المُبتـــَدَأ
تعريفـه : إسم مرفوع يبتدأ به الكلام ، ويقع في أول الجملة غالبا ، مجرد من العوامل اللفظية ، أو مسبوق بنفي ، أو استفهام ، مستغن بمرفوعه في إفادة المعنى ، وإتمام الجملة . نحو : محمد مبتسم . 1 ـ ومنه قوله تعالى { والله واسع عليم }1 . ومثال المسبوق بنفي : ما قادم الضيف ، ومثال المسبوق باستفهام : أ ناجح عليُّ . 2 ـ ومنه قوله تعالى { أ راغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم }2 . 1 ـ ومنه قول الشاعر بلا نسبة : أمنجز أنتم وعدا وثقت به أم اقتفيتم جميعا نهج عرقوب حكمه : المبتدأ مرفوع دائما ، إلا إذا سبق بحرف جر زائد أو شبيه بالزائد ، فيجر لفظا ، ويرفع محلا . نحو : بحسبك درهم . 3 ـ ونحو قوله تعالى : { وما من إله إلا الله }3 . ونحو : " يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة " . أقسامه : ينقسم المبتدأ إلى قسمين : 1 ـ مبتدأ صريح ، ويشتمل على الاسم الظاهر ، كما في الأمثلة السابقة . أو الضمير . نحو : أنت مخلص ، وهو مجتهد . ومنه قوله تعالى : ( وهم يصرخون فيها )4 . ـــــــــــــــــــ 1 ـ 261 البقرة . 2 ـ 26 مريم . 3 ـ 62 آل عمران . 4 ـ 37 فاطر . وقوله تعالى : ( أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين )1 . 2 ـ مبتدأ مؤول من أن والفعل . نحو : أن تتحدوا أرهب لعدوكم . 4 ـ ومنه قوله تعالى { وأن تصوموا خير لكم }2 . وقوله تعالى : ( وان تعفوا أقرب للتقوى )3 والتقدير : اتحادكم أرهب لعدوكم ، وصيامكم خير لكم . أنواع المبتدأ :
ينقسم المبتدأ بالنسبة لأخذه خبرا إلى نوعين : 1 ـ مبتدأ له خبر . نحو : الحكمة ضالة المؤمن . الحكمة : مبتدأ ، وضالة : خبر . ومنه قوله تعالى : ( أولئك لهم جنات عدن )4 . 2 ـ مبتدأ ليس له خبر ، ولكن له مرفوع يسد مسد الخبر . نحو : أنائم الطفل ، وما محمود البخل . ومنه قوله تعالى : ( أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم )5 . نائم : مبتدأ ، والطفل : فاعل سد مسد الخبر . ومحمود : مبتدأ ، والبخل : نائب فاعل سد مسد الخبر . ومنه قول : عبيدة بن الأبرص : أعاقر مثلُ ذات رحم أو غانم مثل من يخيب ــــــــــــــ 1 ـ 286 البقرة . 2 ـ 184 البقرة . 3 ـ 237 البقرة . 4 ـ 31 الكهف . 5 ـ 46 مريم . ما يتفق فيه النوعان : 1 ـ مجردان من العوامل اللفظية . 2 ـ العامل فيهما معنوي ، وهو الابتداء . ما يختلفان فيه : 1 ـ المبتدأ صاحب الخبر : إما أن يكون اسما صريحا ، أو مصدرا مؤولا بالصريح ، ولا يكون المبتدأ الذي لا خبر له في تأويل الاسم ، بل لا بد أن يكون صفة مشبهة بالفعل : كاسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة باسم الفاعل . 2 ــ المبتدأ صاحب الخبر : لا يعتمد على شيء ، أما المبتدأ الذي لا خبر له فلابد أن يعتمد على نفي ، أو استفهام كما مثلنا سابقا . ومنه قوله تعالى : ( ولا مولود هو جاز عن والده شيئا )1 . ومنه قوله تعالى : ( أ قريب ما توعدون )2 . فمولود مبتدأ نكرة وسوغ الابتداء به اعتماده على نفي ، وجاز نائب فاعل سد مسد الخبر ، أو مبتدأ مؤخر ، ومولود خبر مقدم ، وقيل مولود مبتدأ ، وجاز خبره . وجوه الإعراب في الاسم المرفوع بعد المبتدأ الذي لا خبر له : في الاسم الواقع بعد المبتدأ المعتمد على نفي ، أو استفهام ، والذي اكتفى بمرفوعه ثلاثة أوجه من الإعراب : ـ 1 ـ إذا كان الوصف المشتق مفردا وتاليه مفردا . نحو : أ مسافر الرجل ، وما محبوب الكسول . وجاز أن يكون منه قوله تعالى : ( أحق هو )3 . ـــــــــــ 1 ـ 33 لقمان 2 ـ 25 الجن . 3 ـ 53 يونس . على اعتبار أن " حق " مصدر بمعنى اسم الفاعل ثابت ، فيكون حق مبتدأ ، وهو فاعل ، ويجوز أن يكون " حق " خبر مقدم ، وهو مبدأ مؤخر . جاز فيه وجهان : أ ـ أن يكون الوصف مبتدأ وما بعده فاعلا ، أو نائبا عن الفاعل سد مسد الخبر . ويكون الفاعل بعد اسم الفاعل ، ونائب الفاعل بعد اسم المفعول . فمسافر مبتدأ ، والرجل فاعل سد مسد الخبر . ومحبوب مبتدأ ، والكسول نائب فاعل سد مسد الخبر . ب ـ كما يجوز أن يكون الوصف المشتق خبرا مقدما وتاليه مبتدأ مؤخرا . فمسافر : خبر مقدم ، والرجل : مبتدأ مؤخر . 2 ـ إذا كان الوصف المشتق مفردا ، وتاليه مثنى ، أو جمعا ، وجب أن يكون الوصف مبتدأ ، وتاليه فاعلا ، أو نائبا عن الفاعل سد مسد الخبر . نحو : ما مهمل الطالبان ، وما محبوب المقصرون . مهمل : مبتدأ ، والطالبان : فاعل سد مسد الخبر . ومحبوب : مبتدأ ، والمقصرون : نائب فاعل سد مسد الخبر . 