التصنيفات
اسلاميات عامة

هدي النبي في الصدقة

بسم الله الرحمن الرحيم
هدي النبي في الصدقة
يقول ابن القيم رحمه الله ـ في هديه صلى الله عليه و سلم في الصدقة حيث يقول:

«وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم أعظم الناس صدقة بما ملكت يده. كان لا يستكثر شيئًا أعطاه الله تعالى، ولا يستقله، وكان عطاؤه عطاء من لا يخاف الفقر، وكان العطاء والصدقة أحب شيء إليه، وكان سروره وفرحه بما يعطيه أعظم من سرور الآخذ بما يأخذ».

وكان أجود الناس بالخير، يمينه كالريح المرسلة، وكان إذا عرض له محتاج آثره على نفسه؛ تارة بطعامه، وتارة بالهدية، وتارة بشراء الشيء ثم يعطي البائع الثمن والسلعة جميعًا، وكان تارة يقترض الشيء فيرد أكثر منه وأفضل وأكبر، ويشتري الشيء فيعطي أكثر من ثمنه، ويقبل الهدية ويكافئ عليها بأكثر منها وبأضعافها تلطفًا وتنوعًا في ضروب الصدقة والإحسان بكل ممكن، ويأمر بالصدقة ويحض عليها ويدعو بحاله وقوله؛ فإذا رآه البخيل الشحيح دعاه إلى البذل والعطاء، وكان من خالطه وصحبه صلى الله عليه و سلم ورأى هديه لا يملك نفسه من السماحة والندى.

ولذا كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أشرح الخلق صدرًا وأطيبهم نفسًا وأنعمهم قلبًا؛ فإن للصدقة وفعل المعروف تأثيرًا عجيبًا في شرح الصدور. ولرسولنا صلى الله عليه و سلم أسوة حسنة حيث يخبرنا أن ثلاثة يدخلون الجنة بسبب القليل من الطعام. وذلك فيما رواه أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال«إن الله عز وجل ليدخل اللقمة الخبز، وقبضة التمر، ومثله مما ينتفع به المسكين ثلاثة الجنة.. رب البيت الآمر به، والزوجة تصلحه، والخادم الذي يناول المسكين» فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : «الحمد لله الذي لم ينس خدمنا».




تعليمية




التصنيفات
الفقه واصوله

حديث باطل ومكذوب عن النبي صلى الله عليه وسلم

حديث باطل ومكذوب عن النبي صلى الله عليه وسلم ( رأيت نساءً من أمتي في عذاب شديد)
للشيخ ابن باز رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم


قال الله تعالى: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ [الذاريات:55]، ذكرى للنساء: عن الإمام علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- قال: [دخلت أنا وفاطمة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فوجدته يبكي بكاءً شديداً، فقلت: فداك أبي وأمي يا رسول الله! ما الذي يبكيك؟ فقال صلى الله عليه وسلم: يا علي! ليلية أسري بي إلى السماء رأيت نساءً من أمتي في عذاب شديد، فأنكرت شأنهن لما رأيت من شدة عذابهن، رأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغ رأسها، ورأيت امرأة معلقة بلسانها والحميم يصب في حلقها، ورأيت امرأة معلقة بثدييها، ورأيت امرأة تأكل لحم جسدها والنار توقد من تحتها، ورأيت امرأة قد شُدت رجلاها إلى يديها وقد سلط عليها الحيات والعقارب، ورأيت امرأة صماء عمياء خرساء في تابوت من نار يخرج دماغ رأسها من منخرها ]، ويستمر هذا سماحة الشيخ في سرد هذه الأشياء، ويسأل عن صحة ما في هذا المنشور؟

كل هذا معروف يتداوله الناس وهو باطل كله مكذوب على النبي – صلى الله عليه وسلم – ليس له أصل هذا من الموضوعات مما كذبه الكذابون ولا صحة له لا عن علي ولا عن غير علي, بل هو من الأحاديث الموضوعة المكذوبة عن النبي- عليه الصلاة والسلام-, وكثيراً ما يكذبون على علي أحاديث كثيرة, فينبغي فيمن وقع في يده شيء من هذا أن يتلفه, وينبه الناس عليه أنه كذب نسأل الله العافية. خطر المنشورات يعود مرة بعد مرة سماحة الشيخ؟ لا شك أنه خطر المنشورات خطر ويجب على المسلمين التنبه لها, وأن لا يغتروا بمنشورات حتى يعرضوها على أهل العلم المعروفين بالاستقامة والعلم الصحيح.

لعل أيضاً الجهات المسئولة لها دور في هذا سماحة الشيخ؟

لا شك يجب على ولاة الأمور من أمراء, وعلى وزير الداخلية, وعلى وزير الأوقاف أن يهتم بهذا الأمر وأن يعنوا بهذا الأمر حتى ينبهوا الناس ويعلموا الناس, وهكذا العلماء, وهكذا المحاكم ,وهكذا الهيئات, كل هؤلاء مشتركون في هذه الأمر يجب عليهم أن يتنبهوا لهذه الأمور, وأن ينبهوا الناس على هذه الأشياء التي توزع أو تنشر أو تلصق وهي باطلة نسأل الله السلامة.

بارك الله فيكم ، لعل المخاطر لا تخفى من الحسن أن يذكر بها هنا سماحة الشيخ ولاسيما الخطر على الأمن, والخطر على الأوطان, والخطر على أفكار الناس وعقائدهم؟ يجب على المسئولين بلا شك أن يتنبهوا لهذا, ولاسيما الهيئات وفقهم الله, والأمراء, والقضاة, والعلماء في كل مكان, وعلى المسئولين في الداخلية إلى غير ذلك مما يحصل به التعاون ضد هذه النشرات الباطلة. نسأل الله للجميع التوفيق





قال أبو بكر بن خلاد: دخلتُ على يحيى بن سعيد في مرضه، فقال لي:
يا أبا بكر! ما تركتَ أهلَ البصرةِ يَتكلّمون؟ قلت:
يَذْكرون خيرًا، إلا أنهم يخافون عليك مِن كلامك في الناس. فقال:

احفظ عني:
لأن يكون خصمي في الآخرة رجل مِن عُرْضِ الناس، أَحَبُّ إليّ مِن أن يكون خصمي في الآخرة النبيّ صلى الله عليه وسلم، يقول: بَلَغَكَ عني حديثٌ وَقَعَ في وَهْمِكَ أنه عني، غير صحيح – يعني فلم تنكره-.
"الكامل في ضعفاء الرجال" (1/ 98)


جزاكِ الله خيرا أختي أم همام على التنبيه ،،،




التصنيفات
اسلاميات عامة

من ضحكات النبي صلى الله عليه وسلم

تعليمية

قال تعالى :
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }
آل عمران159


تعليمية نبدأ علـــــى بركة الله تعليمية


أتستهزئ مني وأنت رب العالمين
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس عن بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال آخر من يدخل الجنة رجل فهو يمشي مرة ويكبو مرة وتسفعه النار مرة فإذا ما جاوزها التفت إليها فقال تبارك الذي نجاني منك لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين فترفع له شجرة فيقول أي رب أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها وأشرب من مائها فيقول الله عز وجل يا بن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها فيقول لا يا رب ويعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى فيقول أي رب أدنني من هذه لأشرب من مائها وأستظل بظلها لا أسألك غيرها فيقول يا بن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها فيقول لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها فيعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين فيقول أي رب أدنني من هذه لأستظل بظلها وأشرب من مائها لا أسألك غيرها فيقول يا بن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها قال بلى يا رب هذه لا أسألك غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليها فيدنيه منها فإذا أدناه منها فيسمع أصوات أهل الجنة فيقول أي رب أدخلنيها فيقول يا بن آدم ما يصريني منك أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها قال يا رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين فضحك بن مسعود فقال ألا تسألوني مم أضحك فقالوا مم تضحك قال هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا مم تضحك يا رسول الله قال من ضحك رب العالمين حين قال أتستهزئ مني وأنت رب العالمين فيقول إني لا أستهزئ منك ولكني على ما أشاء قادر.

