التصنيفات
اسلاميات عامة

حُبْ الرسُول صلى اللهُ عليه وسلم .

تعليمية

كم أحبته القلوب ..
وذرفت لسيرته الدموع ..
وتتجمع أروع الأشواق عند ذكره ..
في ذروة المعركة لا أحد فيهم يهتم بنفسه ..
كلهم همهم واحد ..
محمد رسول الله
احدهم تقطع يديه اليمنى ثم اليسرى ..

وتسيل دمائه .. ويدخل السيف جوف قلبه
ولا يزيد عن .. وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل

تعليمية

كم أحبوك!!!

ويأتي أحدهم يسير بين الطرقات .. يبحث عن النور
تحرك عيناه يمنة ويسرة ..
ها قد وجده عليه الصلاة والسلام
يا رسول الله ستكون في أعلى درجات الجنة ..
ولن نراك يا رسول الله في الجنة ..
وإنا نحبك ونريد أن نكون معك في الجنة
فيقول له تعليمية أنت مع من أحببت
يقول الصحابة هذا أفضل ما سمعنا
سبحان الله
يخافون أنهم لن يروه في الجنة .. يريدون صحبته في الدنيا والآخرة
ونحن الله المستعان
هل وصلنا لهذا المنزلة ؟؟
نخاف أننا لن نراه في الجنة ؟؟
هل هذا احد همومنا ؟؟
والله إننا لنحبك يا رسول الله .. والله إننا لنحبك يا رسول الله ..

تعليمية

خرج حبيبنا عليه الصلاة والسلام إلى السوق
فرأى أحد أصحابه واسمه زاهرا ..!
وكان عليه أزكى صلاة وأتم تسليم يحبه
فأحتضنه الرسول تعليمية من خلفه ..
والرجل يحاول الفكاك ..والحبيب قابض عليه
فينادي عليه الصلاة والسلام في السوق بأعلى صوته ..
من يشتري هذا العبد ..من يشتري هذا العبد
والناس من حوله يجتمعون
وكم يتمنون أن الحبيب يحضنهم ويمازحهم
فينادي .. من يشترى هذا العبد
والصحابي يحاول الفكاك
فعرف الصحابي أن رسول الله تعليميةخلفه ..
أن خليل الله يحتضنه.. أن الحبيب خلفه..أن النور يقبضه بيديه ..
أن الذي تتفطر قدماه من قيام الليل بجانبه ..
أن من يحادث جبريل خلفه ..

فتسيل دموع الصحابي فرحا وهيبة
يا رسول الله .. يا رسول الله..
إذن تجدني كاسدا لا انفع أن تبيعني .. لست أهلا لأن أكون بضاعتك
إذن والله تجدني كاسدا
فيقول له الحبيب رافعا من قدره
لكنك عند الله لست بكاسد
أنت عند الله غال .. أنت عند الله غال
فما أحسن خلقك يا رسول الله ..وأحسن صحبتك .. وطيب مخالطك ..
وروعة مداعبتك …

تعليمية

كم كان كريما معطاء
كانت عنده تسعون ألف درهم من الذهب
وضعها على حصير ..
فقسمها على الناس ولم يبقى منها شيء
جاءه رجل يهديه بضعًا من الرطب والقثاء
فأهداه الحبيب ملء يديه ذهبا
وجاءه احدهم يسأله مالاً ..
فيقول له ما عندي شيء ..ولكن أشتري ما شئت وأنا أقضيه عنك ..

تعليمية

يوم أحد ..
شجّت وجنتاه .. كسرت رباعيته..شجّ رأسه .. الدماء تسيل منه
فإذا به يدعوا الله عز وجل
اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون .. اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
كان ذات ليلة يردد
قام الليل يردد آية ..
(إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم )

ما أرأفه بنا!!
تمر الشهور ولا توقد النار في بيته
كم صبر حبيبنا
صبر على الجوع .. صبر على فقد أحبابه ..صبر على البلايا …

تعليمية

هل حقاً أننا نحبه ؟؟
هل اتبعنا ما جاء به ؟؟
هل افتخرنا بسنته ؟؟
هل نعتزّ بإسلامنا ؟؟

تعليمية

منقول




اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

شهد طبت و طاب لنا نقلك

احسنت الاختيار بارك الله فيك

بانتظار الجديد




الله يبارك فيك رنوووومة الحلوة .
الله يخليك لينا .