3 ـ ومنه قول الشاعر بلا نسبة : أ قاطن قوم سلمى أو نووا ضعنا أن يضعنوا فعجيب عيش من قطنا الشاهد في البيت قوله " أ قاطن قوم " إذ اكتفى بالفاعل " قوم " عن الخبر ؛ لكون المبتدأ " قاطن " وصفا معتمدا على الاستفهام . ومثلما رفعت الصفة المشتقة الواقعة مبتدأ ، والمعتمدة على استفهام أو نفي اسما ظاهرا كما في البيت السابق ، فإنها ترفع الضمير الظاهر أيضا . 4 ـ نحو قول الشاعر : خليليّ ما وافٍ بعهدي أنتما إذا لم تكونا لي على من أقاطع فإن رفعت الصفة الضمير المستتر فهي ليست من هذا الباب ، وإنما هي خبر عما قبلها . نحو : محمد لا مجتهد ولا مؤدب . ففاعل كل من مجتهد ومؤدب ضمير مستتر تقديره : هو . وإن اكتفت بمرفوعها الظاهر فهي خبر مقدم ، وما بعد المرفوع مبتدأ مؤخر . نحو : ما مسافر والداه أحمد . مسافر خبر مقدم ، ووالداه فاعل لمسافر ، وأحمد مبتدأ مؤخر . 3 ـ إذا كان الوصف المشتق مثنى ، أو جمعا وتاليه مثنى ، أو جمعا ، وجب أن يكون الوصف خبرا مقدما ، وتاليه مبتدأ مؤخرا . نحو : أ مسافران الضيفان ، وما مقصرون المجتهدون . مسافران : خبر مقدم ، والضيفان : مبتدأ مؤخر . تعدد المبتدأ : يجوز تعدد المبتدأ وخبره واحد . نحو : صديقك والده أمنيته تحقيقها أن يشفى ابنه . تعريف المبتدأ وتنكيره : الأصل في المبتدأ أن يكون معرفة كما مر معنا في جميع الأمثلة ، ما عدا المعتمدة على نفى ، أو استفهام . غير أنه يجوز الابتداء بالنكرة إذا أفادت معنى ، وقد قسم النحاة النكرة التي تفيد معنى إلى قسمين : ـ أولا ـ النكرة التي تفيد الخصوص وهى : 1 ـ النكرة الموصوفة بوصف مذكور ، أو مقدر ، أو معنوي . 5 ـ مثال الأول قوله تعالى : { ولعبد مؤمن خير من مشرك )1 . وقوله تعالى : ( ولأمة مؤمنة خير من مشركة )2 . 6 ـ ومثال الثاني قوله تعالى : { وطائفة قد أهمتهم أنفسهم }3 . وقوله تعالى : ( ظلمات بعضها فوق بعض )4 . ومثال الثالث : رجيل عندنا . والتقدير في المثال الثالث : وطائفة من غيركم ، وفي الرابع : ظلمات متراكمة وفي المثال الخامس : رجل وضيع . فالتصغير في المثال الخامس فيه معنى الوصف ودلالته . 2 ـ نكرة مضافة لفظا . نحو : خمس صلوات كتبهن الله على العباد . 3 ـ أن يتعلق بها معمول . نحو : أمر بمعرف صدقة ، ورغبة في الخير خير . فسوغ الابتداء " بأمر " وهي نكرة كونه تعلق بها الجار والمجرور " بمعروف " ثانيا ـ النكرة التي تفيد العموم : ـ 1 ـ أن يكون المبتدأ نفسه صيغة عموم . نحو : من يقم أقم معه ، ومنه قوله تعالى : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره )5 . 7 ـ ومنه قوله تعالى : { كل له قانتون }6 . 8 ـ وقوله تعالى : { كل يعمل على شاكلته }7 . 2 ـ أن يقع المبتدأ النكرة في سياق النفي ، أو الاستفهام . نحو : ما رجل في الدار ، وهل أحد قادم . 9 ـ ومنه قوله تعالى { أ إله مع الله }8 . ـــــــــــ 1 ، 2ـ 221 البقرة . 3 ـ 154 آل عمرن . 4 ـ 154 آل عمران . 5 ـ 7 الزلزلة . 6 ـ 116 البقرة . 7 ـ 84 الإسراء . 8 ـ 60 النمل . ومن النكرات التي يسوغ الابتداء بها أيضا : ـ 1 ـ أن يكون المبتدأ نكرة ، ولا مسوغ للابتداء به ، إلا أن يتقدم عليه خبر شبه جملة ، جار ومجرور ، أو ظرف . في المدرسة زائرون . 10 ـ ومنه قوله تعالى : { لكل أجل كتاب }1 . ونحو : حول البئر أشجار . 11 ـ ومنه قوله تعالى : { وفوق كل ذي علم عليم }2 . أو يتقدم عليه خبر جملة . نحو : صافحك صديقه رجل . 5 ـ ومنه قول طرفة بن العبد : لخولة أطلال ببرقة تهمد تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد / * ومنه قول زهير : لهم راح وراووق ومسك تُعلّ بهم جلودهُمُ وماء 2 ـ أن تكون النكرة معطوفة على معرفة . نحو : محمد ورجل عندنا . 3 ـ أو يعطف عليها بمعرفة . نحو : رجل ويوسف في المنزل . 4 ـ أن يعطف عليها بنكرة مخصصة . نحو : رجل وامرأة طويلة واقفان . 5 ـ أو تعطف على نكرة موصوفة . نحو : تميمي ورجل في المنزل . 12 ـ نحو قوله تعالى : { قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى }3 . 6 ـ أن تأتي النكرة جوابا لمن يسأل : من عندك ؟ فتقول : صديق . التقدير : صديق عندي . 7 ـ أن يقصد بها التنويع ، والتفصيل . نحو : يوم لك ويوم عليك . 6 ـ ومنه قول النمر بن تولب : فيوم علينا ويوم لنا ويوم نُساء ويوم نُسَر ومنه قول امرئ القيس : فأقبلت زحفا على الركبتين فثوب لبست وثوب أجر ــــــــــــــ 1 ـ 38 الرعد . 2 ـ 76 يوسف . 3 ـ 263 البقرة . الشاهد في البيتين " يوم علينا ، ويوم لنا ، وثوب لبست ، وثوب أجر " وكل منها وقع مبتدأ وخبر ، وسوغ الابتداء بالنكرات السابقة أنها أفادت التنويع . 