التصنيفات
الفقه واصوله

[مقتطف] تطبيق أبي سعيد الخدري وأحمد بن حنبل لقول النبي " فَإِنْ

[مقتطف] تطبيق أبي سعيد الخدري وأحمد بن حنبل لقول النبي -صلى الله عليه وسلم – " فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ "

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا تطبيق عملي لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال:إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إِلَى شَيْءٍ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ ، فَأَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَلْيَدْفَعْهُ ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ " رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، وهذه التطبيق من راوي الحديث ومن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل -رحمه الله-أريد به الرد على طائفتين، طائفة شاذة تفهم الحديث على معنى القتال والمطاعنة بالسلاح! ، وطائفة تُسهل بالأمر فتقول: إن المراد الحرص على الدفع لكن لا يصل ذلك إلى ما فيه شدة، وكلاهما مخطئ ودونكم الآثار.

روى ابن أبي شيبة في مصنفه فقال:

2930- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا عَاصِمٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : كَانَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَائِمًا يُصَلِّي ، فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ فَدفَعَهُ وَأَبَى إِلاَّ أَنْ يَمْضِيَ ،فدَفَعَهُ أَبُو سَعِيدٍ فَطَرَحَهُ ، فَقِيلَ لَهُ : تَصْنَعُ هَذَا بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ فَقَالَ : وَاللَّهِ لَوْ أَبَى إِلاَّ أَنْ آخُذَ بِشَعْرِهِ لأَخَذْتُ.وهذا إسناد ظاهره الصحة.

– وهكذا أورد العيني في "عمدة القاري" ما رواه أبو الفضل ابن دكين في كتاب "الصلاة" قال:
حدثنا عبد الله بن عامر عن زيد بن أسلم قال بينما أبو سعيد قائم يصلي في المسجد فأقبل الوليد بن عقبة بن أبي معيط فأراد أن يمر بين يديه فرده ، فأبى إلا أن يمر ، فدفعه ولكمه ا.هـــ
قلت: والبخاري رواه في الصحيح في سبب الحديث لكن فيه "فَأَرَادَ شَابٌّ مِنْ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَدَفَعَ أَبُو سَعِيدٍ فِي صَدْرِهِ، فَنَظَرَ الشَّابُّ فَلَمْ يَجِدْ مَسَاغًا إِلَّا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَعَادَ لِيَجْتَازَ، فَدَفَعَهُ أَبُو سَعِيدٍ أَشَدَّ مِنَ الأُولَى"
ولا شك أن رواية نعيم أصرح في مقدار الشدة التي وقعت منه -رضي الله عنه- لكن عبد الله بن عامر هو الأسلمي ضعيف فلذا أخرت هذه الرواية.

– ونقل ابن رجب في "الفتح" صنيع الإمام أحمد -رحمه الله- فقال ما نصه:
وقال أبو الحارث : أخبرني بعض أصحابنا ، أنّه رأى أحمد يوم الجمعة يصلي في مسجد الجامع ، فمر بين يديه رجل فرده ، فأبى أن يرجع ، فدفعه حتى رمى به . ا.ه [2/ 673]

فهذان الخبران صريحان في الدفع الشديد ولو أدى إلى الطرح أرضا.

لكن من الحكمة أن يراعي المرء الأحوال ، فقد يُعتدى عليه إن كان مستضعفا، ومن طريف ما قرأت ما أورده ابن أبي شيبة كذلك فقال:
2933- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، قَالَ : قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ : أَدَعُ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيَّ ؟ قَالَ : لا ، قُلْتُ : فَإِنْ أَبَى ، قَالَ : فَمَا تَصْنَعُ ؟ قُلْتُ : بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ لا يَدَعُ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ -[قلت: أي ابن جبير]- : إِنْ ذَهَبْتَ تَصْنَعُ صَنِيعَ ابْنِ عُمَرَ دُقَّ أَنْفُكَ.

وهكذا التدرج ينبغي أن يلاحظ، وقد ورد في نص الحديث الإشارة إليه، وجاء من فعل الإمام أحمد -رحمه الله- فروى ابن هانئ:
رأيت أبا عبد الله إذا صلى فمر بين يديه أحد دفعه دفعا رفيقا ، فإن أبى إلا أن يمر دفعه دفعا شديدا، إذا لم يكن له موضع يتنحى حتى يجوز، دفعه دفعا شديدًا ا.هـ 1/ 66

منقول لتعم للفائدة والاجر




جزااكي الله كل الخير




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




بارك الله فيك




التصنيفات
القران الكريم

[سنن مهجورة] سنة مهجورة قالها الجن في سورة وأقرها النبي صلى الله عليه وسلم ||-القران

تعليمية تعليمية

[سنن مهجورة] سنة مهجورة قالها الجن في سورة وأقرها النبي صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

جاء في صحيح الترمذي كما حَدَّثَ الشيخ المُحَدِّث الألباني رحمه الله، وأيضاً كما أورد الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في عمدة التفسير:

[3291] حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ أَبُو مُسْلِمٍ السَّعْدِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى الله عَلَيْه وَسَلّم عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةَ الرَّحْمَنِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا، فَسَكَتُوا، فَقَالَ: " لَقَدْ قَرَأْتُهَا عَلَى الْجِنِّ لَيْلَةَ الْجِنِّ فَكَانُوا أَحْسَنَ مَرْدُودًا مِنْكُمْ، كُنْتُ كُلَّمَا أَتَيْتُ عَلَى قَوْلِهِ: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ قَالُوا: لَا بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ فَلَكَ الْحَمْدُ "

فمن يُطَبّق هذه السُنّة الآن عند تلاوته لسورة الرحمن؟

فهناك من يعلم الحديث ومع ذلك لا يطبق ما فيه أو لايطيقه لورود الآية في أكثر من موضع بالسورة والله المستعان..

الحمد لله على نعمة الإسلام والسُنّة..

الحمد لله رب العالمين..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

دروس وعبر مستفادة من حجة النبي صلى الله عليه وسلم.