جزاكِ الله خيرًا يا شهد، و اسمحي لي بهذه الإضافة:



إن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأمور العقدية التي تحدد حقيقة الإيمان لدى الإنسان، فمن أهم مقتضيات هذا الإيمان واكتماله هو محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقوله عليه الصلاة والسلام: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أحمعين»الصحيحان، واللفظ للبخاري في صحيحه.
كما يجب أن تعتلى هذه المحبة فوق كل المصالح والمتاع من الأموال والأزواج والبنين، لقوله تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)سورة التوبة، الآية 24.
ويؤكد عليه الصلاة والسلام هذا الأمر بقوله: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار»الصحيحان، واللفظ للبخاري في صحيحه.
وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: «لأنت أحب إليَّ من كل شيء إلا نفسي التي بين جنبي ، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم – : لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه ، فقال عمر: والذي أنزل عليك الكتاب لأنت أحب إليَّ من نفسي التي بين جنبي ، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم-: الآن يا عمر»رواه البخاري.

يقول تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)سورة آل عمران، الآيتان 31-32.

ويمكن ذكر أهم النقاط التي تنبني على حبه عليه الصلاة والسلام، حتى لا يكون حبنا له صلى الله عليه وسلم ادعاءً قوليًا، أو حركة عاطفية غير متوازنة. نحبه – كما أسلفت – أمر عقدي يجب أن يستقر في القلوب، ويترجم في الواقع إلى سلوك عملي تقوم به الجوارح:
1 – الإيمان به: بأنه رسول من عند الله تعالى إلى الناس كافة، جاء بدعوة التوحيد بشيرًا ونذيرًا ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، قال تعالى: (الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ )سورة إبراهيم، الآية 1.
2 – محبته صلى الله عليه وسلم محبة تفوق محبتنا لأنفسنا وآبائنا وأمهاتنا وأولادنا وأزواجنا، وكل ما نملك، لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أحمعين»الصحيحان، واللفظ للبخاري في صحيحه، بحيث تكون هذه المحبة واقعًا عمليًا تظهر آثارها في السلوك والتعامل والأخلاق.
3 – طاعته فيما أمر واجتناب فيما نهى عنه وزجر: لقوله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا )سورة الحجر، الآية 7. وقوله سبحانه: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)سورة آل عمران، الآية 132.
وطاعته عليه الصلاة والسلام من أهم دلالات محبته، وعدا ذلك يكون محض ادّعاء وكلام، وصدق الشاعر حين قال:
لو كان حبك صادقا لأطعته…إن المحب لمن يحب مطيع

4 – الصلاة والسلام عليه: قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً )سورة الأحزاب، الآية 56.
والصلاة عليه واجبة أثناء الصلاة، وكذلك عند ذكره، ومندوبة في مواضع كثيرة في الصباح والمساء، وفي كل مجلس، وبعد الأذان ويستحب الإكثار منها يوم الجمعة، يقول عليه الصلاة والسلام: «من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه عشرً»صحيح مسلم. ويقول في حديث آخر: «البخيل الذي ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ»جامع الترمذي.
5 – الرضا بحكمه صلى الله عليه وسلم وبشرعه والوقوف عند حدود شريعته، وتحكيم سنته، والتحاكم إليها في جميع الأحوال لقوله تعالى: (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً)سورة النساء، الآية 65. وقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)سورة النساء، الآية 59.
6 – نشر سنته بين الناس، والذبّ عنها لقوله صلى الله عليه وسلم: «نضر الله امرءًا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه»جامع الترمذي، لا سيما في هذا العصر الذي يتعرض فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته لأشرس حملات التشويه والتزوير.
7 – محبة أصحابه: وهذه من مستلزمات حقوقه عليه الصلاة والسلام على أمته: وذلك بتوقيرهم والترضي عنهم، وعدم الإساءة إليهم أو الانتقاص من شأنهم، لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أحدًا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبًا ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نصيفه»صحيح مسلم،وقوله عليه الصلاة والسلام: «خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم»صحيح البخاري، ثم إن الانتقاص من شأن الصحابة يعني الطعن في الدين والتشكيك فيه، لأن الصحابة هم الذين نشروا هذا الدين، ونقّلوه لنا بالصورة التي عليه الآن.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين.




