التصنيفات
اسلاميات عامة

خطورة السخرية والاستهزاء بالمؤمنين

خطورة السخرية والاستهزاء بالمؤمنين


الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فيقول الله جل وعلا في كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) [الحجرات:11] يبين الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة مسائل أربع، ويحذر منها جل وعلا:

حرمة السخرية

الأولى: السخرية من الرجال بعضهم ببعض، أو النساء، وأن الواجب على المؤمن أن يحذر السخرية من أخيه والاستهزاء بأخيه، فربما كان المستهزأ به أفضل عند الله وخيراً من هذا المستهزئ الساخر المتنقص، وهكذا النساء مع بعضهن، ولهذا قال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) ذكرهم بالإيمان الذي يجب أن يمنعهم مما حرم الله.. (لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ ) [الحجرات:11] لا تسخر من فقره، أو دمامته، أو عرجه.. أو غير هذا من الأسباب، وكذلك المرأة لا تسخر من أختها ولا من أخيها، بل يجب على المؤمن أن يشكر الله إذا حباه فضلاً على غيره، وأن يحمد الله الذي عافاه مما ابتلى به غيره، أما أن يسخر ويستهزئ فذلك من نقص العقل والدين.

حرمة اللمز والعيب

المسألة الثانية: يقول جلا وعلا: ( وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ) [الحجرات:11] اللمز: العيب، لا يعب بعضكم بعضاً، لا تعب أخاك بشيء ابتلاه الله به، من نقص في ماله، أو في جاهه، أو في خلقته.. أو نحو ذلك، فإن هذا يشبه الاستهزاء، فالواجب عليك أن تحمد الله وتشكره على ما أعطاك من النعم، وألا تعيب أخاك وتلمزه. واللمز هو المسمى: العيارة، أن يعيره بشيء فيه من النقص، هذا لا يجوز، وهو من أسباب البغضاء والشحناء، ومن أسباب العداوة والفرقة ( وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ) [الحجرات:11] أي: لا يلمز بعضكم بعضاً ولا يعيب بعضكم بعضاً؛ سواء بأشياء خارجية من فقر أو غير ذلك، أو داخلية من نقص في خلقته يعيبه بذلك.

حرمة التنابز بالألقاب

المسألة الثالثة: قال تعالى: (( وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ))[الحجرات:1] التنابز التداعي بالألقاب القبيحة: يا حمار! يا فاجر! يا كافر! يا قبيح! يا أعرج! يا كذا! يدعوه بألقاب لا يرضاها، هذا -أيضاً- من أسباب الشحناء والعداوة والبغضاء، وربما أفضى إلى القتال والفتن، فالواجب أن يدعوه بالأسماء الطيبة، والأسماء التي يحبها: يا فلان.. يا محمد.. يا أبا عبد الله.. أما أن يدعوه بأسماء أو بعبارات وألقاب يكرهها، فهذا هو التنابز بالألقاب، فيجب الحذر من ذلك؛ لئلا يجر إلى الفتن والشحناء والعداوة والبغضاء، ولهذا قال جل وعلا: (وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ ) [الحجرات:11] فبين لنا أن من تعاطى هذه الأمور يكون فاسقاً، فكيف يرضى بحاله أن يكون بعد الإيمان فاسقاً خارجاً عن طاعة الله جل وعلا؟ والفسوق هو الخروج عن الطاعة.

