما نسبوه إليه فإنه لما وسع المسجد النبوي الشريف احترز من الوقوع في مخالفة الأحاديث المشار إليها فلم يوسع المسجد من جهة الحجرات ولم يدخلها فيه وهذا عين ما صنعه سلفه عمر بن الخطاب رضي الله عنهم جميعا بل أشار هذا إلى أن التوسيع من الجهة المشار إليها فيه المحذور المذكور في الأحاديث المتقدمة.

5- وأما قولهم : " ولم ينكر أحد من السلف ذلك "
فنقول :

· وما أدراكم بذلك ؟ فإن من أصعب الأشياء على العقلاء إثبات نفي شئ يمكن أن يقع ولم يعلم كما هو معروف عند العلماء لأن ذلك يستلزم الإستقراء التام والإحاطة بكل ما جرى وما قيل حول الحادثة التي يتعلق بها الأمر المراد نفيه عنها وأنى لمثل هذا البعض المشار إليه أن يفعلوا ذلك لو استطاعوا ولو أنهم راجعوا بعض الكتب لهذه المسألة لما وقعوا في تلك الجهالة الفاضحة
ولو جدوا ما يحملهم على أن لا ينكروا ما لم يحيطوا بعلمه .

· قال الحافظ ابن كثير في تاريخه ( 75 ج 9 ) بعد أن ساق قصة إدخال القبر النبوي في المسجد :
ويحكى أن سعيد بن المسيب أنكر إدخال حجرة عائشة في المسجد كأنه خشي أن يتخذ القبر مسجدا
وأنا لا يهمني كثيرا صحة هذه الرواية أو عدم صحتها لأننا لا نبني عليها حكما شرعيا لكن الظن بسعيد بن المسيب وغيره من العلماء الذين أدركوا ذلك التغيير أنهم أنكروا ذلك أشد الإنكار لمنافاته تلك الأحاديث المتقدمة منافاة بينة وخاصة منها رواية عائشة التي تقول : " فلولا ذاك أبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا " .
فما خشي الصحابة رضي الله عنهم قد وقع مع الأسف الشديد بإدخال القبر في المسجد إذ لافارق بين أن يكونوا دفنوه صلى الله عليه وسلم حين مات في المسجد وحاشاهم عن ذلك وبين ما فعله الذين بعدهم من إدخال قبره في المسجد بتوسيعه فالمحذور حاصل على كل حال كما تقدم عن الحافظ العراقي وشيخ الإسلام ابن تيمية ويؤيد هذا الظن أن سعيد بن المسيب أحد رواة الحديث الثاني كما سبق فهل اللائق بمن يعترف بعلمه وفضله وجرأته في الحق أن يظن به أنه أنكر على من خالف الحديث الذي هو من رواته أم أن ينسب إليه عدم إنكاره ذلك كما زعم هؤلاء المشار إليهم حين قالوا " لم ينكر أحد من السلف ذلك ".

والحقيقة أن قولهم هذا يتضمن طعنا ظاهرا لو كانوا يعلمون في جميع السلف لأن إدخال القبر إلى المسجد منكر ظاهر عند كل من علم بتلك الأحاديث المتقدمة وبمعانيها ومن المحال أن ننسب إلى جميع السلف جهلهم بذلك.

أعد المطويات أبو أسامة سمير الجزائري

قدم لها الشيخ علي الرملي حفظه الله المشرف العام على شبكة الدين القيم

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[سؤال] هل كان الصحابة يأتون قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟ يجيبك الشيخ ربيع بن هادي- ع

تعليمية تعليمية
[سؤال] هل كان الصحابة يأتون قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟ يجيبك الشيخ ربيع بن هادي

هل كان الصحابة يأتون قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((قال: وفي الموطأ من رواية يحيى بن يحيى الليثي أنه كان – يعني ابن عمر – يقف على قبر النبي , فيصلي على النبي , وعلى أبي بكر وعمر)).

