بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ}، بين تعالى في هذه الآية الكريمة، أنه لا يغير ما بقوم من النعمة والعافية، حتى يغيروا ما بأنفسهم من طاعة الله جل وعلا. وقد بين في هذه الآية أيضاً: أنه إذا أراد قوماً بسوء فلا مرد له، وبين ذلك أيضاً في مواضع أخر، كقوله: {وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [6/147]، ونحوها من الآيات. وقوله في هذه الآية الكريمة: {حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، يصدق بأن يكون التغيير من بعضهم كما وقع يوم أحد بتغيير الرماة ما بأنفسهم فعمت البلية الجميع، وقد سئل صلى الله عليه وسلم: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم إذا كثر الخبث"، والله تعالى أعلم. أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ، للإمام الشنقيطي رحمه الله تفسير سورة الرعد |
||