التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[سؤال] هل كان الصحابة يأتون قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟ يجيبك الشيخ ربيع بن هادي- ع

تعليمية تعليمية
[سؤال] هل كان الصحابة يأتون قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟ يجيبك الشيخ ربيع بن هادي

هل كان الصحابة يأتون قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((قال: وفي الموطأ من رواية يحيى بن يحيى الليثي أنه كان – يعني ابن عمر – يقف على قبر النبي , فيصلي على النبي , وعلى أبي بكر وعمر)).

علق الشيخ ربيع:
((الشفاء (2/86). وهو في الموطأ (1/166)، 9 – كتاب قصر الصلاة في السفر، برقم (68)، مالك عن عبد الله بن دينار، "رأيت ابن عمر يقف على قبر النبي ، فيصلي على النبي , وعلى أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما -".
وفي المصنف لعبد الرزاق (3/576)، باب السلام على قبر النبي حديث (6724): "عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن نافع، قال: كان ابن عمر إذا قدم من سفر أتى قبر النبي ، فقال: السلام عليك يارسول الله! السلام عليك يا أبا بكر! السلام عليك يا أبتاه!".
وأخبرناه عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر. قال معمر: فذكرت ذلك لعبيد الله بن عمر، فقال: "لا نعلم أحداً من أصحاب النبي فعل ذلك" إلا ابن عمر.
أقول: يستفاد من قول عبيد الله بن عمر، الإمام المدني، الثقة الثبت، أن الصحابة الكرام – وفيهم الخلفاء الراشدون – ما كانوا يأتون قبر النبي إلا ما كان من عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – إذا قدم من سفر، مع حبهم الشديد لرسول الله وإكرامهم إياه وطاعتهم وانقيادهم له. فهل آن للأمة الإسلامية أن تثوب إلى رشدها، فتتبع هؤلاء العظماء والفقهاء النبلاء. وإننا على ثقة أنهم ما وقفوا جميعاً هذا الموقف إلا على أساس متين، وصراط مستقيم من العلم النبوي الصحيح، وعلى إدراك واع لمقاصد الشريعة وأهدافها، إنه ماكان ذلك منهم – مع حبهم الشديد الصادق لرسول الله إلا تنفيذاً لتوجيهاته الكريمة؛ مثل قوله : "لاتتخذوا قبري عيدًا". ومثل قوله : "اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد". ومثل قوله – وبأبي وأمي هو -: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
تنفيذاً لهذه التوجيهات العظيمة الهادفة إلى حماية التوحيد، وصيانة العقيدة الإسلامية من شوائب الغلو والضلال الذي وقع فيه أهل الكتاب، كان ذلك الموقف الواعي الرشيد من الصحابة الكرام، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون والفقهاء المبرزون مثل زيد بن ثابت وابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب وغيرهم من علماء الصحابة وعظمائها وساداتها، فما هم إلا جند الله ثم جند محمد ، جند له في حياته يفدونه ورسالته بمهجهم وأموالهم وأرواحهم، وجند له أوفياء بعد وفاته وانتقاله إلى الرفيق الأعلى، فلله درهم ما أفقههم وأنبلهم وأوفاهم!.
فهل للأمة الإسلامية أن تتأسى بهؤلاء العظماء الأوفياء في تنفيذ هذه التوجيهات وغيرها مما جاء به خاتم الأنبياء – صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؟ ولله در إمام دار الهجرة – رحمه الله – إذ قال حين خالف بعض الناس بعض هذه التوجيهات وبدأوا يترددون على القبر: لا أعرف هذا عمن مضى، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها. وسيأتي كلامه فنشير إلى مصدره في موضعه)).

[ط­ط§ط´ظٹط© ظ‚ط§ط¹ط¯ط© ط¬ظ„ظٹظ„ط© ظپظٹ ط§ظ„طھظˆط³ظ„ ظˆط§ظ„ظˆط³ظٹظ„ط©]
ط§ظ„ط±ط§ط¨ط· ظ…ظ† ظ…ظˆظ‚ط¹ ط§ظ„ط´ظٹط® http://rabee.net/show_book.aspx?id=909&pid =6&bid=169

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[مقال] الجواب في سنَّة النبي صلى الله عليه وسلّم

تعليمية تعليمية
[مقال] الجواب في سنَّة النبي صلى الله عليه وسلّم


بسم الله الرحمن الرحيم

كثُرَ في هذا العصر تنازع الناس في مسائل أثارتْها الفتن، والفتنُ امتحان للقوب، ومن هذه المسائل: مسألة السمع والطاعة لولي الأمر المسلم.
ولقد تفرّع الخلافُ إلى قضايا عديدة.. وأحب هنا أنْ أبحث عن جواب ما تنازع فيه الناس في سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم ففيها الحق المبين. عملا بقوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردُّوه إلى الله وإلى الرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر} [النساء: 59] قال مجاهد وغير واحد من السلف:«أي: إلى كتاب الله وسنة رسوله» [تفسير القرن العظيم، ابن كثير: 2/ 345 ط، دار طيبة الإصدار2]
وسنةُ الرسول صلى الله عليه وسلم شارحة لكتاب الله تعالى، ومفصِّلة لمجمله.

وإنِّي أرجو منك أخي القارئ أن تقف معي على هاتين الآيتين الكريمتين:
1-قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسولَه وأولي الأمر منكم}. [النساء: 59]
قال ابن عبَّاس: نزلَت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي، إذ بعثَه النبيُّ صلى الله عليه وسلَّم في سريَّة. [صحيح البخاري: رقم: 4584].
وقد أوردَ الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية طائفة من الأحاديث التي تأمر بالسمع والطاعة بالمعروف لولاة الأمور (=الأمراء)، وقال: «الأحاديث في هذا كثيرة» [تفسيره: 2/ 344] ثم قال رحمه الله: «والظاهر والله أعلم أنَّ الآية عامة في جميع أولي الأمر من الأمراء والعلماء» [2/ 345].

2- قال تعالى: {وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا} [الأحزاب: 67] قال ابن كثير: «أي: اتبعنا السادة وهم الأمراء والكبراء من المشيخة». [تفسيره: 6/ 484].
يفهم البعض من هذه الآية ونظائرها، أو يحاول أن يفهِمَنا أنَّ طاعة عصاة ولاة الأمور اتباع لسبيل الضالين، وتحاكم إليهم دون القرآن، مطلقا.

فيضرب بين هذه الآية والآية السابقة.

والحق واضح. فطاعة هؤلاء الهالكين لأسيادهم تقليدٌ أعمى. قال القرطبي: «أي:أطعناهم في معصيتك وما دعونا إليه فأضلونا السبيلا»[تفسيره: نسخة موقع: إسلام ويب].

وهي طاعةٌ لأئمة كفر، وفي كفرٍ وضلالٍ وفجور. وطاعةٌ لـ«غيرِ الله في معصيةِ الله ورسولِه»[التفسير الميسر، ط المجمع: 427] وعاقبة ذلك: {يوم تُقلَّب وجوهُهُم في النَّارِ يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا}[الأحزاب: 66]. وقال تعالى: {إذ تبرأ الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبعوا ورأوا العذاب وتقطَّعَتْ بهم الأسباب (166) وقال الذين اتَّبعوا لو أنَّ لنا كرَّة فنتبرأَ منهم كما تبرَّأوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسراتٍ عليهم وما هم بخارجين من النار} [البقرة: 166، 167]

فمن أطاعَ غيرَ الله في معصية الله فقد ضل.
ولا يعني هذا عدم طاعة ولي الأمر بالمعروف، فإنَّ من طاعةِ الله تعالى ورسوله أن تطيعَ من ولاه الله أمر المسلمين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أطاعني فقد أطاع الله، ومن يعصني فقد عصى الله، ومن يُطع الأميرَ فقد أطاعني، ومن يعصي الأمير فقد عصاني)) [البخاري: 2957ومسلم: 1835].
 فطاعةُ أهلِ السنَّة لمن ولاه اللهُ أمرَهم: استجابةٌ لأمرِ الله واتّباعٌ لنبيِّه صلى الله عليه وسلم. وليست تملُّقا للسلاطين ورجاءً لما عندهم ورهبةً منهم، كما يدَّعي ذلك مَن تقلَّبَتْ بهم الأهواء.

س/ إذن، ماذا لو أمرَ الأميرُ بمعصية؟
ج/ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الطاعة بالمعروف)) [البخاري: 4340] وفي لفظ [مسلم: 1840]: ((لا طاعةَ في معصية الله، إنَّما الطاعةُ في المعروف)).
وقال عليه الصلاة والسلام: ((السمع والطاعةُ حقٌّ ما لم يؤمَرْ بمعصيَةٍ، فإذا أُمِرَ بمعصيةٍ فلا سمع ولا طاعة)) [البخاري: 2955].
قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: ((أطعْه في طاعةِ الله، واعصِهِ في معصية الله)). [مسلم: 1844].