علق الشيخ ربيع:
((الشفاء (2/86). وهو في الموطأ (1/166)، 9 – كتاب قصر الصلاة في السفر، برقم (68)، مالك عن عبد الله بن دينار، "رأيت ابن عمر يقف على قبر النبي ، فيصلي على النبي , وعلى أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما -".
وفي المصنف لعبد الرزاق (3/576)، باب السلام على قبر النبي حديث (6724): "عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن نافع، قال: كان ابن عمر إذا قدم من سفر أتى قبر النبي ، فقال: السلام عليك يارسول الله! السلام عليك يا أبا بكر! السلام عليك يا أبتاه!".
وأخبرناه عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر. قال معمر: فذكرت ذلك لعبيد الله بن عمر، فقال: "لا نعلم أحداً من أصحاب النبي فعل ذلك" إلا ابن عمر.
أقول: يستفاد من قول عبيد الله بن عمر، الإمام المدني، الثقة الثبت، أن الصحابة الكرام – وفيهم الخلفاء الراشدون – ما كانوا يأتون قبر النبي إلا ما كان من عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – إذا قدم من سفر، مع حبهم الشديد لرسول الله وإكرامهم إياه وطاعتهم وانقيادهم له. فهل آن للأمة الإسلامية أن تثوب إلى رشدها، فتتبع هؤلاء العظماء والفقهاء النبلاء. وإننا على ثقة أنهم ما وقفوا جميعاً هذا الموقف إلا على أساس متين، وصراط مستقيم من العلم النبوي الصحيح، وعلى إدراك واع لمقاصد الشريعة وأهدافها، إنه ماكان ذلك منهم – مع حبهم الشديد الصادق لرسول الله إلا تنفيذاً لتوجيهاته الكريمة؛ مثل قوله : "لاتتخذوا قبري عيدًا". ومثل قوله : "اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد". ومثل قوله – وبأبي وأمي هو -: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
تنفيذاً لهذه التوجيهات العظيمة الهادفة إلى حماية التوحيد، وصيانة العقيدة الإسلامية من شوائب الغلو والضلال الذي وقع فيه أهل الكتاب، كان ذلك الموقف الواعي الرشيد من الصحابة الكرام، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون والفقهاء المبرزون مثل زيد بن ثابت وابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب وغيرهم من علماء الصحابة وعظمائها وساداتها، فما هم إلا جند الله ثم جند محمد ، جند له في حياته يفدونه ورسالته بمهجهم وأموالهم وأرواحهم، وجند له أوفياء بعد وفاته وانتقاله إلى الرفيق الأعلى، فلله درهم ما أفقههم وأنبلهم وأوفاهم!.
فهل للأمة الإسلامية أن تتأسى بهؤلاء العظماء الأوفياء في تنفيذ هذه التوجيهات وغيرها مما جاء به خاتم الأنبياء – صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؟ ولله در إمام دار الهجرة – رحمه الله – إذ قال حين خالف بعض الناس بعض هذه التوجيهات وبدأوا يترددون على القبر: لا أعرف هذا عمن مضى، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها. وسيأتي كلامه فنشير إلى مصدره في موضعه)).

[ط­ط§ط´ظٹط© ظ‚ط§ط¹ط¯ط© ط¬ظ„ظٹظ„ط© ظپظٹ ط§ظ„طھظˆط³ظ„ ظˆط§ظ„ظˆط³ظٹظ„ط©]
ط§ظ„ط±ط§ط¨ط· ظ…ظ† ظ…ظˆظ‚ط¹ ط§ظ„ط´ظٹط® http://rabee.net/show_book.aspx?id=909&pid =6&bid=169

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[مقال] الجواب في سنَّة النبي صلى الله عليه وسلّم

تعليمية تعليمية
[مقال] الجواب في سنَّة النبي صلى الله عليه وسلّم


بسم الله الرحمن الرحيم

كثُرَ في هذا العصر تنازع الناس في مسائل أثارتْها الفتن، والفتنُ امتحان للقوب، ومن هذه المسائل: مسألة السمع والطاعة لولي الأمر المسلم.
ولقد تفرّع الخلافُ إلى قضايا عديدة.. وأحب هنا أنْ أبحث عن جواب ما تنازع فيه الناس في سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم ففيها الحق المبين. عملا بقوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردُّوه إلى الله وإلى الرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر} [النساء: 59] قال مجاهد وغير واحد من السلف:«أي: إلى كتاب الله وسنة رسوله» [تفسير القرن العظيم، ابن كثير: 2/ 345 ط، دار طيبة الإصدار2]
وسنةُ الرسول صلى الله عليه وسلم شارحة لكتاب الله تعالى، ومفصِّلة لمجمله.