(صحيح مسلم ج1/ص174)

آمنت بالله وكذبت البصر
روى عن عكرمة قال كان ابن رواحة مضطجعا إلى جنب امرأته فقام إلى جارية له في ناحية الحجرة فوقع عليها وفزعت امرأته فلم تجده في مضجعه فقامت فخرجت فرأته على جاريته فرجعت إلى البيت فأخذت الشفرة ثم خرجت وفرغ فقام فلقيها تحمل الشفرة فقال مهيم قالت مهيم لو أدركتك حيث رأيتك لوجأت بين كتفيك بهذه الشفرة قال وأين رأيتني قالت رأيتك على الجارية فقال ما رأيتني وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرأ أحدنا القرآن وهو جنب قالت فاقرأ وكانت لا تقرأ القرآن فقال أتانا رسول الله يتلو كتابه كما لاح مشهور من الفجر ساطع أتى بالهدى بعد العمى فقلوبنا به موقنات أن ما قال واقع يبيت يجافي جنبه عن فراشه إذا استثقلت بالمشركين المضاجع فقالت : آمنت بالله وكذبت البصر ثم غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فضحك حتى بدت نواجذه صلى الله عليه وسلم
.

(تفسير القرطبي ج5/ص209)

صليت بأصحابك وأنت جنب
روى أبو داؤد والدارقطني عن يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن عمران بن أبي أنس عن عبد الرحمن بن جبير عن عمرو بن العاص قال احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت إني سمعت الله عز وجل يقول( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما
) فضحك نبي الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا فدل هذا الحديث على إباحة التيمم مع الخوف لا مع اليقين.

(تفسير القرطبي ج5/ص217)

أو في شك أنت يا بن الخطاب

قال عمر بن الخطاب فجئت الغلام فقلت له استأذن لعمر , فلما وليت منصرفا فإذا الغلام يدعوني قال أذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت عليه فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش قد أثر الرمال بجنبه متكئ على وسادة من آدم حشوها ليف فسلمت عليه ثم قلت وأنا قائم طلقت نساءك فرفع بصره إلي فقال لا ثم قلت وأنا قائم أستأنس يا رسول الله لو رأيتني وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على قوم تغلبهم نساؤهم فذكره فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قلت لو رأيتني ودخلت على حفصة فقلت لا يغرنك أن كانت جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد عائشة فتبسم أخرى فجلست حين رأيته تبسم ثم رفعت بصري في بيته فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر غير أهبة ثلاثة فقلت ادع الله فليوسع على أمتك فإن فارس والروم وسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله وكان متكئا فقال أو في شك أنت يا بن الخطاب أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا فقلت يا رسول الله استغفر لي.

(صحيح البخاري ج2/ص872)


خذ بيد أخيك فادخلا الجنة

عن أنس رضي الله عنه قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه فقال عمر ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي فقال رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة تبارك وتعالى فقال أحدهما يارب خذ لي مظلمتي من أخي قال الله تعالى أعط أخاك مظلمته قال يارب لم يبق من حسناتي شيء قال رب فليحمل عني من أوزاري قال ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء ثم قال إن ذلك ليوم عظيم يوم يحتاج الناس إلى من يتحمل عنهم من أوزارهم فقال الله تعالى للطالب ارفع بصرك وانظر في الجنان فرفع رأسه فقال يارب أرى مدائن من فضة وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي نبي هذا لأي صديق هذا لأي شهيد هذا قال هذا لمن أعطى ثمنه قال رب ومن يملك ثمنه قال أنت تملكه قال ماذا يارب قال تعفو عن أخيك قال يارب فإني قد عفوت عنه قال الله تعالى خذ بيد أخيك فادخلا الجنة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله تعالى يصلح بين المؤمنين يوم القيامة.

(تفسير ابن كثير ج2/ص286)


تعليمية





جزاك الله خير الجزاء اخي

ننتظر مزيد من هذه المواضيع




بارك الله فيك وجعلها في ميزان حسناتك




جزاك الله خير الجزاء




تعليمية




ربنا يبارك فيكم امين




التصنيفات
الفقه واصوله

[فوائد مستخلصة] بعض خصائص يوم الجمعة وهدي النبي في يوم الجمعة م

[فوائد مستخلصة] بعض خصائص يوم الجمعة وهدي النبي -صلى الله عليه وسلم – في يوم الجمعة من زاد المعاد في هدي خير العباد

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الا مام ابن القيم في الزاد ص 375-380
فصل
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم تعظيمُ هذا اليوم وتشريفه، وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره. وقد اختلف العلماء: هل هو أفضلُ، أم يومُ عرفة؟ على قولين: هما وجهان لأصحاب الشافعي.
وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ في فجره بسورتي (الم تنزيل) و (هل أتى على الإِنسان). ويظن كثير ممن لا علم عنده أن المراد تخصيصُ هذه الصلاة بسجدة زائدة، ويسمونها سجدة الجمعة، وإذا لم يقرأ أحدُهم هذه السورة، استحبَّ قراءة سورة أخرى فيها سجدة، ولهذا كره من كره من الأئمة المداومة على قراءة هذه السورة في فجر الجمعة، دفعاً لتوهم الجاهلين، وسمعت شيخَ الإِسلام ابن تيمية يقول: إنما كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقرأ هاتين السورتين في فجر الجمعة، لأنهما تضمنتا ما كان ويكون في يَومِها، فإنهما اشتملتا على خلق آدم، وعلى ذِكر المعاد، وحشر العباد، وذلك يكون يومَ الجمعة، وكان في قراءتهما في هذا اليوم تذكيرٌ للأمة بما كان فيه ويكون، والسجدة جاءت تبعاً ليست مقصودة حتى يقصدَ المصلي قراءتها حيثُ اتفقت. فهذه خاصة من خواص يوم الجمعة.
ص -376- الخاصة الثانية: استحبابُ كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيه وفي ليلته، لقوله صلى الله عليه وسلم "أكثِروا مِنَ الصلاة عَلَّي يوم الجُمُعة وَلَيْلَة الجُمُعة". ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم سيدُ الأنام، ويوم الجمعة سيدُ الأيام، فللصلاةِ عليه في هذا اليوم مزيةٌ ليست لغيره مع حكمة أخرى، وهي أن كل خير نالته أمتُه في الدنيا والآخرة، فإنما نالته على يده، فجمع اللّه لأمته به بين خيري الدنيا والآخرة، فأعظمُ كرامة تحصل لهم، فإنما تحصل يوم الجمعة، فإن فيه بعثَهم إلى منازلهم وقصورِهم في الجنَّة، وهو يومُ المزيد لهم إذا دخلوا الجنَّة، وهو يوم عيد لهم في الدنيا، ويوم فيه يُسعفهم اللّه تعالى بطلباتهم وحوائجهم، ولا يَرُدُّ سائلهم، وهذا كلُ إنما عرفوه وحصل لهم بسببه وعلى يده، فمن شكرِه وحمده، وأداءِ القليل من حقه صلى الله عليه وسلم أن نكثر الصلاة عليه في هذا اليوم وليلته.
الخاصة الثالثة: صلاة الجمعة التي هي من آكد فروض الإِسلام، ومِن أعظم مجامع المسلمين، وهي أعظمُ مِن كل مجمع يجتمعون فيه وأفرضُه سوى مجمع عرفة، ومن تركها تهاوناً بها، طبع اللهُ على قلبه، وقُربُ أهل الجنة يومَ القيامة، وسبقُهم إلى الزيارة يومَ المزيد بحسب قُربهم من الإِمام يومَ الجمعة وتبكيرهم.
الخاصة الرابعة: الأمر بالاغتسال في يومها، وهو أمرٌ مؤكد جداً، ووجوبه أقوى مِن وجوب الوتر، وقراءة البسملة في الصلاة، ووجوب الوضوءِ من مس النساء، ووجوب الوضوءِ مِن مرِّ الذكر، ووجوب الوضوءِ من القهقهة في الصلاة، ووجوب الوضوءِ من الرُّعاف، والحِجامة، والقيء، ووجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير، ووجوب القراءة على المأموم.
ص -377- وللناس في وجوبه ثلاثةُ أقوال: النفيُ والإِثبات، والتفصيلُ بين من به رائحة يحتاج إلى إزالتها، فيجب عليه، ومن هو مستغن عنه، فيستحب له، والثلاثة لأصحاب أحمد.

