خبر إن وأخواتها " الأحرف الناسخة "
تعريفه : هو كل خبر لمبتدأ تدخل عليه " إن " أو إحدى أخواتها ، وتعمل فيه الرفع نحو : إن العمل واجب ، ونحو قوله تعالى : { إن الساعة آتية }1 . إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل . الساعة : اسم إن منصوب بالفتحة . آتية : خبر إن مرفوع بالضمة . علة تسمية " إن " وأخواتها حروفا مشبهة بالفعل . تشبه " إن " وأخواتها الفعل شبها لفظيا ، ومعنويا ، وتتمثل أوجه الشبه في الآتي : ـ 1 ـ أن جميع هذه الحروف على وزن الفعل . 2 ـ هذه الحروف مبنية على الفتح كما هو الحال في الفعل الماضي . 3 ـ يوجد فيها معنى الفعل ، فمعنى " إنَّ " و " أنَّ " حققتُ ، ومعنى " كأن " شبهتُ ، ومعنى " لكن " استدركتُ ، ومعنى " ليت " تمنيتُ ، ومعنى " لعل " ترجيتُ . 4 ـ تتصل الضمائر بهذه الحروف كما تتصل بالفعل . فنقول : إنه ، كما نقول : ضربه ، وإنني كما نقول : صافحني . بالإضافة إلى أن هذه الحروف لا تتصرف ، وبعض الأفعال لا يتصرف أيضا . كـ " ليس ، وعسى ، ونعم ، وبئس " . 5 ـ هذه الحروف تختص بالأسماء ، وكذلك الأفعال مختصة بها أيضا . فتعمل هذه الحروف في الجملة الاسمية من نصب للاسم ورفع للخبر ، كما يفعل الفعل من رفعه للفاعل ، ونصبه للمفعول به . ــــــــ 1 ـ 15 طه . 6 ـ تتصل بها نون الوقاية ، كما أنها تتصل بالفعل . نحو : إنني ، وليتني ، وكأنني . ونقول في الفعل : أكرمني ، وكافأني ، وأعطاني . عدد الأحرف المشبهة بالفعل . الأحرف المشبهة بالفعل ستة أحرف على الوجه الصحيح ، وقد جعلها بعض النحاة خمسة باعتبار أن " إنَّ " ، و " أنَّ " حرف واحد ، والصحيح أن كلا منهما حرف . ولكل حرف من هذه الأحرف معنى خاص به . أولا ـ إنَّ وأنَّ : يفيدان التوكيد . 85 ـ نحو قوله تعالى : { وإنَّ ربك لذو مغفرة للناس }1 . وقوله تعالى : { اعلموا أنَّ الله شديد العقاب }2 . 50 ـ ومنه قول الفرزدق : إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أغز وأطول ثانيا ـ كأن : تفيد التشبيه . نحو : كأن عليا أسد . ونحو قوله تعالى : { كأن في أذنيه وقرا }3 . 86 ـ وقوله تعالى : { طلعها كأنه رؤوس الشياطين }4 . 51 ـ ومنه قول لبيد : حُفِزت وزايلها السراب كأنها أجزاع بيشة أثلها ورضامها ثالثا ـ لكنَّ : تفيد الاستدراك والتوكيد . نحو : أخوك عالم لكنه بخيل . وقوله تعالى : { إنَّ الله لذو فضل على الناس ولكنَّ أكثر الناس لا يشكرون }5 . 87 ـ وقوله تعالى : { ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكنَّ الله يفعل ما يريد }6 . ومنه قول عمرو بن كلثوم : نسمى ظالمينا وما ظلمنا ولكنَّا سنبدأ ظالمينا ــــــــــــــــ 1 ـ 6 الرعد . 2 ـ 98 المائدة . 3 ـ 7 لقمان . 4 ـ 65 الصافات . 5 ـ 243 البقرة . 6 ـ 253 البقرة . ومثال مجيئها للتوكيد قولنا : لو اجتهدت لفزت ولكنَّك لم تجتهد فلم تفز . ونحو : لو زارني محمد لأكرمته ولكنَّه لم يزرني . رابعا ـ ليت : تفيد التمني ، وهو طلب ما لا طمع فيه . نحو : ليت الجو دافئ . 88 ـ ونحو قوله تعالى : { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا }1 . وقوله تعالى : { يا ليت قومي يعلمون }2 . ومنه قول الفرزدق : ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب خامسا ـ لعل : تفيد الترجي ، وهو توقع الأمر المحبوب . نحو : لعل الله يرحمنا . ومنه قوله تعالى : { فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى }3 . وقد ذكر النحاة أنها تفيد التعليل أيضا ، فتكون بمعنى " كي " . 89 ـ نحو قوله تعالى : { إنَّا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون }4 . وقوله تعالى : { لعلكم ترحمون }5 . والمعنى في الآيتين : لكي تعلموا معانيه ، وكي ترحموا . وتفيد الإشفاق نحو : لعل المريض مشرف على نهايته . ونه قوله تعالى : { لعلنا نتبع السحرة }6 ، وقوله تعالى : { لعل الساعة قريب }7 . عمل الحروف الناسخة . تعمل الحروف المشبه بالفعل " الناسخة " النصب في الاسم ويسمى اسمها ، والرفع في الخبر ، ويسمى خبرها ، ولكن بشروط هي : ـ 1 ـ ألا يكون اسمها مما له الصدارة في الكلام . 2 ـ ألا تتصل بـ " ما " الكافة . ـــــــــــــــ 1 ـ 40 النبأ . 2 ـ 26 يسن . 3 ـ 44 طه . 4 ـ 2 يوسف . 5 ـ 155 الأنعام . 6 ـ 40 الشعراء 7 ـ 17 الشورى . أولا ـ ألا يكون اسم تلك الحروف من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام ، كأسماء الاستفهام ، والشرط : من ، ما ، مهما ، كيف ، كيفما ، أين ، أينما ، متى … إلخ . ثانيا ــ اتصال " ما " الكافة بـ " إن " وأخواتها . من شروط عمل " إن " وأخواتها ألا تتصل بها " ما " الحرفية الزائدة ، فإذا اتصلت بها كفتها عن العمل ، وزال اختصاصها في الدخول على الجمل الاسمية ، وتصبح صالحة للدخول على الجمل بنوعيها اسمية كانت أم فعلية ، ما عدا " ليت " فإنه يجوز فيها إذا اتصلت بها " ما " أن تعمل في الجملة الاسمية ، أو لا تعمل . نحو قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إنما الأعمال بالنيات " . ومنه قوله تعالى : { إنما هو إله واحد }1 . وقوله تعالى : { إنما نحن مصلحون } 2 . وقوله تعالى : { إنما يأكلون في بطونهم نارا }3 . وقوله تعالى : { وأعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة }4 . وقوله تعالى : { فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم }5 . وقوله تعالى : { كأنما يساقون إلى الموت }6 . 52 ـ ومنه قول الشاعر : وكأنما نظرت بعيني شادنٍ رشأ من الغزلان ليس بتوأم ونحو : لعلما المريضُ يشفى ، ولعلما ينظر في الأمر . ونحو : الجو دافئ لكنما الأمطارُ غزيرةٌ . أما " ليت " فيجوز في " ما " أن تكفها عن العمل ، أو لا تكفها كما ذكرنا آنفا . 53 ـ نحو قول الشاعر : قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أو نصفه فقد ـــــــــــــ 1 ـ 19 الأنعام . 2 ـ 11 البقرة . 3 ـ 10 النساء . 4 ـ 28 الأنفال . 5 ـ 49 المائدة . 6 ـ 6 الأنفال . فيجوز في قولها " هذا الحمام " أن يكون اسم الإشارة في محل نصب اسم ليت ، والحمام خبر ليت مرفوع ، ويجوز أن يكون " هذا " في محل رفع مبتدأ ، والحمام خبره . أنواع خبر الأحرف المشبهة بالفعل " الأحرف الناسخة " . يأتي خبر الأحرف الناسخة مثل خبر المبتدأ ، وهو على ثلاثة أنواع : ـ 1 ـ خبر مفرد : وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة . نحو : محمد مجتهد ، والطالبان فائزان ، والمعلمون قادمون . 90 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله غفور رحيم }1 . وقوله تعالى : { إنكم متبعون }2 . وقوله تعالى : { إن المنافقين كاذبون }3 . وقوله تعالى : { ولكن الله ذو فضل على العالمين }4 . وقوله تعالى : { كأنها كوكب دري }5 . فالخبر في الأمثلة السابقة جاء مفردا سواء أكان بلفظ الواحد ، أم المثنى ، أم الجمع . 2 ـ جملة بنوعيها : أ ـ جملة اسمية . نحو : إن الحديقة أشجارها باسقة ، ولعل العمال عملهم مثمر . 91 ـ ونحو قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة من الله }6 . وقوله تعالى : { ألم يعلم أن الله له ملك السموات والأرض }7 . ب ـ جملة فعلية : نحو قوله تعالى : { إن الأبرار يشربون من كاس مزاجها كافورا }8 . وقوله تعالى : { لعلكم تفلحون }9 . ــــــــــــــــــــ 1 ـ 173 البقرة . 2 ـ 52 الشعراء . 3 ـ 1 المنافقون . 4 ـ 251 البقرة . 5 ـ 35 النور . 6 ـ 218 البقرة . 7 ـ 40 المائدة . 8 ـ 5 الإنسان 9 ـ 77 الحج . 92 ـ وقوله تعالى : { ولكن الله يسلط رسله على من يشاء }1 . وقوله تعالى : { ياليتني قدمت لحياتي }2 . وقوله تعالى : { كأنهم إلى نصب يوفضون }3 . 3 ـ شبه جملة بنوعيها : أ ـ جار ومجرور . نحو : إن الكتاب في الحقيبة . 93 ـ ومنه قوله تعالى : { وإن للمتقين لحسن وآب }4 . وقوله تعالى : { إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء }5 . ب ـ ظرف مكان . نحو : ليتك عندي فأكرمك . 94 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله مع الصابرين }6 . وقوله تعالى : { فإن مع العسر يسرا }7 . ج ـ طرف زمان . 95 ـ نحو : لعل السفر يوم الخميس . وفي الخبر شبه الجملة نقدر محذوفا سوار أكان مفردا ككائن ، أو مستقر ، أو موجود ، أم كان جملة ككان ، أو استقر ، أو وجد ، أو يكون . حكم خبر تلك الحروف ومعموله من حيث التقدم ، والتأخر عنها . لا يجوز تقدم خبر الحروف الناسخة عليها ، ولا على اسمها ، ولا يجوز تقدم الاسم عليها . إذ لا يصح أن نقول : مسافر إن محمد ، ولا : إن مسافر محمدا . ولا : محمدا إن مسافر . ولكن إذا كان الخبر شبه جملة لزم تقديمه على اسمها وجوبا إذا كان في الاسم ضمير يعود ــــــــــــــــ 1 ـ 6 الحشر . 2 ـ 24 الفجر . 3 ـ 42 المعارج . 4 ـ 49 ص . 5 ـ 73 آل عمران . 6 ـ 153 البقرة . 7 ـ 5 الشرح . على بعض الخبر . 