بسم الله الرحمن الرحيم
الصدقات لها فوائد عظيمة و مزايا حميدة، و تشتمل على حكم و أسرار
بديعة، منها ما يتعلق بثوابها و جزائها عند الله يوم القيامة، و منها
ما هو عاجل في الدنيا، و فوائد الصدقات في الدنيا منها ما يعود على
المتصدّق نفسه، و منها ما يعود على المتصدَّق عليه، و منها ما يعود على
المجتمع،
ما يلي:
1 ــ الصدقة تدفع البلاء عن المتصدّق وأهل بيته، و تمنع ميتة السوء، و
قد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بالتمثيل.
عن الحارث الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قـال:
«إن الله أمر يحي بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها و يأمر بني إسرائيل
أن يعملوا بها ……» فذكر الحديث الطويل و فيه: «وآمُرُكم بالصدقة، فإن
مثل ذلك كمثل رجل أسره العدوُّ، فأوثقوا يده إلى عنقه، و قدّموه
ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفديه منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه
منهم …» (1).
الذي برهانه وجوده، و دليله وقوعه، فإن للصدقة تأثيرًا عجيبًا في دفع
أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو ظالم، بل من كافر، فإن الله تعالى
يدفع بها عنه أنواعا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم و
عامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرّون به لأنهم جرّبوه
وفي تمثيل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بمن قدّم ليضرب عنقه، فافتدى
نفسه منهم بماله، كفاية، فإن الصدقة تفدى العبد من عذاب الله تعالى،
فإن ذنوبه و خطاياه تقتضي هلاكه، فتجيء الصدقة تفديه من العذاب و تفكه
منه. (2)
السوء، و رُوي ذلك عنه في أحاديث متعدّدة بألفاظ متقاربة.
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الصدقة
لتطفئ غضب الربّ، و تدفع ميتة السوء.» (3). وعن علي بن أبي طالب رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «باكروا بالصدقة فإن
البلاء لا يتخطّاها». (4).
«الصدقة تسُدُّ سبعين بابا من السوء»(5).
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«صنائع المعروف تقي مصارع السوء، و صدقة السّر تطفئ غضب الربّ، و صلة
الرحم تزيد في العمر»(6).
القصد و أخلص العمل لوجه الله أنها تزيل الخطايا، و تغسّل صحيفة صاحبها
من الأدناس، و تطهّرها من الذنوب، فهي وسيلة من وسائل تطهير النفس و
تهذيب الأخلاق.
ومما يدلّ على ذلك أيضا قول الله عز وجل:( ( صلى الله عليه وسلم ( (
صلى الله عليه وسلم (صلى الله عليه وسلم ( صلى الله عليه وسلم )
(البقرة : 271).
تضافرت النصوص الواردة في السنة النبوية على ذلك ومنها ما يلي:
عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال عمر رضي الله عنه: أيكم يحفظ حديث رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن الفتنة؟ قال: قلت: أنا أحفظه كما قال، قال:
إنك عليه لجريء فكيف قال؟ قلت: «فتنة الرجل في أهله و ولده و جاره
تكفّرهـا الصلاة والصدقة والمعروف»(7).
وسلم في سفر، فأصبحتُ يومًا قريبًا منه و نحن نسير، فقلت: يا رسول
الله، أخبرني بعمل يُدخلني الجنة و يباعدني من النار، قال: «لقد سألتني
عن عظيم، وإنه ليسير على من يسّره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به
شيئا، و تُقيم الصلاة، و تؤتي الزكاة، و تصوم رمضان و تحجّ البيت»، ثم
قال: «ألا أدلك على أبواب الخير؟» قلت: بلى يا رسول الله، قال:«الصوم
جُنّة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماءُ النار، و صلاة الرجل من
جوف الليل، قال: ثم تلا قوله تعالى: ( ( ( ( ( ( صلى الله عليه وسلم )
( السجدة:16)……الحديث(8).
بن عُجْرة: «أعاذك الله من إمارة السفهاء»، قال: وما إمارة السفهاء؟……
وفيه: «يا كعب بن عجرة: الصوم جُنّةٌ، والصدقة تطفئ الخطيئة، والصلاة
قربانٌ، أو قال: برهان»(9).
يرزق الله المتصدّق و يجبره و ينصره، و قد أوضح النبي صلى الله عليه
وسلم ذلك في أحاديث كثيرة، ومنها ما يلي:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما نقص
مالٌ مـن صدقة – أو ما نقصت صدقة من مال – وما زاد الله عبدا بعفوٍ إلا
عزّا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله».(10)
من مال» : ذكروا فيه وجهين: أحدهما: معناه أنه يبارك فيه و يدفع عنه
المضرّات، فينجبر نقص الصورة بالبركة الخفيّة، و هذا مدرك بالحسّ
والعادة، والثاني: أنه وإن نقصت صورته، كان في الثواب المرتّب عليه جبر
لنقصه، و زيادة إلى أضعاف كثيرة(11).
