السلام عليكم رحمة الله وبركاته
سؤالي للمفتي عن هذا الموضوع وجدته في مدونة إسلامي
وقد كثرت مثل تلك المواضيع التي يوجد فيها ترغيب بالنشر بطريقة لا أدري كيف أصفها هل هي خبيثة أم صحيحة
وهذه نوع من تلك الرسائل
[i]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بشارة فيها خيررررررررررررررررررر الرجل الذي رسم الكاريكاتير على الرسول مات محروقا والدنمرك متكتِمَة على الخبر .. أرجوك أن تنشر الخبر هذا لأن هناك أخت من فلسطين شافت رؤية أن الذي سينشر هذا الخبر فإن الله سيفرحه بعد أربع ساعات ،و واللهِ إن شخصا اسمه محمد أقسم بالله أنه رأى الرسول في منامه وقال له الرسول : " بلّغ المسلمين عني أن من ينشرها خلال أربعة أيام فسوف يفرح فرحا شديدا ومن يتجاهلها فسوف يحزن حزنا شديدا " .. أرسِلْها قد ما تقدر فرحك الله
نص الجواب
بقلم الشيخ عبدالحليم توميات
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
· فأوّلا وقبل كلّ شيء: شكر الله لك – أخي الكريم – حبّك لنشر الخير، ورغبتك في هداية النّاس.
· ثانيا: اعلم أنّ نقلة الأخبار، ورواة الأحداث الواقعة في الأمصار، ثلاثة أصناف:
1) صنْفٌ يتثبّت قبل كلّ شيء من صحّة الخبر أو كذبه .. أن يتثبّت من أصله وما زِيد عليه في رحلته عبر ألسنة النّاس ..
ثمّ إذا تثبّت ينظر ويتأمّل: أين المصلحة في نقل هذا الخبر ؟ وهل سييُستغلّ هذا الخبر لغرض مشين، وهدف مهين ؟
بعد ذلك يتوكّل على الله وينشر ما لديه من الأخبار.
2) صنفٌ حسن النيّة، طيّب الطويّة، ولكنّه لا يتثبّت، فربّما ضرّ من حيث يظنّ أنّه ينفع، وهدم من حيث يظنّ أنّه يرفع .. فالأولى بهؤلاء أن لا يكونوا وسيلةً من
وسائل إعلام المغرضين، وأداة في أيدي المرجِفين.
وتأمّل قوله تعالى:{ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ …} الآية، مع أنّ المرء يتلقّى الخبر بآذانه ! ولكنّه تعالى أراد أن يلفِت انتباهنا إلى سرعة نقل الخبر حتّى لم يبق بآذانه
لحظة واحدة.
3) صِنفٌ همّه الوحيد، وهدفه الفريد هو إثارة الشّهوات، وزرع الشّكوك والشّبهات، والسّخرية من المؤمنين والمؤمنات ..
فندعو جميع المسلمين إلى أن يكونوا من الصّنف الأوّل.
· ثالثا: خبر الدّانماركي هذا، إن كان ناقله ثقةً، حضر جنازته، وشهد وفاته، أو أتى بشهادة النّاس على ذلك، فيكون الخبر صحيحا.
وإن لم يكن كذلك، فاسأله: أطّلعت الغيب أم اتّخذت عند الرّحمن عهدا ؟
وقالوا: الصّحافة الدّانماركيّة متكتّمة على الخبر !!! إنّها لإحدى الكُبر !
إن ثبت الخبر، فإنّها فرصتهم السّانحة لاتّهام المسلمين بقتله وحرقه، ومن ثَمّ إعادة فتح ملفّ القضيّة، ويبنُون لأنفسهم مجدا مؤثّلا، ويفتحون باب الشّهرة الّذي بات
مقفلا ..
· رابعا: ما زلنا نُعاني من رسالة الشّيخ أحمد المكّي، الّتي تطلع علينا في كلّ عام مرّة أو مرّتين، ثمّ لا يفيق النّاس ولا يهتدون سبيلا ..
وها هي اليوم تُطلّ علينا رؤيا من فلسطين .. مفادها إبلاغ النّاس خبر الدّانماركيّ المحترق ؟
– فمن هذه المرأة ؟ ومن هذا محمّد الّذي رأى الرّؤيا هو الآخر ؟ ( فليس كلّ ما يلمع ذهبا ).
– هل رأوا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فعلا على صورته بصفاته الخلقيّة والخِلقيّة ؟ فإنّ الشّيطان لا يتمثّل بصورة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الحقيقيّة، أمّا أن
يأتِي في أيّ صورة ويقول: أنا رسول الله فما المانع ؟
– ألا ترى أخي الكريم، أنّ من بلّغ عن الله آياته وأحكام شريعته، وبلّغ عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّمأحكام سنّته، لم يَحْظَ بهذه الفرحة الموعودة، والسّعادة
المنشودة ؟
– ثمّ ما هذا لتّقييد العجيب الوارد في البُشرى: أربع ساعات !!
فهذه هي الكهانة، ولكنّها في ثوب رؤيا ..
· لذلك أنصح نفسي وإخواني أن لا نكون وسيلة لنقل ما يريده المهرّجون والسّاخرون، ففي كلّ يوم يرفعون علما من أعلام الخرافات: أصوات المعذّبين في القبور
!! صورة امرأة ممسوخة !! صورة شابّ تارك للصّلاة !! نور الحرمين يُرى من الفضاء !! شجرة كتبت أغصانها كلمة الشّهادة !! وغير ذلك.
وليُكُن همّنا ربطُ النّاس بالوحي وليس إلاّ الوحي ..
أمّا تلك البشارات فإنّه لا بدّ من التثبّت منها قبل نقلها، فإن كانت حقّا فلله الحمد والمنّة ونسأله المزيد من فضله .. وإن كانت كذبا فما على المحسنين من سبيل،
والله حسبنا ونعم الوكيل.
هذا جوابي باختصار شديد، والله تعالى أعلى وأعلم، وأعزّ وأكرم.
بقلم الشيخ عبد الحليم توميات -منقول –