 وأهلُ السنَّة لا يدعون الناسَ إلى طاعة السلطان في معصية الله، كما يزعم ذلك الكاذبون، ولا هم يتحاكمون إلى أوامر السلاطين فيحكّمونها في دينهم، كما يفهم ذلك كثيرٌ من الأغبياء.

س/ وإنْ استأثر الحاكمُ بالأموال دوننا؟
ج/ قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: ((عليك السَّمْعُ والطاعة، في عُسْرِكَ ويُسرِك، ومنشَطِك ومكرَهِك، وأثرَةٍ عليك)) [مسلم: 1836].
سألَ سَلَمةُ بن يزيد الجُعْفِي رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم، فال: يا نبيَّ الله! أرأيتَ إن قامَتْ علينا أُمراءُ يسألوننا حقَّهم ويمنعوننا حقَّنا، فما تأمرُنا؟ فأعرَضَ عنه، ثم سألَه فأعرض عنه، ثم سأله في الثانية أو الثالثة فجذبَه الأشعث بن قيس وقال: ((اسمعوا وأطيعوا، فإنَّما عليهم ما حُمِّلوا وعليكم ما حُمِّلْتُم))[مسلم: 1846].
وفي رواية بعدَها: فجبذه الأشعث بن قيس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اسمعوا وأطيعوا….))الحديث.

س/ وما الذي علينا تجاه ظلم الحاكم الظالم؟
ج/ قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: ((إنَّكم ستلقون بعدي أَثَرَة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض)) [مسلم: 1845]
وقال عليه الصلاة والسلام: ((مَنْ رأى من أميرِه شيئا يكرهُه فليصبر عليه، فإنَّه من فارق الجماعة شِبْرًا فمات إلا مات ميتة جاهليَّة)) [البخاري: 7054، واللفظ له، مسلم: 1849].
أي: «أي: مات على الضلالة كما يموت أهل الجاهلية عليها، فإنهم كانوا لا يدخلون تحت طاعة أمير» [فتاوى اللجنة الدائمة: الفتوى رقم: (17627) موقع: الرئاسة العامة للبحوث العلميَّة والإفتاء: http://www.alifta.net]

 فالأمر بالصبر على الاستبداد والأثرة: أمرٌ نبوي ومنهاجٌ سلفي، وإن رضيَ بعضُ الحقوقيين وأتباعهم غيرَ ذلك.

وقال عليه الصلاةُ والسلامُ: ((تسمع وتطيع للأميرِ، وإنْ ضُرِبَ ظهرُك، وأخِذَ مالُك، فاسمَعْ وأطِع)) [مسلم: 1847، الرواية الثانية].

وقد حاول صاحب كتاب «أسئلة الثورة» أن يُضعِّفَ زيادة: ((وإنْ ضُرِبَ ظهرُك، وأخِذَ مالُك، فاسمَعْ وأطِع))، وهي من رواية الإمام مسلم في صحيحه، وسلك إلى تضعيفها طريقةً تدل على استخفافه بعقول القراء والمتابعين له، وللأسف الشديد! وانظر تفصيل ذلك في كتاب: «كشف أبرز شبه: "أسئلة الثورة"» لعلي بن فهد أبابطين (ص: 76 – 84).
وليس الإشكال في أنَّه حكم على إسناد هذه الزيادة بالضعف –وحسب-، بل في الطريقة الخَلَفيَّة الرديئة التي سلكها لهدم هذا الحديث سندا ومتنا.

وحاول أحدُ الوعاظ أن يستغل التفاتَ قلوبِ العامة إليه واغترارهم به في تحريف معنى هذا الحديث.

وقد ردَّ عليهما فضيلة الشيخ الدكتور: صالح بن فوزان آل فوزان، بمقالٍ مختصر بعنوان: «تنبيه على خطأ في شرح حديث: وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك» http://www.alfawzan.af.org.sa/node/13975

 وفي الأحاديث الصريحة الصحيحة مما يدل على مشروعيَّة الصبر على جورِ السلطان، ما يشفي ويقطع الطريق على كل متصيِّد. حتى لو أخذنا بتضعيف الحديث الآنف الذِّكر.

س/ وماذا لو كان الحاكمُ فاسقا جائرا. أنسمع ونطيع؟
ج/ قال النبي صلى الله عليه وسلَّم: ((ألا منْ ولي عليه والٍ، فرآهُ يأتي شيئا من معصيةِ الله، فليكره ما يأتي مِنْ معصية الله، ولا ينزِعنَّ يدًا من طاعة)) [مسلم: 1855، الرواية الثانية]

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: ((إنَّها ستكون بعدي أَثَرَةٌ، وأمورٌ تنكرونَها))، قالوا يا رسولَ الله! كيف تأمرُ من أدْرَك منَّا ذلك؟ قال: ((تؤدُّون الحقَّ الذي عليكم، وتسألون اللهَ الذي لكم)). [مسلم: 1834].

 ومع أنَّ علماء السنَّة يدعون الراعي إلى أداء حقوق الرعية، والرعيةَ إلى حقوق الراعي، إذ إنَّ كل أحد يُخاطب بما يحتاجه، ولا يزال العلماء يشرحون حقوق الطرفين على بعضهما في دروس وكتب، إلا أنَّ الهازئين الجاهلين لا يكفُّون عن السخرية بعلمائنا قائلين: "أزعجتمونا بحقوق الراعي، فأين حقوق الرعيَّة؟!".

وعن جنادة بن أبي أميَّة قال: دخلْنا على عبادةَ بنِ الصامتِ وهو مريضٌ، فقلنا: حدِّثْنَا، أصلحَك اللهُ، بحديثٍ ينفعُ اللهُ به، سمعتَه من رسولِ الله صلى الله عليه وسلَّم، قال دعانا رسولُ الله صلى الله عليه وسلَّم فبايعناه، فكانَ فيما أخذَ علينا، أنْ بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويُسرنا، وأَثَرَةٍ علينا، وأن لا ننازع الأمرَ أهلَه، قال: ((إلا أنْ تَرَوا كُفْرًا بواحًا عندَكم من الله فيه بُرهان)) [البخاري: 7055 ، ومسلم –واللفظ له-: 1709 (42 من أحاديث كتاب الإمارة)]

س/ وما موقفنا من منكراتِه؟
ج/ في صحيح مسلم عن طارق بن شهاب قال: أولُّ من بدأ بالخُطبة يوم العيدِ قبلَ الصَّلاة مروانُ، فقام إليه رَجُلٌ فقال: الصلاةُ قبلَ الخُطبة. فقال قد تُرِكَ ما هُنالِك.
فقال أبو سعيدٍ (يعني: الخُدْرِي) : أمَّا هذا فقد قضى ما عليه، سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلَّم يقول: ((مَنْ رَأى منكم مُنكرًا فليغيِّرْه بيده، فإنْ لَم يستطع فبلسانه، فإنْ لم يستطع فبقلبِه، وذلك أضعف الإيمان)) [مسلم: 49].
قال الحافظ ابن رجب: «الإنكار بالقلب فرض على كل مسلم في كل حال، وأما الإنكار باليد واللسان فبحسب القدرة» [جامع العلوم والحِكَم، شرح حديث: من رأى منكم منكرا. (نسخة إلكترونية: موقع: إسلام ويب)]
والتغيير باليد لا يعني الخروج عليهم، أو قتالهم. قال ابن رجب رحمه الله: «جهاد الأمراء باليد أن يزيل بيده ما فعلوه من المنكرات، مثل أن يريق خمورهم أو يكسر آلات الملاهي التي لهم، ونحو ذلك، أو يبطل بيده ما أمروا به من الظلم إن كان له قدرة على ذلك، وكل هذا جائز، وليس هو من باب قتالهم، ولا من الخروج عليهم الذي ورد النهي عنه». [المصدر السابق]

وقال رحمه الله: «إن خشي في الإقدام على الإنكار على الملوك أن يؤذي أهله أو جيرانه، لم ينبغ له التعرض لهم حينئذ، لما فيه من تعدي الأذى إلى غيره ، كذلك قال الفضيل بن عياض وغيره، ومع هذا، فمتى خاف منهم على نفسه السيف، أو السوط، أو الحبس، أو القيد، أو النفي، أو أخذ المال، أو نحو ذلك من الأذى، سقط أمرهم ونهيهم، وقد نص الأئمة على ذلك، منهم مالك وأحمد وإسحاق وغيرهم» [السابق]
وفي كلامه هذا -رحمه الله- ردٌّ على دعاة المظاهرات الذين لا يبالون أَهُتِكَت الأعراض بسببهم أم سفكت الدماء وتعطلت عموم المصالح وعمَّ الخراب!

