بسم الله الرحمن الرحيم
تنمية مواهب و قدرات الأطفال
الرفع من مستوى ذكاء طفلك أو تنمية مواهب و قدرات الأطفال
سنتكلم عن تأثير الآباء والبيئة المحيطة على تنمية ذكاء الطفل، مع تعريف الذكاء وذكر العوامل المؤثرة في تفوق الطفل عقلياً.
ومن ناحية أخرى سنتحدث أيضاً عن جوانب عدة في حياة الأطفال الموهوبين توصل إليها الباحثون من خلال دراساتهم ( كالتكييف العاطفي، العلاقات الاجتماعية، الأنشطة غير الدراسية، وصحتهم مقارنة بغيرهم من الأطفال.
ما يحظى به والد الطفل الذكي
ماذا يحدث إذا وفرت لطفلك الإثارة الذهنية المناسبة وبيئة التعلم … هل سيكون طفلك ذكياً ولماحاً؟ هل يصنف على أنه عالى الذكاء عند دخوله المدرسة؟ وهل سيكون ضمن مجموعات القراءة المميزة وبرامج المتفوقين؟! هذا وعد مبالغ فيه في هذه المرحلة من بحوث تطور الذكاء لدى الأطفال وتأثيرات التعلم المبكر، ولكن هناك دراسات جادة من جانب علماء السلوكية وكثير من التربويين، ويمكنك رفع مستوى ذكاء أي طفل تقريباً بدرجة معقولة، وذلك بتهيئة البيئة المحيطة به، وهذا شيء مؤكد، فسواء ولد الطفل بإمكانيات عقلية ضعيفة أو متوسطة أو عالية، فإن البيئة الثرية سترفع مستوى الوظائف العقلية لديه بغض النظر عن الجينات الموروثة، فإذا كان طفلك محظوظاً، وورث مخاً متوسطا أو فوق المتوسط، فالاحتمالات كبيرة أن تساعده البيئة المناسبة منذ الطفولة حتى يكون ذكيا أو موهوباً.
تعريف الذكاء والموهبة
وكلمتا ذكي bright وموهوب gifted تستخدمان بالتبادل لوصف هذه الفئة من الأولاد والبنات التي تمتلك قدرة فائقة وأداء متميزاً، ويتطورون بسرعة، ويتعلمون أكثر وأسرع من الأطفال الآخرين في أي مجال ذي أهمية.
وقد عَرّف د.paul wihy الذي قضى معظم حياته العملية في جامعة northwestern يدرس الأطفال الأذكياء- الموهبة على أنها أداء متميز مناسب في أي عمل gifted ness إنجاز ذي قيمة، بينما عرف آخرون ممن درسوا الأطفال الموهبة على أنها القدرة على التفكير والتعميم وإدراك العلاقات واستخدام البدائل والقدرة على التفكير في المجردات وإدراك علاقات السبب والنتيجة وتصور الأفكار على نحو مستقبلي.
وقد عرف ميثاق التربية 1978 الأطفال الموهوبين بأنهم هم الذين يمتلكون قدرات عالية تدل على إمكانيات أدائية مميزة في النواحي العقلية والإبداعية والأكاديمية والقيادة والفنون البصرية، وتتعرف بعض المدارس على الأطفال الموهوبين والنابهين بناء على اختبار الذكاء فقط، وتفضل معظم المدارس إضافة تقدير المعلم والعلامات ومعايير أخرى.
وتستخدم معظم البرامج تعريفاً واسعاً يشمل هؤلاء الأطفال المتميزين في العمل الأكاديمي، وكذلك في الفنون الإبداعية والقدرات القيادية.
وقد لعبت بيئة المنزل الثرية والمهيئة للتعلم في مرحلة الطفولة المبكرة دوراً في حياة الأفراد الموهوبين والأذكياء ذوي الإنجازات العظيمة، وعندما قام الباحثون بدراسة خلفيات أطفال المدارس الذين صنفوا على أنهم موهوبون أو متفوقون عقلياً عن طريق اختباارت الذكاء وجدوا أن البيئة الثرية والتخطيط الواعي من قبل الوالدين يساعدان الطفل على التعلم واستخدام مخه.
العوامل الثلاثة المؤثرة في تفوق الطفل عقلياً
وقد توصل د. Robert j.Howighurst من جامعة شيكاغو أن هؤلاء الأولاد والبنات أصبحوا متميزين عقلياً بسبب:
1- بيئة المنزل والمدرسة التي شجعتهم على التعلم والاستمتاع.
2- الوالدين والأشخاص الذين حولهم، حيث كانوا نموذجاً للاهتمام والالتزام، فقلدهم الأطفال.
3- تدريب الأسرة المبكر للطفل حتى تنمو لديه الرغبة في الإنجاز.
عندما تجتمع هذه العوامل في طفل ذي إمكانيات بيولوجية للتعلم، متوسطة أو فوق المتوسطة، يصبح متفوقاً عقلياً.
وعلى الجانب الآخر، إذا ولد طفل بإمكانيات بيولوجية تعلمية هائلة ولم يتلق التشجيع والتعلم المبكر فلن يصبح ذكياً أو موهوباً، ويقدر الباحثون أن معظم إمكانيات نصف الموهوبين على الأقل تهدر وتضيع بسبب عدم وجود فرص تعلم كافية وسريعة وثرية، ولكن إذا كان ممكناً أن تساعد طفلك حتى يكون ذكياً وموهوباً، فهل هذا مرغوب، وهل تريد هذا الطفل في أسرتك؟!
كثيراً ما تسمع أحد الآباء يقول: "ليس ضرورياً أن يكون فائق الذكاء، ولكن من المهم أن يكون طبيعياً ومتوسط الذكاء، وذا تربية جيدة"، ولكن مازال بعض الآباء والأمهات وقليل من المعلمين يرون الطفل الذكي شخصاً عبوساً متزمتاً يرتدي نظارات، وغير متفاعل اجتماعياً وعاطفياً وجسدياً على رغم تفوقه العقلي، ولكنهم على خطأ كالذين اعتادوا الخلط بين العبقرية والجنون، ولا يدركون هذا الخيط الرفيع بينهما.
وإحدى الأفكار الخاطئة الشائعة عنهم أنهم مبالغون في بذل جهودهم وطاقاتهم في الأنشطة العقلية لتغطية جوانب النقص في جوانب أخرى، ولا يوجد أي دليل على ذلك من خلال عشرات الدراسات عن الأطفال الموهوبين، وتم إجراء بحوث كثيرة حول صفاتهم، ولكن قليلا منها كان حول كيفية نموهم ونشأتهم. أعاننا الله على تربيتهم على الوجه الحسن .