الطاهر وطار:
الطاهر وطار: ولد 1936م في شرقي الجزائر في بيئة ريفية من أسرة بربرية تنتمي إلى عرش الحركتة يحتل سفح الأوراس .
فهو مسرحي و قاص و روائي.
تلقى علومه في مدارس جمعية العلماء المسلمين ، وفي جامع الزيتونة في تونس، ولم يستمر فيها ،عمل في تونس ثم شارك في الثورة الجزائرية بعد انتسابه إلى جبهة التحرير الوطني عام 1956 عمل بعد الاستقلال مشرفا على الملحق الثقافي لجريدة ”الشعب” أو رئيسا صحيفة ”الجماهير” الأسبوعية النقدية الساخرة ، و أصدر ثلاث صحف له.
مؤلفاته:
المجموعة القصصية:
دخان من قلبي تونس 1961 الجزائر 1979و 2022
الطعنات الجزائر 1971و2005
الشهداء يعودون هذا الأسبوع العراق 1974 الجزائر 1984 و2005 ترجم
المسرحيات:
على الضفة الأخرى مجلة الفكر تونس أواخر الخمسينات.
الهارب جلة الفكر تونس أواخر الخمسينات الجزائر 1971 و2005.
الشهداء يعودون هذا الأسبوع.
الروايات:
اللاز الجزائر 1974 بيروت 82 و83 الجزائر 1981 و2005. ترجم
الزلزال بيروت 1974 الجزائر 81 و2005. ترجم
الحوات والقصر الجزائر جريدة الشعب في 1974 وعلى حساب المؤلف في 1978 القاهرة 1987 والجزائر 2022. ترجم
عرس بغل بيروت عدة طبعات بدءا من 1983القاهرة 1988 الجزائر في 81 و2005. ترجم
العشق والموت في الزمن الحراشي بيروت 82 و83 الجزائر 2022.
تجربة في العشق بيروت _89 الجزائر 89 و2005.
رمانة الجزائر 1971 و1981 و2005.
الشمعة والدهاليز الجزائر 1995 و2005 القاهرة 1995 الأردن1996 ألمانيا دار الجمل2001.
الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي الجزائر 1999 و2005 المغرب 1999 ألمانيا دار الجمل 2001. ترجم
الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء الجزائر جريدة الخبر وموفم 2022 القاهرة أخبار الأدب 2022.
قصـيدٌ في التذلل القـاهرة ـ دار كيـان 2022( )
تعد رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء الجزء الثاني لرواية " الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي " والجزء الثالث لرواية " الشمعة والدهاليز " ويستهل الكاتب حديثه في هذه الرواية ببحث الولي الطاهر عن الأتان الغضباء التي هي رمز لرحلته الروحية التي أقام بها كما أنه سرد لنا الأحداث التي جرت بينه وبين بلارة، ووصف لنا التحولات التي حدثت في الوطن العربي نتيجة الغزو السياسي والثقافي ويتجلى ذلك في قوله: " تأمل الروسيات والبلقانيات، شقر ممتلئات متراميات، في الشوارع كالجواميس الضالة في شوارع دبي "( )
كما أن السارد بيّن من خلال مقام الولي الطاهر رداءة الإعلام العربي في تقديم الأخبار التي لا علاقة لها بواقع الأمة العربية، وكذا كيفية استغلال إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية للدول العربية وسياستها العدائية تجاهه مما جعلها دائمة " استعداد بكل قواتها بما فيها حاملة الطائرات أبراهام لنكون وإنذار كل البواخر في البحار والمحيطات بأن أي اقتراب منها يعتبر إعلانا للحرب "( )
إذن فرواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء ما هي إلا انعكاس للجانب الديني والذي يمثله الولي الطاهر، والجانب الثقافي الذي تمثله تبعية الإعلام العربي للغرب من حيث تقديم الأخبار، والجانب الاجتماعي يتمثل في انتشار الفوضى والفساد في أوساط المجتمعات العربية والإسلامية، أما الجانب السياسي يتمثل في التخاذل وتواطؤ حكام الدول العربية مع الدول الغربية.
الفصل الثاني: عتبات نصية
1- عتبة الغلاف:
أ- الألوان
ب- الصورة:
1- الصورة الذهنية
2- الصورة التشكيلية
جـ- اسم المؤلف :
1- مكان ظهور اسم المؤلف
2- وقت ظهور اسم المؤلف
3- وظائف اسم المؤلف
2- المؤشر الجنسي:
أ- مكان تواجده المؤشر الجنسي
ب- وقت ظهور المؤشر الجنسي
جـ- وظائف مؤشر الجنسي
3- الإهداء:
أ- مكان تواجد الإهداء
ب- وقت ظهور الإهداء
جـ- أنواع الإهداء
د- وظائف الإهداء
4- المقدمة:
أ- صيغة الخطاب المقدماتي
ب- البنية المكانية في الخطاب المقدماتي
جـ- البنية الزمانية في الخطاب المقدماتي
د- أنواع المقدمة:
1- مقدمة ذاتية
2- مقدمة غيرية
3- مقدمة عاملية
هـ- وظائف المقدمة
5- البنية المعجمية
6- البنية التركيبة
7- البنية الدلالية
تعد المتعاليات النصية موضوعا رئيسيا للشعرية وهي على أقسام وأهم قسم فيها النص الموازي الذي أعطاه جيرارد جينيت أهمية كبيرة من خلال كتابه (seuils) الذي ترجم "بالعتبات"؛ وهذا الأخير يتكون من مجموعة مصاحبات نصية منها الغلاف واسم المؤلف والمؤشر الجنسي والإهداء الذي يكون داخل المتن وكذا المقدمة، ولكل منها دور تقوم به سواء داخل النص أو خارجه.
1- عتبة الغلاف: إن أول ما يثيرا انتباه المتلقي هو الغلاف الذي يعود ظهوره إلى
" العصر الكلاسيكي إذ كانت الكتب تغلف بالجلد أو مواد أخرى وكان اسم الكاتب والكتاب يتموقعان في ظهر الكتاب أما في زمن الطباعة الصناعية والطباعة الإلكترونية الرقمية اتخذ الغلاف أبعادا وأفاقا"( ).
كما أنه الفضاء " الذي تتمظهر فيه الملامح البارزة والقسمات والسيمات لذلك فإن العناية بتجويده من الإجراءات الجمالية والضرورية والملحة "( ).
نفهم من هذا أن أهمية الغلاف تكمن في أنه الحيز الذي يحوي وحدات الكتاب لذا فإن العناية به من الناحية الشكلية هي من الضروريات، هو على عدة أنواع:
1.1 الغلاف التجريدي: يهدف إلى" التعبير عن الشكل المجرد من التفاصيل المحسوسة وهذا الشكل لا ينطوي على أية صلة بالواقع الخارجي.
2.1 الغلاف الواقعي: يعبر عن حدث واقعي.
3.1 الغلاف الفوتوغرافي: تتطبع عليه صورة فوتوغرافية وهذا النمط نادر في الرواية
1-4- الغلاف السريالي: يزين بمجموعة من الألوان المتمازجة والخطوط المتقاطعة والأشكال المتداخلة وهنا يكون الغلاف معزولا عن العنوان ولا يخدم دلالته ( ).
إن أول ما نتطرق له في غلاف رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء.
أ- الألوان:
1- تعريف الألوان: إن الوجود جميل بوجود اللون لذا" يعد عنصرا أساسيا في الكون وهو من المدركات البصرية يستخدم معيارا للحكم على الأشياء والفصل بينها"( ).
كما أن للألوان دلالات وإيحاءات كثيرة متباينة فيما بينها وهذا ما يؤكده سعد يكن في قوله في " أعمالي دائما استخدم الألوان بشكل تعبيري ونفسي فلا يمكن للون عندي إلا أن يكون موظفا لخدمة تعبيرية داخل اللوحة وبعيدا عن مفهوم الألوان فالأخضر دلالات والأسود والأبيض لهما دلالتهما التعبيرية والنفسية "( ).
2- دلالة اللون الأسود: " للون الأسود دلالات كثيرة منها أنه يرمز إلى الحزن الألم والموت والخوف من المجهول والميل إلى التكتم والعدمية والفناء "( ).
والملاحظ في غلاف رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء أن اللون الأسود يظهر على جهة العلوية للغلاف بالشكل رئيسي ثم يتوزع في بعض المناطق بطريقة غير منتظمة على ظهره.
ترمز دلالاته في الغلاف إلى الحزن والألم والخوف، هو بذلك يعكس نفسية الكاتب التي تعاني من الغضب والتعب.
أما دلالاته في الصورة هي دلالة عكسية لأن اللون الأسود يرمز للظلم والاستبداد أما الصورة تدل على التسامح.
ودلالته في الرواية يرمز إلى الكابوس الأسود الذي يعيشه العالم العربي في ظل سيطرة العالم الغربي. من خلال قوله"في عمق هذا الظلام الدامس." ( )
ويعد هذا اللون أكثر حضورا سواء في الغلاف أو الرواية.
3- دلالة اللون الأبيض: تكمن دلالته في أنه يرمز إلى الطهارة والنقاء والصفاء كما أنه "ضد السواد ويكون ذلك في الحيوان والنبات وغير ذلك مما يقبله." ( )
ويعد أيضا اللون الأقرب إلى عوالم الطفولة والبراءة ".( )
يتواجد هذا اللون في وسط الغلاف ويظهر أكثر في الصورة حيث يكسو جسد الرجل والشكل الذي يحمله بين يديه ودلالته في الغلاف أنه يرمز إلى الرغبة في وجود الأمان والطمأنينة في نفوس الشعوب العربية، وفي الصورة هو يرمز إلى نقاء الرجل وطهارته وصدق طاعته.
ودلالته في الرواية يرمز إلى استغلال الغرب للثروات العربية ويتجلى ذلك في قوله: " سلب ونهب، استهدفت المتاجر ….الطلاء الأبيض ".( )
4. دلالة اللون الأزرق: يكون اللون الأزرق على عدة درجات وكل درجة لها دلالتها فمثلا " الأزرق القاتم يدل على الخمول والكسل والهدوء والولاء والتضرع والابتهال وبالتأمل والتفكير، والأزرق الفاتح يعكس الثقة والبراءة والشباب ويوحي بالبحر الهادئ والمزاج المعتدل، أما الأزرق العميق فيدل على التميز والشعور بالمسؤولية والإيمان ينبغي تأديتها".( )
في غلاف رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء يظهر اللون الأزرق على نوعين الأزرق العميق في وسط الغلاف أما الأزرق القاتم فيحيط به، ودلالة الأزرق العميق في الغلاف أنه يرمز إلى شعور الكاتب بالمسؤولية اتجاه أمته.
أما الأزرق القاتم فإنه يرمز إلى الظلام السائد في الوطن العربي، أما دلالته في الصورة فهو يرمز إلى البحر الذي يحيل بدوره إلى ضياع الأمة العربية.
أما دلالته في الرواية، يرمز إلى الغزو الثقافي للوطن العربي من طرف العالم الغربي وذلك في قوله " كوفيات الجميع، اكتسبت لونا أزرق ".( )
5. دلالة اللون الأخضر: يدل على النماء والتجديد والعطاء والأمل والسلام( )، يظهر هذا اللون على غلاف رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء في أسفله على الجهة اليمنى وأعلاه على الجهة اليسرى.
ودلالته في الغلاف يرمز إلى انبعاث الحياة في العالم العربي، وفي الرواية يحيل إلى فقدان الكاتب الأمل من هذه الأمة ويظهر ذلك في قوله: " ولم تبقى هناك ورقة واحدة خضراء تبعث الأمل في نفوس الناس ".( )
6. دلالة اللون البنفسجي: يدل على " حدة الإدراك والحساسية النفسية والمثالية كما يوحي بالأسر والاستسلام ".
مكان تواجد اللون البنفسجي: يظهر في أعلى الغلاف على الجهة اليسرى وكذا في وسطه.
دلالته في الغلاف يرمز إلى الحالة المأسوية التي آلت إليها الأمة العربية وفي الرواية يدل على الخضوع واستسلام العالم العربي للعالم الغربي.
7. دلالة اللون الأحمر: " إن هذا اللون يمارس استبداده العلاماتي على بقية العلامات اللونية الأخرى، لأنه أقوى الألوان تأثيرا على الحاسة الإدراكية والبصرية ".( )
كما أنه يدل على العاطفة، يتواجد هذا اللون في وسط الغلاف فوق العنوان مباشرة وفي أسفله على الجهة اليسرى، ويرمز في الغلاف إلى الخطر الذي يهدد الأمة العربية وفي الرواية يدل على حالة المأساوية التي ألت إليها الأمة العربية.
فبالرغم من اختلاف دلالات الألوان إلا أن دلالتها تصب في موضوع واحد وذلك لارتباط الغلاف بمضمون الرواية.