التوبة إلى الله تعالى من جميع المعاصي
المسألة الرابعة: ثم قال بعد ذلك: (وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) [الحجرات:11] يبين سبحانه أن من أصر على المعاصي فهو ظالم، ومن تاب فقد أفلح.. من أصر على المعصية ولم يتب فهو ظالم لنفسه، متعرض لغضب الله، فالواجب البدار بالتوبة من المعصية، وعدم الإصرار عليها، فمن بادر بالندم والإقلاع وعدم الإصرار والعزم الصادق ألا يعود؛ سلم من شر الذنب وتاب الله عليه، ومن أصر فقد ظلم نفسه، ويبقى عليه إثم ذلك الذنب وخطره لو نزل به الأجل. رزق الله الجميع العافية، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

للشيخ ابن باز رحمه الله




جزاك الله خيرا أخي




التصنيفات
اسلاميات عامة

عائشة رضي الله عنها ام المؤمنين لا ام الكافرين

بسم الله الرحمن الرحيم


تجرَّأ رويبضةٌ حقيرٌ وضيعٌ ينتسبُ إلى الطَّائفة الشِّيعيَّة في النِّصف الثَّاني من شهر رمضان لسنة 1443هـ وقام خطيبًا في جماعة ممَّن هُم على مشرَبه ليصبَّ جامَّ غضبه على أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها محتفلا بليلة وفاتِها، سابًّا وشاتمًا ومقذعًا بأنواع السَّبِّ والشَّتم الَّتي تتفطَّر قلوب المؤمنين لسماعه، بل لا تطيق أذنُ مسلم يحبُّ الله ورسوله سماعَه، لما في ذلك من الإذاية لرسُول الله صلى الله عليه وسلم ولكلِّ من كانت عائشة رضي الله عنها أمًّا له، بل إنَّ القلم يأبى المطاوعةَ على كتابة ما تفوَّه به هذا المعتوه الَّذي حَكَم على نفسه بالكُفر والخُروج من ملَّة الإسلام؛ فقد أجمع العلماء رحمهم الله على أنَّه يُقطَعُ بكُفر مَن رمَاها بما برَّأها الله منه؛ لأنَّه ناقضَ صريحَ القرآن وكذَّب اللهَ عزَّ وجلَّ.
إنَّ عائشة أمَّ المؤمنين الصَّدِّيقة بنت الصِّدِّيق زوجة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في الدُّنيا والآخرة، أفقه نساء الأمَّة على الإطلاق، وأحد السَّبعة المكثرين من الحَديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، روَتْ وحفِظت عنه علمًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه، مناقبُها وفيرة وفضائلُها كثيرة، مشهورة منثورة، تجدها في كُتُب الحديث والسُّنَّة مبثوثة، قد عقد لها المصنِّفون أبوابًا في كتبهم الجامعة، وبعضُهم أفردَها بالتَّأليف؛ ويكفي أن تَعلم أنَّها أحبُّ النِّساء إلى رسُول الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا سأله عمرو بن العاص رضي الله عنه: «يا رسُول الله! أي النَّاس أحبُّ إليكَ؟ قال: عائشَة؛ قال: مِنَ الرِّجال؟ قال: أبُوها»؛ وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ».