وإنِّي أرجو منك أخي القارئ أن تقف معي على هاتين الآيتين الكريمتين:
1-قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسولَه وأولي الأمر منكم}. [النساء: 59]
قال ابن عبَّاس: نزلَت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي، إذ بعثَه النبيُّ صلى الله عليه وسلَّم في سريَّة. [صحيح البخاري: رقم: 4584].
وقد أوردَ الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية طائفة من الأحاديث التي تأمر بالسمع والطاعة بالمعروف لولاة الأمور (=الأمراء)، وقال: «الأحاديث في هذا كثيرة» [تفسيره: 2/ 344] ثم قال رحمه الله: «والظاهر والله أعلم أنَّ الآية عامة في جميع أولي الأمر من الأمراء والعلماء» [2/ 345].

2- قال تعالى: {وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا} [الأحزاب: 67] قال ابن كثير: «أي: اتبعنا السادة وهم الأمراء والكبراء من المشيخة». [تفسيره: 6/ 484].
يفهم البعض من هذه الآية ونظائرها، أو يحاول أن يفهِمَنا أنَّ طاعة عصاة ولاة الأمور اتباع لسبيل الضالين، وتحاكم إليهم دون القرآن، مطلقا.

فيضرب بين هذه الآية والآية السابقة.

والحق واضح. فطاعة هؤلاء الهالكين لأسيادهم تقليدٌ أعمى. قال القرطبي: «أي:أطعناهم في معصيتك وما دعونا إليه فأضلونا السبيلا»[تفسيره: نسخة موقع: إسلام ويب].

وهي طاعةٌ لأئمة كفر، وفي كفرٍ وضلالٍ وفجور. وطاعةٌ لـ«غيرِ الله في معصيةِ الله ورسولِه»[التفسير الميسر، ط المجمع: 427] وعاقبة ذلك: {يوم تُقلَّب وجوهُهُم في النَّارِ يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا}[الأحزاب: 66]. وقال تعالى: {إذ تبرأ الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبعوا ورأوا العذاب وتقطَّعَتْ بهم الأسباب (166) وقال الذين اتَّبعوا لو أنَّ لنا كرَّة فنتبرأَ منهم كما تبرَّأوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسراتٍ عليهم وما هم بخارجين من النار} [البقرة: 166، 167]

فمن أطاعَ غيرَ الله في معصية الله فقد ضل.
ولا يعني هذا عدم طاعة ولي الأمر بالمعروف، فإنَّ من طاعةِ الله تعالى ورسوله أن تطيعَ من ولاه الله أمر المسلمين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أطاعني فقد أطاع الله، ومن يعصني فقد عصى الله، ومن يُطع الأميرَ فقد أطاعني، ومن يعصي الأمير فقد عصاني)) [البخاري: 2957ومسلم: 1835].
 فطاعةُ أهلِ السنَّة لمن ولاه اللهُ أمرَهم: استجابةٌ لأمرِ الله واتّباعٌ لنبيِّه صلى الله عليه وسلم. وليست تملُّقا للسلاطين ورجاءً لما عندهم ورهبةً منهم، كما يدَّعي ذلك مَن تقلَّبَتْ بهم الأهواء.

س/ إذن، ماذا لو أمرَ الأميرُ بمعصية؟
ج/ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الطاعة بالمعروف)) [البخاري: 4340] وفي لفظ [مسلم: 1840]: ((لا طاعةَ في معصية الله، إنَّما الطاعةُ في المعروف)).
وقال عليه الصلاة والسلام: ((السمع والطاعةُ حقٌّ ما لم يؤمَرْ بمعصيَةٍ، فإذا أُمِرَ بمعصيةٍ فلا سمع ولا طاعة)) [البخاري: 2955].
قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: ((أطعْه في طاعةِ الله، واعصِهِ في معصية الله)). [مسلم: 1844].

 وأهلُ السنَّة لا يدعون الناسَ إلى طاعة السلطان في معصية الله، كما يزعم ذلك الكاذبون، ولا هم يتحاكمون إلى أوامر السلاطين فيحكّمونها في دينهم، كما يفهم ذلك كثيرٌ من الأغبياء.