شكرا وبارك الله فيك
تحية خالصة

جزاك الله كل خير




التصنيفات
اسلاميات عامة

مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ؛ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ

مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ؛ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ »

قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ؛ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ؛ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ ». قالتْ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: فقلت: يا نبىُّ الله! أكراهية الموت فكُلنا يكره الموت؟

قالَ: « لَيْسَ كذٰلك، ولـٰكِنْ المُؤمِن إذَا بُشِّرَ بِرحْمَةِ اللهِ ورضْوانه وجنَّتهِ أحبَّ لقاءَ الله، فأَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وأنَّ الكافِر إذَا بُشِّرَ بِعَذَابِ اللهِ وَسخطه كَرِهَ لقاء الله، وَكَرِهَ اللهَ لِقَاءَهُ » هٰذا الحديث يُفسِّر آخره أوَّله، ويُبيِّن المراد بباقي الأحاديث المطلقة: « مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ »، « وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ ».

ومعنىٰ الحديث: أنَّ الكراهة المعتبرة هِيَ الَّتى تكون عند النزَّع فِي حالة لا تُقبل توبته ولا غيرها، فحينئذٍ يُبشر كل إنسانٍ بما هوَ صائر إليه، وما أعدله! ويكشف لهُ عَنْ ذٰلك.

فأهل السَّعادة يحبُّون الموت، ولقاء الله، لينتقلوا إلىٰ ما أعدَّ لهم، ويحبُّ اللهُ لقاءهُم. أيْ: فيجزل لهُم العطاء والكرامة.

وأهل الشَّقاوة يكرهون لقاءه، لما علموا مِنْ سُوء ما ينتقلون إليه، ويكره الله لقاءهم. أيْ: يُبعدهم عَنْ رحمته وكرامته، ولا يريد ذٰلك بهم.

وهٰذا معنىٰ كراهته سُبْحَانَهُ لقاءهُم، وليسَ معنىٰ الحديث أنَّ سبب كراهة الله تَعَالَىٰ لقاءهم كراهتهم ذٰلك ولا أنَّ حبّه لقاء الآخرين حبّهم ذٰلك، بل هوَ صفة لهم.اهـ.

([« شَرْحِ النَّوَويِّ عَلَىٰ "صَحِيحِ مَسْلِم"» (17/9، 10) ])




تعليمية

تعليمية




بارك الله فيك وفي قلمك

وننتظر المزيد

بالتوفيق




جزاك الله خيرا.




بارك الله فيك




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[كتاب مصور] اللّمعةُ في الأجوبةِ السّبعةِ، للإمامِ ابن تيمية رحمه ُاللهُ

تعليمية تعليمية
[كتاب مصور] اللّمعةُ في الأجوبةِ السّبعةِ، للإمامِ ابن تيمية رحمه ُاللهُ

بسم الله الرحمن الرحيم

اللّمعةُ في الأجوبةِ السّبعةِ

كتابٌ جديرٌ بالانكبابِ عليه دراسةً وتدريسًا!
تعليمية

فقدْ ضمَّ أجوبة الإمامِ: ابن تيمية -رحمهُ اللهُ تعالى- على الأسئلة التّاليةِ:
"قال السّائل: ما يقول السّادةُ العلماءُ -أئمّة الدين وعلماء المسلمين رضي الله تعالى عنهم أجمعين-:
1) فيمن يزور القبورَ، ويستنجد بالمقبورِ في مريضٍ له أو بفرسه أو بعيره؛ يطلب إزالة الألم الذي بهم، ويقول:
"يا سيّدي، أنا في جيرتك! أنا في حسبك! فلان ظلمني، فلان قصد أذيّتي"!
ويقول: "إنّ المقبور يكون واسطة بينه وبين الله تعالى"؟
2) وفيمن ينذر للمساجد، والزوايا، والمشايخ؛ حيّهم وميّتهم، بالدّراهم والإبل والغنم والشمع والزيت وغير ذلك،
يقول: "إن سلم ولدي؛ فللشّيخ عليّ كذا وكذا"، وأمثال ذلك؟
3) وفيمن يستغيثُ بشيخِهِ إذا أصابتُه نائبةٌ، أو عثر، أو سمع حسًّا خلفه أزعجه، استغاث بشيخه يطلب تثبيت قلبه؟
4) وفيمن يجيء إلى شيخه، ويستلم القبر، ويمرغ وجهه عليه، ويمسحُ القبر بيديه، ويمسح بهما وجهه وجسمه! وأمثال ذلك؟
5) وفيمن يقصده بحاجة، فيقول: "يا شيخ فلان، ببركتك"! ثم يقول: "قُضِيتْ حاجتي ببركة الله، وبركة الشيخ"؟