وإنَّ العجبَ لا ينقضي من حال كثير من الحركات والجماعات الَّتي تسمِّي نفسَها إسلاميَّة والَّتي تزعُم أنَّها تعمل جاهدةً لقضايا الأمَّة المصيريَّة، ثمَّ لا تَسمَع لهم في هذه القضيَّة همسًا ولا ركزًا؛ لأنَّ مثل هذه المسائل لم تعد عندهم ذات بال، فهي منَ القضايا الجانبيَّة والأمور الشَّكليَّة الَّتي لا ينبغي أن تُثار حتَّى لا تُثار الأحقاد، وحفاظًا على الوحدة المهزوزة، وتثبيتًا لمسألة التَّقريب المزعومة، فيتعلَّقون بأفكار هي في حقيقتها أوهام، ويتشبَّثون بخيوط كخُيوط العَنكبوت، وهذا لخلوِّ ساحتهم من العلم الصَّحيح المستمدِّ من وحي الرِّسالة ونور النُّبوَّة، لأجل هذا كان سهلا أن يهونَ عليهم عِرض نبيِّهم صلى الله عليه وسلم، ولا يحرِّك كلامُ ذاك الدَّعي الخسيس شعرةً من أبدانهم، ولا يثير حفائظَهم، وإلَّا فمَن شَمَّ رائحةَ العلم عرفَ قدرَ عائشة رضي الله عنها في الإسلام ومنزلتَها في قلوب المسلمين، وعلم أنَّ مثل هذا التَّجرُّؤ لا يحسُن السُّكوت عليه؛ لأنَّه لا يُعقَل أنَّ أحدًا في قلبه بقية من حياة يسكتُ عمَّن يسُبُّ أمَّه؛ فكيفَ بمَن يسبُّ أمَّ المؤمنين جميعًا!!!
وإنَّ هذه الحركة الَّتي قام بها هذا السَّافل الآفِل هي حلقةٌ في سلسلة طويلة مشدودة حلقاتها بإحكام في التَّهجُّم على نبيِّ الإسلام صلى الله عليه وسلم وتشويه صورتِه، ومحاولة تَصدير التَّشيُّع بتواطؤ معَ اليَهود والنَّصارى فهُم أحبَّاء متعاونون، وإن زعَموا في العَلَن أنَّهم أعداء متنافرون، يجمعهم الكيد والمكر بأهل السُّنَّة، وشواهد التَّاريخ والواقع على هذه الحقيقة غير خافيةٍ على من كان له أدنى تأمُّل واطِّلاع، وإلَّا فكيف يُمَكَّن لمثل هذا الدَّنيء السَّاقط أن يسبَّ أمَّ المؤمنين رضي الله عنها ثمَّ يُحتَفى به وتتهاوى عليه وكالات الأنباء والمحطَّات والقنوات لتحظى معه بلقاء أو ندوة صحفيَّة في بلدٍ يزعُمُ أهلُه أنَّهم من أكثر الدُّول احترامًا لأديان النَّاس واعتقاداتِهم!!
إنَّ الغربَ الكافر يريدُ أن يهدمَ حصونَ الإسلام ويدكَّ معاقلَ التَّوحيد والسُّنَّة، ولن يجد معاول هدمٍ لبلوغ هذا الهدف الأثيم مثل الشِّيعة الرَّوافض، فليحذَر أهل السُّنَّة ولا يُستَغفَلُون..
إنَّهم يريدوننا أن نتعوَّد على سماع مثل هذا السَّبِّ والشَّتم في عرض نبيِّنا صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ التَّعوُّد يورِّث التَّبلُّد، وكثرةُ الإمساس تميتُ الإحساس، ولو مَاتت في قلوبنا الغَيرةُ على نساء نبيِّنا صلى الله عليه وسلم، فيعني ذلك هلاك أنفسِنا وذهاب دينِنا؛ فلنهبَّ للذَّبِّ عن عِرض سيِّد الخَلق أجمعين صلى الله عليه وسلم، والدِّفاع عن الصِّدِّيقة بنتِ الصِّدِّيق حبيبة حبيبِ الله، المبرَّأة من العيوب، ومضرَب المَثَل في العفَّة والطُّهر والفَضيلة رضي الله عنها، ولننشُرْ مآثرَها، ونُذِعْ مناقبَها، ونُسمع النَّاسَ فضائلَها ومحاسنَها.

