التصنيفات
منتدى القدس عاصمة فلسطين

رمـــــضـــ في القدس ـان

رمـــــضـ في القدس ــان

تعليمية
تهيئة مدفع رمضان في القدس

تعليمية
اطلاق مدفع رمضان في القدس

تعليمية
تجربة اطلاق مدفع رمضان في القدس أيام الحكم العثماني

تعليمية
الإفطار الجماعي في ساحة المسجد الأقصى

تعليمية
البلدة القديمة مزدانه بقدوم شهر رمضان

تعليمية
أهل القدس في استقبال الشهر الكريم
تعليمية
أهل القدس في استقبال الشهر الكريم

تعليمية
صلاة التراويح في بيت المقدس

تعليمية
صلاة التراويح في بيت المقدس

تعليمية
قناديل شهر رمضان

تعليمية
سوق البلدة القديمة في القدس

تعليمية
حلويات رمضان في القدس

تعليمية
حلويات رمضان في القدس

تعليمية
شيخ يتدبر كتاب الله داخل المسجد الأقصى




مشكووورة رنومة على الموضوع المميز جزاك الله خيرا.




العفو مشكووووووووورة على المرور …………




بارك الله فيك موضوع مميز




اجواء رائعة اللهم حرر ارض المقدس يارب العالميين

شكرا اختي رنين




مشكوووووووووووووورين شهد سارة عبدو على المرور ……




التصنيفات
منتدى القدس عاصمة فلسطين

فيديو القدس عاصمة الثقافة العربية

تعليمية تعليمية

تعليميةتعليميةتعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية تعليمية




مشكور اخ فارس دائما متميز
بارك الله فيك




شكرا لك اخي غارس على الفيديو المميز

تقبل مروري وتحياتي الخاصة مني اليك

يا مبدع المنتدى




مشكور اخي الفاضل ..

جزاك الله كل خير ..

عاشت دولة فلسطين دولة عربية مسلمة

اللهم انصرها عاجلا غير آجل..

آآآآآآآمين




التصنيفات
منتدى القدس عاصمة فلسطين

حمل شريط ادوات القدس مجانا على منتديات خنشلة فقط

تعليمية تعليمية
تعليمية
تعليمية
تعليمية

تعليميةحمل شريط القدس من هنا على منتديات خنشلة فقط

:_here:

http://ie.conduit-download.com/52/21…28/Al-Quds.exe

تعليمية

Welcome

تعليمية

مرحبًا!

شريط الأدوات Al-Quds مثبت الآن.
الآن سيرسل إليك أفضل ما يقدمه موقعنا إلى متصفحك مباشرة.

الحصول على أحدث الأخبار والروابط والتنبيهات وغيرها. هذه وسيلة رائعة للبقاء على اتصال!

تحقق من خيارات شريط الأدوات ، حيث تستطيع أن تختار هذه المكونات المثيرة وغيرها…

مربع بحث مقدم من جوجل مع إمكانات بحث مفيدة في المواقع والموضوعات.
تشغيل قنوات الراديو وقوائم العرض والمدونات الصوتية.

فتح رسائل البريد الإلكتروني الجديدة من كل حساباتك.
التعرف على حالة الطقس في مدينتك أو أي مكان في العالم.
تعليمية تعليمية

</div>




مشكور اخي فارس موضوعك جد مميز




شكرا لك اختي سارة على المرور نورت صفحي وزدتها جمالا في انتظار الاعضاء الاخرين




التصنيفات
منتدى القدس عاصمة فلسطين

القدس الجوهرة الضائعة

القدس الجوهرة الضائعة

تعليمية

نبذة تاريخية


تعتبر مدينة القدس من أقدم المدن التاريخية في العالم، حيث يزيد عمرها عن (45) قرناً، وهي مهد الديانات السماوية الثلاثة، اليهودية والنصرانية والإسلام .
وقد عرفت القدس بأسماء عديدة على مر العصور كان أهمها، يبوس، أورشاليم، إيليا كابتولينا، إيلياء، بيت المقدس، القدس، القدس الشريف .

يبوس

هو الاسم الأقدم الذي عرفت به القدس قبل حوالي (4500) سنة، وذلك نسبة لليبوسيين الذين ينحدرون من بطون العرب الأوائل في الجزيرة العربية، ويعتبر اليبوسيون السكان الأصليون للقدس، فهم أول من سكنها حينما نزحوا إليها مع من نزح من القبائل العربية الكنعانية حوالي سنة (2500 ق.م)، حيث استولوا على التلال المشرفة على المدينة القديمة وبنوا قلعة حصينة على الرابية الجنوبية الشرقية من يبوس عرفت بحصن يبوس الذي يعرف بأقدم بناء في القدس وذلك للدفاع عن المدينة وحمايتها من هجمات وغارات العبرانيين والمصريين (الفراعنة) .
وكما اهتم اليبوسيون بتأمين حصنهم ومدينتهم بالمياه، فقد احتفروا قناة تحت الأرض لينقلوا بواسطتها مياه نبع جيحون (نبع العذراء) الواقع في وادي قدرون (المعروفة اليوم بعين سلوان) إلى داخل الحصن والمدينة
.

كما عرفات القدس بأورشالم

نسبة إلى الإله (شالم) إله السلام لدى الكنعانيين، حيث ورد ذكرها في الكتابات المصرية المعروفة بألواح تل العمارنة والتي يعود تاريخها إلى القرنين التاسع عشر والثامن عشر قبل الميلاد.
وظلت يبوس بأيدي اليبوسيين والكنعانيين حتى احتلها النبي داود عليه السلام (1409ق.م)، فأطلق عليها اسم (مدينة داود)، واتخذها عاصمة له، ثم آلت من بعده لابنه الملك سليمان وازدهرت في عهده ازدهاراً معمارياً كبيراً، وفي هذه الحقبة سادت الديانة اليهودية في المدينة .

وفي سنة 586 ق.م دخلت القدس تحت الحكم الفارسي عندما احتلها نبوخذ نصر وقام بتدميرها ونقل السكان اليهود إلى بابل .
وبقيت القدس تحت الحكم الفارسي حتى احتلها الاسكندر المقدوني في سنة 332 ق.م. وقد امتازت القدس في العهد اليوناني بعدم الاستقرار خاصة بعد وفاة الاسكندر المقدوني حيث تتابعت الأزمات والخلافات بين البطالمة (نسبة إلى القائد بطليموس الذي أخذ مصر وأسس فيها دولة البطالمة) والسلوقيين (نسبة إلى القائد سلوقس الذي أخذ سورية وأسس فيها دولة السلوقيين)، الذي حاول كل منهما السيطرة على المدينة وحكمها .
وفي سنة 63ق.م استطاع الرومان أن يحتلوا القدس على يدي قائدهم بومبي، وفي سنة 135 ميلادي قام الإمبراطور الروماني هادريانوس بتدمير القدس تدميراً شاملاً، حيث أقام مكانها مستعمرة رومانية جديدة أسماها (إيليا كابتولينا) .

وظلت تعرف القدس بإيليا أيضاً في العصر البيزنطي (330-636م)، ذلك العصر الذي اعترف فيه بالديانة المسيحية كديانة رسمية للإمبراطورية البيزنطية، عندما اعتنقها الإمبراطور قسطنطين، وفي عهده قامت أمه الملكة هيلانة ببناء كنيسة القيامة سنة 335 م .
وفي سنة 614م استولى الفرس للمرة الثانية على القدس وقاموا بتدمير معظم كنائسها وأديرتها، وظلت تحت الحكم الفارسي حتى استردها هرقل منهم سنة 627 م فظلت تحت الحكم البيزنطي حتى الفتح الإسلامي .
ولما كان الإسلام ديناً عالمياً لا يقتصر على العرب، فقد وقع على كاهل العرب والمسلمين نشره في كافة البلدان، فكانت الفتوحات الإسلامية وكانت فلسطين من أول البلدان التي سارت إليها الجيوش الإسلامية، وبعد هزيمة الروم في معركة اليرموك أصبح الأمر سهلاً بالنسبة للمسلمين للوصول إلى القدس وفتحها، وفي سنة 15 هجرية / 636 ميلادية دخل الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب القدس صلحاً وأعطى لأهلها الآمان من خلال وثيقته التي عرفت بالعهدة العمرية .
وبقدوم المسلمين إلى القدس تبدأ حقبة جديدة في تاريخها، حيث توالت سلالات الخلافة الإسلامية على حكمها تباعاً، فحكمها بعد الخلفاء الراشدين: الأمويون، والعباسيون، والطولونيون، والأخشيديون، والفاطميون، والسلاجقة .

هذا وظلت تعرف القدس باسم إيلياء وبيت المقدس منذ الفتح العمري وحتى سنة 217 هجرية، عندما بدأت تعرف باسم

القدس
لأول مرة في التاريخ الإسلامي وذلك بعدما زارها الخليفة العباسي المأمون سنة 216 هجرية وأمر بعمل الترميمات اللازمة في قبة الصخرة المشرفة وفي سنة 217هجرية قام المأمون بسك نقود حملت اسم (القدس) بدلاً من إيليا، ومن المحتمل أنه قام بذلك تأكيداً لذكرى ترميماته التي أنجزها في قبة الصخرة(2).
وعليه تكون القدس قد سميت بهذا الاسم منذ بداية القرن الثالث الهجري، وليس كما يعتقد البعض بأن ذلك يعود إلى نهاية الفترة المملوكية (القرن التاسع الهجري)، وتبلور فيما بعد حتى صار يعرف في الفترة العثمانية باسم (القدس الشريف) .
وفي سنة 492هجرية / 1099 ميلادية احتل الصليبيون القدس وعاثوا فيها فساداً وخراباً دونما اكتراث لقدسيتها ومكانتها الدينية، فارتكبوا المجازر البشعة في ساحات الحرم الشريف، وقاموا بأعمال السلب والنهب وحولوا المسجد الأقصى إلى كنيسة ومكان لسكن فرسانهم ودنسوا الحرم الشريف بدوابهم وخيولهم حينما استخدموا الأروقة الموجودة تحت المسجد الأقصى والتي عرفت بعدهم بإسطبل سليمان، الأمر الذي يتناقض تناقضاً تاماً مع تسامح الإسلام الذي أكده وترجمه عمر بن الخطاب عندما دخل مدينة القدس .وما أن ظهر الحق وزال الباطل، حتى فتح الله على السلطان صلاح الدين الأيوبي بنصره على الصليبيين في معركة حطين سنة 583هجرية/ 1187 ميلادية، فحرر فلسطين وطهر القدس وخلصها من الصليبيين وردها إلى دار الإسلام والمسلمين .
وظلت القدس بأيدي المسلمين، تحكم وتدار من قبل السلالات الإسلامية التي جاءت بعد الأيوبيين، فكان المماليك والعثمانيون حتى سقطت بأيدي البريطانيين سنة 1917 م .