الخاصة الخامسة: التطيب فيه، وهو أفضل من التطيب في غيره من أيام الأسبوع.
الخاصة السادسة: السِّواك فيه، وله مزية على السواك في غيره.
الخاصة السابعة: التبكير للصلاة.
الخاصة الثامنة: أن يشتغل بالصلاة، والذكر، والقراءة حتى يخرج الإِمام.
الخاصة التاسعة: الإِنصات للخطبة إذا سمعها وجوباً في أصح القولين، فإن تركه، كان لاغياً، ومن لغا، فلا جمعة له، وفي "المسند"، مرفوعاً "والذي يقول لِصاحِبِه أنصِتْ، فَلا جُمُعَةَ لَهُ".
الخاصة العاشرة: قراءة سورة الكهف في يومها، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرأَ سُورَةَ الكَهْفِ يَوْمَ الجمُعَةِ، سَطَعَ لَهُ نُورٌ مِن تَحتِ قَدَمِهِ إلى عَنَانِ السَّمَاء يُضىء بِه يَوْمَ القِيامَةِ، وغُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الجُمُعَتَيْنِ".

ص -378- وذكره سعيد بن منصور مِن قول أبي سعيد الخُدري وهو أشبه.
الحادية عشرة: إنه لا يُكره فعلُ الصلاة فيه وقتَ الزوال عند الشافعى رحمه اللّه ومن وافقه، وهو اختيار شيخنا أبي العباس بن تيمية، وَلَم يكن اعتمادُه. على حديث ليث، عن مجاهد، عن أبي الخليل، عن أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كره الصلاة نِصف النهار إلا يومَ الجمعة. وقال: إنَّ جَهَنَّمَ تُسَجَّرُ إلاَّ يَوْمَ الجُمُعَة وإنما كان اعتمادُه على أن من جاء إلى الجمعة يُستحب له أن يُصلِّيَ حتى يخرج الإِمام، وفي الحديث الصحيح "لا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الجُمعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِن دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِن طِيبِ بَيتِه، ثُمَّ يَخرُجُ، فَلاَ يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْن، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ ينْصِتُ إذا تَكَلَّمَ الإِمَامُ إلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا بَينةُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأخْرَى". رواه البخاري فندبه إلى الصلاة ما كتِب له، ولم يمنعه عنها إلا في وقت خروج الإِمام، ولهذا قال غيرُ واحد من السلف، منهم عمر
ص -379- بن الخطاب رضي اللّه عنه، وتبعه عليه الإِمام أحمد بن حنبل: خروجُ الإِمام يمنع الصلاة، وخطبتُه تمنع الكلام، فجعلوا المانع من الصلاة خروجَ الإِمام، لا انتصافَ النهار.
وأيضاً، فإن الناس يكونون في المسجد تحت السقوف، ولا يشعرُون بوقت الزوال، والرجلُ يكون متشاغِلاً بالصلاة لا يدرى بوقت الزوال، ولا يُمكنه أن يخرج، ويتخطَّى رقاب الناس، وينظُر إلى الشمس ويرجِعَ، ولا يشرع له ذلك.
وحديث أبي قتادة هذا، قال أبو داود: هو مرسل لأن أبا الخليل لم يسمع من أبي قتادة، والمرسل إذا اتصل به عمل، وَعَضَدَهُ قياسٌ، أو قولُ صحابي، أو كان مرسله معروفاً باختيار الشيوخ ورغبتهِ عن الرواية عن الضعفاء والمتروكين ونحو ذلك مما يقتضي قوته، عُمِلَ به.
وأيضاً، فقد عضده شواهد أخر، منها ما ذكره الشافعي في كتابه فقال: روي عن إسحاق بن عبد اللّه، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم نَهى عَنِ الصَّلاةِ نِصفَ النهار حتى تزول الشمسُ إلا يومَ الجمعة. هكذا رواه رحمه اللّه في كتاب "اختلاف الحديث" ورواه في "كتاب الجمعة" حدثنا إبراهيم بن محمد، عن إسحاق، ورواه أبو خالد الأحمر، عن شيخ من أهل المدينة، يقال له: عبد اللّه بن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد رواه البيهقي في "المعرفة" من حديث عطاء بن عجلان، عن أبي نضرة، عن أبى سعيد وأبي هريرة قالا: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم ينهى عن الصلاة نِصفَ النهار، إلا يوم الجمعة ولكن
ص -380- إسناده فيه من لا يحتج به، قاله البيهقي، قال: ولكن إذا انضمت هذه الأحاديث إلى حديث أبي قتادة أحدثت بعض القوة. قال الشافعي: من شأن الناس التهجير إلى الجمعة، والصلاةُ إلى خروج الإِمام، قال البيهقى: الذي أشار إليه الشافعي موجود في الأحاديث الصحيحة وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم رغَّب في التبكير إلى الجمعة، وفي الصلاة إلى خروج الإِمام من غير استثناء، وذلك يُوافِق هذه الأحاديث التي أُبيحت فيها الصلاة نصف النهار يوم الجمعة، وروينا الرُّخصة في ذلك عن عطاء، وطاووس، والحسن، ومكحول. قلت: اختلف الناسُ في كراهة الصلاةِ نِصفَ النهار على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه ليس وقت كراهة بحال، وهو مذهب مالك.
الثاني: أنه وقت كراهة في يوم الجمعة وغيرها، وهو مذهب أبي حنيفة، والمشهور من مذهب أحمد.
والثالث: أنه وقت كراهة إلا يومَ الجمعة، فليس بوقت كراهة، وهذا مذهب الشافعي.
ثم ذكر جملة منخصائصه فمن اراد مزيد بيان فليرجع إى زاد المعاد فغي هدي خير العباد لابن القيم
المصدر زاد المعاد في هدي خير العباد
تأليف :محمد بن إبي بكر بن قيم الجوزية
الناشر:
مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان
الثالثة, 1406هـ/1986م

منقول لتعم للفائدة والاجر




جزاك الله عنا خيرا أم ليلى و جعله في ميزان حسناتكتعليمية




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
القران الكريم

[مقتطف] [ تذكير]آية قال عنها النبي وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ

تعليمية تعليمية

[مقتطف] [ تذكير]آية قال عنها النبي-صلى الله عليه وسلم- وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا!