وفي الأخير ما يسعُنا إلَّا أن نقول لهذا الضَّالِّ الحقير بملء أفواهنا ما قاله عمَّار بن ياسر رضي الله عنه لرَجُلٍ سبَّ عَائِشَةَ ووَقَع فيها: «اسْكُتْ مَقْبُوحًا مَنْبُوحًا؛ أَتُؤْذِي حَبِيبَةَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم! إنَّها لزَوْجَتُه في الجنَّة» [الترمذي (3888)، والحاكم (3/444) وصحَّحاه، وأحمد في «فضائل الصَّحابة» (1647)].
فضيلة الشيخ توفيق عمروني الجزائري- حفظه الله – مديرمجلة الاصلاح السلفيةالجزائرية




جزاكم الله خيرا




التصنيفات
اسلاميات عامة

الواضحية في مدح أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

الحمد لله وكفى ,وصلى الله على النبي المجتبى, وآله وصحبه اعلام التقى ,و ائمة الهدى ,و مصابيح الدجى ,اهل الهجرة والنصرة والوفا ,ومن بنهجهم سار واقتفى وبعد.
نظرا للاحتفال الوسخ الساقط الذي أقامه الشيعي ياسر الخبيث في لندن -منذ ثلاث سنوات او مايزيد لكن مازال في ذاكرتي وكأنه أقيم اليوم فكلما تذكرت ذلك الاحتفال الساقط بكى روعي دما وتفجرت غيرتي على عرض سيدنا صلى الله عليه وسلم- وقد أقيم بمناسبة وفاة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. رأيت أن انقل لكم دبا عن عرض أمنا قصيدة ماتعة لابن بهيج الأندلسي في مدح الحصان الرَّزان ,وحبيبة حبيب الرحمان ,واشرف و اطهر النسوان ,التي نزّلت براءتها في محكم القرآن ,الصديقة بنت الصديق ,إلف وانس الصادق المصدوق عليه أزكى الصلاة والتسليم . فاللهم احشرنا معها وسائر امهات المؤمنين وآل البيت الطاهرين ,ونشهد الله أنَّنا نتقرب إليه بحب أبي بكر وعمر و عثمان وعلي رضوان الله عليهم.
ولله در الامام النووي رحمه الله اذ قال " فمن أقسم أنَّ عائشة أمه فهو صادق ومن أقسم انَّها ليست أمه فهو صادق وذلك لانَّها أم المؤمنين وليست أما للمنافقين"

ما شَانُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ وَشَانِي=هُدِيَ المُحِبُّ لها وضَلَّ الشَّانِي

إِنِّي أَقُولُ مُبَيِّناً عَنْ فَضْلِها=ومُتَرْجِماً عَنْ قَوْلِها بِلِسَانِي

يا مُبْغِضِي لا تَأْتِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ=فالبَيْتُ بَيْتِي والمَكانُ مَكانِي

إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ=بِصِفاتِ بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعانِي

وَسَبَقْتُهُنَّ إلى الفَضَائِلِ كُلِّها=فالسَّبْقُ سَبْقِي والعِنَانُ عِنَانِي

مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبِي=فالْيَوْمُ يَوْمِي والزَّمانُ زَمانِي