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: ((ستكون أُمرَاءُ، فتعرِفون وتُنْكِرون، فمن عَرَفَ برئ، ومن أنكَرَ سلِم، ولكن مَنْ رضي وتابَع)). قالوا: أفلا نقاتِلُهم؟ قال: ((لا، ما صلّوْا)) [مسلم: 1854].

وقال عليه الصلاةُ والسلام: ((ألا مَنْ وَليَ عليه والٍ، فرآه يأتي شيئا مِنْ معصية الله، فليكرَه ما يأتي من معصيةِ الله، ولا ينزِعَنَّ يدًا من طاعة)) [مسلم: 1855، الرواية الثانية]
وبوَّبَ النووي في شرحه على مسلم: «باب وجوب الإنكار على الأمراء فيما يخالِفُ الشرع…».

س/ كيف يكون الإنكار على الحاكم؟

ج/ في صحيح البخاري عن أبي وائل قال: قيلَ لأسامة: لو أتيت فلانا (يعني: عثمان) فكلَّمتَه، قال: إنَّكم لترونَ أنِّي لا أكلِّمه، إلا أُسمِعُكم. إنِّي أكلِّمه في السرِّ دون أن أفتح بابًا أكون أوَّل من فتحه… [البخاري: 3267، واللفظ له، مسلم: 2989]
قال الشيخ ابن باز –رحمه الله-: «ليس من منهج السلف التشهير بعيوبِ الولاة وذكر ذلك على المنابر، لأنَّ ذلك يُفضي إلى الفوضى، وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويُفضِي إلى الخوض الذي يضرُّ ولا ينفَع، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما بينهم وبين السلطان أو الكتابة إليه أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يُوجَّه إلى الخير».اهـ [المعلوم من واجب العلاقة الحاكم بالمحكوم: أسئلة أجاب عليه الشيخ ابن باز رحمه الله وطُبعت في رسالة صغيرة].

ومسألة الإنكار علانية مما يكثر الخلط فيها. وضرب النصوص بعضها ببعض، وأقوال العلماء بعضها ببعض، وسبب ذلك الهوى والعجَلة. وللعلماء سلفا وخلفا كلام فيها. ليس هذا موضع بسطه.

وقد فصَّل الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- في هذه المسألة تفصيلا يزيل اللبس. وكان مما قال: «جميع الإنكارات الواردة عن السلف إنكارات حاصلة بين يدي الأمير أو الحاكم. وهناك فرق بين كون الأمير حاضراً أو غائباً…»اهـ. [لقاء الباب المفتوح 62، نسخة إلكترونيَّة: موقع: إسلام ويب]
ولمزيدٍ من التفصيل راجع الشريط رقم 62 من اللقاءات:
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_226.shtml
وقد كتب عدد من الأفاضل مقالاتٍ نافعة في بيان الفروق بين سبيل السلف وسبيل مَن أحدَثَ ممن خلَف في نصح السلطان. منها سلسلة مقالات كتبها الشيخ صالح السويح تحت عنوان: «السلاطين بين نصح الصادقين، وتهييج الثائرين».

 وخلاصة الأمر: أن يتحرَّى الناصحُ أحسنَ السبل لنصيحة الإمام وردِّه عن الشرِّ، ويتوخى أقرب طريق لقبوله، ويبتعد عن شحن نفوس الناس عليه، وكسر هيبته بينهم، وتثبيطهم عن طاعته في المعروف، وتزيين الخروج لهم، لأن ذلك يُفضي إلى الفوضى والفساد.

س/ ما حكم من مات وليس في عُنقه بيعة؟

ج/ في صحيح مسلم عن نافع قال: جاء عبدُ الله بن عمر إلى عبدِ الله بن مُطيع، حين كان مِنْ أمرِ الحرَّةِ ما كان، زمن يزيد بن معاوية، فقال: اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادةً، فقال: إنِّي لَمْ آتِكَ لأجلِسَ، أتيتُكَ لأحدِّثكَ حديثًا سمعتُ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: ((من خلَعَ يدًا من طاعةٍ، لقِيَ اللهَ يوم القيامةِ لا حُجَّةَ له، ومن مات وليس في عُنُقِه بيعةٌ، ماتَ مِيتَةً جاهليَّة)) [مسلم: 1851]
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلَّم أنَّه قال: ((من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة، فماتَ، ماتَ مِيتَةً جاهليَّة)) [مسلم: 1848].

وعن ابن عبَّاس عن النبي صلى الله عليه وسلَّم قال: ((من كَرِهَ مِن أميره شيئا فليصبر، فإنَّه من خرَجَ من السلطان شِبْرًا ماتَ ميتة جاهليَّة)) [البخاري: 7053]

قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله (في مسائل الجاهليَّة) : «الثالثة: أنَّ مخالفة ولي الأمر وعدم الانقياد له فضيلة، والسمعَ والطاعةَ له ذلٌّ ومهانة، فخالَفهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأمَرَ بالصبر على جورِ الوُلاة، وأَمَرَ بالسمع والطَّاعة لهم والنصيحة، وغلَّظ فيه وأعاد»اهـ.

س/ ما حكم الخروج على الحاكم الكافر؟

ج/ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إلا أنْ تَرَوا كُفْرًا بواحًا عندَكم من الله فيه بُرهان)) [البخاري: 7055 ، ومسلم: 1709]
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: « لا يكون إلا إذا وجدت أمة قوة تستطيع إزالة الحكم الباطل. أما خروج الأفراد والناس العامة الذين يفسدون ولا يصلحون فلا يجوز خروجهم، هذا يضرون به الناس ولا ينفعونهم»اهـ. انظر: http://www.binbaz.org.sa/mat/4178
وقد فصَّل أهل العلم في ذلك، يقول الشيخ عبد العزيز الراجحي:
«لا يجوز الخروج على ولي الأمر إلا بشروط خمسة دلت عليها النصوص من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم:
أحدها: أن يفعل ولي الأمر كفراً لا فسقاً ولا معصيةً.
الثاني: أن يكون الكفر بُواحاً. أي واضحاً لا لبس فيه، فإن كان فيه شكٌ أو لبسٌ، فلا يجوز الخروج عليه.
الثالث: أن يكون هذا الكفر دليله واضحٌ من الكتاب أو السنة، ودليل هذه الشروط الثلاثة قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لمّا سُئل عن الأمراء وظلمهم قال: ((إلا أن تروا كفراً بُواحاً عندكم من الله فيه برهان)) [متفق عليه].
الرابع: وجود البديل المسلم الذي يحل محل الكافر، ويُزيل الظلم، ويَحكم بشرع الله، وإلا فيجب البقاء مع الأول.
الخامس: وجود القدرة والاستطاعة، لقول الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16]. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم)) [متفق عليه]».اهـ[بيان: حكم المظاهرات، موقع الشيخ عبد العزيز الراجحي: http://shrajhi.com//Fatawa/ID/1315 ]

وكأني بشابٍّ يسأل –مستنكرا- فيقول: لماذا البحث في هذه القضايا وتكرارها؟!

وأقول:
1-إنَّ هذه المسائل قد حكمَتْ فيها الشريعةُ، فنشرها –على ما جاءت به السنة- نشرٌ لشيءٌ من الشريعة. وإنكارُ الغلط الشائع في هذه المسائل إنكارٌ للمنكر.
2- إنَّ هذه المسائل مع وضوح الأدلة فيها قد كثر فيها اللبس والتلبيس، مما يدلّ على شيوع أهواءٍ يريد أصحابُها حرْف الناس عن السنة. وقد نجحوا في ذلك كثيرا بعد الفتن الأخيرة، فجرأوا العامة على علماء السنَّة، وتكرر استهزاء البعض ببعض الأحاديث الثابتة في الصحيح، واستصغار نعمة الله عليهم في بلد التوحيد والسخرية بمن يقرّ بها، وتسمية من يدعو إلى ما أمرت به السنة في معاملة السلطان وسار على طريقة علماء هذا البلد كابن باز وابن عثيمين رحمهما الله: غلاة طاعة، وطلاب دراهم السلطان… وتفنن مزينو المظاهرات والاعتصامات في لمز مخالفيهم في منهج الإنكار على الولاة، هذا مع دعواهم المكرورة في إعذار ذي الاجتهاد الآخر (!) التي تبين أن المراد منها فسح المجال أكثر لأهوائهم ومن يهوون !
3- الإخلال بهذه الأصول والضوابط الشرعيَّة في معاملة الحاكم يعرِّض المجتمع لفوضى وضياع الدماء والأعراض.
4- اشتداد الفتن من حولنا، وتشوُّف الكثيرين لجرِّها إلينا في بلاد التوحيد يدعو أهلَ الغيرة إلى أن يبذلوا ما يستطيعون في وأدِها في مهدها… كيف وقد كادت أن تكون جذعة؟!