القدس ما قبل التاريخ

حظيت مدينة القدس – وما تزال – بمكانة عظيمة في التاريخ الإنساني، لم تضاهيها في ذلك أية مدينة عبر التاريخ وعلى مر العصور، لقد تميزت هذه المدينة بخصوصية اكتسبتها من انفرادها بالبعد الروحي المرتبط بالزمان والمكان فهي في الزمان ضاربة جذورها منذ الأزل بوجهها الكنعاني الحضاري ، وتمتعت بكلاً من الموقع والموضع ، فكانت ملتقى الاتصال والتواصل بين قارات العالم القديم، تعاقبت عليها الحضارات و أمتها المجموعات البشرية المختلفة، مخلفةً وراءها آثارها ومخطوطاتها الأثرية التي جسدت الملاحم والحضارة والتاريخ دلالة على عظم وقدسية المكان
ولابد أن يكون لمثل هذه الظاهرة الحضارية الفذة أسباب ومبررات هي سر خلودها واستمرارها آلاف السنين ،رغم كل ما حل بها من نكبات وحروب أدت إلى هدم المدينة وإعادة بناءها ثماني عشر مرة عبر التاريخ ، وفي كل مرة كانت تخرج أعظم وأصلب من سابقتها وأكثر رسوخا، دليلا على إصرار المدينة المقدسة على البقاء ، فمنذ أن قامت ( القدس الأولى ) الكنعانية قبل نحو 6000 سنة وهي محط أنظار البشرية منذ نشأت الحضارات الأولى في (فلسطين ووادي النيل والرافدين ) مرورا بالحضارة العربية الإسلامية حتى يومنا هذا

يقدر علماء الآثار أن تاريخ مدينة القدس يرجع إلى حوالي ستة آلاف سنة كما أكدت ذلك تلك الحفريات التي قامت عليها المدرستين الفرنسية والبريطانية برئاسة الأب "ديفو" وبانضمام "رويال انتوريا " برئاسة الدكتور " توستينج هام " ومشاركة جامعة "تورنتو " في كندا عام 1962 م، حيث اعتبرت هذه البعثة أن ما تم التوصل إليه خلال موسم الحفريات من نتائج عن تاريخ مدينة القدس لا تعدو كونها معلومات تعيد صياغة تاريخ القدس، وزيف بطلان النتائج المشوهة التي نشرت في السابق بالاعتماد على ما ورد في التوراة والتي تنادي بقدس ثلاثة آلاف عام.

القدس ( الاهميه الدينيه والتريخيه )

لا بد لنا من لمحة عن اهمية القدس وعظمتها ودورها:لقد جاء في معجم البلدان ان ارض مدينة القدس كانت صحراء قبل ان تبنى وتحصن، وكان اول من اختطها وبناها ملك اليبوسيين المسمى ملكيصادق ومعناه (ملك الصدق) وقيل انه اسم لسام بن نوح، وقيل ان اول اسم اطلق عليها (ايلياء) باعتبار ان ايلياء هو الذي بناها وان ايلياء هو ابن ارم بن سام بن نوح وهو اخو دمشق وحمص واردن وفلسطين وهذا كله يبقى اخبارا لا دليل عليها، ولا يمكن التحقق منها، كما تؤكد الدراسات المتعلقة بتاريخ القدس.
وايلياء معناه بيت الله.
وهناك من يقول ان اسمها الاول كان: روشليم ـ اورشليم ـ اوريسلم ـ اويشلوم، فهي اسماء عبرانية اطلقت عليها فيما بعد.
اما اسم اورشليم الذي يتمسك به اليهود والوارد في توراتهم المحرفة فانه كان معروفا قبل ذلك.
ويقول حتي في كتابه / تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين/ بان اصل الاسم من الكنعانية (بأروشالم) بمعنى (دع شالم يؤسس) وشالم "اله السلام" عند الكنعانيين.
كما ورد اسم اورشليم الذي ادخله الاسرائيليون في توراتهم، في نقش مصري قديم يرجع الى القرن التاسع قبل الميلاد.
وعرفت المدينة باسم (ايلياء) أي بي الله حتى الفتح الاسلامي حيث استقرت على اسم واحد بيت المقدس، وسمي المسجد الاقصى، ثم اقتصر اسمه على القدس وهو من اسماء الله تعالى.
والقدس هو البيت المقدس، سمي بذلك لانه المحل الذي يتطهر فيه من الذنوب او سمي كذلك لانه مبارك.
ولن اقف ـ لضيق المجال ـ امام تاريخ القدس في عهد اليبوسيين والكنعانيين والعبرانيين، ووضعا في ظل الغزو الاشوري والكلداني والفارسي واليوناني وفي ظل الحكم الروماني ووضعها في ظل المسيحية، والصراع بين الفرس والرومان، انما نقف وقفة قصيرة امام الروابط الاسلامية بفلسطين والقدس. واهمها : على الاطلاق الحدث التاريخي النبوي وهو الاسراء والمعراج. اذ يقول تعالى:
{سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير}.والمسجد الاقصى هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وقد جاء في الحديث في فضل بيت المقدس:
"صلاة الرجل في بيته بصلاة وصلاته في مسجد القبائل بخمس وعشرين صلاة وصلاته في المسجد الذي يجمع فيه بخمسمائة صلاة وصلاته في المسجد الاقصى بخمسين الف صلاة وصلاته في مسجدي بخمسين الف صلاة، وصلاته بالمسجد الحرام بمائة الف صلاة".
عن ابي ذر قال: سالت رسول الله (ص) عن اول مسجد وضع على الارض، فقال "المسجد الحرام، قلت: ثم اي؟ قال: المسجد الاقصى، قلت: وكم بينهما؟ قال: اربعون عاما، ثم قال: "فأين ادركتك الصلاة فصل فان الفضل فيه".
ويقول ابو الزاهرية: "اتيت بيت المقدس اريد الصلاة، فدخلت المسجد وغفلت عني سدنته حتى اطفئت القناديل، فيما انا كذلك اذ سمعت حفيفا له جناحان وقد اقبل يقول: "سبحان الدائم القائم، سبحان القائم الدائم، سبحان الحي القيوم، سبحان الملك القدوس، سبحان رب الملائكة والروح، سبحان الله وبحمده، سبحان العلي الاعلى، سبحانه وتعالى"، ثم اقبل حفيف يتلوه. يقول ذلك. ثم اقبل حفيف بعد حفيف يتجاوبون حتى امتلأ المسجد! فاذا بعضهم قريب مني. فقال: آدمي؟ فقلت: نعم، فقال: لا روع عليك هذه الملائكة. قلت: سألتك بالذي قواكم على ما ارى من الاول: قال: جبريل.
قلت: ثم الذي يتلوه؟ قال ميكائيل
قلت: من يتلوهم بعد ذلك؟ قال: الملائكة. قال: من قالها مرة في كل يوم لم يمت حتى يرى مقعده في الجنة او يرى له.
بسند عبدالله باكويه الى ذي النون يقول: بينما انا في بعض جبال بيت المقدس سمعت صوتا يقول: ذهبت الالام عن ابدان الخدام، ولهت بالطاعة عن الشراب والطعام، وألفت قلوبهم طول القيام بين يدي الملك العلام. فتبعت الصوت، واذا امرؤ مصفر الوجه يميل ميل الغصن اذا حركته الريح، عليه شملة قد ائتزر بها، واخرى قد اتشح بها فلما رآني توارى عني بالشجر فقلت:
ليس الجفاء من اخلاق المؤمنين. فكلمني وأوصني. فخر ساجدا وجعل يقول: هذا مقام من لاذ بك، واستجار بمعرفتك والف محبتك، فيا اله القلوب احجبني عن القاصين لي عنك. قال: فغاب عني ولم اره.
ويقول بعض المفسرين في قوله تعالى: {واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب} أي من صخرة بيت المقدس.
والمنادي هو اسرافيل فينفخ في الصور وينادي: ايتها العظام البالية، والاوصال المتقطعة، واللحوم المتمزقة، والشعور المتفرقة، ان الله يأمركن ان تجتمعن لفصل القضاء.
ويقول بعضهم: "ان الصخرة في المسجد الاقصى كالحجر في المسجد الحرام".

زهرة المدائن مدينة القدس

اليوم نبدأ بزهرة المدائن مدينة القدس
أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين
فلسطين
1 ـ تعريف: هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة والمدينة ، مسرح النبوات وزهرة المدائن ، وموضع انظار البشر منذ اقدم العصور.

2 ـ الموقع : تقع مدينة القدس في وسط فلسطين تقريبا الى الشرق من البحر المتوسط على سلسلة جبال ذات سفوح تميل إلى الغرب والى الشرق. وترتفع عن سطح البحر المتوسط نحو 750 م وعن سطح البحرالميت نحو 1150 م ، وتقع على خط طول 35 درجة و13 دقيقة شرقاً ، وخط عرض 31 درجة و52 دقيقة شمالا. تبعد المدينة مسافة 52 كم عن البحر المتوسط في خط مستقيم و22 كم عن البحر الميت و250 كم عن البحرالأحمر ، وتبعد عن عمان 88 كم ، وعن بيروت 388 كم ، وعن دمشق 290 كم.

3 ـ التأسيس: ان أقدم جذر تأريخي في بناء القدس يعود الى اسم بانيها وهو ايلياء بن ارم بن سام بن نوح ( ع ) ـ ايلياء أحد أسماء القدس ـ وقيل ان ( مليك صادق ) احد ملوك اليبوسيين ـ وهم أشهر قبائل الكنعانيين ـ أول من اختط وبنى مدينة القدس وذلك سنة ( 3000 ق. م ) والتي سميت بـ ( يبوس ) وقد عرف ( مليك صادق ) بالتقوى وحب السلام حتى أُطلق عليه ( ملك السلام ) ، ومن هنا جاء اسم مدينة سالم أو شالم أو ( اور شالم ) بمعنى دع شالم يؤسس ، أو مدينة سالم وبالتالي فان اورشليم كان اسماً معروفاً وموجوداً قبل ان يغتصب الاسرائيليون هذه المدينة من ايدي اصحابها اليبوسيين وسماها الاسرائيليون ايضاً ( صهيون ) نسبة لجبل في فلسطين ، وقد غلب على المدينة اسم ( القدس ) الذي هو اسم من اسماء الله الحسنى ، وسميت كذلك بـ ( بيت المقدس ) الذي هو بيت الله.

4 ـ التوسعة والاعمار:
ـ في عهد النبي سليمان ( ع ) اتسعت القدس فبنى فيها الدور وشيد القصور واصبحت عاصمة للدولة ، امتدت من الفرات إلى تخوم مصر. ويعتبر هيكل سليمان اهم واشهر بناء اثري ضخم ، شيده الكنعانيون فيها ليكون معبداً تابعا للقصر.
ـ قام الخليفة الثاني عمر بن الخطاب بعدة اصلاحات فيها.
ـ سنة 72 هـ بنى عبد الملك بن مروان قبة الصخرة والمسجد الاقصى ، وكان غرضه ان يحول اليها افواج الحجاج من مكة التي استقر فيها منافسه عبد الله بن الزبير الى القدس.
ـ سنة 425 هـ شرع الخليفة الفاطمي السابع علي ابو الحسن في بناء سور لمدينة القدس بعد بناء سور الرملة ، وفي العصر الفاطمي بني اول مستشفى عظيم في القدس من الاوقاف الطائلة.
ـ سنة 651 هـ / 1253 م وفي زمن المماليك غدت القدس مركزا من اهم المراكز العلمية في العالم الاسلامي.
ـ سنة 1542 م جدد السلطان سليمان القانوني السور الحالي الذي يحيط بالمدينة القديمة والذي يبلغ طوله 4200 م وارتفاعه 40 قدماً.

5 ـ المعالم: كانت أرض مدينة القدس في قديم الزمان صحراء تحيط بها من جهاتها الثلاثة الشرقية والجنوبية الغربية الاودية ، اما جهاتها الشمالية والشمالية الغربية فكانت مكشوفة وتحيط بها كذلك الجبال التي اقيمت عليها المدينة ، وهي جبل موريا ( ومعناه المختار ) القائم عليه المسجد الاقصى وقبة الصخره ، ويرتفع نحو 770 م ، وجبل اُكر حيث توجد كنيسة القيامة وجبل نبريتا بالقرب من باب الساهرة ، وجبل صهيون الذي يعرف بجبل داود في الجنوب الغربي من القدس القديمة. وقد قدرت مساحة المدينة بـ 19331 كم2 ، وكان يحيط بها سور منيع على شكل مربع يبلغ ارتفاعه 40 قدماً وعليه 34 برج متنظم ولهذا السور سبعة أبواب وهي:

1 ـ باب الخليل ، 2ـ باب الجديد ، 3 ـ باب العامود ، 4 ـ باب الساهرة ، 5 ـ باب المغاربة ، 6ـ باب الاسباط ، 7 ـ باب النبي داود ( ع ).