س/ وإنْ استأثر الحاكمُ بالأموال دوننا؟
ج/ قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: ((عليك السَّمْعُ والطاعة، في عُسْرِكَ ويُسرِك، ومنشَطِك ومكرَهِك، وأثرَةٍ عليك)) [مسلم: 1836].
سألَ سَلَمةُ بن يزيد الجُعْفِي رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم، فال: يا نبيَّ الله! أرأيتَ إن قامَتْ علينا أُمراءُ يسألوننا حقَّهم ويمنعوننا حقَّنا، فما تأمرُنا؟ فأعرَضَ عنه، ثم سألَه فأعرض عنه، ثم سأله في الثانية أو الثالثة فجذبَه الأشعث بن قيس وقال: ((اسمعوا وأطيعوا، فإنَّما عليهم ما حُمِّلوا وعليكم ما حُمِّلْتُم))[مسلم: 1846].
وفي رواية بعدَها: فجبذه الأشعث بن قيس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اسمعوا وأطيعوا….))الحديث.

س/ وما الذي علينا تجاه ظلم الحاكم الظالم؟
ج/ قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: ((إنَّكم ستلقون بعدي أَثَرَة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض)) [مسلم: 1845]
وقال عليه الصلاة والسلام: ((مَنْ رأى من أميرِه شيئا يكرهُه فليصبر عليه، فإنَّه من فارق الجماعة شِبْرًا فمات إلا مات ميتة جاهليَّة)) [البخاري: 7054، واللفظ له، مسلم: 1849].
أي: «أي: مات على الضلالة كما يموت أهل الجاهلية عليها، فإنهم كانوا لا يدخلون تحت طاعة أمير» [فتاوى اللجنة الدائمة: الفتوى رقم: (17627) موقع: الرئاسة العامة للبحوث العلميَّة والإفتاء: http://www.alifta.net]

 فالأمر بالصبر على الاستبداد والأثرة: أمرٌ نبوي ومنهاجٌ سلفي، وإن رضيَ بعضُ الحقوقيين وأتباعهم غيرَ ذلك.

وقال عليه الصلاةُ والسلامُ: ((تسمع وتطيع للأميرِ، وإنْ ضُرِبَ ظهرُك، وأخِذَ مالُك، فاسمَعْ وأطِع)) [مسلم: 1847، الرواية الثانية].

وقد حاول صاحب كتاب «أسئلة الثورة» أن يُضعِّفَ زيادة: ((وإنْ ضُرِبَ ظهرُك، وأخِذَ مالُك، فاسمَعْ وأطِع))، وهي من رواية الإمام مسلم في صحيحه، وسلك إلى تضعيفها طريقةً تدل على استخفافه بعقول القراء والمتابعين له، وللأسف الشديد! وانظر تفصيل ذلك في كتاب: «كشف أبرز شبه: "أسئلة الثورة"» لعلي بن فهد أبابطين (ص: 76 – 84).
وليس الإشكال في أنَّه حكم على إسناد هذه الزيادة بالضعف –وحسب-، بل في الطريقة الخَلَفيَّة الرديئة التي سلكها لهدم هذا الحديث سندا ومتنا.

وحاول أحدُ الوعاظ أن يستغل التفاتَ قلوبِ العامة إليه واغترارهم به في تحريف معنى هذا الحديث.

وقد ردَّ عليهما فضيلة الشيخ الدكتور: صالح بن فوزان آل فوزان، بمقالٍ مختصر بعنوان: «تنبيه على خطأ في شرح حديث: وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك» http://www.alfawzan.af.org.sa/node/13975

 وفي الأحاديث الصريحة الصحيحة مما يدل على مشروعيَّة الصبر على جورِ السلطان، ما يشفي ويقطع الطريق على كل متصيِّد. حتى لو أخذنا بتضعيف الحديث الآنف الذِّكر.

س/ وماذا لو كان الحاكمُ فاسقا جائرا. أنسمع ونطيع؟
ج/ قال النبي صلى الله عليه وسلَّم: ((ألا منْ ولي عليه والٍ، فرآهُ يأتي شيئا من معصيةِ الله، فليكره ما يأتي مِنْ معصية الله، ولا ينزِعنَّ يدًا من طاعة)) [مسلم: 1855، الرواية الثانية]

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: ((إنَّها ستكون بعدي أَثَرَةٌ، وأمورٌ تنكرونَها))، قالوا يا رسولَ الله! كيف تأمرُ من أدْرَك منَّا ذلك؟ قال: ((تؤدُّون الحقَّ الذي عليكم، وتسألون اللهَ الذي لكم)). [مسلم: 1834].