عنْ عُبَيْدُ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ أنَّهُ قَالَ لعَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهُا:
أَخْبِرِينَا بِأَعْجَبِ شَيْءٍ رَأَيْتِيهِ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!
قَالَ: فَسَكَتَتْ، ثُمَّ قَالَتْ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةً مِنْ اللَّيَالِيِ؛ قَالَ:
يَا عَائِشَةُ! ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ اللَّيْلَةَ لِرَبِّي .
قُلْت: وَالله إنِّي لَأُحِبُّ قُرْبَك، وَأُحِبُّ مَا يَسُرُّك!
قَالَتْ: فَقَامَ فَتَطَهَّرَ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي،
قَالَتْ: فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ حِجْرَهُ،
قَالَتْ: وَكَانَ جَالِسًا فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ لِحْيَتَهُ،
قَالَتْ: ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ الأرْضَ!
فَجَاءَ بِلاَلٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ؛ فَلَمَّا رَآهُ يَبْكِي؛ قَالَ: يَا رَسُولَ الله! تَبْكِي وَقَدْ غَفَرَ الله لَك مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِك وَمَا تَأَخَّرَ؟!
قَالَ: أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟ لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَةٌ وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا!
{إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآيَةَ كُلَّهَا".
رواه ابن حبان وغيره ، وصححه الشيخ الألباني-رحمه الله- انظر: "صحيح التّرغيب والتّرهيب"؛ رقم الحديث: (1468)


منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
الفقه واصوله

[مقتطف] تطبيق أبي سعيد الخدري وأحمد بن حنبل لقول النبي " فَإِنْ

[مقتطف] تطبيق أبي سعيد الخدري وأحمد بن حنبل لقول النبي -صلى الله عليه وسلم – " فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ "

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا تطبيق عملي لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال:إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إِلَى شَيْءٍ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ ، فَأَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَلْيَدْفَعْهُ ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ " رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، وهذه التطبيق من راوي الحديث ومن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل -رحمه الله-أريد به الرد على طائفتين، طائفة شاذة تفهم الحديث على معنى القتال والمطاعنة بالسلاح! ، وطائفة تُسهل بالأمر فتقول: إن المراد الحرص على الدفع لكن لا يصل ذلك إلى ما فيه شدة، وكلاهما مخطئ ودونكم الآثار.

روى ابن أبي شيبة في مصنفه فقال:

2930- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا عَاصِمٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : كَانَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَائِمًا يُصَلِّي ، فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ فَدفَعَهُ وَأَبَى إِلاَّ أَنْ يَمْضِيَ ،فدَفَعَهُ أَبُو سَعِيدٍ فَطَرَحَهُ ، فَقِيلَ لَهُ : تَصْنَعُ هَذَا بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ فَقَالَ : وَاللَّهِ لَوْ أَبَى إِلاَّ أَنْ آخُذَ بِشَعْرِهِ لأَخَذْتُ.وهذا إسناد ظاهره الصحة.

– وهكذا أورد العيني في "عمدة القاري" ما رواه أبو الفضل ابن دكين في كتاب "الصلاة" قال:
حدثنا عبد الله بن عامر عن زيد بن أسلم قال بينما أبو سعيد قائم يصلي في المسجد فأقبل الوليد بن عقبة بن أبي معيط فأراد أن يمر بين يديه فرده ، فأبى إلا أن يمر ، فدفعه ولكمه ا.هـــ
قلت: والبخاري رواه في الصحيح في سبب الحديث لكن فيه "فَأَرَادَ شَابٌّ مِنْ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَدَفَعَ أَبُو سَعِيدٍ فِي صَدْرِهِ، فَنَظَرَ الشَّابُّ فَلَمْ يَجِدْ مَسَاغًا إِلَّا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَعَادَ لِيَجْتَازَ، فَدَفَعَهُ أَبُو سَعِيدٍ أَشَدَّ مِنَ الأُولَى"
ولا شك أن رواية نعيم أصرح في مقدار الشدة التي وقعت منه -رضي الله عنه- لكن عبد الله بن عامر هو الأسلمي ضعيف فلذا أخرت هذه الرواية.

– ونقل ابن رجب في "الفتح" صنيع الإمام أحمد -رحمه الله- فقال ما نصه:
وقال أبو الحارث : أخبرني بعض أصحابنا ، أنّه رأى أحمد يوم الجمعة يصلي في مسجد الجامع ، فمر بين يديه رجل فرده ، فأبى أن يرجع ، فدفعه حتى رمى به . ا.ه [2/ 673]

فهذان الخبران صريحان في الدفع الشديد ولو أدى إلى الطرح أرضا.

لكن من الحكمة أن يراعي المرء الأحوال ، فقد يُعتدى عليه إن كان مستضعفا، ومن طريف ما قرأت ما أورده ابن أبي شيبة كذلك فقال:
2933- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، قَالَ : قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ : أَدَعُ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيَّ ؟ قَالَ : لا ، قُلْتُ : فَإِنْ أَبَى ، قَالَ : فَمَا تَصْنَعُ ؟ قُلْتُ : بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ لا يَدَعُ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ -[قلت: أي ابن جبير]- : إِنْ ذَهَبْتَ تَصْنَعُ صَنِيعَ ابْنِ عُمَرَ دُقَّ أَنْفُكَ.

وهكذا التدرج ينبغي أن يلاحظ، وقد ورد في نص الحديث الإشارة إليه، وجاء من فعل الإمام أحمد -رحمه الله- فروى ابن هانئ:
رأيت أبا عبد الله إذا صلى فمر بين يديه أحد دفعه دفعا رفيقا ، فإن أبى إلا أن يمر دفعه دفعا شديدا، إذا لم يكن له موضع يتنحى حتى يجوز، دفعه دفعا شديدًا ا.هـ 1/ 66

منقول لتعم للفائدة والاجر




جزااكي الله كل الخير




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




بارك الله فيك




التصنيفات
القران الكريم

[سنن مهجورة] سنة مهجورة قالها الجن في سورة وأقرها النبي صلى الله عليه وسلم ||-القران

تعليمية تعليمية

[سنن مهجورة] سنة مهجورة قالها الجن في سورة وأقرها النبي صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

جاء في صحيح الترمذي كما حَدَّثَ الشيخ المُحَدِّث الألباني رحمه الله، وأيضاً كما أورد الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في عمدة التفسير:

[3291] حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ أَبُو مُسْلِمٍ السَّعْدِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى الله عَلَيْه وَسَلّم عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةَ الرَّحْمَنِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا، فَسَكَتُوا، فَقَالَ: " لَقَدْ قَرَأْتُهَا عَلَى الْجِنِّ لَيْلَةَ الْجِنِّ فَكَانُوا أَحْسَنَ مَرْدُودًا مِنْكُمْ، كُنْتُ كُلَّمَا أَتَيْتُ عَلَى قَوْلِهِ: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ قَالُوا: لَا بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ فَلَكَ الْحَمْدُ "

فمن يُطَبّق هذه السُنّة الآن عند تلاوته لسورة الرحمن؟

فهناك من يعلم الحديث ومع ذلك لا يطبق ما فيه أو لايطيقه لورود الآية في أكثر من موضع بالسورة والله المستعان..