الأودية التي تحيط بالقدس:
1ـ وادي جهنم واسمه القديم ( قدرون ) ويسميه العرب ( وادي سلوان )
2ـ وادي الربابة واسمه القديم ( هنوم )
3ـ الوادي أ و(الواد ) وقديسمى ( تيروبيون ) معناه ( صانعو الجبن )

الجبال المطلة على القدس:
1 ـ جبل المكبر : يقع في جنوب القدس وتعلو قمتة 795 م عن سطح البحر ، وعلى جانب هذا الجبل يقوم قبر الشيخ ـ أحمد أبي العباس ـ الملقب بأبي ثور ، وهو من المجاهدين الذي اشتركوا في فتح القدس مع صلاح الدين الأيوبي
2 ـ جبل الطوراو جبل الزيتون : ويعلو 826 م عن سطح البحر ويقع شرقي البلدة المقدسة ، وهو : يكشف مدينة القدس ، ويعتقد أن المسيح صعد من هذا الجبل إلى السماء.
3 ـ جبل المشارف : ويقع إلى الشمال من مدينة القدس ، ويقال له أيضا ( جبل المشهد ) وهو الذي اطلق عليه الغربيون اسم ( جبل سكوبس ) نسبه إلى قائد روماني.
4 ـ جبل النبي صمويل : يقع في شمال غربي القدس ويرتفع 885 م عن سطح البحر.
5 ـ تل العاصور : تحريف ( بعل حاصور ) بمعنى قرية البعل ويرتفع 1016 م عن سطح البحر ، ويقع بين قريتي دير جرير وسلود ، وهو : الجبل الرابع في ارتفاعه في فلسطين.
ويصف مجير الدين الحنبلي القدس في نهاية القرن التاسع سنة 900 هـ بقوله : ( مدينة عظيمة محكمة البناء بين جبال وأودية ، وبعض بناء المدينة مرتفع على علو ، وبعضه منخفض في واد واغلب الابنية التي في الأماكن العالية مشرفة على مادونها من الأماكن المنخفضة وشوارع المدينة بعضها سهل وبعضها وعر ، وفي أغلب الأماكن يوجد اسفلها أبنية قديمة ، وقد بني فوقها بناء مستجد على بناء قديم ، وهي كثيرة الآبار المعدة لخزن الماء ، لأن ماءَها يجمع من الأمطار ).

الاماكن المحكمة البناء في القدس:
اسواقها:ـ سوق القطانين المجاور لباب المسجد من جهة الغرب ، وهو سوق في غاية الارتفاع والاتقان لم يوجد مثله في كثير من البلاد ، الاسواق الثلاثة المجاورة بالقرب من باب المحراب المعروف بباب الخليل ، وهو من بناء الروم.واول هذه الاسواق سوق العطارين وهو الغربي في جهة الغرب وقد أوقفه صلاح الدين الايوبي على مدرسته الصلاحية.

حاراتها: الحارات المشهورة في القدس هي حارة المغاربة ، وحارة الشرف ، حارة العلم ، حارة الحيادرة ، حارة الصلتين ، حارة الريشة ، حارة بني الحارث ، حارة الضوية.

القلعة: وهي حصن عظيم البناء بظاهر بيت المقدس من جهة الغرب ، وكان قديما يعرف بمحراب داوود ( ع ) ، وفي هذا الحصن برج عظيم البناء يسمى برج داوود ، وهو من البناء القديم السليماني ، وكانت تدق فيه الطبلخانة في كل ليلة بين المغرب والعشاء على عادة القلاع بالبلاد.

عين سلوان: وهي بظاهر القدس الشريف من جهة القبلة بالوادي ، يشرف عليها سور المسجد الجنوبي ، وقد ورد في بعض الاخبار اهمية هذه العين ووصفها ومكانتها ، وهي احدى العيون الجارية التي ورد ذكرها في الكتاب العزيز ( فيهما عينان تجريان ) سورة الرحمن / 50.

آبارها: بئر أيوب ، وهي بالقرب من عين سلوان نسبة إلى سيدنا أيوب ( ع ) ، ويقال ان الله تعالى قال لنبيه أيوب ( ع ) (اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ).

مساجدها:
1ـ المسجد الاقصى الشريف. والتي تقع في وسطه الصخرة الشريفة.
2ـ جامع المغاربة : وهو يقع بظاهر المسجد الاقصى من جهة الغرب.
3ـ جامع النبي داود ( ع )

مقابرها:
ـ قبر النبي موسى ( ع ) الواقع شرقي بيت المقدس.
ـ مدفن النبي داود ( ع ) في الكنيسة المعروفة ( بالجيسمانية ) شرق بيت المقدس في الوادي. وكذلك قبر زكريا وقبر يحيى عليهما السلام.
ـ قبر مريم ( عليها السلام ) وهو في كنيسة الجيسمانية ، في داخل جبل طور خارج باب الاسباط.
ـ مقبرة الساهرة : وهي البقيع المعروف بالساهرة في ظاهر مدينة القدس من جهة الشمال وفيها يدفن موتى المسلمين ومعنى ( الساهرة ) ارض لا ينامون عليها ويسهرون.
ـ مقبرة باب الرحمة : وهي بجوار سور المسجد الاقصى.

مقبرة الشهداء ـ مقبرة ماملا : وهي اكبر مقابر البلد تقع بظاهر القدس من جهة الغرب.

مدارسها: في المدينة مدارس ومعاهد علمية ودينية وخيرية عديدة منها: مدارس حكومية وهي : دارالمعلمين ، ودارالمعلمات ، والمدرسة الرشيدية ، والمأمونية ، والبكرية ، والعمرية ، والرصاصية ، ومدرسة البقعة….. الخ.

وهنالك نحو 70 مدرسة قديمة اهمها المدرسة النحوية ، الناصرية ، التذكرية ، البلدية ، الخاتونية ، الارغونية…. الخ
.

تعليمية




مشكور على هدا السرد لكن اخي القدس مغتصبه ولله في خلقه شؤون




السلام عليكم
بارك الله فيك أخي وجزاك كل خير على الموضوع القيّم

ياقدس هذا زمان الليل فاصبري … فالصبح من رحم الظلماء مسراه
ياقدس لا تقنطـي فالحـق منتصـر … وصـاحـب الحـق ليـس يـرده الله




شكرا جزيلا




شكــــرآآآآ جزيـــلآ ع الموضوع المفيــد سأعود لقرآئته …




Merciiiiiii




التصنيفات
منتدى القدس عاصمة فلسطين

ادخل لتعرف الكثير عن القدس ـ اسم تارخ معنى

القدس اسماً وتاريخاً وذاكرة

تعليمية

تعتبر مدينة القدس من أقدم المدن التي عرفها

التاريخ ومن المدن القليلة التي تجتمع فيها



القدسية الدينية والأهمية التاريخية الأمر الذي

جعلها محط أنظار العالم ومحجاً لأتباع الشرائع
السماوية. وبالإضافة إلى قدسيتها فان وضعها
الطبوغرافي المميز في قلب فلسطين قد أكسبها
أهمية استراتيجية كبرى. فمدينة القدس مبنية
على تلال محمية بمجموعة من الجبال تحيطها
من جهاتها الأربع وتقع على مفترق طرق استراتيجي.
فالثغر الشرقي للمدينة يقع على جبل الزيتون
الذي يرتفع نحو 830 متراً فوق سطح البحر مطلاً
ومشرفاً على جميع المنطقة حتى وادي الأردن
وسلسلة الجبال الواقعة في شرق الأردن.
أما الثغر الجنوبي للمدينة فيقع على جبل المكبر
الذي يشرف ويطل على المنطقة الجنوبية إلى
مسافة تتجاوز مدينة بيت لحم إلى جبال الخليل.
أما من ناحية الغرب فتحيط بالمدينة سلسلة جبال
أعلاها جبل النبي صموئيل الذي يطل على المنطقة
الساحلية من فلسطين وتكمن أهمية هذه الجبال
بأنها مراصد تمنح المدينة الإنذار المبكر ضد أي
غزو خارجي، كما تمنح هذه الجبال مدينة القدس
الحماية من الأحوال السيئة والرياح العاتية المدمرة.
وتشير الدراسات التاريخية إلى أن الشكل الأساسي
للمدينة القديمة بالقدس الحالية يعود إلى نفس
الأساس والتصميم اللذين وضعهما اليبوسيون عند
بنائهم للمدينة لأول مرة في التاريخ خلال الفترة
(3000ـ2500) قبل الميلاد وكان اليبوسيون
ماهرين في فن البناء وعرف عنهم اهتمامهم
بتحصين مدنهم وإحاطتها بالأسوار.
واليبوسيون هم بطن من بطون العرب الأوائل
نشأوا في قلب الجزيرة العربية[1]، ثم نزحوا
عنها مع القبائل الكنعانية التي ينتمون إليها
واستوطنوا أرض فلسطين التي عرفت آنذاك
بأرض كنعان.
كانت القدس تعرف في ذلك العهد باسم "يبوس "
ثم تحولت إلى اسم "سالم"، وأهمية المدينة
الاستراتيجية هي التي حدت باليبوسيين أن يتخذوها
عاصمة لدولتهم لتربط أركان الدولة ما بين
قسميها الشمالي والجنوبي من جهة ولتكون
القلعة التي تحمي البطن اللين لهذه الدولة من
الغزاة المحتمل قدومهم من الشرق أو الغرب
من جهة ثانية.
وكانت المدينة ذات أهمية من الناحية التجارية
أيضاً، إذ كانت واقعة على طرق التجارة التي
تربط الخليل ـ بيتين. وفي بيتين كانت الطرق
تتشعب إلى فرعين، فرع يسير نحو نابلس
والأخر صوب أريحا ووادي الأردن.
كانت يبوس في ذلك العهد تفيض بالخيرات،
فالمواشي تسرح في جنباتها وتكثر فيها أشجار
العنب والزيتون، الأمر الذي حدا بالأقدمين
إلى تشبيهها بالجنة.

أسماء مدينة القدس
لبيت المقدس أسماء كثيرة تغيرت وتبدلت
تبعاً للأمم التي غزتها أو سكنتها.
وأن كثرة الأسماء تدل على
شرف المسمى فرغم تعدد
واختلاف أسماء المدينة إلا
أنها تدل على معنى الطهر
والسلام والبركة.
إن أقدم اسم للمدينة هو
(يبوس) نسبة إلى
اليبوسيين ثم أطلق
عليها الملك (ملكي صادق)
وهو من أهم ملوك اليبوسيين
على القدس وهو أول من
خططها وبناها وبنى فيها
مركزاً للعبادة(اورسالم)أي
مدينة السلام، كما ورد
ذكرها في الكتابة الهيروغليفية
المصرية والبابلية باسم (يروسليمو).
ثم عرفت فيما بعد باسمها الكنعاني (ياروشاليم)،
وبعد خراب المدينة
في عهد الرومان أصبحت تعرف
باسم (ايلياء). ومن أسمائها أيضاً
(بيت المقدس) أي المكان المطهر
من الذنوب، (شلم: معناها بالعربية
بيت السلام)، و(أشليم، وكورتيلا،
ومصروت، وصهيون، وبأيوش،
وأريل). أما أشهر أسماء بيت
المقدس، فهو التسمية الإسلامية
العربية (القدس) ومعناها
الطهارة والبركة.