قال: «ثلاث، والذي نفس محمد بيده إن كنتُ لحالفا عليهنّ: لا ينقص مال
من صدقة فتصدّقوا، ولا يعفو رجلٌ عن مظلمة يريد بها وجه الله إلا رفعه
الله بها عزّا يوم القيامة، ولا يفتح رجلٌ على نفسه باب مسألة إلا فتح
الله عليه باب فقر»(12)
مَدَّ عبدٌ يده بصدقة إلا ألقيت بيد الله قبل أن تقع في يد السائل، ولا
فتح عبدٌ باب مسألة له عنها غني، إلا فتح الله عليه باب فقر»(13).
وكذلك أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يُخلف على المنفق،
بمعنى أن ما ينقص من المال بسبب الصدقة لا يلبث الله تعالى أن يُعوّضه
بما يُعطى المتصدّق من رزقه المتجدّد.
من يوم يُصبح العباد فيه إلا ملكـان ينـزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط
منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهـم أعط ممسكًا تلـفًا» (14).
سبحانه و تعالى، لأن الصدقة تطفئ غضب الربّ، فهي طريق الله الموصلة إلى
رحمته، جالبة رضاه، مبعدة سخطه، وتضافرت النصوص الواردة في السنة
المطهرة، على ذلك.وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: «إن الصدقة لتطفئ غضب الربّ، وتدفع ميتة السوء»(15).
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«صنائع المعروف تقى مصارع السوء و صدقة السرّ تطفئ غضب الربّ، و صلة
الرحم تزيد في العمر» (16).
الشياطين، و تكسر أنيابهم، و تحطّم قيودهم، و تردّ كيدهم، و تصدّ
بغيهم، و قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن إخراج الصدقةُ يؤلم
سبعين شيطانا رجيما حرصوا على عدم أدائها.
عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «لا يخرج رجل شيئا من الصدقة حتى يفك عنه لحيي سبعين
شيطانا».(17).
قال الشيخ أحمد البنا الساعاتي في شرح الحديث: والمعنى أن كل إنسان له
شياطين كثيرة، تمنعه عن سبل الخير وتوسوس له بتحسين ذلك، لأن الشيطان
عدو الإنسان بنص القرآن، لا يريد له الخير، والصدقة من الأعمال الخيرية
التي تقرّب العبد من ربه، فإذا تفطن الإنسان لهذا وخالف الشيطان
وتصدّق، فكأنما أمسك لحاهم، وفسخها، فلا يقدرون على الكلام والوسوسة،
فهو كناية عن قهرهم وغلبتهم والله أعلم. (18)
والإنفاق في سبيل الله امتحاناً لإيمان الفرد بالله، ذلك أن المال
محبوب لكل الناس، و دليل الإيمان الصادق بذل المحبوب والجود به.
عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «الطهور شطر الإيمان، والحمدلله تملأ الميزان، و سبحان الله
والحمدلله تملآن – أو تملأ – ما بين السماوات والأرض، والصلاة نورٌ،
والصدقة برهانٌ، والصـبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو،
فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها».(19).
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في شرح هذا الحديث: والبرهان هو الشعاع
الذي يلي وجه الشمس…… و منه سمّيت الحجة القاطعة برهانا،لوضوح دلالتها
على ما دلّت عليه، فكذلك الصدقة برهانٌ على صحة الإيمان، و طيب النفس
بها علامة على وجود حلاوة الإيمان و طعمه أهـ. (20).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«بينا رجلٌ في فلاة من الأرض فسمع صوتا من سحابة اسق حديقة فلان،
فتنَحَّى ذلك السحابُ، فأفرغ ماءه في حرّة، فإذا شرجة من تلك الشراج قد
استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء، فإذا رجلٌ قائم في حديقة يُحوّل
الماء بمسحاته، فقال له: يا عبدالله، ما اسمك؟ قال: فلان للاسم الذي
سمع من السحابة، فقال له: يا عبدالله ، لم سألتني عن اسمي؟ قال: إني
سمعتُ صوتا في السحاب الذي هذا ماءه يقول: اسق حديقة فلان – لاسمك –
فما تصنعُ فيها؟ قال: أما إذا قُلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها
فأتصدق بثلثه، و آكل أنا و عيالي ثلثا، و أردّ فيها ثلثه»(21).
و في رواية: «وأجعل ثُلَثَه في المساكين والسائلين وابن السبيل».
كالآتي:
1 ـ أن الصدقة تطفئ حرَّ القبور على أهلها، وقد ورد ذلك في حديث .
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إنّ الصدقة لتطفئ عن أهلها حرّ القبور، و إنما يستظل المؤمن يوم
القيامة في ظل صدقته»(22).
2 ـ من فوائد الصدقة و ثمراتها التي يجنيها المتصدّق يوم القيامة أنها
مكفّرات للذنوب و من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار، و قد تضافرت
النصوص النبوية على ذلك، و منها ما يلي:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «أيّما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار
الجنة، و أيّما مؤمن سقى مؤمنا على ظمأ سقاه الله يوم القيامة من
الرحيق المختوم، و أيّما مؤمن كسا مؤمنا على عُرْي كساه الله من خضر
الجنة»(23).