96 ـ نحو : لعل في المصنع أصحابه . فإذا لم يتصل الاسم بضمير جاز التقديم والتأخير . نحو : لعل محمد في انتظارك ، ولعل في انتظارك محمد . وإن خالد عندنا ، وإن عندنا خالد . 97 ـ ومنه قوله تعالى : { إن فيها قوما جبارين }1 . وقوله تعالى : { إن في ذلك لآية للمؤمنين }2 . وقوله تعالى : { إن لدينا أنكالا وجحيما }3 . وأما معمول الخبر فلا يجوز تقديمه على الاسم . فلا يصح أن نقول : إن كتابك محمدا آخذ . غير أن بعض النحاة أجاز تقديم معمول الخبر على الاسم إذا كان المعمل شبه جملة . نحو : إن في المدرسة عليا موجود . 54 ـ ومنه قول جميل بن معمر : فلا تلحني فيها فإن بحبها أخاك مصاب القلب جمُّ بلابله الشاهد في البيت قوله : فإن بحبها أخاك مصاب ، فقدم معمول الخبر " بحبها " على اسمها " أخاك " . أما تقدم المعمول على الخبر فكثير . نحو قوله تعالى : { إن الله بما تعملون بصير }4 . 98 ـ وقوله تعالى : { إن الله على كل شيء قدير }5 . حكم حذف الحرف الناسخ ، وحذف أحد معموليه ، أو حذف الحرف ومعموليه . 1 ـ لا يصح حذف الحرف الناسخ وبقاء معموليه . إذ لا يصح أن نقول : محمدا مجتهد . بنصب محمد على اعتبار أنه اسم " إن " المحذوفة ، ومجتهد خبرها ــــــــــــــــ 1 ـ 22 المائدة . 2 ـ 77 الحجر . 3 ـ 12 المزمل . 4 ـ 110 البقرة . 5 ـ 20 البقرة . مرفوع ، لعدم وجود القرينة على حذفه . غير أنه جاز حذفه مع معموليه لدلالة القرينة عليه . 99 ـ كما في قوله تعلى : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون }1 . والتقدير : تزعمون أنهم شركائي . 2 ـ يجب حذف خبرها في موضعين : أ ـ بعد قولهم ليت شعري . نحو : ليت شعري هل يعود الغائب . والتقدير : ليتني أشعر بعودته . ونلاحظ أنه لا بد أن يلي تعبير " ليت شعري " استفهام اسما أو حرفا . 55 ـ ومنه قول جميل : ياليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذن لسعيد الشاهد قوله : ليت شعري هل أبيتن ليلة . فقد حذف خبر ليت وجوبا ، والتقدير : ليتني أشعر بمبيتي ليلة . وجملة الاستفهام في محل نصب مفعول به لشعري باعتباره مصدرا . ومنه قول امرئ القيس : ألا ليت شعري كيف حادتُ وصلها وكيف تراني وُصلة المتغيبِ 2 ـ أن يكون في الكلام شبه جملة ظرف ، أو جار ومجرور . وعندئذ يكون شبه الجملة متعلقا بمحذوف خبر واجب الحذف تقديره : كائن ، أو موجود . نحو : إن الأمر في يدك ، ولعل محمدا عندنا . فالتقدير : كائن في يدك ، وموجود عندنا . ويجوز حذف الخبر إذا دل عليه دليل . كما في قوله تعالى : { إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم }2 . ـــــــــــــ 1 ـ 62 القصص . 2 ـ 25 الحج . الشاهد في الآية قوله تعالى : { إن الذين كفروا ويصدون } . حيث حذف خبر " إن " جوازا لدلالة جواب الشرط عليه ، وهو قوله تعالى : { نذقه من عذاب أليم } . والتقدير : إن الذين كفروا نذقهم من عذاب أليم . 100 ـ وقوله تعالى : { إن الذين كفروا بالذكر لمّا جاءهم وإنه لكتاب عزيز }1 . الشاهد قوله : إن الذين كفروا بالذكر ، ثم حذف الخبر ، وتقديره : معاندون ، أو معذبون . تعدد خبر " إن " وأخواتها . يجوز تعدد خبر إن ، أو إحدى أخواتها كما هو الحال في تعدد خبر المبتدأ . فنقول : إن الطالب مجتهد مؤدب . 101 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله عليم خبير }2 ، وقوله تعالى : { إن الله عليم حكيم }3. اقتران اللام في خبرها ، واسمها المؤخر . يقترن خبر " إن " دون أخواتها باللام لتوكيد مضمون الجملة ، لهذا زحلقوها في باب " إن " عن صدر الجملة كراهة ابتداء الكلام بمؤكدين ، وهي لتخليص المضارع للحال أيضا {4} . نحو قوله تعالى : { والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون }5 . وقوله تعالى : { وإن ربك ليحكم بينهم }6 . 102 ـ وقوله تعالى : { إني ليحزنني أن تذهبوا به }7 . ــــــــــــــــ 1 ـ 41 فصلت . 2 ـ 34 لقمان . 3 ـ 28 التوبة . 4 ـ انظر اللامات للزجاجي ص64 ، والحروف العاملة في القرآن الكريم ص139 . 5 ـ 1 المنافقون . 6 ـ 124 النحل . 7 ـ 13 يوسف . ويشترط في اقتران اللام بخبر " إن " الآتي : ـ 1 ـ ألا يكون الخبر منفيا ؛ لأن اللام لتأكيد الإثبات وهو ضد النفي . 2 ـ ألا يكون الخبر ماضيا متصرفا غير مقرون بقد . فلا نقول : إن محمدا لقام . أما إذا كان الخبر فعلا ماضيا متصرفا مقرونا بقد جاز اقترانه باللام . نحو : إن عليا لقد كان مجتهدا . ويجوز اقتران اللام بالفعل الماضي إذا كان جامدا ، كنعم وبئس . نحو : إن أخاك لنعم الرجل . وإذا كان الخبر اسما ، أو فعلا مضارعا فلا شروط لاقترانه باللام . ويجوز دخول اللام على خبر إن بالشروط السابقة . نخو : إن الطالب لَكتابَك آخذ . وإن المعلم لأخاك مكافئ . ولم يرد منه شيء في القرآن الكريم . وقد دخلت اللام على ضمير الفصل . نحو قوله تعالى : { وإن الله لهو العزيز الحكيم }1 . وقوله تعالى : { إن هذا لهو الفضل المبين }2 . وتقترن لام الابتداء باسم " إن " شريطة تأخيره عن الخبر كراهة ابتداء الكلام بمؤكدين كما هو الحال في الخبر . نحو : إن في الصدق لمنجاة ، وإن في الصدق لخيرا . ومنه قوله تعالى : { إن في ذلك لآية لكم }3 . وقوله تعالى : { وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب }4 . ـــــــــــــ 1 ـ 62 آل عمران . 2 ـ 16 النمل . 3 ـ 248 البقرة . 4 ـ 78 آل عمران . كسر همزة " إن " وفتحها . تكسر همزة إن وجوبا في كل موضع يمتنع فيه تأويلها مع اسمها ، وخبرها بمصدر ، ذلك في المواضع التالية : ـ 1 ـ في ابتداء الكلام حقيقة ، أو حكما " أي الواقعة بعد ألا الاستفتاحية . مثال الأول قوله تعالى : { إ نّا أعطيناك الكوثر }1 . وقوله تعالى : { إنك أنت العليم الحكيم }2 . ومثال الثاني قوله تعالى : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم }3 . وقوله تعالى : { كلا إن الإنسان ليطغى }4 . وفي ابتداء جملة " إن " الواقعة بعد النداء . كقوله تعالى : { قالوا يا أيها العزيز إن له أبا } 5 . 2 ـ في صدر جملة الصلة . نحو : انتصر الذي إنه مخلص ، وجاء الذي إنه عاقل، ومنه قوله تعالى : { وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة }6 . 3 ـ بعد القول . نحو قوله تعالى : { وقال إني معكم }7 . وقوله تعالى : { قال إني عبد الله }8 . ويشترط في القول أن يراد به معنى الحكاية . أما إذا أريد به معنى الظن فتحت همزة " إن " . 4 ـ أن تقع في صدر الجملة المستأنفة . نحو : يحسبون أني مقصر في عملي إنهم لمخطئون ، وزعم أحمد أنه متفوق إنه لكاذب . ـــــــــــــ 1 ـ 1 الكوثر . 2 ـ 32 البقرة . 3 ـ 62 يونس . 4 ـ 6 العلق . 5 ـ 78 يوسف . 6 ـ 76 القصص . 7 ـ 12 المائدة . 8 ـ 30 مريم 5 ـ في جواب القسم ، ويكثر في ذلك اقتران خبرها باللام . نحو : والله إنك لصادق . ومنه قوله تعالى : { ويحلفون بالله إنهم لمعكم }1 . وقوله تعالى : { فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون }2 . وقوله تعالى : { والعصر إن الإنسان لفي خسر }3 . 6 ـ إذا اتصل خبرها بلام الابتداء ، ولو سبقها فعل من أخوات ظن . أي " جاءت بعد فعل قلبي علق باللام " نحو : علمت إن أخاك لمحسن . ومنه قوله تعالى : { ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون }4 . وقوله تعالى : { قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون }5 . وقوله تعالى : { والله يعلم إنهم لكاذبون }6 . ومنه قول الشاعر : ألم تر إني وابن أسود ليلة لنسري إلى نارين يعلو سناها وقد كسرت الهمزة في الشواهد السابقة ونظائرها ؛ لأن اللام إذا وليت الظن والعلم علقت الفعل عن العمل {7} . فالفعل علم في الآيات السابقة لم يعمل في إن ومعموليها لاتصال خبرها بلام الابتداء ، لذا كسرت همزتها ، فإن ومعموليها في هذا الموضع لم تؤول بمصدر كما هو الحال عند فتح همزتها . والشاهد في البيت قوله : ألم تر إني … لنسري . حيث كسرة همزة " إن " بع الفعل القلبي " تر " الذي علق عن العمل لاتصال خبر إن بلام الابتداء المزحلقة . 7 ـ أن تقع في صدر جملة الحال مقرونة بالواو ، أو غير مقرونة . مثال الأول : زرته وإني لذو أمل في شفائه . ـــــــــــــــــ 1 ـ 56 التوبة . 2 ـ 40 المعارج . 3 ـ 2 العصر . 4 ـ 158 الصافات . 5 ـ 33 الأنعام . 6 ـ 42 التوبة . 7 ـ الأصول في النحو لبن السراج ج1 ص263 . ومنه قوله تعالى : { كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون }1 . ومثال النوع الثاني قوله تعالى : { إلا إنهم ليأكلون الطعام }2 . 8 ـ أن تقع مع معموليها في موقع الخبر عن اسم ذات . نحو : الرجل إنه قادم . ومنه قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم }3 . 9 ـ أن تقع مع معموليها في موقع الصفة لما قبلها . نحو : جاء طالب إنه مهذب . وهذا قول إنه حق . 10 ـ أن تقع في محل نصب خبر لكان . نحو : كان الرجل إنه مسافر . 11 ـ أن تقع بعد كلاّ . نحو قوله تعالى : { كلا إن الإنسان ليطغى }4 . وقوله تعالى : { كلا إنها كلمة هو قائلها }5 . 