[صوتية وتفريغها] ما توجيهكم للذين يتعرضون للحاكم فيما يتعلق بالأموال وزيادة الدخل؟ "الشيخ صالح السحيمي"
أحسن الله إليكم يقول السائل:
نريد توجيه نصيحة للذين يتعرضون للحاكم فيما يتعلق بالأموال والوظائف وزيادة الدخل وتوفير الإسكان للمواطنين؛ويقولون أيضًا:نحن محرومون من الدعم المالي في الوقت نفسه يذهبون بالملايين للدول الخارجية.
وهل من نصيحة للذين يتابعون قناة الإصلاح لسعد الفقيه فيتأثرون بشبهه؟
الجواب:
الفتن قائمة وأثَّرتْ على بعض الناس في بلادنا فيقلدون الغرب حتى في كلماتهم وفي مطالباتهم، ويدَّعون ما يسمى بالبطالة والعَطَلَةَ وهذا كله كذب، ليست هناك بطالة، أقل شخص الذي يأخذ إما راتب في الضمان الاجتماعي أو ما يسمى بحافز أو غير ذلك، وإنني أتساءل هل وجد في عهد الدولة الإسلامية القديمة من عهد الخلفاء الراشدين أن كل الناس وُظِّفوا وأُعطوا أُعطيات ورواتب بحيث يصبحون عالة على المجتمع لا يعملون البتة؟! استقرءوا التاريخ،لم يوجد شيئ من هذا!، والفقر والغنى هذا يعني قدر من الله – عز وجل -، ولذلك قبل هذا وذاك النبي -صلى الله عليه وسلم- توفي ودرعه مرهون عند يهودي.
وكثيرًا ما ربط على بطنه الحجر من الجوع، ولم يبت في بيته درهمٌ واحد، ألا كان يجدر لو كان الأمرُ كما يدَّعي هؤلاء أنه يذهب إلى هؤلاء الأغنياء من الصحابة فيطالبهم بأن يعطوهم من أموالهم وينفقوا على سائر الفقراء ولم يعد فقيرًا في الأمة، هذا غيرُ صحيح، بل لمَّا جاء بعد الفقراء للنبي -صلى الله عليه وسلم- وقالوا يا رسول الله: ((ذهَب أَهْلُ الدُّثورِ بالأُجورِ، يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، ويَصُومُونَ كما نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُون بِفضُولِ أَمْوَالِهِمْ. قَالَ: أوَ ليسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَدَّقُونَ؟ إنَّ لَكُمْ بكلِّ تَسْبيحَةٍ صَدَقَةً، وكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٍ بِالْمَعرُوفِ صَدَقَةً، وَنَهْيٍ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةً )) إلى آخر الحديث وبعد فترة جاء هؤلاء الفقراء ((فَقَالُوا: سَمِعَ إِخْوَانُنَا أَهْلُ الْأَمْوَالِ بِمَا فَعَلْنَا فَفَعَلُوا مِثْلَهُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ)) وهل عرفتم عبر التاريخ أن المسلمين كانوا ينازعون الحاكم في ماله إن الفتنة التي أُثيرت على عثمان -رضي الله عنه- حتى وصلوا إليه وقتلوه واستباحوا هذا الدم الطاهر، دم ذي النوريين المبشر بالجنة على بلوىً تصيبه، الذي زوجهُ النبي ابنتيه، وقال له: ((لَوْ كَانَ لَنَا ثَالِثَةٌ لَزَوَّجْنَاكَ))، والذي هو مجهز جيش العسرة، من السابقين الأوليين في الإسلام، والبكاء من خشية الله، والذي تستحي منه الملائكة، إنما ثار من ثار من أجل هذه الأفكار، الأموال الاستئثار بالمال مُحاباة الأقارب ونحو ذلك مما نسبوا إلى عثمان -رضي الله عنه-، وهم كثيرُ منهم حتى ليسوا فقراء فتجمعوا واجتمعوا على هذا الخليفة الراشد وحصل ما حصل حتى إن أحدهم ليصعد على جمجمتِهِ الطاهرة ويقول والله ما وجدتُ يومًا من أيام الله ولا يوم من أيام الجهاد أفضل من هذا اليوم ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (١٠٣) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (١٠٤)﴾ [الكهف: 103- 104 ]، وأما ما قد يُدفع ببعض الدول إما إكتفاءً لشرهم وتفاديًا لشرهم، أو يعني إعانة لبعض المسلمين الذين يتعرضون للأذى وللقتل والتشريد في كل مكان أو نحو ذلك، نحنُ بدلًا من هذا المفروض نشجع على هذا بدل من أن نعترض نحنُ ولله الحمد، نحمدُ الله -عز وجل- قبل أربعين أو خمسين سنة على ماذا كنا عليه؟ كُنا نأكل أوراق الشجر ما عندنا شيء حتى المدارس كانت قليلة، وكان الذي يجد وظيفة عسكري يعتبر قد حصل الشيء الكثير، الآن ولله الحمد والمنة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (( مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا )) فاحمد الله يا عبد الله على الأمن، واحمد الله على الطمأنينة، واحمد الله على رغد العيش، واحمد الله على الأمن والأمان، واجتهد أنت في طلب العلم وفي طلب المعالي، أما أنك تأتي وتنام عند أمك لا تريد دخول جامعات ولا ترغب في دخول جامعات، ثم تقول أنا جلست بدون وظيفة وجلست بدون شيء، يا أخي هذا والله من الظلم أن يتفوه بمثل هذه الكلمات،
ثم من قال أن الدولة ملزمة بتوظيف كل أحدٍ على وجه الأرض أو إعطائِه نقودًا، هذا لم يوجد لا في عصر الخلفاء الراشدين ولا في عصر بني أمية ولا في عصر بني العباس، هذا إن شاء الله إذا نزل عيسى -عليه السلام- في آخر الزمان وقتل الدجال هو الذي يُعطي حتى لا يري الأعطية موضعًا يغتني جميع الناس، حتى إنه يريد أن يعطي ما يجد أحد يقبل من كثرة الخير، لكن أما أننا ونحن في هذه النعمة والخير تُردد ما يردُده الغرب والأوربين والفسقة والشيوعيون أنكم في حالة فقر وأنكم، يا أخي بالأمس ماذا كنت، أنت الآن في بيت فاره وسيارة فارهة، بالأمس أنا وأنت كنا في عشش أتقي الله –عز وجل- وفي بيت شَعر، والله أخذنا الكفاءة ونحنُ في بيت شعر لكن بُنيت مدارس في كل مكان يعني إخوان علينا أن نحمد الله على هذا الفضل وعلى هذا الأمن انظروا والناس يتخطفون من حولكم انظروا إلى هذه النعمة التي أنعم الله -تبارك وتعالى- بها علينا، انظروا إلى ما يجري في البلاد المجاورة، يا أخي الصومال الآن يتمنون حكم زياد بري الطاغية المعروف الذي مسخ الشريعة في الصومال، يتمنونه يقولوا يا ليته يجي حتى راضين به يجي على علاته من أجل أن يوفر لهم فقط الأمن، فاحمدوا الله على هذه النعمة، واشكروه على ذلك، واجتهدوا في الدعاء واللجوء إلى الله -سبحانه وتعالى- فيما ينوبكم
وفقنا الله وإياكم لكل خير وإلى درس إن شاء الله لنتم فيه هذا الكتاب النفيس بإذن الله تعالى، نسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح.
وصلى اللهم وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصغرات المرفقة
الملفات المرفقة
للامانة العلمية الموضوع منقول