كم أحبته القلوب ..
وذرفت لسيرته الدموع ..
وتتجمع أروع الأشواق عند ذكره ..
في ذروة المعركة لا أحد فيهم يهتم بنفسه ..
كلهم همهم واحد ..
محمد رسول الله
احدهم تقطع يديه اليمنى ثم اليسرى ..
وتسيل دمائه .. ويدخل السيف جوف قلبه
ولا يزيد عن .. وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل
كم أحبوك!!!
ويأتي أحدهم يسير بين الطرقات .. يبحث عن النور
تحرك عيناه يمنة ويسرة ..
ها قد وجده عليه الصلاة والسلام
يا رسول الله ستكون في أعلى درجات الجنة ..
ولن نراك يا رسول الله في الجنة ..
وإنا نحبك ونريد أن نكون معك في الجنة
فيقول له أنت مع من أحببت
يقول الصحابة هذا أفضل ما سمعنا
سبحان الله
يخافون أنهم لن يروه في الجنة .. يريدون صحبته في الدنيا والآخرة
ونحن الله المستعان
هل وصلنا لهذا المنزلة ؟؟
نخاف أننا لن نراه في الجنة ؟؟
هل هذا احد همومنا ؟؟
والله إننا لنحبك يا رسول الله .. والله إننا لنحبك يا رسول الله ..
خرج حبيبنا عليه الصلاة والسلام إلى السوق
فرأى أحد أصحابه واسمه زاهرا ..!
وكان عليه أزكى صلاة وأتم تسليم يحبه
فأحتضنه الرسول من خلفه ..
والرجل يحاول الفكاك ..والحبيب قابض عليه
فينادي عليه الصلاة والسلام في السوق بأعلى صوته ..
من يشتري هذا العبد ..من يشتري هذا العبد
والناس من حوله يجتمعون
وكم يتمنون أن الحبيب يحضنهم ويمازحهم
فينادي .. من يشترى هذا العبد
والصحابي يحاول الفكاك
فعرف الصحابي أن رسول الله خلفه ..
أن خليل الله يحتضنه.. أن الحبيب خلفه..أن النور يقبضه بيديه ..
أن الذي تتفطر قدماه من قيام الليل بجانبه ..
أن من يحادث جبريل خلفه ..
فتسيل دموع الصحابي فرحا وهيبة
يا رسول الله .. يا رسول الله..
إذن تجدني كاسدا لا انفع أن تبيعني .. لست أهلا لأن أكون بضاعتك
إذن والله تجدني كاسدا
فيقول له الحبيب رافعا من قدره
لكنك عند الله لست بكاسد
أنت عند الله غال .. أنت عند الله غال
فما أحسن خلقك يا رسول الله ..وأحسن صحبتك .. وطيب مخالطك ..
وروعة مداعبتك …
كم كان كريما معطاء
كانت عنده تسعون ألف درهم من الذهب
وضعها على حصير ..
فقسمها على الناس ولم يبقى منها شيء
جاءه رجل يهديه بضعًا من الرطب والقثاء
فأهداه الحبيب ملء يديه ذهبا
وجاءه احدهم يسأله مالاً ..
فيقول له ما عندي شيء ..ولكن أشتري ما شئت وأنا أقضيه عنك ..
يوم أحد ..
شجّت وجنتاه .. كسرت رباعيته..شجّ رأسه .. الدماء تسيل منه
فإذا به يدعوا الله عز وجل
اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون .. اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
كان ذات ليلة يردد
قام الليل يردد آية ..
(إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم )
ما أرأفه بنا!!
تمر الشهور ولا توقد النار في بيته
كم صبر حبيبنا
صبر على الجوع .. صبر على فقد أحبابه ..صبر على البلايا …
هل حقاً أننا نحبه ؟؟
هل اتبعنا ما جاء به ؟؟
هل افتخرنا بسنته ؟؟
هل نعتزّ بإسلامنا ؟؟
منقول
شهد طبت و طاب لنا نقلك
احسنت الاختيار بارك الله فيك
بانتظار الجديد
الله يخليك لينا .