أيها الشاب، لا تفسح لمن يريد التلاعب بدينك، وعقلك، وأمنِ مجتمعك، فتكون ألعوبة بأيديهم!

ولا تدع العواطف تحيد بك عن الصراط المستقيم.
ولا تغرَّنك كثرة المتلطخين بالفتنة، وما في كلامهم من بهرج… واصبر نفسَك على السنَّة، فهي أغلى وأنفس منهم أجمعين!

كتبه: ناصر بن عبد الله بن ناصر الخزيم
@Nasseralkhozim
في: 18 / 3 / 1443

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
الفقه واصوله

كيفية صلاة النبي للشيخ عبدالعزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله

تعليمية تعليمية

كيفية صلاة النبي (صلى الله عليه وسلم ) للشيخ عبدالعزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله

كيفية صلاة النبي (صلى الله عليه وسلم )

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى كل من يحب أن يصلي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم : " صلوا كما رأيتموني أصلي " رواه البخاري .

*يسبغ الوضوء وهو أن يتوضأ كما أمره الله عملاً بقوله سبحانه وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين } وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تقبل صلاة بغير طهور " .
1- يتوجه المصلي إلى القبلة وهي الكعبة اينما كان بجميع بدنه قاصداً بقلبه فعل الصلاة التي يريدها من فريضة أو نافضلة ، ولا ينطق بلسانه بالنية ، لأن النطق باللسان غير مشوع ، لكون النبي صلى الله عليه وسلم لم ينطق بالنية ولا أصحابه رضي الله عنهم ويسن أن يجعل له سترة يصلي إليها إن كان إماماً أو منفرداً ، لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك .
2- يكبر تكبيرة الاحرام قائلاً ( الله أكبر ) ناظراً ببصره إلى محل سجوده .
3- يرفع يديه عند التكبير إلى حذو منكبيه ، أو إلى حيال أذنيه .
4- يضع يديه على صدره ، اليمنى على كفِّه اليسرى . لورود ذلك من حديث وائل بن حجر وقبيصة ابن هلب الطائي عن صلى الله عليه وسلم أبيه رضي الله عنهما .
5- يسن أن يقرأ دعاء الاستفتاح وهو ( اللهم باعد بيني وين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد ) . وإن شاء قال بدلاً من ذلك ( سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ) ثم يقول : ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ) ويقرأ سورة الفاتحة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " ويقول بعدها ( آمين ) جهراً في الصلاة الجهرية ، ثم يقرأ ما تيسر من القرآن .
6- يركع مكبراً يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه ، جاعلاً رأسه حيال ظهره ، واضعاً يديه على ركبتيه ، مفرقاً أصابعه ، ويطمئن في ركوعه ويقول ( سبحان ربي العظيم ) والأفضل أن يكررها ثلاثا أو أكثر ، ويستحب أن يقول مع ذلك (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ) .
7- يرفع رأسه من الركوع ، رافعاً يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه قائلاً : ( سمع الله لمن حمده ) إن كان إماماً أو منفرداً ، ويقول بعد قيامه : ( ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملء السموات وملء الرض ، وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد ) . وإن زاد بعد ذلك : ( أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) فهو حسن ، لأن ذلك قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحاديث الصحيحة . أما إن كان مأموماً فإنه يقول عند الرفع : ( ربنا ولك الحمد ) إلى آخر ما تقدم . ويستحب أن يضع كل منهم يديه على صدره ، كما فعل في قيامه قبل الركوع ، لثبوت ما يدل على ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث وائل بن حجر ، وسهل بن سعد رضي الله عنهما .
8- يسجد مكبراً واضعاً ركبتيه قبل يديه إذا تيسر ذلك ، فإن شق عليه قدم يديه قبل ركبتيه ، مستقبلاً بأصابع رجليه ويديه القبلة ، ضاماً أصابع يديه . ويكون على أعضائه السبعة ، الجبهة مع الأنف ، واليدين والركبتين ، وبطون اصابع الرجلين . ويقول : ( سبحان ربي الأعلى ) ويكرر ذلك ثلاثاً أو أكثر . ويستحب أن يقول مع ذلك : ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك .. الله اغفر لي ) ويكثر من الدعاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم " وقوله صلى الله عليه وسلم: " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء " . رواهما مسلم في صحيحه . ويسال ربه له ولغيره من المسلمين من خيري الدنيا والآخرة ، سواءاً كانت الصلاة فرضاً أو نفلاً ، ويجافي عضديه عن جنبيه وبطنه عن فخذيه وفخذيه عن ساقيه ويرفع ذراعيه عن الأرض، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب " .
9- يرفع رأسه مكبراً ، ويفرش قدمه اليسرى ويجلس عليها وينصب رجله اليمنى ويضع يديه على فخذيه وركبتيه ويقول : ( رب اغفر لي ، رب اغفر لي ، رب اغفر لي ، اللهم اغفر لي وارحمني وارزقني وعافني واهدني واجبرني ) ويطمئن في هذا الجلوس حتى يرجع كل فقار إلى مكانه كاعتداله بعد الركوع لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطيل إعتداله بعد الركوع وبين السجدتين .
10- يسجد السجدة الثانية مكبراً ، ويفعل فيها كما فعل في السجدة الأولى .
11- يرفع رأسه مكبراً ويجلس جلسة خفيفة مثل جلوسه بين السجدتين وتسمى جلسة الاستراحة وهي مستحبة في أصح قولي العلماء . وان تركها فلا حرج ، وليس فيها ذكر ولا دعاء ، ثم ينهض قائماً إلى الركعة الثانية معتمداً على ركبتيه إن تيسر ذلك ، وإن شق عليه اعتمد على الأرض ، ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر له من القرآن بعد الفاتحة . ثم يفعل كما فعل في الركعة الأولى ولا يجوز للمأموم مسابقة إمامه لأن النبي صلى الله عليه وسلم حذر أمته من ذلك ، وتكره موافقته للإمام ، والسنة له أن تكون أفعاله بعد إمامه من دون تراخي وبعد انقطاع صوته لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إنما جُعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد فإذا سجد فاسجدوا " الحديث متفق عليه .
12- إذا كانت الصلاة ثنائية ، أي ركعتين كصلات الفجر والجمعة والعيد ، جلس بعد رفعه من السجدة الثانية ناصباً رجله اليمنى ، مفترشاً رجله اليسرى ، واضعاً يده اليمنى على فخذه اليمنى ، قابضاً أصابعه كلها إلا السبابة فيشير بها إلى التوحيد، وأن قبض الخنصر والبنصر من يده وحلق إبهامها مع الوسطى وأشار بالسبابة فحسن لثبوت الصفتين عن النبي صلى الله عليه وسلم . والأفضل أن يفعل هذا تارة ، وهذا تارة ويضع يده اليسرى على فخذه اليسرة وركبته ، ثم يقرأ التشهد في هذا الجلوس . وهو ( التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليكم ايها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، اشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ) . ثم يقول : ( اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد ، وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم ، وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ) . ويستعيذ بالله من أربع فيقول : " اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال " ثم يدعوا بما شاء من خيري الدنيا والآخرة ، وإذا دعا لوالديه أو غيرهما من المسلمين فلا بأس ، سواء كانت الصلاة فريضة أو نافلة ، ثم يسلم عن يمينه وشماله قائلاً ( السلام عليكم ورحمة الله .. السلام عليكم ورحمة الله ) .
13- إن كانت الصلاة ثلاثية كالمغرب ، أو رباعية كالظهر والعصر والعشاء ، قرأ التشهد المذكور آنفاً ، مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم نهض قائماً معتمداً على ركبتيه ، رافعاً يديه إلى حذو منكبيه قائلاً ( الله أكبر ) ويضعهما أي يديه على صدره ، كما تقدم ويقرأ الفاتحة فقط . وإن قرأ في الثالثة والرابعة من الظهر زيادة عن الفاتحة في بعض الأحيان فلا بأس ، لثبوت ما يدل على ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابي سعيد رضي الله عنه ، ثم يتشهد بعد الثالثة من المغرب ، وبعد الرابعة من الظهر والعصر والعشاء ، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويتعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال ويكثر من الدعاء ، ومن ذلك اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، كما تقدم ذلك في الصلاة الثنائية . لكن يكون في هذا الجلوس متوركاً واضعاً رجله اليسرى تحت رجله اليمنى ، ومقعدته على الأرض ناصباً رجله اليمنة لحديث ابي حميد الساعدي في ذلك . ثم يسلم عن يمينه وشماله ، قائلاً : السلام عليكم ورحمة الله.. السلام عليكم ورحمة الله ويستغفر الله ثلاثاً ويقول : ( اللهم أنت السلام، ومنك السلام ، تباركت ياذا الجلال والاكرام لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ) . ويسبح الله ثلاثاً وثلاثين ويحمده مثل ذلك ، ويكبره مثل ذلك ، ويقول تمام المائة ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ) . ويقرأ آية الكرسي ، وقل هو الله أحد ، وقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس بعد كل صلاة ـ ويستحب تكرار هذه السور الثلاث ، ثلاث مرات بعد صلاة الفجر ، وصلاة المغرب ، لورود الحديث الصحيح بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم كما يستحب أن يزيد بعد الذكر المتقدم بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب قول ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ) عشر مرات لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم . وإن كان إماماً إنصرف إلى الناس وقابلهم بوجهه بعد استغفاره ثلاثاً ، وبعد قوله اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك ياذا الجلال والإكرام ثم يأتي بالأذكار المذكورة ، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، منها حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم . وكل هذه الأذكار سنة وليست بفريضة . ويستجيب لكل مسلم ومسلمة ، أن يحافظ على إثنتى عشرة ركعة في حال الحضر ، وهي أربع قبل الظهر ، واثنتان بعدها ، واثنتان بعد المغرب ، وثنتان بعد صلاة العشاء ، وثنتان قبل صلاة الصبح ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحافظ عليها ، وتسمى الرواتب . وقد ثبت في صحيح مسلم عن أم حبيبة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من صلى اثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته تطوعاً بني له بيتاً في الجنة " . وقد فسرها الإمام الترمذي في روايته لهذا الحديث بما ذكرنا . أما في السفر فكان النبي صلى الله عليه وسلم يترك سنة الظهر والمغرب والعشاء ، ويحافظ على سنة الفجر والوتر ، ولنا فيه أسوة حسنة ، لقول الله سبحانه : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } وقوله عليه الصلاة والسلام : " صلوا كما رأيتموني أصلي " والله ولي التوفيق .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه وأتباعه باحسان إلى يوم الدين .