الحمد لله على نعمة الإسلام والسُنّة..

الحمد لله رب العالمين..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

دروس وعبر مستفادة من حجة النبي صلى الله عليه وسلم.

دروس وعبر مستفادة من حجة النبي صلى الله عليه وسلم.
الشيخ د.عاصم بن عبدالله القريوتي
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:
فيقول الله تبارك و تعالى: )قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا( [الكهف:110].
ويقول الإمام ابن كثير الدمشقي – رحمه الله – في تفسيره في هذه الآية:
)فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا(أي: ما كان موافقًا لشرع الله عز وجل، )وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا(وهو الذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له، وهذان ركنا العمل المتقبل لا بد أن يكون خالصا لله، صوابا على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم».
وروى الشيخان الإمامان: البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فقال:
«أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني».
ونحن معشر المسلمين إنما أمرنا بالإتباع الحق للرسول الله صلى الله عليه وسلم، والاهتداء بهديه في سائر الطاعات والقربات.
ولقد صلَّى النبيُّ محمد صلى الله عليه وسلم مرة على المنبر كما روى ذلك الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري عن سهل بن سعد رضي الله عنه إذ قال:
«ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عليه فكبر وكبر الناس وراءه وهو على المنبر، ثم رفع فنزل القهقرى حتى سجد في أصل المنبر، ثم عاد حتى فرغ من آخر صلاته، ثم أقبل على الناس فقال: يا أيها الناس إني صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي».
وروى الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله بسنده إلى مالك بن الحويرث رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلوا كما رأيتموني أصلي».
و لقد كان الصحابة رضي الله عنهم يحرصون على معرفة صفة وضوئه وصلاته وسائر عباداته صلى الله عليه وسلم، وضربوا لنا صوراً رائعة من الطاعة والاستجابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والتأسي به مع الحذر والتحذير من مخالفة نهجه وهديه، نجد ذلك مسطورا في ثنايا كتب الحديث والعقيدة المسندة وغيرها.
ولقد حجَّ النبي صلى الله عليه وسلم مع صحابته رضي الله عنهم وقال: «لِتَأْخُذُوا مَنَاسِككُمْ فَإِنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجّ بَعْد حَجَّتِي هَذِهِ». رواه مسلم وأبو داود و غيرهما.
و فِي هذا الحديث كما قال الإمام النووي – رحمه الله -: «إِشَارَة إِلَى تَوْدِيعهمْ وَإِعْلَامهمْ بِقُرْبِ وَفَاته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَثّهمْ عَلَى الاعْتِنَاء بِالأَخْذِ عَنْهُ، وَانْتِهَاز الْفُرْصَة مِنْ مُلازَمَته، وَتعلُّم أُمُور الدِّين، وَبِهَذَا سُمِّيَتْ حَجَّة الْوَدَاع وَاَللَّه أَعْلَم».
ولقد روى جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه صفة حج النبي في حديث اشتهر بـ «حديث جابر الطويل في الحج» وهو حديث عظيم رواه الإمام مسلم – رحمه الله – في صحيحه.
و يقول النووي في هذا الحديث: «وَهُوَ حَدِيث عَظِيم مُشْتَمِل عَلَى جُمَل مِنْ الْفَوَائِد وَنَفَائِس مِنْ مُهِمَّات الْقَوَاعِد، وَهُوَ مِنْ أَفْرَاد مُسْلِم لَمْ يَرْوِهِ الْبُخَارِيّ فِي صَحِيحه، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ كَرِوَايَةِ مُسْلِم.قَالَ الْقَاضِي: وَقَدْ تَكَلَّمَ النَّاس عَلَى مَا فِيهِ مِنْ الْفِقْه، وَأَكْثَرُوا، وَصَنَّفَ فِيهِ أَبُو بَكْر بْن الْمُنْذِر جُزْءًا كَبِيرًا، وَخَرَّجَ فِيهِ مِنْ الْفِقْه مِائَة وَنَيِّفًا وَخَمْسِينَ نَوْعًا، وَلَوْ تُقُصِّيَ لَزِيدَ عَلَى هَذَا الْقَدْر قَرِيب مِنْهُ».
أقول: إنَّ من أبرز معالم الإتباع في هذا الحديث العظيم، والدروس العظيمة المستفادة منه حرص الصحابة رضي الله عنهم على الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأعظم بها من رفقة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في ركن عظيم من أركان الإسلام استجابة لداعي الله )وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ( [الحج:27].
ولقوله تعالى:)وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ( [آل عمران:97].
ويقول جابر الأنصاري رضي الله عنه في وصفه حجة النبي صلى الله عليه وسلم:
«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج، ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج، فقدم المدينة بشر كثير، كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم ويعمل مثل عمله».
نعم، هكذا كانت سرعة الاستجابة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الأذان بالحج، وكلُّهم يحرص على الائتمام برسول الله صلى الله عليه وسلم والتأسي به، والعمل مثل عمله، حتى وصف جابر التفاف الصحابة حول النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «نظرت إلى مد بصري بين يديه من راكب وماش، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك».
ويقول أيضاً: «ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملنا به».
ولم تكن سرعة استجابة الصحابة رضي الله عنهم لأوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم خاصة بالحج بل في كلِّ أمر، كما وصف الله سبحانه عباده المؤمنين وأثنى عليهم بقوله تعالى:)إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ( [النور:51].
والصحابة هم أولى وأول من يدخل ضمن )الْمُؤْمِنِينَ( في هذه الآية الكريمة.
و يقول جابر رضي الله عنه في سياقه للحديث: )فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أصنع ؟ قال: اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي(.
فانظري أختي المسلمة – رعاك الله – ما في سؤال أسماء الخثعمية )رضي الله عنها( النبيَّ صلى الله عليه وسلم ماذا تصنع عندما ولدت؛ إذ لم يمنعها الحياء من السؤال في دين الله وعن حكم الشرع في ذلك، وهذا يدلُّ على مدى حرص صحابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم على السنة والإتباع.
ومن ذلك تقول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وعن سائر الصحابة: «نعم النساء نساء الأنصار؛ لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقَّهنَ في الدِّين» رواه مسلم.
ثم ذكر جابر رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي، وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل»إلى أن قال: «وقدم علي من اليمن ببُدْن النبي صلى الله عليه وسلم فوجد فاطمة رضي الله عنها ممن حلَّ ولبست ثيابا صبيغا واكتحلت، فأنكر ذلك عليها فقالت: إنَّ أبي أمرني بهذا، قال: فكان علي يقول بالعراق فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محرشا على فاطمة للذي صنعت، مستفتيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكرت عنه فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها فقال:صدقت صدقت».
وإنَّ في قصة فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع زوجها علي – رضي الله عنهما وعن سائر الصحابة – لدليل آخر على حرص الصحابة على السنة والإتباع؛ إذ ما كان من فاطمة رضي الله عنها لما سمعت الأمر من النبي صلى الله عليه وسلم بالتحلل لمن لم يسق الهدي ويجعلها عمرة – وكانت لم تسق الهدي – إلا بأن تحلَّلت من إحرامها بالحج وجعلته عمرة، ولما قدم زوجها رضي الله عنه من اليمن وجدها ممن حل من إحرامه، حيث لبست ثياباً صبيغاً واكتحلت، فأنكر ذلك رضي الله عنه؛ إذ أنَّى لها ذلك وهي محرِمة؟ فما كان من علي رضي الله عنه إلا أن ذهب للنبي صلى الله عليه وسلم – حيث إنه لم يكن يعلم أمر النبي بالحل لمن لم يسق الهديمعاتباً فاطمة ما صنعت، ومستفتياً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكرت عنه، فأجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً عما سأل واستشكل علي ما فعلته فاطمة فقال له: «صدَقَتْ صَدَقَتْ»أي أن ما فعلته لتحللها إنما هو من أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: «ماذا قلتَ حين فرضت الحج؟ قال: قلت اللهم إني أهل بما أهل به رسولُك».
أقول: وإنَّ في إحرام علي رضي الله عنه على وجه ما أحرم به رسول الله صلى الله عليه وسلم لدليل آخر على مدى حرصه على الإتباع، حيث إنه لم يشاهد ويعلم ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته، و لذا قال: «اللهم إني أهل بما أهل به رسولك»، وهذا هو الإتباع الحق المتعين، وهذا هو شأن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما ساق جابر رضي الله عنه خطبة النبي صلى الله عليه وسلم العظيمة بنمِرة التي قال فيها:
«إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. ألا كلُّ شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع. ودماء الجاهلية موضوعة، وإنَّ أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل. وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع رِبانا؛ رِبَا عباس بن عبد المطلب فإنَّه موضوع كله. فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فُرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف. وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله. وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟. قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاث مرات».
وإنَّ في هذه الخطبة دلالات عظيمة، ومعان وأبعاد كبيرة، ومن ذلك ما نحن بصدده حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله».
وفي هذا إقامة الحجة والبيان، وبأن من تمسك بهذا القرآن واعتصم به لا يضل ولا يشقى، وكتاب الله عز وجل هو الكتاب المبين، فيه الهدى والنور، وهو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وإن مما في كتاب الله عز وجل الأمر بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يخفى على كل مسلم ما للسنة النبوية من مكانة في الشرع وقد قال الله عز وجل: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً([النساء:59].
وهي بلا أدنى ريبة داخلة ضمن قول الله عز وجل: )إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ( [الحجر:9]؛ لأنَّها المبيِّنة والموضحة لكتاب الله إذ يقول سبحانه وتعالى: )وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ( [النحل: من الآية44].
و السنة وحيٌ من الله؛ إذ يقول الله جل جلاله: )وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى([النجم:3-4].
وإن في وصف جابر رضي الله عنه صفة ما رمى به النبي الجمار في قوله:
«فرماها بسبع حصيات يُكبِّر مع كلِّ حصاة منها مثل حصى الخذف» لدليلٌ على أن السنة رمي الحصيات على نحو ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم دون مجاوزة الحد.
ولقد نهينا عن الغلو في كتاب الله وسنة رسوله حيث قال الله تعالى:
)يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ( [النساء: 171]، ويقول تبارك وتعالى: )قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ( [المائدة:77].
وذلك لأن أمتنا أمة وسطية وديننا دين وسط كما قال سبحانه:)وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا([البقرة: 143].
ولقد وردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة، فيها التحذير من الغلو، ومنها ما يتعلق برمي الجمار ما رواه النسائي و ابن ماجه عن ابن عباس – رضي الله عنهماقال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة وهو على راحلته: «هات القط لي، فلقطت له حصيات هن حصى الخذف. فلما وضعتهن في يده قال: بأمثال هؤلاء وإياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين».
أخي القارئ: إن في هذه الدروس والوقفات، عبرة لنا في أن نتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم، في حجه وسائر العبادات، لما أسلفت من كون الإتباع شرط في قبول العمل.
وحريٌّ بك أيها الحاج، وقد عزمت على أداء الحج وتحملت المشاق، بأن تجرد ذلك لله وأن تتحرى هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
ختاماً:
اسأل الله أن يتقبل منا جميعاً سائر عباداتنا، وأن يرزقنا الإخلاص له سبحانه، وأن يجنبنا الشرك صغيرة وكبيرة، وأن يوفقنا للإتباع الصادق للنبي صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين




بارك الله فيك




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

هل قوله تعالى : {يد الله فوق أيديهم} , أي يده سبحانه حقيقة أم يد النبي صلى الله عليه

تعليمية تعليمية
هل قوله تعالى : {يد الله فوق أيديهم} , أي يده سبحانه حقيقة أم يد النبي صلى الله عليه وسلم ؟

هل قوله تعالى : {يد الله فوق أيديهم} , أي يده سبحانه حقيقة أم يد النبي صلى الله عليه وسلم ؟

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه , أما بعد :

أُشكل على بعض إخواننا من العوام تصريح الشيخ العلامة الفقيه العثيمين رحمه الله تعالى أن المقصود من قوله تعالى (يد الله فوق أيديهم) أي يد النبي صلى الله عليه وسلم ! , فقالوا ( وهذا تأويل صريح ! )

فأقول بحول الله وقوته :

لقد اختلف علماء السنة في تفسير هذه الآية فمنهم من فسّرها بأنها يد الله حقيقة – وهو الراجح إن شاء الله تعالى – , ومنهم من فسرها أنها يد النبي صلى الله عليه وسلم وأضيفت إلى الله لأنه رسوله مثل العثيمين رحمه الله – ثم وقفت على كلام له مغاير لما قرّره كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى – , ومنهم من لم يُصرّح أو قوله محتمل مثل العلامة ابن كثير رحمه الله تعالى ..

ولا خلاف بين أهل السنة كافّة في إثبات صفة اليد لله سبحانه ولكنّ الخلاف هو في تفسير هذه الآية لا أكثر …

قال العلامة ابن كثير رحمه الله كما في "تفسيره" :

(يد الله فوق أيديهم)

أي هو حاضر معهم يسمع أقوالهم ويرى مكانهم ويعلم ضمائرهم وظواهرهم فهو تعالى هو المبايع بواسطة رسول الله صلى الله عليه وسلم

كقوله تعالى: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن, ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم}.

