صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان
تأليف الشّيخ العلّامة المحدّث الأثريّ :
محمد بشير السّهسواني الهنديّ (ت 1326هـ)
وهو كتاب قيّم في موضوع ردّ الافتراءات الملصقة بدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ التّوحيديّة وأتباعها ، والحقيقة أنّه ردّ على : أحمد زيني دحلان مفتى الشّافعيّة بمكّة في وقته (ت 1304 هـ) على ما ضمّنه من مفتريات وأباطيل في كتابه [ الدّرر السنية في الرّد على الوهابية !! ] الذي كان من ألدّ أعداء الدّعوة وأشدّ الطّاعنين فيها ، وقد كان ردّ مؤلف (صيانة الإنسان) عليه بطريقة جيّدة ، حيث أنّه يأتي بنقول من كتاب دحلان بكلمة (قوله 🙂 ثمّ يناقشها ويردّ عليها بقوله (أقول 🙂 ردّاً إجماليّاً أو تفصيليّاً حسب ما يقتضيه المقام ، وبهذه الطّريقة قد ناقش المؤلّفُ -رحمه الله- أحمدَ دحلان ، في ما يقارب من مائتين وخمسين موضعاً.
وأمّا المسائل التي يحتويها الكتاب فهي تتعلّق بالعقيدة والتّوحيـد ، والتي عُنيَ بها الشّيخ محمد بن عبدالوهاب ثمّ أتباعه من بعده ، وهي :
* مسائل زيارة قبر الرّسول صلى الله عليه وسلم .
* واستغفاره للمؤمنين بعد الموت .
* والتّوسل به .
* ودعاء غير الله تعالى .
* ثمّ خلاصة سيرة الشّيخ محمد بن عبدالوهاب ـ رحمه الله ـ واتّهام خصومه إيّاه والرّدّ عليه .
* وذكر ما فعله الموحّدون وقت فتحهم مكّة المكرّمة ، واعتراف علمائها بصحّة دعوتهم .
* والموازنة بين أحوال أهل نجد بعد وصول الدّعوة وبين ما كانوا عليه قبلها .
* وشرح حديث (( الغرباء )) .
* وتقسيم التّوحيـد إلى توحيد الرّبوبيّة وتوحيد الألوهّية .
* وتفسير الأحاديث الواردة في الخوارج .
* وشرح الحديث الذي ورد فيه : ((قرن الشّيطان)) .
……… وما إلى ذلك من المسائل التي كانت تهمّ أهل العقيدة آنذاك بشأن الدّفاع عن الدّعوة وأهلها.
والجدير بالذّكر أنّ كتاب السّهسواني ـ رحمه الله ـ المذكور ، لمّا طُبع لأوّل مرّة لم ينشر باسم مؤلفه ، وذلك بسبب تعكّر أحوال شبه القارّة الهنديّة بالنّسبة لدعوة الشّيخ وجماعته المؤيّدين لهم من أهل الحديث .
كما أنّ أهل العلم قد اعتبروا كتاب (صيانة الإنسان) من أهمّ الكتب التي ألّفت حول الموضوع ، وهو الآن في أشدّ الحاجة إلى عناية أهل العلم بتحقيقه وطبعه ونشره مرّة أخرى ، حتّى يستفيد منه أجيال العصر ، ويكون عوناً لهم في سبيل معرفة الحق .
ويكفي لمعرفة أهميّة هذا الكتاب ما جاء في تقديم العلّامة محمد رشيد رضا (منشئ مجلة المنار بمصر) ـ رحمه الله وغفر الله له ـ للكتاب ، حيث قال: (( ومن فضـائل هذا الكتاب ومؤلّفه علوّ أدبه في عبارته وتحاميه المبالغة في ذمّ المذموم ومدح الممدوح ، فهو لا يطري الإمام المجدّد الذي يدافع عنه ، ولا يهجو المتجرّم الذي يردّ عليه هجواً شعريّاً يدخل في مفهوم السّباب المذموم ، وإن كان جزاءً وفاقاً ، ومقابلة للسّيئة بمثلها … وجملة ما في الكتاب: إنّه ليس ردّاً على الشّيخ دحلان وحده ، ولا على من احتجّ بما نقله عنهم من الفقهاء ممّا لا حجّة فيه ، كالشّيخ تقيّ الدّين السّبكي والشّيخ أحمد بن حجر الهيتمي المكّي ؛ بل هو ردّ على جميع القبوريين والمبتدعيين ، حتى الذين جاءوا بعده إلى زمننا هذا )) .
ومما يستأنس به أيضا في الاستفادة من هذا الكتاب :
* تصدّي العلّامة إسماعيل الأنصاري ـ رحمه الله ـ للتّعليق عليه .
* إحالة الشّيخ مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله ـ عليه ، في معرض ذكره لجملة من الكتب التي ينبغي الحذر منها حين قال عن كتاب [ الدرر السنية لدحلان هذا !] : ((مؤلّفه دحلان : زائغ داعية إلى الضّلال، ومدافع عن الضّلال ولأخينا في الله أبي عبد الله كتاب قيم في الرّد على دَحْلَانَ ، وقد أرسل للطّبع بحمد الله ، والرّجل كان قاضيّاً بمكّة ، وهناك كتاب لأخ هندي بعنوان : "صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان " ))
* ذكْرُ الشّيخ : صالح بن فوزان الفوزان ـ حفظه الله وأمتع المسلمين بعلمه وعمره ـ الكتابَ في جملة الكتب التي دافعت عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهّاب ـ رحمه الله ـ في كتابه "مشاهير المجددين" .
* هذا وقد كان الكتاب من جملة الكتب التي نصح بها الشّيخ : أسامة بن عطايا العتيبي ـ حفظه الله ـ كما في كتابه : "برنامج علمي مقترح لمن سمت همّته في طلب العلم " .
فالمأمول من الإخوة طلبة العلم الاستفادة من هذا الكتاب الذي نسأل الله أن يكون مباركا على قلوبنا في تثبيت التوحيد علما وعملا ودعوة
ملاحظة : كثير من عبارات التعريف بهذا الكتاب مأخوذة من كتاب : " دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب بين مؤيدها ومعارضها في شبه القارة الهندية " لمؤلفه : أبو المكرم بن عبد الجليل من علماء الهند ، مع تصرّف .