ب- الصورة:
1. تعريف الصورة: أخذت التعريف التالي " أنها تكون في شكل الكلمات والأبيات الشعرية والجمل التصويرية المشحونة بالصور الأكثر قدرة على إثارة الخيال لدى القارئ ومن ثم قيامه بالمشاركة الوجدانية والعقلية في العمل الأدبي، من الكلمات والجمل التي تنخفض فيها كمية الصورة والأخيلة، التي هي سلاسل من الصور ومن ثم قد يؤدي إغراق الكاتب في التجريد اللفظي إلى وصوله إلى مشارف الغموض الفني، ثم فقدانه الصلة بالمتلقي".( ) كما أنها تتنوع في منشأها، فتأخذ الطابع العقلي المنطقي " والطابع الزخرفي والخيالي".( ) وتكون على نوعين:
1.1 الصورة الذهنية: يرجع ظهور هذا المصطلح إلى القرن العشرين، أصبح أساسا لتفسير الكثير من عمليات تأثير وسائل الإعلام وتستهدف بشكل رئيسي ذهن الإنسان".( )
2.1 الصورة التشكيلية: تعد الصورة التشكيلية " إحدى الصور الشعرية المهمة التي أنشئت بفعل التداخل بين الشعر والفنون الأخرى وخاصة الرسمية إذ بدأ الشاعر يفيد من معطيات الفن التشكيلي على مستوى الخط والكتلة واللون والآليات الأخرى المعروفة في فن الرسم ".( )
والمتأمل لغلاف رواية الولي الطاهر يرفع يديه سيلاحظ أن هذا الغلاف تتوسطه لوحة تشكيلية للفنان سعد يكن، تتمثل في رجل يقف في عرض البحر منحنيا يحمل في يديه شكلا وهذه اللوحة للفنان سعد يكن، " الذي يعد من مواليد حلب 1950م درس الفن في مركز الفنون التشكيلة في حلب وانتسب إلى كلية الفنون الجميلة بدمشق 1970م ومحكم في البينالي العالمي بمدينة كاروفو، بلغاريا دورة 1985م. عمل لمدة خمس سنوات مع الأطفال المعوقين، وقدم مجموعة من البرامج التلفزيونية عن الفن الفضائية السورية، أسس صالة من نقطة للآداب والفنون بحلب أقام العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل سورية وخارجها أعماله مقتناة من قبل وزارة الثقافة السورية المثقف الوطني بدمشق المتحف الوطني بحلب. "( )
أهم أعماله: معرض الجلجماش في صالة الأتاسي بدمشق، معرض بعنوان تحرر قضية العائلة الفلسطينية، أعمال جدارية في صالة الأتاسي، معرض بعنوان يوميات سعد يكن 2022 في صالة عشتار بدمشق.( )
وبما أن الفنان عربي فأكيد أن هناك عدة أسباب دفعته إلى رسم هذه اللوحة التشكيلية على غلاف رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء سواء كانت تخص الكاتب أو الرواية.
أولا: أن سعد يكن كان إعلاميا والأمر نفسه بالنسبة للروائي وكذا مضمون الرواية الذي تحدث عن الإعلام العربي وما آل إليه.
ثانيا: إيمانه بالقضية الفلسطينية ويظهر ذلك من خلال إقامته لمعرض بعنوان " تحرر فلسطين" كما أن السارد تحدث في محتوى روايته عن القضية الفلسطينية خاصة والعالم العربي بصفة عامة بالإضافة إلى أن الكاتب تربطه علاقة خاصة بالإعلام السوري وحكومته ويظهر ذلك من خلال الرواية " تعلمون أن سوريا بفضل قيادتها الرشيدة لا يوجد أعمى واحدا( ) "، وأظن أن هذه الأسباب كافية لاختيار الفنان سعد يكن لرواية الطاهر وطار فالرجل في الصورة يرمز إلى الولي الطاهر وانحناءه يدل على خضوعه وانكساره بين يدي خالقه وجسده المغطى باللون الأبيض يرمز إلى صفاءه وطهارته وصدق طاعته، والشيء الذي يحمله يرمز إلى الأمل في وجود الأمان والسلام في العالم العربي، إن دلاله الصورة في الغلاف قد تكون نفسها في الرواية وذلك لأن الفنان استقى غلافه من المحتوى المتن الحكائي لرواية.
جـ- اسم المؤلف: " يعد اسم المؤلف من العناصر المهمة والمشكلة للعتبات النصية لذا نجد ميشال فوكو (Michel Foucault) "الذي يعتبر فكرة المؤلف تشكل اللحظة القوية للفردية في تاريخ الأفكار والمعارف والآداب وفي تاريخ الفلسفة أيضا وتاريخ العلوم وحتى اليوم لا تؤرخ لمفهوم أو لنوع أدبي أو لنمط فلسفي، أظن أننا مازلنا نعتبر وحدات مثل هذه كتقطيعات ضعيفة نسبيا وثانوية ومتراكمة بالنسبة للوحدة الأولى الصلبة والأساسية التي هي وحدة المؤلف والنتاج".( )
وهذا يعني أن اسم الكاتب في نظر جيرارد جينيت يعد من الوحدات الضرورية لكن البعض ينظر إليه على أساس أنه وحدة ثانوية، كما أن الشيء الذي " لا يمكن تجاهله ومجاورته لأنه العلامة الفارقة بين كاتب وأخر، وفيه تثبت هوية الكاتب لصاحبه، كما أنه يحقق الملكية الأدبية والفكرية على عمله ".( )
1- مكان ظهوره: يظهر اسم المؤلف " الطاهر وطار " على الجهة العلوية في صفحة الغلاف بخط غليظ وحجمه المتوسط بلون أسود ويدل على الغضب وكذا الحزن والألم والتعب كما أن وروده في الأعلى ليبرز سلطته على الرواية، ووجود اسم الطاهر وطار دلالة على مصداقية الكاتب في امتلاكه هذه الرواية.
2- وقت ظهوره: يظهر في طبعة " أول الكتاب، ثم يتولى ظهوره في الطبعات اللاحقة".( )
وهذا ما نلاحظه في رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء ظهر في الطبعة الأصلية ثم تولى ظهوره في الطبعات الأخرى.
3- وظائفـه: يقوم اسم المؤلف بوظيفتين أساسيتين هما:
وظيفة التسمية: فهي " تعمل على تثبيت هوية عمل الكاتب بإعطائه اسمه.
وظيفة الملكية: فاسمه علامة على ملكية الأدبية والقانونية ".( )
وحقق اسم الكاتب وظيفته بوجوده وذلك بإثبات هوية هذا العمل ولكن الهدف الأساسي من وجود اسمه وربطه بالعنوان، ذلك أنه يعكس حالة الأمة العربية وما تعيشه من حزن وألم.
2- المؤشر الجنسي: إن ممارسة تعيين الأجناس ليس وليد الحاضر، وإنما يرجع إلى العهد الكلاسيكي، وكان يخص الأجناس الكبرى، كما أنها تحرص على صفاء كل جنس من الأجناس الكتابية وتسعى لرسم الحدود الفاصلة بين جنس وجنس أخر.( )
ويعد المؤشر الجنسي " ملحقا بالعنوان إذ يرى جينيت أنه قليلا ما نجده اختيارا ذاتيا فهو ذو تعريف خبري تعليقي ".( )
أ– مكان تواجد المؤشر الجنسي: أن المكان هو الحيز الذي تتموقع فيه العتبات ومن بينها المؤشر الجنسي" الذي يكون مكانه في الغلاف أو صفحة العنوان أو هما معا"( )
والملاحظ في هذا العمل المعنون بالولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء لأن المؤشرات الجنسية قد ظهرت في عدة أمكنة.
أولا: في صفحة الغلاف أسفل العنوان مباشرة وردت كلمة رواية بخط غليظ وحجمه المتوسط.
ثانيا: ظهوره في الصفحة التي تلي الغلاف.
ثالثا: ظهوره في المقدمة وذلك يتجلى في قوله " كتابة الرواية هذا العام ".( )
إن تكرار المؤشر الجنسي يحيل إلى أن هذه الرواية ما هي إلا تكرارا للروايات السابقة من حيث الشخصيات وكذا بعض الأحداث.أو أنه يدل على تكرار مضمون الرواية لأنه يحمل رسالة إلى المجتمعات العربية.
ب- وقت ظهور المؤشر الجنسي: يعود ظهور المؤشر الجنسي في" الطبعة الأصلية ثم يتولى ظهوره في الطبعات اللاحقة ".( )
وفي رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء ظهر في الطبعة الأولى ثم تولى ظهوره في الطبعات اللاحقة.
جـ- وظائف المؤشر الجنسي: هناك وظيفة وحيدة وأساسية للمؤشر الجنسي وهي " إخبار القارئ وإعلامه بجنس العمل ".( )
والمؤشر الجنسي في هذا العمل قام بوظيفته وهي إخبار القارئ بنوعية هذا العمل بأنه رواية.
3- الإهداء: يعد العتبة الثالثة من العتبات النصية التي " تحمل داخلها إثارة ذات دلالة توضيحية ".( ) كما أنه يعتبر أحد الأمكنة الطريفة التي لا تخلو من الأسرار وتضيء نظام وتقاليد الثقافيين لمرحلة تاريخية محددة فيما تعضد حضور النص وتؤمن تداولية الأسرار فتصبح مضاعفة عندما تتعلق بتحولات الإهداء ذاته في علاقته بمحافله الثقافية وبالسياق الثقافي والتاريخي لفعل الإهداء ".( )
أ- مكان تواجده: إذا كان لكل شيء مكان فلا بد أن يكون للإهداء مكانا ويعود ظهوره إلى " القرن السادس عشر حيث يتخذ أعلى الكتاب أو رأسه مكانا له وأما في الوقت الحالي فهو يتموضع في الصفحة الأولى التي تعقب صفحة العنوان مباشرة ".( )
وفي رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء يتخذ الإهداء الصفحة الرابعة مكانا له.
ب- وقت ظهوره: إن الوقت المحدد " لظهور الإهداء في الكتاب هو صدور أول طبعة منه، وربما يلجأ الكاتب استثناء إلى إلحاق آخر، في الطبعات التالية للعمل الكتاب، يمكن أن لا نجده في الطبعة الأصلية ثم يعمل الكاتب على استدراكه في الطبعات اللاحقة ".( )
والملاحظ في رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء أن إهدائها قد ورد في الطبعة الأولى ثم تولى ظهوره في الطبعات اللاحقة.
جـ- أنواع الإهداء: يكون الإهداء في شكل كتابة نثرية أو شعرية أو تقريرية موجه إلى المهدى إليه الذي يرد على نوعين:
1- المهدى إليه الخاص: " هو شخصية غير معروفة لدى الجمهور العام وعادة ما يهدى له العمل باسم علاقة شخصية الودية العائلية أو شيء أخر ".( ) ويمكن توزيع العلاقة الشخصية إلى:
قرابات عائلية خاصة:
إلى الزوجة: عادة ما يتكرر الإهداء للزوجة في كثير من الروايات.
إلى الأم والأب: دائما يعتبر المبدع أن أمه هي المرأة الأولى التي تستحق أن يهدي إليها المنتج.
إهداءات فيما بين الأدباء: ويكون هذا الإهداء خاصا بين فئة الكتاب أو الروائيين أو الشعراء يعترف لهم الكاتب بفضلهم عليه، ويحاول أن يرد بعض جميلهم من خلال فعل رمزي معنوي دال ".( )
2-المهدى إليه العام: تكون شخصية معروفة غالبا لدى الجمهور وعادة ما يرفع إليه العمل كله، أجزاء منه فقط (باسم علاقة من طبيعة عامة، فكرية، أو فنية أو سياسية )".( )
والملاحظ في رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء أن الإهداء قد ورد على الصيغة التالية:
" إلى الشاعر الكبير سميح القاسم، من رأى منا منكرا
فليغيره بيده، وإن لم يستطع فبلسانه، وإن لم يستطع
فبقلمه وهذا أقوى الإيمان" . الطاهر وطار
فكان إهداءه خاصا موجها إلى الشاعر سميح القاسم الذي نتعرف عليه في هذه البطاقة التعريفية.
التعريف بسميح القاسم: يعد أحد أهم أشهر " الشعراء العرب والفلسطينيين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والمقاومة في داخل الأراضي 48 مؤسس صحيفة كل العرب ورئيس تحريرها الفخري، عضوا في الحزب الشيوعي ولد لعائلة عربية فلسطينية في قرية الرامة فضاء عكا فلسطين عام 1939م، وتعلم في مدارس الرامة والناصرة وعلم في إحدى المدارس، كما أنه سجن أكثر من مرة بسبب نشاطه الشعري والسياسي وقد كان شاعرا مكثرا يتناول في شعره الكفاح ومعاناة الفلسطينيين ونشرت له مجموعات شعرية حازت على شهرة واسعة.
كتب عددا من الروايات، ومن بين اهتماماته إنشاء مسرح فلسطين يحمل رسالة فنية وثقافية عالية كما يحمل في الوقت نفسه رسالة سياسية قادرة على التأثير في الرأي العام العالمي.