وقد قال ابن أبي حاتم: حدثناعلي بن الحسين, حدثنا الفضل بن يحيى الأنباري: حدثنا علي بن بكار عن محمدبن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سل سيفه في سبيل الله فقد بايع الله»



قلت ( محمود ) : " هذا الحديث قال عنه الألباني ( ضعيف ) انظر حديث رقم : 5631 في ضعيف الجامع للألباني رحمه الله "

وحدثنا أبي, حدثنا يحيى بن المغيرة, أخبرنا جرير عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجر «والله ليبعثنه الله عز وجل يوم القيامة له عينان ينظر بهما ولسان ينطق به ويشهد على من استلمه بالحق فمن استلمه فقد بايع الله تعالى»

ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم}

قلت ( محمود ) ) : هذا الحديث قال عنه العلامة مقبل الوادعي رحمه الله كما في ( أحاديث معلة ) صفحة 226: إسناده حسن ، غير أن زيادة : فمن استلمه فقد بايع الله شاذة )

ولهذا قال تعالى ههنا: {فمن نكث فإنما ينكث على نفسه} أي إنما يعود وبال ذلك على الناكث والله غني عنه {ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً} أي ثواباً جزيلاً. وهذه البيعة هي بيعة الرضوان وكانت تحت شجرة سمر بالحديبية, وكان الصحابةرضي الله عنهم الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ قيل ألفاًوثلثمائة, وقيل وأربعمائة, وقيل وخمسمائة, والأوسط أصح "

انتهى كلام ابن كثير رحمه الله

=-=-=-=-=-=–=-=–

وكما ترى أن الأحاديث التي استدل بها العلامة بن كثير رحمه الله كلها ضعيفة لا تخلو من مقال

ولا أدري لعل العلامة بن كثير لم يقصد أنها يد النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة فهو كثيرا ما يذكر لازم الصفة فقط في تفسيره لذا فقد ظن بعض من لا يحسن الفهم أنه يتأول الصفات ! وهذا خطأ وغير صحيح


وهذا الذي أشار إليه – أو مال إليه والله أعلم – الإمام ابن كثير رحمه الله , هو الذي ذهب إليه العلامة الفقيه العثيمين رحمه الله كما في شرحه على العقيدة الواسطية الشريط الحادي عشر وقال:

أن اليد هنا في هذه الآية هي يد رسول الله وأضيفت لرب العزة لأنه رسوله
واستشهد بقوله تعالى : (( فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ))….فقال من الذي قرأ ؟ أليس هو جبريل عليه السلام ؟؟ ومع ذلك أضافها الله إليه لأن جبريل عليه السلام هو رسوله …إلخ كلامه رحمه الله تعالى

وقد سئل الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى

السؤال
:
هل أهل السنة يؤولون اليد في قوله تعالى: (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم )؟

الإجابة:

" ينبغي أن نعلم أن التأويل عند أهل السنة ليس مذموماً كله، بل المذموم منه ما لم يدل عليه دليل، وما دل عليه الدليل يسمي تفسيراً، سواء كان الدليل متصلاًبالنص، أو منفصلاً عنه، فصرف الدليل عن ظاهره ليس مذموماً على الإطلاق.
ومثال التأويل بالدليل المتصل ما جاء في الحديث الثابت في صحيح مسلم في قوله تعالى في الحديث القدسي: "عبدي جعت فلم تطعمني، ومرضت فلم تعدني"، فظاهر هذا الحديث أن الله نفسه هو الذي جاع وهو الذي مرض، وهذا غير مراد قطعاً، ففسر هذا الحديث بنفس الحديث: "فقال: أما علمت أن عبدي فلاناً جاع فلم تطعمه، وعبدي فلاناً مرض فلم تعده"،فالذي صرف ظاهر اللفظ الأول إلى هذا المعنى هو الحديث القدسي نفسه، فلا يقال: إن صرف ظاهر اللفظ الأول إلى هذا المعنى الثاني تأويل مذموم.
وقال تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}، فظاهر اللفظ أنك إذا بدأت القراءة لم تستعذ، لكن قد دل الدليل المنفصل على أن معنى: {إذا قرأت} أي إذا أردت أن تقرأ.
لكن عبَّر عن الإرادة بالفعل ليبين أن المراد بذلك الإرادة المقترنة بالفعل لا الإرادة السابقة، ولو أراد التعبير بالفعل لكان الإنسان إذا أراد في الصباح أن يقرأ في المساء قلنا له: "استعذ بالله من الشيطان الرجيم" لأنك ستقرأ في آخر الليل، لكن لما عبر بالفعل عن الإرادة دل على أن الإرادة هي الإرادة التي يقترن بها الفعل.

فإذا فهمنا هذه القاعدة وهي أن التأويل الذي قام الدليل عليه ليس مذموماً عرفنا الجواب عن الآية التي ساقها السائل.

فهل الصحابة في صلح الحديبية كانوا يبايعون الله؟ هم في الحقيقة كانوا يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، وذلك في قوله سبحانه: ( يبايعونك ) ، لكن لما كان الرسول مبلغاً عن الله سبحانه صارت مبايعة الرسول كمبايعة الله، وصار الذي يبايعه كأنما يبايع الله.

وقوله تعالى: (يد الله فوق أيديهم) المعلوم أن يد الله حقيقة ليست فوق أيديهم، وأن التي فوق أيديهم عندالمبايعة هي يد الرسول صلى الله عليه وسلم لكن الرسول كان مبلغاً عن الله.

ويجوز أن نقول: ( يد الله فوق أيديهم) على سبيل العلو المطلق، فالله سبحانه بذاته فوق كل شيء، والله أعلم. "

المصدر :

مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول – باب الأسماء والصفات.


ثم وقفت على كلام للشيخ العثيمين رحمه الله مغاير لما قرّره فيما سبق من هذه الفتاوى ولعله هو القول الأخير له والله أعلم

قال العثيمين رحمه الله في شرحه على ( القواعد المثلى ) :

" الجملة الثانية : قوله تعالى : { يد الله فوق أيديهم } [ الفتح : 10]

وهذه أيضاً على ظاهرها وحقيقتها فإن يد الله تعالى فوق أيدي المبايعين لأن يده من صفاته وهو سبحانه فوقهم على عرشه فكانت يده فوق أيديهم وهذا ظاهر اللفظ وحقيقته وهو لتوكيد كون مبايعة النبي صلى الله عليه سلم مبايعة الله عز وجل ولا يلزم منها أن تكون يد الله جل وعلا مباشرة لأيديهم ألا ترى أنه يقال : السماء فوقنا مع أنها مباينة لنا بعيدة عنا فيد الله عز وجل فوق أيدي المبايعين لرسوله صلى الله عليه وسلم مع مباينته تعالى لخلقه وعلوه عليهم . "

انتهى كلامه رحمه الله

وقال شيخ الإسلام رحمه الله كما في ( الفتاوى 1/429) :

" فَإِنْ سُئِلْنَا أَتَقُولُونَ لِلَّهِ يَدَانِ ؟ قِيلَ : نَقُولُ ذَلِكَ وَقَدْ دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى : (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) وقَوْله تَعَالَى { لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ { إنَّ اللَّهَ مَسَحَ ظَهْرَ آدَمَ بِيَدِهِ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّتَهُ وَخَلَقَ جَنَّةَ عَدْنٍ بِيَدِهِ وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ } وَقَدْ جَاءَ فِي الْخَبَرِ الْمَذْكُورِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ وَخَلَقَ جَنَّةَ عَدْنٍ بِيَدِهِ وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ وَغَرَسَ شَجَرَةَ طُوبَى بِيَدِهِ } وَلَيْسَ يَجُوزُ فِي لِسَانِ الْعَرَبِ وَلَافِي عَادَةِ أَهْلِ الْخِطَابِ أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُ عَمِلْت كَذَا بِيَدِي وَيُرِيدَ بِهَا النِّعْمَةَ "

انتهى كلامه رحمه الله

وقال العلامة الحافظ الشنقيطي رحمه الله كما في تفسيره

" قوله تعالى : { ثُمَّ استوى عَلَى العرش يُغْشِي الليل النهار } الآية .
هذه الآية الكريمة وأمثالها من آيات الصفات كقوله

يدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ [ الفتح : 10 ] ونحو ذلك .