 ومع أنَّ علماء السنَّة يدعون الراعي إلى أداء حقوق الرعية، والرعيةَ إلى حقوق الراعي، إذ إنَّ كل أحد يُخاطب بما يحتاجه، ولا يزال العلماء يشرحون حقوق الطرفين على بعضهما في دروس وكتب، إلا أنَّ الهازئين الجاهلين لا يكفُّون عن السخرية بعلمائنا قائلين: "أزعجتمونا بحقوق الراعي، فأين حقوق الرعيَّة؟!".

وعن جنادة بن أبي أميَّة قال: دخلْنا على عبادةَ بنِ الصامتِ وهو مريضٌ، فقلنا: حدِّثْنَا، أصلحَك اللهُ، بحديثٍ ينفعُ اللهُ به، سمعتَه من رسولِ الله صلى الله عليه وسلَّم، قال دعانا رسولُ الله صلى الله عليه وسلَّم فبايعناه، فكانَ فيما أخذَ علينا، أنْ بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويُسرنا، وأَثَرَةٍ علينا، وأن لا ننازع الأمرَ أهلَه، قال: ((إلا أنْ تَرَوا كُفْرًا بواحًا عندَكم من الله فيه بُرهان)) [البخاري: 7055 ، ومسلم –واللفظ له-: 1709 (42 من أحاديث كتاب الإمارة)]

س/ وما موقفنا من منكراتِه؟
ج/ في صحيح مسلم عن طارق بن شهاب قال: أولُّ من بدأ بالخُطبة يوم العيدِ قبلَ الصَّلاة مروانُ، فقام إليه رَجُلٌ فقال: الصلاةُ قبلَ الخُطبة. فقال قد تُرِكَ ما هُنالِك.
فقال أبو سعيدٍ (يعني: الخُدْرِي) : أمَّا هذا فقد قضى ما عليه، سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلَّم يقول: ((مَنْ رَأى منكم مُنكرًا فليغيِّرْه بيده، فإنْ لَم يستطع فبلسانه، فإنْ لم يستطع فبقلبِه، وذلك أضعف الإيمان)) [مسلم: 49].
قال الحافظ ابن رجب: «الإنكار بالقلب فرض على كل مسلم في كل حال، وأما الإنكار باليد واللسان فبحسب القدرة» [جامع العلوم والحِكَم، شرح حديث: من رأى منكم منكرا. (نسخة إلكترونية: موقع: إسلام ويب)]
والتغيير باليد لا يعني الخروج عليهم، أو قتالهم. قال ابن رجب رحمه الله: «جهاد الأمراء باليد أن يزيل بيده ما فعلوه من المنكرات، مثل أن يريق خمورهم أو يكسر آلات الملاهي التي لهم، ونحو ذلك، أو يبطل بيده ما أمروا به من الظلم إن كان له قدرة على ذلك، وكل هذا جائز، وليس هو من باب قتالهم، ولا من الخروج عليهم الذي ورد النهي عنه». [المصدر السابق]

وقال رحمه الله: «إن خشي في الإقدام على الإنكار على الملوك أن يؤذي أهله أو جيرانه، لم ينبغ له التعرض لهم حينئذ، لما فيه من تعدي الأذى إلى غيره ، كذلك قال الفضيل بن عياض وغيره، ومع هذا، فمتى خاف منهم على نفسه السيف، أو السوط، أو الحبس، أو القيد، أو النفي، أو أخذ المال، أو نحو ذلك من الأذى، سقط أمرهم ونهيهم، وقد نص الأئمة على ذلك، منهم مالك وأحمد وإسحاق وغيرهم» [السابق]
وفي كلامه هذا -رحمه الله- ردٌّ على دعاة المظاهرات الذين لا يبالون أَهُتِكَت الأعراض بسببهم أم سفكت الدماء وتعطلت عموم المصالح وعمَّ الخراب!

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: ((ستكون أُمرَاءُ، فتعرِفون وتُنْكِرون، فمن عَرَفَ برئ، ومن أنكَرَ سلِم، ولكن مَنْ رضي وتابَع)). قالوا: أفلا نقاتِلُهم؟ قال: ((لا، ما صلّوْا)) [مسلم: 1854].

وقال عليه الصلاةُ والسلام: ((ألا مَنْ وَليَ عليه والٍ، فرآه يأتي شيئا مِنْ معصية الله، فليكرَه ما يأتي من معصيةِ الله، ولا ينزِعَنَّ يدًا من طاعة)) [مسلم: 1855، الرواية الثانية]
وبوَّبَ النووي في شرحه على مسلم: «باب وجوب الإنكار على الأمراء فيما يخالِفُ الشرع…».