زَوْجِي رَسولُ اللهِ لَمْ أَرَ غَيْرَهُ=اللهُ زَوَّجَنِي بِهِ وحَبَانِي

وَأَتَاهُ جِبْرِيلُ الأَمِينُ بِصُورَتِي=فَأَحَبَّنِي المُخْتَارُ حِينَ رَآنِي

أنا بِكْرُهُ العَذْراءُ عِنْدِي سِرُّهُ=وضَجِيعُهُ في مَنْزِلِي قَمَرانِ

وتَكَلَّمَ اللهُ العَظيمُ بِحُجَّتِي=وَبَرَاءَتِي في مُحْكَمِ القُرآنِ

واللهُ خَفَّرَنِي وعَظَّمَ حُرْمَتِي=وعلى لِسَانِ نَبِيِّهِ بَرَّانِي

واللهُ في القُرْآنِ قَدْ لَعَنَ الذي=بَعْدَ البَرَاءَةِ بِالقَبِيحِ رَمَانِي

واللهُ وَبَّخَ مَنْ أَرادَ تَنَقُّصِي=إفْكاً وسَبَّحَ نَفْسَهُ في شَانِي

إنِّي لَمُحْصَنَةُ الإزارِ بَرِيئَةٌ=ودَلِيلُ حُسْنِ طَهَارَتِي إحْصَانِي

واللهُ أَحْصَنَنِي بخاتَمِ رُسْلِهِ=وأَذَلَّ أَهْلَ الإفْكِ والبُهتَانِ

وسَمِعْتُ وَحْيَ اللهِ عِنْدَ مُحَمَّدٍ=مِن جِبْرَئِيلَ ونُورُهُ يَغْشانِي

أَوْحَى إلَيْهِ وَكُنْتُ تَحْتَ ثِيابِهِ=فَحَنا عليَّ بِثَوْبِهِ خَبَّاني

مَنْ ذا يُفَاخِرُني وينْكِرُ صُحْبَتِي=ومُحَمَّدٌ في حِجْرِهِ رَبَّاني؟

وأَخَذْتُ عن أَبَوَيَّ دِينَ مُحَمَّدٍ=وَهُما على الإسْلامِ مُصْطَحِبانِ

وأبي أَقامَ الدِّينَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ=فالنَّصْلُ نَصْلِي والسِّنانُ سِنانِي

والفَخْرُ فَخْرِي والخِلاَفَةُ في أبِي=حَسْبِي بِهَذا مَفْخَراً وكَفانِي

وأنا ابْنَةُ الصِّدِّيقِ صاحِبِ أَحْمَدٍ=وحَبِيبِهِ في السِّرِّ والإعلانِ

نَصَرَ النَّبيَّ بمالِهِ وفَعالِهِ=وخُرُوجِهِ مَعَهُ مِن الأَوْطانِ

ثانِيهِ في الغارِِ الذي سَدَّ الكُوَى=بِرِدائِهِ أَكْرِمْ بِهِ مِنْ ثانِ

وَجَفَا الغِنَى حتَّى تَخَلَّلَ بالعَبَا=زُهداً وأَذْعَنَ أيَّمَا إذْعانِ

وتَخَلَّلَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَةُ السَّمَا=وأَتَتْهُ بُشرَى اللهِ بالرِّضْوانِ

وَهُوَ الذي لَمْ يَخْشَ لَوْمَةَ لائِمٍ=في قَتْلِ أَهْلِ البَغْيِ والعُدْوَانِ

قَتَلَ الأُلى مَنَعوا الزَّكاةَ بِكُفْرِهِمْ=وأَذَلَّ أَهْلَ الكُفْرِ والطُّغيانِ

سَبَقَ الصَّحَابَةَ والقَرَابَةَ لِلْهُدَى=هو شَيْخُهُمْ في الفَضْلِ والإحْسَانِ

واللهِ ما اسْتَبَقُوا لِنَيْلِ فَضِيلَةٍ=مِثْلَ اسْتِبَاقِ الخَيلِ يَومَ رِهَانِ

إلاَّ وطَارَ أَبي إلى عَلْيَائِها=فَمَكَانُهُ مِنها أَجَلُّ مَكَانِ

وَيْلٌ لِعَبْدٍ خانَ آلَ مُحَمَّدٍ=بِعَدَاوةِ الأَزْواجِ والأَخْتَانِ

طُُوبى لِمَنْ والى جَمَاعَةَ صَحْبِهِ=وَيَكُونُ مِن أَحْبَابِهِ الحَسَنَانِ

بَيْنَ الصَّحابَةِ والقَرابَةِ أُلْفَةٌ=لا تَسْتَحِيلُ بِنَزْغَةِ الشَّيْطانِ

هُمْ كالأَصَابِعِ في اليَدَيْنِ تَوَاصُلاً=هل يَسْتَوِي كَفٌّ بِغَيرِ بَنانِ؟!

