فَضْلُ حَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ والصَّلاةُ والسَّلامُ على أشرفِ الْمُرسلينَ نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلهِ وأصحابِه أجمعينَ
أمَّا بعدُ:
فإنَّ الكلامَ عن كتابِ الله والاعتناءِ به كلامٌ عن موضوعٍ عظيمٍ لأنَّه متعلقٌ بأعظمِ كلامٍ وأفضلِه، وخيرِ حديثٍ وأحسنِه:
–
إنَّه كلامُ الله الذي لا يأتيه الباطلُ من بيْنِ يديْه ولا مِنْ خلْفِه.
– إنَّه كلامُ الله الذِي أمرنا بتلاوتِه وتدبُّرِه فقال سبحانه:{وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 4]، وقال سبحانه:{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}[محمد: 24].
–إنَّه الكلامُ الذي قال عنه سبحانه:{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[الحشر: 21].– إنَّه الكلامُ الذي عَجِزَ وَيَعْجَزُ الثَّقلانِ عنِ الإتيانِ بجزءٍ منه، ولو تعاوَنوا على ذلك قال سبحانه:{ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}[الإسراء: 88]. والحديثُ على كِتَابِ الله وكَلامِه له جوانبُ متعدِّدَة، وصورٌ مختلِفَة، ولكن كلامنا سيكونُ-بإذنِ الله- متعلقاً بمسألةٍ منهُ مهمةٍ جداً وهي: "بيان فضل حملتِه وحفَّاظِه"، وسنذكر ما يدلُّ على ذلك من كتاب الله وسنة رسوله-صلَّى الله عليه وسلَّم-.وهذا الموضوع من الأهميَّة بمكان، خاصَّة في هذه الأزمان التِّي –بحقّ- يصدقُ علينا قوله سبحانه وتعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}[الفرقان: 30].ويكفي حمَلَةَ كتابِ الله شَرَفًا: – أنَّهم يحملونَ في صدورِهم كلامَ الله ربِّ العالَمِين.– وأنَّهم في ذلك مقتدونَ بفعلِ خير النَّاس أجمعين –صلَّى الله عليه وسلَّم-، لأنَّه كان من حفظتِه، وكان يذاكرُه مرَّة كلَّ سنةٍ مع جبريلَ-عليه السَّلام- إلاَّ السَّنة التِّي فيها قبضَ –صلَّى الله عليه وسلَّم- فقد راجعَه معه مرَّتين[1].– وأنَّهم كذلك مقتدُون بكثيرٍ منَ الصَّحابة الكِرام، وعلى رأسِهِم الخلفاءُ الأربعُ -رضوان الله عليهم أجمعين-.قال ابن حجر –رحمه الله- : ( وَالَّذِي يَظْهَرُ مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الْأَحَادِيثِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَحْفَظُ الْقُرْآنَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْمَبْعَثِ أَنَّهُ بَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ فَكَانَ يَقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنَ، وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَا كَانَ نَزَلَ مِنْهُ إِذْ ذَاكَ، وَهَذَا مِمَّا لَا يُرْتَابُ فِيهِ مَعَ شِدَّةِ حِرْصِ أَبِي بَكْرٍ عَلَى تَلَقِّي الْقُرْآنِ مِنَ النَّبِيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وَفَرَاغِ بَالِهِ لَهُ وَهُمَا بِمَكَّةَ، وَكَثْرَةِ مُلَازَمَةِ كُلٍّ مِنْهُمَا لِلْآخَرِ، حَتَّى قَالَتْ عَائِشَةُ -كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْهِجْرَةِ- أَنَّهُ -صلَّى الله عليه وسلَّم- كَانَ يَأْتِيهِمْ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً، وَقَدْ صَحَّحَ مُسْلِمٌ حَدِيثَ: (يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ ) وَتَقَدَّمَتِ الْإِشَارَةُ إِلَيْهِ وَتَقَدَّمَ أَنَّهُ صلَّى الله عليه وسلَّم أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَؤُمَّ فِي مَكَانِهِ لَمَّا مَرِضَ فَيَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ أَقْرَأَهُمْ)[فتح الباري(9/51-52)وقال السُّيوطي-رحمه الله- (وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِ الْقِرَاءَاتِ الْقُرَّاءَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فَعَدَّ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ: الْخُلَفَاءَ الْأَرْبَعَةَ…)[الإتقان(1/195)].