6) وفيمن يعمل السّماع، فيجيءُ إلى القبر، ويكتنفه، وينحطّ بين يدي شيخه ساجدًا على الأرض؟
7) وفيمن قال: "إنّ ثَمَّ قطبًا غوثًا جامعًا في الوجود"؟
أفتونا مأجورين، وابسطوا القول في ذلك". ا.هـ

(الكتاب رفعتُهُ من الشّبكة)

الصور المصغرة للصور المرفقة تعليمية
الملفات المرفقة (افحص الملف ببرامج الحماية وقم بالتبليغ عنه إذا وجدته مخالفا) تعليمية اللمعة في الأجوبة السبعة لابن تيمية.pdf‏ (2.11 ميجابايت)

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

الصِّيَامُ عَـمَّا حَرَّمَ اللهُ


الصِّيَامُ عَـمَّا حَرَّمَ اللهُ

إن من آكد ما ينبغي على الصوَّام لزومُهُ والعنايةُ به حفظَهم لصيامهم من نواقص قدره ومذهبات أجره .
روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا ؛ فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ))(1).
فمع قيام هذا العبد بالصلاة والصيام والزكاة إلا أنه قد فقَدَ أجرها وخسِر ثوابها بما اقترفت جوارحه من الظلم والعدوان وبما اكتسب لسانه من الشتم والبهتان فكان من المفلسين .
ولهذا ؛ فإن مما ينبغي أن يفيده المسلم من صيامه ويجنيه من طاعته العظيمة هذه أن يعلم أن وجوب الصيام عن الطعام والشراب وسائر المفطرات محله شهر رمضان من طلوع فجره إلى غروب شمسه ، أما الصيام عن الحرام فمحله طيلة أيام السنة بل طيلة عمر الإنسان ، فالمسلم يصوم في أيام شهر رمضان عما أحلَّ الله له في غيره وعمّا حرَّم ، ويصوم طيلة حياته عن الحرام ، وذلك أن الصوم في اللغة : إمساكٌ وامتناع ، فإمساكُ وامتناع العين واللسان والأذن واليد والرجل والفرج عما مُنِعَت عنه من الحرام هو صيام من حيث اللغة ، وهو واجب على الإنسان مدة حياته وطول عمره .
والله سبحانه لما تفضَّل على عباده بهذه النعم العظيمة – العين واللسان والأذن واليد والرجل والفرج وغيرها – أوجب عليهم استعمالُها فيما يرضيه ، وحرَّم عليهم استعمالها فيما يسخطه ، ومن تمام شكر الله على هذه النعم استعمالها فيما أمر الله أن تُستعمل فيه ، وكفُّها ومنعها عما حرَّم الله ، وإمساكها عن الوقوع في معصيةِ مَنْ تفضَّل بها وهو الله سبحانه .
فالعين – مثلاً – شُرع استعمالها في النظر إلى ما أحلَّ الله ، ومُنع استعمالها في النظر إلى الحرام كالنظر إلى الأجنبيات ، أو النظر إلى ما تبثه كثير من الفضائيات والمرئيات من تمثيليات فاضحة وأفلام ساقطة ومناظر هابطة إلى غير ذلك، وامتناعها عن هذا النظر هو صيامٌ لها ، وحُكْمه مستمرٌّ دائم .
والأذن شُرع استعمالها في استماع ما أمر الله به وما أباح لها ، وحُرِّم استعمالها فيما لا يجوز سماعه من لغوٍ أو لهوٍ أو غناءٍ أو كذبٍ أو غيبة أو غير ذلك مما حرَّم الله ، وامتناعها عن ذلك هو صيامٌ لها ، وحكمه مستمرٌ دائم .
واليد شُرع استعمالها فيما أمر الله به وفي تعاطي ما هو مباح ، ومُنِع استعمالها فيما حرَّم الله ، وامتناعها عن ذلك صيامٌ لها ، وحكمه مستمرٌ دائم.
وكذلك الفرج فقد شُرع الله استعماله في الحلال ، ومُنع من استعماله في الحرام كالزنا واللواط وغيرهما ، وامتناعه عن ذلك صيامٌ له ، وحكمه مستمرٌ دائم .
وقد وَعَدَ الله من شكر هذه النعم واستعملها فيما يرضيه بالثواب الجزيل والأجر العظيم والخير الكثير في الدنيا والآخرة ، وتَوَعَّدَ سبحانه من لم يحافظ عليها ولم يراعِ الحكمة من خلْقها وما أريد استعمالها فيه بل أطلقها فيما يسخط الله ويغضبه بالعذاب والعقاب ، وأخبر سبحانه أن هذه الجوارح مسؤولة يوم القيامة عن صاحبها وهو مسؤول عنها ، قال تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء:36] ، وقال سبحانه: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يس: 65] ، وقال عز وجل: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [فصلت:19-21] .
