بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أيها الأفاضل : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من خلال بعض ما يردني من استفتاءات الشباب, أو من خلال بعض الحوارات الصريحة مع غيرهم من الفتيان ، لمست حجم المعاناة التي يواجُهها هؤلاء المتطلّعون إلى حياة الفضيلة والشرف إزاء التيار الإباحي العارم الذي أصبح في متناول اليد، خصوصاً عبر الإنترنت المزدحم بملايين المواقع الإباحية الهدّامة، والتي ما أن يحجب نزرٌ يسير منها إلا ويفتح أضعافه بطرق ماكرة خبيثة..
وللأسف الشديد فقد وقع الكثيرون في شَرَك تلكِ المواقع المدمّرة، بل أصبح بعضهم صرعى الإدمان القاتل لمشاهد العري والفاحشة، أحياناً بقصد بدافع الفضول واكتشاف المجهول !!
وأحياناً بلا قصد عن طريق بريد ( الهوتميل أو الياهو ) أو غيرهما من الخدمات البريدية عبر الشبكة ..
وفي هذه الكلمة العَجْلَى أضع بين يدي الشباب بعض الخطوات والحلول العملية لتجاوز هذه المشكلة والتغلب عليها..
1ـ عدم استخدام الشبكة العنكبوتية أساساً إلا عند الحاجة فالشبكة سلاح ذو حدين أحدهما نافع والآخر ضار، فإن لم تكن ثمة حاجة لبحث علمي, أو قراءة لمقالة, أو متابعة لأخبار, أو مشاركة في مدونة خيّر أو نحوها, فما الداعي للتصفح والاقتراب من مواقع الفتن ؟
2ـ عدم فتح الرسائل المجهولة المصدر لأنّ أغلبها إما إباحية، أو حاملة لفيروسات مدّمرة للجهاز, أو دعاية مُضيّعة للوقت والمال والجهد.
3ـ اجتناب استخدام (النت) قدر الإمكان في أوقات الخلوة لأنّ الشيطان سيجدها فرصة للوسوسة وتهييج العزم نحو البحث عن المواقع الإباحية وبعبارة أخرى إذا كان من عادتنا التصفح في وقت ما, فليكن ذلك ونحن بحضرة الآخرين من أهل البيت.
4ـ اجتناب التصفح حال الشعور بالشهوة، فإنّ بعض الشباب – هداهم الله – تثور الشهوة في صدره قبل فتح " النت " فيبادر إليه بدعوى قراءة أخبار, أو مطالعة بريده, أو مشاركة في منتدى, فلا يلبث أن يتنقل إلى موقع إباحي موهماً نفسه أنه انساق إليه – قدراً – لا قصداً !!
5ـ اجتناب استخدام محركات البحث مثل (قوقل) وغيره في البحث عن موضوعات ذات صلة بالجنس ولو على سبيل (الاستفادة !) التي قد يدعيها البعض ضحكاً على أنفسهم !!
6ـ تجنب أصدقاء السوء سواء في المدرسة أو الحي، لأنهم غالباً ما يكونون سبباً في تبادل المعلومات حول النت، وعناوين المواقع الإباحية على الشبكة ، ولَأن يبقى الشاب بلا أصدقاء خير له من أن يصادق من يزيّن له الفاحشة ويحببها إليه !!
مع أن الفئات الخيّرة من شباب المدارس والحلق متواجدون بكثرة ولله الحمد.
7ـوضع الجهاز في مكان عام في البيت, كالصالة أو غرفة الطعام.. وعدم إغلاق الأبواب، ووضع الجهاز بجهة معاكسة لباب الحجرة بحيث يكون المتصفح قد جعل الباب خلف ظهره, ممّا يجعله بعيد التفكير عن تصفح مواقع إباحية حياء من الداخل فجأة !
8ـ استصحاب مراقبة الله عز وجل واستشعار اطلاعه على العبد في حركاته وسكناته, ودعائه بصدق وإخلاص أن يجنبه أسباب الفتنة والشر !
9ـ يُفضل أن تكون افتتاحية الشاشة الترحيبية آية قرآنية أو حديث من آيات وأحاديث الوعيد وبصورة مكبرة تملأ الشاشة, أو حكمة مؤثرة ، أو جملة معبّرة، أو صورة مقبرة ، أو نحو ذلك على أن تُغيّر هذه الافتتاحية كل أسبوع أو عشرة أيام لئلا يُصاب المتصفح بتبلد إحساس تجاهها !!
10ـ من المستحسن أن يكون على المكتب عدد من كتب الأحاديث وكتب العلم حتى يأنف المتصفح من مطالعة مواقع إباحية إجلالاً للحديث الشريف وعلوم الشريعة!
11ـ من المُفضّل قراءة وجه أو وجهين من القرآن الكريم قبل تصفح " النت " ترقيقاً للقلب، وطرداً للوساوس والشياطين !
12ـزيارة المقبرة كلما ثارت في نفس الشاب الشهوة بدلاً من التوجه إلى النت ففيها العظة والذكرى !
13ـ الابتعاد عن المثيرات من الأسواق, والحدائق العامة ونحوها، وهجر القنوات والمجلات وغيرها, وهذا منهج عام في الحياة تجفيفاً لمنابع الشهوة والإثارة …( رياض المسيميري ) .
أحبتي في الله : قد يتبادر إلى الذهن أنه طالما عين الرقابة قد غفلت سواء في البيت أو المؤسسة التربوية أو مقهى الأنترنيت فمن الممكن الولوج إلى تلك المواقع الإباحية ، لكن ما يغفل عنه أولئك أن هناك من لا يغفل و لا ينام إنه الله ربّ العالمين ؟؟؟؟
و كلنا يعلم أن الإنسان مسؤول عن كل ما يصدر عنه ، و أن الله يراقبه و يعلم خائنة نفسه و ما يخفيه صدره ، قال الله تعالى : (( يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور )) ، و قال تعالى : (( و لقد خلقنا الإنسان و نعلم ما توسوس به نفسه و نحن أقرب إليه من حبل الوريد )) ، و قال تعالى : (( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم و لا خمسة إلا هو سادسهم ، و لا أدنى من ذلك و لا أكثر إلا هو معهم ، ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة . )) .
فالمطلوب من كل مسلم ذكرا كان أو أنثى أن يستحضر عظمة الله في قلبه في حلّه و ترحاله ، في سرّه و علنه ، و أن يجتنب كل ما من شأنه أن يغضب ربّه في كل شؤونه ، و ليستح من ربّه ، و أن يغضّ بصره و يحفظ فرجه ، عملا بقوله تعالى : ((ُقُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ، وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ….)) النور/30و 31
و الله أسأل أن يحفظنا و يحفظ شبابنا و يردهم إلى دينه ردا جميلا .
محبكم في الله : عمار جعيل
_________________
عن عبد بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
(( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ))
البخاري في الجامع الصحيح .
بارك الله فيك على الطرح المميز
بارك الله فيك على الموضوع وجعله الله بميزان حسناتك
بالتوفيق
بارك الله فيك
وحفظ الله جميع شبابنا من الانحراف