12 ـ أن تقع بعد إذ . نحو : وصلت إذ إن أباك يستقل العربة . 13 ـ أن تقع بعد حتى الابتدائية . نحو : غادر الطلاب المدرسة حتى إن المدرسين غادروها . 14 ـ أن تقع بعد حيث . نحو : جلست حيث إنك جالس . والبعض أجاز فتحها . ـــــــــــــــ 1 ـ 5 الأنفال . 2 ـ 20 الفرقان . 3 ـ 17 الحج . 4 ـ 6 العلق . 5 ـ 100 المؤمنون . فتح همزة " أن " . يجب فتح همزة " أن " في كل موضع يصح تأويلها مع معموليها بالمصدر المؤول بالصريح . وتؤول أن مع اسمها وخبرها في المواضع التالية : ــ 1 ـ إذا جاءت مع معموليها في موضع الفاعل . نحو : أعجبني أنك مجتهد . والتقدير : أعجبني اجتهادك . ومنه قوله تعالى : { أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب }1 . وقوله تعالى : { فلما تبين له أنه عدو الله تبرأ منه }2 . 2 ـ في موضع نائب الفاعل . نحو : يخيل لي أن السماء صحو . ومنه قوله تعالى : { قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجن }3 . 3 ـ في موضع المفعول به . نحو : ألا تعلم أن البعوض ناقل للعدوى . ومنه قوله تعالى : { وظن أهلها أنهم قادرون عليها }4 . وقوله تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو }5 . وقوله تعالى : { فعلموا أن الحق لله }6 . ويشترط في خبرها عدم اقترانه بلام التوكيد كما أوضحنا سابقا ، وإلا كسرت همزتها . 4 ــ في موضع المبتدأ . نحو : في اعتقادي أنك مسافر . ومنه قوله تعالى : { ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة }7 . 5 ــ في موضع الخبر عن اسم معنى . نحو : حسبك أنك مجتهد . اعتقادي أن التجارة رابحة . ــــــــــــــــــ 1 ـ 51 العنكبوت . 2 ـ 114 التوبة . 3 ـ 1 الجن . 4 ـ 24 يونس . 5 ـ 18 آل عمران . 6 ـ 75 القصص . 7 ـ 39 فصلت . 6 ـ أو في موضع الخبر لـ " إن " التي جاء اسمها اسم معنى . إن رأيي أنك متواضع . 7 ـ أن تقع بعد القول المتضمن معنى الظن . نحو : أتقول أنك مسافر ؟ 8 ـ في موضع المجرور بحر الجر . نحو : كافأتك لأنك مجتهد . ومنه قوله تعالى : { ذلك بأن الله هو الحق }1 . 9 ـ إذا وقعت أن ومعموليها بعد لو ، ولولا . نحو : احترمك ولو أنك أصغر مني . ومنه قوله تعالى : { ولو أنهم صبروا }2 . وقوله تعالى : { فلولا أنه كان من المسبحين }3 . 10 ـ أن يكون المصدر تابعا لواحدة مما سبق . فمثال العطف قوله تعالى : { وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى }4 . وقوله تعالى : { اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم }5 . ومثال البدل قوله تعالى : { فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا }6 . فالمصر المؤول بدل اشتمال من طعامه ، والتقدير : إلى أنعامنا في طعامه . ومنه قوله تعالى : { وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم }7 . جواز الفتح والكسر . يجوز فتح همزة " أن " وكسرها في المواضع التي يجوز فيها تأويل " إن " ومعموليها بمصدر مؤول ، أو عدم تأويلها ، ذلك في المواضع التالية : ـ 1 ـ بعد فاء الجزاء . نحو : من يأتني فإنه مكرم . ومنه قوله تعالى { من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم }8 . ــــــــــــــــ 1 ـ 30 لقمان . 2 ـ 5 الحجرات . 3 ـ 143 الصافات . 4 ـ 119 طه . 5 ـ 24 ، 25 عبس . 6 ـ 7 الأنفال . 7 ـ 7 الأنفال . 8 ـ 54 الأنعام . فقد قرئت الآية : { فإنه غفور رحيم } بالوجهين ، أي بكسر همزة " إن " وفتحها . فاحتمال الكسر على جعل ما بعد فاء الجزاء جملة تامة ، والتقدير : فهو غفور . واحتمال الفتح على تقدير " أن " ومعموليها مصدرا مؤولا في موضع المبتدأ ، والخبر محذوف ، أو خبر والمبتدأ محذوف {1} . والتقدير : فغفرانه حاصل ، أو فجزاؤه حاصل . 2 ـ بعد إذا الفجائية . نحو : خرجت فإذا إن المطر منهمر . جواز الكسر على عدم التأويل ، والتقدير : فإذا المطر منهمر . والفتح على جعل " أن " ومعموليها في موضع الرفع على الابتداء ، وإذا في محل رفع خبره إذا اعتبرناها ظرفا ، أو الخبر محذوف على اعتبار إذا الفجائية حرفا ، والتقدير : انهمار المطر حاصل . ومنه قول الشاعر : وكنت أرى زيدا كما قيل سيدا إذا أنه عبد القفا واللهازم الشاهد قوله : إذا أنه . فرواية الكسر على معنى فإذا هو عبد القفا ، وهذا الوجه أحسن ؛ لأنه لا يحتاج إلى تقدير . أما رواية الفتح فعلى اعتبار " أن " ومعموليها في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ ، وخبره محذوف . 3 ـ بعد لا جرم ، وفتح الهمزة أشهر . نحو قوله تعالى : { لا جرم أن لهم النار}2 . فأن مع معموليها في تأويل مصر مؤول في محل رفع فاعل إذا اعتبرنا جرم فعل ماض بمعنى " حق " ، والتقدير : حق حصول النار لهم ، أو بمعنى " لابُدَّ " فتكون لا نافية للجنس ، وأن ومعموليها فى تأويل مصدر مجرور بمن ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا ، والتقدير : لابد من حصول النار لهم . أو على المفعولية إذا اعتبرنا جرم بمعنى كسب ، وفاعلها ضمير مستتر ، ــــــــــــــــ 1 ـ انظر الجنى الداني للمرادي ص . 2 ـ 62 النحل . 3 ـ 23 النحل . والتقدير : كسب لهم كفرهم . وفي حالة الكسر تكون " لا جرم " قسما ، وكسرت الهمزة لوقوعها في جواب القسم . ومنه قوله تعالى : { لا جرم أن الله يعلم ما يسرون }1 . 4 ـ إذا وقعت بعد الواو التالية " هذا " ، أو " ذا " . نحو قوله تعالى : { ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين }2 . فذلكم خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : الأمر ذلك ، والأمر أن الله موهن … إلخ . وهذا وجه الفتح في همزة " أن " . أما توجيه الكسر فعلى عطف " إن " مع معموليها على الجملة المتقدمة المحذوف أحد جزئيها . 5 ـ جواز الأمرين في مقام التعليل ، والكسر أبلغ . نحو : اطلب العلم إنه سبيل النجاح . ومنه قوله تعالى : { ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين }3 . وقوله تعالى : { ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير }4 . فالفتح على كون " أن " ومعموليها في محل مصدر مؤول مجرور بلام التعليل ، والتقير : لأنه سبيل النجاح . والكسر على أن التعليل حاصل بجملة " إن " ومعموليها . أي أنها جملة استئنافية . 6 ـ بعد حتى الجارة ، أو العاطفة . نحو : بذلت جهدك حتى أنك لم تنِ . ووقفت معه حتى أنك لم تقصر . وعرفت مزاياك حتى أنك فاضل . فالفتح على اعتبار " حتى " جارة ، أو عاطفة . والكسر على اعتبارها ابتدائية . 7 ـ جواز الأمرين بعد القسم إذا لم يتصل خبر " إن " باللام ، وذكر فعل القسم قبلها . نحو : أقسمت إن محمدا مسافر ، وأقسمت أن محمدا مسافر . ـــــــــــــــــ 1 ـ 23 النحل . 2 ـ 18 الأنفال . 3 ـ 168 البقرة . 4 ـ 20 البقرة . أما إذا ذكر فعل القسم ، أم لم يذكر ، واتصل الخبر باللام وجب كسر الهمزة . نحو : أقسمت إنك لمخلص ، والله إنك لمخلص . وكذلك يجب الكسر إذا خذف فعل القسم ، ولم يتصل الخبر باللام . نحو قوله تعالى : { حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة }1 . ومنه قول الشاعر : أو تحلفي بربك العلي أني أبو ذيالك الصبي الشاهد قوله : أني ، فهمزة " إن " في هذا البيت تروى بالكسر على جعلها جوابا للقسم ، كما أنها تروى بالفتح على اعتبارها مفعولا به بعد حذف حرف الجر . والتقدير : على أني أبو ذيالك الصبي . 8 ـ أن تقع بعد واو مسبوقة بمفرد صالح للعطف عليه . نحو قوله تعالى : { إن لك لا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى }2 . فجواز الكسر يكون على الاستئناف ، أو العطف على جملة " إن " الأولى . وأما جواز الفتح فيكون بالعطف على " أن لا يجوع " . والله أعلم . ــــــــــــ 1 ـ 1 ، 2 الزخرف . 2 ـ 118 ـ 119 طه . تخفيف نون " إنَّ " وأخواتها . 1 ـ تخفيف نون " إنَّ " : إذا خففت نون " إنَّ " المشددة ، القياس فيها ألا تعمل إنْ تلاها فعل . 103 ـ نحو قوله تعالى : { وإنْ وجدنا أكثرهم لفاسقين }1 . وقوله تعالى : { وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم }2 . وقوله تعالى : { وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله }3 . والذي يليها من الأفعال لا يكون إلا ناسخا كما هو واضح من الشواهد السابقة . غير أنه إذا تلاها اسم جاز فيها الإعمال ، والإهمال ، والإهمال أحسن . فمثال الإعمال : إنْ محمدا لمسافر ، ولم يسمع في كلام العرب من غير الشعر . ومنه قوله تعالى في قراءة من قرأ " إن ولما " 104 ـ مخففتين : { وإن كلا لما يوفينهم ربك أعمالهم }4 . وحجة من يراها عاملة يقول : أن الحرف بمنزلة الفعل إذا حذف من شيء لم يغير عمله . ومثال إهمالها قوله تعالى : { وإن كل لما جميع لدينا محضرون }5 . ووجب عند تخفيفها ، وإهمالها اقتران خبرها باللام المفتوحة المعروفة باللام الفارقة للتفريق بينها وبن " إنْ " النافية العاملة عمل ليس . كما في الآية السابقة ، ومنه قوله تعالى : { وإن كل نفس لما عليها حافظ }6 . وقد يستغنى عن اللام الفارقة ، إذا تضمن الكلام قرينة ، إما لفظية : كقول الشاعر* : إن الحق لا يخفى على ذي بصيرة وإن هو لم يعدم خلاف معاند ـــــــــــــــــــــ * الشاهد بلا نسبة . 