1- صدر له أكثر من ستين كتابا في الشعر والقصة والمصرح.
2- ترجم عددا كبيرا من القصائد إلى اللغات الأجنبية.
3- حصل سميح القاسم على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية.
أراء بعض النقاد حول أعمال سميح القاسم:
صدرت عدة كتب ودراسات نقدية تناولت أعمال الشاعر وسيرته الأدبية ومن بينها سهيل كيون، الذي يلقبه ب هوميروس من الصحراء والدكتور المتوكل طه يرى أن سميح القاسم هو شاعر العرب الأكبر، ورقية ترى بأنه متنبي فلسطين…..الخ.( )
وعليه فإن سميح القاسم يعد الموسوعة الأدبية التي لا يمكن الاستغناء عنها والكاتب كان محقا في توجيه إهداءه غالى الشاعر سميح القاسم الذي بدأه مباشرة بحرف "إلى التي " تفيد " الغاية " فهي تشير في ذلك إلى غاية سميح قاسم في تحرير وطنه كما أن حرف " إلى " يكون كذلك بمعنى " عند " التي تحيل إلى مكانة الشاعر لدى العرب والمسلمين، أما عبارة " الشاعر الكبير " فهي تدل على تأثر وإعجاب الروائي بأعماله التي تحدى بها الاستعمار الإسرائيلي، بالإضافة الاتجاه الشيوعي الذي يتوافق مع إتجاه السارد
وعليه أصبح الشاعر سميح القاسم في نظر الكاتب بطلا لا يشق له غبار.
كما أن الكاتب قد تناص في إهدائه مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.
مناسبة هذا الحديث: قد جاء هذا الحديث ليسهم في تكوين التصور الواضح اتجاه هذه القضية، ويبين لنا كيفية التعامل مع المنكر حين رؤيته، لقد بين الحديث أن إنكار المنكر على مراتب ثلاثة: التغيير باليد، التغيير باللسان، والتغيير بالقلب وهذه المراتب متعلقة بطبيعة هذا المنكر ونوعه، وطبيعة القائم بالإنكار وشرحه فمن المنكرات ما يمكن تغييره بيده مباشرة، ومن المنكرات ما يعجز المرء عن تغييره بيده دون لسانه، والثالثة لا يمكن تغييرها إلا بالقلب فحسب".( )
فالروائي قد استبدل لفظة بقلبه بلفظة بقلمه، ومنه فإن إنكار المنكر بالقلب واجب على الجميع ولا يستثني أحد وأما بالقلم فهو يخص الطبعة المحققة.
وقد استبدل أيضا عبارة أضعف الإيمان بعبارة أقوى الإيمان وهذه الأخيرة تتعلق بطبيعة المنكر لأنه قد لا يستدعي اليد واللسان بخلاف عبارة أقوى الإيمان فهي تستدعيهما لإنقاذ الأمة العربية والإسلامية.
إن ربط هذا الإهداء المقتبس من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بالشاعر سميح من ورائه غاية وهي دعوة الشعب العربي إلى إنهاء المنكر الموجود في فلسطين.
د- وظائف الإهداء: إن للإهداء وظائف عدة من بينها:
1. غاية أخلاقية تربوية: تستهدف ذوي القربى ومن لهم حظوة خاصة لدى الكاتب.
2. غاية إيديولوجية: تتعلق بحالة الغليان الاجتماعي أو المد السياسي " وحالة الانكسارات التي عاشها ويعيشها الكاتب.
3. غاية البوح والمكاشفة: وهي تتعلق بالجانب الذاتي للكاتب.
4. غاية جمالية: وتعكس لنا تراوح الحساسية الأدبية بين التقليدية والجديدة انطلاقا من الصوغ اللغوي والرؤيا الشاعرية، وطبيعة إيراد التيمات المعبر عنها في هذه الإهداءات".( )
وإن الوظيفة المناسبة للإهداء في رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء هي وظيفة إيديولوجية لأن الكاتب يعالج القضية الاجتماعية والسياسية تخص الأمة العربية.
4-المقدمة: تعد المقدمة عنصرا مساعدا لاقتحام النص فهي ليست ضرورية مثل الغلاف والعنوان غير أن وجودها له أهمية.
ويعرفها جيرار جيينت " بأنها المصطلح الذي يشتمل المدخل والتوطئة والديباجة والحاشية والملخص والتمهيد والتقديم ".( )
أ- صيغ الخطاب المقدماتي: لقد وردت صيغ الخطاب المقدماتي من الناحية الشكلية على ثلاثة أنواع وتتمثل فيما يلي:
1- صياغة درامية: وهي عبارة عن مقدمة حوارية تصاحب النص، ويمثل لها جيرار جيينت بالمقدمة الحوار.
2- صيغ سردية: تتمثل بسرد ظروف تحرير النص أو بظروف اكتشافه ورفع القناع عن غفليته وبغيرها من الملابسات التي ترتبط بالنص، ويتدخل المقدم السارد لأجل بسطها للقارئ.
3-صيغة شعرية: وتتمثل في القصيدة الاستهلاكية، تمهد لمجموعة شعرية أو لعمل نثري".( )
والملاحظ في رواية الولي الطاهر يرفع يده بالدعاء أن المقدمة قد وردت بالصيغة السردية لأنها تسرد الأسباب والظروف التي دفعته لكتابتها.
ب- البنية المكانية في الخطاب المقدماتي: ويتوزع الخطاب المقدماتي على ثلاثة أنواع:
1-التقديمات: تحتل بعض الصفحات المختصة لها على رأس العمل، وذلك بغرض تهيئة وضعية تداولية تلائم انتظارات التأليف ولا تتعارض معها.
2-التذبيلات: وهي تحتل تحديد الموضع الختامي للعمل والتي تعتبر بحكم موضعها في نظر كثير من المؤلفين عنصر أكثر حفاء وتواضعا وهو يقصد بذلك لأنها ليست بالأهمية التي تأتي فيها في البداية.
3-التقديمات الداخلية: إنها المقدمات الداخلية.( )
جاءت المقدمة في رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء في البداية لأنها تحتل الصفحتين الأماميتين من الرواية وهذا دلالة على أهميتها في التعريف بمضمون النص.
جـ- البنية الزمانية في الخطاب المقدماتي: يرتبط بثلاث مناسبات تتعلق بالطبعات:
1- الطبعة الأولى: والتي ترتبط أولا بمناسبة صدور العمل، وانفتاحه في صيغة الكتاب على فضاء التداول والقراءة.
فالمقدمة تكتب بعد تحرير النص وفي ضوءه لمصاحبته في رحلة التلقي والتأويل بغية تهيئ ظروف الاستقبال الحسن وبهذا تأخذ الصفة الأصلية.
2- الطبعة الثانية: يسميها جيرارد جينيت بالمقدمة اللاحقة التي يستدرك عبرها المؤلف غياب المقدمة الأصلية.
3- الطبعة المتأخرة: "والمقدمة المتأخرة، هي المرتبطة بالطبعة الأصلية المتأخرة لعمل ظل مخطوطا لفترة طويلة أو عرفا متدرجا ".( )
وفي رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء ظهرت مقدمتها في الطبعة الأصلية ثم توالت ظهورها في الطبعات اللاحقة.
د- أنواع المقدمة: تكون المقدمة على ثلاثة أنواع وتتمثل فيما يلي:
1- مقدمة ذاتية: يوقعها المؤلف باسمه.
2- مقدمة غيرية: يقوم بإنجازها آخر، غير المؤلف أو العمل.
3- مقدمة عاملية: أن يكلف أحد شخوص العمل التخيلي خاصة بمهمة تقديم العمل".( )
وردت مقدمة رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء ذاتية لأن الكاتب كتبها بنفسه ويظهر ذلك من خلال استعماله للضمير أنا ويتجلى ذلك في قوله: " لم أكن إطلاقا أنوي كتابة رواية هذا العام".( )
هـ- وظائف المقدمة: هناك عدة وظائف للمقدمة.
1- أن تكون هذه القراءة ملائمة.
2- الحصول على قراءة.
3- استقطاب القارئ. ( )
وقد شملت رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء على هذه الوظائف التي عملت على جذب القراء واستقطابهم فهي إذا بمثابة بوصلة توصل محتوى النص إلى القراء بطريقة ملائمة.
وقد جاءت مقدمة رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء معنونة بتأشيرة العبور.
فهذا العنوان يحمل الكثير من الدلالات والمعاني.
5-البنية المعجمية: وقد جاءت معاني اللفظة تأشيرة في عدة معاجم العربية.
أ- في لسان العرب.
تَأْشِيرَة: جاءت من قبل الأشر، الأشر: المرح، والأَشْرُ، البطر، أشر الرجل، بالكسر يأشر أشرا، فهو أشير، وأشر، وأشرار: مرخ، وأشر الإنسان الأسنان وأشرها.
أَشَّرَ المنجل: أسنانه.
أَشَّرَتْ المرأة أسنانها تَأَشُّرِهَا.
التَّأْشِيرَة: ما تعض به الجرادة، التَّأْشِيرْ: شوك ساقيها.( )
وقد وردت معنى اللفظة تأشيرة في معجم لسان العرب بمعنى مرح، عض.
ب- في المنجد في اللغة العربية المعاصرة:
أََشَّرَ: وضع إشارات وعلامات: أشر مسلكا، وضع إشارة، علم الأشر كتاب بقلم الرصاص وقع " أَشَرَّ على الكتاب " وضع تأشيرة " أَشَرَ على جواز السفر".
تَأْشِيرَة: سمة توضع على جواز السفر تمنح حق دخول بلد أو خروج منه أو المرور به " تأشيرة دخول " تأشيرة ثانية: علامة ثانية.( )
وقد وردت لفظة تأشيرة في هذا المعجم بمعنى علامة أو سمة.
لفظة العُبُورْ هي الأخرى وردت بعدة معاني في المعاجم العربية.
أ- في لسان العرب: بمعنى عبر السبيل يعبرها عُبُورًا: شقها، وهم عابر وسبيل وعبارة سبيل وقوله تعالى: ولا جنبا إلا عابر سبيل، فسره فقال: معناه أن تكون له حاجة في المسجد وبيته بالبعد في حل معناه إلا المسافرين، لأن المسافر يعوزه الماء، وقيل: إلا مارين في المسجد غير مردين الصلاة، وعبر السفر يعبره عِبَرًا.
شقه عن اللحياني فن الشعري العبور، وهما شعريان: أحدهما الغميصاء وهو أحد كوكبي لأنها على إثر حفر المجرة، وهي شامية وتزعم العرب وجمل عبر الأسفار وسفر وعبر قوية على السفر تشق ما مرت به وتقطع الأسفار عليها.( )
قد وردت اللفظة العبور في معجم لسان العرب بمعنى السفر.
ب- المنجد في اللغة العربية والمعاصرة:
عُبُورْ قطع واجتياز من جهة إلى جهة " عبور نهر " مرور بضائع في بلد بطريقها إلى بلد أخر مجازا: اجتياز ومرور " الحياة عُبُورْ سبيل "
مَعْبَرْ ج، مَعَابِرْ: مسلك مكان العُبُورْ: مجاز، ممر، مقطع.( )
قد وردت لفظة عبور بمعنى في معجم المنجد في اللغة العربية والمعاصرة بمعنى قطع مرفأ عبور، عابر سبيل.
6- البنية التركيبية: تأشيرة العبور من حيث مبناه قصيرة البنية، تتكون من جملة أسمية أصلها مبتدأ وخبرها محذوفا وقد ورد المبتدأ مضافا.
7– البنية الدلالية: إن أول ما نقف عنده في هذا العنوان هو لفظة تأشيرة التي تدل على السفر وإن ارتباطها باللفظة العبور أكد هذا المفهوم ولكن الكاتب لا يقصد بها جواز السفر وإنما يقصد بها عقل الإنسان المعاصر الذي يتجسد في الشخص الولي الطاهر ورحلته الروحانية عبر الإعلام العربي ورداءته في نقل الأخبار التي لا تخدم الأمة العربية.
ونخلص في الأخير أن العتبات النصية لها دور كبير في التعريف بالنص المتلقي فالغلاف يعد أول ما يثير انتباه القارئ وذلك بفضل ما يحويه من الألوان جاذبة تحمل دلالات تساعد المتلقي على فهم النص وكذا الصورة التي تختصر الوقت والجهد على القارئ في معرفة مضمون نصه بالإضافة إلى الإهداء وكذا المقدمة التي تعد الصورة المصغرة عن النص.
الفصل الثالث:المقاربة الشعرية لعنوان:الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء.