دروس وعبر مستفادة من حجة النبي صلى الله عليه وسلم.
الشيخ د.عاصم بن عبدالله القريوتي
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:
فيقول الله تبارك و تعالى: )قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا( [الكهف:110].
ويقول الإمام ابن كثير الدمشقي – رحمه الله – في تفسيره في هذه الآية:
)فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا(أي: ما كان موافقًا لشرع الله عز وجل، )وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا(وهو الذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له، وهذان ركنا العمل المتقبل لا بد أن يكون خالصا لله، صوابا على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم».
وروى الشيخان الإمامان: البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فقال:
«أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني».
ونحن معشر المسلمين إنما أمرنا بالإتباع الحق للرسول الله صلى الله عليه وسلم، والاهتداء بهديه في سائر الطاعات والقربات.
ولقد صلَّى النبيُّ محمد صلى الله عليه وسلم مرة على المنبر كما روى ذلك الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري عن سهل بن سعد رضي الله عنه إذ قال:
«ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عليه فكبر وكبر الناس وراءه وهو على المنبر، ثم رفع فنزل القهقرى حتى سجد في أصل المنبر، ثم عاد حتى فرغ من آخر صلاته، ثم أقبل على الناس فقال: يا أيها الناس إني صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي».
وروى الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله بسنده إلى مالك بن الحويرث رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلوا كما رأيتموني أصلي».
و لقد كان الصحابة رضي الله عنهم يحرصون على معرفة صفة وضوئه وصلاته وسائر عباداته صلى الله عليه وسلم، وضربوا لنا صوراً رائعة من الطاعة والاستجابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والتأسي به مع الحذر والتحذير من مخالفة نهجه وهديه، نجد ذلك مسطورا في ثنايا كتب الحديث والعقيدة المسندة وغيرها.
ولقد حجَّ النبي صلى الله عليه وسلم مع صحابته رضي الله عنهم وقال: «لِتَأْخُذُوا مَنَاسِككُمْ فَإِنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجّ بَعْد حَجَّتِي هَذِهِ». رواه مسلم وأبو داود و غيرهما.
و فِي هذا الحديث كما قال الإمام النووي – رحمه الله -: «إِشَارَة إِلَى تَوْدِيعهمْ وَإِعْلَامهمْ بِقُرْبِ وَفَاته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَثّهمْ عَلَى الاعْتِنَاء بِالأَخْذِ عَنْهُ، وَانْتِهَاز الْفُرْصَة مِنْ مُلازَمَته، وَتعلُّم أُمُور الدِّين، وَبِهَذَا سُمِّيَتْ حَجَّة الْوَدَاع وَاَللَّه أَعْلَم».
ولقد روى جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه صفة حج النبي في حديث اشتهر بـ «حديث جابر الطويل في الحج» وهو حديث عظيم رواه الإمام مسلم – رحمه الله – في صحيحه.
و يقول النووي في هذا الحديث: «وَهُوَ حَدِيث عَظِيم مُشْتَمِل عَلَى جُمَل مِنْ الْفَوَائِد وَنَفَائِس مِنْ مُهِمَّات الْقَوَاعِد، وَهُوَ مِنْ أَفْرَاد مُسْلِم لَمْ يَرْوِهِ الْبُخَارِيّ فِي صَحِيحه، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ كَرِوَايَةِ مُسْلِم.قَالَ الْقَاضِي: وَقَدْ تَكَلَّمَ النَّاس عَلَى مَا فِيهِ مِنْ الْفِقْه، وَأَكْثَرُوا، وَصَنَّفَ فِيهِ أَبُو بَكْر بْن الْمُنْذِر جُزْءًا كَبِيرًا، وَخَرَّجَ فِيهِ مِنْ الْفِقْه مِائَة وَنَيِّفًا وَخَمْسِينَ نَوْعًا، وَلَوْ تُقُصِّيَ لَزِيدَ عَلَى هَذَا الْقَدْر قَرِيب مِنْهُ».
أقول: إنَّ من أبرز معالم الإتباع في هذا الحديث العظيم، والدروس العظيمة المستفادة منه حرص الصحابة رضي الله عنهم على الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأعظم بها من رفقة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في ركن عظيم من أركان الإسلام استجابة لداعي الله )وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ( [الحج:27].
ولقوله تعالى:)وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ( [آل عمران:97].
ويقول جابر الأنصاري رضي الله عنه في وصفه حجة النبي صلى الله عليه وسلم:
«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج، ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج، فقدم المدينة بشر كثير، كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم ويعمل مثل عمله».
نعم، هكذا كانت سرعة الاستجابة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الأذان بالحج، وكلُّهم يحرص على الائتمام برسول الله صلى الله عليه وسلم والتأسي به، والعمل مثل عمله، حتى وصف جابر التفاف الصحابة حول النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «نظرت إلى مد بصري بين يديه من راكب وماش، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك».
ويقول أيضاً: «ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملنا به».
ولم تكن سرعة استجابة الصحابة رضي الله عنهم لأوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم خاصة بالحج بل في كلِّ أمر، كما وصف الله سبحانه عباده المؤمنين وأثنى عليهم بقوله تعالى:)إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ( [النور:51].
والصحابة هم أولى وأول من يدخل ضمن )الْمُؤْمِنِينَ( في هذه الآية الكريمة.
و يقول جابر رضي الله عنه في سياقه للحديث: )فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أصنع ؟ قال: اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي(.
فانظري أختي المسلمة – رعاك الله – ما في سؤال أسماء الخثعمية )رضي الله عنها( النبيَّ صلى الله عليه وسلم ماذا تصنع عندما ولدت؛ إذ لم يمنعها الحياء من السؤال في دين الله وعن حكم الشرع في ذلك، وهذا يدلُّ على مدى حرص صحابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم على السنة والإتباع.
ومن ذلك تقول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وعن سائر الصحابة: «نعم النساء نساء الأنصار؛ لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقَّهنَ في الدِّين» رواه مسلم.
ثم ذكر جابر رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي، وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل»إلى أن قال: «وقدم علي من اليمن ببُدْن النبي صلى الله عليه وسلم فوجد فاطمة رضي الله عنها ممن حلَّ ولبست ثيابا صبيغا واكتحلت، فأنكر ذلك عليها فقالت: إنَّ أبي أمرني بهذا، قال: فكان علي يقول بالعراق فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محرشا على فاطمة للذي صنعت، مستفتيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكرت عنه فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها فقال:صدقت صدقت».
وإنَّ في قصة فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع زوجها علي – رضي الله عنهما وعن سائر الصحابة – لدليل آخر على حرص الصحابة على السنة والإتباع؛ إذ ما كان من فاطمة رضي الله عنها لما سمعت الأمر من النبي صلى الله عليه وسلم بالتحلل لمن لم يسق الهدي ويجعلها عمرة – وكانت لم تسق الهدي – إلا بأن تحلَّلت من إحرامها بالحج وجعلته عمرة، ولما قدم زوجها رضي الله عنه من اليمن وجدها ممن حل من إحرامه، حيث لبست ثياباً صبيغاً واكتحلت، فأنكر ذلك رضي الله عنه؛ إذ أنَّى لها ذلك وهي محرِمة؟ فما كان من علي رضي الله عنه إلا أن ذهب للنبي صلى الله عليه وسلم – حيث إنه لم يكن يعلم أمر النبي بالحل لمن لم يسق الهديمعاتباً فاطمة ما صنعت، ومستفتياً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكرت عنه، فأجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً عما سأل واستشكل علي ما فعلته فاطمة فقال له: «صدَقَتْ صَدَقَتْ»أي أن ما فعلته لتحللها إنما هو من أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: «ماذا قلتَ حين فرضت الحج؟ قال: قلت اللهم إني أهل بما أهل به رسولُك».
أقول: وإنَّ في إحرام علي رضي الله عنه على وجه ما أحرم به رسول الله صلى الله عليه وسلم لدليل آخر على مدى حرصه على الإتباع، حيث إنه لم يشاهد ويعلم ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته، و لذا قال: «اللهم إني أهل بما أهل به رسولك»، وهذا هو الإتباع الحق المتعين، وهذا هو شأن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما ساق جابر رضي الله عنه خطبة النبي صلى الله عليه وسلم العظيمة بنمِرة التي قال فيها:
«إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. ألا كلُّ شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع. ودماء الجاهلية موضوعة، وإنَّ أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل. وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع رِبانا؛ رِبَا عباس بن عبد المطلب فإنَّه موضوع كله. فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فُرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف. وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله. وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟. قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاث مرات».
وإنَّ في هذه الخطبة دلالات عظيمة، ومعان وأبعاد كبيرة، ومن ذلك ما نحن بصدده حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله».
وفي هذا إقامة الحجة والبيان، وبأن من تمسك بهذا القرآن واعتصم به لا يضل ولا يشقى، وكتاب الله عز وجل هو الكتاب المبين، فيه الهدى والنور، وهو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وإن مما في كتاب الله عز وجل الأمر بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يخفى على كل مسلم ما للسنة النبوية من مكانة في الشرع وقد قال الله عز وجل: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً([النساء:59].
وهي بلا أدنى ريبة داخلة ضمن قول الله عز وجل: )إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ( [الحجر:9]؛ لأنَّها المبيِّنة والموضحة لكتاب الله إذ يقول سبحانه وتعالى: )وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ( [النحل: من الآية44].
و السنة وحيٌ من الله؛ إذ يقول الله جل جلاله: )وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى([النجم:3-4].
وإن في وصف جابر رضي الله عنه صفة ما رمى به النبي الجمار في قوله:
«فرماها بسبع حصيات يُكبِّر مع كلِّ حصاة منها مثل حصى الخذف» لدليلٌ على أن السنة رمي الحصيات على نحو ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم دون مجاوزة الحد.
ولقد نهينا عن الغلو في كتاب الله وسنة رسوله حيث قال الله تعالى:
)يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ( [النساء: 171]، ويقول تبارك وتعالى: )قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ( [المائدة:77].
وذلك لأن أمتنا أمة وسطية وديننا دين وسط كما قال سبحانه:)وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا([البقرة: 143].
ولقد وردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة، فيها التحذير من الغلو، ومنها ما يتعلق برمي الجمار ما رواه النسائي و ابن ماجه عن ابن عباس – رضي الله عنهماقال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة وهو على راحلته: «هات القط لي، فلقطت له حصيات هن حصى الخذف. فلما وضعتهن في يده قال: بأمثال هؤلاء وإياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين».
أخي القارئ: إن في هذه الدروس والوقفات، عبرة لنا في أن نتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم، في حجه وسائر العبادات، لما أسلفت من كون الإتباع شرط في قبول العمل.
وحريٌّ بك أيها الحاج، وقد عزمت على أداء الحج وتحملت المشاق، بأن تجرد ذلك لله وأن تتحرى هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
ختاماً:
اسأل الله أن يتقبل منا جميعاً سائر عباداتنا، وأن يرزقنا الإخلاص له سبحانه، وأن يجنبنا الشرك صغيرة وكبيرة، وأن يوفقنا للإتباع الصادق للنبي صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين




بارك الله فيك




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

هل قوله تعالى : {يد الله فوق أيديهم} , أي يده سبحانه حقيقة أم يد النبي صلى الله عليه

تعليمية تعليمية
هل قوله تعالى : {يد الله فوق أيديهم} , أي يده سبحانه حقيقة أم يد النبي صلى الله عليه وسلم ؟

هل قوله تعالى : {يد الله فوق أيديهم} , أي يده سبحانه حقيقة أم يد النبي صلى الله عليه وسلم ؟

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه , أما بعد :

أُشكل على بعض إخواننا من العوام تصريح الشيخ العلامة الفقيه العثيمين رحمه الله تعالى أن المقصود من قوله تعالى (يد الله فوق أيديهم) أي يد النبي صلى الله عليه وسلم ! , فقالوا ( وهذا تأويل صريح ! )

فأقول بحول الله وقوته :

لقد اختلف علماء السنة في تفسير هذه الآية فمنهم من فسّرها بأنها يد الله حقيقة – وهو الراجح إن شاء الله تعالى – , ومنهم من فسرها أنها يد النبي صلى الله عليه وسلم وأضيفت إلى الله لأنه رسوله مثل العثيمين رحمه الله – ثم وقفت على كلام له مغاير لما قرّره كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى – , ومنهم من لم يُصرّح أو قوله محتمل مثل العلامة ابن كثير رحمه الله تعالى ..

ولا خلاف بين أهل السنة كافّة في إثبات صفة اليد لله سبحانه ولكنّ الخلاف هو في تفسير هذه الآية لا أكثر …

قال العلامة ابن كثير رحمه الله كما في "تفسيره" :

(يد الله فوق أيديهم)

أي هو حاضر معهم يسمع أقوالهم ويرى مكانهم ويعلم ضمائرهم وظواهرهم فهو تعالى هو المبايع بواسطة رسول الله صلى الله عليه وسلم

كقوله تعالى: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن, ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم}.

وقد قال ابن أبي حاتم: حدثناعلي بن الحسين, حدثنا الفضل بن يحيى الأنباري: حدثنا علي بن بكار عن محمدبن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سل سيفه في سبيل الله فقد بايع الله»



قلت ( محمود ) : " هذا الحديث قال عنه الألباني ( ضعيف ) انظر حديث رقم : 5631 في ضعيف الجامع للألباني رحمه الله "

وحدثنا أبي, حدثنا يحيى بن المغيرة, أخبرنا جرير عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجر «والله ليبعثنه الله عز وجل يوم القيامة له عينان ينظر بهما ولسان ينطق به ويشهد على من استلمه بالحق فمن استلمه فقد بايع الله تعالى»

ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم}

قلت ( محمود ) ) : هذا الحديث قال عنه العلامة مقبل الوادعي رحمه الله كما في ( أحاديث معلة ) صفحة 226: إسناده حسن ، غير أن زيادة : فمن استلمه فقد بايع الله شاذة )

ولهذا قال تعالى ههنا: {فمن نكث فإنما ينكث على نفسه} أي إنما يعود وبال ذلك على الناكث والله غني عنه {ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً} أي ثواباً جزيلاً. وهذه البيعة هي بيعة الرضوان وكانت تحت شجرة سمر بالحديبية, وكان الصحابةرضي الله عنهم الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ قيل ألفاًوثلثمائة, وقيل وأربعمائة, وقيل وخمسمائة, والأوسط أصح "

انتهى كلام ابن كثير رحمه الله

=-=-=-=-=-=–=-=–

وكما ترى أن الأحاديث التي استدل بها العلامة بن كثير رحمه الله كلها ضعيفة لا تخلو من مقال

ولا أدري لعل العلامة بن كثير لم يقصد أنها يد النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة فهو كثيرا ما يذكر لازم الصفة فقط في تفسيره لذا فقد ظن بعض من لا يحسن الفهم أنه يتأول الصفات ! وهذا خطأ وغير صحيح


وهذا الذي أشار إليه – أو مال إليه والله أعلم – الإمام ابن كثير رحمه الله , هو الذي ذهب إليه العلامة الفقيه العثيمين رحمه الله كما في شرحه على العقيدة الواسطية الشريط الحادي عشر وقال:

أن اليد هنا في هذه الآية هي يد رسول الله وأضيفت لرب العزة لأنه رسوله
واستشهد بقوله تعالى : (( فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ))….فقال من الذي قرأ ؟ أليس هو جبريل عليه السلام ؟؟ ومع ذلك أضافها الله إليه لأن جبريل عليه السلام هو رسوله …إلخ كلامه رحمه الله تعالى

وقد سئل الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى

السؤال
:
هل أهل السنة يؤولون اليد في قوله تعالى: (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم )؟

الإجابة:

" ينبغي أن نعلم أن التأويل عند أهل السنة ليس مذموماً كله، بل المذموم منه ما لم يدل عليه دليل، وما دل عليه الدليل يسمي تفسيراً، سواء كان الدليل متصلاًبالنص، أو منفصلاً عنه، فصرف الدليل عن ظاهره ليس مذموماً على الإطلاق.
ومثال التأويل بالدليل المتصل ما جاء في الحديث الثابت في صحيح مسلم في قوله تعالى في الحديث القدسي: "عبدي جعت فلم تطعمني، ومرضت فلم تعدني"، فظاهر هذا الحديث أن الله نفسه هو الذي جاع وهو الذي مرض، وهذا غير مراد قطعاً، ففسر هذا الحديث بنفس الحديث: "فقال: أما علمت أن عبدي فلاناً جاع فلم تطعمه، وعبدي فلاناً مرض فلم تعده"،فالذي صرف ظاهر اللفظ الأول إلى هذا المعنى هو الحديث القدسي نفسه، فلا يقال: إن صرف ظاهر اللفظ الأول إلى هذا المعنى الثاني تأويل مذموم.
وقال تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}، فظاهر اللفظ أنك إذا بدأت القراءة لم تستعذ، لكن قد دل الدليل المنفصل على أن معنى: {إذا قرأت} أي إذا أردت أن تقرأ.
لكن عبَّر عن الإرادة بالفعل ليبين أن المراد بذلك الإرادة المقترنة بالفعل لا الإرادة السابقة، ولو أراد التعبير بالفعل لكان الإنسان إذا أراد في الصباح أن يقرأ في المساء قلنا له: "استعذ بالله من الشيطان الرجيم" لأنك ستقرأ في آخر الليل، لكن لما عبر بالفعل عن الإرادة دل على أن الإرادة هي الإرادة التي يقترن بها الفعل.