وأما حديث: ((خُذُوا القُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَسَالِمٍ[2]، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ)) [البخاري(4999) ومسلم(2464)].فلا ينفي وجودَ غيرِهم في ذلك الوقت مِمَّن شارَكَهم في حفظ القرآن.قال السُّيوطي-رحمه الله-: (فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ أَمَرَ بِالْأَخْذِ عَنْهُمْ فِي الْوَقْتِ الَّذِي صَدَرَ فِيهِ ذَلِكَ الْقَوْلُ، وَلَا يَلْزَمُ من ذلك ألَّا يَكُونَ أَحَدٌ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ شَارَكَهُمْ فِي حِفْظِ الْقُرْآنِ، بَلْ كان الذين يَحْفَظُونَ مِثْلَ الَّذِي حَفِظُوهُ وَأَزْيَدَ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ؛ وَفِي الصَّحِيحِ[3]فِي غَزْوَةِ بِئْرِ مَعُونَةَ أَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا بِهَا مِنَ الصَّحَابَةِ كَانَ يُقَالُ لَهُمُ (الْقُرَّاءُ) وَكَانُوا سبعين رجلا). [الإتقان(2/459)].و هذا أوان الشروع في الْمَقصودِ فنقول -مستعينين بالله العظيم-:
أولاً
الفضائِلُ من كتابِ اللهِ
لقد وردت عدَّةُ آيات –فضلًا عن الآياتِ السَّابقة- تبيِّن فضلَ كتابِ الله وفضلَ حملتِه وقرَّائِه، منها:
–قوله-عزّ وجل-:{لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ}[آل عمران: 164].
–وقوله-عزّ وجل-: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا} [الإسراء: 45].
–وقوله-عزّ وجل-: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}[آل عمران: 101].
–وقوله-عزّ وجل-: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}[الإسراء: 9].
فالتَّمسكُ بكتابِ الله مع إتباعِ ما جاء به الرَّسول –صلَّى الله عليه وسلَّم- عِصْمَةٌ من الضَّلال، ويُؤيِّد هذا قوله –صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ صلَّى الله عليه وسلَّم-…))[مسلم(1218) والحاكم(1/93)-واللفظ له-].
ثانياً
الفضائلُ منْ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ –صلَّى الله عليه وسلَّم-
كثيرةٌ هي الأحاديثُ التي جاءت ببيانِ فضلِ حملةِ كتابِ الله وحُفَّاظِه، ولقد كانت دلالاتها كالآتي:
1- حِفْظُ القُرْآنِ وَتَعَلُّمُهُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَتَاعِهَا:
فعن عثمان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- : ((خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ)) [البخاري(5027)].
وعن عقبةَ بنِ عامر الْجُهني-رضي الله عنه- قال خَرَجَ رَسُولُ اللهِ -صلَّى الله عليه وسلَّم- وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ، فَقَالَ: ((أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ، أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ، فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟» ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ نُحِبُّ ذَلِكَ، قَالَ: «أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الْإِبِلِ))[مسلم(807)].
2- حَافِظُ القُرْآنِ مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ أَجْرًا:
عن ابنِ مسعود –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-:
(مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ (ألم) حَرْفٌ، وَلَكِنْ (أَلِفٌ) حَرْفٌ وَ(لَامٌ) حَرْفٌ وَ(مِيمٌ) حَرْفٌ).
[الترمذي(2910) ،الصحيحة(3372)].