عبدالعزيز بن عبد الله بن باز

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




السلام و رحمة الله و بركاته

جزاك الله كل خير أختي أم ليلى على الموضوع الرائع

فكثير منا يصلي لكن ليس بالطريقة الصحيحة و السليمة

بارك الله فيك …. لك مني أرقى تحية

موضوع يستحق التقيم

تم التقيم
تعليميةتعليمية:eh_s(7 ):
تعليميةتعليمية
تعليمية




أحسن الله إليكِ

بالتوفيق إن شاء الله




جزاك الله خيــرا على هذا الإ نجــــاز المتميز , وشكرا جزيلا لك.




صلى الله عليه وسلم




التصنيفات
الفقه واصوله

: حكم شراء ونشر ما يسمى بجواز سفر النبي ـ صلى الله عليه وسلم للشيخ جمال الحارثي حفظه

تعليمية تعليمية

: حكم شراء ونشر ما يسمى بجواز سفر النبي ـ صلى الله عليه وسلم للشيخ جمال الحارثي حفظه الله

حكم شراء ونشر ما يسمى بجواز سفر النبي ـ صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنتشرت على الشبكة الدولية ما يسمى بجواز سفر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ

وفيه بيانات الرسول مثل الاسم وإسم الاب وإسم الام وإسم الموَّلدة
وأسماء الزوجات كما أن به أرقام مثل الجوازات الحقيقة فما حكم شراؤه ونشره؟
وجزاكم الله خيرًا .

وإليكم صورته:
تعليميةتم تصغير هذه الصورة … نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 669 في 485 وحجم الصورة 182 كيلو بايت
تعليمية

تعليميةتم تصغير هذه الصورة … نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 669 في 488 وحجم الصورة 59 كيلو بايت
تعليمية

تعليميةتم تصغير هذه الصورة … نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 669 في 482 وحجم الصورة 58 كيلو بايت
تعليمية

تعليميةتم تصغير هذه الصورة … نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 670 في 483 وحجم الصورة 58 كيلو بايت
تعليمية

تعليميةتم تصغير هذه الصورة … نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 669 في 483 وحجم الصورة 56 كيلو بايت
تعليمية
تعليميةتم تصغير هذه الصورة … نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 669 في 483 وحجم الصورة 58 كيلو بايت
تعليمية

تعليميةتم تصغير هذه الصورة … نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 670 في 492 وحجم الصورة 57 كيلو بايت
تعليمية
تعليميةتم تصغير هذه الصورة … نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 670 في 483 وحجم الصورة 63 كيلو بايت
تعليمية

تعليميةتم تصغير هذه الصورة … نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 669 في 480 وحجم الصورة 47 كيلو بايت
تعليمية

تعليميةتم تصغير هذه الصورة … نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 669 في 490 وحجم الصورة 50 كيلو بايت
تعليمية
تعليميةتم تصغير هذه الصورة … نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 669 في 475 وحجم الصورة 48 كيلو بايت
تعليمية
تعليميةتم تصغير هذه الصورة … نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 669 في 469 وحجم الصورة 54 كيلو بايت
تعليمية

تعليميةتم تصغير هذه الصورة … نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 669 في 485 وحجم الصورة 59 كيلو بايت
تعليمية
تعليميةتم تصغير هذه الصورة … نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 669 في 483 وحجم الصورة 53 كيلو بايت
تعليمية
الجواب :

بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد :

فهذا العمل محدث في دين الله تعالى وفيه اسهجان بالسيرة النبوية العطرة واستخفاف بها
ورأيت أنهم وصفوا جويرية وصفية رضي الله عنهن باليهودية حيث ذكروا هويتهما : يهودية

نسأل الله السلامة والعافية، وإن كانوا يقصدون أنهن من اليهود، فلا يجوز أن ينسبن لليهودية
وهن مسلمات وزوجات لخير خلق الله وأمهات المؤمنين .
وفي صور لبيت الرسول صلى الله عليه وسلم وحجره ـ المزعومة ـ ؛ دعوة لإحياء الآثار والتي
يتمسك بها أهل التصوف، والمتمسحين بالآثار والمتبركين بها والتي لا يثبت لها تاريخ، وهذه
دعوة للشرك .
فينبغي للمسلمين أن لا يهتموا بمثل هذه الدعوات والمحدثات وإن كانت في ظاهرها الحُسن.
فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها .

والله أعلم

كتبه

أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
1/3/1431هـ.


منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




جزاك الله كل خير على المجهود
تحياتي الخالصة




نسأل الله السلامة و العافية

جزاكم الله خيرا على النقل الطيب




التصنيفات
اسلاميات عامة

هدي النبي في الصدقة

بسم الله الرحمن الرحيم
هدي النبي في الصدقة
يقول ابن القيم رحمه الله ـ في هديه صلى الله عليه و سلم في الصدقة حيث يقول:

«وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم أعظم الناس صدقة بما ملكت يده. كان لا يستكثر شيئًا أعطاه الله تعالى، ولا يستقله، وكان عطاؤه عطاء من لا يخاف الفقر، وكان العطاء والصدقة أحب شيء إليه، وكان سروره وفرحه بما يعطيه أعظم من سرور الآخذ بما يأخذ».

وكان أجود الناس بالخير، يمينه كالريح المرسلة، وكان إذا عرض له محتاج آثره على نفسه؛ تارة بطعامه، وتارة بالهدية، وتارة بشراء الشيء ثم يعطي البائع الثمن والسلعة جميعًا، وكان تارة يقترض الشيء فيرد أكثر منه وأفضل وأكبر، ويشتري الشيء فيعطي أكثر من ثمنه، ويقبل الهدية ويكافئ عليها بأكثر منها وبأضعافها تلطفًا وتنوعًا في ضروب الصدقة والإحسان بكل ممكن، ويأمر بالصدقة ويحض عليها ويدعو بحاله وقوله؛ فإذا رآه البخيل الشحيح دعاه إلى البذل والعطاء، وكان من خالطه وصحبه صلى الله عليه و سلم ورأى هديه لا يملك نفسه من السماحة والندى.

ولذا كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أشرح الخلق صدرًا وأطيبهم نفسًا وأنعمهم قلبًا؛ فإن للصدقة وفعل المعروف تأثيرًا عجيبًا في شرح الصدور. ولرسولنا صلى الله عليه و سلم أسوة حسنة حيث يخبرنا أن ثلاثة يدخلون الجنة بسبب القليل من الطعام. وذلك فيما رواه أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال«إن الله عز وجل ليدخل اللقمة الخبز، وقبضة التمر، ومثله مما ينتفع به المسكين ثلاثة الجنة.. رب البيت الآمر به، والزوجة تصلحه، والخادم الذي يناول المسكين» فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : «الحمد لله الذي لم ينس خدمنا».




