التصنيفات
السنة الرابعة متوسط BEM 2015

الطالب بين مطرقة الدروس النظامية و سندان الدروس الخصوصية


الطالب بين مطرقة الدروس النظامية و سندان الدروس الخصوصية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زملائي الأفاضل

بداية أحب أن أنوه في موضوعي هذا بالمجهود المضني الذي يبذله الأستاذ إرضاء لربه أولا و أخيرا من أجل إرساء سفينة

الطالب إلى شاطئ النجاح و الفلاح في مشواره الدراسي. و هنا أرفع قبعة التقدير و الإجلال لمن كاد أن يكون رسولا على

قول أمير الشعراء…فطوبى لكم زملائي الأفاضل و بشرى لكم رضوان من الله عز و جلّ.

ثم أما بعد

أشكر جزيل الشكر إحدى عضوات المنتدى على إثارة مشكل طالما أرّق الطلبة و أقضّ مضاجعهم. فهم بين المطرقة

و السندان إما الوثوق في ما يقدمه لهم الأستاذ داخل القسم أو اتباع ما يمليه لهم أستاذ الدروس الخصوصية و هذه

لعمري الطامة الكبرى .. الدروس الخصوصية سلاح ذو حدين حيث أنها رغم ما تتيح للطالب من فرص الإستزادة

في العلم بشتى الطرق الممكنة إلا أنها تثير الريبة و ترسي الحيرة في آن واحد إزاء ما يقدم له من معلومات. و هنا

تتخبطه الوساوس و تأخذ منه الحيرة كل مأخذ فيتشتت ذهنه و تذوب ثقته في ما يقدمه له الأستاذ داخل القسم إلى

أن تتلاشى تماما.

السبب حسب رأيي و خبرتي لا يعدو أن يكون ميل الطالب لأستاذ الدروس الخصوصية إذ نناح له مجموعة من

العوامل المساعدة على سرعة الإستيعاب و الفهم كالهدوء الذي يسود الحصة لعدم إكتظاظ حجرة الدرس ناهيك عن

وقت الحصة الإضافي و الذي يزيد أحيانا عن الساعتين بالإظافة إلى نقطة غاية في الأهمية و هي اعتماد الأستاذ

على ما يحوزه الطالب من معلومات تلقاها في قسمه على يد أستاذه .

على النقيض من ذلك، فالطالب لا يعايش نفس الظروف داخل قسمه النظامي إذ عليه أن يكابد عناء الإكتظاظ و ما

ينجم عنه من فوضى و قلة الاستيعاب و التركيز و التشتت الذهني وغيرها من الظروف الصعبة التي يحياها يوميا

على مدار السنة. ناهيك عن مدة الحصة المتاحة له فهو بالكاد يتلقى معلومة أو اثنتين لقصر المدة المحددة قانونا

بساعة واحدة، و على قلة المعلومات المقدمة فقلة من الطلبة من يستطيع تلقي المعلومة و استيعابها على أكمل وجه

بينما باقي الطلبة عليهم انتظار الحصة الموالية عساهم يستوقفوا الأستاذ لإعادة تقديم المعلومة أو مراجعتها حتى

يتمكنوا منها…و هنا يجد الأستاذ نفسه بين مطرقة التوزيع السنوي و ضرورة إنهائه في آجالفه المحددة مسبقا مع

بداية السنة الدراسية و بين سندان ضميره الحي إذ يصعب عليه تجاهل طلبات التلميذ و حاجته لفهم كل ما يقدم له

أو بعضه على أقل تقدير. إضافة لكل ما تقدم، فالأستاذ هو أول من يقوم بزرع بذرة المعلومة في عقل الطالب .

و هنا يتعين عليه أن يستنفذ كل طاقاته العقلية و البدنية و النفسية لإيصال المعلومة بالطريقة الصحيحة و في الوقت

المحدد عكس زميله أستاذ الدروس الخصوصية الذي يحصد ما زرعه الأول.

بعد كل ما ذكرت آنفا فالحيرة لدى الطالب قد تتبدد لمجرد الوثوق في كل ما يقدمه الأستاذ الذي يكد و يبذل قصارى

جهده للوصول بالطالب إلى بر الأمان و للوصول لهذا الهدف تجده يعاني الأمرين، إذ يتوجب عليه أن يتجاوز

ظروف عمله القاهرة و يتناساها بمجرد ولوجه للقسم و ملاقاة أبنائه الطلبة، و هذا ما يشجعني للوقوف إلى جانبه.

و من هذا المنبر أطالب كل أبنائي الطلبة بضرورة الوثوق في أستاذهم على أن يتجاوبوا إيجابا مع ما يقدمه نظيره

أستاذ الدروس الخصوصية و ذلك بالتمحيص و التدقيق و الإستعانة بطرف ثالث إذا استوجب الأمر و ليكن أستاذ

آخر للبت في اختلاف ما يقدمه الأستاذين.

الحديث حول هذا الموضوع ذو شجون و قد يطول. لهذا أتوقف هنا لأترك لكم فرصة مناقشة القضية و طرح آرائكم

وفق خبراتكم وتجاربكم. كما يمكن للطلبة أن يدلوا بدلوهم حول الأمر من خلال معايشتهم لهذه القضية أثناء دروسهم

الخاصة.

تقبلوا تحياتي الأخوية.

الأستاذ عدنان

منقول للفائدة

اختكم سلمى