ولا شكَّ أنَّ حَفَظَةَ كِتَابِ اللهِ همْ منْ أكثرِ النَّاسِ قراءَةً، إِنْ لم نَقُلْ أكثرَهم، فيلزَمُ من ذلك أن يكُونُوا من أكثرِ النَّاسِ أجرًا.
3- حَافِظُ القُرْآنِ رَفِيعُ الْمَنْزِلَةِ عَالِي الْمَكَانَةِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ:
عن أبي الطُّفيل عامرِ بنِ واثلةَ أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ لَقِيَ عُمَرَ بِعُسْفَانَ، وَكَانَ عُمَرُ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى مَكَّةَ، فَقَالَ[4]: (مَنِ اسْتَعْمَلْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي؟)، فَقَالَ: ابْنَ أَبْزَى، قَالَ: وَمَنِ ابْنُ أَبْزَى؟ قَالَ: مَوْلًى مِنْ مَوَالِينَا، قَالَ: فَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى؟ قَالَ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنَّهُ عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ، قَالَ عُمَرُ: أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قَدْ قَالَ: ((إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ))[مسلم(817)].
4- حَافِظُ القُرْآنِ مُقَدَّمٌ عَلَى غَيْرِهِ فِي حَيَاتِهِ فِي أَشْرَفِ الْمَوَاطِنْ:
عن أبِي موسى –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً، فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ،…))[مسلم(673)].
وعَنْ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ قَوْمِي مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قَالُوا: إِنَّهُ قَالَ: ((لِيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قِرَاءَةً لِلْقُرْآنِ)) قَالَ: فدعَوْني فعلَّموني الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَكُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ وَكَانَتْ عَلَيَّ بُرْدَةٌ مَفْتُوقَةٌ، [فَكُنْتُ إِذَا سَجَدْتُ خَرَجَتْ اسْتِي]، فَكَانُوا يَقُولُونَ لِأَبِي: أَلَا تُغَطِّي عَنَّا اسْتَ ابْنِكَ)
[أحمد(15902)، والنسائي(767)، وأبو داود(586)-و الزيادة له-،الإرواء(384)].
5- حَافِظُ القُرْآنِ مُقَدَّمٌ عَلَى غَيْرِهِ بَعْدَ مَمَاتِهِ:
عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنهما- قال: كَانَ النَّبِيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ يَقُولُ: ((أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ))، فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ) [البخاري(1343)].
6- نُزُولُ الْمَلَائِكَةِ وَ البَرَكَاتِ مِنَ السَّمَاءِ لِلْقُرْآنِ وَ أَهْلِهِ:
عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((…وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ)) [مسلم (2699)].
7- إِكْرَامُ حَامِلِ القُرْآنِ مِنْ إِجْلَالِ اللهِ وَتَعْظِيمِهِ:
عن أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ))
[أبو داود(4845)، صحيح الترغيب(98)].
8- حَافِظُ القُرْآنِ مُكَرَّمٌ فِي الْجِنَانِ:
فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي –صلَّى الله عليه وسلَّم- يقال: ((يَجِيءُ القُرْآنُ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَلِّهِ، فَيُلْبَسُ تَاجَ الكَرَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ زِدْهُ، فَيُلْبَسُ حُلَّةَ الكَرَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ، فَيَرْضَى عَنْهُ، فَيُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَارْقَ، وَيُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً)) [الترمذي(2915)، صحيح الترغيب(1425)].
و عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ، وَارْتَقِ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا))
[أبو داود(1464)، والترمذي(2914)، وابن ماجه(3780)، وهو في الصحيحة(2240)].