أشكلت على كثير من الناس إشكالاً ضل بسببه خلق لا يحصى كثرة ، فصار قوم إلى تعطيل وقوم إلى التشبيهسبحانه وتعالى علواً كبيراً عن ذلك كله – والله جل وعلا أوضح هذا غاية الإيضاح ، ولم يترك فيه أي لبس ولا إشكال ، "

وحاصل تحرير ذلك أنه جل وعلا بين أن الحق في آيات الصفات متركب من أمرين :

أحدهما : تنزيه الله جل وعلا عن مشابهة الحوادث في صفاتهم سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً .

والثاني : الإيمان بكل ما وصف الله به نفسه في كتابه ، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم . لأنه لا يصف الله اعلم بالله من الله
{ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ الله } [ البقرة : 140 ] ،ولا يصف الله بعد الله أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه : { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهوى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يوحى } [ النجم : 3-4 ]

أ*- فمن نفى عن الله وصفاً أثبته لنفسه في كتابه العزيز، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم زاعماً أن ذلك الوصف يلزمه ما لا يليق بالله جل وعلا، فقد جعل نفسه أعلم من الله ورسوله بما يليق بالله جل وعلا . { سُبْحَانَكَ هذا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } [ النور : 16 ] .

ب*- ومن اعتقد أن وصف الله يشابه صفات الخلق ،فهو مشبه ملحد ضال ،

ت*- ومن أثبت لله ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم مع تنزيهه جل وعلا عن مشابهة الخلق،فهو مؤمن جامع بين الإيمان بصفات الكمال والجلال ، والتنزيه عن مشابهة الخلق ،سالم من ورطة التشبيه والتعطيل ، والآية التي أوضح الله بها هذا ."

انتهى كلامه رحمه الله تعالى وهو كلام متين فرحم الله هذا العالم الجهبذ وطيب الله ثراه

وبهذا تعلم أن المقصود باليد في هذه الآية هي يد الله على الحقيقة وأن من قال من أهل السنة بأنها يد النبي صلى الله عليه وسلم – مع إثباته لصفة اليد لله جل وعلا – قوله مرجوح وقد أصاب فيه أجرا واحدا …والله أعلم

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك و جزاك خيرا على الجلب القيم الطيب
بانتظاار المزيد




شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله كل خير

وجعله في ميزان حسناتك




التصنيفات
الشعر والنثر

دمعات عن حب النبي عليه افضل الصلوات

بســــــم الله الرحــمـــن الرحـــيـــم

الســــلام عليـــكم و رحمة الله و بركاته

فـــــداك ابـــي و امــــي يــا رســـــــول الله

كم أحبته القلوب ..

وذرفت لسيرته الدموع ..

وتتجمع أروع الأشواق عند ذكره ..

..

في ذروة المعركة لا احد فيهم يهتم بنفسه ..

كلهم همهم واحد ..

محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

احدهم تقطع يديه اليمنى ثم اليسرى .. وتسيل دمائه .. ويدخل السيف جوف قلبه

ولا يزيد عن .. وما محمد إلا رسول قد خلت من قبلة الرسل

كم أحبوك!!!

ويأتي احدهم يسير بين الطرقات .. يبحث عن النور

تحرك عيناه يمنة ويسره ..

ها قد وجده عليه الصلاة والسلام

يا رسول الله ستكون في أعلى درجات الجنة .. ولن نراك يا رسول الله في الجنة .. وإنا نحبك ونريد أن نكون معك في الجنة

فيقول له صلى الله عليه وسلم أنت مع من أحببت

يقول الصحابة هذا أفضل ما سمعنا

سبحان الله

يخافون أنهم لن يروه في الجنة .. يريدون صحبته في الدنيا والآخرة

ونحن الله المستعان

هل وصلنا لهذا المنزلة ؟؟

نخاف أننا لن نراه في الجنة ؟؟

هل هذا احد همومنا ؟؟

والله إننا لنحبك يا رسول الله .. والله إنننا لنحبك يا رسول الله

خرج حبيبنا عليه الصلاة والسلام إلى السوق فرأى أحد أصحابه واسمه زاهرا

وكان عليه أزكى صلاة وأتم تسليم يحبه

فأحتضنه الرسول صلى الله عليه وسلم من خلفه .. والرجل يحاول الفكاك ..والحبيب قابض عليه

فينادي عليه الصلاة والسلام في السوق بأعلى صوته .. من يشتري هذا العبد ..من يشتري هذا العبد

والناس من حوله يجتمعون

وكم يتمنون أن الحبيب يحضنهم ويمازحهم

فينادي .. من يشترى هذا العبد

والصحابي يحاول الفكاك

فعرف الصحابي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ..

أن خليل الله يحتضنه ..أن الحبيب خلفه ..أن النور يقبضه بيديه ..أن الذي تتفطر قدماه من قيام الليل بجانبه .. أن من يحادث جبريل خلفه

فتسيل دموع الصحابي فرحا وهيبة

يا رسول الله .. يا رسول الله .. اذن تجدني كاسدا

لا انفع أن تبيعني .. لست أهلا لأن أكون بضاعتك

إذن والله تجدني كاسدا

فيقول له الحبيب رافعا من قدره

لكنك عند الله لست بكاسد

أنت عند الله غال .. أنت عند الله غال

فما أحسن خلقك يا رسول الله .. وأحسن صحبتك .. وطيب مخالطك .. وروعة مداعبتك

كم كان كريما معطاءا

كانت عنده تسعون ألف درهم من الذهب

وضعها على حصير .. فقسمها على الناس ولم يبقى منها شيء

جاءه رجل يهديه بضعًا من الرطب والقثاء

فأهداه الحبيب ملء يديه ذهبا

وجاءه احدهم يسأله مالاً .. فيقول له ما عندي شيء ..ولكن أشتري ما شئت وأنا أقضيه عنك

يوم أحد

شجّت وجنتاه .. كسرت رباعيته ..شجّ راسه .. الدماء تسيل منه

فإذا به يدعوا الله عز وجل

اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون .. اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون

كان ذات ليلة يردد

قام الليل يردد آية

(إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم )

ما أرأفه بنا!!

تمر الشهور ولا توقد النار في بيته

كم صبر حبيبنا

صبر على الجوع .. صبر على فقد أحبابه ..صبر على البلايا

هل حقاً أننا نحبه ؟؟

هل اتبعنا ما جاء به ؟؟

هل افتخرنا بسنته ؟؟

هل نعتزّ باسلامنا ؟؟


الله اكبر الله اكبر الله اكبر

لا اله الا الله محمد رسول الله

اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله و صحبه اجمعين

استغفر الله استغفر الله استغفر الله

سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم

اللهم اغفر لي و لوالدي و لجميع المسلمين و المسلمات الاحياء منهم و الاموات

اللهم آتنا في الدنيا حسنة و في الاخرة حسنة و قنى عذاب النار
م
ن
ق
و
ل
للفائدة
تعليميةلاتنسونا بصالح دعائكمتعليمية




سبحان الله وبحده سبحان الله العظيم




اللهم صلي على حبيبك محمد …….شكراااااااااااااا




Merciiiiiii




Merciiiiiii




ششششكرا لك على الموضوع الرائع ششككككككككرااااااااااااا




شكرررراااااااااا