1- البنية المعجمية:
أ- العنوان الرئيس
ب- العنوان الفرعي
2- البنية التركيبية:
أ- الجملة الإسمية
ب- الجملة الفعلية
3- البنية الدلالية:
أ- العنوان الرئيس:
1- مكانية العنوان
2- زمنية العنوان
3- شخصيات العنوان
ب- العناوين الفرعية:
1- التحديق في الزمن
2- التأرجح المتقاذف
3- العكس الأصح
4- رسالة من تحت السواد الدامس
5- ما نخاف
6- الإرهاب ينتصر
7- خذني معك
8- إنقلاب السحر
4- وظائف العنوان في رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء:
أ- الوظيفة التعينية
ب- الوظيفة الوصفية
جـ- الوظيفة الدلالية الضمنية المصاحبة
د- الوظيفة الإغرائية
5- التناص:
أ- التناص الداخلي
ب- التناص الخارجي
1- التناص مع القرآن الكريم
2- التناص مع التراث الصوفي
6- تعالق العنوان الرئيس مع العناوين الفرعية
أ- من الناحية الشكلية
ب- من الناحية المعجمية
جـ- من الناحية التركيبية
د- من الناحية الدلالية
هـ- من الناحية الوظيفية
تمهيد:
يعد العنوان من أهم العتبات النصية المحيطة بالنص، يساهم يساهم في توضيح دلالة النص واستكشاف معانيها الظاهرة والخفية، ولفهم معاني ودلالات عنوان رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء لابد من دراسته من ناحية البنية المعجمية والبنية التركيبية والبنية الدلالية، وكذا وظائفه وتناصه مع رواية الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي ومع القرآن الكريم، وكذا مع التراث الصوفي بالإضافة إلى تعالق العنوان الرئيسي مع العنوان الفرعي. ولفهم عنوان رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء لابد من قراءتها من ناحية البنية المعجمية.
1- البنية المعجمية:
أ- العنوان الرئيس: ونقوم بقراءتها على الشكل التالي:
الولي: وَليَ، وَليًا: تبعه مباشرة أو من غير فصل " الربيع يلي الفصل "، " ما يلي البدن من الملابس: " الثياب الداخلية " في ما يلي " في ما بعد أدناه، وَليَ، ولاَيَة: الشيء وعليه: ملك أمره وقام به: وُليَ: مُطرَ بالَوَلي: " وليت الأرض ".
ولاية سلطة شخص منتخب: " ولاية رئيس "، " ولاية نائب " مقاطعة، إقليم، قطر " الولايات المتحدة " مقاطعة تركية، ولاية، قوامة.( )
وَلاَءُ: وفاء، إخلاص، مناصرة، وَلِيَ، أولياء: مكلف بأمر أو مسئول عنه.
وَلَّى: في أسماء الله تعالى: الوَلِيُّ هو النَّاصِرُ، وقيل: المُتَوَلِي لأمور العالم والخلائق القائم بها، ومن أسمائه عز و جل: الوَالِي، الولاية تشعر بالتدبير والقدرة والفعل، وما لم يجتمع ذلك فيما لم ينطلق عليه اسم الوَالِي: ابن سيدة: ولى الشيء ووَلَّى عليه وِلايَة ووِلايَة وقيل الوِلايَة بالكسر الحطة كالإمارة، والوِلايَة: المصدر.
ابن السكيت، الوِلايَة بالكسر، السلطان، والولاية: النصرة، يقال: هم على وِلاية أي مجتمعون في النصرة.
الولاية التي بمنزلة الإمارة مكسورة ليفصل بين المعنيين ، وقد يجوز كسر الوِلايَة لأن في تولي بعض القوم جنسا من الصناعة والعمل، وكل ما كان من جنس الصناعة نحو القصارة والخياطة، فهي مكسورة، ولي: أمر واحد فهو وليه.
والوَلِيُّ: الصديق والنصير ابن الاعرابي: الوَلِيُّ، التابع، المحب.
والولي: ضد العدو، والولي: القرب والدنو، ولاية واحدة ولاية إذا كانوا عليك بخير أو شر، وداره وَلِيٌّ داري وتَوَلَّى عنه إذا أعرض والمُتَوَلِّي يكون بمعنى الإعراض ويكون بمعنى الإتباع "( )، وقد وردت هذه اللفظة أيضا في القاموس الصوفي.
الولي: من توالت طاعاته من غير تحلل معصية.
وقيل: من يلي الحق ويليه الحق يرفع الحجب ليسمع كلام الحق ويعيه.
وقيل: من تولَّى الحق حفظه وحواسه على الدوام والتوالي، فلم يخلق فيه الخذلان الذي هو تمكنه من العصيان، ثم إنه تعالى يديم له توقيفه، الذي هو تمكينه وإقداره على فنون الطاعات وكرائم الإحسان.
الولاية: مشتقة في الأصل من الولي والتوالي وهو الآن يحصل شيئان فصاعدا حصولا ليس بينهما ما ليس منهما، وحيث كان هذا هو معين القرب استعملت هذه اللفظة في القرب على اختلاف مفهومه النسبي منه والحقيقي والتوالي، وفي توالي الأمور ونحو ذلك وفي لسان التحقيق هو بمعنى القرب أيضا، وذلك لما علمته في باب النبوة من كون الولاية عبارة عن التحقق بحقيقة النقطة الإعتدالية( ):
وقد جاءت عدة معاني ترمز إلى اللفظة الولي: الناصر، الصديق، القرب….الخ.
بالإضافة إلى لفظة الطاهر: أولا في معجم المنجد في اللغة العربية المعاصرة.
الطاهرة: جاءت من فعل طَهَرَ طَهرا وطاهرة صار خاليا من النجاسة: "طهر الثوب " طهارة نقاوة: "طهارة الماء " براءة "طهارة الطفولة " عفة، عفاف، نقاوة الدنس.( )
أولا: وفي معجم الوسيط:
طَهَرَ: طُهْرًا، وطَهَارَة نقي من النجاسة والدنس. طَهَّرَ الشيء بالماء وغيره جعله طَاهِرًا. أََطْهَرَ: تَطَهُّر، مطاوع طهره وطَهُرَ، الطاهر: النقي يقال: خلان الطاهر الثوب أو الذيل أو العرض، الطهارة: فضله ما تَطَهَّرَت به، الطهارة: حرفه من يطهر الأولاد، الطُّهْرُ: الخلو من النجاسة.
الطُّهْرُ: الطَّهَارَة يقال: رجل طَهِرُ، الحلق (ج) أَطْهَارُ.
الطَّهُورُ: الطاهر في نفسه المُطَهَّرُ لغيره. فكل طهور طَاهر ولا العكس.( )
قد وردت عدة معاني في لفظة الطاهر لكنها تحمل دلالة واحدة وهي النقاء.
ثانيا: في القاموس الصوفي:
الطَّاهِرُ من الطَّهَارة: هي التخلي عن رذائل الأخلاق ليصبح التخلي بحميدها وتارة يعبر بالطهارة عن مجموع الأمرين.( )
لقد وردت لفظة الطاهر في عدة معاجم عربية تحيل كلها إلى معنى واحد هو النقاء من النجاسة، اللفظة يرفع في لسان العرب.
رَفَعَ: في أسماء الله تعالى الرَّافِعُ: هو الذي يرفع المؤمن بالإسعاد والأولياء بالتقرب والرَّفْعُ، ضد الوضع، رفعته فارتفع فهو نقيض الخفض في كل شيء، رَفَعَهُ يَرْفَعَهُ رَفْعًا ورَفُعَ هو رَفَاعَة وارتفع.
والمِرْفَعُ: ما رُفِعَ به، وقوله تعالى في صفة القيامة " خافضة رافعة " قال الزجاح المعنى أنها تخفيض أهل المعاصي وترفع أهل الطاعة، ويقال ارتفع الشيء ارتفاعا بنفسه إذا علا.( )
اللفظة " يَرْفَعْ " في معجم مقاييس اللغة.
رفع الراء والفاء والعين أصل " واحد " يدل على خلاف الوضع: رَفَعْتُ الشيء رَفْعًا وهو خلاف الخفض، ومَرْفُوع الناقة في سيرها خلاف الموضوع.
من باب الرَّفْعُ: تقريب الشيء. قال الله عزوجل ثناؤه " وفرش مرفوعة " أي مقربة لهم ومن ذلك قوله رفعته للسلطان، ومصدر ذلك الرَّفْعَانُ للناقة إذا ارتفعت الياء في ضرعها هي رافع.( )
بالإضافة إلى لفظة اليدين هي الأخرى وردت في معجم لسان العرب يديه: يدي اليد: الخف وقال أبو اسحاق: اليد من أطراف أصابع إلى الكف، وهي أنثى محذوفة اللام وزنها فعل يدي، فحذفت الياء تخفيفا فاعتقبت حركة اللام على الدال، والنسب إليه على مذهب سبويه يَدَوِيٌ، والاخفش يخالفه فيقول: يَدَيٌّ، كنَدِيٌّ، والجمع أَيْدٍ.
وقال ابن جني: أكثر ما تستعمل الأيادي في النعم في الأعضاء.
أبو الهيثم: اليد اسم على حرفين، وما كان من الأسامي على حرفين وقد حذف منه حرفا فلا يرد إلا في التصغير أو في التثنية أو الجمع وربما لم يرد في التثنية، ويثنى على اللفظ الواحد: وقال بعضهم واحد الأيادي يَدًا كما ترى مثل عصا و رَحًا ومنًا، وثم ثنوا فقالو يَدَيَانِ ورَاحَيَانِ ومِنْوَانِ( )، وكذلك بالنسبة للفظة الدعاء.
دُعَاء: دَعَا: قال تعالى: " وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين "، قال أبو اسحاق: أُدْعُوا من استدعيتم طاعته ورجوتم معونته في الإتيان بسورة مثله، وقال الفراء وادعوا شهداءكم من دون الله، يقول: ألهتكم يقول استغيثوا بهم، وهو كقولك للرجل إذ ألقيت العدو خاليا فادع المسلمين، ومعناه استغث بالمسلمين، فالدعاء هنا بمعنى الاستغاثة وقد يكون الدعاء عبادة، إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم، وقول بعد ذلك: فادعوهم فليستجيبوا لكم، يقول: ادعوهم في النوازل التي تنزل بكم إن كانوا آلهة كما تقولون يجيبوا دعاءكم، فإن دعوتهم فلم يجيبوكم فأنتم كاذبون، إنهم آلهة، معنى الدعاء لله على ثلاثة أوجه، فضرب منها توحيده والثناء عليه، الضرب الثاني، مسألة الله العفو والرحمة وما يقرب منه كقولك: اللهم اغفر لنا، الضرب الثالث: مسألة الحظ من الدنيا كقولك اللهم ارزقني مالا وولدا، وإنما سمي هذا جميعه دعاء لأن الإنسان يصدر في هذه الأشياء بقوله: يا لله بالرحمن فلذلك سمي دعاء، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الدعاء هو العبادة، ثم قرأ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ".( )
لقد جاءت عدة معاني تحيل إلى لفظة الدعاء ومن بينها الاستغاثة، العبادة.
بالرغم من قراءتنا للبنية المعجمية للعنوان الرئيسي غير أنها غير كافية لفهم النص لذا وجب علينا أيضا قراءة البنية المعجمية للعنوان الفرعي.
ب-العنوان الفرعي:
1. التحديق في الزمن: قد وردت معاني هذا العنوان في عدة معاجم عربية كما انه يتكون من ثلاثة مفردات وكل مفردة تحمل معاني عدة.
أولا: التحديق: التحديق: حَدَّقَ به الشيء وأَحْدَقَ: استدار، وحدق فلان الشيء بعينه يُحَدِّقُ حَدَقًا إذ نظر إليه، وحَدَقَ الميت إذا فتح عينيه وطرف بهما، والحُدُوقْ: المصدر، ورأيت الميت يحدق يمنة ويسرة أي يفتح عينه وينظر، والحَدْلَقَة بزيادة اللام مثل التحديق وقد حَدْلَقَ الرجل إذا أدار حدقته في النظر والحِدْقُ: الباذنجان حَدَقَهُ، شبه بِحِدْقِ المها.( )
ثانيا: حرف في بمعنى: حرف جر يدل على الظرفية المكانية أو الزمانية، " في ساعة " بمعنى ب " عذبت المرأة في هرة حبستها، لفظ علامة الضرب في الحساب " ثلاثة في أربعة " بمعنى التعليل.( )
ثالثا: الزَمَن: الزُّمْنُ والزَّمَانُ: اسم لقليل الوقت وكثره، الزُمَن والزمان العصر، والجمع أَزْمِنَة وأَزْمَان وأَزْمِنَة، وزَمِنَ زَاِمنٌ شديد وأُزْمِنَ الشيء، طال عليه الزمان واسم عن ذلك الزمن والزُمنَة، قال أبو هيثم: أخطأ سَّمر، الزمان، زمان الرطب والفاكهة. وزَمَانُ الحَرّ والبرد، قال: ويكون الزَّمَان شهرين إلى ستة أشهر والدهر لا ينقطع، قال أبو منصور: الدهر عند العرب يقع على الوقت زمان من الأزمنة وعمر مدة الدنيا كلها.
وقال: وسمعت غير واحد من العرب.