8 ـ أن تفيد الدعاء . 13 ـ نحو قوله تعالى : { سلام على آل يسن }1 . ومنه قوله تعالى : ( وويل للمشركين )2 . وقوله تعالى : ( ويل لكل همزة لمزة )3 . 7 ـ ومنه قول عنترة : فويل لكسرى إن حللت بأرضه وويل لجيش الفرس حين أُعَجعِج 9 ـ أن تكون عاملة فيما بعدها رفعا ونصبا وجرا . نحو : مهذب خلقه محبوب . وإكرام ضيفا واجب . وإخلاص في العمل شرف . فـ " مهذب ، وإكرام ، وإخلاص " كل منها وقع مبتدأ ، وسوغ الابتداء به مع أنه نكرة أن عمل فيما بعده ، فمهذب عملت الرفع في " خلقه " ، وإكرام عملت النصب في " ضيفا " ، وإخلاص عملت ـ كما يتوهم بعض النحاة ـ في شبه الجملة " في العمل " والصواب عندي أن كلمة " إخلاص " لم تعمل في شبه الجملة ، وإنما شبه الجملة تعلق بها ، والله أعلم . 10 ـ أن تكون من الألفاظ التي لها الصدارة في الكلام كأسماء الشرط . نحو : من يزرع الخير يجنِ ثماره . 14 ـ ومنه قوله تعالى : { ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم }4 . والاستفهام نحو : من زارنا ؟ 15 ـ ومنه قوله تعالى : { ومن أظلم ممن كتم شهادة }5 . 8 ـ ومنه قول زهير : ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله على قومه يستغن عته ويذمم ــــــــــــــــ 1 ـ 130 الصافات . 2 ـ 6 فصلت . 3 ـ 1 الهمزة . 4 ـ 23 الجن . 5 ـ 140 البقرة . وما التعجبية نحو : ما أجمل السماء . 9 ـ ومنه قول الشاعر : بنفسي تلك الأرض ما أطيب الربى وما أجمل المصطاف والمتربعا وكم الخبرية نحو : كم حسنةٍ لك . 1 ـ ومنه قول الفرزدق : كم عمة لك يا جرير وخالة فدحاء قد ملكت عليّ عشاري فكم خبرية ، وتمييزها محذوف ، وعمة مبتدأ ، وجملت ملكت في محل رفع خبر . ومنه قول عنترة : كم ليلة سرت في البيداء منفردا والليلُ للغرب قد مالت كواكبه أو كأين الخبرية . 16 ـ نحو قوله تعالى : { وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير }1 . أو أضيف المبتدأ النكرة إلى ما له الصدارة . نحو : قلم من هذا ؟ 11 ـ أن تقع في أول جملة الحال المرتبطة بالواو ، أو بدونها . نحو : خرجت من المنزل وأنواره مضاءة . 2 ـ ومنه قول الشاعر* : سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا محياك أخفى ضوءه كل شارق ومثال الثاني : 3 ـ قول الشاعر* : الذئب يطرقها في الدهر واحدة وكل يوم تراني مُدية بيدي الشاهد في البيت الأول " ونجم قد أضاء " فنجم مبتدأ ، وقد أضاء في محل رفع خبره ، والجملة في محل نصب حال ، والرابط الواو . والشاهد في البيت الثاني " مدية بيدي " مدية مبتدأ ، وبيدي في محل رفع خبره ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الضمير في تراني . 12 ـ أن تقع بعد لولا . نحو : لولا رجل لهلك أخوك . ـــــــــــــ 1 ـ 146 آل عمران . 4 ـ ومنه قول الشاعر بلا نسبة : لولا اصطباري لأودى كل ذي مقة لما استقلت مطاياهن للضعن الشاهد " اصطبار " حيث وقعت مبتدأ ، وهي نكرة ، ومسوغ الابتداء بها وقوعها بعد لولا ، وخبرها محذوف وجوبا تقديره : كائن ، أو موجود . ومنه قول الفرزدق : ولولا حياء زدت رأسك هزمةً إذا سُبِرتْ ظلتْ جوانبها تغلي 13 ـ أن تقع بعد إذا الفجائية . نحو : وصلت فإذا صديق ينتظرني . 14 ـ إذا اتصل بالنكرة ما له الصدارة : كلام الابتداء: نحو : لعملٌ خيرٌ من قول . ومنه قوله تعالى ( ولدار الآخرة خير )1 . ـ ومنه قول عنترة : ولَلموت خير للفتى من حياته إذا لم يثب للأمر إلا بقائدِ 15 ـ إذا أريد بها حقيقة الجنس ، وعموم أفراده . نحو : إنسان خير من بهيمة ، وعالم خير من زاهد ، وثمرة خير من جرادة . 16 ـ أن تكون النكرة خلفا من موصوف . نحو : أعمى استعان بأعمى ، وضعيف استجار بعاجز ، والتقدير : رجل أعمى ، ورجل ضعيف . 17 ـ أن يكون ثبوت الخبر لها من خوارق العادة . نحو : شجرة سجدت . 18 ـ أن تكون محصورة . نحو : ما طالب إلا ناجح . وإنما طالب ناجح . 19 ـ أن تكون في معنى المحصور بشرط وجود قرينة تهيئ لذلك . نحو : حادث دعاك لقطع الرحلة . أي : ما دعاك لقطع الرحلة حادث . ونحو : شر هر ذا ناب . وشيء جاء بك . والتقدير : ما أهر ذا ناب إلا شر . وما جاء بك إلا شيء . ـــــــــــــ 1 ـ 109 يوسف . وقدّر أيضا : شر عظيم أهر ذا ناب . وشيء عظيم جاء بك . 