حدود القدس حالياً
عملت وما زالت سلطات الاحتلال
الإسرائيلية على تنفيذ مخطط
القدس الكبرى، وذلك عن طريق
ضم جزء كبير من مساحة
الضفة الغربية إلى حدود القدس
الكبرى، أما مساحة المنطقة المقترحة
للقدس فتصل إلى (95) ميل مربع،
تضم بالإضافة إلى القدس كلا من
مدن رام الله والبيرة، وبيتونيا شمالاً،
وبيت لحم وبيت جالا جنوباً.
ولتنفيذ سياسة الهضم والتوسع
عمدت سلطات الاحتلال إلى مصادرة
آلاف الدونمات من الأراضي المحيطة
بمدينة القدس، وأنشأت عليها
المستوطنات ذات طابع استراتيجي
عسكري لحماية قلب المدينة أولاً،
وتكثيف الوجود اليهودي عن طريق
استقطاب المهاجرون من أنحاء
العالم لتحقيق زيادة عددية ملحوظة
لصالح اليهود على حساب اقتلاع
العرب من أراضيهم وبيوتهم.
وقد أحيطت بالقدس سلسلة دائرية
من المستوطنات فمن الشمال …
معالو دفناء،وجفعار همفار، جبل سكوبس،
التلة الفرنسية رامات اشكول، والى
أقصى الشمالنيفي يعقوب (النبي يعقوب)،
والى الشمال الشرقي بسجات زائيف
على طريق حزما إلى الغرب من بيت حنينا.
ومن الغرب، مدينةراموت ـ النبي صموئيل ـ
والى الشمال الغربي، جفعات زائيف،
والتي تقع على الطريق القديمة بينحورون
ورام الله، وجري في الطريق المسمى
رقم "45" عملية توسع كبيرة، وتعتبر أحد
المحاور المركزية التي توصل عمان
ومطار اللد وميناء اسدود والى الشرق
معالية أدوميم وهي مدينة استيطانية
يصل عدد سكانها إلى أكثر من (60)
ألف نسمة.
أما من الجنوب فتحيط بالقدس مستوطنة
تل بيوت (جبل المكبر) المقامة على
أراضي السواحرة وصور باهر ومستوطنة
جيلو (شرفات) المحيطة بقرية بيت
صفافا العربية، والمقامة على أراضي
بيت جالا والمالحة، وتعتبر هذه مدينة
استيطانية إذ بلغ عدد سكانها (45) ألف نسمة.

سور القدس:

تعليمية

من أبرز معالم القدس الأثرية التاريخية
سورها الكبير الذي يعتبر واحداً من
أهم معالم الحضارة الإسلامية الخالدة
في القدس، وقد جدد بناؤه السلطان
العثماني سليمان الأول (سليمان القانوني)
ودام بناؤه قرابة خمس سنوات
(1536ـ1540) ميلادي.
يبلغ طول محيط سور القدس (2.5)
ميل، وارتفاعه ما بين (38ـ40) قدم، أما
طوله: من الشمال (3930) قدم،
ومن الشرق (2754) قدم، ومن الجنوب
(3245) قدم، ومن الغرب (2086) قدم.

***

أبواب القدس:
للقدس (11) باباً سبعة منها مفتوحة وأربعة مغلقة.
الأبواب المفتوحة:
باب العامود: الذي يعرفه الأجانب باسم باب دمشق،
وقد بناه السلطان سليمان القانوني فوق أنقاض صليبية ورومانية قديمة، وهو في منتصف الحائط الشمالي
ويعتبر من أوسع الأبواب وأكبرها.

باب الساهرة: يعرفه الغربيون بباب هيرودوس ويقع في الحائط الشمالي للسور مقابل الشارع المعروف
حالياً بشارع صلاح الدين وهو بناء عثماني.

باب الأسباط: يعرفه الغربيون بباب القديس
أسطفان في الحائط الشرقي وهوعثماني
البناء ويوجد على جانبيه فوق الباب حجران
بارزان على شكل أسدين وعليه يطلق
الاحتلال اسم (ليونزجيت) ـ باب الأسودـ.

باب المغاربة: وهو أصغر الأبواب، يقع في الحائط
الجنوبي للسور، باتجاه حائط البراق.

باب النبي داود، أو باب صهيون: وهو في جنوب
السور. قام الاحتلال حديثاً بتبليط أرضية
مدخله بنجمة داود (شعار الاحتلال)

باب الخليل أو باب يافا في الناحية الغربية من السور.

الباب الجديد: وهو حديث العهد فتح عام 1898 في الجزء
الشمالي من سور القدس ويعود إلى أيام زيارة
الإمبراطور الألماني غليوم الثاني لمدينة القدس
في العام ذاته.

الأبواب المغلقة:
باب الرحمة (باب التوبة): وهو في الحقيقة باب
مزدوج يعلوه قوسان ويؤدي إلى باحة مسقوفة
وهو من أجمل وأضخم الأبواب يقع في الجهة
الشرقية للسور على بعد (200) متر جنوبي
باب الأسباط ويوصل إلى المسجد الأقصى
مباشرة، يسميه الغربيون ـ الباب الذهبي ـ
لجماله ورونقه، أغلق أيام العثمانيين خوفا
على المدينة من الخطر.

باب الجنائز:
يقع في القسم الشرقي من السور،
وسمي كذلك لأن الناس كانوا في العهود
الغابرة يخرجون منه بموتاهم بعد أن يصلوا
عليهم في المسجد الأقصى ويدفنوهم في
المقبرة الملاصقة للسور والمعروفة اليوم
باسم (مقبرة باب الرحمة).

وهناك أيضاً بابان أخران مسدودان من الناحية
القبلية وكانا قبل بناء المسجد الأقصى مفتوحين.

المساجد التاريخية في القدس القديمة:

إضافة إلى المسجد الأقصى المبارك

تعليمية
وقبة الصخرة المشرفة
تعليمية
هناك العديد
من المساجد وتعتبر مصليات منها:
المسجد المرواني، المسجد العمري،
جامع الخانقاة، مسجد الشوربجي،
مسجد النبي داود، مسجد المئذنة الحمراء،
مسجد قبةموسى، مسجد باب حطة،
مسجد كرسي سليمان، مسجد المغاربة،
مسجد باب الغوانمة،مسجد دار الأمام،
مسجد خان الزيت، مسجدسلمان الفارسي،
مسجد القلعة، مسجد الحنابلة، مسجد عكاشة،
مسجد سويقة علون، مسجدا لخالدية،
مسجد اليعقوبية، مسجد البراق،
مسجد خان السلطان، مسجد القرمي،
مسجد الكريمي، مسجد العلمي، مسجد
بني حسن،
مسجد حارة الأرمن، مسجد الشيخ لولو،
مسجد حارة النصارى، ومسجد البازار،
مسجد المسعودي، مسجد
حجازي، مسجد المطحنة، مسجد المولوية،
مسجد الشيخ ريحان، المسجد الأفغاني.

المصليات في الحرم القدسي الشريف:
المسجد الأقصى المبارك

هو المنطقة المحاطة بالسور المستطيل الواقعة
في جنوب شرق مدينة القدس المسورة والتي
تعرف بالبلدة القديمة. وتبلغ مساحة المسجد
قرابة الـ 144 دونماً ويشمل قبة الصخرة
والمسجد الاقصى والمسمى بالجامع القبلي
حسب الصورة المرفقة، وعدة معالم أخرى
يصل عددها إلى 200 معلم. ويقع المسجد
الأقصى فوق هضبة صغيرة تسمى هضبة
موريا وتعتبر الصخرةه ي أعلى نقطة في
المسجد وتقع في موقع القلب بالنسبة
للمسجد الأقصى.
وتبلغ قياسات المسجد: من الجنوب 281م
ومن الشمال 310مومن الشرق 462م ومن
الغرب 491م. وتشكل هذه المساحة سدس
مساحة البلدة القديمة، وهذه الحدود لم تتغير
منذ وضع المسجد أول مرة كمكان للصلاة
بخلاف المسجد الحرام والمسجد النبوي اللذان
تم توسعيهما عدة مرات.

مسجد قبة الصخرة المشرفة

تقع في حرمالمسجد الاقصى في القدس وتحديدا
شمال المسجد. وقد أمر ببنائها الخليفة الأموي
عبد الملك بن مروان خلال الفترة691م – 692م
فوق صخرة المعراج. ولا تزال حتى يومنا هذا
رمزاً معماريا للمدينة
وهي بناء من الحجر على تخطيط مثمن طول
ضلعه نحو 12,5 م وداخل المثمن الخارجي
مثمن اخر داخلي وفي كل ضلع من اضلاعه
ثلاثة عقود محمولة على عمود وثمانية اكتاف
وداخل المثمن الثاني دائرة من 12عمود واربعة
اكتاف وفوق الدائرة قبة قطرها 20,44 م وإرتفاع
القبة الحالي يبلغ 35,30مترا عن مستوى التربة،
وفقا لابن فاقية (903) . مرفوعة على رقبة
اسطوانة فتحت بها 161م نافذة، وهي من
الخشب تغطيها من الداخل تغطيها من الداخل
طبقة من الجبص ومن الخارج طبقة من الرصاص،
وللمسجد أربعة أبواب متعامدة.
أما القبب الخارجية والداخلية فهي منظمة
على هيكل مركزي. هيكل القبة الخارجية
مشبوك على إطار الاسطوانة الخارجية.
هذا الإطار مصنوع من جسور خشبيه
موصولة مع بعضها لتشكل سلسلة دائرية
مستمرة. فوق هذه الجسور يوجد شبكة
خشبيه يوضع عليها طبقة الغطاء الخارجية.

المصلى المرواني

يقع المصلى المرواني تحت ساحات المسجد الأقصى
المبارك الجنوبية الشرقية، ويتحد حائطاه الجنوبي
والشرقي مع حائطي المسجد الأقصى المبارك،
وهما كذلك حائطا سور البلدة القديمة في مدينة
القدس المحتلة.
عرف هذا الجزء من المسجد الأقصى المبارك قديما
بالتسوية الشرقية، إذ بناه الأمويون أصلا
كتسوية معمارية لهضبة بيت المقدس الأصلية
المنحدرة جهة الجنوب حتى يتسنى البناء فوق
قسمها الجنوبي الأقرب إلى القبلة على أرضية
مستوية وأساسات متينة ترتفع لمستوى
القسم الشمالي. ويرجح أن يكون قد بنى قبل
الجامع القِبْلي، لهذا السبب، وأنه استخدم
للصلاة ريثما يتم بناء هذا الجامع.
يضم المصلى 16 رواقا حجريا قائما على
دعامات حجرية قوية، ويمتد على مساحة
تبلغ نحو أربعة دونمات ونصف
(الدونم = ألف متر مربع)، حيث يعد
أكبر مساحة مسقوفة في المسجد
الأقصى المبارك حاليا. ويمكن الوصول إليه
من خلال سلم حجري يقع شمال شرق الجامع
القِبْلي، أو من خلال بواباته الشمالية الضخمة
المتعامدة على السور الشرقي للمسجد الأقصى
المبارك، والتي تم الكشف عنها مؤخرا.
خلال فترة الاحتلال الصليبي للقدس، حوله
المحتلون إلى إسطبل لخيولهم، ومخزنٍ للذخيرة،
وأسموه "اسطبلات سليمان". ولا يزال بالإمكان
رؤية الحلقات التي حفروها في أعمدة هذا المصلى
العريق لربط خيولهم. وبعد تحرير بيت المقدس،
أعاد صلاح الدين الأيوبي (رضي الله عنه)
تطهيره وإغلاقه.
وظل المصلى المرواني مغلقا لسنوات طويلة،
نظرا لاتساع ساحات الأقصى العلويّة، وقلة عدد
شادّي الرحال إلى المسجد المبارك. ثم أعادت
مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات ولجنة التراث
الإسلامي ببيت المقدس تأهيله، وفتحه للصلاة،
في نوفمبر 1996م -1417هـ، وذلك بهدف
حمايته من مخطط كان يهدف إلى تمكين اليهود
من الصلاة فيه, ومن ثم الاستيلاء عليه، حيث
أقاموا درجا يقود إليه عبرالباب الثلاثي المغلق
في الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك.
واعتبر هذا العمل أضخم مشروع عمراني في
المسجد الأقصى المبارك منذ مئات السنين.
وجاء نجاح المسلمين في فتح بوابتين عملاقتين
من بوابات المصلى المرواني الشمالية الضخمة
في مايو 2000م، وبناء درَجٍ كبير داخل الأقصى
يقودإلى هذه البوابات، في فترة زمنية وجيزة،
سبباً في إثارة حفيظة سلطات الاحتلال الصهيوني
التي كانت تخطط للسيطرة على المكان.
وفي 28-9– 2000م، اقتحم أرئيل شارون،
زعيم المعارضة الصهيونية آنذاك، المسجد
الأقصى المبارك، وحاول الوصول إلى المصلّى
المرواني مدنسا باحات المسجد الأقصى،
الأمر الذي أدّى إلى اندلاع انتفاضة الأقصى
المباركة في اليوم التالي.
وتعاني كثير من أعمدة المصلى المرواني
وجدرانه، خاصة في رواقه الأخير الملاصق
للجدار الشرقي للمسجد الأقصى المبارك،
وكذلك سقفه، من تصدعات خطيرة تهدده
بالانهيار نتيجة تراكم ترسبات من الأوساخ
والأتربة بسبب تسرب الرطوبة، مما يتطلب
ترميما عاجلا يحظره المحتلون في إطار
حصارهم المتواصل للمسجد الأقصى
المبارك الأسير منذ 1967م.