والزمان يقع على فصل من فصول السنة وعلى مدة ولاية الرجل وأشبه زَمِنَ بِزْمِنُ زَمَنًا وزُمْنَة وزمانة، فهو زمن والجمع زَمَنُونْ، وزَمَنِينْ، والجمع زمنى لأنه جنس للبلايا التي يصابون بها ويدخلون وهم لها كارهون.( )
وردت لفظة الزمن في معجم لسان العرب حملت عدة معاني منها: سمر، الوقت.
أما العنوان الثاني والذي يتكون من مفردتين.
أولا: التَّأَرْجُح: جاءت من فعل رَجَحَ، رُجُوحًا ورُجْحَانًا ورَجَاحَة: مال بالموزون " رَجَحَت كفة ميزان على أخرى " ثقل " رَجَحَ حمل " اكتمل: رَجَحَ عقله أغلب على غيره: " أَرْجَحَ رأيه " زاد على ستخص في الرزانة وتَأَرْجَحَ: تَرَجَّحَ تذبذب " تأرجحت ثريا " تحرك كالأُرْجُوحَة: " تَأَرجَحَتْ خشبة " اهتز كراكب أُرْجُوحَة: " تَأَرْجَحَ فلان " " تَأَرْجَحَ نصره " لم يكن أكيدا حاسما، مال إلى فريق ثم إلى أخر.
تَأَرْجَحَ: مصرا تذبذب خطران: " تأرجح رقاص الساعة ".( )
ثانيا: لفظة المُتَقَاذِف: جاءت من فعل: قَذَفَ بالشيء يَقْذِفُ قَذْفًا فَأنْقَذَفَ رمى والتَّقَاذُفْ الترامي، والقَذْفُ بالحجارة رمى بها بقوة، مُتُقَاذِفَة: سريعة، مُتَقَاذِفْ سريع القَذَاف سرعة السير.( )
وقد وردت لهذه اللفظة عدة معاني من بينها رمى، قبض، سريع.
العكس الأصح: قد ورد لهذا العنوان عدة معاني في المعاجم العربية كما أنه يتكون من لفظين. ولفظة العكس في معجم لسان العرب: عَكَسَ الشيء يَعْكِسُهُ عَكْسًا فانعكس: رد أخره على أوله. والعَكْسُ أن تعكس رأس البعير إلى يده بخطام تضيف بذلك عليه عكس الشيء، جذبه إلى الأرض، وتعكس الرجل: مشى مشيء الأفعى، عَكَّاس تأخذ بناصية ويأخذ بناصيتك، وعكسه إلى الأرض جذبه.( )
قد أخذت هذه اللفظة عدة دلالات في معجم لسان العرب منها رد، جذب.
ثانيا: في منجد في اللغة العربية المعاصرة:
عَكَسَ: قَلَبَ الترتيب المألوف للكلمات الجملة تقديما وتأخيرا تغير اتجاه تيار كهربائي " ما هو مخالف ومضاد العَكْسْ " ما هو مخالف الشيء، ومتعارضا تماما معه: " عكس المنطق السليم ".
عكس الحقيقة فلسفة جان جاك روسو هي شبه "عكس فلسفة هوبس ". شخص مختلف على أخر، لا يشبه في الطبع " إنه عكس أخيه ": عَكَسَ في اتجاه مُعَاكِسْ.( )
قد جاءت عدة معاني تحيل إلى معنى لفظة العكس في هذا المعجم ومن بينها مخالف ومضاد … الخ.
بالإضافة إلى اللفظة الأصح: هي الأخرى تحمل عدة دلالات في المعاجم العربية.
أولا: اللفظة الأصح في معجم لسان العرب:
أَصَحَ الرجل: فهو مُصِحٌ: صَحَ أهله وماشيته، صَحِيحًا، كان أو مريضا وأَصَحَ القوم أيضا، وهم مُصِحُون إذا كانت قد أصابت أموالهم كاهنة ثم ارتفعت.( )
ثانيا: اللفظة الأصح في منجد اللغة العربية المعاصرة.
أَصَحَ " فعل تفضيل بمعنى أكثر صِحَة من " هو أَصَحُ منك " المعنى الأكثر سلامة والأفضل " " قولك" أَصَحُ من قوله " إلى الأعلى الأَصَحُ في الغالب " وعلى الأَصَحِ " وبكلام أدق وأكثر ضبطا بكلام أفضل " إن رسالة أو على الأَصَحِ رسالته الشعرية".( )
وقد وردت عدة معاني تحيل إلى معنى لفظة الأصح في هذا المعجم ومن بينها أكثر أدق… الخ .
رسالة من تحت السواد الدامس: هذا العنوان سندرسه من الناحية المعجمية على الشكل التالي وهو ينكون من خمسة ألفاظ.
أولا: رِسَالَة من فعل رَسَلَ: رَسْلا، كان طويلا مُسْتَرْسِلا: رسلا الشعر رسالة، ج رَسَائِل ورقة مكتوبة، تظرف عادة وترسل إلى شخص لإعلامه بشيء ما، كتاب مكتوب، كتب رسالة إلى صديق ".
تبليغ إعلام بشيء: بلغ إلى فلان رسالة " هدف معين وواجب مرسوم: " رسالة جامعية".( )
وقد وردت هذه اللفظة بمعنى ورق مكتوب.
ثانيا: من حرف الجر: من معانية الدلالة على عدد دال على مادة " قطعة من خشب " حرف جر يفيد الغاية في المكان والمجاورة، الابتداء في المكان والزمان التبغيض التفصيل.( )
ثالثا: تَحْتَ: ظرف مكان يدل على وضع في الأسفل بالنسبة إلى ما هو فوق أسحق شيئا تحت قدميه " وهي تلزم الإضافة، وإذا قطعت عنها بنيت على الضم جاء من تحت أنا على يقين أنه مختبئ تحت لا يوجد أحد تحت " وتأتي للدلالة على السبب فعل ذلك تحت تأثير الغضب وبمعنى على وتدل على شرط مسؤوليتك " وبمعنى في، تحت تحصيل " تحت الطبع تحت الأحمر، تطلق على إشعاعات حرارية مظلمة، أقل قابلية للانكسار من الأشعة الحمراء.( )
وقد وردت عدة معاني تحيل إلى معنى لفظة تحت وهي تتمثل في ظرف مكان، الزمان السبب.
رابعا: السواد: سود: السَّوَاد: نقيض البياض، سَوِدَ وسَادَ، أَسوَدُ ِاسْوِدَادًا واِسْوَادٌ اِسْوَيْدَادًا ويجوز في الشعر اسْوَأَدَّ تحذف الألف لئلا يجمع بين ساكنين، وهو أَسْوَدْ، والجمع سُودْ وسُودَانٌ، سَوَّدَهُ: جعله أَسْوَدَ، والأمر منه اِسْوَادَدْ، وإن شئت أُدغمت وتصغير الأسود أُسَيَّدُ، وإن شئت أُسَيُّودٌ أي قد قارب السَّوَادْ، والنسبة إليه أُسَيَّدِيٌ، بحذف الياء المتحركة وتصغير الترخيم سُؤَيْدٌ، وساودتُ فلانا فسدته أي غلبته بالسواد من سواد اللون، السَّوَادُ والأُسُودَاتُ والأَسَاوِدُ: جماعة من الناس، وقيل: هم الضروب المتفرقون وفي الحديث: أنه قال لعمر رضي الله عنه: أنظر إلى هؤلاء الأَسَاوِدُ حولك أو الجماعات المتفرقة.( )
وهنا السواد ورد بعدة معاني منها، غلبته، جماعة من الناس.
خامسا: الدامس: من دَمَسَ: دَمَسَ الظلام وأَدْمَسُ وليل دَامِسٌ إذا إشتد وأظلم، وقد دَمَسَ الليل يَدْمُسُ ويُدْمَسُ دَمْسًا ودُمُوساً وأَدْمَسُ، واظلم، وقيل: إختلط ظلامه وفي كلام مسيلمة والليل الدَّامِسُ هو الشديد الظلمة ودَمَسَهُ يَدْمُسُهُ، ويَدْمِسَهُ دَمْسًا دفنه، ودمَّسَ الخمر: أغلق عليها.
والتَّدْمِيسُ: إخفاء الشيء تحت الشيء.
والمُدَّمَّسُ: المُتَخَبِؤُ: ودَمَسْتُ الشيء، دفنته وخبأته، وكذلك التدميس ودَمَّسَ الشيء: أخفاه ودَمَّسَ عليه الخبر دَمْسًا: كتمه البتة.( )
وقد وردت عدة معاني تحيل إلى لفظة الدامس منها أظلم، إختلط ظلامه، الخمر المتخبؤ دفنته.
بالإضافة إلى العنوان ما نخاف حيث نقوم باستخراج معانيه وذلك من معجم المنجد في اللغة العربية المعاصرة، ويتكون من لفظين:
أولا: ما تكون حرفيه نافية " ما هذا بشرا "، وزائدة: ومصدرية "ضاقت عليهم الأرض بما رحبت إلى أي برحبها " وقد يلحظ الوقت مع المصدرية فيقال لها مصدرية ظرفية " نحو " " وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيا " وتكون اسم موصول وتكون ما الاسمية مع الفعل في التأويل المصدر: المصدر تكون اسما للتعجب " ما الاسمية " للإبهام( ). ولقد ورد هذا الحرف بعدة دلالات.
ثانيا: خَوفُ: خافَ: خَوفًا وخِيفَة ومَخافَة: ارتعب وارتاع، الحسر، يفزع، " خاف أمام تهديدات "، " لما رأى الجنود حوله أصفر لونه وخاف "
اعتبر خطرا مضرا أو مؤذيا يفتزع منه، شعر بنوع من الإضراب بسبب توقع مكروه أو اقترابه، خاف الأشرار، خاف الموت، خاف الطفل الكلب ".( )
قد جاءت هذه اللفظة محملة بعدة معاني منها خيفة، ارتاع ارتعب، يفزع.
كما أن هذا العنوان والمتمثل في الإرهاب ينتصر، يتكون من مفردتين:
أولا: في معجم تاج العروس:
الإرهاب: من رَهَبَ، يَرْهَبُ أرهبته وتَرَهُّبًا بالضم والفتح ورَهَبًا بالتحريك أي أنه فيه ثلاث لغات أو رُهْبَانًا بالضم وبحرك، الأخيران نقلهما الصغاني أي (خاف ) ومع تحرر لهما حزم به صاحب، كشف (الكشَّاف )، ورَهِبَهُ رَهْبًا: خافه (والاسم ): الرُّهْبُ بالضم والرَّهْبَنِيُ بالفتح (ويضم ويمدان، ورَهْبُوتِي ورَهَبُوتُ ).
والتَّرَهُبُ: التعبد وقيل: التعبد في صومعة، وقد تَرَهَّبَ الرجل إذا صار رَاهِبًا يخشى الله تعالى.
رَهَّبَ الجمل نهض ثم برك من ضعف بصلبه. والرُّهْبُ بالرُّهْبَتَى ( الناقة المهزولة )
ومن ابن الاعرابي (اَرْهَبَ) الرَّحل إذا ضلال رَهْبَةٌ تحمه. والآَرْهَاب: بالفتح: مالا يصيد من الطير. والإِرِهَاب بالكسر الإزعاج والإخافة، يقول ويقشعر الإرهاب، إذا وقع منه الإرْهَابُ والإرهابُ أيضا.
وقد أَرْهَبُ هو المجاز " ومن المجاز " أيضا قولهم: لم أرهب بك أي أم أستبرب.( )
ثانيا: في مقاييس اللغة:
رَهَبَ الراء والهاء والباء أصلان: أحدهما يدل على خوف والأخر على دقة وخفة.
فالأول الرُّهْبَة: يقول رَهَبْتُ الشيء رُهْبانًا ورَهَبًا ورَهْبَةً، والتَّرَهُبَ ،التّعبد، ومن الباب الإرهاب، وهو قدح الإبل من الحوض وذيادوها.
والأصل الأخر الرُّهْبَ: الناقة المهزولة، الرهاب، الزقاق من النضال، واحدا رهبا والرّهَابَ: عتم في الصدر مشرف على البطن مثل اللسان.( )
وقد حملت لفظة الإرهاب عدة معاني سواء في معجم تاج العروس أو مقاييس اللغة تحيل إلى دلالتهما.
ينتصر: نَصَرَ: النَّصرُ: عون المظلوم وفي الحديث: أُنْصُرْ أخاك ظالما أو مظلوما وتفسيره: أن يمنعه من الظلم: أن وحده ظالما، وإن كان مظلوما أعانه على ظالمه.
والأنصار: جماعة النَّاصِرِ، وأنصار النبي صلى الله عليه وسلم أعوانه واِنْتَصَرَ الرجل انتقم من ظالموه، النَّصِيرُ والنَّاصِرُ واحد وقال الله عزوجل " نعم المولى ونعم النَّصِيرُ" الآية 40، سورة الأنفال.