س/ كيف يكون الإنكار على الحاكم؟

ج/ في صحيح البخاري عن أبي وائل قال: قيلَ لأسامة: لو أتيت فلانا (يعني: عثمان) فكلَّمتَه، قال: إنَّكم لترونَ أنِّي لا أكلِّمه، إلا أُسمِعُكم. إنِّي أكلِّمه في السرِّ دون أن أفتح بابًا أكون أوَّل من فتحه… [البخاري: 3267، واللفظ له، مسلم: 2989]
قال الشيخ ابن باز –رحمه الله-: «ليس من منهج السلف التشهير بعيوبِ الولاة وذكر ذلك على المنابر، لأنَّ ذلك يُفضي إلى الفوضى، وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويُفضِي إلى الخوض الذي يضرُّ ولا ينفَع، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما بينهم وبين السلطان أو الكتابة إليه أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يُوجَّه إلى الخير».اهـ [المعلوم من واجب العلاقة الحاكم بالمحكوم: أسئلة أجاب عليه الشيخ ابن باز رحمه الله وطُبعت في رسالة صغيرة].

ومسألة الإنكار علانية مما يكثر الخلط فيها. وضرب النصوص بعضها ببعض، وأقوال العلماء بعضها ببعض، وسبب ذلك الهوى والعجَلة. وللعلماء سلفا وخلفا كلام فيها. ليس هذا موضع بسطه.

وقد فصَّل الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- في هذه المسألة تفصيلا يزيل اللبس. وكان مما قال: «جميع الإنكارات الواردة عن السلف إنكارات حاصلة بين يدي الأمير أو الحاكم. وهناك فرق بين كون الأمير حاضراً أو غائباً…»اهـ. [لقاء الباب المفتوح 62، نسخة إلكترونيَّة: موقع: إسلام ويب]
ولمزيدٍ من التفصيل راجع الشريط رقم 62 من اللقاءات:
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_226.shtml
وقد كتب عدد من الأفاضل مقالاتٍ نافعة في بيان الفروق بين سبيل السلف وسبيل مَن أحدَثَ ممن خلَف في نصح السلطان. منها سلسلة مقالات كتبها الشيخ صالح السويح تحت عنوان: «السلاطين بين نصح الصادقين، وتهييج الثائرين».

 وخلاصة الأمر: أن يتحرَّى الناصحُ أحسنَ السبل لنصيحة الإمام وردِّه عن الشرِّ، ويتوخى أقرب طريق لقبوله، ويبتعد عن شحن نفوس الناس عليه، وكسر هيبته بينهم، وتثبيطهم عن طاعته في المعروف، وتزيين الخروج لهم، لأن ذلك يُفضي إلى الفوضى والفساد.

س/ ما حكم من مات وليس في عُنقه بيعة؟

ج/ في صحيح مسلم عن نافع قال: جاء عبدُ الله بن عمر إلى عبدِ الله بن مُطيع، حين كان مِنْ أمرِ الحرَّةِ ما كان، زمن يزيد بن معاوية، فقال: اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادةً، فقال: إنِّي لَمْ آتِكَ لأجلِسَ، أتيتُكَ لأحدِّثكَ حديثًا سمعتُ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: ((من خلَعَ يدًا من طاعةٍ، لقِيَ اللهَ يوم القيامةِ لا حُجَّةَ له، ومن مات وليس في عُنُقِه بيعةٌ، ماتَ مِيتَةً جاهليَّة)) [مسلم: 1851]
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلَّم أنَّه قال: ((من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة، فماتَ، ماتَ مِيتَةً جاهليَّة)) [مسلم: 1848].

وعن ابن عبَّاس عن النبي صلى الله عليه وسلَّم قال: ((من كَرِهَ مِن أميره شيئا فليصبر، فإنَّه من خرَجَ من السلطان شِبْرًا ماتَ ميتة جاهليَّة)) [البخاري: 7053]

قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله (في مسائل الجاهليَّة) : «الثالثة: أنَّ مخالفة ولي الأمر وعدم الانقياد له فضيلة، والسمعَ والطاعةَ له ذلٌّ ومهانة، فخالَفهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأمَرَ بالصبر على جورِ الوُلاة، وأَمَرَ بالسمع والطَّاعة لهم والنصيحة، وغلَّظ فيه وأعاد»اهـ.

