بعد دراسة متمعنة لبيانات قرن حول البطالة والأجور النقدية في بريطانيا، اكتشف فيلبس أن هناك علاقة عكسية (وليس قانونا) بين البطالة والتغير في الأجور النقدية، . تجنح الأجور إلى الارتفاع حين تكون البطالة منخفضة، والعكس بالعكس.
مع ازدياد البطالة تقل ضغوط العاملين للحصول على زيادات أجرية، كما أن ارتفاع البطالة يعني ضعف الطلب على السلع، وضعف الطلب مؤشر على ضعف النمو الاقتصادي، وهذا بدوره يعني أن الأرباح متدنية، لا تغري بزيادة الأجور.
والعكس: مع ارتفاع الطلب الكلي (مجموع ما يطلبه الناس من السلع والخدمات)، فإن المنتجين يوظفون المزيد من القوى العاملة، ليتمكنوا من زيادة الانتاج، وزيادة الطلب على العمل، تتسبب في رفع أجور العمال، وهذا بدوره يعمل على ارتفاع تكاليف الانتاج، وهذا الرفع يتسبب في رفع أسعار المنتجات من سلع وخدمات. أي أن هناك علاقة عكسية بين التضخم والبطالة، ويوضحها منحنى فيلبس.
لتسهيل الفهم، افترض أن إنتاجية العاملين تزيد بنسبة 2% سنويا، وأن مستحقاتهم تزيد بنسبة 5% سنويا، وأن أسعار المنتجات تتناسب مع معدل تكاليف اليد العاملة. ماذا يعني ذلك؟ على صاحب العمل رفع أسعار منتجاته بنسبة 3% سنويا للمحافظة على معدل الأرباح نفسه. ماذا لو حدث في سنة من السنوات أن ارتفعت تكاليف اليد العاملة بنسبة 15%؟ سيرفع صاحب العمل أسعار منتجاته بالنسبة نفسها إذا رغب في المحافظة على معدل الأرباح نفسه. طبعا الواقع أعقد من هذا المثال الافتراضي الذي قصد منه تسهيل الفهم.
بينت دراسات تطبيقية empirical باستخدام أدوات اقتصاد قياسي econometrics كثيرة أن منحنى فيلبس ينطبق على المدى القصير (سنوات قليلة مثلا)، وليس على الأمد البعيد، ووجد أن هناك معدل بطالة مستقر ينسجم مع معدل تضخم ثابت. معدل البطالة هذا يسمى "معدل البطالة الطبيعي"، ومعه يكون منحنى فيلبس عموديا.
كما لوحظ في بعض الأحيان ظهور ما يسمى بالتضخم الركودي Stagflation، حيث يرتفع الاثنان: التضخم والبطالة (هذا حدث ويحدث في بعض الدول).
الموضوع واسع، وكتبت حوله مئات البحوث والكتب.
وباختصار، يفيد المنحنى في تحليل التحركات قصيرة المدى في البطالة والتضخم، وأبسط تصوير لهذه التحركات يبينها الشكل التالي.
منحنى فيلبس بصورته المبسطة
يوضح منحنى فيلبس Philips Curve وجود علاقة بين التضخم و البطالة:
فعند ارتفاع ارتفاع الطلب الكلي مثلاً فإن المنتج يعمل على زيادة حجم الإنتاج مما يعمل على توظيف عناصر إنتاج أكثر (انخفاض معدل البطالة) و من ثم ترتفع أجور هؤلاء العمال مما يعمل على ارتفاع تكلفة الإنتاج و التي تنعكس بالتالي على ارتفاع تكاليف الإنتاج ومن ثم ارتفاع أسعار السلع والخدمات (ارتفاع معدل التضخم). أي أن العلاقة بين التضخم و البطالة علاقة عكسية.