والنُّصْرَة: حسن المعونة وقال عزوجل " من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة " الآية 15الحج: المعنى من ظن من الكفار أن الله لا يظهر محمدا من خالفه فليختنق غيضا حتى يموت لحمدا، فإن الله يظهره ولا ينفعه مؤونة خنقا والهاء في قوله تعالى " أن لكن ينصره " للنبي صلى الله عليه وسلم: وتَّنَصَّرَ: دخل في النَّصْرَانِيَة ونَصْرُونَة: قرية بالشام، ويقال: نَصَرَى، ونَصَرَ الغيث البلاد: أرواها( ). نلاحظ ورود اللفظة ينتصر بعدة معاني تحيل إلى دلالاتها.
بالإضافة إلى العنوان خذني معك فهو الأخر قد جاءت معاينة في معجم لسان العرب.
خذني: من فعل أَخَذَ: الأَخْذُ: خلاف العطاء وهو أيضا التناول، أَخَذْتُ الشيء أَخَذَهُ أَخْذًا: تناولته وأَخَذَهُ يَأْخُذُ أَخْذًا والإِخَذُ بالكسر: الاسم، وإذا أمرت قلت خُذْ، وأصله أُوخَذُ إلا أنهم استثقلوا الهمزتين، فَخُذُو هنا تخفيفا.
خُذِ االخِصَامَ، وخُذْ بالخصام بمعنى: والتَّأخَاذُ: تفعال من الأخذ وقيل للأسير: أَخِيذٌ.
وقد آَخِذَ فلان إذا اسر الأَخيذُ: المَأْخُوذْ والأَخِيذْ: الأسير والأَخِيذَة: المرأة السبي وأَخَذَهُ بذنبه مُؤَاخَذَةُ:عاقبه. أَخَذَ فلان بذنبه أي حبس وجوزي عليه وعوقب به.( )
بالإضافة إلى لفظة مع: التي وردت بعدة معاني في معجم لسان العرب.
مَعَ بتحريك العين: كلمة تضم الشيء إلى الشيء وهي اسم معناه الصحبة واصلها مَعًا وذكرها الأزهري في المعتل قال: محمد بن اسري الذي يدل على أن مع اسم حركة أحده مع تحرك ما قبله ، وقد يكسر وينون: نقول: جاؤوا معا الأزهري في ترجمة مَعًا: قال الليث كنا مَعًا معناه كنا جميعا.
وحكى الكسائي عن ربيعة: وغنم أنهم يسكنون العين من مع فيقولون مع القوم ومع ابنك وبعضهم يقول ومع ابنك ،أما من فتح العين مع الألف واللام فانه بناه على قولك كنا مَعًا ونحن معا، فلما جعلنا حرف وأخرجتها من الاسم حذف الألف وترك العين على فتحها فقال مع القوم ومع ابنك.( )
فهذه اللفظة قد حملت عدة معاني التي تحيلها إلى دلالتها.
والعنوان الانقلاب السحر يتكون من مفردتين.
الانْقلاَب: قَلَبَ: القلْبُ: تحويل الشيء عن وجهه، قَلَبَهُ، يَقْلِبُهُ، قَلْبًا، وأَقْلَبَهُ: الأخره عن اللحياني: وعن ضعيفه وقد اِنْقَلَبَ، وقَلَبَ الشيء وقَلَبَهُ حوله ظهر البطن، وتَقَلَّبَ الشيء ظهر البطن، وتَقَلَّبَ في الأمور وفي البلاد، وقَلَبَ الأمور بحثها ونظر في عواقبها وقَلَبَ المعلم الصبيان بقلبهم، أرسلهم ورجعهم إلى منازلهم، وأقلبهم: لغة ضعيفة.
أقلبهم أي " صرفهم إلى منازلهم، الانقلاب إلى الله عزوجل المصير إليه والتحول.
المُنْقَلَبْ يكون مكانا ويكون مصدرا، مثل المنصرف والمنقَلَب مصير العباد إلى الآخرة.
الانقلاب من السفر: والعودة إلى الوطن يعني أنه يعود إلى بيته فيرى ما يحزنه الانقلاب الرجوع مطلقا ".( )
جاءت هناك عدة معاني تحمل معنى لفظة الانقلاب منها العودة والتحول.
كما أن لفظة السحْرُ التي تعني في معجم لسان العرب: السّحْرُ: عمل تقرب فيه إليه الشيطان وبمعونة منه. السِّحْرْ: البيان في فطنة.
وقال الأزهري: وأصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره فكان الساحر لما أدى الباطل في صورة الحق. السِّحْرُ: الخديعة، السَّحْرُ: الفساد.
والسَّحَرُ والسّحَر: آخر الليل، وج أَسْحَار والسَّحَرَةُ.
أسَّحَر: السَّحَرُ: أسواد القلب.( )
جاءت هناك عدة معاني تحيل إلى دلالة هذه اللفظة.
بالإضافة إلى ويل العراق يا مويليه يعد آخر العنوان في هذه السلسلة ويتكون من المفردات التالية التي نتطرق إلى دراستها معجميا.
وَيْلٌ: وَيْلُ: كلمة مثل وَيْلُ إلا أنها كلمة عذاب، يقال: ويله ووَيْلَكَ، ووَيْلِي، وفي الندبة وَيْلاهُ. وقد تدخل عليه الهاء فيقال وَيْلَهُ.
والوَيْلُ: علول الشبر، والوَيْلَة: الفضيحة والبلية، وقيل: هو تفجح، وإذا قال القائل: واوَيْلَتَاه فإنما يعني وافضيحتاه وكذلك تفسير قوله تعالى: " يا ويلتنا ما لهذا الكتاب " قال: وقد تجمع العرب الوَيْلُ، بالويلات، ووَيْلَهُ، ووَيْلَ له: إكثار له من ذكر الويل، وهما يتوايلات ووَيْلُهُ ووَيْلَ هو: دعا بالوَيْلُ لما نزل به.
الويل " الحزن والهلاك والمشقة من العذاب، وكل من وقع في هلكة دعا بالوُيْلِ ومعنى النداء فيه يا دزني ويا هلاكي ويا عذابي أحضر فهذا وقتك وأوانك: فكأنه نادى الويل أن يحضره لما عرض له من الأمر الفضيع وهو الندم على ترك السجود لأدم عليه السلام.( )
وفهذه اللفظة تحمل عدة دلالات من بينها: الفضيحة، البلية، تفجح، الحزن الهلاك.
العراق: عَرَقَ: العِرْقُ، ما جرى من أصول الشعر من ماء الجلد اسم للجنس لا يجمع هو في الحيوان أهل وفيها سواد مستعار، عَرَقَ، عَرْقًا ورجل عَرَقَ يسيل العَرَقُ وعَرَقَ الحائط عَرْقًا: نَدِيَ وعَرَقُ الزجاجة: ما تنتج به من الشراب وقيل غيره مما فيها.
وعَرَقُ التمر: دبسه، وناقة دائمة العرق، وقيل دائمة اللبن.
وعِرْقُ كل شيء: أصله، قال الجوهري: أَعْرَقَ الرجل أي صار عريقا. وهو الذي له عُرُوقُ في الكرم، يقال ذلك في الكرم واللؤم جميعا.
العِرَاقُ تقارب الجزر: يضرب مثلا لأمر يقال: لأمره عراق إذا استوى وليس له عراق
والعِرَاقُ: شاطئ الماء، وحضر بعضهم به شاطئ البحر، والجمع كالجمع.
والعِرَاقُ: من بلاد فارس، مذكر سمي بذلك لأنه شاطئ دجلة، وقيل عراق لقربه من البحر وأهل الحجاز يسمون ما كان قريبا من البحر عِرَاقًا، وقيل سمي عِرَاقًا لأنه استكف أرض العرب، وقيل سمي به العجم، سمته إبرار شهر معناه: كثير النخل والشجر، فعرب فقيل عِرَاق.( )
إن كلمة عراق تحمل عدة إيحاءات قد تحيل إلى البلد عرق …الخ.
بالإضافة إلى كلمة مويليه: وَلِي يَلِي: وَلِيًا: فهو وَالِي، والمفعول مَوْلِيٌ، وَلَى فلانا: دنا منه وقرب: جلست مما يليه. ومُتَوَلِي " اسم فاعل من تَوَلَى من يَتَوَلَى أمر الأوقاف وتدبيرها ويقال له أيضا قيم، ومُوَالٍ: اسم فاعل من والي مخلص لحزب أو حكومة ما خاصة خلال فترة حرب أو انقلاب ثوري.
ومَوَالاه: مصدر وَالِي: أن يعاهد شخص شخصا أخر.
ومَوَالِيًا: فن مستحدث من فنون الشعر: ينظم باللغة الملحونة التي تستلزم تسكين أواخر الكلمات، ولا يتقيد أحيانا بقافية واحدة ولا يروي واحد، بل ينوع بينها.
المُوَالِيًا: نوع من الشعر العامي: مَولَويُ: ج مَوْلَوِيَّة: اسم منصوب إلى مولي درويش زاهد أو عالم.( )
قد حملت هذه اللفظة عدة معاني لها دلالات مختلفة منها، قرب، الفن، العالم زاهد.
2-البنية التركيبية: إن البنية التركيبية تخص مجال النحو وقد عرفها ابن جني في قوله " هو انتحاء سمت كلام العرب في تصرفه من الإعراب وغيرها كالتثنية والجمع والتحقير والتكسير والإضافة والنسب التركيبية وغير ذلك ".( )
نفهم من هذا التعريف أنه قد جمع بين علم التركيب والصرف وأيضا عرفها الشريف الجرجاني " هو علم بقوانين يعرف بها أحوال التراكيب العربية من الإعراب والبناء وغيرها …".( )
ولعله يقصد بذلك أن " موضوع النحو هو الكلمات وما يعرض لها في تركيبها في مقابل علم الصرف الذي يدرس الكلمات ".( )
والجملة باعتبارها " الوحدة اللغوية الرئيسية في عملية التواصل ".( ) وكما اختلف النحاة حول تعريفها وانقسموا إلى فريقين:
الفريق الأول: يرى أن الجملة والكلام هما اسم لشيء واحد وهذا ما يؤكده ابن جني في كتابه الخصائص " أما الكلام فكل لفظ مستقل بنفسه مفيد لمعناه وهو الذي يسميه النحويون الجمل، نحو زيد أخوك، وقام محمد "( ). إذن الجملة في نظر الفريق الأول مساوية للكلام.
أما الفريق الثاني: يرى أنه يوجد فريق بين الكلام والجملة ". وذلك انطلاقا من شرط الإفادة، لأن شرط الكلام أن يكون مفيدا بخلاف الجملة فلا يشترط فيها الإفادة".( )
فالكلام إذن جزء من جملة وليس مساويا لها في هذا الفريق.
وقد اختلف النحاة أيضا حول أنواعها فمنهم من يرى أنها على أربعة أنواع " اسمية وفعلية وظرفية وشرطية " ( ). ومنهم من يرى أنها ثلاثة " اسمية وفعلية وظرفية " ( ).
وأول ما نتطرق إليه جملة اسمية باعتبارها أكثر حضورا في العنوان الرئيس وكذا العناوين الفرعية في رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء.
أ- الجملة الاسمية: وهي " ما كانت مؤلفة من مبتدأ وخبر"( ) وقد وردت على عدة أنماط.
النمط الأول: مبتدأ + خبر + فعل وفاعل + مفعول به + جار ومجرور.
وقد ورد في هذا النمط في العنوان الرئيس لرواية.
العنوان الرواية الصفحة
الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء
إن البنية التركيبة في العنوان الرئيسي قد ورد هذا العنوان من حيث مبناه طويل ويتكون من خمسة مفردات وجاء مبتدأها معرفا وخبرها محذوف مقدرا ( مرفوع ).
النمط الثاني: مبتدأ + خبر مح + جار ومجرور.
وقد ورد هذا النمط في العنوان الفرعي في رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء.
العنوان الرواية الصفحة
التحديق في الزمن الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء 9
وقد ورد المبتدأ معرفا والخبر محذوفا مقدرا " موجودا "
النمط الثالث: مبتدأ + خبر + مضاف إليه + منادى.
وقد ورد هذا النمط في العنوان الفرعي، كما هو موضح في الجدول التالي:
العنوان الرواية الصفحة
العكس الأصح الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء 25
إن البنية التركيبية في هذا العنوان قد ورد مبتدأ معرفا وخبر معرفا.
النمط الرابع: مبتدأ + خبر + جار ومجرور + مضاف إليه.
وقد جاء هذا النمط في العنوان الفرعي، كما هو مبين في الجدول التالي:
العنوان الرواية الصفحة
رسالة من تحت السواد الدامس الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء 29
قد ورد المبتدأ نكرة والخبر شبه جملة.
النمط الخامس: مبتدأ + خبر + فعل.
قد ورد هذا النمط في العنوان الفرعي، كما هو موضح في الجدول التالي:
العنوان الرواية الصفحة
الإرهاب ينتصر الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء 91
قد جاء مبتدأ نكرة و الخبر محذوف مقدرا ( منتصر ).
النمط السادس: مبتدأ + خبر + مضاف إليه.
وقد ورد هذا النمط في العنوان الفرعي كما هو واضح في الجدول:
العنوان الرواية الصفحة
إنقلاب السحر الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء 107
قد جاء المبتدأ نكرة والخبر محذوفا مقدرا " موجود ".