مصلى الأقصى القديم

هذا المصلى جزء من المسجد الأقصى المبارك،
ويقع تحت الرواق الأوسط للجامع القبلي،
ويتم الدخول إليه نزولا عبر درج حجري يوجد
أمام مدخل الجامع القِبْلي.
يتألف المصلى من رواقين كبيرين اتجاههما من
الجنوب للشمال، تحدوهما أعمدة حجرية ضخمة
تحمل سقفه الذي يقوم جزء منا لجامع القِبْلي
عليه. وهو يمثل جزءا من التسوية الجنوبية
التي أقيمت فوق الأرضية الأصلية المنحدرة
للمسجد الأقصى المبارك، حتى يتسنى البناء
على سطح مستوٍ. ولكن الهدف الأصلي من
بنائه هو أن يكون ممر اللأمراء الأمويين
القادمين من الباب المزدوج الذي يطل على
القصور الأموية الواقعة جنوب المسجد
الأقصى المبارك إلى الجامع القِبْلي مباشرة.
بقى المكان لقرون مهجورا ومليئا بالأتربة
والأحجار، إلى أن أعيد افتتاحه للصلاة عام

لإعمار المقدسات ولجنة التراث الإسلامي
المقدسية مع تزايد أعداد شادي الرحال إلى
المسجد الأقصى المبارك. تبلغ مساحته نحو
دونم ونصف الدونم،
(الدونم = ألف متر مربع)
ولكن الجزء المخصص
للصلاة فيه صغير ولا يتسع
إلا لنحو خمسمائة مصل.

مصلى البراق

يقع تحت جزء من الساحة الجنوبية الغربية للمسجد
الأقصى المبارك، بمحاذاة حائط البراق الذي ربط
فيه سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) دابته
البراق في رحلة الإسراء والمعراج. وإليه ينسب.
وهو مصلى صغير وضيق ومتقارب، ينزل إليه
بدرجات يبلغ عددها 38 درجة, ويقع مدخله
في الرواق الغربي للأقصى, إلى يسار الداخل
من باب المغاربة، ويفتح يوم الجمعة صباحاً
وفي بعض المناسبات.
كان لهذا المصلى قديما باب من خارج سور
المسجد الأقصى المبارك في منطقة ساحة البراق.
ولكنه أغلق في زمنٍ لاحق، وفتح للمصلى
مدخل من داخل المسجد الأقصى المبارك.
ويؤكد الباحثون أن باب ومصلى البراق بناء
أموي لأنّ العناصـر الموجـودة في هذا الباب
هي نفـس العناصر الموجودة في كل من باب
الرّحمة، والباب المزدوج، كما يذهبون إلى
القول بأنّ هذا المصلى، الذي أعيد بناؤه بشكله
الحالي في الفترة المملوكيّة عام 707 ـ737هـ
الموافق 1307ـ 1336م، متصل بكل من
مصلى الأقصى القديم، والمصلّى المرواني،
وباب الرّحمة.
ويعاني مصلى البراق من تشققات في بعض
حجارته نتيجة الرطوبة الشديدة وتساقط المياه،
وهو وضع يهدد بالتفاقم في ظل الحظر الذي
يفرضه المحتلون الصهاينة على أعمال
الترميم في إطار
حصارهم الشامل للمسجد الأقصى المبارك،
خاصة وأن هذا المصلى ملاصق تماما لحائط
البراق الذي حولوه إلى "ساحة مبكى" خارج الأقصى.
كما تتواجد قوة من الشرطة الصهيونية باستمرار
عند باب مصلى البراق القائم داخل المسجد الأقصى،
مما يعيق وصول المصلين إليه. ومع بدء هدم تلة
طريق باب المغاربة في 6/2/2007م، كشف النقاب
عن مساعٍ صهيوني للسيطرة على هذا المصلى بعد
فتح الباب الآخر المغلق الذي يؤدي إليه من خارج
سور المسجد الأقصى المبارك، والواقع تحت باب
المغاربة مباشرة، وذلك بهدف تحويله إلى
كنيس يهودي!

مأذن الأقصى الشريف

مئذنة باب الأسباط

تقع هذه المئذنة على الرواق الشمالي للمسجد الأقصى
المبارك، بين بابي الأسباط وحطة. ومن أسمائها "مئذنة
الصلاحية" لكونها واقعة في جهة المدرسة الصلاحية
(الواقعة خارج المسجد الأقصى المبارك، والتي أصبحت
"كنيسة القديسة حنة" خلال العهد العثماني).
بنيت في عهد السلطان المملوكي الملك الأشرف شعبان
على يدي الأمير سيف الدين في سنة 769هـ – 1367م،
على قاعدة رباعية، كباقي مآذن الأقصى. وفي الفترة
العثمانية، أعيـد بناؤها بشـكل أسطواني على غرار المآذن
العثمانية، فأصبحت المئذنة الوحيدة الأسطوانية الشكل في
المسجد الأقصى المبارك.
يبلغ ارتفاعها 28.5م، وقد تصدعت بفعل زلزال عام

إلى هدم القسم العلوي وبنائه من جديد. وعند الاحتلال
الصهيوني للقدس سنة 1967م، تضررت المئذنة اثر
إصابتها بالقذائف، وجرى ترميمها كاملا مرة أخرى بعد
ذلك على يد لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك، وكست
قبتها بالرصاص.
كما تعرضت مئذنة باب الأسباط لإطلاق نار مكثف من
جانب جنود الاحتلال في بداية انتفاضة الأقصى، لإجبار
المتظاهرين المحتمين بها على الاستسلام، بعد أن امتدت
المواجهات إليها عقب صلاة الجمعة 6/10/2000م.

مئذنة باب السلسلة

تقوم فوقالرواق الغربي للمسجد الأقصى المبارك، قرب
منتصفه، إلى الشمال قليلا من باب السلسلة. عرفت
كذلك بمنارة المحكمة، حيث تقع بالقرب من مبنى المحكمة
الشرعية – الذي يعرف أيضا بالمدرسة التنكزية. وكل من
المئذنة والمدرسة من أبنية الأمير سيف الدين تنكز الناصري
سنة 730هـ – 1329م، فـي عهـد السلطان المملوكي الناصر
محمد بن قلاوون.
أعاد المجلس الإسلامي الأعلى بناءها إثر زلزال أضر بها
عام1341هـ -1922م، كما أعيد ترميمها قبل بضعة أعوام
على يد لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك، ويبدو هذا
واضحا في بياض حجرها.
يصعد إليها من خلال مدخل المدرسة الأشرفية بحوالي 80
درجة، وهي مربعة القاعدة والأضلاع، يبلغ ارتفاعها 35م.
وتعتبر مئذنة باب السلسلة المئذنة الوحيدة من بين مآذن
الأقصى الأربعة التي ظل المؤذنون يرفعون منها الأذان
يوميا إلى أن بدأ استخدام مكبرات الصوت الموجودة في
غرفة المؤذنين المقابلة للباب فوق صحن قبة الصخرة
(الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك). وتقع المئذنة في
موقع حساس جداً حيث تشرف على حائط البراق المحتل
والذي حوله اليهود منذ الاحتلال عام 1967م إلى ما
يسمونه "حائط المبكى"، فلا يسمح لأحد من المسلمين
بالصعود إليها، كما يسعى الصهاينة للسيطرة عليها وعلى
باب السلسلة المجاور، بعد استيلائهم على كل أجزاء
المسجد الأقصى المبارك المجاورة لها من جهة الجنوب،
وتشمل المدرسة التنكزية وحائط البراق وباب المغاربة
على التوالي. فضلا عن ذلك، فإن الحفريات الصهيونية
المتمركزة في هذه الجهة من المسجد الأقصى المبارك
ومحيطه، خاصة ما يعرف بنفق (الحشمونائيم) الذي
افتتح رسميا عام 1996م، أثرت عليها إلى حد باتت
تحتاج معه إلى ترميم سريع.

مئذنة باب الغوانمة

تقع على الرواقا لشمالي للمسجد الأقصى المبارك،
في أقصى غربه،قرب باب الغوانمة المدعوة به.
وكغيرها من مآذن الأقصى، يعود بناؤها الحالي
للعصرالمملوكي، وتحديدا إلى عهد السلطان الملك
المنصور حسام الدين لاجين عام 697هـ – 1297م,
إلا أن بعض الأثريين نص على أنها بنيت أصلا في العصر
الأموي. كما جددت في عهد السلطان المملوكي الناصر
محمد بن قلاوون عام 730هـ – 1329م، فسميت "منارة
قلاوون"، كما سميت منارة السرايا لقربها من مبنى السرايا
الواقعة خارج المسجد الأقصى المبارك والتي اتخذت مقرا
للحكم في العهد المملوكي، كما جددها المجلس الإسلامي
الأعلى سنة 1346هـ 1927م (أثناء الاحتلال البريطاني)
وهي أكثر مآذن المسجد الأقصى المبارك ارتفاعا وإتقانا
في الزخارف, يبلغ ارتفاعها 38.5م، وتقوم على قاعدة
رباعية الأضلاع، وبدنها رباعي، إلا أن جزءها العلوي
ثماني الأضلاع، يصعد إليها بــ 120 درجة.
وبسبب هذا الارتفاع الذي يجعلها تشرف على مختلف
نواحي المسجد الأقصى المبارك، سعى الصهاينة إلى
السيطرة عليها عبر المدرسة العمرية المجاورة والتي
كانت بلدية الاحتلالقد وضعت يدها عليها منذ بدء الاحتلال.
كما أن النفق الغربي المشؤوم الذي افتتح عام 1996م يمر
قرب أساسات هذه المئذنة الجليلة، مما أدى إلى تصدعها،

واستلزم ترميمها الأخير عام 2001م.

مئذنة باب المغاربة (المئذنة الفخرية)

تقع هذه المئذنة في الركن الجنوبي الغربي للمسجد الأقصى
المبارك، قريبا من باب المغاربة، وتسمى أيضا المنارة
الفخرية نسبة إلى الشيخ القاضي شرف الدين بنفخر الدين
الخليلي، ناظر الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس والذي
أشرف على بنائها وعلى بناء المدرسة الفخرية القريبة
منها عام 677هـ – 1278م، أي في العهد المملوكي وهذه
المئذنة بنيت بلا أساس، وتعد أصغر مآذن المسجد الأقصى
المبارك إذ يبلغ ارتفاعها 23.5م فقط. تعرض الجزء العلوي
منها للتصدع في زلزال عام 1341هــ 1922م، فهدمه
المجلس الإسلامي الأعلى، وأعاد بناءها في نفس العام
على طراز جميل، ووضعت لها قبة فوق المربع العلوي لم
تكن موجودة من قبل، كما قامت لجنة إعمار المسجد
الأقصى المبارك مؤخرا بترميمها وكَستْ قبتها بالرصاص.
والمئذنة اليوم يصعد إليها من ساحات المسجد الأقصى
المبارك بــ 50 درجة تقوم أمام المتحف الإسلامي (جامع المغاربة سابقا).
وتصارع المئذنة الجليلة منذ سنوات طويلة محاولات
المحتلين إسكات الأذان فيها بدعوى أنه يزعجهم، مما أجبر
إدارة الأوقاف الإسلامية بالقدس على تعديل وضع السماعات
فيها بحيث تتجه داخل الأقصى، وتخفيض صوتها، ليحرم
سكان بلدتي سلوان وجبل المكبر الواقعتين الى الجنوب
والجنوب الشرقي للأقصى المباركمن سماع أذانها!
وفي 3/2006، دعا موشيه كتساف، رئيس الكيان
الصهيوني، إلى الإسراع بمد نفق تحت الزاوية الجنوبية
الغربية للمسجد الأقصى المبارك ليصل بين قرية سلوان
(التي يسميها اليهود «مدينة داود») وساحة البراق
المحتل، فيما أطلق عليه "الطريق الهيرودياني"، مما يهدد
بهدم المئذنة التي تقف في هذه الناحية بدون أساسات فعلية.