فإذا فهمنا هذه القاعدة وهي أن التأويل الذي قام الدليل عليه ليس مذموماً عرفنا الجواب عن الآية التي ساقها السائل.

فهل الصحابة في صلح الحديبية كانوا يبايعون الله؟ هم في الحقيقة كانوا يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، وذلك في قوله سبحانه: ( يبايعونك ) ، لكن لما كان الرسول مبلغاً عن الله سبحانه صارت مبايعة الرسول كمبايعة الله، وصار الذي يبايعه كأنما يبايع الله.

وقوله تعالى: (يد الله فوق أيديهم) المعلوم أن يد الله حقيقة ليست فوق أيديهم، وأن التي فوق أيديهم عندالمبايعة هي يد الرسول صلى الله عليه وسلم لكن الرسول كان مبلغاً عن الله.

ويجوز أن نقول: ( يد الله فوق أيديهم) على سبيل العلو المطلق، فالله سبحانه بذاته فوق كل شيء، والله أعلم. "

المصدر :

مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول – باب الأسماء والصفات.


ثم وقفت على كلام للشيخ العثيمين رحمه الله مغاير لما قرّره فيما سبق من هذه الفتاوى ولعله هو القول الأخير له والله أعلم

قال العثيمين رحمه الله في شرحه على ( القواعد المثلى ) :

" الجملة الثانية : قوله تعالى : { يد الله فوق أيديهم } [ الفتح : 10]

وهذه أيضاً على ظاهرها وحقيقتها فإن يد الله تعالى فوق أيدي المبايعين لأن يده من صفاته وهو سبحانه فوقهم على عرشه فكانت يده فوق أيديهم وهذا ظاهر اللفظ وحقيقته وهو لتوكيد كون مبايعة النبي صلى الله عليه سلم مبايعة الله عز وجل ولا يلزم منها أن تكون يد الله جل وعلا مباشرة لأيديهم ألا ترى أنه يقال : السماء فوقنا مع أنها مباينة لنا بعيدة عنا فيد الله عز وجل فوق أيدي المبايعين لرسوله صلى الله عليه وسلم مع مباينته تعالى لخلقه وعلوه عليهم . "

انتهى كلامه رحمه الله

وقال شيخ الإسلام رحمه الله كما في ( الفتاوى 1/429) :

" فَإِنْ سُئِلْنَا أَتَقُولُونَ لِلَّهِ يَدَانِ ؟ قِيلَ : نَقُولُ ذَلِكَ وَقَدْ دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى : (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) وقَوْله تَعَالَى { لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ { إنَّ اللَّهَ مَسَحَ ظَهْرَ آدَمَ بِيَدِهِ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّتَهُ وَخَلَقَ جَنَّةَ عَدْنٍ بِيَدِهِ وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ } وَقَدْ جَاءَ فِي الْخَبَرِ الْمَذْكُورِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ وَخَلَقَ جَنَّةَ عَدْنٍ بِيَدِهِ وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ وَغَرَسَ شَجَرَةَ طُوبَى بِيَدِهِ } وَلَيْسَ يَجُوزُ فِي لِسَانِ الْعَرَبِ وَلَافِي عَادَةِ أَهْلِ الْخِطَابِ أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُ عَمِلْت كَذَا بِيَدِي وَيُرِيدَ بِهَا النِّعْمَةَ "

انتهى كلامه رحمه الله

وقال العلامة الحافظ الشنقيطي رحمه الله كما في تفسيره

" قوله تعالى : { ثُمَّ استوى عَلَى العرش يُغْشِي الليل النهار } الآية .
هذه الآية الكريمة وأمثالها من آيات الصفات كقوله

يدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ [ الفتح : 10 ] ونحو ذلك .

أشكلت على كثير من الناس إشكالاً ضل بسببه خلق لا يحصى كثرة ، فصار قوم إلى تعطيل وقوم إلى التشبيهسبحانه وتعالى علواً كبيراً عن ذلك كله – والله جل وعلا أوضح هذا غاية الإيضاح ، ولم يترك فيه أي لبس ولا إشكال ، "

وحاصل تحرير ذلك أنه جل وعلا بين أن الحق في آيات الصفات متركب من أمرين :

أحدهما : تنزيه الله جل وعلا عن مشابهة الحوادث في صفاتهم سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً .

والثاني : الإيمان بكل ما وصف الله به نفسه في كتابه ، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم . لأنه لا يصف الله اعلم بالله من الله
{ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ الله } [ البقرة : 140 ] ،ولا يصف الله بعد الله أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه : { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهوى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يوحى } [ النجم : 3-4 ]

أ*- فمن نفى عن الله وصفاً أثبته لنفسه في كتابه العزيز، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم زاعماً أن ذلك الوصف يلزمه ما لا يليق بالله جل وعلا، فقد جعل نفسه أعلم من الله ورسوله بما يليق بالله جل وعلا . { سُبْحَانَكَ هذا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } [ النور : 16 ] .

ب*- ومن اعتقد أن وصف الله يشابه صفات الخلق ،فهو مشبه ملحد ضال ،

ت*- ومن أثبت لله ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم مع تنزيهه جل وعلا عن مشابهة الخلق،فهو مؤمن جامع بين الإيمان بصفات الكمال والجلال ، والتنزيه عن مشابهة الخلق ،سالم من ورطة التشبيه والتعطيل ، والآية التي أوضح الله بها هذا ."

انتهى كلامه رحمه الله تعالى وهو كلام متين فرحم الله هذا العالم الجهبذ وطيب الله ثراه

وبهذا تعلم أن المقصود باليد في هذه الآية هي يد الله على الحقيقة وأن من قال من أهل السنة بأنها يد النبي صلى الله عليه وسلم – مع إثباته لصفة اليد لله جل وعلا – قوله مرجوح وقد أصاب فيه أجرا واحدا …والله أعلم

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك و جزاك خيرا على الجلب القيم الطيب
بانتظاار المزيد




شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله كل خير

وجعله في ميزان حسناتك




التصنيفات
الشعر والنثر

دمعات عن حب النبي عليه افضل الصلوات

بســــــم الله الرحــمـــن الرحـــيـــم

الســــلام عليـــكم و رحمة الله و بركاته

فـــــداك ابـــي و امــــي يــا رســـــــول الله

كم أحبته القلوب ..

وذرفت لسيرته الدموع ..

وتتجمع أروع الأشواق عند ذكره ..

..

في ذروة المعركة لا احد فيهم يهتم بنفسه ..

كلهم همهم واحد ..

محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

احدهم تقطع يديه اليمنى ثم اليسرى .. وتسيل دمائه .. ويدخل السيف جوف قلبه

ولا يزيد عن .. وما محمد إلا رسول قد خلت من قبلة الرسل

كم أحبوك!!!

ويأتي احدهم يسير بين الطرقات .. يبحث عن النور

تحرك عيناه يمنة ويسره ..

ها قد وجده عليه الصلاة والسلام

يا رسول الله ستكون في أعلى درجات الجنة .. ولن نراك يا رسول الله في الجنة .. وإنا نحبك ونريد أن نكون معك في الجنة

فيقول له صلى الله عليه وسلم أنت مع من أحببت

يقول الصحابة هذا أفضل ما سمعنا

سبحان الله

يخافون أنهم لن يروه في الجنة .. يريدون صحبته في الدنيا والآخرة

ونحن الله المستعان

هل وصلنا لهذا المنزلة ؟؟

نخاف أننا لن نراه في الجنة ؟؟

هل هذا احد همومنا ؟؟

والله إننا لنحبك يا رسول الله .. والله إنننا لنحبك يا رسول الله

خرج حبيبنا عليه الصلاة والسلام إلى السوق فرأى أحد أصحابه واسمه زاهرا

وكان عليه أزكى صلاة وأتم تسليم يحبه

فأحتضنه الرسول صلى الله عليه وسلم من خلفه .. والرجل يحاول الفكاك ..والحبيب قابض عليه

فينادي عليه الصلاة والسلام في السوق بأعلى صوته .. من يشتري هذا العبد ..من يشتري هذا العبد

والناس من حوله يجتمعون

وكم يتمنون أن الحبيب يحضنهم ويمازحهم

فينادي .. من يشترى هذا العبد

والصحابي يحاول الفكاك

فعرف الصحابي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ..

أن خليل الله يحتضنه ..أن الحبيب خلفه ..أن النور يقبضه بيديه ..أن الذي تتفطر قدماه من قيام الليل بجانبه .. أن من يحادث جبريل خلفه

فتسيل دموع الصحابي فرحا وهيبة

يا رسول الله .. يا رسول الله .. اذن تجدني كاسدا

لا انفع أن تبيعني .. لست أهلا لأن أكون بضاعتك

إذن والله تجدني كاسدا

فيقول له الحبيب رافعا من قدره

لكنك عند الله لست بكاسد

أنت عند الله غال .. أنت عند الله غال

فما أحسن خلقك يا رسول الله .. وأحسن صحبتك .. وطيب مخالطك .. وروعة مداعبتك

كم كان كريما معطاءا

كانت عنده تسعون ألف درهم من الذهب

وضعها على حصير .. فقسمها على الناس ولم يبقى منها شيء

جاءه رجل يهديه بضعًا من الرطب والقثاء

فأهداه الحبيب ملء يديه ذهبا

وجاءه احدهم يسأله مالاً .. فيقول له ما عندي شيء ..ولكن أشتري ما شئت وأنا أقضيه عنك

يوم أحد

شجّت وجنتاه .. كسرت رباعيته ..شجّ راسه .. الدماء تسيل منه

فإذا به يدعوا الله عز وجل

اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون .. اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون

كان ذات ليلة يردد

قام الليل يردد آية

(إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم )

ما أرأفه بنا!!

تمر الشهور ولا توقد النار في بيته

كم صبر حبيبنا

صبر على الجوع .. صبر على فقد أحبابه ..صبر على البلايا

هل حقاً أننا نحبه ؟؟

هل اتبعنا ما جاء به ؟؟

هل افتخرنا بسنته ؟؟

هل نعتزّ باسلامنا ؟؟


الله اكبر الله اكبر الله اكبر

لا اله الا الله محمد رسول الله

اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله و صحبه اجمعين

استغفر الله استغفر الله استغفر الله

سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم

اللهم اغفر لي و لوالدي و لجميع المسلمين و المسلمات الاحياء منهم و الاموات

اللهم آتنا في الدنيا حسنة و في الاخرة حسنة و قنى عذاب النار
م
ن
ق
و
ل
للفائدة
تعليميةلاتنسونا بصالح دعائكمتعليمية




سبحان الله وبحده سبحان الله العظيم




اللهم صلي على حبيبك محمد …….شكراااااااااااااا




Merciiiiiii




Merciiiiiii




ششششكرا لك على الموضوع الرائع ششككككككككرااااااااااااا




شكرررراااااااااا




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

أكثر ما كان النبي يحلف: لا ومقلب القلوب . للشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله تعالى

تعليمية تعليمية
أكثر ما كان النبي يحلف: لا ومقلب القلوب….. للشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله تعالى


أكثر ما كان النبي يحلف: لا ومقلب القلوب


عن عائشة -رضي الله عنها-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيرًا ما كان يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، فتقول عائشة يا رسول الله، كثيرًا ما تدعو بهذا الدعاء، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك، وما تأخر، فيقول: وما يؤمنني، يا عائشة وقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن، إذا أراد أن يقلب قلب عبد قلبه)
يدل على ذلك قوله تعالى: وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ولعل هذه الرواية ليست على شرط المؤلف، فلم يذكرها هنا.


وتقليب القلوب تغييرها من حال إلى حال، فهو -سبحانه- يغيرها من حال إلى حال، ويصرفها من رأي إلى رأي، وفيه دليل على مشروعية الحلف بمقلب القلوب؛ لأنها صفة من صفاته، فالحلف يكون بالله وأسمائه وصفاته، وتقليب القلوب فعل من أفعاله، ووصف له سبحانه وتعالى. أما قول المعتزلة في معنى تقليب القلوب، أن التقليب معناه الطبع،والطبع معناه الترك، فهذا باطل؛ لأن الله -تعالى- لا يترك عباده وحالهم ليفعلوا ما يريدون.

والمعتزلة لا يرون أن الله -تعالى- له نِعمة دينية على المؤمن خصَّه بها من دون الكافر، فأعانه، فلا يرون الإعانة من الله للمؤمن، ولا يرون أن الله خذل الكافر، بل يقولون: المؤمن والكافر على حدٍّ سواء، فالله -تعالى- لم يوفق المؤمن، ولم يخذل الكافر، لكن المؤمن اختار الإيمان بنفسه، والكافر اختار الكفر بنفسه، ومثَّلوا الله -تعالى- في هذا كمثل رجل له ابنان، أعطاهما سيفين، وقال لهما: جاهدا في سبيل الله، فأحدهما جاهد في سبيل الله، والآخر قطع به رقاب المسلمين فالأب ليس له تأثير عليهما، فكذلك الله ليس له تأثير لا على المؤمن ولا على الكافر، تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا.

فقولهم هذا من أبطل الباطل، فقد رد الله -تعالى- على أمثال هؤلاء بقوله: وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً الآية.

فالمؤمن خصَّه الله بنعمة دينية أعانه عليها، دون الكافر، والكافر خذله الله، فالمؤمن حبب الله إليه الإيمان وزينه في قلبه، وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان، عكس الكافر نسأله -سبحانه- أن يحبب إلينا الإيمان، وأن يزينه في قلوبنا، وأن يكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، وأن يجعلنا من الراشدين.

والمقصود أن تقليب القلوب صفة من صفات الله -تعالى-، وفِعل من أفعاله؛ ولهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقسم به، ويدل على ذلك قوله -تعالى- وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ .

فائــــــــدة:
قال ابن حجر رحمه الله: (وفيه حجة لمن أجاز تسمية الله -تعالى- بما ثبت في الخبر، ولو لم يتواتر جواز اشتقاق الاسم له -تعالى- من الفعل الثابت).