19 ـ أن تكون مبهمة مقصودا إبهامها لغرض يريده المتكلم . نحو : زائر عندنا . ـ ومنه قول امرئ القيس : مُرَسّعةٌ بين أَرساغه به عسَم يبتغي أرنبا 20 ـ أن تقع بعد فاء الجزاء . نحو قولهم : إن ذهب عير فعير في الرباط . العامل في المبتدأ : اختلف النحاة حول العامل في المبتدأ ، ولكن الراجح هو : الابتداء . أي : أن العامل فيه معنوي كونه مجردا عن العوامل اللفظية غير الزائدة ، وشبه الزائدة . وجوب تقديم المبتدأ : يجب تقديم المبتدأ في ستة مواضع : 1 ـ أن يكون من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام كأسماء الشرط والاستفهام وما التعجبية ، وكم الخبرية . نحو : من يقرأ الشعر ينم ثروته اللغوية . ومنه قوله تعالى : ( من يفعل ذلك يلق أثاما )1 . ومنه قول زهير : ومن لم يزد عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم ومثال الاستفهام : من مسافر غدا ؟ ومنه قوله تعالى : ( من أنصاري إلى الله )2 . وقوله تعالى : ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله )3 . ـــــــــــــ 1 ـ 68 الفرقان . 2 ـ 52 آل عمران . 3 ـ 114 البقرة . وقوله تعالى : ( فما خطبكم أيها المرسلون )1 . ومنه قول المتنبي : وما الفرقُ ما بين الأنام وبينَه إذا حَذِر المحذورَ واستصعبَ الصعبا ومثال ما التعجبية : ما أجمل الربيع . ومنه قول جرير : فما أبصر النارَ التي وضحت له وراء جُفاف الطير إلا تماريا ومثال كم الخبرية : كم من كتب قرأت . ومنه قوله تعالى : ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة )2 . ومنه قول المتنبي : وكم ذنبٍ مُوَلِّدُهُ دلالٌ وكم بُعدٍ مُولِّدُه اقترابُ وقوله أيضا : كم زورةٌٍ لك في الأعراب خافيةٌٍ أدهى وقد رقدوا من زورة الذيبِ 2 ـ أن يكون المبتدأ مشبها باسم الشرط . نحو : الذي يفوزُ فله جائزة . ومنه قوله تعالى ( فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم )3 . وقوله تعالى : ( فأما الزبد فيذهب جفاء )4 . وقوله تعالى : ( من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين )5 . 3 ـ أن يضاف إلى اسم له صدر الكلام . نحو : كراسة كم طالب صححت ؟ ــــــــــــ 3 ـ 26 البقرة . 4 ـ 17 الرعد . 5 ـ 76 آل عمران ونحو : ومدير أي مدرسة صافحت ؟ ونحو : عمل من أعجبك ؟ 4 ـ إذا كان الخبر جملة فعليه فاعلها ضمير مستتر يعود على المبتدأ . نحو : أنت تعبث بمقتنياتي . ومحمد يلعب الكرة . ومنه قوله تعالى : ( الله يستهزئ بهم )1 . وقوله تعالى : ( قل الله يهدي للحق ) 2 . وقوله تعالى : ( أو من كان ميتا فأحييناه ) 3 . 5 ـ أن يكون مقترنا بلا الابتداء " أو ما تعرف بلام التوكيد " . نحو : لأنت أفضل من أخيك . ومنه قوله تعالى : ( وللدار الآخرة خير للذين يتقون ) 4 . وقوله تعالى : ( ولذكر الله أكبر ) 5 . وقوله تعالى : ( وللآخرة خير لك من الأولى ) 6 . ومنه قول زهير : ولأنت أوصلُ ما علمتُ به لشوابك الأرحام والصِّهر 6 ـ أن يكون كل من المبتدأ والخبر معرفة ، أو نكرة وليس هناك قرينة تعين أحدهما فيتقدم المبتدأ خشية التباس الخبر به . نحو : أبوك محمد . إن أردت الإخبار الأب . ونحو : محمد أبوك . إن أردت الإخبار عن محمد . ــــــــــــ 3 ـ 122 الأنعام . 4 ـ 32 الأنعام 5 ـ 45 العنكبوت . 6 ـ 4 الضحى . فإن وجدت القرينة التي تميز المبتدأ عن الخبر ، جاز التقديم والتأخير . نحو : أبناء مدرستنا أبناؤنا . بتقديم المبتدأ . وأبناؤنا أبناء مدرستنا . بتقديم الخبر . وسواء تقدم المبتدأ ، أو الخبر فالدلالة واحدة . ومنه قول الشاعر : بنونا بنو أبنائنا وبناتنا بنوهن أبناء الرجال الأباعد 7 ـ أن يكون المبتدأ محصورا في الخبر بما وإلا ، أو بإنما . نحو : ما الصدق إلا فضيلة . وإنما أنت مهذب . 25 ـ ومنه قوله تعالى : ( ما المسيح بن مريم إلا رسول ) 1 . وقوله تعالى : ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) 2 . وقوله تعالى : ( وما محمد إلا رسول ) 3 . وقوله تعالى : ( إنما نحن مصلحون )4 . وقوله تعالى : ( قل إنما هو إله واحد ) 5 . وقله تعالى : ( إنما أنت نذير ) 6 . وجوب حذف المبتدأ : يحذف المبتدأ وجوبا في أربعة مواضع : ـ 1 ـ النعت المقطوع إلى الرفع لإفادة المدح ، أو الذم ، أو الترحم . نحو : مررت بزيدٍ الكريمُ . والتقدير : هو الكريم . ـــــــــــ 3 ـ 144 آل عمران . 4 ـ 11 البقرة . 5 ـ 19 الأنعام . 6 ـ 12 هود . ونحو : ابتعد عن اللئيم الخبيث ُ . والتقدير : هو الخبيث . ونحو : تصدقت على الفقير المسكينُ . والتقدير : هو المسكين . 