الأروقة في المسجد الأقصى الشريف
يوجد للمسجد الأقصى الشريف العديد من الأروقة من أهمها:
الرواق الغربي

ممر مسقوف يتكون من 55 عقدا، ويمتد بطول الواجهة
الغربية للمسجد الأقصى المبارك, بنى على عدة مراحل في
العهد المملوكي، وتحديدا ما بين عامي 707– 737هـ
/ 1307– 1336م بهدف تسهيل المرور بين كافة المعالم
الموجودة في المنطقة الغربية للمسجد المبارك.
تسبب فتح سرداب أسفل المسجد الأقصى يبدأ من حائط
البراق، قيل إنهتم على يد المسمى حاخام المبكى، والذي
عمل لأشهر بسرية تامة في حفره، وبدعم مما تسمى وزارة
الأديان، في إحداث تشققات في الرواق، وسارعت دائرة
الأوقاف الإسلامية إلى إغلاق السرداب بالخرسانة المسلحة.

الرواق الشمالي:

ممر مسقوف بطول الواجهة الشمالية للمسجد الأقصى
المبارك, بنى على عدة مراحل في العهدين: الأيوبي
والمملوكي, وتحديدا ما بين عامي 610 – 769هـ/

المعالم الموجودة في المنطقة الشمالية للمسجد.
واليوم يتكون الرواق من مدارس، ولم يتبق منه أي جزء.

الكنائس:
هناك العديد من الكنائس في القدس القديمة، منها:
كنيسة القيامة ودير السلطان، ودير الأقباط، والكنيسة
الإثيوبية الأرثوذكسية، والكنيسة القبطية، وكنيسة الأرمن
الكاثوليك، ودير أخوات يسوع الصغيرات، وكنيسة
الفرنسيسكان، ودير صهيون.

كنيسة القيامة:

تعليمية

تقع في حارة النصارى، إلى الشمال من مسجد عمر.

كنيسة نياحة العذراء:
تقع بالقرب من الباب الجديد.


كنيسة الفرنسيسكان:

دير درب الآلام

دير اللاتين

تعليمية

1419هـ/1998م على يد مؤسسة الأقصى 1346هـ – 1927م, مماا ضطر المجلس الإسلامي الأعلى 1213 – 1367م, بهدف تسهيل المرور بين كافة

صـــــــــــــــــور

ابواب القدس العتيقه

باب العامود

تعليمية

باب الاسباط

تعليمية

باب النبي داود عليه السلام

تعليمية

باب الساهرة

تعليمية

باب الخليل او باب يافا

تعليمية

الباب الجديد

تعليمية

الدرج الموصل لباب العامود لدخول القدس القديمة داخل الاسوار

تعليمية

زقاق في البلدة القديمة

تعليمية

****

الاسواق داخل السور سوق الدباغة…

محل تجاري في سوق باب خان الزيت داخل القدس

تعليمية

طريق بالقدس يسمى طريق الالام وهي الطريق التي سار بها سيدنا عيسى عليه السلام


تعليمية

سبيل في طريق الواد بني في عهد العثمانين


تعليمية

مدخل سوق القطانين الذي تؤدي نهايتة للمسجد الاقصى


تعليمية

عقبة السرايا في الحي الاسلامي

تعليمية

حارة النصارى

تعليمية

صور للمسجد الاقصى من عدة اتجاهات

تعليمية

المدخل الئيسي للمسجد الاقصى

تعليمية

المسجد الاقصى من الداخل

تعليمية

داخل قبة الصخرة

تعليمية

محراب قبة الصخرة

تعليمية
مدخل للغارة التي قيل ان الرسول صلى الله عليه وسلم عرج منها

تعليمية

فتحة في سقف المغارة مكان عروج الرسول كما يقال والله اعلم

تعليمية




شكرا لك اختي رنين دوما سباقة لتميز بهذا القسم المهم

افدنا بهذا الموضوع المفصل

شكرا شكرا شكرا




العفو شكراا لمرورك المميز……..




التصنيفات
منتدى القدس عاصمة فلسطين

¦|[ ▫▫ رحلة حنين الى القدس الحزين ▫▫ ]|¦

وكل هذا من اجل تقديم صورة مشـرفة
عن اجمل بقعة واشـرف بقعة في العالم
وهي القـدس الشـريف والاقصى التي اسرى
الله بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
والان سوف تبدأ الرحـلة وانا على ثقة كبيرة
انها سوف تنال اعجاب الجميع مثلما نالت اعجابي
لكـن هذه الرحلة ستكون طـويلة بعض الشيئ
لذلك عليكم ان تكونوا دائما بالقـرب ..
بسم الله نبـدأ..
رحلة حنين الى القدس الحزين ….
رحلة ستكون كلماتها صورا تحكي عن نفسها ..
تحكي تاريخا عظيما عريقا ،،
ستشعرون بالجمال والابداع ..
كما ستشعرون بالألم والحزن والاسى ..!!
مشاعر مختلطة ستنتابكم …..
هذه الرحلة مهداة لكل مسلم عربي
فلسطيني ..مشتاق لرؤية القدس ..
مساجدها ..كنائسها ..شوراعها ..اسواقها ..ابوابها .. ازقتها ..
لن اتكلم كثيرا ،،سأجعل الصور تحدثكم عن نفسها
بمساعدة كلمات بسيطة مني..
تعليمية
أنا قبةالصخرة..بناني عبد المللك بن مروان
عرج من هنا اشرف خلق الله وبجانبي المسجد الاقصى
تعليمية
قبة الصخرة وقبة السلسلة من الجهة الشرقية
تعليمية
انا قبة السلسلة اقع الى الشرق من قبة الصخرة ..
بناني عبدالملك بن مروان لاكون مقرا للمهندسين والمعماريين
الذين اشرفوا على بناء قبة الصخرة ..
تعليمية
داخل قبة الصخرة
تعليمية
أنا المحراب داخل قبة الصخرة
تعليمية
وانا داخل قبة الصخرة الناس يضعون ايديهم..
داخل هذه الفتحة ويدعون ربهم بما يريدون ..
تعليمية
انا سقف القبة ..انظروا جمال الواني ..والنقش البديع
تعليمية

مدخل المغارة امحفورة داخل الصخرة التي عرج منها الرسول صلى الله عليه وسلم
تعليمية
الدخول الى المغارة ..بسم الله
تعليمية
المحراب داخل المغارة
تعليمية

فتحة في اعلى المغارة …يقولون ان الرسول خرج من هذه الفتحة والله اعلم
تعليمية
هذه صورة اوضح للفتحة
تعليمية
الصلاة داخل المغارة ..والصخرة ظاهر بشكل واضح فوق الرؤوس
تعليمية
الصخرة فوق المغارة ..ويقول البواب ان مكان اقدام الرسول ظاهرة على الصخرة ..
/
/
هذه اخر صورة لقبة الصخرة من امام المسجد الاقصى
تعليمية
وهنا تنتهي الجولة الاولى
في قبة الصخرة ، هناك الكثير من الصور والمعلومات
لكل عشاق القدس والذين يتمنوا رؤيتها وزيارتها ..!
لذلك ابقوا معنا وتابعونا

والان سوف نتابع الرحلة في رحاب المسجد الاقصى ..
يتكون المسجد الاقصى من مبنيين ..
المبنى القديم ..وهو اقدم جزء من المسجد الاقصى … والذي استعمله الصليبيون اسطبلا للخيول ..
والمسجد الرئيسي الحالي الذي تقام فيه الصلاة والذي ستكون لنا جولة اخرى فيه .

تعليمية

هذه صورة المسجد الاقصى من الامام

تعليمية

مدخل الاقصى القديم

تعليمية

اول ما يقابلك بعد نزول الدرج السابق

تعليمية

في اخر هذا الممر الطويل تقابلنا المكتبة الختنية ..وهي مكتبة كبيرة جدا تحوي امهات الكتب والموسوعات ..

تعليمية

تعليمية

وهذه ايضا صورة جزء من المكتبة

تعليمية

محراب المسجد الاقصى القديم .

تعليمية

هذا الشبك يغطي بير قديم داخل المسجد

تعليمية

هذه صورة مقربة للبير .
هذه الصور الخاصة بمسجد الاقصى القديم

تحيــاتي




مشكورة شهودة على الموضوع المميز
بارك الله فيك
تعليمية




و انت شكرا لك على المرور المنور و المشرف عطرت صفحتي.




كرا على الرحلة المميزة

تستحقين بجدار وسام القدس يا اغلى اخت

انت مناضلة من النوع النادر




التصنيفات
منتدى القدس عاصمة فلسطين

القدس في الفؤاد

تعليمية

القدس …

المدينة المقدسة رمز من رموز الصراع مع العدو الصهيونى كانت وما تزال وستبقى رمزاً وراية لذلك الصراع ، ولا يجوز أن ننسى هذه الحقيقة ، ولا يجوز أن نتجاوزها.

والقدس هى أساس العلاقة بين العرب مسلمين ومسيحيين وبين اليهود ، وهى نهاية المطاف فى التفاوض السياسى والأمل المنشود لكل حل سلمى أو عسكرى ، هذه المدينة المقدسة حرمنا منها ومن رؤيتها ، وإذا غابت المدن عن الأعين كان ذلك باباً من أبواب نسيانها أو عدم التفاعل الكافى مع ما يتم فيها من أحداث ، فالمسلم يتعلق قلبه ووجدانه بالكعبة المشرفة وبمكة المكرمة وبالمدينة المنورة تعلقاً يرخص به كل غال ؛ حتى النفس والروح والمال ، ويشتاق المؤمن لرؤية تلك الاماكن كل عام ويتمنى حين الحلول بها أن يبقى فى الجوار الكريم ، ويبكى حين يغادر ويدعو الله العود الأحمد القريب .
وليس الأمر كذلك مع القدس التى نحبها بعقولنا ونقدسها بعقيدتنا حيث حرمنا رؤيتها وتحريك ذلك لوجداننا من جراء الاحتلال الغاشم الخبيث . ولكن لابد من تكرار ذكرها واللهج بفضائلها وتصور ميناها وادراك معناها حتى نعوض الحرمان ونسد باب النقصان :
اشتق اسم القدس من ماده ق د س حيث القدس تنزيه الله تعالى فهو المتقدس القدوس المقدس ، والقدوس تعنى الطاهر المنزه عن العيوب والنقائص.

والقدس اسم مصدر ، وقيل للجنة : حظيرة القدس وفى القرآن الكريم على لسان الملائكة ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك)[30 سورة البقرة] وفى صفات الله تعالى (الملك القدوس السلام)[34 سورة الحشر]، فالقدس معناها أثر التقديس والتنزيه من العيوب لان اسم المصدر أثر للمصدر.