تعليمية




التصنيفات
الفقه واصوله

حديث باطل ومكذوب عن النبي صلى الله عليه وسلم

حديث باطل ومكذوب عن النبي صلى الله عليه وسلم ( رأيت نساءً من أمتي في عذاب شديد)
للشيخ ابن باز رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم


قال الله تعالى: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ [الذاريات:55]، ذكرى للنساء: عن الإمام علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- قال: [دخلت أنا وفاطمة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فوجدته يبكي بكاءً شديداً، فقلت: فداك أبي وأمي يا رسول الله! ما الذي يبكيك؟ فقال صلى الله عليه وسلم: يا علي! ليلية أسري بي إلى السماء رأيت نساءً من أمتي في عذاب شديد، فأنكرت شأنهن لما رأيت من شدة عذابهن، رأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغ رأسها، ورأيت امرأة معلقة بلسانها والحميم يصب في حلقها، ورأيت امرأة معلقة بثدييها، ورأيت امرأة تأكل لحم جسدها والنار توقد من تحتها، ورأيت امرأة قد شُدت رجلاها إلى يديها وقد سلط عليها الحيات والعقارب، ورأيت امرأة صماء عمياء خرساء في تابوت من نار يخرج دماغ رأسها من منخرها ]، ويستمر هذا سماحة الشيخ في سرد هذه الأشياء، ويسأل عن صحة ما في هذا المنشور؟

كل هذا معروف يتداوله الناس وهو باطل كله مكذوب على النبي – صلى الله عليه وسلم – ليس له أصل هذا من الموضوعات مما كذبه الكذابون ولا صحة له لا عن علي ولا عن غير علي, بل هو من الأحاديث الموضوعة المكذوبة عن النبي- عليه الصلاة والسلام-, وكثيراً ما يكذبون على علي أحاديث كثيرة, فينبغي فيمن وقع في يده شيء من هذا أن يتلفه, وينبه الناس عليه أنه كذب نسأل الله العافية. خطر المنشورات يعود مرة بعد مرة سماحة الشيخ؟ لا شك أنه خطر المنشورات خطر ويجب على المسلمين التنبه لها, وأن لا يغتروا بمنشورات حتى يعرضوها على أهل العلم المعروفين بالاستقامة والعلم الصحيح.

لعل أيضاً الجهات المسئولة لها دور في هذا سماحة الشيخ؟

لا شك يجب على ولاة الأمور من أمراء, وعلى وزير الداخلية, وعلى وزير الأوقاف أن يهتم بهذا الأمر وأن يعنوا بهذا الأمر حتى ينبهوا الناس ويعلموا الناس, وهكذا العلماء, وهكذا المحاكم ,وهكذا الهيئات, كل هؤلاء مشتركون في هذه الأمر يجب عليهم أن يتنبهوا لهذه الأمور, وأن ينبهوا الناس على هذه الأشياء التي توزع أو تنشر أو تلصق وهي باطلة نسأل الله السلامة.

بارك الله فيكم ، لعل المخاطر لا تخفى من الحسن أن يذكر بها هنا سماحة الشيخ ولاسيما الخطر على الأمن, والخطر على الأوطان, والخطر على أفكار الناس وعقائدهم؟ يجب على المسئولين بلا شك أن يتنبهوا لهذا, ولاسيما الهيئات وفقهم الله, والأمراء, والقضاة, والعلماء في كل مكان, وعلى المسئولين في الداخلية إلى غير ذلك مما يحصل به التعاون ضد هذه النشرات الباطلة. نسأل الله للجميع التوفيق





قال أبو بكر بن خلاد: دخلتُ على يحيى بن سعيد في مرضه، فقال لي:
يا أبا بكر! ما تركتَ أهلَ البصرةِ يَتكلّمون؟ قلت:
يَذْكرون خيرًا، إلا أنهم يخافون عليك مِن كلامك في الناس. فقال:

احفظ عني:
لأن يكون خصمي في الآخرة رجل مِن عُرْضِ الناس، أَحَبُّ إليّ مِن أن يكون خصمي في الآخرة النبيّ صلى الله عليه وسلم، يقول: بَلَغَكَ عني حديثٌ وَقَعَ في وَهْمِكَ أنه عني، غير صحيح – يعني فلم تنكره-.
"الكامل في ضعفاء الرجال" (1/ 98)


جزاكِ الله خيرا أختي أم همام على التنبيه ،،،




التصنيفات
اسلاميات عامة

من ضحكات النبي صلى الله عليه وسلم

تعليمية

قال تعالى :
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }
آل عمران159


تعليمية نبدأ علـــــى بركة الله تعليمية


أتستهزئ مني وأنت رب العالمين
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس عن بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال آخر من يدخل الجنة رجل فهو يمشي مرة ويكبو مرة وتسفعه النار مرة فإذا ما جاوزها التفت إليها فقال تبارك الذي نجاني منك لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين فترفع له شجرة فيقول أي رب أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها وأشرب من مائها فيقول الله عز وجل يا بن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها فيقول لا يا رب ويعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى فيقول أي رب أدنني من هذه لأشرب من مائها وأستظل بظلها لا أسألك غيرها فيقول يا بن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها فيقول لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها فيعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين فيقول أي رب أدنني من هذه لأستظل بظلها وأشرب من مائها لا أسألك غيرها فيقول يا بن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها قال بلى يا رب هذه لا أسألك غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليها فيدنيه منها فإذا أدناه منها فيسمع أصوات أهل الجنة فيقول أي رب أدخلنيها فيقول يا بن آدم ما يصريني منك أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها قال يا رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين فضحك بن مسعود فقال ألا تسألوني مم أضحك فقالوا مم تضحك قال هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا مم تضحك يا رسول الله قال من ضحك رب العالمين حين قال أتستهزئ مني وأنت رب العالمين فيقول إني لا أستهزئ منك ولكني على ما أشاء قادر.

(صحيح مسلم ج1/ص174)

آمنت بالله وكذبت البصر
روى عن عكرمة قال كان ابن رواحة مضطجعا إلى جنب امرأته فقام إلى جارية له في ناحية الحجرة فوقع عليها وفزعت امرأته فلم تجده في مضجعه فقامت فخرجت فرأته على جاريته فرجعت إلى البيت فأخذت الشفرة ثم خرجت وفرغ فقام فلقيها تحمل الشفرة فقال مهيم قالت مهيم لو أدركتك حيث رأيتك لوجأت بين كتفيك بهذه الشفرة قال وأين رأيتني قالت رأيتك على الجارية فقال ما رأيتني وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرأ أحدنا القرآن وهو جنب قالت فاقرأ وكانت لا تقرأ القرآن فقال أتانا رسول الله يتلو كتابه كما لاح مشهور من الفجر ساطع أتى بالهدى بعد العمى فقلوبنا به موقنات أن ما قال واقع يبيت يجافي جنبه عن فراشه إذا استثقلت بالمشركين المضاجع فقالت : آمنت بالله وكذبت البصر ثم غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فضحك حتى بدت نواجذه صلى الله عليه وسلم
.

(تفسير القرطبي ج5/ص209)

صليت بأصحابك وأنت جنب
روى أبو داؤد والدارقطني عن يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن عمران بن أبي أنس عن عبد الرحمن بن جبير عن عمرو بن العاص قال احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت إني سمعت الله عز وجل يقول( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما
) فضحك نبي الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا فدل هذا الحديث على إباحة التيمم مع الخوف لا مع اليقين.

(تفسير القرطبي ج5/ص217)

أو في شك أنت يا بن الخطاب

قال عمر بن الخطاب فجئت الغلام فقلت له استأذن لعمر , فلما وليت منصرفا فإذا الغلام يدعوني قال أذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت عليه فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش قد أثر الرمال بجنبه متكئ على وسادة من آدم حشوها ليف فسلمت عليه ثم قلت وأنا قائم طلقت نساءك فرفع بصره إلي فقال لا ثم قلت وأنا قائم أستأنس يا رسول الله لو رأيتني وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على قوم تغلبهم نساؤهم فذكره فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قلت لو رأيتني ودخلت على حفصة فقلت لا يغرنك أن كانت جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد عائشة فتبسم أخرى فجلست حين رأيته تبسم ثم رفعت بصري في بيته فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر غير أهبة ثلاثة فقلت ادع الله فليوسع على أمتك فإن فارس والروم وسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله وكان متكئا فقال أو في شك أنت يا بن الخطاب أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا فقلت يا رسول الله استغفر لي.