قلت: ثبوت الخبر لا يشترط فيه التواتر، والمهم هو صحة الحديث، أما قوله: جواز اشتقاق الاسم له تعالى من الفعل الثابت، فغير صحيح؛ لأن الأسماء توقيفية لا تشتق، لكن الأسماء متضمنة للصفات، فالرحمن متضمن لصفة الرحمة والقادر متضمن لصفة القدرة، أما اشتقاق الأسماء من الصفات، فغير صحيح، فلا يصح أن يشتق من صفة الكلام المتكلم، وذلك لما ذكرنا أن الأسماء توقيفية.

منقول من موقع الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله تعالى

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




جزاكِ الله خيرا و جعل ما نقلتِ في ميزان حسناتكِ..




التصنيفات
الحياة الزوجية

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الأطفال الصغار

السؤال: جزاكم الله خيرا السائل أ أ من الرياض يقول في هذا السؤال ما هو هدي المصطفي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الأطفال الصغار حيث نشاهد البعض من الآباء نجد عندهم قسوة في تعاملهم مع أبنائهم وجهونا في ضوء ذلك؟

الشيخ: تعامل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مع الأطفال الصغار تعامل مبني على الرأفة والرحمة واللين والمراعاة لأحوالهم

ولنضرب لذلك مثلاً بقصة الحسن حين جاء والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ساجد يصلي بالناس فارتحله أي ركب على ظهره فأطال النبي صلى الله عليه وسلم السجود وقال بعد انتهائهم من الصلاة إن ابني أرتحلني يعني وإني أحببت أن يقضي نهمته من ذلك .
والمثال الثاني كان صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصلي بالناس وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أي أنه هو صلى الله عليه وسلم جدها مِنْ قِبَلِ أمِّها فكان صلى الله عليه وسلم إذا قام حملها وإذا سجد وضعها .
مثال ثالث كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس فأقبل الحسن والحسين يعثران في أثواب لهما فنزل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحملهما بين يديه وقال صدق الله (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) أي اختبار .
ورآه الأقرع بن حابس يقبل صبيا فقال له الأقرع إن لي عشرة من الولد لم أقبلهم أو كما قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن وقال ارحموا مَنْ في الأرض يرحمكم مَنْ في السماء
وما يفعله بعض الناس من معاملة الأطفال الصغار من بنين وبنات حيث يعاملهم بالقسوة والشدة وإذا دخلوا المجلس انتهرهم وقال اذهبوا وربما قام فزعا من المجلس كأنما لدغ من أجل أن يحملهم ويبعدهم عن المجلس فهذه معاملة قسوة لا تنبغي إطلاقاً وإذا قال اخشي أن يحدثوا ضوضاء أو ضجة أو ما أشبه ذلك قلنا انتظر حتى يحصل هذا وربما يروق لبعض الحاضرين أن يسمعوا الضجة والكلام الذي يُحتمل من مثل هؤلاء الأطفال
فالمهم أن هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المعاملة للأطفال هدي رحمة ورأفة ورقة صلوات الله وسلامه عليه.




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
موضوع مميز ، نحن في انتظار المزيد




بارك اله فيك على الموضوع القيم وللفوائدة المهمة الخاصة بهذه الشريحة التي نفتقد الى الكثير من الضوابط الاسلامية لكيفية التعامل معهم

جزاك الله خير الجزاء




بسم الله الرحمان الرحيم

بارك الله فيك على ما رصدت من سلوك سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال وحنوه عليهم والرفق بهم وحبهم

فعن النعمان بن بشير أن أمه -بنت رواحة- سألت أباه بعض الموهبة من ماله لابنها، فالتوى بها سنة ثم بدا له فقالت: لا أرضى حتى تُشهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم- على ما وهبت لابني، فأخذ أبي بيدي وأنا يومئذ غلام. فأتى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله إن أم هذا (بنت رواحة) أعجبها أن أشهدك على الذي وهبت لابنها، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- "يا بشير ألك ولد سوى هذا"؟ قال: نعم. فقال :" أكلهم وهبت له مثل هذا"؟ قال: لا . قال : " فلا تشهدني إذاً، فإني لا أشهد على جور" وفي رواية قال: " أيسرك أن يكونوا إليك في البر سواء"؟ قال : بلى. قال النبي – صلى الله عليه وسلم : "فلا إذاً" رواه مسلم.




بارك الله فيك أخي الفاضل على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




بارك الله فيك وفي قلمك

وننتظر المزيد

بالتوفيق




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

رؤية النبي صلي الله عليه وسلم للأنبياء للشيخ محمد عبد الوهاب العقيل

تعليمية تعليمية
رؤية النبي صلي الله عليه وسلم للأنبياء عليهم الصلاة والسلام _ للشيخ محمد عبد الوهاب العقيل حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


هذا كلام للشيخ محمد العقيل حفظه الله عند شرحه لحديث جابر بن عبدالله أن


رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:""عرض علي الأنبياء….الحديث


من كتاب مختصر الشمائل المحمدية

قال حفظه الله


{ المقطع الصوتي في الملفات المرفقة}



الملفات المرفقة تعليمية رؤية النبي عليه الصلاة والسلام للأنبياء – العقيل.MP3‏ (189.5 كيلوبايت)

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جاري تحميل المادة

أحسن الله إليكِ و نفع بكِ




التصنيفات
الطب النبوي والاعشاب الطبية

أوصاف النوم الصحية في أحاديث النبي الكريم

أوصاف النوم الصحية في أحاديث النبي الكريم

أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بجملة من التدابير التي ندب كل مسلم أن يفعلها قبل نومه، حماية له من التعرض لأخطار محتملة، وذلك لأن النائم في غفلة كاملة عما يحيط به، وروى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال: احترق بيت في المدينة على أهله من الليل، فحدث بشأنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "إن هذه النار عدو لكم، فإذ ا نمتم فأطفئوها عنكم"، رواه البخاري، وروى جابر رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال "أطفئوا المصابيح إذا رقدتم وغلقوا الأبواب وأوكوا الأسقية وخمروا الطعام والشراب"، رواه البخاري "أوكوا الأسقية: شدوا فم القرب، وخمروا الطعام -أي غطوه-".

لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم أمرا من أمور الدنيا والآخرة إلا أمر أمته به، كما حذرهم من شر ما يعلمه، وكان الناس يستضيئون بفتيلة يغمسونها في الزيت أو الدهن، فإذا نام أهل البيت وتركوا المصابيح أو الفتيلة مشتعلة فقد تجرها فأرة فتحرق البيت، وآنية الطعام إذا بقيت مكشوفة فقد تقع فيها الهوام والغبار والحشرات وهذا كله ضار، لذا فقد دعت السنة النبوية إلى تغطية آنية الطعام والشراب وشد فم القرب، وإلى غلق الأبواب ليلا على المنازل لحماية أهلها من شياطين الإنس والجن ومن اللصوص، وإن الإنسان المنصف ليعجب من دقة التوجيه النبوي وحرصه على حفظ مصالح الناس وجعل ذلك من صميم تعاليم الشريعة المطهرة.

تؤكد أبحاث علم الصحة إن على المرء إن أراد النوم الهادئ أن يغتسل قبل أن ينام أو أن يغسل وجهه ويديه وأن ينظف أسنانه بالمعجون والفرشاة، وهذه أمور تتوافق مع الهدي النبوي، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة"، رواه البخاري، وعن عائشة رضي الله عنها قالت "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه ثم توضأ وضوءه للصلاة "، رواه البخاري، كما حضّ النبي الكريم في أحاديث كثيرة على استعمال السّواك.