قال الشَّيخُ الألبَانِي –رحمه الله- :(واعلم أنَّ المرادَ بقوله: ((صاحب القرآن))، حافظُه عن ظهرِ قلبٍ على حدِّ قوله –صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((يَؤُمُّ القَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ…)) أيْ: أحفظُهم، فالتَّفاضل في درجات الجنَّة إنَّما هو على حسَب الحفظ في الدُّنيا، وليس على حسب قراءتِه يومئذٍ واستكثارِه منها كما توهَّم بعضُهم، ففيه فضيلةٌ ظاهرةٌ لحافظِ القرآن، لكن بشرطِ أن يكونَ حفظه لوجه الله تبارك وتعالى، وليس للدُّنيا و الدِّرهم و الدِّينار، وإلاَّ فقد قال -صلَّى الله عليه وسلَّم- :((أَكْثَرُ مُنَافِقِي أُمَّتِي قُرَّاؤُهَا))، وقد مضى تخريجه برقم[750])
[سلسلة الأحاديث الصحيحة(5/284)].
9- الغِبْطَةُ الْحَقِيقِيَّةُ تَكُونُ فِي حِفْظِ القُرْآنِ وَالعَمَلِ بِهِ:
فعن ابن عمر –رضي الله عنه- عن النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: ((لاَ حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ القُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ))[البخاري(7529)، ومسلم(715)].
والمقصود بالحسد هنا-كما قال أهل العلم- الحسد المحمود أو الغبطة وهي: أَنْ يَتَمَنَّى مِثْلَ النِّعْمَةِ الَّتِي عَلَى غَيْرِهِ مِنْ غَيْرِ زَوَالِهَا عَنْ صَاحِبِهَا فَإِنْ كَانَتْ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا كَانَتْ مُبَاحَةً وَإِنْ كَانَتْ طَاعَةً فَهِيَ مُسْتَحَبَّةٌ[5].
10-حُفَّاظُ القُرْآنِ هُمْ أهلُ اللهِ وخاصَّتُه:
عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ((إِنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ))، قال: قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: ((أَهْلُ القُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ)) [أحمد(12278)، وابن ماجه(215)، وهو في صحيح الترغيب(1432)].
والمقصود أنَّهم أولياؤُه المختَصُّون به لاعتنائهم بكلامه -سبحانه وتعالى-.
11- شَفَاعَةُ القُرْآنِ لِأَهْلِهِ:
عن أبي أمامة –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله-صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ))[مسلم(804)].
12-حِفْظُ القُرْآنِ يُنْجِي صَاحِبَهُ مِنَ النَّارِ:
فعن عقبةَ بنِ عامر قال: إنّ رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: ((لَوْ أَنَّ القُرْآنَ جُعِلَ فِي إِهَابٍ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ مَا احْتَرَقَ))
[أحمد(17365)، وهو في الصحيحة(3562)].
و قد فسِّر هذا الحديث بعدة تفسيرات[6]:
– فقيل: المراد الوَرَقُ الذي يكتب فيه، لو ألقى في النار لانتزع الله تعالى منه القرآن تنزيها له حتى يحترق الإهاب خاليا من القرآن .
– وقيل: كان هذا في عصر النبي –صلَّى الله عليه وسلَّم- عَلَمًا لنبوته، كالآيات التي في عصر الأنبياء، من كلام الموتى أو الدّواب ونحوه، ثم يعدم بعدهم.
– وقيل: المراد بالإهاب: القارئ الذي وعاه، وهو أقرب الأقوال.
قال البغوي –رحمه الله-: (حُكِيَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: مَعْنَاهُ: لَوْ كَانَ الْقُرْآنُ فِي إِهَابٍ، يَعْنِي: فِي جِلْدٍ، فِي قَلْبِ رَجُلٍ، يُرْجَى لِمَنِ الْقُرْآنُ مَحْفُوظٌ فِي قَلْبِهِ أَنْ لَا تَمَسَّهُ النَّارُ.