2 ـ إن دل عليه جواب القسم . نحو : في ذمتي لأقولن الصدق . والتقدير : في ذمتي عهد . ومنه قول الشاعر : في عنقي لأسدين يدا لكل ذي حاجة يرجيها 3 ـ إن كان الخبر مصدرا ناب عن فعله . نحو : صبر جميل . وسمع وطاعة . والتقدير : صبري صبر جمل ، وأمري سمع وطاعة . ونحو قوله تعالى : ( فصبر جمل والله المستعان على ما تصفون ) 1 . وقوله تعالى : ( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ) 2 . ومنه قول الشاعر : شكا إليّ جملي طول السرى صبر جميل فكلانا مبتلى 4 ـ إن كان الخبر مخصوصا بالمدح أو الذم ، بعد نعم وبئس مؤخرا عنهما . نحو : نعم الطالب محمد ، وبئس الطالب الكسول . فمحمد والكسول خبران حذف مبتدأ كل منهما . والتقدير ، هو محمد ، وهو الكسول . ويجوز أن يكون الخبر الجملة الفعلية المقدمة والمخصوص بالمدح أو الذم هو المبتدأ المؤخر . 27 ـ ومنه قوله تعالى : ( إن تبدوا الصدقات فنعمّا هي )3 . يجوز في " هي " الرفع على الابتداء ، والجملة قبلها في محل رفع خبر مقدم ، ويجوز أن تكون " هي " في محل رفع خبر والمبتدأ محذوف ، تقديره : فنعما الصدقات هي . ـــــــــــ 1 ـ 18 ـ يوسف 2 ـ 196 آل عمران . 3 ـ 271 البقرة . ومنه قول الشاعر : فنعم صديق المرء من كان عونه وبئس امرؤ لا يعين على الدهر ومنه قول عنترة : ونعم فوارس الهيجاء قومي إذا علَقوا الأعنةَ بالبَنان ويكثر حذف المبتدأ في المواضع التالية : 1 ـ بعد القول . نحو قوله تعالى : ( ويقولون طاعة ) 1 . والتقدير : أمرنا طاعة ، أو : منا طاعة . وقوله تعالى : ( قالوا أضغات أحلام ) 2 . والتقدير : هي أضغات . وقوله تعالى : ( وقالت عجوز عقيم ) 3 . التقدير : أنا عجوز . 2 ـ يكتر حذفه بعد فاء الجزاء . نحو قوله تعالى : ( وإن يخالطوهم فإخوانكم ) 4 . أي : فهم إخوانكم . وقوله تعالى : ( وما تنفقوا من خير فلأنفسكم ) 5 . أي : فهو لأنفسكم . وقوله تعالى : ( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها ) 6 . أي : فالإساءة لها . 3 ـ ويكثر حذف المبتدأ بعد ما الخبر صفة له في المعنى . ــــــــــــ 1 ـ 81 النساء . 2 ـ 44 يوسف . 3 ـ 29 الذاريات . 4 ـ 220 البقرة . 5 ـ 272 البقرة . 6 ـ 7 الإسراء . 30 ـ نحو قوله تعالى : ( صم بكم عمي فهم لا يرجعون ) 1 . وقوله تعالى : ( بديع السموات والأرض ) 2 . في قراءة الرفع : خبر لمبتدأ محذوف ، التقدير : هو بديع . وقرئ بالنصب ، والجر . وقوله تعالى : ( عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ) 3 . عالم : خبر لمبتدأ محذوف ، التقدير : هو عالم . وقيل : عالم مبتدأ خبره الكبير . ومنه قول امرئ القيس : مهفهفة بيضاء غير مفاضة ترائبها مصقولة كالسجنجل / * التقدير : هي مهفهفة . ومنه قول طرفة بن العبد : كريم يرّوي نفسه في حياته ستعلم إن مُتنا غدا أيّنا الصدي التقدير : هو كريم . 4 ـ ويحذف المبتدأ بعد بل . 31 ـ نحو قوله تعالى : ( بل عباد مكرمون ) 4 . فعباد خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هم هباد . جواز حذف المبتدأ : ـ 1 ـ يحذف المبتدأ جوازا في جواب من سأل : كيف محمد ؟ تقول : بخير . التقدير : هو بخير . ــــــــــــ 3 ـ 9 الرعد . 4 ـ 26 الأنبياء . ومنه قوله تعالى : ( وما أدراك ما هي . نار حامية ) 1 . نار : خبر لمبتدأ محذوف في جواب السؤال . التقدير : هي نار . وقوله تعالى : ( إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا ) 2 . متاع : خبر لمبتدأ محذوف وهو جواب لسؤال ، والتقدير : ذلك متاع . وقوله تعالى : ( وما أدراك ما الحطمة . نار الله الموقدة ) 3 . نار الله : خبر لمبتدأ محذوف في جواب السؤال ، أي : هي نار الله . وقد ذكر ابن هشام في المغني أن المبتدأ يكثر حذفه في جواب الاستفهام . (4) 2 ـ إذا كان في الجملة ما يشير إليه . نحو قوله تعالى : ( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ) 5 . فلنفسه : في محل رفع خبر ، والضمير في محل جر بالإضافة ، والمبتدأ محذوف ، وكذلك قوله : من أساء فعليها . والتقدير : من عمل صالحا فعمله لنفسه ، ومن أساء فإساءته عليها . حذف المبتدأ والخبر معا : يجوز أن يحذف المبتدأ والخبر معا إذا دل عليهما دليل . نحو : الذين فازوا في مسابقة الإلقاء لهم جوائز ، والذين ساهموا أيضا . والمحذوف : لهم جوائز . وهو مبتدأ وخبر ، أي والذين ساهموا أيضا لهم جوائز . ونحو قوله تعالى : ( واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن أرتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن ) 6 . ــــــــــــ 3 ـ 5 ، 6 الهمزة . 4 ـ انظر المغني ج2 ص 629 . 5 ـ 46 فصلت . 6 ـ 4 الطلاق . والتقدير : واللائي لم يحضن فعدتهن ثلاثة أشهر . فانحذفت جملة كاملة مكونة من المبتدأ والخبر . 2 ـ ويحذفان في الجواب بنعم عن سؤال . كأن تسأل : أأنت مسافر ؟ فتقول : نعم ، أي : نعم أنا مسافر ، فحذفت جملة أنا مسافر المكونة من المبتدأ " أنا " والخبر " مسافر " . نماذج من الإعراب 1 ـ قال تعالى { والله واسع عليم } 261 البقرة . والله : الواو حرف عطف ، الله لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة . واسع : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة . عليم : خبر ثان مرفوع بالضمة الظاهرة . والجملة معطوفة على ما قبلها . 2 ــ قال تعالى : ( أ راغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم ) 26 مريم أ راغب : الهمزة للاستفهام حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، راغب مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره . أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل سد مسد الخبر ، ويجوز فيه أن يكون مبتدأ وراغب خبر مقدم . عن آلهتي : جار ومجرور متعلقان براغب ، وآلهة مضاف ، والياء ضمير متصل مبنى على السكون في محل جر مضاف إليه . يا إبراهيم : يا حرف نداء ، إبراهيم منادى علم مبني على الضم في محل نصب . 3 ـ قال تعالى : { وما من إله إلا الله } 62 آل عمران . وما : الواو استئنافية ، وما نافية لا عمل لها . من إله : من حرف جر زائد ، إله اسم مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ . إلا : أداة حصر لا عمل لها . الله : لفظ الجلالة خبر مرفوع بالضمة . والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة . ويجوز أن نعتبر الخبر محذوفا تقديره : لنا ، أي : وما من إله لنا . ويكون " الله " في هذه الحالة بدل من " إله " مرفوع على المحل . وهذا ليس موضعه وذكرناه للفائدة . 4 ـ قال تعالى { وأن تصوموا خير لكم }184 البقرة . وأن : الواو للاستئناف بغرض تقرير الأفضلية ، أن حرف مصدري ونصب . تصوموا : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . والمصدر المؤول بالصريح في محل رفع مبتدأ تقديره : صيامكم . خير : خبر مرفوع بالضمة . لكم : جار ومجرور متعلقان بخير . 5 ـ قال تعالى : { ولعبد مؤمن خير من مشرك } 221 البقرة . ولعبد : اللام لام الابتداء حرف مني لا محل له من الإعراب ، وعبد مبتدأ مرفوع بالضمة . مؤمن : صفة مرفوعة بالضمة . خير : خبر مرفوع بالضمة . من مشرك : جار ومجرور متعلقان بخير . 6 ـ قال تعالى : { وطائفة قد أهمتهم أنفسهم } 154 آل عمران . وطائفة : الواو حرف استئناف ، طائفة مبتدأ مرفوع بالضمة ، وسوغ الابتداء بها مع تنكيرها صفتها المحذوفة ، دل عليها ما قبلها ، والتقدير : من غيركم . قد همتهم : قد حرف تحقيق مبني على السكون ، همتهم فعل ماض ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والهاء ضمير متصل مبنى على الضم في محل نصب مفعول به . أنفسهم : فاعل مرفوع بالضمة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . والجملة الفعلية في محل رفع خبر . وجملة طائفة لا محل لها من الإعراب مستأنفة . 7 ـ قال تعالى : { كل له قانتون ) 116 البقرة . كل : مبتدأ مرفوع بالضمة . له : جار ومجرور متعلقان بقانتون . قانتون : خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم . 8 ـ قال تعالى : { كل يعمل على شاكلته } 84 الإسراء . كل : مبتدأ مرفوع بالضمة . يعمل : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . على شاكلته : جار ومجرور متعلقان بيعمل ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ . 9 ـ قال تعالى : ( أ إله مع الله ) 60 النمل . أ إله : الهمزة للاستفهام حرف مبني لا محل له من الإعراب ، إله مبتدأ مرفوع . مع الله : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر . 10 ـ قال تعالى : { لكل أجل كتاب } 38 الرعد . لكل : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وكل مضاف . أجل : مضاف إليه مجرور بالكسرة . كتاب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . 11 ـ قال تعالى : { وفوق كل ذي علم عليم } 76 يوسف . وفوق : الواو للاستئناف ، فوق ظرف مكان منصوب بالفتحة وشبه الجملة متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وهو مضاف . كل ذي : كل مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وهو مضاف ، ذي مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة ، وذي مضاف . علم : مضاف إليه مجرور بالكسرة . عليم : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . 12 ـ قال تعالى : { قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى } 263 البقرة . قول : مبتدأ مرفوع بالضمة . معروف : صفة مرفوعة بالضمة . ومغفرة : الواو حرف عطف ، مغفرة معطوفة على قول مرفوعة بالضمة . خير : خبر مرفوع بالضمة . من صدقة : جار ومجرور متعلقان بخير . يتبعها : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والهاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به . أذى : فاعل مرفوع بالضمة ، وجملة يتبعها في محل جر صفة لصدقة . 13 ـ قال تعالى : { سلام على آل يسن } 130 الصافات . سلام : مبتدأ مرفوع بالضمة ( وسوغ الابتداء بها أنها أفادت الدعاء ) . على آل : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر ، وآل مضاف . ياسين : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسر لمنعه من الصرف للعلمية والعجمة . 1 ـ قال الشاعر : كم عمة لك يا جرير وخالة فدحاء قد ملكت عليّ عشاري كم : يجوز فيها أن تكون خبرية ، وأن تكون استفهامية . عمة : يجوز فيها الجر على اعتبار أن كم خبرية في محل رفع مبتدأ ، وخبره جملة ملكت ، وعمة تمييزها مفرد مجرور بالإضافة . وأما النصب على اعتبار أن كم استفهامية في محل رفع مبتدأ ، وخبره جملت ملكت أيضا ، وعمة تمييز كم الاستفهامية منصوب بالفتحة . أما الرفع فعلى اعتبار أن كم خبرية ، أو استفهامية قي محل نصب على الظرفية متعلق بملكت ، أو مفعول مطلق عامله ملكت ، وعلى هذين الوجهين تكون " عمة " مبتدأ مرفوع بالضمة ، وجملة ملكت في محل رفع خبر . وتمييز كم على هذا الوجه محذوف فإن جعلناها خبرية يقدر تمييزها مجرورا ، وأن جعلناها استفهامية يقدر تمييزها منصوبا . لك : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لعمة . يا جرير ك يا حرف نداء ، وجرير منادى علم مبني على الضم في محل نصب . خالة : معطوفة على عمة ولها حالات إعرابها . فدعاء : صفة لخالة لها إعراباتها السابقة . وقد حذف صفة لعمة مماثلة لها كما حذف صفة لخالة مماثلة لصفة عمة ، والتقدير قبل الحذفين : كم عمة لك فدعاء ، وكم خالة لك فدعاء . الشاهد قوله : كم عمة . فعلى رواية الرفع جاءت مبتدأ مع أنها نكرة ، وسوغ الابتداء بها وقوعها بعد كم الخبرية . وقد ذكر أحد المعربين أن الذي سوغ الابتداء بعمة وهي نكرة ، أنها جاءت موصوفة بالجار والمجرور " لك " ن وبفدحاء المحذوف الذي يرشد إليه وصف خالة به ، وليس بكم الخبرية ، وأرى أن كلا من كم الخبرية ، والوصف المذكور والوصف المحذوف كانا مسوغين للابتداء بها والله أعلم . 14 ـ الإعراب : قال تعالى : { ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم } 23 الجن . ومن : الواو للاستئناف ، من اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . يعص : فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فسه جوازا تقديره : هو . الله : لفظ الجلالة مفعول به منصوب بالفتحة . ورسوله : الواو حرف عطف ، رسول معطوف على ما قبله منصوب ، وهو مضاف ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه . وجملة " يعص الله ورسوله " في محل رفع خبر . فإن : الفاء رابطه لجواب الشرط ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وإنَّ حرف توكيد ونصب ( حرف مشبه بالفعل ) مبني على الفتح لا محل له من الإعراب . له : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر إن . نار جهنم : نار اسم إن منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، وجهنم مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث . 15 ـ قال تعالى : ومن أظلم ممن كتم شهادة } 140 البقرة . ومن : الواو حرف استئناف ، من اسم استفهام يفيد النفي مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . أظلم : خبر مرفوع بالضمة . ممن : مِن حرف جر ، مَن اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، وشبه الجملة متعلق بأظلم ، ويصح في من أن تكون نكرة موصوفة فتدبر . كتم : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . شهادة : مفعول به ثان منصوب بالفتحة . أما المفعول الأول فمحذوف ، والتقدير : كتم الناسَ شهادةً . وجملة " ومن أظلم … " لا محل لها من الإعراب مستأنفة . 