ولقد اطلق على المدينة أورسالم فى القرن الخامس عشر قبل الميلاد وهى كلمة كنعانية معناها مدينة السلام ثم حرفها العبرانيون بلسانهم إلى أورشاليم وعظمها ربنا فى القرآن فى سورة الاسراء حيث قال ( سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) فأصبحت بذلك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبى صلى الله عليه وسلم . والمدينة القديمة التى داخل الأسوار مساحتها كيلو متر مربع واحد ، يشغل الحرم الأقصى الشريف ما يقارب 500 م 300 م منها ، ويقع فى الركن الجنوب الشرقى من المدينة .
ويحيط بالمدينة سور حجرى مرتفع به خمسة أبواب مفتوحة هى باب الزاهرة ، وباب الأسباط ، وباب العامود ، والباب الجديد ، وباب الخليل ، وباب النبى داود ، وأربعة أبواب مغلقة وهى الباب المفرد والباب المزدوج والباب الثلاثى والباب الذهبى . والحرم الشريف له تسعة أبواب تجعله منفتحاً على المدينة ، ومدينة القدس كأنها على مدرج ولذلك نرى فيها الدرج الحجرى العريض السلالم الحجرية لينتقل الماشى فيها من منسوب إلى آخر بسهولة ويسر .
وطرقات المدينة ضيقة مخصصة للمارة وتكثر فيها البائكات المعقودة ، ويكثر بها المدارس والزوايا والسبل للسقاية وكذلك دور السكن وهذه الهيئة للمدينة توفر الظلال المناسبة لكسر حدة الحرارة وطرق المدينة مفتوحة بعضها على بعض لتسهيل الاتصال من سوق إلى آخر ، وعادة ما تنتهى المارات السكنية إلى نهايات مسدودة ، وبإمكان الانسان أن يقطع جميع طرق القدس الشريف فى وقت قصير وأن يقضى جميع حاجاته سيراً على الاقدام دون تعب يذكر .
وجميع أبنية القدس من الحجر ، وشبابيك الأبنية صغيرة المساحة ومفتوحة فى جدران سميكة لتؤمن التهوية والإضاءة وبها مشربيات خشبية جميلة تساعد على التهوية الخارجية وداخل الدور مساحات داخلية مكشوفة الصحن أو الفناء يؤدى دوره كأساس من أسس العمارة الاسلامية .
أما المسجد الاقصى فقد بناه عبد الملك بن مروان سنة 693 ميلادية وأتمه ابنه الوليد بن عبد الملك سنة 705 م فى الدولة الأموية وتبلغ مساحة المسجد الاقصى فى بنيانه 144300متر مربع وقد أهانه الصليبيون عند دخولهم له حتى حرره صلاح الدين وأعاد بناء المسجد وتجديده وأتى بالمنبر المرصع بالعاج والأبنوس الذى أمر بصنعه السلطان نور الدين محمود بحلب ونذر أن يضعه فى المسجد الاقصى بعد فتح المدينة وتحريرها .
وبقى المنبر على يمين المحراب إلى أن أحرقه اليهود فى جريمتهم التى استهدفت ذلك الرمز فى 11 / 8 / 1969م وبالمسجد مبنى بقبة الصخرة وهى التى عرج النبى صلى الله عليه وسلم الى السماء من عليها ليلة الاسراء والمعراج ويتكون من قبة خشبية قطرها 22.4 م وهى مستقرة على اسطوانة تشتمل على 16 شباكا وترتكز على 4 دعامات و12 عاموداً فى شكل دائرى وهى على شكل ثمانى يبلغ طول ضلعه 20.59 م وارتفاعه 9.50 م ويرجع بناؤها إلى عبد الملك ابن مروان وما يزال نص تأسيسها حتى اليوم مؤرخا عام 72 هـ والحديث ذو شجون عن القدس وفضائلها وعمارتها وأجوائها وحلاوتها وقدسيتها تذكره تجلية للقلوب وإثارة الساكن إلى أفضل الأماكن وتشويقاً للقلوب المؤمنة إلى هذه الملحمة.‏

تعليمية




مشكورة رنين انا والله ادعي للقدس في كل صلواتي واطلب دائما من اصدقائي ان يدعو معي فهذا اقل مانستطيع تقديمه
فنسال الله ان ينصرهم ويحميهم من القوم الظالمين




بإذن الله و بفضل الدعااء ستكسر قيود القدس

بارك الله فيك سارة مشكووورة على المرور




شكرا لك اختي رنين على الموضوع الاكثر من رائع

اللهم حرر ارض المقدس وعليك باليهود الغاصبين




آميـــــــــــن
مشكووووووووووووور أخ عبدو على المرور الرائع




التصنيفات
منتدى القدس عاصمة فلسطين

صور جوية لفلسطين و القدس عاصمة الثقافة


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تحية ط


صور جوية لفلسطين
والقدس عاصمة الثقافة العربية
Al-Quds Capital of Arab Culture 2022

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

خريطة فلسطين الجوية

تعليمية

صورة جوية للقدس ومركزها المسجد الأقصى المبارك تعليمية

صور جوية للمدنية المقدسة – بيت المقدس

تعليمية

خريطة القدس الأرضية السياحية

تعليمية

احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2022
القدس تحتفل بعروبتها

على أبواب احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية، يأتي صوت المدينة المقدسة اليبوسي الكنعاني مدويا، مخترقا الحصار والجدار، متحديا الظلم والقهر والاسرلة، متحديا أربعين عاما من الاحتلال، فالتاريخ السياسي والثقافي والحضاري للقدس ما زال ينبض إرثا حيا، في فكر ووجدان الفلسطينيين والعرب، مسلمين ومسيحيين، ينهلون منه تراثا معبقا بثقافة أجدادهم اليبوسيين، ويقتبسون هويتهم الثقافية والحضارية والإنسانية، الضاربة جذورها عميقا في أغوار التاريخ.
على أبواب الاحتفالية، يتجدد عهد القدس العربي، وأرثها التاريخي العظيم، ليعيد للمدينة أرضا وشعبا وقضية، وحقوقا ومقدسات وهوية، سيرتها الأولى، بوابة السلام والحرب، نقطة البداية والنهاية، لفلسفة ومضمون ونتائج الصراع العربي – الإسرائيلي.
فالقدس، القضية المركزية والقضية الإسلامية المسيحية، وقضية السيادة المتكاملة جزء لا يتجزأ من الوطن والكيان السياسي الفلسطيني، ورمز الكبرياء الوطني، والحقوق العربية غير القابلة للتصرف، استنادا الى الإرادة الوطنية، والشرعية الدولية، والنسيج التاريخي والحضاري للمدينة المقدسة.
إن هذه الاحتفالية القدس عاصمة الثقافة التي تكرست بإجماع عربي، حري بها إن تشكل مصدر وحي والهام لتضافر الجهود من اجل إنجاحها على مدار عام كامل من الفعاليات، التي تبدأ تحضيراتها اليوم بالقدس وتنتشر على مساحة الوطن العربي، وتكريس هذه المناسبة التاريخية لإعادة القدس الى الوعي العربي والإسلامي والي وعي كل المعنيين بالتراث والتاريخ والحضارة، وكل المؤمنين وأصحاب الرأي والفكر والعقيدة في شتى أنحاء العالم.
إن القدس إذ تعبر اليوم عن مضمونها الوطني في الحفاظ على هويتها الثقافية الفلسطينية، وعمقها العربي- الإسلامي وامتدادها الإنساني والحضاري، كعاصمة العواصم العربية،
فهي تطلق اليوم بدء التحضيرات لاحتفاليتها كعاصمة للثقافة العربية 2022.

المكتب التنفيذي
اللجنة الوطنية للتحضير لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2022

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

القدس – باب العامود

تعليمية

تعليمية

تعليمية تعليميةتعليمية

تعليمية

تعليمية تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية
تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية تعليمية

تعليمية




مشكورة على الموضوع المميز




موضوع يستحق التقييم لك مني أحلى تقييم اختي رنين
موضوعك دلاله على روحك الطيبه المتضامنه مع إخواننا في فلسطين
بوركت وتقبلي مروري وتضامني إلى جانبك من أجل فلسطين




مشكووورة سارة على المرور المميز




مشكووورة مؤمنة على المرور الذي زادني تحمسااا




التصنيفات
منتدى القدس عاصمة فلسطين

القدس في الشعر العربي

تعليمية تعليمية

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تحية ط

القدس في الشعر العربي

بقلم : ياسر علي

لم تحظَ مدينة من المدن في التاريخ العربي بما حظيت به مدينة القدس من اهتمام سياسي واستراتيجي وتاريخي وأدبي. وذلك نظراً لمكانة المدينة المقدسة على الصعيد الديني (يتوجه إليها أكثر من ثلث سكان المعمورة) والحضاري والثقافي والتاريخي و..و..

ولا يعني الحديث عن القدس هنا اختزال الصراع مع العدو الصهيوني على مدينة، مهما بلغت قدسيتها، ولا اختصار مساحة هذا الصراع، بقدر ما هو تكثيف له في رمز من الرموز النادرة في التاريخ والثقافة والسياسة والحضارة.. رمز نعني به كل الحدود والوجود، وكل ما بين البحر والنهر والبحيرة ومن رأس الناقورة في شمالها إلى أقصى زاوية في جنوبها عند قرية أم الرشرش، بما تضم هذه الحدود من مساجد وكنائس ومقدسات..

كما أن الحديث هنا ليس عن القدس ومكانتها وتأثيرها في الشعر العربي، فهي لم تحدث فنوناً جديدة (كالموشح في الأندلس) ولا أغراضاً جديدة (كالمديح والهجاء والفخر والاعتذار والنسيب..)، ولكنها أحدثت تطويراً مهماً وبارزاً في أحد أغراض الشعر، وهو شعر الحنين (الذي أبدعه شعراء الأندلس) الذي أثرته إثراء واضحاً فطعّمته ودمجته بشعر الاستنهاض.

ولكن الحديث هنا هو كيف تناول العرب موضوع القدس في قصائدهم، وماذا شكلت بالنسبة لهم هذه المدينة في أغراض الشعر وكيف تطور تناولها في الشعر مع تطور الأحداث.

بالإضافة إلى الدلالات والإشارات والإرث الذي تكتنزه القدس مما يعني زخماً للمعاني والتخيل الفني، وما تحمله من مكانة وأهمية في قلب ووجدان القارئ، مما يفتح الطريق أمام الكاتب إلى قلوب القراء، فإن الملاحظ، لفظياً، أن استخدام كلمة ((القدس)) يسْهُل على الشعراء لأكثر من سبب. منها أن الكلمة تستخدم بصيغتي المذكر والمؤنث، كما أن الجرس اللفظي – لمن يعرف تفعيلات بحور الشعر الخليلية- من أسهل وأفضل ما يحصل عليه شاعر (حركة سكون حركة سكون – /5/5). هذا بالإشارة – في رأيي المتواضع- إلى أن الاستخدام المباشر والصريح يضعف ولا يقوي الشعر، فلا نحبذ استخدام اللفظ مباشرة، بل الرمز له بما يدفع القارئ لاستِكْناه المعاني الكامنة في ثنايا الرموز.

ودراستنا التالية حول تناول القدس في الشعر العربي تنقسم إلى أربعة أقسام، يتحدث القسم الأول عن دوافع الشعراء في قصائدهم المقدسية، والثانية عن القدس وتناولها في التقسيم الزمني وتطورها مع الأحداث قبل النكبة والنكسة وبعدهما، والثالثة عن كيفية تناول الشعراء للقدس في أغراض الشعر العربي كالحنين والغزل والاعتذار والبكاء على الأطلال، والأبعاد التاريخية. وفي القسم الرابع نتناول الحديث حول أنْسَنة المدينة المقدسة في الشعر العربي.