1 ـ 102 الأعراف . 2 ـ 51 القلم . 3 ـ 143 البقرة . 4 ـ 111 هود . 5 ـ 32 يس . 6 ـ 4 الطارق . الشاهد قوله : لا يخفى ، ولم يعدم ، حيث وقع الفعل المنفي في محل رفع خبر غير مقترن باللام ؛ لأن اللام تفيد التوكيد ، ولا يصح دخول التأكيد على الخبر المنفي . ومثال القرينة المعنوية : قول الطرماح بن حكيم : أنا ابن أباة الضيم من آل مالك وإن مالك كانت كرام المعادن فإن المخففة في قوله : وإن مالك ، لا يعقل أن تكون نافية ، إذ إن غرض الشاعر أن يتمدح بقومه ويذكر مآترهم ، فالمعنى قرينة دالة على أن " إن " مخففة من الثقيلة ، وليست " إن " النافية ، ذلك لا يلزم اقتران خبرها باللام الفارقة ، ولو قرنه بها لكان التقدير : وإن مالك لكانت . 2 ـ أنَّ : إذا خففت نون " أن " المفتوحة الهمزة ، وجب إبقاء عملها كما لو كانت ثقيلة ، ولكن يشترط في اسمها أن يكون ضمير الشأن المحذوف ، أما خبرها فيجب أن يكون جملة بنوعيها . لإذا كانت الجملة اسمية مسبوقة بجزء أساسي ، وجب أن يكون المصدر المؤول من أن ومعموليها مكملا للجزء السابق . 105 ـ نحو قوله تعالى : { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين }1 . فـ " أن " مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : أنه ، والجملة الاسمية بعدها مكونة من مبتدأ وخبر في محل رفع خبر " أنْ " ، ولا فاصل بين الجملة ، وان ، كما أن " أن ْ " مع اسمها المحذوف وخبرها الجملة مكملة لما قبلها في المعنى . أما إذا كانت الجملة التالية لـ " إنْ " جملة فعلية وجب أن يكون فعلها دالا على اليقين والقطع الجازم . 106 ـ كقوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }2 . وكذلك إذا خففت ، وتلاها فعل متصرف لا يفيد الدعاء وجب اقتران الفعل بفاصل ليفصل بين " أن " ، وخبرها . ويكون الفاصل واحدا مما يأتي : ـ ـــــــــــــــ 1 ـ 10 يونس . 2 ـ 20 المزمل . 1 ـ السين ، أو سوف . نحو قوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }1 . ونحو : حسب أن سوف تحضر مبكرا . 2 ـ قد . نحو قوله تعالى : { ونعلم أن قد صدقتنا }2 . وقوله تعالى : { ليعلم أن قد أبلغوا }3 . 3 ـ لا أو لن أو لم . نحو قوله تعالى : { أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولا }4 . وقوله تعالى : { أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه }5 . وقوله تعالى : { أيحسب أن لم يره أحد }6 . 4 ـ لو : نحو قوله تعالى : { وأن لو استقاموا على الطريقة }7 . 5 ـ ربَّ . 56 ـ كقول الشاعر* : تيقنت أنْ رُبَّ امرئ خيل خائنا أمين ، وخوان يخال أمينا وقد أتي بالفاصل في الشواهد السابقة للتأكيد على أنَّ " أنْ " المفتوحة الهمزة الساكنة النون هي المخففة من الثقيلة ، وليست " أنْ " المصدرية الناصبة للفعل المضارع . فإن كان الخبر جملة اسمية تفيد الدعاء ، أو فعلية فعلها جامد فلا يحتاج إلى فاصل بينه وبين " أن " . نحو قوله تعالى { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين }8 . نحو قوله تعالى : { فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين }9 . في قراءة الرفع وتخفيف " أنَّ " . 57 ـ ومنه قول الأعشى : في فتية كسيوف الهند قد علموا أن هالك كل من يحفى وينتعل ــــــــــــــــــــــ 1 ـ 20 المزمل . 2 ـ 113 المائدة . 3 ـ 28 الجن . 4 ـ 89 طه . 5 ـ 3 القيامة . 6 ـ 7 البلد . 7 ـ 16 الجن . * الشاهد بلا نسبة . 8 ـ 10 يونس . 9 ـ 44 الأعراف . ومثال الخبر الواقع فعلا جامدا قوله تعالى : { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى }1 . وقوله تعالى : { وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم }2 . 3 ـ كأنَّ . حكمها في التخفيف كحكم " أنَّ " يجب إعمالها ، ووجب أن يكون اسمها ضمير الشأن المحذوف . غير أن كثيرا من النحاة لم يشترط أن يكون اسمها ضميرا ، وأنه يذكر في الكلام أكثر من ذكر اسم " أن " ، واستدلوا على ذلك ، 58 ـ بقول الشاعر* : ويوما توافينا بوجه مقسَّم كأن ظبية تعطوا إلى وارق السلم فـ " كأنْ " مخففة من الثقيلة ، وظبية في رواية النصب اسمها ، وخبرها محذوف . وأما على رواية الرفع تكون ظبية خبر كأن ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : كأنه ظبية . وهذا هو الوجه الأحسن فيما دل عليه الكلام من أن حكمها في العمل كحكم أنْ ، و " أنْ " تعمل مخففة واسمها ضمير الشأن المحذوف دائما . ومنه قول الشاعر* : وصدر مشرق النحر كأن تدييه حقان ويروى " تدييه " و " تدياه " بروايتى النصب والرفع كما في البيت السابق . وعندما تخفف " كأنَّ " يصح دخولها على الجمل بنوعيها اسمية كانت ، أم فعلية . فمثال الأول : كأن أسد أقبل نحونا . ومنه الشواهد السابقة ، وهي لا تحتاج إلى فاصل بينها وبين الجملة الواقعة خبرا . وإذا دخلت على الجملة الفعلية وجب الفصل بينها وبين الجملة الواقعة خبرا ، ويكون الفصل إما بـ " قد " ، أو بـ " لم " . ــــــــــــــــ 1 ـ 39 النجم . 2 ـ 185 الأعراف . * لباغث بن صريم . وللمزيد انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية ج2 ص 397 . * الشاهد بلا نسبة في مصادره . 59 ـ مثال الأول قول النابغة الذبياني : أفد الترحل غير أن ركابنا لما نزل برحالنا وكأن قدِ التقدير : وكأن قد زالت ، فحذفت الجملة الواقعة خبرا لـ " كأن " بعد أ، فصل بينها بـ " قد " . ومنه قول الآخر* : لا يهولنك اصطلاء لظى الحر ب فمحذورها كأن قد ألما 107 ـ ومثال الثاني قوله تعالى : { كأنْ لم يدعنا إلى ضر مسه }1 . وقوله تعالى : { كأن لم تغن بالأمس }2 . وقوله تعالى : { ولى مستكبرا كأن لم يسمعها }3 . وقد فصل بين " كأنْ " والجملة الواقعة خبرا لها لئلا يلتبس بينها وبين أن المصدرية الداخلة عليها كاف التشبيه . 4 ـ لكنَّ . إذا خففت نون " لكنَّ " وجب إهمالها ، وبطل عملها بالإجماع ، إلا يونس ، والأخفش قالا بإعمالها . وعند تخفيفها يزول اختصاصها بالجمل الاسمية ، وتكون صالحة للدخول على الجمل بنوعيها اسمية وفعلية . وهي حينئذ إما عاطفة كـ " بل " ، أو حرف ابتداء . 108 ـ نحو قوله تعالى : { لكنِ الله يشهد بما أنزل إليك }4 . وقوله تعالى : { لكنِ الظالمون اليوم في ضلال مبين }5 . ـــــــــــــــــ * الشاهد بلا نسبة . 1 ـ 12 يونس . 2 ـ 24 يونس . 3 ـ 7 لقمان . 4 ـ 166 النساء . 5 ـ 38 مريم . ومثال دخولها على الجملة الفعلية قوله تعالى : { ولكنْ كانوا أنفسهم يظلمون }1 . وعن الكسائي أن المختار عند العرب تشديد النون إذا اقترنت " لكنِّ " بالواو . نحو قوله تعالى : { ولكنَّ الظالمين بآيات الله يجحدون }2 . وتخفيفها إذا لم تقترن بها . نحو قوله تعالى : { لكنِ الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا }3 . وقوله تعالى : { لكنِ الذين اتقوا ربهم }4 . وعللوا ذلك بأن المخففة تكون عاطفة كما ذكرنا سابقا ، فلا تحتاج إلى واو معها مثلها مثل " بل " فإذا سبقتها الواو ، وهو قليل انتقل العطف إلى الواو ، وتكون " لكن " ابتدائية مهملة لا عمل لها تفيد الاستدراك ليس غير . ـــــــــــــــــــ 1 ـ 70 التوبة . 2 ـ 33 الأنعام . 3 ـ 88 التوبة . 4 ـ 198 آل عمران . تنبيهات وفوائد 1 ـ ذكرنا أن " إنَّ " و " أنَّ " يفيدان التوكيد كما هو عند جمهور النحاة ، غير أن بعضهم جعلها للتأكيد ، والتحقيق ، وبعضهم جعلها للثبات والدوام {1} . كما تفيد " أنَّ " معنى الترجي فتكون بمعنى " لعل " . نحو قوله تعالى { وما يشعركم أنها إذا جاءت لايؤمنون }2 . في قراءة فتح الهمزة ، أي : لعلها إذا جاءت . وقد نقل لها هذا المعنى سيبويه عن الخليل ، ومنه قولهم : أأت السوق أنك تشتري لنا شيئا . أي لعلك تشتري {3} . 2 ـ أورد النحاة لـ " كأن " معانيَ غير التشبيه ، فمنهم من جعلها للتحقيق واستدل على ذلك بقول عمر بن أبي ربيعة * : كأني حين أمي لا تكلمني ذو بغية يشتهي ما ليس موجودا ومنهم من قال إنها تفيد الشك ، فقالوا إن كان خبرها اسما جامدا كانت للتشبيه ، وإن كان مشتقا كانت للشك بمنزلة " ظن " ، أما إذا كان خبرها فعلا . نحو : كأنَّ زيدا قام ، أو جملة اسمية . نحو : كأن خالدا أبوه قائم . أو وصفا مشتقا . نحو : كأن محمدا قائم . فهي للظن والحسبان . كما ذكروا أنها تكون للتقريب . نحو : كأن الشتاء مقبل . والمعنى على تقريب إقبال الشتاء ، وهو مذهب الكوفيين {4} . 3 ـ أورد النحاة لـ " لعل " معاني كثيرة غير التي ذكرناها آنفا منها : ـــــــــــــــــــــــــ ــــ 1 ـ شرح المفصل ج8 ص59 ، وكتاب معاني الحروف للرماني ص110 . 2 ـ 109 الأنعام . 3 ـ الكتاب جا ص462 ، والجنى الداني ص417 . * وفي اللسان ليزيد بن الحكم ، ويروى عجز البيت : متيم يشتهي ما ليس موجودا . 4 ـ الجنى الداني ص572 وما بعدها . أ ـ تكون للاستفهام . نحو قولك للرجل : لعلك شتمتني ؟ تريد هل تشتمني ؟ فيقول : لا أو نعم 1 . ب ـ وتكون للشك بمنزلة " عسى " . نحو : لعل أخاك في المدرسة . تريد : عسى أخوك في المدرسة . ومنه قوله تعالى { لعلي أبلغ الأسباب }2 . وتقدير المعنى : عسى أبلغ الأسباب . 4 ـ إذا كانت " ما " الداخلة على " إنَّ " وأخواتها اسما موصولا ، نحو : إن ما تفعله مثمر . ومنه قوله تعالى : { إن ما تدعون لآت }3 . وقوله تعالى : { لا جرم إنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا }4 . أو " ما " المصدرية ، نحو : إن ما عملت مثمر . أي : إن عملك مثمر . فإن عملها يبقى قائما ، وتكتب " ما " مفصولة عنهن ، وإن وردت في بعض آيات القرآن متصلة بهن . 5 ـ الغالب عند النحاة ، بل ما هو عليه الجمهور عدم جواز حذف اسم " إن " وأخواتها إلا إذا كانت مخففة ، وكان المحذوف ضمير الشأن . غير أن قلة منهم أجازوا حذفه في غير حال التخفيف ، ولا يقتصر الحذف عندهم على الشعر ، بل سمع في فصيح الكلام إذا دلت عليه القرينة ، وقلما كان المحذوف غير ضمير الشأن 5 . وعليه يحمل قول الرسول الكريم : " إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون " . لا على زيادة " من " . خلافا للكسائي . ومن الذين قالوا بحذفه الخليل ، وأبو حيان ، واستشهدوا بقول الفرزدق : فلو كنت ضبيَّا عرفت قرابتي ولكنَّ زنجيُّ عظيم المشافر الشاهد قوله : ولكن زنجي ، برفع زنجي على أنه خبر لكنَّ ، واسمها محذوف . ـــــــــــــــ 1 ـ الأزهية للهروي ص217 . 2 ـ 36 غافر . 3 ـ 134 الأنعام . 4 ـ 43 غافر . 5 ـ تسهيل الفوائد لابن مالك ص62 . إلا أن البيت فيه تخريج غير ذلك ، فقدره سيبويه بقوله : ولكن زنجيا عظيم المشافر لا يعرف قرابتي 1. 6 ـ يجوز زيادة الباء في خبر " أنَّ " إذا اشتملت الجملة فيما قبل " أنَّ " على نفي . نحو قوله تعالى : { أوَ لم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعْيَ بخلقهن بقادر على أن يحيى الموتى }2 . والتقدير كأنه قيل : أو ليس الله بقادر ، فنزلت " أنَّ " منزلة ليس ، وليس إذا سبقا النفي جاز اقتران خبرها بـ " الباء " الزائدة . 7 ـ إذا وقعت " أنْ " المخففة من الثقيلة بعد فعل يفيد العلم ، واليقين ، لا يشك في أنها المخففة العاملة عمل " أنَّ " ، والمضارع بعدها مرفوع . نحو قوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }3 . ولا يجوز أن تكون " أنْ " الناصبة للفعل . أما إذا سبقها فعل يدل على الظن الراجح جاز فيها أن تكون مخففة تعمل عمل " أنَّ " والمضارع بعدها مرفوع ، وجاز أن تكون المصدرية الناصبة والمضارع بعدها منصوب ، ومنه في قراءة النصب قوله تعالى : { وحسبوا أن لا تكون فتنة }4 . وقرئ برفع " تكون " على اعتبار أن " أنْ " مخففة من الثقيلة . والعلة في نصب الفعل بعد " أن " إذا سبقها الظن أن " أن " المصدرية الناصبة للفعل المضارع تستعمل في مقام الرجاء ، والطمع فيما بعدها ، فلا يناسبها اليقين {5} . 8 ـ يجوز في الاسم المعطوف على اسم " إنَّ " وأخواتها الرفع ، والنصب ، وهو مذهب أهل البصرة ، والخليل وسيبويه ، ومما ورد فيه الاسم مرفوعا قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى }6 . ـــــــــــــــــــ 1 ـ الكتاب ج1 ص282 . 2 ـ 33 الأحقاف . 3 ـ 20 المزمل . 4 ـ 71 المائدة . 5 ـ جامع الدروس العربية ج2 ص342 . 6 ـ 69 المائدة . وقوله تعالى : { يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله }1 . وكان الرفع عند سيبويه حملا على الابتداء في الآية الأولى . أما في الثانية فرفعت كلمة " رسوله " عطفا على الضمير المستتر في الخبر ، أو على محل اسم " أن " ، أو هو مبتدأ حذف خبره ، والتقدير : ورسوله بريء ، وهو أحسن الوجوه ؛ لأنه في الوجه الأول قد فصل بين المتعاطفين بفاصل وهو الجار والمجرور ، وإن كان قد جرى مجرى التوكيد ، والثاني غير جائز عند المحققين أن نعطف على المحل {2} . ومثال ما جاء منصوبا قوله تعالى : { ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر }3 . قرئت " البحرُ " بالرفع والنصب ، فالرفع على الاستئناف بالواو ، أو رده على محل اسم " إن " قبل دخولها عليه . وحجة من نصبه أنه عطفه على اسم إن . ومنه قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين }4 . بنصب الصابئين عطفا على اسم إن . وقال بعض النحاة إنّ الرفع في الاسم المعطوف على اسم إنّ وأخواتها يكون أجود بعد " إنّ ، وأنّ ، ولكن " واستدلوا على ذلك بمجيء الاسم مرفوعا في قوله تعالى : { أن الله بريء من المشركين ورسوله }5 . وأن النصب بعد اسم وخبر " كأن ، ولعل ، وليت " أجود . وقد ذكر السيوطي أن العطف على اسم " إن " وأخواتها قبل الخبر لم يجز فيه إلا النصب ، ثم عقب بقوله : وجوزوا الرفع 6 . ـــــــــــــــــــــــــ ـ 1 ـ 3 التوبة . 2 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج2 ص11 . 3 ـ 27 لقمان . 4 ـ 62 البقرة . 5 ـ 3 التوبة . 6 ـ الحروف العاملة في القرآن الكريم ص143 . نماذج من الإعراب 85 ـ قال تعالى : { وإن ربك لذو مغفرة للناس } وإن : الواو حرف استئناف ، إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل . ربك : رب اسم إن منصوب بالفتحة ، وهو مضاف والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه . لذو مغفرة : اللام هي اللام المزحلقة ، ذو خبر إن مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ، وذو مضاف ، ومغفرة مضاف إليه مجرور بالكسرة . للناس : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة من مغفرة . 50 ـ قال الشاعر : إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز وأطول إن الذي : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، الذي اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسم إن . سمك السماء : سمك فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، السماء مفعول به منصوب بالفتحة . وجملة سمك … إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . بنى لنا : بنى فعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . لنا جار ومجرور متعلقان ببنى . وجملة بنى … إلخ في محل رفع خبر إن . بيتا : مفعول به منصوب بالفتحة . دعائمه : مبتدأ مرفوع بالضمة ، ودعائم مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . أعز وأطول : أغز خبر مرفوع بالضمة ، والواو حرف عطف ، وأطول معطوف على أعز . والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب صفة لبيت . 86 ـ قال تعالى : { طلعها كأنه رؤوس الشياطين } طلعها : طلع مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . كأنه : كأن حرف تشبيه ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها . رؤوس الشياطين : رؤوس خبر كأن مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والشياطين مضاف إليه مجرور بالكسرة . وجملة كأنه … إلخ في محل رفع خبر المبتدأ طلع . 51 ـ قال الشاعر : حُفزتْ وزايلها السراب كأنها أجزاع بيشة أثلها ورضامها حفزت : فعل ماض مبني للمجهول ، مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود إلى الضعن . والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها من الإعراب . وزايلها : الواو حرف عطف ، زايلها فعل ماض مبني على الفتح ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . السراب : فاعل مرفوع بالضمة ، والجملة معطوفة على ما قبلها . كأنها : كأن حرف تشبيه ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها . أجزاع : خبر كأن مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، بيشة : مضاف إليه مجرور بالفتحة لمنعه من الصرف للعلمية والتأنيث . وجملة كأنها … إلخ في محل نصب حال من الضمير في زايلها . أثلها : بدل مرفوع من أجزاع بيشة ، وأثل مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . ورضامها : الواو حرف عطف ، رضام معطوف على أثل ، وهو مضاف ، والضمير المتصل برضام في محل جر مضاف إليه . 87 ـ قال تعالى : { ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد } ولو شاء : الواو حرف استئناف ، لو حرف شرط غير جازم يفيد الامتناع ، أي امتناع الجواب لامتناع الشرط ، شاء فعل ماض مبني على الفتح ، الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع ، والمفعول به محذوف تقديره : عدم اقتتالهم . ما اقتتلوا : ما نافية لا عمل لها ، اقتتلوا فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب لو . وجملة شاء … إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة . ولكن : الواو عاطفة ، وقيل استئنافية ، لكن حرف مشبه بالفعل . الله : لفظ الجلالة اسم لكن منصوب بالفتحة . يفعل : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على لفظ الجلالة . ما يريد : ما اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ، يريد فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . وجملة يريد … إلخ لا محل لها صلة الموصول ، والعائد محذوف تقديره : يريده . وجملة يفعل … إلخ في محل رفع خبر لكن ، وجملة لكن … إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب ، أو مستأنفة لا محل لها من الإعراب أيضا . 