16 ـ قال تعالى : ( وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير } 146 آل عمران . وكأين : الواو للاستئناف ، كأين كناية عددية تفيد الإخبار عن الكثرة ، مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ . من نبي : من حرف جر زائد ، نبي اسم مجرور لفظا منصوب محلا لأنه تمييز ، ومنع ظهور الفتحة اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد . قاتل : فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على نبي {1} . وجملة " قاتل … " في محل رفع خبر كأين . معه : ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . والجملة الفعلية " كتم … " لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . ربيون : مبتدأ مؤخر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم . وجملة " معه ربيون " في محل نصب حال من الضمير في قاتل . ــــــــــــــــ 1 ـ ذكر بعض المعربين أن فاعل قاتل يصح أن يكون ربيون و " معه " متعلق بالفعل قبله ، وجملة " قاتل " في محل جر صفة لنبي . انظر إعراب القرآن الكريم للعكبري ج1 ص152 . وإعراب القرآن الكريم وبيانه م2 ج4 ص67 . وكلا الوجهين جيد . وجملة " كأين … " لا محل لها من الإعراب مستأنفة . 2 ـ قال الشاعر : سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا محياك أخفى ضوءه كل شارق سرينا : سرى فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا الفاعلين ، والنا ضمير متصل في محل رفع فاعل . ونجم : الواو واو الحال ، نجم مبتدأ مرفوع بالضمة . قد أضاء : قد حرف تحقيق ، أضاء فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . يعود على النجم . والجملة في محل رفع خبر المبتدأ ، وجملة " نجم … إلخ " في محل نصب حال . فمذ : اسم زمان مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . بدا : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر . محياك : محيا فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ، والكاف ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه . وجملة " بدا … إلخ " في مجل جر بإضافة مذ إليها ، وقيل مضافة إلى زمن محذوف ، والزمن المحذوف مضاف إلى الجملة . فيه تكلف . أخفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر . ضوءه : فاعل مرفوع بالضمة ، وضوء مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . كل : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف . شارق : مضاف إليه مجرور بالكسرة . وجملة " أخفى … إلخ " في محل رفع خبر المبتدأ " مذ " . 3 ـ قال الشاعر : الذئب يطرقها في الدهر واحدة وكل يوم تراني مدية بيدي الذئب : مبتدأ مرفوع بالضمة . يطرقها : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . وجملة " يطرقها " في محل رفع خبر . في الدهر : جار ومجرور متعلقان بيطرقها . واحدة : ظرف زمان منصوب بالفتحة ، والتقدير : مرة واحدة ، أو صفة لمصدر محذوف ، والتقدير : طرقة واحدة {1} . وكل يوم : كل منصوب على الظرفية الزمانية ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وهو مضاف ، ويوم مضاف إليه مجرور بالكسرة ، ونصب كل على الظرفية بسبب إضافة للظرف ، وشبه الجملة متعلق بالفعل " تراني " الآتي . تراني : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، والنون للوقاية ، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . مدية : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، وأجازوا فيه النصب على الحال ، والتقدير : جاعلا مدية بيدي . بيدي : جار ومجرور في محل رفع خبر . وجملة " مدية بيدي " في محل نصب حال ، ولم تقترن بالواو وهو موضع الشاهد ، والضمير في " بيدي " قد أغنى عن الواو . وأجاز بض المعربين أن تكون جملة " مدية بيدي " في محل رفع بدل اشتمال من الضمير في " تراني " ، والتقدير : ترى مدية بيدي . ـــــــــــــــــــــ 4 ـ قال الشاعر : لولا اصطبار لأودى كل ذي مقة لمَّا استقلت مطاياهن للضعن لولا : حرف امتناع لوجود ، أي : ( امتناع الجواب لوجود الشرط ) مبني على السكون لا محل له من الإعراب . اصطبار : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، وخبره محذوف وجوبا تقديره : موجود . لأودى : اللام واقعة في جواب لولا ، أودى فعل ماض مبني على الفتح . كل : فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف . ذي : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة ، وذي مضاف . مقة : مضاف إليه مجرور بالكسرة . لمَّا : ظرف بمعنى حين مبني على السكون في محل نصب متعلق بأودى ، وهو مضاف . استقلت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة . مطاياهن : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، والجملة في محل جر بالإضافة للما . للضعن : جار ومجرو متعلقان باستقلت .
|
||
بإنتظار المزيد من ابداعاتك
لك ودي