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُوشَنْجِيُّ: مَعْنَاهُ أَنَّ مَنْ حَمَلَ الْقُرْآنَ وَقَرَأَهُ، لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
قَالَ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هَذَا كَمَا يُرْوَى عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: «احْفَظُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُ بِالنَّارِ قَلْبًا وَعَى الْقُرْآنَ»، وَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَنَّهُ كَانَ فِي عَصْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَمًا لِنُبُوَّتِهِ، كَالآيَاتِ الَّتِي فِي عَصْرِ الأَنْبِيَاءِ، مِنْ كَلامِ الْمَوْتَى، أَوِ الدَّوَابِّ وَنَحْوِهِ، ثُمَّ يُعْدَمُ بَعْدَهُمْ) [شرح السنة(4/437)].
أَثَرٌ مُهِّم:
قال عبد الله بنُ مسعود –رضي الله عنه-: (يَنْبَغِي لِحَامِلِ الْقُرْآنِ أَنْ يُعْرَفَ بِلَيْلِهِ إِذَا النَّاسُ نَائِمُونَ، وَبِنَهَارِهِ إِذَا النَّاسُ مُفْطِرُونَ، وَبِحُزْنِهِ إِذَا النَّاسُ يَفْرَحُونَ، وَبِبُكَائِهِ إِذَا النَّاسُ يَضْحَكُونَ، وَبِصَمْتِهِ إِذَا النَّاسُ يَخُوضُونَ، وَبِخُشُوعِهِ إِذَا النَّاسُ يَخْتَالُونَ، وَيَنْبَغِي لِحَامِلِ الْقُرْآنِ أَنْ يَكُونَ بَاكِيًا مَحْزُونًا حَلِيمًا حَكِيمًا سِكِّيتًا، وَلَا يَنْبَغِي لِحَامِلِ الْقُرْآنِ أَنْ يَكُونَ جَافِياً ولَا غَافِلاً ولا سَخَّاباً[7] وَلَا صَيَّاحاً وَلَا حَدِيداً) [الزهد لأحمد(892)، و الحلية لأبي نعيم(1/129-130)، ومصنف ابن أبي شيبة(35584)].
بعضُ الأحاديثِ التِّي لمْ تَثْبُتْ فِي فضلِ القُرآنِ وأهلِه:
1- (كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، وَهُوَ الفَصْلُ لَيْسَ بِالهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنْ ابْتَغَى الهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ المَتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ المُسْتَقِيمُ، هُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ، وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الأَلْسِنَةُ، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ العُلَمَاءُ، وَلَا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ}[الجن: 2] مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هَدَى إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ). ضعيف جدا [ضعيف الجامع(2081)].
2- (إِنَّ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآنِ كَالبَيْتِ الخَرِبِ).ضعيف [ضعيف الجامع(1524)].
3- (لِحَامِلِ الْقُرْآنِ إِذَا أَحَلَّ حَلَالَهُ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ أَنْ يَشْفَعَ فِي عَشْرَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتَهُ، كُلُّهُمْ قَدْ وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ) ضعيف [ضعيف جدا(4662)].
4- (لِحَامِلِ القُرْآنِ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ). ضعيف [ضعيف الجامع(4664)].
5- (الْحِدَّةُ تَعْتَرِي حَمَلَةَ القُرْآنِ لِعِزَّةِ القُرْآنِ فِي أَجْوَافِهِمْ). موضوع[السلسلة الضعيفة(27)].
6- (حَمَلَةُ القُرْآنِ أَوْلِيَاءُ اللهِ فَمَنْ عَادَاهُمْ فَقَدْ عَادَى اللهَ وَمَنْ وَالَاهُمْ فَقَدْ وَالَى اللهَ). موضوع[السلسة الضعيفة(224)].
7- (مَنْ جَمَعَ القُرْآنَ مَتَّعَهُ اللهُ بِعَقْلِهِ حَتَّى يَمُوتَ). موضوع [السلسلة الضعيفة(271)].