88 ـ قال تعالى : { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا } ويقول الكافر : الواو عاطفة ، يقول فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والكافر فاعله . يا ليتني : يا حرف نداء ،والمنادى محذوف ، ويجوز أن يكون حرف تنبيه لعدم وجود المنادى ، ليتني : ليت حرف تمني ونصب مشبه بالفعل من أخوات إن ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب اسم ليت . كنت : كان فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بالتاء ، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسم كان . ترابا : خبر كان منصوب بالفتحة . وجملة كنت … إلخ في محل رفع خبر ليت . وجملة يا ليتني … إلخ في محل نصب مقول القول . 89 ـ قال تعالى : { إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون } إنا : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، والنا ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم إن . أنزلناه : أنزل فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا الفاعلين ، ونا الفاعلين ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به . وجملة أنزلناه … إلخ في محل رفع خبر إن . قرآنا : حال منصوبة بالفتحة من المفعول به ، وقد جاز مجيء الجامد حالا وهو غير مؤول بالمشتق ؛ لأنه موصوف . ويجوز أن يكون " قرآنا " بدلا من الضمير الغائب في أنزلناه . عربيا : صفة لقرآن منصوبة بالفتحة . لعلكم : لعل حرف ترجي ونصب مشبه بالفعل ، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم لعل ، والميم علامة الجمع . تعقلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، وجملة تعقلون في محل رفع خبر لعل . وجملة إنا أنزلناه … إلخ ابتدائية لا محل لها من الإعراب . وجملة لعلكم … إلخ مستأنفة لا محل لها من الإعراب . 52 ـ قال الشاعر : وكأنما نظرت بعيني شادن رشأ من الغزلان ليس بتوءم وكأنما : الواو حسب ما قبلها ، كأن حرف مشبه بافعل ، وما زائدة كافة . نظرت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي . بعيني : جار ومجرور ، وعلامة الجر الياء ؛ لأن مثنى ، وحذفت النون للإضافة ، وشبه الجملة متعلق بنظرت ، وعيني مضاف . شادن : مضاف إليه مجرور بالكسرة . رشأ : صفة لشادن مجرور بالكسرة . من الغزلان : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة ثانية لشادن . ليس : ليس فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على شادن . بتوءم : الباء حرف جر زائد ، توءم اسم مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد . وجملة ليس بتوءم في محل جر صفة ثالثة لشادن . 53 ـ قال الشاعر : قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أم نصفه فقدِ قالت : قال فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على فتاة الحي . ألا ليتما : ألا حرف استفتاح مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، ليتما : ليت حرف مشبه بالفعل يفيد التمني ، وما زائدة ، وهو الوجه الأحسن ، ويجوز أن تكون كافة فتبطل عمل ليت . هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسم ليت على الوجه الأول ، أو مبتدأ في محل رفع على الوجه الثاني . الحمام : بدل من اسم الإشارة ، فهو إما منصوب ، وهو الأحسن ، أو مرفوع . لنا : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر ليت ، أو خبر المبتدأ . إلى حمامتنا : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال ما اسم الإشارة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . أو نصفه : أو حرف عطف ، نصفه معطوف على اسم الإشارة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . فقد : الفاء فاء الفصيحة العاطفة ، قد اسم بمعنى " كاف " مبني على الكسر في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف ، ويصح أن تكون " قد " اسم فعل مضارع بمعنى يكفي . والمبتدأ وخبره في محل جزم جواب الشرط المحذوف ، والتقدير : إن حصل ذلك فهو كاف . وجملة ألا ليتما … إلخ في محل نصب مقول القول . الشاهد قوله : ألا ليتما هذا الهمام . فروي " الحمام " بالنصب لأنه بدل من اسم ليت ، وبالرفع لأنه بدل من المبتدأ . 90 ـ قال تعالى : { إن الله غفور رحيم } إن الله : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، الله لفظ الجلالة اسم إن منصوب . غفور : خبر إن مرفوع بالضمة . نوعه مفرد . رحيم : خبر ثان مرفوع بالضمة . نوعه مفرد . قال تعالى : { إنكم متبعون } إنكم : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها . متبعون : خبر إن مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم . نوعه مفرد .
91 ـ قال تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله } . إن الذين : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسمها . آمنوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعله ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . والذين : الواو حرف عطف ، الذين اسم موصول مبني على الفتح معطوف على ما قبله في محل نصب . هاجروا وجاهدوا : هاجروا فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، وجاهدوا : الواو حرف عطف ، جاهدوا معطوف على ما قبله . في سبيل الله : في سبيل جار ومجرور متعلقان بجاهدوا ، وسبيل مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور . أولئك : اسم إشارة مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ . يرجون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الستة ، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ أولئك . رحمة الله : رحمة مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة . والجملة الاسمية من المبتدأ وخبره في محل رفع خبر إن . نوع الخبر جملة اسمية . 92 ـ قال تعالى : { ولكن الله يسلط رسله على من يشاء } ولكن الله : الواو للاستئناف ، لكن حرف استدراك ونصب مشبه بالفعل ، ولفظ الجلالة اسمه منصوب بالفتحة . يسلط : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على لفظ الجلالة . رسله : رسل مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . والجملة الفعلية في محل رفع خبر لكن . نوع الخبر : جملة فعلية . على من : على حرف جر ، من اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بيسلط . يشاء : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو وجملة يشاء … إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . وجملة لكن الله … إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة . 93 ـ قال تعالى : { وإن للمتقين لحسن مآب } وإن للمتقين : الواو للاستئناف ، إن حرف توكيد ونصب ، للمتقين جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر إن مقدم . نوع الخبر : جار ومجرور . لحسن : اللام لام الابتداء حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، حسن اسم إن مؤخر منصوب بالفتحة ، وهو مضاف . مآب : مضاف إليه مجرور بالكسرة . وجملة : إن للمتقين … إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة . 94 ـ قال تعالى : { إن الله مع الصابرين } إن الله : حرف توكيد ونصب ، ولفظ الجلالة اسمها منصوب بالفتحة . مع الصابرين : ظرف مكان منصوب على الظرفية ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وهو مضاف ، الصابرين مضاف ‘ليه مجرور بالياء . والظرف متعلق بمحذوف في محل رفع خبر إن . نوع الخبر : ظرف مكان . 95 ـ لعل السفر يوم الخميس . لعل السفر : حرف ترجى ونصب مشبه بالفعل ، السفر اسم لعل منصوب بالفتحة . يوم الخميس : يوم ظرف زمان منصوب على الظرفية ، وعلامة نصبه الفتحة ، متعلق بمحذوف في محل رفع خبر لعل مقدم ، وهو مضاف ، والخميس مضاف إليه مجرور بالكسرة . نوع الخبر : ظرف زمان . 96 ـ لعل في المصنع أصحابه . لعل في المصنع : لعل حرف ترجي ونصب ، في المصنع جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لعل مقدم على اسمها . " وهو واجب التقديم " لاتصال اسمها بضمير يعود على الخبر . أصحابه : أصحاب اسم لعل مؤخر منصوب بالفتحة ، وعلة التأخير أنه اتصل بضمير يعود على الخبر ، فلو قدمناه لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة ، والضمير في محل جر مضاف إليه . 97 ـ قال تعالى : { إن فيها قوما جبارين } إن فيها : حرف توكيد ونصب ، فيها جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر إن مقدم على اسمها ، وجوز التقديم ؛ لأن الخبر شبه جملة ، والمبتدأ نكرة لم يتصل بضمير يعود على الخبر . قوما جبارين : اسم إن مؤخر ، وجبارين صفة لقوم . 