يقول ابن القيم "لما كان النائم بمنزلة الميت وكان محتاجا لأن يحرس نفسه ويحفظها مما يعرض لها من طوارق الآفات، وكان فاطره تعالى هو المتولي لذلك وحده، علّم النبي صلى الله عليه وسلم النائم أن يقول كلمات التفويض والالتجاء والرغبة والرهبة ليستدعي به كمال حفظ الله له وحراسته لنفسه وبدنه، وأرشده إلى أن يستذكر الإيمان وينام عليه فإنه ربما توفاه الله في المنام، فإذا كان الإيمان آخر كلامه دخل الجنة، فتضمن هذا الهدي مصالح القلب والبدن والروح في النوم واليقظة والدنيا والآخرة"، وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي"، رواه مسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن وليقل: سبحانك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين"، رواه الشيخان، وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل: اللهم إني أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت، واجعلهن آخر كلامك فإن متّ متّ على الفطرة"، رواه الشيخان.

يمكن أن يكون الاضطجاع على الفراش، على البطن أو على الظهر أو على أحد الشقين؛ الأيمن أو الأيسر، فما هي الوضعية الأمثل لعمل الأعضاء؟

حين ينام الشخص على بطنه يشعر بعد مدة بضيق في التنفس لأن ثقل كتلة الظهر العظمية تمنع الصدر من التمدد والتقلص عند الشهيق والزفير، كما أن هذه الوضعية تؤدي إلى انثناء اضطراري في الفقرات الرقبية، ومن المعجز حقا توافق هذه الدراسات الحديثة مع ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه حين قال "رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا مضطجعا على بطنه فقال إن هذه ضجعة يبغضها الله ورسوله"، رواه الترمذي،

وروى أ بو أمامة رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على رجل نائم في المسجد، منبطح على وجهه، فضربه برجله وقال: قم واقعد فإنها نومة جهنمية"، رواه ابن ماجه،

أما النوم على الظهر فإنه يسبب التنفس الفموي، لأن الفم ينفتح عند الاستلقاء على الظهر لاسترخاء الفك السفلي، لكن الأنف هو المهيأ للتنفس، لما فيه من أشعار ومخاط لتنقية الهواء الداخل، ولغزارة أوعيته الدموية المهيأة لتسخين الهواء،

وهكذا فالتنفس من الفم يعرض صاحبه لكثرة الإصابة بنزلات البرد والزكام في الشتاء، كما يسبب جفاف اللثة ومن ثم إلى التهابها، إضافة إلى أنه يثير حالات كامنة من فرط التصنع أو الضخامة اللثوية، وفي هذه الوضعية أيضا فإن شراع الحنك واللهاة يعارضان فرجان الخيشوم ويعيقان مجرى التنفس فيكثر الغطيط والشخير، كما يستيقظ المتنفس من فمه ولسانه مغطى بطبقة بيضاء غير اعتيادية، إلى جانب رائحة فم كريهة، كما أنها تضغط على ما دونها عند الإناث، فتكون مزعجة كذلك، وهذه الوضعية غير مناسبة للعمود الفقري لأنه ليس مستقيما.

أما النوم على الشق الأيسر فهو غير مقبول أيضا لأن القلب حينئذ يقع تحت ضغط الرئة اليمنى، والتي هي أكبر من اليسرى، مما يؤثر في وظيفته ويقلل نشاطه، خاصة عند المسنين، كما تضغط المعدة الممتلئة عليه فتزيد الضغط على القلب، والكبد لا يكون ثابتا، بل معلقا بأربطة وهو موجود على القلب وعلى المعدة مما يؤخر إفراغها،

وهنا يكون النوم على الشق الأيمن هو الوضع الصحيح، لأن الرئة اليسرى أصغر من اليمنى فيكون القلب أخف حملا وتكون الكبد مستقرة لا معلقة والمعدة جاثمة فوقها بكل راحتها، ويعتبر النوم على الجانب الأيمن من أروع الإجراءات الطبية التي تسهل وظيفة القصبات الرئوية اليسرى في سرعة طرحها لإفرازاتها المخاطية.

من هنا يتبين أن النوم على الجانب الأيمن هو الصحيح من الناحية الطبية والذي تتمتع فيه كافة الأجهزة بعملها الأمثل أثناء النوم، وهو أيضا القدوة الحسنة لنبي هذه الأمة صلى الله عليه وسلم حين قال "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن"، رواه «مسلم».

إن تعليمات النبي الأعظم وهديه في النوم تمثل قمة الإعجاز الطبي، حين تنهى عن الوضعية الأكثر سوءا، وهي النوم على البطن وتنصح بالنوم على الجهة الأصح وهي اليمنى، وتسكت عن جهتين أخريين أقل سوءا، رحمة بنا وحتى تفسح لنا حرية التقلب في النوم دون حرج أو مشقة.
منقووووووووووول




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

من دعا النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت فقد أشرك

من دعا النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت فقد أشرك

هل يكون من الشرك إذا قال أحد في أي بقاع الأرض: يا محمد يا رسول الله، يناديه؟

قد بين الله سبحانه في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم أن العبادة حق الله ليس فيها حق لغيره، وأن الدعاء من العبادة، فمن قال من الناس في أي بقعة من بقاع الأرض: يا رسول الله، أو يا نبي الله، أو يا محمد أغثني، أو أدركني، أو انصرني، أو اشفني، أو انصر أمتك، أو اشف مرضى المسلمين، أو اهد ضالهم، أو ما أشبه ذلك، فقد جعله شريكاً لله في العبادة، وهكذا من صنع مثل ذلك مع غيره من الأنبياء أو الملائكة أو الأولياء أو الجن أو الأصنام أو غيرهم من المخلوقات، لقول الله عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ[1] وقوله سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[2].
ولقوله تعالى في سورة الفاتحة: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[3]، وقوله سبحانه: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ[4]، وقوله عز وجل: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ[5]، فسمى الدعاء عبادة وأخبر أن من استكبر عنها سيدخل جهنم داخراً أي: صاغراً، وقال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ[6]، وقال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ[7]، وقال عز وجل: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ[8]، وقال سبحانه: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ[9]، وقال تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا[10].

وهذه الآيات وما جاء في معناها من الآيات والأحاديث كلها تدل على أن العبادة حق الله وحده، وأن الواجب تخصيصه بها لكونه خلق العباد لذلك وأمرهم به، كما تدل على أن جميع المعبودين من دون الله لا يسمعون دعاء من يدعوهم، ولو فرض سماعهم لم يستجيبوا له، كما دلت أيضا على أن المعبودين من دون الله يتبرءون من عابديهم يوم القيامة، وينكرون عليهم ذلك، ويخبرونهم أنهم كانوا غافلين عن عبادتهم إياهم، وبين أنهم يكونون يوم القيامة أعداء لعابديهم من دون الله، وقد بعث الله الرسل عليهم الصلاة والسلام وعلى رأسهم خاتمهم وأفضلهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يدعون الناس إلى عبادة الله وحده، ويحذرونهم من عبادة ما سواه، كما قال سبحانه: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ[11]، وقال عز وجل: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ[12]، وقال عز وجل في سورة الرعد آمرا نبيه صلى الله عليه وسلم أن يبلغهم ما أمره به: قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ[13]، وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: ((حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا)) متفق عليه من حديث معاذ رضي الله عنه، وفي صحيح البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((الدعاء هو العبادة))، وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار))، وفي صحيح مسلم أيضا عن طارق الأشجعي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل)).

وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: (أي الذنب أعظم؟) قال: ((أن تجعل لله ندا وهو خلقك)) الحديث، والأحاديث في هذا الباب كثيرة، ولا شك أن المستغيث بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بغيره من الأولياء والأنبياء والملائكة أو الجن، إنما فعلوا ذلك معتقدين أنهم يسمعون دعاءهم ويقضون حاجاتهم، وأنهم يعلمون أحوالهم وهذه أنواع من الشرك الأكبر، لأن الغيب لا يعلمه إلا الله عز وجل، ولأن الأموات قد انقطعت أعمالهم وتصرفاتهم في عالم الدنيا، سواء كانوا أنبياء أو غيرهم؛ ولأن الملائكة والجن غائبون عنا مشغولون بشئونهم.

وليس لنا أن نصرف لهم شيئاً من حق الله أو ندعوهم مع الله عز وجل. لأن الله سبحانه أمرنا أن نعبده وحده دون ما سواه، وأخبر أنه خلق الثقلين لذلك، كما تقدم ذكر الآيات في هذا المعنى؛ ولأن جميع المعبودين من دون الله لا يستطيعون قضاء حاجات عابديهم ولا شفاء مرضاهم، ولا يعلمون ما في نفوسهم، وإنما الذي يقدر على ذلك ويعلم ما في الصدور. هو الله وحده، ومن الآيات الدالة على ذلك، قوله سبحانه: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ[14]، وسمى سبحانه في هذه الآية دعاء غيره شركا، وفي آية أخرى سماه كفراً، كما في قوله: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ[15].

وبين عز وجل في آية أخرى أن المعبودين دون الله من الأنبياء وغيرهم لا يملكون كشف الضر عن داعيهم ولا تحويله من حال إلى حال ولا من مكان إلى مكان أو من شخص إلى شخص آخر، كما قال عز وجل في سورة الإسراء: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلًا أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا[16]، والآيات في هذا المعنى كثيرة.

تنبيه هام:

ليس من عبادة غير الله التعاون بين العباد الأحياء القادرين بمقتضى الأسباب الحسية، كطلب الإنسان من الإنسان الحي القادر الحاضر أو الغائب بالمكاتبة ونحوها أن يعينه على تعمير بيته أو إصلاح سيارته، أو أن يقرضه شيئاً من المال، أو يساعده في الجهاد، أو على التحرز من اللصوص، أو قطاع الطرق أو نحو ذلك، وهكذا خوف الإنسان من عدوه الحي، أو من اللصوص أو من المؤذين طبعاً كالسباع والحيات والعقارب، فيعمل بما يحرزه من ذلك.

ومن الأدلة على ذلك قوله سبحانه في سورة القصص في قصة موسى: فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ[17]، وقوله عز وجل: فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ[18]الآية، وقوله سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى[19]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه))، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، فينبغي التنبه لهذا الأمر والعناية به؛ لأن كثيرا من الجهال والمشركين يلبسون على بعض دعاة التوحيد بمثل هذه الأمور، والله المستعان.

[1] سورة الذاريات الآية 56.

[2] سورة البقرة الآية 21.

[3] سورة الفاتحة الآية 5.

[4] سورة غافر الآية 14.

[5] سورة غافر الآية 60.

[6] سورة البقرة الآية 186.

[7] سورة البينة الآية 5.

[8] سورة فاطر الآيات 13-14.

[9] سورة الأحقاف الآيات 5-6.

[10] سورة الجن الآية 18.

[11] سورة النحل الآية 36.

[12] سورة الأنبياء الآية 25.

[13] سورة الرعد الآية 36.

[14] سورة فاطر الآيات 13-14.

[15] سورة المؤمنون الآية 17.

[16] سورة الإسراء الآيات 56-57.

[17] سورة القصص الآية 15.

[18] سورة القصص الآية 21.

[19] سورة المائدة الآية 2.




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحسن الله إليكم ، و رحم الله الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة واسعة و جزاه عن الإسلام و المسلمين خير جزاء

النبي صلى الله عليه وسلم لا ينفع ولا يضر

سؤال للشيخ صالح السحيمي حفظه الله

قلتم يا شيخ أن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينفع ولا يضر
فما توجيه قول الله تعالى
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا)؟

الجواب

المقطع mp3 1.05 mg

من هنا

التفريغ:

يقول السائل : قلتم أنفاً إن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينفع ولا يضر ماذا نفعل بقوله تعالى ؟
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا

الشيخ : أحسنت ,, طيب ,,, جميل ,,, وأنا أوجه لك سؤالا كيف تفسر قول الله تعالى (قُلْ لَا أَمْلِكُ ( أكمل ) لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ),,( قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا ) ماذا تقول في هذه الآية , هذه الآية تؤيد ما قلته لك ,, أما هذه الآية , فهذا خطاب لأولئك المنافقين الذين اعرضوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاطبهم الله ويناديهم يقول لهم ((وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ( بنفاقهم وذنوبهم ) جَاءُوكَ ( يا رسول الله واستغفرت لهم )فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ)) كما جاء بعضهم وهم يكذبون فقال الله له (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ)

فيا عبد الله ذاك لما كان حيا والله لو كان حيا لهرعنا جميعا إليه وطلبنا منه أن يستغفر لنا وان يدعوا لنا ولذلك يا عبد الله الصحابة رضوان الله عليهم عندما كانو في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانو يذهبون إليه ويستسقون به ويتوسلون بدعائه بعد وفاته هل توسلوا بدعائه إنما توسلوا بما ذا ؟ بعمه العباس وتوسل معاوية بيزيد ابن الأسود وتوسل عمر بالعباس أكثر من مرة
يعني بالدعاء لأنهم يعلمون أن المقام مقام دعاء والدعاء لا يطلب من الميت و إنما يطلب من ماذا ؟ من الحي,, فهذا هو الجواب يا عبد الله إما ما يحكى من قصة ابن العتبي التي تذكر في بعض التفاسير وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا جاءه وذكر قصيدة يستغيث فيها النبي صلى الله عليه وسلم وانه اخرج له يده وصافحه وقضى حاجته الرسول صلى الله عليه وسلم منذ أن دفن إلى يومنا هذا ما اخرج يده لأحد حتى لأبي بكر وعمر وحتى لعائشة وأزواجه وحتى لأصحابه ها ,, يخرجها لهذا المخرف ( ضحك الشيخ )
انتبهوا يا إخوان ليس كل القصص التي تذكر بالتفاسير صحيحة بعضها غير صحيحة بعضها مغلوطة بعضها مزيفة لا اصل لها ومنها قصة ابن العتبي هذي لا اصل لها والله , والله لا اصل لها , إنما نحن نتقرب إلى الله بما ذا ؟ الله بحبه نتقرب إلى الله بما ذا ؟ بإتباعه نتقرب إلى الله تعالى بالسير على سنته , بمحبته محبته تقربنا إلى الله إتباع سنته يقربنا إلى الله السير على منهجه يقربنا إلى الله أما دعاءه والإتيان إليه والله لا يقرب في قبره يعني ودعاءه من دون الله والله لا يقرب بل يبعدك عن الله لأنه دعاء لغير الله سبحانه وتعالى كقول ذلك القائل من حكى الله عنهم من المشركين (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)) , فعلينا أن نفهم هذه الأمور فرق بين أن نتقرب إلى الله بحبه بإتباعه بالسير على نهجه بمحبته بفداء دينه بفدائه بكل شي وبين أن ندعوه من دون الله أو أن نستغيث به كيف وهو القائل عندما قال رجل ما شاء الله وشئت , أجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده فانتبه لهذا يا عبد الله فإنه في غاية الخطورة , نعم أ.هــ

المصدر