إن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأمور العقدية التي تحدد حقيقة الإيمان لدى الإنسان، فمن أهم مقتضيات هذا الإيمان واكتماله هو محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقوله عليه الصلاة والسلام: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أحمعين»الصحيحان، واللفظ للبخاري في صحيحه.
كما يجب أن تعتلى هذه المحبة فوق كل المصالح والمتاع من الأموال والأزواج والبنين، لقوله تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)سورة التوبة، الآية 24.
ويؤكد عليه الصلاة والسلام هذا الأمر بقوله: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار»الصحيحان، واللفظ للبخاري في صحيحه.
وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: «لأنت أحب إليَّ من كل شيء إلا نفسي التي بين جنبي ، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم – : لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه ، فقال عمر: والذي أنزل عليك الكتاب لأنت أحب إليَّ من نفسي التي بين جنبي ، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم-: الآن يا عمر»رواه البخاري.
يقول تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)سورة آل عمران، الآيتان 31-32.
ويمكن ذكر أهم النقاط التي تنبني على حبه عليه الصلاة والسلام، حتى لا يكون حبنا له صلى الله عليه وسلم ادعاءً قوليًا، أو حركة عاطفية غير متوازنة. نحبه – كما أسلفت – أمر عقدي يجب أن يستقر في القلوب، ويترجم في الواقع إلى سلوك عملي تقوم به الجوارح:
1 – الإيمان به: بأنه رسول من عند الله تعالى إلى الناس كافة، جاء بدعوة التوحيد بشيرًا ونذيرًا ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، قال تعالى: (الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ )سورة إبراهيم، الآية 1.
2 – محبته صلى الله عليه وسلم محبة تفوق محبتنا لأنفسنا وآبائنا وأمهاتنا وأولادنا وأزواجنا، وكل ما نملك، لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أحمعين»الصحيحان، واللفظ للبخاري في صحيحه، بحيث تكون هذه المحبة واقعًا عمليًا تظهر آثارها في السلوك والتعامل والأخلاق.
3 – طاعته فيما أمر واجتناب فيما نهى عنه وزجر: لقوله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا )سورة الحجر، الآية 7. وقوله سبحانه: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)سورة آل عمران، الآية 132.
وطاعته عليه الصلاة والسلام من أهم دلالات محبته، وعدا ذلك يكون محض ادّعاء وكلام، وصدق الشاعر حين قال:
لو كان حبك صادقا لأطعته…إن المحب لمن يحب مطيع
4 – الصلاة والسلام عليه: قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً )سورة الأحزاب، الآية 56.
والصلاة عليه واجبة أثناء الصلاة، وكذلك عند ذكره، ومندوبة في مواضع كثيرة في الصباح والمساء، وفي كل مجلس، وبعد الأذان ويستحب الإكثار منها يوم الجمعة، يقول عليه الصلاة والسلام: «من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه عشرً»صحيح مسلم. ويقول في حديث آخر: «البخيل الذي ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ»جامع الترمذي.
5 – الرضا بحكمه صلى الله عليه وسلم وبشرعه والوقوف عند حدود شريعته، وتحكيم سنته، والتحاكم إليها في جميع الأحوال لقوله تعالى: (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً)سورة النساء، الآية 65. وقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)سورة النساء، الآية 59.
6 – نشر سنته بين الناس، والذبّ عنها لقوله صلى الله عليه وسلم: «نضر الله امرءًا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه»جامع الترمذي، لا سيما في هذا العصر الذي يتعرض فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته لأشرس حملات التشويه والتزوير.
7 – محبة أصحابه: وهذه من مستلزمات حقوقه عليه الصلاة والسلام على أمته: وذلك بتوقيرهم والترضي عنهم، وعدم الإساءة إليهم أو الانتقاص من شأنهم، لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أحدًا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبًا ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نصيفه»صحيح مسلم،وقوله عليه الصلاة والسلام: «خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم»صحيح البخاري، ثم إن الانتقاص من شأن الصحابة يعني الطعن في الدين والتشكيك فيه، لأن الصحابة هم الذين نشروا هذا الدين، ونقّلوه لنا بالصورة التي عليه الآن.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين.
تحية خالصة
جزاك الله كل خير