(صحيح البخاري ج2/ص872)


خذ بيد أخيك فادخلا الجنة

عن أنس رضي الله عنه قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه فقال عمر ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي فقال رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة تبارك وتعالى فقال أحدهما يارب خذ لي مظلمتي من أخي قال الله تعالى أعط أخاك مظلمته قال يارب لم يبق من حسناتي شيء قال رب فليحمل عني من أوزاري قال ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء ثم قال إن ذلك ليوم عظيم يوم يحتاج الناس إلى من يتحمل عنهم من أوزارهم فقال الله تعالى للطالب ارفع بصرك وانظر في الجنان فرفع رأسه فقال يارب أرى مدائن من فضة وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي نبي هذا لأي صديق هذا لأي شهيد هذا قال هذا لمن أعطى ثمنه قال رب ومن يملك ثمنه قال أنت تملكه قال ماذا يارب قال تعفو عن أخيك قال يارب فإني قد عفوت عنه قال الله تعالى خذ بيد أخيك فادخلا الجنة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله تعالى يصلح بين المؤمنين يوم القيامة.

(تفسير ابن كثير ج2/ص286)


تعليمية





جزاك الله خير الجزاء اخي

ننتظر مزيد من هذه المواضيع




بارك الله فيك وجعلها في ميزان حسناتك




جزاك الله خير الجزاء




تعليمية




ربنا يبارك فيكم امين




التصنيفات
الفقه واصوله

[فوائد مستخلصة] بعض خصائص يوم الجمعة وهدي النبي في يوم الجمعة م

[فوائد مستخلصة] بعض خصائص يوم الجمعة وهدي النبي -صلى الله عليه وسلم – في يوم الجمعة من زاد المعاد في هدي خير العباد

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الا مام ابن القيم في الزاد ص 375-380
فصل
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم تعظيمُ هذا اليوم وتشريفه، وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره. وقد اختلف العلماء: هل هو أفضلُ، أم يومُ عرفة؟ على قولين: هما وجهان لأصحاب الشافعي.
وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ في فجره بسورتي (الم تنزيل) و (هل أتى على الإِنسان). ويظن كثير ممن لا علم عنده أن المراد تخصيصُ هذه الصلاة بسجدة زائدة، ويسمونها سجدة الجمعة، وإذا لم يقرأ أحدُهم هذه السورة، استحبَّ قراءة سورة أخرى فيها سجدة، ولهذا كره من كره من الأئمة المداومة على قراءة هذه السورة في فجر الجمعة، دفعاً لتوهم الجاهلين، وسمعت شيخَ الإِسلام ابن تيمية يقول: إنما كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقرأ هاتين السورتين في فجر الجمعة، لأنهما تضمنتا ما كان ويكون في يَومِها، فإنهما اشتملتا على خلق آدم، وعلى ذِكر المعاد، وحشر العباد، وذلك يكون يومَ الجمعة، وكان في قراءتهما في هذا اليوم تذكيرٌ للأمة بما كان فيه ويكون، والسجدة جاءت تبعاً ليست مقصودة حتى يقصدَ المصلي قراءتها حيثُ اتفقت. فهذه خاصة من خواص يوم الجمعة.
ص -376- الخاصة الثانية: استحبابُ كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيه وفي ليلته، لقوله صلى الله عليه وسلم "أكثِروا مِنَ الصلاة عَلَّي يوم الجُمُعة وَلَيْلَة الجُمُعة". ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم سيدُ الأنام، ويوم الجمعة سيدُ الأيام، فللصلاةِ عليه في هذا اليوم مزيةٌ ليست لغيره مع حكمة أخرى، وهي أن كل خير نالته أمتُه في الدنيا والآخرة، فإنما نالته على يده، فجمع اللّه لأمته به بين خيري الدنيا والآخرة، فأعظمُ كرامة تحصل لهم، فإنما تحصل يوم الجمعة، فإن فيه بعثَهم إلى منازلهم وقصورِهم في الجنَّة، وهو يومُ المزيد لهم إذا دخلوا الجنَّة، وهو يوم عيد لهم في الدنيا، ويوم فيه يُسعفهم اللّه تعالى بطلباتهم وحوائجهم، ولا يَرُدُّ سائلهم، وهذا كلُ إنما عرفوه وحصل لهم بسببه وعلى يده، فمن شكرِه وحمده، وأداءِ القليل من حقه صلى الله عليه وسلم أن نكثر الصلاة عليه في هذا اليوم وليلته.
الخاصة الثالثة: صلاة الجمعة التي هي من آكد فروض الإِسلام، ومِن أعظم مجامع المسلمين، وهي أعظمُ مِن كل مجمع يجتمعون فيه وأفرضُه سوى مجمع عرفة، ومن تركها تهاوناً بها، طبع اللهُ على قلبه، وقُربُ أهل الجنة يومَ القيامة، وسبقُهم إلى الزيارة يومَ المزيد بحسب قُربهم من الإِمام يومَ الجمعة وتبكيرهم.
الخاصة الرابعة: الأمر بالاغتسال في يومها، وهو أمرٌ مؤكد جداً، ووجوبه أقوى مِن وجوب الوتر، وقراءة البسملة في الصلاة، ووجوب الوضوءِ من مس النساء، ووجوب الوضوءِ مِن مرِّ الذكر، ووجوب الوضوءِ من القهقهة في الصلاة، ووجوب الوضوءِ من الرُّعاف، والحِجامة، والقيء، ووجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير، ووجوب القراءة على المأموم.
ص -377- وللناس في وجوبه ثلاثةُ أقوال: النفيُ والإِثبات، والتفصيلُ بين من به رائحة يحتاج إلى إزالتها، فيجب عليه، ومن هو مستغن عنه، فيستحب له، والثلاثة لأصحاب أحمد.

الخاصة الخامسة: التطيب فيه، وهو أفضل من التطيب في غيره من أيام الأسبوع.
الخاصة السادسة: السِّواك فيه، وله مزية على السواك في غيره.
الخاصة السابعة: التبكير للصلاة.
الخاصة الثامنة: أن يشتغل بالصلاة، والذكر، والقراءة حتى يخرج الإِمام.
الخاصة التاسعة: الإِنصات للخطبة إذا سمعها وجوباً في أصح القولين، فإن تركه، كان لاغياً، ومن لغا، فلا جمعة له، وفي "المسند"، مرفوعاً "والذي يقول لِصاحِبِه أنصِتْ، فَلا جُمُعَةَ لَهُ".
الخاصة العاشرة: قراءة سورة الكهف في يومها، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرأَ سُورَةَ الكَهْفِ يَوْمَ الجمُعَةِ، سَطَعَ لَهُ نُورٌ مِن تَحتِ قَدَمِهِ إلى عَنَانِ السَّمَاء يُضىء بِه يَوْمَ القِيامَةِ، وغُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الجُمُعَتَيْنِ".

