نسال الله انيبارك لك في هذا العمل وان ينفع به
موفقة
الأستاذة عيسى فاطمة
وننتظر مقالات وموضيع اكثر ان شاء الله ليستفيد الجميع
تقبلي مروري و تحيتي .
نسال الله انيبارك لك في هذا العمل وان ينفع به
الأستاذة عيسى فاطمة
وننتظر مقالات وموضيع اكثر ان شاء الله ليستفيد الجميع
بسم الله الرحمن الرحيم احييكم بتحية الاسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اريد الاستفسار عن الفرق بين المقالة الجدلية و طريقة الاستقصاء فكثيرا ما يتحول مقالي من طريقة استقصائية الى جدلية دون ان اشعر فما هو الحل
تم تعديل العنوان وفق شروط المنتدى
اختك هناء
أما عن سؤالك ، فهو يجيب عن نفسه دافع عن صحة الأطروحةإذن الطريقةاستقصاء بالوضع
المطلوب : المفاهيم الرياضية يبررها العقل وليست التجربة ، يجب الدفاع عن الموقف العقلي .
طرح المشكلة :تختلف الرياضيات عن العلوم التجريبيةفي كونها تستمد موضوعها من التصورات الذهنية الإنشائية لقضايا مجردة تتعلقبالمقادير الكمية و هذا ما جعل الرياضيون العقليون يعتبرونها علما عقليا محضا خاليا من كل التصورات الحسية . فكيف يمكننا إثبات هذا الطرح ؟
محاولة حلالمشكلةعرض1/منطق الأطروحة :الرياضيات علم عقلي لا صلة له بالواقع :
يرى أنصار الاتجاه المثالي أن مبادئ المعرفة فطرية . وأنالمفاهيم الرياضية موجودة في العقل قبليا (أي قبل التجربة) فعملية الجمع , و الخطالمستقيم والمثلث هي معاني رياضية حاصلة في العقل بالفطرة . وقد حاول أفلاطون فيمحاورة مينون – وهو عبد جاهل للهندسة استطاع أن يكتشف بنفسه كيف يمكن إنشاء مربع – إثبات أن العلم قائم في النفس بالفطرة , والتعلم مجرد تذكر له وليس اكتسابا منالواقع , وهو ما نجده عند ديكارت بمعنى يختلف عن أفلاطون قليلا حيث أن المعانيالفطرية ليست واضحة بذاتها بل حاصلة في النفس بالاستعداد والقابلية . وفي هذايقول الفارابي :" علم العدد النظري يفحص عن الأعداد على الإطلاق … وإن الهندسةالنظرية إنما تنظر في خطوط وسطوح و أجسام على الإطلاق والعموم "
2/ الأدلة :وهي كثيرة سأختصرها في الأعداد و الرموز التي تستخدمها الرياضيات لا وجود لها في الواقع ، كالكسور و الأعداد الصحيحة و المالانهاية …و غيرها .
3/ نقد خصومها : يرى التجريبيون ( الحسيون ) أن المعاني الرياضيةمصدرها التجربة أي المفاهيم الرياضية إذا تم تحليلها فإنها ستعود إلى أصلها الحسيومثال ذلك أن رؤية النجوم أوحت بالنقاط والقمر يرتبط بفكرة القرص لذلك قال الحسيون العقل صفحة بيضاء والتجربة تكتب عليه ما تشاءوهم يبررون موقفهمبما توصل إليه العلماء الأنتروبولوجيا الذين أكدوا أن الشعوب البدائية استعملتالحصى وأصابع اليدين والرجلين عند حساب عدد الأيام والحيوانات التي يمتلكونهاومواسم السقي المحاصيل الزراعية مما يثبت أن المفاهيم الرياضية أصلها حسي ليس هذافقط إن المفاهيم الهندسية كالطول والعرض إنما هي مكتسبة بفضل الخبرة الحسية لذلكقال ريبو حالة الشعور التي ترافق بعض أنواع الحركات العضلية هي الأصل فيإدراكنا للطول والعرض والعمقومن أدلتهم أيضا أن الهندسة تاريخيا هي أسبقفي الظهور من الحساب والجبر والسر في ذلك أنها مرتبطة بالمحسوسات ولو كانت المفاهيمالرياضية في أصلها مجردات عقلية لظهور الجبر قبل الهندسة كل ذلك يثبت أن المفاهيمالرياضية أصلها حسي.
لكن أكثر المفاهيم الرياضية الجبر لا علاقة لهابالواقع الحسي . :كما أن التصورات التي تربط كلا من الهندسة والحساب بالتطبيقات العمليةوالحاجات الاجتماعية تختلف اختلافا جذريا عن التصور الجديد للعلم الرياضي الذي أصبحموضوعه ماهيات ذهنية تتمتع بالاستقلال التام عن الواقع .
4/ حل المشكل : الرياضيات علم عقلي وليس تجريبي،( التأكيد على مشروع الإثبات )
ملاحظة : هذا تصميم للحل وليس كل الحل ( يجب عليك التحليل و التوضيح أكثر )
– الطريقة الجدلية :
وتتضمن الصراع بين رأيين وتتمثل خطواتها في :
– المقدمة :
نتناول فيها ضبط التصورات وطرح الإشكال
-الرأي الأول :
نتناول فيه عرض زعماء الرأي والحجج والبراهين المقدمة من قبلهم لتبرير موقفهم .
-النقد :
يتناول الخلل الموجود على مستوى الحجج الواردة في الرأي الأول
-الرأي الثاني :
نتناول فيه الرأي المضاد للرأي الأول مع الحجج والبراهين التي قدمها زعماء هذا الرأي لإثبات وجهة نظرهم .
-النقد :
نتناول فيه الخلل الموجود على مستوى الحجج الواردة في الرأي الثاني .
-التركيب :
يتضمن الموفق الذي يتوسط الرأيين السابقين .أو تغليب رأي على الآخر ( حسب طبيعة السؤال ) .
-الخاتمة :
استنتاج موقف ينسجم مع منطق التحليل
مثال :
السؤال:هل لكل سؤال جواب بالضرورة ؟
الإجابة النموذجية: الطريقة الجدلية
طرح المشكلة هل يستطيع العقل الاجابة عن كل الاسئلة التي يطرحها أم أن هناك أسئلة تبقى دون أجوبة في الحاضر والمستقبل ؟ محاولة حل المشكلة :
الأطروحة الأولى: هو الموقف الذي يقول أن لكل سؤال جواب بالضرورة
الحجج: لأن الأسئلة المبتذلة والمكتسبة والعملية تمتلك هذه الخصوصية ذكر الأمثلة :أيت تسكن ؟ كم عمرك ؟ كم يساوي مجموع زوايا المثلث ؟متى اندلعت الثورة التحريرية ؟ …. أما مقارنة العلم القديم بالعلم الحاضر تدل أن العقل البشري يستطيع الاجابة عن كل الأسئلة ان لم يكن الآن ففي المستقبل. النقد : لكن هناك أسئلة يتعذر و يستعصى الإجابة عنها.حتى في المستقبل مثل أيهما أسبق الدجاجة أم البيضة؟
نقيض الأطروحة: هو الموقف الذي يقول أنه ليس لكل سؤال جواب بالضرورة
الحجج : لأن هناك صنف أخر من الأسئلة لا يجد لها المفكرين حلا مقنعا وهي الأسئلة الانفعالية سواء كانت علمية او فلسفيةفهي تجعل الإنسان حائرا مندهشا أمام تساؤلات الحياة والكون ،و ما تحمله من صور الخير والشر ، ولذة و ألم ، وشقاء ، وسعادة ، ومصير … وغيرها من الأسئلة التي تنبثق من صميم وجودنا وتعبر عنا في وضعيات مستعصية كالأخلاق فلسفيا أو مسألة الاستنساخ علميا أو في وضعيات متناقضة محيرة كعلاقة الحرية بالحتمية و الديمقراطية باللاديمقراطية هذه كلها مسائل لا تزال من دون جواب رغم ما حققه العلم من تطور وما كسبه من تقنيات ووسائل ضخمة ودقيقة .. ومهما بلغت الفلسفة من إجابات جمة حول مباحثها .
النقد : لكن هذا لا يعني أن السؤال يخلوا من جواب فلقد استطاع الإنسان أن يجيب على العديد من الأسئلة لقد كان يخشى الرعد والفيضان والنار واليوم لم يصبحوا إلا ظواهر .
التركيب : من خلال هذا التناقض بين الأطروحتين ؛ نجد أنه يمكن حصر الأسئلة في صنفين فمنها بسيطة الجواب وسهلة ، أي معروفة لدى العامة من الناس و الأسئلة المستعصية التي يستحيل الوصول فيها إلى جواب كاف ومقنع لها ، وهذه الأسئلة مناط اهتمام الفلاسفة بها ، لذلك يقول كارل ياسبرس : " تكمن قيمة الفلسفة من خلال طرح تساؤلاتها و ليس في الإجابة عنها " .
حل المشكلة: نستطيع القول في الأخير ، إن لكل سؤال جواب ، لكن هناك حالات يعسر فيها جواب ، أو يعلق بين الإثبات والنفي عندئذ نقول : " إن السؤال ينتظر جوابا ، بعد أن أحدث نوعا من الإحراج النفسي والعقلي معا .
إذا أن تكون مقالتك سليمة تجنبي هذه الأخطاء :
ونحن نصحح أوراق التلاميذ في القسم أو في البكالوريا لاحظنا مجموعة من الأخطاء تتكرر من قسم الى آخر أو من سنة الى أخرى وهي تؤثر سلبا على نتائجهم لهذا حاولت جمعها لتستفيدوا منها جميعا :
أولا الأخطاء اللغوية: – الأسلوب الأدبي : غياب اللغة الفلسفية وهو مايضعف المقالة ويخرجها من مجالها .
غياب الدقة والوضوح في التعبير عن الأفكار :وهذا دليل على عدم الفهم و ضعف الرصيد اللغوي لدى التلميذ، والناتج عن قلة أو انعدام المطالعة والإنتباه في القسم .
– غياب النقط والفواصل:فمعظم التلاميذ لا يستخدمون الفواصل أثناء الكتابة، وإن استخدموا النقط فهم يضعون بطريقة عشوائية. – كثرة الأخطاء النحوية والتركيبية؛وهي مسألة ترجع أيضا إلى ضعف رصيد القراءة لدى التلميذ.
– عدم وضوح الخط:لا أقول جمال الخط وإنما وضوحه فقط فالكثير من الأوراق يصعب قراءتها .
_ الحشو أو الإختصار: الأول (الحشو ) ويعني إعادة وتكرار الفكرة نفسها لكن بلغة او أسلوب مختلف أو إضافة معلومات لا علاقة لها بالسؤال . والإختصار يدل على عجز التلميذ عن التحليل .
ثانيا أخطاء منهجية : الخلط بين طرق التحليل الفلسفي وعدم إحترام خطوات كل طريقة
ثالثا أخطاء معرفية :
– 1التمهيد غير المناسب :
يجب أن يكون التمهيد مناسبا للموضوع ، ويؤدي الوظيفة المتوخاة منه؛ وهي إعطاء مبررات لصياغةالإشكال الكامن في السِؤال.وعدم استخدام التمهيد الجاهز.
– كما نشير هنا إلى بعض أنواع التمهيد الطويلة،والتي قد يفوق طولها أحيانا طول التحليل والمناقشة ( العرض) نفسه! وهيأنواع من التمهيد غالبا ما تتضمن أفكارا ومعلومات هي مجرد حشو زائد لاعلاقة لها بالطرح الإشكالي.
2_أخطاء تتعلق بالإشكال:
– غياب الربط بين التمهيد والإشكال-: وهو ما يشعرنا بانفصالهما نقرأ موضوع ثُم نقفز الى آخر .
_الإكتفاء بإعادة نص السِؤال : وهو دليل على أمرين إما أن التلميذ لم يفهم السؤال فأعاده كما هو .أو أن مستواه ضعيف مما جعله عاجز عن تغيير صيغته .
3_أخطاء تتعلق بالتحليل:
– غياب التحليل:إذا كان نصا يكتفي بإعادة عبارات صاحبه وإذا كانت مقالة يذكر موقفا أو مقولة ويتوقف عندها – عدم التوسع في عرض مواقف الفلاسفة:إذ يكتفي التلميذ هنا بتقديم أطروحة الفيلسوف في سطرأو سطرين أحيانا دون أن يقدمبعض التفاصيل والجزئيات التي تستدعيها هذه الأطروحة وترتبط بها. والنتيجةهي أن موضوع التلميذ يأتي ضعيفا وشحيحا من الناحية المعرفية.
عدم إغناء المقالة بمعلومات وأمثلة من رصيد التلميذ:فيتم الاقتصار على مجرد الشرح اللغوي .
– الفهم الخاطئ لعبارات النص؛وهذا ناتج في نظري عن قلة احتكاك التلميذ بالنصوص الفلسفية وعدم تمرسه علىتحليلها؛ مما يجعله لا يفهمها . -غياب الأدلة والبراهين الكافية : التي تبررالموقف بشكل صحيح .
– عدم ربط مواقف الفلاسفة :إذ يكتفي كثير من التلاميذ بعرض مواقف الفلاسفة كما التقطتها ذاكرتهم من الدرس، دون إدخالها في حوار مباشر. وهذا يؤدي إلى وجود فجوة واضحة بين التمهيد و التحليل والمناقشة، وكأننا أمام مواضيع منفصلة .
غياب النقد الحقيقي الذي يضعف الحجة ويجعل البحث عن موقف آخر ضروريا .
– 4 أخطاء تتعلق بالخاتمة:
– غياب الخلاصة التركيبية إذ يقف التلميذ عند حدود الانتهاء من المناقشة دون أن يعرضالنتائج والخلاصات التي انتهى إليها الموضوع. – الخلاصات الجاهزة وغير المتناسبة مع ما تم عرضه في التحليل والمناقشة .
السلام عليكم
ارجو منكم تقيييم هد المقالة كم تستحق من 20
هل يمكن تصور أفكار خارج اطار اللغة ؟
إن الانسان اجتماعي بطبعه يسعى للتواصل مع الاخرين موظفا في ذلك اللغة ، والتي عرفها لالاند : بأنها كل نسق من الاشارات يمكن ان يستعمل للتواصل . ويعرفها آخرون بأنها تلك القابلية التي يتوفر عليها الانسان لاختراع الرموز بكيفية متعمدة . و لما كانت اللغة من بين المواضيع التي اهتم بدراستها الفلاسفة و المفكرين خاصة فيما يتعلق بعلاقتها بالفكر بإعتباره مجموعة من المعاني و التصورات الذهنية الباطنية فهو نشاط ذاتي يعكس شخصية الفرد . و لهذا اعتبره البعض منهم جوهر مستقل عنها . الامر الذي لم يؤيده البعض الآخر معتبرين أن الفكر مرتبط باللغة و متصل بها ولا يمكن تصور وجود له دونها ومن هنا نتسائل : هل يمكن أن توجد أفكار خارج اطار اللغة ، و هل اللغة تعجز عن التعبير عن كامل الفكر ؟
يرى بعض الفلاسفة و المفكرين أن العلاقة بين اللغة والفكر علاقة انفصال و يمثل هذا الاتجاه معظم الفلاسفة الحدسيين أمثالهنري برغسون 1859-1941 الذي يؤكد أن عدم التناسب بين مانملكه من افكار و ما نملكه من الفاظ يعود الى عدة اسباب منها : ان الفكر متقدم عن اللغة كونها رموزا اصطلاحية اجتماعية في حين ان التفكير يتسم بالخاصية الداتية ، فهو انعكاس لشخصية الفرد ، ولما كان التبليغ ضروريا لقيام المجتمع فإن الفرد يضطر إلى سبك افكاره في قوالب اجتماعية ومن ثمة يفقدها حرارتها و اصالتها . ثم ان الالفاظ جامدة وثابتة إذا قيست بتطور المعاني وعلى هذا يصعب التعبير عن الحياة الفكرية الباطنية لأن عالم الافكار متصل أما عالم الالفاظ فهو منفصل . فاللغة أداة تواصل لا تخرج عن كونها الفاظ عادية ساكنة تقف عائقا في وجه الفكر . وقد حاول برغسون اظهار مساوئ اللغة في عدة كتب بأسلوب جذاب و هو القائل في هذا الشأن : * إن الالفاظ لا تسجل من الشيء سوى وظيفته الاكثر شيوعا وسذاجة *. أي ان اللغة تصور الشيء بما ليس هو و لا تقف من العواطف اللطيفة الا وقوفا خارجيا سطحيا، وهذا العجز دفع برجال الفن و الادب الرومانسيين الى التعبير عن خواطرهم بدقة من خلال الرسم و الموسيقى و الرقص … و هذا ما يؤكد ان اللغة تشوه الفكر أحيانا . و كما يحلوا للرومانسيين القول:* ما أرخص الحب إذا أصبح كلمات *. فاللغة تعجز عن نقل مشاعرنا و تضعف امام حرارة عواطفنا .
إن التجربة السيكولوجية التي يعيشها الفرد أغنى و أوسع من أن تقتنصها اللغة ، إنه يدرك ما لا يدركه العامة و هو الذي يسعى الى ابراز ماهو خاص ، لأن الفكر بمثابة قاموس انساني يحمل الكثير من الذكريات و العواطف التي يخرجها بعبارات و اشارات ، فاللغة ماهي الا وسيلة يقودها الفكر ، فهي تعكس ما يدور فيه و لا تصنعه ، بل هو { الفكر } الذي يصنع منها القوالب المناسبة لمعانيه ، لهذا يقول فاليري1871-1945: * أجمل الافكار هي التي لا نستطيع التعبير عنها *.فالفكر قائد الاشارات كما هو الشأن في المكتشفات العلميية و قدرة الانسان على خلق اكثر المعاني تجريدا كما يحدث في عالم الرياضيات و هذا يؤكد استقلالية اللغة و تبعيتها للفكر ، كما تؤكدها اسبقية فهم اللغة عند الطفل على استخدامها . فالألفاظ منفصلة و محدودة بينما المعاني مبسوطة و ممدودة .
لكن هذا الوضع يضعنا امام تساءل حاد : فإذا كان الفكر يتميز عن اللغة بالشمول فهل نملك بديلا آخر عن اللغة . وهل يمكن استبدالها بوسيلة أخرى ؟ إن أي محاولة من هذا القبيل تبدوا فاشلة و لهذا نحكم على هؤولاء انهم بالغوا في موقفهم هذا عندما ميزوا و فصلوا بين اللغة و الفكر ، فإذا كان الفكر سابق عن اللغة من الناحية المنطقية فهو ليس سابق عنها من الناحية الزمانية . بدليل ان الانسان يشعربأنه يفكر و يتكلم في نفس الوقت . كما انهم بالغوا في تمجيد الفكر الامر الذي جعله نشاطا اخرس . و قللوا من اهمية اللغة . و الواقع يثبت ان التفكير لايتم بدون لغة . فبدون هذه الاخيرة يبقى مجرد شعور باطني لا معنى له . لهذا فالمشكلة ليست في اللغة و إنما في الشخص الذي يملك ثروةلغوية للتعبير عن أفكاره . بدليل ان المعنى الواحد قد نعبر عنه بعدة كلمات . و إذا كانت حياة الانسان قد تغيرت فذلك يرجع الى اللغة ، فالازدهار في المجال الفكري يكون دائما مصحوبا بالازدهار في المجال اللغوي . و هذا ماعبر عنه كوندياك في قوله :* نحن لا نفكر بصورة حسنة او سيئة الا لأن لغتنا مصنوعة صناعة حسنة أو سيئة * و عليه لا بد من استخدام الالفاظ استخداما مظبوطا و جيدا .
يرى بعض الفلاسفة و المفكرين أمثال هيجل و هاميلتون و ماكس مولر . أن العلاقة بين اللغة و الفكر هي علاقة إتصال ، فهما شيء واحد لا يمكن أن نضع حدا فاصلا بينهما ، ولا يمكن ان توجد افكار خارج اطار اللغة ،و هذه الاخيرة لا تعجز عن التعبير عن كامل الفكر .معتمدين على المسلمة القائلة : ان اللغة ملتحمة بالفكر و أن الكلام و الفكر ليس سوى مظهرين لعملية نفسية واحدة ، فالمعنى يؤخد من العبارة و العبارة لا توجد خارج المعنى ، ولولا اللغة لما كان للفكر وجود وهذا يعني أن اللغة هي عين الفكر لقول احد الفلاسفة :* ليس ماندعوه فكرا الا وجه من وجهتي القطعة النقدية*. وهذا منطق ينطوي على مبررات أهمها : ان الانسان لا يفكر بمعزل عن اللغة ، فحتى و ان لم يكن يتكلم بصوت مرتفع فهو يخاطب نفسه في صمت ، وهذا دلالة على تطابق اللغة مع الفكر كما يقر علماء النفس ان الطفل يكتسب المعاني بإكتساب الالفاظ أي ان الارتقاء الفكري يطابق نظامه اللغوي . فالطفل يتعلمهما في آن واحد . فاللغة تثري الفكر ، فقد اثبثت الدراسات انه كلما اتسعت ثروة الفرد اللغوية زادت قدرته على التعبير و التفكير وبذلك تزاد نسبة الذكاء ، والاعتقاد بوجود نشاط فكري بدون لغة هو مجرد توهم لأنه مونولوج داخلي . إذ عندما نفكر فنحن نتكلم بصوت خافت و عندما نتحدث فنحن نفكر بصوت عال . وبذلك تكون اللغة هي نفسها الفكر . لهذا يقول هاملتون : * إن المعاني شبيهة بشرارة النار لا تومض الا لتغيب و لا يمكن تثبيتها الا بالالفاظ * . و يمكن تشبيه اللغة بورقة يكون الفكر وجهها و الصوت ظهرها ولا نستطيع ان نقطع الورقة من غير ان نقطع ظهرها . كذلك الامر عن اللغة . لا نستطيع ان نعزل الصوت عن الفكر و لا الفكر عن الصوت . فالفكر بالنسبة للغة كالروح بالنسبة للجسد ولا وجود لأحدهما دون الآخر . وهذا ما قصده ميرلوبونتي في قوله : * الفكر لا يوجد خارج العالم و بمعزل عن الكلمات * . وهذا يؤكد ان اللغة هي حاملة الفكر الى الخارج فهي تصبغه بصبغة اجتماعية تنقله من طابعه الانفعالي الذاتي ليصبح معرفة انسانية قابلة للانتقال بين الافراد و هذا ما جعل هيجل يعتقد ان الكلمة تعطي للفكر وجوده الاسمى و ان الرغبة في التفكير بدون كلمات لمحاولة عديمة المعنى . و هذه الفكرة اشار اليها ارسطو في قوله :* ليس ثمة تفكير بدون رموز لغوية * و هذا يعني ان العلاقة بين الفكر و اللغة ليس علاقة علة بمعلول أو ظاهر بباطن و انما علاقة تداخل . و أخيرا يمكن القول ان الكلام ليس نسخة من شيء اسمه فكر .بل الفكر هو الكلام نفسه . ونحن لا نتعرف على الفكرة صحتها ووضوحها الا لأنها قابلة لأن يتصورها الاخرون ، لهذا فإن التفكير من دون العبارات اللفظية ضرب من الوهم الكاذب .
لكن القول ان اللغة هي الفكر و الفكر هو اللغة يخالف مبدأ من مبادئ العقل وهو مبدأ الهوية فالشيء يجب ان يكون هو نفسه ، فاللغة يحب ان تكون هي اللغة و لا يمكن ان تكون هي اللغة و هي الفكر . الامر نفسه بالنسبة للفكر . إذا ما اردنا ان نبحث عن معاني اللغة و الفكر في مختلف المعاجم اللغوية و نتساءل: هل دلالة كلمة لغة هي نفسها كلمة فكر ؟ و بعيدا عن هذا فإن التجارب التي نعيشها في حياتنا تؤكد بطلان الفكر مطابق للغة . فالطالب في الامتحان قد تكون بحوزته مجموعة من الافكار يحاول ان يعبر عنها لكن تعبيره يخونه . فقد يعبر عن فكرة بغير ما يقصد و قد تجده يكتب ثم يمسح و قد ينتهي الامر به الى ان لا يكتب شيء و تبقى افكاره حبيسة فكره و عقله لأنه لم يرضى بهذه العبارات و هذا يؤكد وجود تفاوت بين اللغة و الفكر. فقد نجد الانسان غير قادر على الفهم لكنه قادر على التبليغ و هذا ما يثبت انه يفهم معاني اللغة أكثر مما يحسن من الفاظها . وهذا يعود الى عدم قدرة الالفاظ على احتواء المعاني و العواطف لهذا قيل :* إذا كانت كلماتي من ثلج فكيف تحتوي بداخلها النيران *. و من أمثلة عجز اللغة عن التعبير عن كامل الفكر أن الأم عند سماعها بخبر نجاح ابنها قد تلجأ الى الدموع .
وبناءا على ما سبق يمكن القول أن علاقة اللغة بالفكر علاقة جدلية ، فمن جهة اللغة تضع الفكر و من جهة الفكر يضع اللغة ، فنحن نفكر ثم نعبر عن أفكارنا باللغة إي ان هذا لا يعني ان اللغة مجرد وسيلة يمكن استبداله بأخرى ، لأن الافكار ترد الى الذهن و هي تلبس ثوب اللغة ، فلا يمكن القبول بأسبقية الفكر على اللغة .
ويشير آلان ان الطفل في البداية يولد صفحة بيضاء و يكتشف الافكار من اللغة التي يتعلمها ، كما ان اللغة اداة للتواصل فهي على المستوى الانساني اداة لنقل الافكار ، فالفكرة ترد الى الذهن مجسدة في قوالب لغوية و لفهمها يجب صياغتها صياغة لغوية باعتبار اللغة تسجل الافكار و التجارب الانسانية ، وهذا ما أكده لافيل في قوله : *إن اللغة ذاكرة انسانية *. فنحن مطالبون بعدم التحيز الى بعض الاساليب اذا كانت لا تعبر عن حاجاتنا مع تطور ثقافاتنا ، ولا بد ان تتحمل اللغة هذه الاصلاحات كمثل الشجرة الحسنة التي تتقبل التخلي عن أغصانها الجافة كي تستعيد نباتها فلابد أن نتخير ألفاظنا و ننتقي تعابيرنا .
و الرأي الصحيح هو الذي يرى ان اللغة مستقلة عن الفكر ومختلفة عنه ففي بعض الاحيان تعجز عن التعبير أو نقل مشاعرنا و تضعف أمام حرارتها . فاللغة لا تمس من الفكر الا الشعور و لذلك نجد صعوبة في التعبير عن الاشياء التي وراء الشعور بمقدار ما يقوى على التعبير عنها .أما الاشياء التي لا يعيدها فتبقى مكبوتة و قد تعبر عن نفسها في شكل أحلام أو فلتات اللسان .
ومنه نستنتج أن اللغة مرتبطة إرتباطا ضروريا بالفكر ، كما أن الفكر يرتبط إرتباطا ضروريا باللغة ، فلا توجد لغة بدون فكر ، و لافكر بدون لغة و العلاقة بينهما ليست علاقة متكافئة لأنها علاقة جدلية أي تفرض التناقض و هكذا يقول دولاكروا : *ان الفكر يضع اللغة في نفس الوقت الذي يضع فيه من طرف اللغة *. فتطور اللغة يبقى رهين النشاط الفكري للانسان الذي أثبت قدرته على وضع المصطلحات الجديدة لكل ابداع فكري و بهذا تتجدد اللغة بتجدد الفكر و تبقى حية طالما كان هناك فكر مبدع ، سواء كان مجال ابداعه الرياضيات أو الفلسفة أو الفن …إلخ كل هذه الميادين قوامها رموز و الفاظ تشير الى معاني و افكار مختلفة .إذن : فلا سبيل الى الاستغناء عن اللغة فهي وسيلة اساسية يعتمد عليها الانسان من اجل تحقيق التواصل مع الاخرين و بناء العلاقات الاجتماعية تضمن له البقاء و الاستمرارية .
السلام عليكم
الرابط:
:educ40_smilies_3::educ40 _smilies_3::educ40_smilie s_3::educ40_smilies_3::ed uc40_smilies_3::educ40_sm ilies_3:
السلام عليكم :
الرابط:
:educ40 _smilies_2::educ40_smilie s_2::ed uc40_smilies_2:
https://hotfile.com/dl/152898280/e9f10df/_.bat.html
المقالة الأكثر توقعا في البكالوريا
تحضير بكالوريا bac 2022
السؤال: كيف تبطل الأطروحة القائلة "التجربة هي مقياس العلم "
المقدمة : إذا كانت الرياضيات من العلوم العقلية التي تدرس المفاهيم العقلية المجردة عن طريق المنهج الإستنتاجي العقلي ،فإن العلوم التجريبية تدرس الظواهر الطبيعية الحسية الواقعية عن طريق المنهج الإستقرائي التجريبي الذي يقوم على الملاحظة والفرضية والتجربة التي تدرس الظاهرة في ظروف اصطناعية غير طبيعية ،ولقد شاع بين الفلاسفةأن التجربة لا يمكن تطبيقها على جميع العلوم ،وبالتالي فهي ليست مقياسا ضروريا لكن هناك فكرة أخرى تناقضها وهي أن التجربة هي المقياس الأساسي لجعل العلم علما وهذا ما يدفعنا إلى الشك في صدق هذه الأطروحة . إذن كيف يمكن إبطال هذه الأطروحة ؟وتفنيدها بحجج قوية؟
محاولة حل المشكلة
1 ــ عرض منطق الأطروحة: يرى بعض الفلاسفة ومن بينهم فرنسيس بيكون بأن التجربة هي المقياس الأساسي الذي يجعل العلم علما وقد اعتمدوا على عدة مسلمات وحجج لتأكيد موقفهم منها : ــ استقلال العلم عن الفلسفة بحيث ارتقى الباحثون في شؤون الطبيعة إلى مصف العلماء عندما استخد موا التجربة وهذا لم يكن إلا عندما انفصلت الفلسفة عن العلمفي العصر الحديث .
ــ الإعتماد على النهج التجريبي الذي يعتمد على الملاحظة والفرضية والتجربة فلا معنى للملاحظة ولا معنى للفرضية بدون التجربة فهي التي تستوعب نتائجها وتتوجها باكتشاف العلاقات الثابتة بين الظواهر (القوانين).
2 ــ عرض المناصرين ونقدهم : ان الأطروحة السابقة لها مناصرين و هم أنصار المنهج التجريبي و خاصة العالم الفرنسي كلودبيرنارد الذي يرى بأن التجربة لا تعتبر المقياس الأساسي في المنهج التجريبي فقط بل هي المعيار الذي يفصل بين البحوث العلمية و اللاعلمية ، بحيث تساعد على معرفة القانون الذي يتحكم في الظواهر و بالتالي التنبؤ بها في المستقبل حيث يقول كلودبيرنارد :«ان التجريب هو الوسيلة الوحيدة التي نملكها لنتطلع على طبيعة الأشياء التي هي خارجة عنا » لكن هذا الموقف تعرض لانتقادات عديدة لأنه ينطوي على نقائص أهمها:
ــ عدم مراعاة خصوصية العلم التجريبي لأن عدم تماشي الطريقة التجريبية مع طبيعة الموضوع و تطبيق التجربة على علوم مختلفة و خاصة اعتقادات التجربة المعمول بها في الفيزياء هي النمودج الوحيد الذي يجب أن يأخده كل علم .
ــ عدم امكانية التنبؤ بالمستقبل و التحكم في الظواهر دائما لأن المنهج التجريبي يقوم على استقراء غير شامل لجميع الظواهر فالعالم يدرس جزء من الظواهر ثم يحاول تعميم ذلك على بقية الظواهر المشابهة لها أي ينتقل من الخاص إلى العام ، و بالتالي فنتائج الاستقراء تفيد الشك و الاحتمال ، و ليست يقينية كما هو الحال في الرياضيات .
3 ــ ابطال الأطروحة بحجج شخصية : ان الانتقادات تقودنا الى البحث عن حجج جديدة لرفض الأطروحة و ابطالها.
ــ ان القول بالأخد بالتجربة كمقياس ضروري في الدراسة العلمية ، لا يعني أن للتجربة قواعد ثابثة و صارمة لابد من اخضاع الموضوعات لها و الا تفقد صفة العلمية لأن المنهج التجريبي ليس طريقة صلبة .يمكن تليين خطواته حتى تتلائم مع طبيعة الموضوعات .
ــ عدم انسجام المنهج التجريبي مع طبيعة بعض الموضوعات لأن اجراء التجارب غير ممكن في بعض الحالات كما هو الحال في البيولوجيا لأن بعض الديانات تحرم التشريح على الكائن الحي إضافة إلى بعض الصعوبات الأخرى ….الخ
ــ لهذا فان عالم الأشياء (الظواهر الطبيعية) الحسية متغير و نسبي . و بالتالي النتائج تكون نسبية و ليست مطلقة مادام هذا العلم الذي نعيش فيه متجدد ومتغير كل يوم .
ــ حل المشكلة :
اذن نستنتج أن الأطروحة القائلة «ان التجربة هي مقياس العلم » باطلة و لا يمكن الأخد برأي مناصريها لأن القول بالأخد بالتجربة كمعيار ضروري للوصول الى الدراسة العلمية الموضوعية غير ممكن مفهوم التجربة أصبح اليوم أوسع . ولا فرق بين الملاخظة العلمية و التجريب .
منقول للفائدة
مقالة جدلية:
طبيعة الإنسان هل هو مقيد أم حر؟
من فضلكم ساعدوني في المقالة
جزاكم الله خيرا
إن كلمة الحرية هي من أكثر الكلمات غموضا والتباساً فالشعوب تكافح من أجل حريتها والأفراد لا يتحملون أي حجز على حريتهم الشخصية ومما لاشك فيه أن الحرية هي من أقدم المشكلات الفلسفية وأعقدها فقد واجهت الباحثين من قديم الزمان وما زالت تواجههم إلى يومنا هذا فهي من أكثر المبادئ الفلسفية اتصالاً بنا بعد الطبيعة فضلاً عن صلتها بالأخلاق والسياسة والاجتماع وقد تناول العديد من الفلاسفة والمفكرين هذا المبحث فمنذ وعي الإنسان لنفسه سعى إلى تحقيق حريته بشتى الوسائل والطرق ولكن جمهور الفلاسفة اختلف في الإشكالية التالية:هل الإنسان حر أم أن هناك قيود وعوائق تقييد حريته؟.
يرى بعض الفلاسفة الذين يقرون بأن الإنسان حر وهم يستندون في هذا إلى عدة حجج أهمها الحجة النفسية و الذين يرون بأن الشعور بالحرية دليل كاف على إثباتها فمثلاً ويليام جيمس يرى أن الحرية هي قوام الوجود الإنساني الذي مراده الإدارة الحرة الفعالة فلا نشعر بحريتنا إلاّ ونحن قادرون فعلاً على الفعل والتأثير أما ديكارت فيقولإننا لا نختبر حرية إلاّ عن طريق شعورنا المباشر)،فهو يرى أننا ندرك الحرية بلا برهان وهو يقول في إننا واثقون من حريقا لأننا ندركها إدراكاً مباشراً فلا نحتاج إلى برهان بل نحدسها حدساً)،بحيث يرى أن إحساس الإنسان الداخلي بالحرية *الواضح والمتميز* دليل كاف على ذلك ويقول لوسينكلما في نفسي عن القوة التي تقيدني كلما أشعر أنه ليست لي أية قوة عدا إرادتي ومن هنا أشعر شعورا واضحا بحريتي)،أما من الفرق الإسلامية التي تثبت ذلك فالمعتزلة يرون أن تجربة الشعور الداخلية كافية على أننا أحرار يقول الشهر الستاني .( الإنسان يحس من نفسه وقوع الفعل فإذا أراد الحركة تحرك وإذا أراد السكون سكن)،ومعناه أن الأفعال التي يقوم بها إنما يمارسها بإرادته وحسب الظروف التي تلائمه بالإضافة إلى هذا نجد برغسون الذي يميز بين مستويين من الأنا فالأنا السطحي بالنسبة له يمثل ردود الفعل و الاستجابات العفوية والعادات التي يقوم بها الإنسان تحت تأثير العوامل الخارجية،أما الأنا العميق فهو مصدر الحرية الحقيقي الذي تشعر به عندما نلتزم بإرادتنا واختيار بعيد عن الحتميات لذا نجسد حريتنا بعيدا عندما نقف من أنفسنا مواقف نقد وتقييم واعية وبهذه الصورة الواعية تسمع صدى الحرية الهافت الذي يسري كديمومة مفصلة لا تتوقف،أما أصحاب الحجة الاجتماعية فهم يرون أن الحرية ممارسة فعلية تتجسد في الحياة الاجتماعية فالآخر هو سبب وجودها ويمكن أن يكون عائقا لها فبدون المجتمع لا يمكن أن توجد قوانين عادلة تحمي الحريات الفردية فتصبح الحرية مسؤولية لذا فإن كل المجتمعات تعاقب أفرادها عند مخالفة قوانينها ولا تعاقب الأفعال التي لا قدرة لهم عليها وهذا يعني قدرة الإنسان على الاختيار و بهذا يمكن التكلم عن شخصية بدون مقومات اجتماعية ولا الحديث عن حرية الإنسان المغترب يقول مونيكوالحرية الفعل وفق ما تجيزه القوانين الاجتماعية)،فبدون المجتمع لا يمكن أن نتحدث عن المسؤولية بدون حرية الاختيار،أما أصحاب الحجة الأخلاقية فهي حسب كانط أساس تأسيس أو تحديد الأخلاق فالواجب الأخلاقي يتطلب قدرة للقيام به يقول كانطإذا كان يجب عليك فأنت تستطيع)،ويقول ]إن إرادة الكائن العاقل لا يمكن أن تكون إرادته إلا تحت فكر الحرية)،أما أصحاب الحجة الميتافيزيقية فروادها المعتزلة وهم يرون أن الإنسان حر ويوردون حججاً من القرآن الكريم تنسب إلى الإنسان حريته في اختيار أفعاله يقول الله تعالى .( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)،وقوله تعالىفمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)،فهو بذلك أو ذاك حر مخير،واعتمدوا أيضاً على مبدأ التكيف يقول الله تعالىلا يكلف الله نفساً إلاّ وسعها)،فالتكيف يكون هنا سفها إذا كان(اعمل يا من لا قدرة له على العمل)،ولكن بصيغة(اعمل يا من تستطيع أن تعمل)،وبالتالي إمكانية صدور الفعل أو عدمه فهو الاختيار وما يبرز هذا هو الثواب والعقاب والجنة والنار فالله لا يحاسبنا على الأفعال التي لا نكون مسئولين عنها يقول تعالىوما ربك بظلام للعبيد)،ولا معنى للثواب وللعقاب إذا كان المرء مجبراً مكرهاً.
لكن رغم هذه الأدلة والبراهين لم يصمد هذا الرأي للنقد ذلك أنه ما من شك غير كاف كذلك أنه يمكن أن يكون وهما وخداعا لأننا نقوم بأعمال معينة مع شعورنا بحريتنا إلاّ أننا مقيدون بعدة أسباب كذلك أن البرهان الاجتماعي نائم على الشعور بالحرية أثناء عقد القوانين وقيام الأنظمة الاجتماعية فالشعور يكفي للتدليل بها فهو يثبتها كما يثبت الحتمية ولا معنى للقانون والنظام ما لم يعمل به أصحابه وشروطه،أما أصحاب الحجة الأخلاقية فهي قائمة على التسليم بالحرية حتى لا تتهدم وفكرة التسليم لا تكفي للبرهنة عليها لأننا نستطيع التسليم بعدم وجودها كما سلمنا بوجودها أما بحث المعتزلة فقد باء منصبا أكثر على الإنسان المثالي المجرد المتصور عقلاً لذلك وضع الحرية في زمن الفعل في حين أن مشكلة حرية الإنسان الواقعي ومطروحة على مستوى الفعل و مواقف الحياة التي تواجهها واعتمادهم على آيات هذا صحيح.
وعلى عكس الرأي السابق نجد من ينفي الحرية فهم يعتبرون الحرية وهماً لا يمكن تحقيقه وإن وجدت فوجودها ميتافيزيقي لا علاقة له بحياة الأفراد وذاك لما يقيدهم من حتميات داخلية وخارجية،فأصحاب الحتمية النفسية ومن بينهم المدرسة السلوكية الأمريكية وعلى رأسها والن يرون أن السلوك عبارة عن الاستجابات التي تتحكم فيها منبهات داخلية وخارجية كالرغبات والميولات والدوافع الفطرية والعوامل الخارجية التي تشكل مصدراً هاماً لأفعالنا،أما مدرسة التحليل النفسي فتفسر السلوك بدوافع لا شعورية أساسها الكبت يقول نتشهإن إرادة تجاوز ميل ما ليست إلا إرادة آدميون أخرى)،ويقول أحد الفلاسفةكل قرار هو مأساة تتضمن التضحية برغبة على مدرج رغبة أخرى)،أما أصحاب الحتمية البيولوجية ونقصد به مبدأ العلمية القائل انه إذا توفرت نفس الأسباب فستؤدي إلى نفس النتائج ومن ثم توسيع هذا المبدأ على الإنسان باعتباره جزءا من الطبيعة فهو حامل منذ ولادته لم*****ات وراثية وخصائص ثابتة والطبع في رأيهم تحديد فطري و البنية البيولوجية تنمو وتتكامل حسب قانون معين فهو يخضع لجملة من القوانين حيث نجد الروانيون وكذلك بيسنوزا الذي يقولإن الحرية لا تكون إلا حيث نكون مقيدين لا بعامل القوى والضغوط ولكن بعوامل الدوافع والمبررات العقلية…وعندما نجهل دوافع تصرفنا فنحن على يقين بأننا لم نتصرف تصرفا حراً)،أما أصحاب الحتمية الاجتماعية فهم يؤكدون أن الإنسان مجرد فرد يخضع للجماعة كالعجينة يشكله المجتمع كما يريد وذلك عن طريق التربية والتعليم والتجارب الاجتماعية فلا وجود للحرية الفردية داخل الحتميات الاجتماعية *ثقافية،اقتصادية* والتي لا يمكنه أن يغير فيها مهما حاول ذلك يقول بن خلدونالناس على دين ملوكهم)،ويقول دوركايمإذا تكلم الضمير فما هو إلا صدى المجتمع)،ويقول أيضاًا لست مجبراً على استخدام اللغة الفرنسية لكن لا أستطيع التكلم إلا بها ولو حاولت التخلص من هذه الضرورة لباءت محاولتي بالفشل)،أما أصحاب الحجة الميتافيزيقية فنسبهم إلى جهم بن صفوانلا فعل لأحد في الحقيقة إلاّ لله وحده وإنه هو الفاعل و أن الناس دائماً تنسب إليهم أعمالهم على المجاز كان يقال تحركت الشجرة ودار الفلك وزالت الشمس وإنما يفعل ذلك بالشجرة والشمس و الفلك الله سبحانه وتعالى)،ويقول أيضاًلا قدرة للعبد أصلاً لا مؤثرة ولا كابسة بل هو بمنزلة الجماد فيما يوجد منها)، إن هذا الرأي عندهم مبني على أصل عقائدي هو أن الله مطلق القدرة خلق العبد وأفعاله هو يعلمها قبل صدورها من العبد بعلمه المطلق ،بالإضافة إلى هذا نجد لايبنتز الذي يرى أن الإنسان عبارة عن جوهر روماني سماه المنادة يستمد كل مقوماته من ذاته التي أعدت بكيفية آلية مسبقة مثل الساعة،ولما كان الخير والشر مقدر على الإنسان في طبيعته تركيب روحي فهل بقي ما نسميه اختيار يقول لايبنتزالله مصدر جميع أفعال الإنسان بخيرها وشرها وكل شيء مسطر في سجل الكون الأبدي)،أما أنصار الحتمية الطبيعية فقد اعتبروا أن سلوك الإنسان متدرج فمن سلسلة الحوادث الطبيعية كونه كائن حي كبقية الكائنات الحية وعلى أساس أن الظواهر الطبيعية تخضع لقوانين وحتميات فيزيائية وكيميائية وتؤدي في نفس الوقت إلى نفس النتائج فسلوك الإنسان باعتباره جزءاً منها يخضع لهذه الحتمية حيث يرى بيسنوزا أن الشعور بالحرية ليس وهماً راجع إلى جهلنا بالحتميات كالحجر الساقط يتوهم أنه حر لو كان له شعور لكنه في الواقع خاضع لقانون الجاذبية يقول بيسنوزاإن الناس يخدعون أنفسهم بأنهم أحرار لكنهم في الحقيقة يحملون الأسباب الحقيقية التي تحدد سلوكهم)،ويرى البعض أن فعل الإنسان ليس تعبيراً عن الباحث الأقوى يقول لايبنتزالإرادة إذ نختار تميل مع إحدى القوى أو البواعث أثر في النفس كما تميل إبرة الميزان إلى جهة الثقل).
إن هذا الرأي هو الآخر لم يصمد للنقد فبالنسبة للحتمية النفسية فإن الإنسان ليس مجرد حزمة من الغرائز والدوافع فهو قادر على التحكم فيها كما هو ملاحظ في الواقع وبإمكانه تنظيمها وفق نتائج مرغوبة ومقصودة وبدون هذه الرغبات والعادات يصبح لا معنى لأفعالنا فالحرية رغبة وميل ينبثق من كل إنسان أما الحتمية البيولوجية فالإنسان ليس جسما ولا شيئاً من أشياء الطبيعة ولا يرجع سلوكاته إلى التغيرات الفيزيولوجية وحدها فهو قادر على التحكم في سلوكه وطبعه ولا يمكن التنبؤ بمستقبل سلوكه أما بالنسبة للحتمية الاجتماعية فالإنسان ليس مجرد عجينة في يد المجتمع فهناك مجالات واسعة بوجودها المجتمع الفرد كي يتمكن من الاختيار الحر لحرية مضمونة في القوانين الاجتماعية ولا قيمة لها خارج المجتمع ونلاحظ أن بعض العلماء والزعماء من أثروا في المجتمع ودفعوه إلى التغيير وليس العكس،أما بالنسبة للحتمية الميتافيزيقية فإن دعواهم أمر مظلل فهي أساس دعوة للكسل والخمول مع وظيفة الإنسان في الكون فهو مخير لا مسير وهذا استناداً لقوله تعالىلا يغير الله ما بقوم حتى يغير ما بأنفسهم)،أما الحتمية الطبيعية فإن علاقة الإنسان بالطبيعة ليست علاقة تبعية بل بالعكس علاقة جدلية يؤثر فيها ويتأثر بها ويتخذ فيها الأسباب الأساسية لحياته ومن إمكانياتها مصدر تنافس وتفاوت بينه وبين الأفراد كذلك أن الفعل الحر لا ينفي السببية لأنه هو نفسه معول بعلة الإنسان.
إن هذه الآراء وجميع الحجج والأدلة المعتمدة لنفي الحرية باسم الحتمية أو إثبات الحرية عن طريق ما نعيشه أو على أساس قوى مفارقة للطبيعة لا يمكن أن تكون كافية، ذلك أن الحتمية لا تنفي الحرية إلاّ ظاهرياً أما جوهرها فهو أساس الحرية وشرط من شروط الحرية الحقة وفي هذا يقول أحد الفلاسفةلا علم بلا حتمية ولا حرية بدون علم إذن لا حرية بدون حتمية)،فلا تحرر إلاّ بمعرفة الحتميات والعراقيل وفي هذا يقول مونيإن كل حتمية جديدة يكتشفها العالم تعد نوطة تزداد إلى سلم أنغام حريتنا).
وخلاصة القول فإننا نصل إلى نتيجة هي أنه لا يوجد تعارض بين الحرية والحتمية فلولا وجود هذه الحتميات ما كان للحرية معنى لما ثقفه الإنسان عبر التاريخ لنفسه وبني جنسه فالحتمية أساس وشرط ضروري لتحقيق الحرية