النمط السابع: مبتدأ + خبر مح + مضاف إليه + منادى.
وقد جاء في العنوان الفرعي كما هو مبين في الجدول التالي:
العنوان الرواية الصفحة
ويل العراق يا مويليه الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء 111
والملاحظ في الجدول أن البنية التركيبية لهذا العنوان أن المبتدأ نكرة وخبره محذوفا.
إن أغلب عناوين الرواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء أنها وردت على شكل جملة اسمية واتخذت عدة أنماط.
ب – الجملة الفعلية: وهي كل جملة صدرها فعل " وقد وردت على نمط واحد في رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء.
النمط الأول: فعل + مفعول به + جار ومجرور.
وقد جاء في هذا النمط العنوان الفرعي للرواية كما هو واضح في الجدول( ):
العنوان الرواية الصفحة
خذني معك الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء 101
قد وردت البنية التركيبية لعنوان خذني معك، فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره (أنت).
إن الجملة الاسمية هي التي فرضت وجودها على مستوى عناوين رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء من الناحية البنية التركيبية.
3- البنية الدلالية: يعتبر التركيب الدلالي هو اختزال للنص واهم العناصر التي يتركز عليه العنوان في تأويل الرواية ومنه التحليل الدلالي للعنوان، قد يختلف عن تحليل الدلالي للنص.
أ- العنوان الرئيس:
وأول ما نتطرق إليه في العنوان رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء لفظة الولي التي تحيلنا مباشرة من خلال معناها المعجمي إلى الدلالة الصوفية وهذا ما تدل عليه في الرواية وخاصة بعد ربطها باللفظة الطاهر مما جعلها مشحونة بدلالات ومنها الدلالة الصوفية ويتجلى ذلك في قوله "الولي الطاهر " واصل الصلاة والدعاء وفي كل مرة ينتهي من الدعاء ترتفع الحمى، فتزداد اشتداد عليه ،ويزداد العرق انصبابا من كامل جسده حتى لحيته ثقلت من البلل، فعند باب المعشوق ينس العاشق سبب التوسل ".( )
فهذه الصفات تدل على البعد الصوفي لدى الولي الطاهر فهو بذلك يعكس ارتباط العنوان بالمضمون رواية.
كما أن لفظة الطاهر تدل على اسم الروائي واسمه دلالة على أن هذه الرواية تتحدث عن الجانب الديني وكذا الجانب السياسي وهذان الجانبان لهما علاقة مباشرة بالكاتب بالإضافة إلى استعماله للفظة الولي لأنها تتناسب مع اللفظة الطاهر كما أنها تتلاءم مع مضمون الرواية وأضاف الكاتب أيضا لفظة يرفع إلى العنوان وهي تدل على الرفعة والسمو و لكن في رواية تدل على الخضوع والتذلل والانكسار بين يدي الخالق وكذا لفظة الدعاء التي تدل على مناجاة الخالق وهو ما تدل عليه في متن الرواية ويتجلى ذلك في قوله :"يا خافي الألطاف نجينا مما نخاف ".( )
كما أن الكاتب قام بتقديم لفظة الولي الطاهر على لفظة الدعاء وذلك بالرغم ما تحمله كلمة الدعاء من بعد ديني غير أن الكاتب جعل اللفظة الولي الطاهر تحتل صدارة العنوان وذلك لعلاقتها بالمضمون الرواية بالإضافة إلى مكانتها لدى الكاتب ولدى المجتمعات العربية كما أن اللفظة الولي الطاهر تحمل دلالتين.
الولي: دلالة صوفية.
الطاهر: دلالة اجتماعية.
ولا يتم فهمنا للدلالة العنوان إلا بعد ربطه بمكانية العنوان وكذا زمنيته وشخصياته.
1- مكانية العنوان: للمكان أهمية غير انه لم يلقها إلا في القرن العشرين مع الرواية الواقعية
" إن المكان هو العالم الحسي الذي تعيش فيه الشخصيات، كما انه يعطي الانطباع بأن النص حقيقي سواء أكان هذا المكان طبيعي (القارات، الصحاري) أو صناعيا (قصر سفينة)، إذ لا يمكن تصور أحداث دون مكان حتى وان لم يذكر هذا المكان، فبإمكان القارئ، أن يتخيله ليضع الشخصيات في إطاره ".( )
وإذا كانت للشخصيات الرواية وأحداثها أمكنة فلا بد أن يكون أيضا العنوان" يحتل مكانا وهو على أربعة أنواع: مقدمة الغلاف، ظهر الغلاف، صفحة العنوان، صفحة العنوان. إنما المواقع الأربعة تعضد سلطة العنوان المركزي وتجعل منه دالا اكبرا ضمن الجهاز العنواني الذي يحرص الناشر عموما على احترام نظامه ".( )
والملاحظ في غلاف رواية الطاهر يرفع يديه بالدعاء أن العنوان يتواجد في وسط الغلاف بخط غليظ وحجم كبير واللون الأسود ، بالإضافة إلى علاقته بالصورة وهذه الأخيرة متمثلة في رجل يقف في عرض البحر منحنيا مكسى جسده باللون الأبيض ويحمل بين يديه شكلا ابيضا ويظهر من خلال الصورة في حالة تعبد وتضرع ودعاء للخالق فهذه الصفات تنطبق مع الولي الطاهر وبالتالي تنطبق مع العنوان إذن هناك علاقة بين العنوان والصورة فهذه الأخيرة قد جسدت لنا العنوان.
2- زمنية العنوان:
تعريف الزمن: إن الزمن الروائي حسب النقاد الشكلانيون يقسم إلى ثلاثة أقسام زمن القصة وزمن الخطاب، والمتن الحكائي، فزمن القصة هو الزمن الحقيقي الذي وقعت فيه الأحداث، حيث أنه يمكن لأحداث كثيرة أن تقع في زمن واحد، لكن على الكاتب في الخطاب " أن يرتبها ترتيبا متتاليا ".( )
إذا كان للعنوان مكانا لابد أن يكون له زمن ويعتقد جيرار جينيت أن مشاكل الحقيقة فإذا كان الظهور المادي للعنوان يتصل عموما بظهور الطبعة الأصلية الأولى فإن تبلوره كفكرة أو مشروع لا يمكن التحقق منه إلا بعد اختيار مظاهر أخرى للنص الموازي، مثل المسودات المشكلة لما قبل النص " أو اعترافات المؤلف الشفوية والمكتوبة " التي يمكن أن تسف المحلل بمادة نقدية تساهم في بناء زمنية العنوان بناء يمكن أن ينتهي إلى نمذجة تجريدية قائمة على وقائع اختيارية مادية متنوعة غير انه في غياب مثل هذه الدراسة السوسيولوجية فإن تحديد زمنية ظهور العنوان سيبقى خاضعا لسطوة الحدس والبديهة".( )
إن تحديد زمنية العنوان يبقى من أصعب الأمور غير أننا نفترض أن زمنية العنوان رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء يعود إلى أول ظهور له في جريدة للخبر وموفم 2022 القاهرة الأدب 2022 ثم تولى ظهوره في طبعات لاحقة.
3- شخصيات العنوان:
تعتبر الشخصية "عماد الروائي وأساسه، وتمثل مركز الأفكار ومجال المعاني التي تدور حولها الأحداث وبدونها تعد الرواية ضربا من الدعاية المباشرة والوصف التقريري والشعارات الجوفاء الخالية من المضمون الإنساني المؤثر في حركة الأحداث ".( )
فالعنوان رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء يحيلنا إلى وجود الشخصية التي يمثلها " الولي الطاهر " وبما أنها ذكرت في العنوان، فأكيد أنها تعد الشخصية المحورية التي تحرك أحداث الرواية وكما يبدو أن هذه الشخصية الصوفية وذلك من خلال دلالتها في العنوان " وفي الرواية " كالخلوة والإنفراد، وكثرة الصلاة والدعاء " إذن شخصية عنوان رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء لها علاقة بمحتوى الرواية.
لا تتم معرفتنا الكاملة لمضمون رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء إلا بعد دراسة للبنية الدلالية للعناوين الفرعية.
ب- العناوين الفرعية:
1- التحديق في الزمن: عند ملاحظة هذا العنوان أول ما يتبادر إلينا المعنى المعجمي " إحاطة واستدارة " لكن الكاتب هنا لا يقصد بها هذا المعنى وإنما يقصد بها الرحلة الروحانية التي قام بها الولي الطاهر وذلك من خلال استعادة ذكرياته " لأن الزمن في هذا العنوان يدل على الذكريات التي عاشها الولي الطاهر.
2- التأرجح المتقاذف: إن هذا العنوان مشحون بدلالات وإن ما يهمنا دلالته في مضمون الرواية والتي تحيل إلى حالة الأمة العربية التي أصبحت كالأرجوحة تلعب بها الدول الغربية وذلك بسبب تخليها عن دينها وحضارتها وتقليدها الأعمى للشعوب الغربية.
3-العكس الأصح: يعد عنوانا رمزيا يحمل دلالات متضادة وهي في الرواية تدل على الحالة التي يعيشها الولي الطاهر التي تجعله يكون أكثر من شخص في أكثر من بلد وذلك يتجلى في قوله " يكون في الجزائر مرة جينيرالا يقود الدبابات والطائرات والفيالق وأميرا يهرب ويهجم، يقتل ويصلي ويفتي بالتحريم والنهي، ويكون في مصر نجيب محفوظ … الخ.( )
وبالتالي فإن الولي الطاهر هو رمز لرجل عربي يحيا في حالة التناقض بين الماضي والحاضر مما جعله في بحث دائم عن البديل.
4- رسالة من تحت السواد الدامس: هذا العنوان يدل على تبعية الإعلام العربي للإعلام الغربي وذلك بسبب ما يقدمه الإعلام العربي من أخبار وبرامج لا علاقة لها بواقع الأمة العربية والإسلامية في ظل صراع الحضارات والثقافات فيما بينها كما في قوله " فقد قادنا فريقنا كفيف ".( )
5- ما نخاف: إن هذا العنوان يدل على سلب ونهب العالم الغربي لثروات العربية في ظل إشغال الدول العربية فيما صراع بينها.
6- الإرهاب ينتصر: إن الكاتب يقصد في هذا العنوان تمكن شارون من تقسيم فلسطين وذلك ببناء جدار فاصل بين أبناء الوطن الواحد بالإضافة إلى نجاح الولايات المتحدة الأمريكية في نشر الفوضى والفساد في الوطن العربي ويتجلى ذلك في قوله " سيداتي سادتي " أوردت منذ لحظة وكالة الأبناء الأمريكية، نقلا عن مصادر في البنتاغون أن بترول الشرق الأوسط قد تحول إلى سائل غير معروف حتى الآن ".( )
إذن هذا العنوان يعبر عن انتصار الغرب على العرب وذلك بنجاح مخططه في الدول العربية.
7- خذني معك: دلالته المعجمية تتلاءم مع دلالة مضمونه في الرواية، فهو يدل على الحصار الذي يعيشه شعب فلسطين في ظل صمت والتخاذل العربي والإسلامي والوعود الكاذبة التي تطرحها أمريكا.
8- انقلاب السحر: فهذا العنوان يدل على حالة الخوف التي سادت أوساط أمريكا ويظهر ذلك في قوله " استعداد أمريكا بجميع قواتها بما فيها حاملة الطائرات أبرهام وإنذار كل البواخر في البحار والمحيطات، بأن أي اقتراب منها يعتبر إعلانا للحرب "( ) وذلك بسبب سياستها العدوانية تجاه العرب.
4- وظائف العنوان في رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء:
قد اشرنا إلى تعريف هذه الوظائف وكذا أنواعها التي تتمثل في:"الوظيفة التعيينية والوظيفة الوصفية، والدلالية الضمنية مصاحبة، والإغرائية " في المدخل.
أما في هذا الفصل نقوم بدراستها كيف أدت وظيفتها في رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء.
أ- الوظيفة التعيينية: تقوم هذه الوظيفة بتسمية الكتاب وهذا ما قامت به في رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء، كما أنها لم تكتف بتسمية الرواية بل ربطت مضمونها بعنوانها وكما سيظهر ذلك في الجدول التالي الذي جمع العنوان الرئيس والعناوين الفرعية لهذه الرواية.
الوظيفة العنوان الرواية الصفحة
الوظيفة التعينية
الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء /
التحديق في الزمن الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء 9-16
التأرجح المتقاذف الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء 18-24
رسالة من تحت الظلام الدامس الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء 29-62
ويل العراق يا مويليه الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء 111-114
والملاحظ على هذه العناوين أنها تعكس محتوى نصوصها ابتداء من العنوان الرئيس لرواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء أن يجسد لنا مضمون الرواية وكذا العناوين الفرعية للرواية فالعنوان تحديق الزمن يصور لنا الأزمة والأمكنة التي مر بها الولي الطاهر وكذا التأرجح المتقاذف التي موضوعها حالة العرب. في ظل سيطرة العالم الغربي وبذلك أصبحت الأمة العربية كالكرة تتقاذفها الأرجل، وأما العنوان ويل العراق يا مويليه فموضوعها يصور لنا النهاية المؤلمة للحكام العراق.