حَصِرَتْ صُدورُ الكافِرِينَ بِوَالِدِي=وقُلُوبُهُمْ مُلِئَتْ مِنَ الأَضْغانِ

حُبُّ البَتُولِ وَبَعْلِها لم يَخْتَلِفْ=مِن مِلَّةِ الإسْلامِ فيهِ اثْنَانِ

أَكْرِمْ بِأَرْبَعَةٍ أَئِمَّةِ شَرْعِنَا=فَهُمُ لِبَيْتِ الدِّينِ كَالأرْكَانِ

نُسِجَتْ مَوَدَّتُهُمْ سَدىً في لُحْمَةٍ=فَبِنَاؤُها مِن أَثْبَتِ البُنْيَانِ

اللهُ أَلَّفَ بَيْنَ وُدِّ قُلُوبِهِمْ=لِيَغِيظَ كُلَّ مُنَافِقٍ طَعَّانِ

رُحَمَاءُ بَيْنَهُمُ صَفَتْ أَخْلاقُهُمْ=وَخَلَتْ قُلُوبُهُمُ مِنَ الشَّنَآنِ

فَدُخُولُهُمْ بَيْنَ الأَحِبَّةِ كُلْفَةٌ=وسِبَابُهُمْ سَبَبٌ إلى الحِرْمَانِ

جَمَعَ الإلهُ المُسْلِمِينَ على أبي=واسْتُبْدِلُوا مِنْ خَوْفِهِمْ بِأَمَانِ

وإذا أَرَادَ اللهُ نُصْرَةَ عَبْدِهِ=مَنْ ذا يُطِيقُ لَهُ على خِذْلانِ؟!

مَنْ حَبَّنِي فَلْيَجْتَنِبْ مَنْ َسَبَّنِي=إنْ كَانَ صَانَ مَحَبَّتِي وَرَعَانِي

وإذا مُحِبِّي قَدْ أَلَظَّ بِمُبْغِضِي=فَكِلاهُمَا في البُغْضِ مُسْتَوِيَانِ

إنِّي لَطَيِّبَةٌ خُلِقْتُ لِطَيِّبٍ=ونِسَاءُ أَحْمَدَ أَطْيَبُ النِّسْوَانِ

إنِّي لأُمُّ المُؤْمِنِينَ فَمَنْ أَبَى=حُبِّي فَسَوْفَ يَبُوءُ بالخُسْرَانِ

اللهُ حَبَّبَنِي لِقَلْبِ نَبِيِّهِ=وإلى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ هَدَانِي

واللهُ يُكْرِمُ مَنْ أَرَادَ كَرَامَتِي=ويُهِينُ رَبِّي مَنْ أَرَادَ هَوَانِي

واللهَ أَسْأَلُهُ زِيَادَةَ فَضْلِهِ=وحَمِدْتُهُ شُكْراً لِمَا أَوْلاَنِي

يا مَنْ يَلُوذُ بِأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ=يَرْجُو بِذلِكَ رَحْمَةَ الرَّحْمانِ

صِلْ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ ولا تَحِدْ=عَنَّا فَتُسْلَبَ حُلَّةَ الإيمانِ

إنِّي لَصَادِقَةُ المَقَالِ كَرِيمَةٌ=إي والذي ذَلَّتْ لَهُ الثَّقَلانِ

خُذْها إليكَ فإنَّمَا هيَ رَوْضَةٌ=مَحْفُوفَةٌ بالرَّوْحِ والرَّيْحَانِ

صَلَّى الإلهُ على النَّبيِّ وآلِهِ=فَبِهِمْ تُشَمُّ أَزَاهِرُ البُسْتَانِ
__________________

ولا تنسوني و والديَّ ومن كانوا سببا في هدايتي بعد الله جل في علاه من صالح دعائكم
والسلام عليكم ور حمة الله و بركاته




فمن أقسم أنَّ عائشة أمه فهو صادق ومن أقسم انَّها ليست أمه فهو صادق وذلك لانَّها أم المؤمنين وليست أما للمنافقين

رضي الله عنها وأرضاها وجمعنا بها بجنة الخلد…اللهم آمين




ماشاء الله قصيدة حقا ماتعة

محبتك رحمة




شكرااااااا بارك الله فيك




وشكر الله لك