س/ ما حكم الخروج على الحاكم الكافر؟

ج/ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إلا أنْ تَرَوا كُفْرًا بواحًا عندَكم من الله فيه بُرهان)) [البخاري: 7055 ، ومسلم: 1709]
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: « لا يكون إلا إذا وجدت أمة قوة تستطيع إزالة الحكم الباطل. أما خروج الأفراد والناس العامة الذين يفسدون ولا يصلحون فلا يجوز خروجهم، هذا يضرون به الناس ولا ينفعونهم»اهـ. انظر: http://www.binbaz.org.sa/mat/4178
وقد فصَّل أهل العلم في ذلك، يقول الشيخ عبد العزيز الراجحي:
«لا يجوز الخروج على ولي الأمر إلا بشروط خمسة دلت عليها النصوص من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم:
أحدها: أن يفعل ولي الأمر كفراً لا فسقاً ولا معصيةً.
الثاني: أن يكون الكفر بُواحاً. أي واضحاً لا لبس فيه، فإن كان فيه شكٌ أو لبسٌ، فلا يجوز الخروج عليه.
الثالث: أن يكون هذا الكفر دليله واضحٌ من الكتاب أو السنة، ودليل هذه الشروط الثلاثة قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لمّا سُئل عن الأمراء وظلمهم قال: ((إلا أن تروا كفراً بُواحاً عندكم من الله فيه برهان)) [متفق عليه].
الرابع: وجود البديل المسلم الذي يحل محل الكافر، ويُزيل الظلم، ويَحكم بشرع الله، وإلا فيجب البقاء مع الأول.
الخامس: وجود القدرة والاستطاعة، لقول الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16]. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم)) [متفق عليه]».اهـ[بيان: حكم المظاهرات، موقع الشيخ عبد العزيز الراجحي: http://shrajhi.com//Fatawa/ID/1315 ]

وكأني بشابٍّ يسأل –مستنكرا- فيقول: لماذا البحث في هذه القضايا وتكرارها؟!

وأقول:
1-إنَّ هذه المسائل قد حكمَتْ فيها الشريعةُ، فنشرها –على ما جاءت به السنة- نشرٌ لشيءٌ من الشريعة. وإنكارُ الغلط الشائع في هذه المسائل إنكارٌ للمنكر.
2- إنَّ هذه المسائل مع وضوح الأدلة فيها قد كثر فيها اللبس والتلبيس، مما يدلّ على شيوع أهواءٍ يريد أصحابُها حرْف الناس عن السنة. وقد نجحوا في ذلك كثيرا بعد الفتن الأخيرة، فجرأوا العامة على علماء السنَّة، وتكرر استهزاء البعض ببعض الأحاديث الثابتة في الصحيح، واستصغار نعمة الله عليهم في بلد التوحيد والسخرية بمن يقرّ بها، وتسمية من يدعو إلى ما أمرت به السنة في معاملة السلطان وسار على طريقة علماء هذا البلد كابن باز وابن عثيمين رحمهما الله: غلاة طاعة، وطلاب دراهم السلطان… وتفنن مزينو المظاهرات والاعتصامات في لمز مخالفيهم في منهج الإنكار على الولاة، هذا مع دعواهم المكرورة في إعذار ذي الاجتهاد الآخر (!) التي تبين أن المراد منها فسح المجال أكثر لأهوائهم ومن يهوون !
3- الإخلال بهذه الأصول والضوابط الشرعيَّة في معاملة الحاكم يعرِّض المجتمع لفوضى وضياع الدماء والأعراض.
4- اشتداد الفتن من حولنا، وتشوُّف الكثيرين لجرِّها إلينا في بلاد التوحيد يدعو أهلَ الغيرة إلى أن يبذلوا ما يستطيعون في وأدِها في مهدها… كيف وقد كادت أن تكون جذعة؟!

أيها الشاب، لا تفسح لمن يريد التلاعب بدينك، وعقلك، وأمنِ مجتمعك، فتكون ألعوبة بأيديهم!

ولا تدع العواطف تحيد بك عن الصراط المستقيم.
ولا تغرَّنك كثرة المتلطخين بالفتنة، وما في كلامهم من بهرج… واصبر نفسَك على السنَّة، فهي أغلى وأنفس منهم أجمعين!

كتبه: ناصر بن عبد الله بن ناصر الخزيم
@Nasseralkhozim
في: 18 / 3 / 1443

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية