المجموع الثمين في الابتعاد عن أكل لحوم أهل الكتاب الحاليين (اللحوم المستوردة)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد: إن هذه مجموعة من فتاوى أهل العلم بالابتعاد عن اللحوم المستوردة وهي كالتالي: أولاً الشيخ الألباني رحمه الله: وهي موجودة في سلسلة الهدى والنور – قال الشيخ الألباني رحمه الله ( هذه اللحوم التي تأتي من الخارج مما ابتلي المسلمين به لأن الله أباح لنا ذبائح أهل الكتاب وليس كل ما يأكله أهل الكتاب مباح واهل الكتاب هؤلاء قال الله تعالى فيهم (َطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ) ويقول علماء التفسير في هذه الآية وطعام الذين أوتواالكتاب أي ذبائح الذين أوتوا الكتاب وليس معناه مطعومهم ومأكولهم لا. لأنه كما ذكرنا يأكلون ما حرم الله فإذا ذبح أهل الكتاب ما يحل عندنا أولا وعلى الطريقة كما يقال اليوم الطريقة الإسلامية ثانيا فحينئذ يجوز للمسلمين أن يأكلوا من ذبائحهم أما ومن المعلوم اليوم أن الكفار لا يذبحون على الطريقة الإسلامية وإنما يقتلون قتلا لأن الذبح على الطريقة الإسلامية يأخذ وقتا طويلا وهم بسبب كما وصفهم الله بقوله "يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون" فهم يعرفون قيمة الزمن فلذلك هم حريصون على اغتنام الوقت واستحلابه إلى آخر قطرة منه ولما كان الذبح على الطريقة الشرعية يأخذ وقتا فلذلك بيموتوه يقتلوه بطريقة وأخرى ثم بيسلخوه وبخاصة هذا الحيوان حينما لا يذبح بيبقى دمه بيتخثر في داخله وما يذهب هكذا إلى الأرض فيكون له وزن أكثر مما لو ذبح على الطريقة الشرعية فلذلك الذبائح التي تأتي من تلك البلاد أو المعلبات التي تصنع في تلك البلاد هذه لا يجوز أكلها ولا بيعها وشرائهااطلاقا00 ا (سلسلة الهدى والنور رقم /469) وسئل الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في حكم اللحوم المستوردة من دول الكفرفأجابأن الله أباح للمؤمنين ذبائح أهل الكتاب وليس كل ما يأكله أهل الكتاب فهم يأكلون لحم الخنزير كما قال تعالى {……… وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَدِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ …….. }التوبة29. وأهل الكتاب هؤلاء قال الله جل وعلا في حقهم {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ ……. }المائدة5. فإذا ذبح أهل الكتاب ما يحل عندنا أولاً، وعلى الطريقة الإسلامية ثانياً؛ فحينئذ يجوز للمسلمين أن يأكلوا من ذبائحهم. أما انه من المعلوم اليوم أنهم لا يذبحون على الطريقة الإسلامية، إنما يقتلون قتلاً …. ثم قال رحمه الله: فلذلك هذه المعلبات التي تأتي من تلك البلاد أو الذبائح التي من تلك لبلاد هذه لا يجوز أكلها وشرائها وبيعها إطلاقاً. ثم قال رحمه الله ولذلك لا ننصح مسلم أن يأكل من هذه الحيوانات إطلاقاً لأنها لا تذبح وإنما تقتل." هذه الفتوى نشرت في شريط برقم 7/446 ثم بين رحمه الله في نفس الشريط انه قد تبعث لجنة من أجل مراقبة الذبح. ولكن هذه اللجنة لا تتواجد بصورة دائمة فلذلك سرعان ما يرجع هؤلاء الكفرة على طريقتهم ما إن ترجع اللجنة إلى بلاد المسلمين – قال الشيخ الألباني (رحمه الله ) :-لما سئل عن اللحم البلغاري واحتجاج المبيح له بحديث عائشة قال الشيخ رحمه الله :-(من الخطأ المجسم المجسد ذكر هذا الحديث مع حديث عائشة فحديث وذكر الشيخ هنا اللحوم البلغارية على سبيل المثال لأن الحيوان إذا ذبح على غير الطريقة الإسلامية لا تطهره التسمية وإنما هذا الحديث ينزل فيما لو ذبح على الطريقة الشرعية ولكن جهلنا هل سمي عند ذبحه أو لا . قال الشيخ الألباني رحمه الله :(نحن نقول دائما وأبداً ثانياً الشيخ الفوزان حفظه الله: – السلام عليكم و رحمة الله وبركاته السؤال : نستورد من الدول الأجنبية لحماً خالياً من العظام وغير مطبوخ وقد كثر استخدامه لبخس ثمنه، فهل يجوز لنا أكله بحالته تلك ؟ الإجابة: – مسألة الذبائح المستوردة إلى بلادنا من البلاد الخارجية ، هل تتوفر فيها تلك الشروط فتكون مباحة، أو لا تتوفر فيها فتكون محرّمة، لا شك أن قضية كهذه لها دور هام في حياة المسلمين، لأن الغذاء له قوة في التأثير على سلوك الإنسان ، وهذه اللحوم يتغذى بها أعداد كبيرة من المسلمين، وقد كثر التساؤل عن حكمها واختلفت أقوال المجيبين عن تلك التساؤلات اختلافًا ربما زاد الأمر تعقيدًا . والمستورد من اللحوم ينقسم إلى أربعة أقسام : القسم الأول : ما كان من اللحوم مستوردًا من بلاد كافرة ، أهلها من غير أهل الكتاب ، أو ذبحه كافر غير كتابي في أي بلد ، فهذا حرام بالإجماع . القسم الثاني : ما كان مستوردًا من بلاد كافرة أهلها أهل كتاب ، أو ذبحه كتابي في أي بلد وعلم في هذا النوع أنه ذبح على الطريقة الشرعية ، فهو حلال بالإجماع . القسم الثالث : ما كان مستوردًا من بلاد كافرة أهلها أهل كتاب، وعلم أنهم ذبحوه على غير الطريقة الشرعية فهذا النوع جمهور الأمة على تحريمه، وقد أفتى بحلّه بعض العلماء المتأخرين منهم القاضي ابن العربي المالكي محتجًا بعموم قوله تعالى : وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ . حيث قال في كتابه أحكام القرآن في تفسير هذه الآية : ( هذا دليل قاطع على أن الصيد وطعام الذين أوتوا الكتاب من الطيبات التي أباحها الله وهو الحلال المطلق ، ولقد سئلت عن النصراني يفتل عنق الدجاجة ثم يطبخها هل تؤكل معه أو تؤخذ منه طعامًا فقلت : تؤكل لأنها طعامه وطعام أحباره ورهبانه، وإن لم تكن هذه ذكاة عندنا ولكن الله أباح لنا طعامهم مطلقًا، وكل ما يرونه في دينهم فإنه حلال لنا إلا ما كذبهم الله فيه ) انتهى كلامه . وقد استند إلى هذه الفتوى الشيخ محمد عبده حيث قال ( وأما الذبائح فالذي أراه أن يأخذ المسلمون في تلك الأطراف بنص كتاب الله تعالى في قوله وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ ) وأن يعولوا على ما قاله الإمام الجليل أبو بكر بن العربي المالكي من أن المدار على أن يكون ما يذبح مأكول أهل الكتاب قسيسيهم وعامتهم ويعدّ طعامًا لهم كافة، انتهى ، وقد أحدثت هذه الفتوى من الشيخ محمد عبده ضجة كبرى بين العلماء في وقته ما بين مستنكر لها ومؤيد لها، وممن أيدها وتحمس لها تلميذه محمد رشيد رضا في مجلة المنار وتفسير المنار ويرد على هذه الفتوى من وجوه : الوجه الأول : أن ابن العربي قد نقض فتواه هذه حيث قال في موضع آخر من تفسيره ( فإن قيل : فما أكلوه على غير وجه الذكاة كالخنق وحطم الرأس، فالجواب : أن هذا ميتة وهي حرام بالنص وإن أكلوها فلا نأكلها نحن ، كالخنزير فإنه حلال لهم – كذا قال – ومن طعامهم وهو حرام علينا ) انتهى . وكلامه هنا واضح في أنه يرى تحريم ما ذكاه أهل الكتاب على غير الذكاة الشرعية كالخنق وحطم الرأس وأنه لا عبرة بكونهم يعتبرونه طعامًا لهم . الوجه الثاني : أن المراد بطعام أهل الكتاب الذي أباح الله لنا أكله ما ذبحوه على الطريقة الشرعية خاصة، أما ما ذبحوه على غير الطريقة الشرعية فلا يحل ولو استحلوه هم فإنهم استحلوا لحم الخنزير ولم يعتبر ذلك من طعامهم الذي أباحه الله لنا . الوجه الثالث : أن المسلم لو ذبح على غير الطريقة الشرعية لم تحل ذبيحته فكيف تحل ذبيحة الكتابي وهي على غير الطريقة الشرعية، وكيف يتشدد في ذبيحة المسلم ويتساهل في ذبيحة الكتابي، والمسلم أعلى من الكافر . القسم الرابع : من اللحوم المستوردة ما كان مستوردًا من بلاد أهل الكتاب ولم تعلم كيفية تذكيته على وجه اليقين بينما تدور حوله شكوك قوية في أنه يذبح على غير الطريقة الشرعية، فهذا قد اختلفت فيه آراء العلماء المعاصرين على قولين : القول الأول : أنه مباح عملًا بالآية الكريمة : وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ . والأصل في هذه الذبائح الإباحة إلا إذا علمنا أنها ذبحت على غير الطريقة الشرعية . القول الثاني : أن هذا النوع من الذبائح حرام، لأن الأصل في الحيوانات التحريم فلا يحل شيء منها إلا بذكاة شرعية متيقنة تنقلها من التحريم إلى الإباحة، وحصول الذكاة على الوجه الشرعي في هذه اللحوم مشكوك فيه فتبقى على التحريم، لأنه اشتهر من عادتهم أو عادة أكثرهم الذبح بالخنق أو بضرب الرأس أو بالصعق الكهربائي، ومن أدلة هؤلاء قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته : إذا أرسلت كلبك المعلم وذكرت اسم الله عليه فكل، فإن وجدت معه كلبًا آخر فلا تأكل . يدل على أنه إذا وجد مع كلبه المعلم كلبًا آخر لا يأكله تغليبًا لجانب الحظر، فقد اجتمع في هذا الصيد مبيح وهو إرسال الكلب المعلم مع التسمية، وغير مبيح وهو اشتراك الكلب الآخر الذي لم يرسله ، لذا منع الرسول صلى الله عليه وسلم من أكله وكذلك اللحم المستورد من الخارج تردد بين شيئين مبيح وحاظر فيغلب جانب الحظر، لأنه لا يعلم كيف ذبح، مع كثرة ذبحه بالطرق غير الشرعية حسب النشرات والأخبار التي تنشر في الجرائد والمجلات، وهذا القول هو الذي يترجح عندي لقوة مستنده وليس من مخالفيه من مستند سوى التمسك بعموم قوله تعالى : وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ . وهذا العموم يخصص بالنصوص التي تدلّ على أنه إذا تنازع حاظر ومبيح غلب جانب الحظر، وقولهم الأصل في ذبائح أهل الكتاب الحل يعارض بأصل أقوى منه وهو أن الأصل في الذبائح التحريم إلا ما ذبح على الطريقة الشرعية ، ولهذا يقول الفقهاء : لو اشتبهت ميتة بمذكاة لم يأكل من الاثنين ، وأيضًا يستبعد أن تأتي الذكاة الشرعية على جميع هذه الكميات الهائلة التي تذبح وتغلف آليًا، لا سيما وأنه يوجد من بينها أحيانًا بعض الدجاج برؤوسه لم يقطع شيء من رقابها. ويجب على المسلمين عمومًا وولاة أمورهم خصوصًا أن يهتموا بهذا الجانب غاية الاهتمام وأن يعملوا الاحتياطات الكفيلة لتطبيق الذكاة الشرعية على تلك اللحوم ولو كلفهم ذلك بعض المشقة، حفاظًا على أطعمة المسلمين من أن تختلط بالمحرمات التي تؤثر على أخلاقهم وسلوكهم وصحتهم، هذا ونسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويجنب المسلمين كل ما يضرّ بهم إنه سميع مجيب، وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . (منقول من موقع الشيخ الفوزان) ثالثاً الشيخ يحيي الحجوري حفظه الله: (منقول من موقع الشيخ يحيي) o بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب: يشترط في صحة الذبيحة من بهيمة الأنعام أو من الدجاج ونحوه مما أباح الله عز وجل أكل لحمه أن يكون مذكيه مسلما أو كتابيا، ويذكر اسم الله عليه، قبل تذكيتها حتى تكون على الطريقة الإسلامية، لقول الله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ﴾ [المائدة:5]، ولقوله تعالى: ﴿وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ﴾ [الأنعام:121].
رابعاً الشيخ عبد العزيز الراجحي: (منقول من موقع الشيخ عبد العزيز الراجحي ) – يسأل هذا -أحسن الله إليك- عن اللحوم المستوردة باختصار،يعني: هل يؤكل منها أو لا؟فأجاب الشيخ الأصل في اللحوم المستوردة، إذا كانت من بلاد كتابية،الأصل فيها الحل، قال -تعالى-: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ بلاد اليهود والنصارى أما إذا كانت من بلاد غير كتابية: بلاد شيوعية، فلاتؤكل، لكن لما كثر الكلام الآن حول المجازر والمذابح في الخارج، وأنها تذبح بطريق الصعق الكهربائي أو بالخنق، ينبغي للإنسان أن يحتاط، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك والحمد لله، الآن في بلادنا الآن اللحوم تذبح،الدجاج وغيرها، فينبغي الإنسان أن يحتاط لدينه، ولا يأخذ ما دام كثر الكلام، إلا ماعرف أنه يذبح على الطريقة الإسلامية، والطريقة الإسلامية: قطع الحلقوم والمريء بآلة حادة، ويكون الذابح مسلما أو كتابيا. – انتهى – |
||
تحياتي الخالصة