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى معاذ بن جبل بحفظ لسانه فقال له معاذ : ((يَا نَبِيَّ اللَّهِ ! وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَالَ – صلى الله عليه وسلم – ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ))(2) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ))(3)، ورواه الترمذي وحسَّنه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ولفظه : ((مَنْ وَقَاهُ اللَّهُ شَرَّ مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَشَرَّ مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ))(4)، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ))(5)، وفي الصحيحين أيضاً من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : ((قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ)) (6)
فهذه النصوص وما جاء في معناها قد دلّت على أن الواجب على العبد أن يصون لسانه وفرجه وسمعه وبصره ويده ورجله عن الحرام ، وهو صيام من حيث اللغة ، وهذا الصيام لا يختص بوقت دون آخر ، بل يجب الاستمرار عليه حتى الممات طاعةً لله عز وجل ليفوز برضا الله وثوابه ويسْلَم من سخطه وعقابه ؛ فإذا أدرك المسلم أنه في شهر الصيام امتنع عما أحلَّ الله له لأن الله حرَّم عليه ذلك في أيام شهر رمضان فليدرك أيضاً أن الله قد حرَّم عليه الحرام مدّة حياته وطوال عمره ، وعليه الكفُّ عما حرَّم والامتناع عنه دائماً خوفاً من عقاب الله الذي أعدَّه لمن خالف أمره وفَعَلَ ما نهى عنه .
ومن حفظ لسانه عن الفحش وقول الزور ، وفرجه عمّا حرَّم الله عليه ، ويده من تعاطي ما لا يحل تعاطيه ، ورجله عن المشي إلاَّ فيما يرضيه ، وسمعه عن سماع ما يحرُم سماعه ، وبصره عما حرَّم الله النظر إليه ، واستعمل هذه الجوارح في طاعة الله وما أحلَّ له وحفظها وحافظ عليها حتى توفاه الله فإنه يفطر بعد صيامه هذا على ما أعدَّه الله لمن أطاعه من النعيم المقيم والفضل العظيم مما لا يخطر على بال ولا يحيط به مقال ، وأول ما يلاقيه من ذلك : ما بيَّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يجري للمؤمن عند الانتقال من هذه الدار إلى الدار الآخرة حيث يأتيه عند الموت وفي آخر لحظاته من الدنيا ملائكة كأن وجوههم الشمس معهم كفن من الجنة وحنوط من الجنة يتقدمهم ملك الموت فيقول : ((أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ ، فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ، قَالَ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ يَعْنِي بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ ؟! فَيَقُولُونَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى ، قَالَ فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ رَبِّيَ اللَّهُ ، فَيَقُولَانِ لَهُ مَا دِينُكَ ؟ فَيَقُولُ دِينِيَ الْإِسْلَامُ ، فَيَقُولَانِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ؟ فَيَقُولُ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَقُولَانِ لَهُ وَمَا عِلْمُكَ ؟ فَيَقُولُ قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ : أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ ، قَالَ فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ ، قَالَ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ : أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ ، فَيَقُولُ لَهُ مَنْ أَنْتَ ؟! فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ ، فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ ، فَيَقُولُ رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي))(7).
هذا هو ثواب الصائمين عما حرم الله ، الملازمين لطاعة الله ، المحافظين على أوامره ، المجتنبين لنواهيه . جعلنا الله وإياكم منهم ، وهدانا سلوك سبيلهم .

عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفضهما الله

———————
(1) مسلم (2581).
(2) رواه الترمذي (2616) ، وابن ماجه (3973) ، واللفظ للترمذي .
(3) رواه البخاري (6474).
(4) سنن الترمذي (2409).

(5) متفق عليه ؛ البخاري (6135) ، مسلم (47) .
(6) متفق عليه ؛ البخاري (11) ، مسلم (42).
(7) رواه الإمام أحمد في المسند (18534) .