ص -378- وذكره سعيد بن منصور مِن قول أبي سعيد الخُدري وهو أشبه.
الحادية عشرة: إنه لا يُكره فعلُ الصلاة فيه وقتَ الزوال عند الشافعى رحمه اللّه ومن وافقه، وهو اختيار شيخنا أبي العباس بن تيمية، وَلَم يكن اعتمادُه. على حديث ليث، عن مجاهد، عن أبي الخليل، عن أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كره الصلاة نِصف النهار إلا يومَ الجمعة. وقال: إنَّ جَهَنَّمَ تُسَجَّرُ إلاَّ يَوْمَ الجُمُعَة وإنما كان اعتمادُه على أن من جاء إلى الجمعة يُستحب له أن يُصلِّيَ حتى يخرج الإِمام، وفي الحديث الصحيح "لا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الجُمعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِن دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِن طِيبِ بَيتِه، ثُمَّ يَخرُجُ، فَلاَ يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْن، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ ينْصِتُ إذا تَكَلَّمَ الإِمَامُ إلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا بَينةُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأخْرَى". رواه البخاري فندبه إلى الصلاة ما كتِب له، ولم يمنعه عنها إلا في وقت خروج الإِمام، ولهذا قال غيرُ واحد من السلف، منهم عمر
ص -379- بن الخطاب رضي اللّه عنه، وتبعه عليه الإِمام أحمد بن حنبل: خروجُ الإِمام يمنع الصلاة، وخطبتُه تمنع الكلام، فجعلوا المانع من الصلاة خروجَ الإِمام، لا انتصافَ النهار.
وأيضاً، فإن الناس يكونون في المسجد تحت السقوف، ولا يشعرُون بوقت الزوال، والرجلُ يكون متشاغِلاً بالصلاة لا يدرى بوقت الزوال، ولا يُمكنه أن يخرج، ويتخطَّى رقاب الناس، وينظُر إلى الشمس ويرجِعَ، ولا يشرع له ذلك.
وحديث أبي قتادة هذا، قال أبو داود: هو مرسل لأن أبا الخليل لم يسمع من أبي قتادة، والمرسل إذا اتصل به عمل، وَعَضَدَهُ قياسٌ، أو قولُ صحابي، أو كان مرسله معروفاً باختيار الشيوخ ورغبتهِ عن الرواية عن الضعفاء والمتروكين ونحو ذلك مما يقتضي قوته، عُمِلَ به.
وأيضاً، فقد عضده شواهد أخر، منها ما ذكره الشافعي في كتابه فقال: روي عن إسحاق بن عبد اللّه، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم نَهى عَنِ الصَّلاةِ نِصفَ النهار حتى تزول الشمسُ إلا يومَ الجمعة. هكذا رواه رحمه اللّه في كتاب "اختلاف الحديث" ورواه في "كتاب الجمعة" حدثنا إبراهيم بن محمد، عن إسحاق، ورواه أبو خالد الأحمر، عن شيخ من أهل المدينة، يقال له: عبد اللّه بن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد رواه البيهقي في "المعرفة" من حديث عطاء بن عجلان، عن أبي نضرة، عن أبى سعيد وأبي هريرة قالا: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم ينهى عن الصلاة نِصفَ النهار، إلا يوم الجمعة ولكن
ص -380- إسناده فيه من لا يحتج به، قاله البيهقي، قال: ولكن إذا انضمت هذه الأحاديث إلى حديث أبي قتادة أحدثت بعض القوة. قال الشافعي: من شأن الناس التهجير إلى الجمعة، والصلاةُ إلى خروج الإِمام، قال البيهقى: الذي أشار إليه الشافعي موجود في الأحاديث الصحيحة وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم رغَّب في التبكير إلى الجمعة، وفي الصلاة إلى خروج الإِمام من غير استثناء، وذلك يُوافِق هذه الأحاديث التي أُبيحت فيها الصلاة نصف النهار يوم الجمعة، وروينا الرُّخصة في ذلك عن عطاء، وطاووس، والحسن، ومكحول. قلت: اختلف الناسُ في كراهة الصلاةِ نِصفَ النهار على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه ليس وقت كراهة بحال، وهو مذهب مالك.
الثاني: أنه وقت كراهة في يوم الجمعة وغيرها، وهو مذهب أبي حنيفة، والمشهور من مذهب أحمد.
والثالث: أنه وقت كراهة إلا يومَ الجمعة، فليس بوقت كراهة، وهذا مذهب الشافعي.
ثم ذكر جملة منخصائصه فمن اراد مزيد بيان فليرجع إى زاد المعاد فغي هدي خير العباد لابن القيم
المصدر زاد المعاد في هدي خير العباد
تأليف :محمد بن إبي بكر بن قيم الجوزية
الناشر:
مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان
الثالثة, 1406هـ/1986م

منقول لتعم للفائدة والاجر




جزاك الله عنا خيرا أم ليلى و جعله في ميزان حسناتكتعليمية




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
القران الكريم

[مقتطف] [ تذكير]آية قال عنها النبي وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ

تعليمية تعليمية

[مقتطف] [ تذكير]آية قال عنها النبي-صلى الله عليه وسلم- وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا!

عنْ عُبَيْدُ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ أنَّهُ قَالَ لعَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهُا:
أَخْبِرِينَا بِأَعْجَبِ شَيْءٍ رَأَيْتِيهِ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!
قَالَ: فَسَكَتَتْ، ثُمَّ قَالَتْ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةً مِنْ اللَّيَالِيِ؛ قَالَ:
يَا عَائِشَةُ! ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ اللَّيْلَةَ لِرَبِّي .
قُلْت: وَالله إنِّي لَأُحِبُّ قُرْبَك، وَأُحِبُّ مَا يَسُرُّك!
قَالَتْ: فَقَامَ فَتَطَهَّرَ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي،
قَالَتْ: فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ حِجْرَهُ،
قَالَتْ: وَكَانَ جَالِسًا فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ لِحْيَتَهُ،
قَالَتْ: ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ الأرْضَ!
فَجَاءَ بِلاَلٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ؛ فَلَمَّا رَآهُ يَبْكِي؛ قَالَ: يَا رَسُولَ الله! تَبْكِي وَقَدْ غَفَرَ الله لَك مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِك وَمَا تَأَخَّرَ؟!
قَالَ: أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟ لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَةٌ وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا!
{إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآيَةَ كُلَّهَا".
رواه ابن حبان وغيره ، وصححه الشيخ الألباني-رحمه الله- انظر: "صحيح التّرغيب والتّرهيب"؛ رقم الحديث: (1468)


منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
الفقه واصوله

[مقتطف] تطبيق أبي سعيد الخدري وأحمد بن حنبل لقول النبي " فَإِنْ

[مقتطف] تطبيق أبي سعيد الخدري وأحمد بن حنبل لقول النبي -صلى الله عليه وسلم – " فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ "

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا تطبيق عملي لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال:إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إِلَى شَيْءٍ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ ، فَأَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَلْيَدْفَعْهُ ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ " رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، وهذه التطبيق من راوي الحديث ومن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل -رحمه الله-أريد به الرد على طائفتين، طائفة شاذة تفهم الحديث على معنى القتال والمطاعنة بالسلاح! ، وطائفة تُسهل بالأمر فتقول: إن المراد الحرص على الدفع لكن لا يصل ذلك إلى ما فيه شدة، وكلاهما مخطئ ودونكم الآثار.

روى ابن أبي شيبة في مصنفه فقال:

2930- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا عَاصِمٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : كَانَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَائِمًا يُصَلِّي ، فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ فَدفَعَهُ وَأَبَى إِلاَّ أَنْ يَمْضِيَ ،فدَفَعَهُ أَبُو سَعِيدٍ فَطَرَحَهُ ، فَقِيلَ لَهُ : تَصْنَعُ هَذَا بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ فَقَالَ : وَاللَّهِ لَوْ أَبَى إِلاَّ أَنْ آخُذَ بِشَعْرِهِ لأَخَذْتُ.وهذا إسناد ظاهره الصحة.

– وهكذا أورد العيني في "عمدة القاري" ما رواه أبو الفضل ابن دكين في كتاب "الصلاة" قال:
حدثنا عبد الله بن عامر عن زيد بن أسلم قال بينما أبو سعيد قائم يصلي في المسجد فأقبل الوليد بن عقبة بن أبي معيط فأراد أن يمر بين يديه فرده ، فأبى إلا أن يمر ، فدفعه ولكمه ا.هـــ
قلت: والبخاري رواه في الصحيح في سبب الحديث لكن فيه "فَأَرَادَ شَابٌّ مِنْ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَدَفَعَ أَبُو سَعِيدٍ فِي صَدْرِهِ، فَنَظَرَ الشَّابُّ فَلَمْ يَجِدْ مَسَاغًا إِلَّا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَعَادَ لِيَجْتَازَ، فَدَفَعَهُ أَبُو سَعِيدٍ أَشَدَّ مِنَ الأُولَى"
ولا شك أن رواية نعيم أصرح في مقدار الشدة التي وقعت منه -رضي الله عنه- لكن عبد الله بن عامر هو الأسلمي ضعيف فلذا أخرت هذه الرواية.

– ونقل ابن رجب في "الفتح" صنيع الإمام أحمد -رحمه الله- فقال ما نصه:
وقال أبو الحارث : أخبرني بعض أصحابنا ، أنّه رأى أحمد يوم الجمعة يصلي في مسجد الجامع ، فمر بين يديه رجل فرده ، فأبى أن يرجع ، فدفعه حتى رمى به . ا.ه [2/ 673]

فهذان الخبران صريحان في الدفع الشديد ولو أدى إلى الطرح أرضا.

لكن من الحكمة أن يراعي المرء الأحوال ، فقد يُعتدى عليه إن كان مستضعفا، ومن طريف ما قرأت ما أورده ابن أبي شيبة كذلك فقال:
2933- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، قَالَ : قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ : أَدَعُ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيَّ ؟ قَالَ : لا ، قُلْتُ : فَإِنْ أَبَى ، قَالَ : فَمَا تَصْنَعُ ؟ قُلْتُ : بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ لا يَدَعُ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ -[قلت: أي ابن جبير]- : إِنْ ذَهَبْتَ تَصْنَعُ صَنِيعَ ابْنِ عُمَرَ دُقَّ أَنْفُكَ.

وهكذا التدرج ينبغي أن يلاحظ، وقد ورد في نص الحديث الإشارة إليه، وجاء من فعل الإمام أحمد -رحمه الله- فروى ابن هانئ:
رأيت أبا عبد الله إذا صلى فمر بين يديه أحد دفعه دفعا رفيقا ، فإن أبى إلا أن يمر دفعه دفعا شديدا، إذا لم يكن له موضع يتنحى حتى يجوز، دفعه دفعا شديدًا ا.هـ 1/ 66

منقول لتعم للفائدة والاجر




جزااكي الله كل الخير




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




بارك الله فيك