54 ـ قال الشاعر : فلا تلحني فيها فإن بحبها أخاك مصاب القلب جم بلابله فلا تلحني : الفاء حسب ما قبلها ، لا ناهية ، تلحني فعل مضارع مجزوم بلا ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به . فيها : جار ومجرور متعلقان بـ " تلحني " . فإن : الفاء تعليلية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل . بحبها : جار ومجرور متعلقان بـ " مصاب " الآتي ، وحب مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . أخاك : أخا اسم إن منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . مصاب القلب : مصاب خبر إن مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والقلب مضاف إليه مجرور بالكسرة . جم بلابله : جم خبر ثان لـ " إن " مرفوع بالضمة ، وبلابل فاعل مرفوع بالضمة للمصدر " جم " ؛ لأن المصدر يعمل عمل فعله ، وبلابل مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . الشاهد : تقديم معمول خبر إن وهو " بحبها " على اسمها . 98 ـ قال تعالى : { إن الله على كل شيء قدير } إن الله : إن حرف توكيد ونصب ، ولفظ الجلالة اسمها منصوب بالفتحة . على كل شيء : جار ومجرور متعلقان بـ " قدير " ، وكل مضاف ، وشيء مضاف إليه مجرور بالكسرة . قدير : خبر إن مرفوع بالضمة . الشاهد قوله تعالى : { على كل شيء قدير } ، فقد تقدم معمول الخبر وهو : " على كل شيء " على الخبر . وهو كثير . 99 ـ قال تعالى : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون } أين : اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم . شركائي : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء ، وشركاء مضاف ، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه . الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع صفة لـ " شركائي " . كنتم : كان فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسم كان ، والميم علامة الجمع . والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . تزعمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله . وجملة تزعمون في محل رفع خبر كان . ومفعولا تزعمون محذوفان ، والتقدير : تزعمونهم شركاء . وقد قدر بعض المعربين أن المفعولين المحذوفين سد مسدهما إن ومعموليها ، حيث إنها ومعموليها تسد مسد مفعولي " ظن " وأخواتها ، وزعم من الأفعال الناصبة لمفعولين ، وتقدير الكلام : تزعمون أنهم شركائي ، أو زعمكم أنهم شركائي {1} . وقال الألوسي : إن ابن هشام ذكر أن الأولى أن يقدر هنا " الذين كنتم تزعمون أنهم شركائي " ؛ لأنه لم يقع الزعم في التنزيل على المفعولين الصريحين ، بل على أن وصلتها ، كقوله تعالى : { الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء }2 . ثم قال الألوسي : وفيه نظر {3} . ــــــــــــــــــــــــ 1 ـ الجامع لأحكام القرآن الكريم للقرطبي ج13 ص301 . 1 ـ 94 الأنعام . 2 ـ روح المعاني ج20 ص100 . 55 ـ قال الشاعر : يا ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذن لسعيد يا ليت : يا حرف تنبيه لعدم وجود المنادى ، ويجوز أن يكون حرف نداء ، والمنادى محذوف ، ليت : حرف تمني ونصب مشبه بالفعل . شعري : اسم ليت منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء ، والياء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه ، وخبر ليت محذوف وجوبا تقديره : ليتني أشعر . هل أبيتن : هل حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، أبيتن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ، والنون حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا يعود على الشاعر . وجملة هل أبيتن … إلخ في محل نصب مفعول به للمصدر " شعر " . ليلة : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بـ " أبيتن " . بوادي القرى : بوادي جار ومجرور متعلقان بـ " أبيتن " ، ووادي مضاف ، والقرى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على آخره من ظهورها التعذر . إني : إن حرف توكيد ونصب ، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسمها . إذن لسعيد : إذن حرف جواب وجزاء مهمل ، لسعيد : اللام لام المزحلقة ، وسعيد خبر إن مرفوع بالضمة الظاهرة . 100 ـ قال تعالى : { إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز } إن الذين : إن حرف توكيد ونصب ، الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم إن . كفروا : كفر فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل . بالذكر : جار ومجرور متعلقان بـ " كفروا " . والجملة الفعلية لا محل لها صلة الموصول . لما : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب ، وشبه الجملة متعلق بـ " كفروا " . جاءهم : جاء فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع . والجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه بإضافة " لما " إليها ، وخبر إن محذوف جوازا لدلالة الدليل عليه تقديره : معذبون ، أو هالكون . وإنه : الواو واو الحال {1} ، إن حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها . لكتاب : اللام لام المزحلقة ، كتاب خبر إن مرفوع بالضمة . والجملة في محل نصب حال ، والتقدير : وهذه حاله وعزته . عزيز : صفة لكتاب مرفوعة بالضمة . 101 ـ قال تعالى : { إن الله عليم خبير } إن الله : إن حرف توكيد ونصب ، ولفظ الجلالة اسمها منصوب بالفتحة . عليم خبير : خبر إن مرفوع بالضمة ، وخبير : خبر ثان مرفوع بالضمة . ـــــــــــــــــــــ 1 ـ البحر المحيط لأبي حيان ج7 ص501 . 102 ـ قال تعالى : { إني ليحزنني أن تذهبوا به } إني : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسمها . ليحزنني : اللام هي المزحلقة حرف مبني لا محل له من الإعراب ، يحزن فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والنون للوقاية حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به . أن تذهبوا : أن حرف مصدري ونصب ، تذهبوا فعل مضارع منصوب بـ " أن " ، وعلامة نصبه حذف النون ؛لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والمصدر المؤول في محل رفع فاعل لـ "يحزنني " . وجملة ليحزنني … إلخ في محل رفع خبر إن . به : جار ومجرور متعلقان بـ " تذهبوا " . 103 ـ قال تعالى: { وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين } وإن : الواو حرف عطف ، إن مخففة من الثقيلة حرف مبني على السكون لا عمل له ؛ لأنه تلاه جملة فعلية . وجدنا : وجد فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والضمير المتصل في محل رفع فاعل . أكثرهم : أكثر مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . لفاسقين : اللام هي الفارقة حرف مبني على الفتح لا محل لها من الإعراب ، ولا عمل لها . فاسقين : مفعول به ثان لـ " وجد " . وجملة إن وجد … إلخ معطوفة على ما قبلها . 104 ـ قال تعالى : { وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم } وإن : الواو حرف عطف ، أو استئناف . إن مخففة من الثقيلة عاملة عملها ، مع تخفيف " لما " . كلا : اسم إن منصوب بالفتحة ، ويجوز في تنوينه أن يكون تنوين عوض عن المضاف إليه ، أو تنوين تمكين . غير أنه لا يمنع من تقدير المضاف إليه . لما : اللام هي الفارقة الداخلة على خبر إن ، وما موصولة ، أو موصوفة في محل رفع خبر إن ، وقيل " ما " زائدة صلة بين لام التوكيد ولام القسم . ليوفينهم : اللام واقعة في جواب القسم ، يوفين فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ، ونون التوكيد حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وهاء الغيبة ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع . والجملة الفعلية : إما صلة " ما " لا محل لها من الإعراب ، أو صفة لها . وإذا اعتبرنا " ما " زائدة جاز أن يكون الفعل في محل رفع خبر إن . ربك : ربُّ فاعل يوفي مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . وجملة إن … إلخ عطف على ما قبلها ، أو مستأنفة . أعمالهم : أعمال مفعول به ثان ليوفي ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وفي قراءة من شدد " إنَّ ، و لمَّا " نعرب " كلا " كالتالي : اسم إن منصوب بالفتحة ، والتنوين كما بينا سابقا ، ولما : في محل رفع خبر إنَّ . وعلى ذلك لا شاهد في الآية . ولن نتعرض لنوع " لما " وتركيبها لما فيه من خلاف بين النحاة {1} . كما أنه في حالة تشديد " إنَّ " يجوز في خبرها ما جاز في خبر " أن " المخففة ، وهو : إما أن يكون الخبر " لما " باعتبارها صلة ، أو صفة ، أو يكون الفعل " يوفي " باعتبار " ما " زائدة فاصلة بين اللامين {2} . ـــــــــــــــــــــــــ ــــ 1 ـ راجع كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج 2 ص 490 . 