8- (حَامِلُ القُرْآنِ حَامِلُ رَايَةِ الإِسْلَامِ مَنْ أَكْرَمَهُ فَقَدْ أَكْرَمَ اللهَ وَمَنْ أَهَانَهُ فَقَدْ لَعَنَهُ اللهُ). موضوع [السلسلة الضعيفة(368)].
9- (فَضْلُ حَمَلَةِ القُرْآنِ عَلَى مَنْ لَمْ يَحْمِلْهُ كَفَضْلِ الْخَالِقِ عَلَى الْمَخْلُوقِ). كذب [السلسلة الضعيفة(396)].
10- (أَغْنَى النَّاسِ حَمَلَةُ القُرْآنِ). ضعيف[السلسلة الضعيفة(1646)].
11- (أَحَبُّ العَمَلِ إِلَى اللهِ تَعَالَى الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ قَالَ: وَمَا الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ؟ قَالَ: الذِي يَضْرِبُ مِنْ أَوَّلِ القُرْآنِ إِلَى آخِرِهِ كُلَّمَا حَلَّ ارْتَحَلَ). ضعيف [السلسلة الضعيفة(1834)].
12- (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فَإِنَّ اللهَ لَا يُعَذِّبُ قَلْبًا وَعَى القُرْآنَ). ضعيف جدا[السلسلة الضعيفة (2865)].
13- (مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَقَدِ اسْتَدَرَجَ النُّبُوَّةَ بَيْنَ جَنْبَيْهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُوحَى إِلَيْهِ، لَا يَنْبَغِي لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ أَنْ يَحِدَّ مَعَ مَنْ حَدَّ، وَلَا يَجْهَلَ مَعَ مَنْ جَهِلَ وَفِي جَوْفِهِ كَلَامُ اللَّهِ تَعَالَى). ضعيف [السلسلة الضعيفة(5118)].
هذا ونسألُ الله تعالى أنْ يوفِّقَنا لِحِفْظِ كتابِه والعملِ بما فيه
وأنْ يثبِّتَنَا على الْقُرآن والسُّنة
وآخرُ دعوانَا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين
وصلَّى الله على نبيِّنَا الكريم
[1]روى البخاري(3624) عن فاطمة –رضي الله عنها –أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم- قال لها: ((أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي بِالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلاَ أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي )).
[2]هو مولى أبي حذيفة.
[3]– البخاري(3064) ومسلم(677).
[4]القائل هو عمر ابن الخطاب –كما جاء مصرحا به في رواية أحمد(232).
[5] انظر شرح مسلم للنووي(6/97)، وطرح التثريب للعراقي(4/72)، وبهجة قلوب الأبرار للسعدي(203).
[6] انظر: تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة(290-292)، ومرقاة المفاتيح(4/1475)، وفيض القدير للمناوي(5/324).
[7] السَّخب و الصَّخب: الصِّياح واختلاط الأصوات.
منقول من التصفية والتربية للشيخ مصطفى قالية
وقد أضاف الشيخ حسن بوقليل :
ومن فضائل القرآن أيضا:
– أنَّه يتعدَّى لوالدَيه يوم القيامة:
فقد روى الطبراني في «الأوسط» عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: «يَجِيءُ القُرْآنُ يَومَ القِيَامَةِ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ أَنَا الَّذِي كُنتُ أُسْهِرُ لَيْلَكَ وَأُظْمِئُ هَوَاجِرَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ، وَأَنَا لَكَ الْيَوْمَ مِن وَرَاءِ كُلِّ تَاجِرٍ، فَيُعْطَى المُلْكَ بِيَمِينِهِ وَالخُلْدَ بِشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الوَقَارِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَينِ لاَ تَقُومُ لَهُمُ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، فَيَقُولاَنِ: يَا رَبِّ! أَنَّى لَنَا هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِتَعلِيمِ وَلَدِكُمَا القُرآنَ» الحديث، وقد صححه العلامة الألباني – رحمه الله – في «الصحيحة» (2829).