كتابنا المدرسي، وحق أبنائنا في الأفضل
من الصديق فارس البرايجي افضل واروع صديق في العالم بفضله انا معكم اليوم واقدم:
لا أعرف من فرض ويفرض على الكتاب المدرسي عندنا هذا النكد الذي يلازمه رغم الإصلاحات التي لا تتوقف.
كنا نظن أن المعنيين بأمره قد تفطنوا لاعوجاج في الرأي ظل يلازمهم لمدة غير يسيرة فقرروا ترك الإبداع والتأليف للمؤلفين والابتكار والصنعة للناشرين، والتجارة للتجار، غير أن شيئا من هذا لم يحدث، فجاءت الكتب بعيدة كل البعد عن تحقيق آمال وأهداف المناهج الجديدة شكلا ومضمونا.
لم هذه الرداءة رغم كل الأعباء المادية والمعنوية وحتى الخلقية.
لم كل هذا الترقيع الذي لا يتوقف، وكل هذه الخصومات التي ساقت وزارة الأخلاق وبعض المربيين فيها إلى أروقة المحاكم.
الأكيد أن وراء كل هذا أولئك الذين يكرهون المنافسة والنشاط الخصب ويتعبهم التنوع والإبداع أشد التعب وقد ألفوا الرداءة بكل نعوتها.
هؤلاء حرموا أبناءنا الاستمتاع بكتب كان ولابد أن تشتد الوزارة في اختيارها ضمن إطار التنافس النزيه بين المؤلفين والناشرين ثم تقف عند هذا الحد، لأنه لا يستقيم أن تمارس الوزارة التأليف والنشر والتجارة بمبرر مراعاة الجانب الاجتماعي وغير ذلك من عواطف الاستعلاء على أبنائنا والإحسان إليهم وهم الذين من حقهم أن يتعلموا وتغدق عليهم الدولة من أجل ذلك ما تغدق من الأموال.
الكتب المدرسية عندنا بأخطائها اللغوية والعلمية وإساءاتها المتعددة للقيم، هي معرقلة للتعلم أكثر ما هي مساعدة عليه، يكفي أن يفتحها التلميذ لتنهار خطة بناء التعلمات التي خطط لها المعلم، فهي كلها توضيحات، وتجارب منجزة ومفصلة واستنتاجات دقيقة تغني عن أي بحث أو تقصي أو حتى تفكير، زد على ذلك فهي تفتقر للوضعيات المشكلة.
الكتب المدرسية عندنا تتجاوز المناهج فتضيف وتلغي ما تشاء من المفاهيم، لاهي تراعي مكتسبات التلميذ ولا تتحدى معارفه، وتقترح أنشطة مبهمة ووسائل معقدة يحتار أمامها المعلم فيضطر لتغيرها إن لم أقل إهمالها.
الكتب المدرسية عندنا تفتقد لكل مقاييس النوعية والجودة، صورها باهتة غارقة في بحر من الكتابات المكدسة على ورق لا يصلح للطباعة.
الكتب المدرسية عندنا لاهي مراجع يعود إليها التلميذ ليستزيد من العلم والمعرفة ولاهي كتب خاصة بالتطبيقات اليومية، فهي بين هذا وذاك، لكن الوصاية توصي بعدم إتلافها أو الكتابة عليها، وتأمر الذين استفادوا من مجانيتها إعادتها سالمة معززة مكرمة إلى الإدارة فيضطر الكثير من الناس للتضحية ببعض خبزهم لشرائها من السوق كي تظل كتب الوزارة نقية طاهرة ناصعة كما ولدتها مصالح الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية… والموضوع مفتوح للنقاش.
:rolleyes::rolleyes:مع تحيات للأخ نانو:rolleyes::rolleyes:
شكرا لك ياخي على هذا الموضوع واتمنى ان تشارك اكثر