إن العنوان الرئيس والعناوين الفرعية للرواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء قد لخصت مضامين الرواية لأن لها علاقة مباشرة بمتونها.
ب- الوظيفة الوصفية: إن هذه الوظيفة أكثر حضورا في رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء، لأنها تتعلق بالجانب النثري أكثر من الجانب الشعري ويمكن أن تظهر في العناوين التالية كما هي واضحة في الجدول:
الوظيفة العنوان الرواية الصفحة
الوظيفة الوصفية
الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء /
العكس الأصح الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء 25- 28
إنقلاب السحر الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء 108- 110
الإرهاب ينتصر الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء 91 – 100
رسالة من تحت السواد الدامس الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء 29-62
تتجلى الوظيفة الوصفية أولا في العنوان الرئيس الذي يصف مضمون الرواية وذلك بوصف حالة الولي الطاهر وحالة الأزمة العربية وكذا حالة الإعلام العربي.
ثانيا: في العناوين الفرعية وتتمثل العكس الأصح الذي يصف لنا تنقل الولي بين الماضي والحاضر كما انه يتحول من شخصية إلى شخصية ومن بلد إلى بلد في الحالة العكسية وهذا ما جعل العنوان يتلاءم مع العنوان وكذا الانقلاب السحر في العنوان يصف لنا حالة الذعر التي يعيشها الغرب نتيجة أفعالهم بالإضافة إلى عنوان الإرهاب ينتصر الذي يصف حالة العالم العربي بعد اتهامه بالإرهاب من طرف العالم الغربي.
إن أغلب عناوين رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء وصفية لأنها تصف وتسرد حالة الولي الطاهر وكذا حالة الأمة العربية إذن فالوظيفة الوصفية هي مناسبة لهذه الرواية.
جـ- الوظيفة الدلالية الضمنية المصاحبة: تعد هذه الوظيفة جزء الوصفية غير أن ظهورها في رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء كان محتشما.( )
الوظيفة العنوان الرواية الصفحة
الدلالية الضمنية المصاحبة الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء
تأشيرة العبور الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء 7-8
إن هذه العناوين لا تعين مضمون نصوصها وإنما تحمل دلالة تجعلنا نكتشف مضمون نصوصها وهذا ما نلاحظه في العنوان الفرعي تأشيرة العبور فهو يحيلنا إلى السفر وهذه الدلالة تحيلنا إلى سفر الولي الطاهر.
د- الوظيفة الإغرائية: تعمل هذه الوظيفة على إثارة فضول القارئ وقد وردت هذه الوظيفة في العنوان الرئيس وكذا العناوين الفرعية كما هي واضحة في الجدول التالي:
الوظيفة العنوان الرواية الصفحة
الوظيفة الإغرائية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء
خذني معك الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء 101-106
ما نخاف الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء 63-90
نلاحظ أن العنوان الرئيس لرواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء جاء جاذبا مستقرا للقراء خصوصا لأنه ورد حاملا في أحد عناصره اسم الكاتب مما يولد في نفسية القارئ رغبة في الإطلاع عليه. وكذا بعض العناوين الفرعية لهذه الرواية من بينها خذني معك وكذا" ما نخاف فهذه العناوين تجذب القارئ وتطرح في نفسيته التساؤلات فتدفعه لاقتنائه وقراءته.
إن الوظيفة الوصفية هي التي فرضت سيطرتها على عناوين رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء وكذا الوظيفة التعيينية بالإضافة إلى الوظيفة الإغرائية التي كان لها حضور لا بأس به سواء في العنوان الرئيس وكذا العناوين الفرعية.
5- التناص: يعد التناص intextualite) ( مصطلح نقدي ظهر مع جوليا كريستفا kristeve) Julia ( ويعني به تعالق " نصوص مع نص حدث بكيفيات مختلفة ".( )
كما أنه يعد من المتعاليات النصية.
ويعرفه جينيت أنه " هو الدخول الفعلي لنص في نص أخر ".( )، ويكون على ثلاثة طرق اجترارية وامتصاصية وحوارية.
ويكون التناص في رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء على نوعين:
أ- التناص الداخلي: يقصد بهذا النوع أن الكاتب يتناص فيما بين أعماله. ويظهر في رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء أن الكاتب قد تناص في هذا العنوان مع رواية "الولي الطاهر "، يعود إلى مقامه الزكي "( ). في لفظتين " الولي الطاهر " وذلك لأن رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء الجزء الثاني لرواية الولي الطاهر يعود إلى مقامه، كما أن مضمون رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء يتشابه مع محتوى رواية الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي، كما أن كلا الروايتين لهما بعدا صوفيا.
ب- التناص الخارجي:
1- التناص مع القران الكريم: قد تناص الكاتب في روايته الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء وذلك باستحضار اللفظتين، الرفع والدعاء التي لهما بعدا دينيا ، فاللفظة رفع قد وردت في الآية الكريمة وذلك في قوله تعالى: " بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما"
الآية 158، سورة مريم.
فمعنى اللفظة رفع يحيل إلى رفع الله لعيسى ليخلصه من شر اليهود والأمر نفسه ينطبق في عنوان الرواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء وذلك أن الولي الطاهر يرفع يديه ليدعو خالقه أن يخلص أمته من الظلم الذي تعيشه وكذا اللفظة الدعاء تحمل بعد عقائديا وقد وردة في الآية الكريمة لقوله تعالى "وإذا سالك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون الآية" 186، سورة البقرة.
اقتباس الكاتب للفظة الدعاء من الآية الكريمة وذلك لما تحمله من المعاني الخضوع والانكسار بين الخالق وهذا المعنى قد تجسد في رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء على مستوى العنوان.
2- التناص مع التراث الصوفي: اقتبس الطاهر وطار من الموروث الصوفي لفظة الولي وهذه الأخيرة التي لها بعدا صوفيا وتحمل عدة معاني منها أنه " من توالت طاعته من غير تحلل ".( ) وكذا بمعنى المتولي للأمور وقد ظهرت هذه المعاني في رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء على مستوى العنوان وخاصة بعد ربطه بلفظة الطاهر وهي التخلي عن رذائل الأخلاق ليصبح التحلي بحميدها، وتجسدت على مستوى عنوان هذه الرواية "بمعنى الرجل الرزين الخاضع والمتذلل للخالق والمتولي لأمور أمته من خلال الدعاء لها ". وعليه إن التناص في رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء على مستوى العنوان قد ورد على نوعين الداخلي والخارجي.
6- تعالق العنوان الرئيس مع العناوين الفرعية:
من خلال دراستنا للبنية المعجمية وبنية التركيب والبنية الدلالية وكذا معرفة وظائف عناوين رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء بالمقارنة بين هذه العناوين الفرعية للتحديد أوجه التباين والتماثل فيما بينها وعلاقتها بالعنوان الرئيس موضحين ذلك في الجدول التالي:
العنوان الرئيس العناوين الفرعية الصفحة
الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء تأشيرة العبور 7-8
التحديق في الزمن 9-116
التأرجح المتقاذف 12-25
العكس الأصح … ! 25- 28
رسالة من تحت السواد الدامس 29- 62
ما نخاف … 63- 90
الإرهاب ينتصر 91- 100
خذني معك 111- 106
انقلاب السحر 107- 111
ويل العراق يا مويليه 112- 114
أ- من الناحية الشكلية:
1- أوجه التباين بين العناوين الفرعية وتعالقها مع العنوان الرئيس:
نلاحظ في هذا الجدول أن هناك اختلاف بين هذه العناوين من حيث عدد الصفحات فمثلا عنوان تأشيرة العبور يحتوي على صفحتين أما عنوان رسالة من تحت السواد الدامس فهي تضم اكبر عدد من الصفحات أما باقي العناوين فهي تتقارب فيما بينها من حيث عدد الصفحات بالإضافة إلى اختلافها في عدد مفردات العنوان فمثلا عنوان التأرجح المتقاذف يتكون من مفردتين أما عنوان رسالة من تحت السواد الدامس يتكون من خمسة مفردات وكذا العنوان ويل العراق يا مويليه يتكون من أربعة مفردات أما التحديق في زمن يتكون من ثلاثة مفردات كما أن بعض العناوين كتبت في أخرها نقاط وعلامة تعجب مثل العكس الأصح …. ! والبعض الأخر كتبت في آخره نقاط وفقط مثل ما نخاف … أما مع العنوان الرئيس فهي تختلف معه من حيث حجم الكتاب وكذا مكان تواجده بالإضافة إلى عدد مفردات العنوان.
2- أوجه التماثل: مجمل هذه العناوين الفرعية تتفق في نوعية الخط مائل وحجمه متوسط ولونه اسود ومكان تواجدها في أعلى الصفحة داخل المتن كما أنها بعض عناوينها تتفق في عدد المفردات مثل تأشيرة العبور، التأرجح المتقاذف، الإرهاب ينتصر، وأما العنوان الرئيس فإنه يتفق مع معظم العناوين في لون العنوان وكذا مع العنوان الفرعي رسالة من تحت السواد الدامس في عدد المفردات.
ب- من الناحية المعجمية: إن أغلب العناوين الفرعية تختلف من حيث البنية المعجمية فيما بينها مثل عنوان تأشيرة العبور يحمل معنى بطر،عابر السبيل.
هذه المعاني لا تتفق مع عنوان التحديق في الزمن لأنها تختلف عن معانيه فهي تتمثل في استيراد، فتح، الدهر، باستثناء لفظة انقلاب من العنوان انقلاب السحر مع معنى رد أخره على أوله وكذا كلمة الإرهاب من عنوان الإرهاب ينتصر مع كلمة خاف من عنوان ما نخاف مع معنى خوف، أما مع العنوان الرئيس فأغلب معاني العناوين الفرعية تختلف معه بإستثناء مويليه من عنوان ويل العراق يا مويليه، تتفق معه في معنى" ولي " وكذا اللفظة ينتصر مع العنوان الإرهاب ينتصر في معنى "ناصر ".
جـ- من الناحية التركيبية: تتفق أغلبها أنها وردت في شكل جملة اسمية كما أن بعض العناوين الفرعية تتفق في ورودها في شكل "مبتدأ + خبر مح " مثل انقلاب السحر التأرجح المتقاذف، التحديق في الزمن، رسالة من تحت السواد الدامس، ويل العراق يا مويليه، والبعض الأخر جاء على شكل " مبتدأ+ خبر مح + مبتدأ مضاف " مثل انقلاب السحر ، ويل العراق يا مويليه.
أما العنوان " خذني معك " فإنه يختلف عن باقي العناوين لأنه ورد على شكل جملة فعلية أما العنوان الرئيس فهو يتفق كذلك مع أغلب العناوين الفرعية لأنه ورد في جملة اسمية ويتعارض معها من حيث أنه ورد مبتدأ موصوفا وخبره على شكل جملة فعلية.
د- من الناحية الدلالية: إن دلالة العناوين الفرعية قد تختلف أو تتفق فمثلا عنوان التحديق في الزمن تختلف دلالته عن عنوان رسالة من تحت السواد الدامس، فالأول يدلنا على الولي الطاهر واستعادته لذكرياته أما الثاني يدلنا على الإعلام العربي، فمثلا العنوان المتأرجح المتقاذف، ما نخاف، يتفقان.
من حيث الدلالة لأنهما يتحدثان عن حالة الأمة العربية كما أن هذه العناوين لها علاقة بالعنوان الرئيس لان دلالتها تتفق معه لأنه يمثل الكل والعناوين الفرعية هي جزء من هذا الكل.
هـ- من الناحية الوظيفية: تعد الوظيفة الوصفية هي المسيطرة على مجمل العناوين الفرعية باستثناء البعض منها فمثلا العنوان ما نخاف … يتناسب مع الوظيفة الإغرائية وعنوان رسالة من تحت السواد الدامس تتناسب مع الوظيفة الوصفية والتعيينية، أما علاقتها مع العنوان الرئيس فهي تتماثل معه في جميع الوظائف لأنه يتفق مع جميع الوظائف.
وفي الأخير يمكن القول أن العنوان يعد هوية النص أو بطاقة تعريفية عنه كما أنه الأداة التي يحقق بها النص انسجامه، وهذا ما دفعنا إلى مقاربته شعريا في رواية الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء من ناحية البنية المعجمية للعنوان الرئيس والعنوان الفرعي والبنية التركيبية من حيث الجملة الاسمية والجملة الفعلية والبنية الدلالية للعنوان الرئيس من حيث مكانيته وزمانيته وشخصياته ووظائفه وتناصه مع رواية الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي وتناصه مع القران الكريم وتناصه مع التراث الصوفي.