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «اعبدوا الرحمن، وأطعموا الطعام، وأفشوا السلام،
تدخلوا الجنة بسلام»(24).
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تصدّقوا،
فإن الصدقة فكاككُمْ من النار»(25).
المتصدّقين يتفيئون في ظلّ العرش، و قد ثبت ذلك في أحاديث كثيرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم، و منها ما يلي:
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: «كُلّ امرئ في ظِلّ صدقته حتى يفصل بين الناس»، أو قال: «حتى
يُحكم بين الناس» قال يزيد: – راوي الحديث – و كان أبو الخير لا يُخطئه
يومٌ إلاّ تصدّق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة أو كذا.
الله فإن الله يقبلها و يضاعف ثوابها لصاحبها، ويكفي أن يعلم المتصدق
أن ما يقدمه من صدقات لوجه الله تعالى فإنما يحتفظ به لنفسه، حيث يوضع
هذه الصدقات في بنك التوفير والادخار، يقول تعالى: ( ( ( ( ( ( ) (
التغابن : 18)
وأوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يبارك في الصدقة القليلة
ويُنَمِّيها حتى تكون في الآخرة شيئاً عظيماً.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما
تصـدق أحدٌ بصدقة من طيّب، ولا يقبل الله إلا الطيّب، إلاّ أخذها
الرحمن بيمينه، وإن كانت تمرة، فتربُو في كفّ الرحمن حتى تكون أعظم من
الجبل، كما يُربّي أحدُكم فَلُوَّه أو فصيله»(26)
الصدقة دليل على صدق الإيمان، لأن الإيمان حينما يتمكن من النفس
البشريّة يسمو بالنفس و يعلو بالهمّة، و حينما تكون النفوس عظيمة تعلو
بالإنسان على ماديّته الحيوانية إلى الروحانية الصافية التي ترقى به من
الفردية إلى الشعور بالآخرين، إلى مشاركتهم آلامهم، والبذل والإنفاق،
ثم الإيثار حتى تصل إلى مرحلة التضحية والفداء.
وبهذا يكون المجتمع المسلم مجتمع التكافل والرحمة والتلاحم والروابط
الإنسانية يسود العدل والإحسان والتكامل وتشد أفراده روابط الأخوة
وتشابك المصالح.
وللرسول صلى الله عليه وسلم جملة من الأحاديث التي تمجد الصدقة منها :
أحب الأعمال الى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم , أو
أمشي مع أخي في حاجه أحب إلي من أن اعتكف في هذا المسجد شهر
************ ********* ********* ********* *****
لذلك إذا أردت الرزق ونزول البركات ؟ …. عليك بالصدقة
قال الله تعالى
‘ يمحق الله الربا ويربي الصدقات ‘
************ ********* ********* ********* *****
وإذا أردت الحصول على البر والتقوى ؟ … عليك بالصدقة
قال الله تعالى
‘ لن تنالو البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم ‘
************ ********* ********* ********* *****
وإذا أردت أن تفتح لك أبواب الرحمة ؟ …. عليك بالصدقة
قال صلى الله عليه وسلم
‘ الراحمون يرحمهم الله’, ‘إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ‘
************ ********* ********* ********* *****
وإذا أردت أن يأتيك الثواب وأنت في قبرك ؟ …… عليك بالصدقة
قال صلى الله عليه وسلم
‘إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: ـ وذكر منها ـ صدقة جارية’
************ ********* ********* ********* *****
هل تريد أن توفي نقص الزكاة الواجبة ؟ … عليك بالصدقة
عنـه العبد يـوم القيامـة الصلاة؛ فإن كان أكملها كتبت له كاملة، وإن كان لم يكملها قال الله ـ تبـارك وتعـالى ـ لملائكته: هل تجدون
لعبدي تطوعاً تكملوا به ما ضيع من فريضته؟ ثم الزكاة مثل ذلك،
ثم سائر الأعمال على حسب ذلك
************ ********* ********* ********* *****
هل تريد إطفاء خطاياك وتكفير ذنوبك ؟ … عليك بالصدقة
قال صلى الله عليه وسلم
‘الصوم جنة , والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار ‘
************ ********* ********* ********* *****
هل تريد أن تقي نفسك مصارع السوء ؟ …. عليك بالصدقة
قال صلى الله عليه وسلم
‘صنائع المعروف تقي مصارع السوء ‘
************ ********* ********* ********* *****
هل تريد أن تطهر نفسك وتزكيها ؟ ….. عليك بالصدقة
قال الله تعالى
‘ خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ‘
************ ********* ********* ********* *****
قال صلى الله عليه وسلم
ثلاث أحلف عليهن ومنهن: ‘ ما نقص مال من صدقة ‘
وقال أيضاً: ‘ اتقوا النار ولو بشق تمرة ‘
اللهم ارزقنا السداد في ديننا وبصرنا بصالح الأعمال واجعل من عمرنا البركة نتقيك فيه ونسعى إلى إرضائك حتى يوم نلقاك …