2 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج2 ص46 . 105 ـ قال تعالى : { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين } وآخر : الواو للاستئناف ، آخر مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف . دعواهم : دعوى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، ودعوى مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . أن : مخففة من الثقيلة حرف مشبه بالفعل ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : أنه . الحمد : مبتدأ مرفوع بالضمة . لله : اللام حرف جر ، ولفظ الجلالة اسم مجرور باللام وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ . والجملة الاسمية في محل رفع خبر أن . والمصدر المؤول من أن ومعموليها في محل رفع خبر المبتدأ " آخر " . رب : بدل من لفظ الجلالة مجرور بالكسرة ، وهو مضاف . العالمين : مضاف إليه مجرور بالياء ؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم . وجملة آخر دعواهم … إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة . 106 ـ قال تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى } علم : فعل ماض مبني على الفتح ينصب مفعولين . أن : مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : أنه . سيكون : السين حرف تنفيس مبني على الفتح لا محل له من الإعراب جيء به للفصل بين أم وخبرها ، يكون فعل مضارع مرفوع بالضمة . منكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يكون تقدم على اسمه . مرضى : اسم يكون مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر . وجملة سيكون … إلخ في محل رفع خبر أن . 56 ـ قال الشاعر : تيقنت أن ربَّ امرئ خيل خائنا أمين وخوان يخال أمينا تيقنت : تيقن فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل . أن : مخففة من الثقيلة عاملة عملها ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : أنه . رب : رب حرف جر شبيه بالزائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب . امرئ : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد " مجرور لفظا مرفوع محلا " . خيل : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . خائنا : مفعول به ثان لـ " خيل " . والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ " امرئ " . والمصدر المؤول من أن ومعموليها سد مسد مفعولي " تيقن " أمين : خبر لمبتدأ محذوف ، التقدير : وهو أمين . وخوان : الواو حرف عطف ، خوان مبتدأ مرفوع بالضمة . والذي أراه مناسبا أن الواو واو رب ، وخوان مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد . إذ لا يصح الابتداء بالنكرة ما لم يكن لها مسوغ . أما " رب " فتدخل على النكرات ، وإن حذفت سدت مسدها الواو ، فتكون هي المسوغ . يخال : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . أمينا : مفعول به ثان لـ " يخال " . وجملة يخال … إلخ في محل رفع خبر المبتدأ خوان . الشاهد قوله : أن رب امرئ خيل ، فقد فصل بين أن والفعل بربَّ . 57 ـ قال الشاعر : في فتية كسيوف الهند قد علموا أن هالك كل من يحفى وينتعل في فتية : جار ومجرور متعلقان بـ " غدوت " في البيت السابق {1} . وقيل متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من شاوٍ ، أو من الياء في يتبعني {2} . كسيوف : الكاف حرف جر يفيد التشبيه ، سيوف اسم مجرور ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة لـ " فتية " . قد علموا : قد حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، علموا فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل . والجملة الفعلية في محل جر صفة ثانية لـ " فتية " . أن هالك : أن مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : أنه . هالك : خبر مقدم مرفوع بالضمة الظاهرة . كل : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف . من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه . وجملة هالك … إلخ في محل رفع خبر أن . والمصدر المؤول من أن ومعموليها سد مسد مفعولي علم . يحفى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة علة الألف منع من ظهورها التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . والجملة الفعلية لا محل لها صلة الموصول . وينتعل : الواو حرف عطف ، ينتعل فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، وجملة ينتعل معطوفة على جملة يحفى لا محل لها من الإعراب . ــــــــــــــــــــــ 1 ـ انظر ديوان الأعشى طبعة دار بيروت 1986 . 2 ـ انظر خزانة الأدب للبغدادي ج8 ص392 . 58 ـ قال الشاعر : ويوما توافينا بوجه مقسم كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم ويوما : الواو حسب ما قبلها ، يوما ظرف زمان منصوب بالفتحة على الظرفية الزمانية متعلق بـ " توافي " . توافينا : توافى فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي ، ونا المتكلمين ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به . بوجه : جار ومجرور متعلقان بـ " توافي " . مقسم : صفة مجرورة بالكسرة . كأن : حرف تشبيه ونصب مخففة من الثقيلة . ظبية : " في رواية النصب " اسم كأن منصوب بالفتحة ، وخبرها محذوف تقديره : كأن ظبية عاطية هذه المرأة . وهذا الوجه أبلغ . " وفي رواية الرفع " تكون ظبية خبر كأن مرفوع بالضمة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : كأنها ظبية ، وهذا الوجه أحسن ، لأن كأن إذا خففت حذف اسمها ، وكان ضمير الشأن . تعطو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الصقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود إلى ظبية . والجملة الفعلية في محل نصب صفة لظبية على رواية النصب ، وفي محل رفع صفة لها على رواية الرفع . إلى وارق : جار ومجرور متعلقان بـ " تعطو " ، ووارق مضاف . السلم : مصاف إليه مجرور بالكسرة ، وسكن لأجل الوقف . تنبيه : هناك رواية ثالثة في كلمة " ظبية " ، وهي رواية الجر على اعتبار زيادة " أن " بين الكاف الجارة ومجرورها {1} . 59 ـ قال الشاعر : أزف الترحل غير أن ركابنا لمَّا تزل برحالنا وكأن قدِ أزف : فعل ماض مبني على الفتح . الترحل : فاعل مرفوع بالضمة . غير مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة . أن ركابنا : أن حرف مشبه بالفعل ، ركاب اسم أن منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . لما تزل : لما : حرف نفي وجزم ، تزل فعل مضارع تام مجزوم بـ " لما " ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي . برحالنا : برحال جار ومجرور متعلقان بـ " تزل " ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وكأن : الواو للاستئناف أو للحال ، كأن مخففة من الثقيلة حرف تشبيه ونصب ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : وكأنها . قد : حرف تحقيق مبني على السكون حذف مدخوله ، والأصل : وكأن قد زالت ، وزالت المحذوفة فعل ماض تام بمعنى " فارقت " ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود إلى ركابنا . والجملة الفعلية في محل رفع خبر كأن . وجملة كأن … إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة . أو في محل نصب حال من ركابنا ، والعائد الواو والضمير المحذوف وتقدير الكلام : وكأنها قد زالت . ــــــــــــــــــ 1 ـ انظر شذور الذهب لبن هشام ص285 . 107 ـ قال تعالى : { كأن لم يدعنا إلى ضر مسه } كأن : حرف تشبيه ونصب مخفف من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف في محل نصب ، والتقدير : كأنه . لم يدعنا : لم حرف نفي وجزم وقلب ، يدعُ فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، ونا المتكلمين ضمير متصل في محل نصب مفعول به . والجملة الفعلية في محل رفع خبر كأن ، ، وقد فصل بين الفعل وكأن بحرف النفي " لم " . إلى ضر : جار ومجرور متعلقان بـ " يدعنا " . مسه : مس فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . 108 ـ قال تعالى : { لكن الله يشهد بما أنزل إليك } لكن : حرف استدراك مهمل مخفف من الثقيلة مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، ولا عمل له . الله : لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة . يشهد : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود إلى لفظ الجلالة ، والجملة في محل رفع خبر . بما : الباء حرف جر ، وما اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، وشبه الجملة متعلق بـ " يشهد " . أنزل : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على لفظ الجلالة . إليك : جار ومجرور متعلقان بـ " أنزل " . وجملة أنزل … إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . وجملة الله شهد … إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
|
||