أولاً: في الدوافع

1- الدافع الديني

يتنوع التناول الشعري لمدينة القدس بتنوع الدوافع، وتظهر هذه الدوافع في الأسلوب والنهج واللغة التي تعبر عن القدس وقضيتها.
ولا يخفى على أحد أن للإسلاميين دوراً كبيراً في الجهاد والمقاومة في سبيل تحرير القدس، وهذا ما ينعكس بالطبع على الشعر الذي يتناولها في هذه الفترة، وقد ظهر الدافع الديني جلياً في الصياغة والمفردات القرآنية المستخدمة، كما في أبيات شاعر القدس الأستاذ يوسف العظم:

حجارة القدس نيران وسجيل وفتية القدس أطيار أبابيل

وساحة المسجد الأقصى تموج بهم ومنطق القدس آيات وتنزيل

2- الدافع القومي والوطني
لقد ظهرت القدس في شعر القوميين والعروبيين واليسار العربي، لكنها لم تأخذ المكان اللائق بها في شعرهم إلا بعد سقوطها، ذلك أن رمزيتها في شعرهم تنطلق من كونها عاصمة عربية محتلة لا مدينة مقدسة. وفي مقابل ذلك أخذت فلسطين كل هذه المكانة، فكانت الوطن والحبيبة والأم.. وكل ذلك يرجع إلى ضعف التأثير المقدسي على هذه الفئة من الشعراء، فلم يتناولها بقوة إلا أبناؤها.

إلا انهم تناولوها في بعض المناسبات والقصائد القليلة كما في قصيدة سميح القاسم (زنبقة لمزهرية فيروز) وتعرف أيضاً بعنوان (من أين يا صغيرة؟) وقصيدة محمود درويش (تحت الشبابيك العتيقة) يتحدث فيها عن زيارته لها بعد رحيل أهلها، وهي قصيدة مليئة بإيحاءات الوقوف على الأطلال.

وظهر أثر الفكر العروبي حين قرنها بالحلم المنشود في قصيدته (شهر آذار من سنة الانتفاضة) حيث يقول:

وهذا نشيدي

وهذا صعود الفتى العربي إلى الحلم، القدس.

3- الدافع الحضاري
البعد الحضاري شكلته الأحداث التاريخية المتلاحقة من الإسراء والمعراج (إمامة الأنبياء)، مروراً بالعهدة العمرية (والبطريرك صفرونيوس وعدم صلاة الخليفة عمر في الكنيسة) وحطين (وإعادة صلاح الدين كنيسة القيامة لأصحابها – وهذا ما اشار إليه الناطق باسم الكنيسة الأرثوذكسية الأب عطا الله حنا أكثر من مرة)، وصولاً إلى انتفاضة الأقصى وأحداث بيت جالا وبيت ساحور وحصار المقاومين في كنيسة المهد وقصف الدبابات الصهيونية لها قصفاً مباشراً..

يبرز هذا البعد في العلاقة بين مسيحيي الشرق ومسلميه المستوحاة من العهدة العمرية بعيداً عن أحقاد الفرنجة الطامعين..

ويربط الشاعر حسن علي شهاب فلسطين بالديانتين فيقول:

أيقونةٌ لشهيد حزنك.. قبلةٌ لمسيح رفضك

يا أيها المسكون بالوجع المقدس دون أرضك

شجر القيامة عالق بخطاك يتبع خيل ر ك ضك

ويتابع:

القبة الصفراء تاجك والكنيسة مهد روحك

ومدار أرضك وردة حمراء تينع في جروحك

….

ويظهر الأمر واضحاً أيضاً في مطلع قصيدة لإيليا أبو ماضي، وهو مسيحي مشرقي يقول عن القدس:

مهبط الوحي مطلع الأنبياء كيف أمسيت مهبط الأرزاء

في عيون الأنام عنكِ نبوٌّ ولم يكن في العيون لو لم تُسائي

وفي قصيدة أخرى له يدعو أبو ماضي نفسه وأمته إلى حمل هم التحرير ويستحثها للعمل له دون تمييز بين ديانات، ويخاطب فيها اليهود بقوله:

فلا تحسبوها لكم موطنا فلم تك يوماً لكم موطناً

وليس الذي نبتغيه محالاً وليس الذي رمتم ممكناً

وإما أبيتم فأوصيكم بأن تحملوا معكم الأكفنا

فإنّا سنجعل من أرضها ل ن ا وطناً ولكم مدفناً

ثانياً: التقسيم الزمني
دون الدخول في تفاصيل التناول التاريخي، حين كان أول تناوُل الشعراء الجدي لمدينة القدس أثناء الحروب الصليبية.. حيث كان أول تناوُل لمدينة القدس من أبواب اللوعة والحزن والحث على التحرير، بما يتساوق مع القضية التي يجب أن يحمل همّها الأمة جمعاء.

في تقسيمنا التالي لم نذهب إلى ذلك العصر، بل قسمنا الزمن إلى ثلاثة أقسام: قبل النكبة، بين النكبة والنكسة، بعد النكسة.. وهذا القسم الأخير يضم الكثير من التحولات، نظراً لما شهدته هذه الفترة من تطورات عسكرية أو عمليات سلام أو انتفاضات شعبية. ولعل الانتفاضتين الأولى والثانية، تستحقان الكثير من التفصيل والدراسة؛ خاصة وأن الثانية تحمل اسم ((انتفاضة الأقصى)) الذي انطلقت حجارتها الأولى منه..

1- الشعر قبل النكبة:

من المؤكد أن مدينة القدس حظيت بأكثر شعر المدائن قاطبة. نظراً لما كانت عليه من قيمة تاريخية ومحورية في الحروب والصراعات في المنطقة.. ومكانتها في الديانات السماوية. ولكنها لم تنل هذا الحيز منذ حطين إلا بعد النكبة والنكسة.

ففي النصف الأول من القرن العشرين، كان الاهتمام الأكبر موجهاً إلى الأناشيد الوطنية العامة مثل قصيدة (موطني) للشاعر إبراهيم طوقان، أو الجهادية المنبثقة من عمق ثورة القسام والثورة الكبرى عام 1936، كقصيدة (دعا الوطن الذبيح إلى الجهاد) للشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود..

ولئن كان الشعراء كغيرهم يستشعرون المؤامرة، فإنهم لم يكونوا يستطيعون أن يتصوروا حجمها أو حجم الخداع والتخاذل فيها.. فكما أنه من غير الممكن أن يتصور أحد الآن قبول مسلم بسقوط مكة المكرمة بأيدي اليهود، فقد كانت استحالة التصور هذه تنطبق على بيت المقدس!.. لذلك ندرت القصائد التي تتناول القدس خاصة وأن المستوطنات اليهودية كانت تُنشأ في الغالب على السواحل بعيداً عنها لعدة أسباب لا مجال لذكرها الآن.. بل إن الكثيرين استنكروا قصيدة للشاعر عبد الرحيم محمود اعتُبرت فيما بعد من إبداع حدس الشعراء حيث ألقاها بين يدي الأمير سعود بن عبد العزيز في 14-8-1935، أي قبل النكبة بـ13 عاماً وقبل النكسة وسقوط القدس بـ32 عاماً. ويقول فيها:

يا ذا الأمير أمام عينك شاعر ضُمّت على الشكوى المريرة أضلعُهْ

المسجد الأقصى، أجئت تزوره؟ أم جئت من قبل الضياع تودعُهْ؟

2- بين النكبة والنكسة:

لقد كانت خيبة الأمل العربية كبيرة تجاه ما حدث في النكبة، وكان موقف الشعراء الشعبي هو عدم السكوت عما قام به الحكام من التخاذل الذي كان له الدور الكبير في النكبة خاصة في قضية الأسلحة الفاسدة..

ومن هذا الجو خرجت قصيدة عمر أبو ريشة الشهيرة (بعد النكبة) أو (نخوة المعتصم) أو (أمتي)، عام 1949، ونختار منها أبياتها الشهيرة التي تشير إلى ذلك التخاذل:

أمتي هل لك بين الأمم منبر للسيف أو للقلم

ألإسرئيل تعلو راية في حمى المهد وظل الحرم

رب وامعتصماه انطلقت ملء أفواه البنات اليتّم

لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم!

لا يلام الذئب في عدوانه إن يك الراعي عدو الغنم

كما أن هناك عدداً من الشعراء تناول موضوع القدس قبل سقوطها متخوفاً من التفريط بها، بل إن الشاعر زكي قنصل (وهو مسيحي مشرقي) تنبأ في سنة 1960 بأن هدف السلام (أي الهدنة التي كانت معقودة وقتئذ) الذي تسعى إليه قوى الهيمنة إنما هو للتفريط بالقدس فقال في قصيدة (خرافة السلام):

هل لي إلى مهد السلام سبيل الليل داج والطريق طويل

لهفي على القدس انطوت أعلامها وكبَتْ بأشبال النضال خيول

إنّا شهدنا من رواية سلمكم فصلاً، فقزّز نفسَنا التمثيلُ

القدس مسرحه، وأولاد الخنى أبطاله وعظاته التنكيل

أما ضحاياه فشعب آمن أرضى الإله فغاله قابيل

3- بعد النكسة:

بسقوط القدس أسيرة في يد العدو لم يكن المصاب هيناً، فأخذ الحزن من الناس كل مأخذ بعد كل تلك الآمال والشعارات (حَ نْحارب) التي غنت لها الشعوب العربية، فكان هول خيبة الأمل بقدر الأمل الذي بناه الإعلام في تلك الفترة.

خيبة الأمل جعلت الشعراء (وهم من الناس) يقفون مشدوهين أمام هول المصيبة، فانبروا للبكاء مدة طويلة وأطلقوا عدداً لا يستهان به من الشعر البكائي وندب الحظ والهزيمة من نوع قصيدة نزار قباني: بكيت (التي سنعود إليها في مكان آخر من هذا المقال)، وقصيدة مصطفى الجزار التي يقول فيها:

رباه فكَّ قيود القدس رباه فالقلب ينزف شوقاً في حناياه

ما عاد نور الضحى في القدس فواحاً بين الورود وقد حلت بنا الآه

يا قدس أبكي عليك اليوم وا أسفي على عزيز على قلبي تمناه

أبكي عليك ودمعي سال كي يروي أرضَ القيود ونبْتُ الحزن لبّاه

أبكي عليك بكاء الطفل إذ ماتت أمّ له فانبرت نيران شكواه

وحين استفاق الناس والشعراء وبدأ التفكير في قضية سقوط القدس تفكيراً عقلانياً، بدأت الأسئلة من جديد عن الأسباب ، و تراجع الهيجان الأعمى لصالح التفكير العقلي. وأيضاً حين ترسخت القدس في الوجدان والقلب كرمز وقضية وفي الشعر كموضوع متجسد يبدع فيه الشعراء (كالمرأة والوطن وغيرهما)، عندها قام الشعراء بتصوير القدس في قصائدهم بعدة أشكال وطرق رمزية بعيدة نسبياً عن البكاء والندب..

فتعاملوا معها في كل أغراض الشعر، فمنهم من غازلها (الغزل والنسيب)، ومنهم من ود ّ عها (الفراق)، ومنهم من حن ّ إليها (الحنين والشوق)، ومنهم من وقف على أطلالها، ومنهم اعتذر منها (الاعتذار)، ومنهم من حلم باللقاء.. وهكذا أصبحت القدس كائناً حياً نابضاً يتم التعامل معه كإنسان، فتمت أنْسَنة المدينة (وهذا ما سنتناوله في ختام هذا المقال).

ثالثاً: في أغراض وفنون الشعر
إن كانت أغراض الشعر وفنونه معدودة لدى الشعراء والنقاد، فإن نا ندرك أهمية أن يحتل شخص أو هيئة مكاناً له في عالمها، فيرد ذكرهم في معظم هذه الأغراض والفنون.

ولا يخفى على إدراك القارئ أن أغراض الشعر هي: الفخر والمدح والهجاء والرثاء والاعتذار والحنين والوصف والحكمة والمثل.. وأن من عناصر الفنون الشعرية المعاني (في ابتكارها) والأخيلة (في سعتها) والألفاظ (في جزالتها) والأساليب (كحسن التخلص أو الوقوف على الأطلال) والأوزان والقوافي.

غير أن بعض الملاحظات جديرة أن تر ِ د َ في هذا المقام ، ومنها أن كثيراً من هذه الأغراض والفنون والأساليب تتطور بمرور الزمن. فبعض الأغراض لا يعرف النقاد لها بداية، بل ظن ّ ها البعض أنها جاءت مع الشعر والبيئة وربما قبلهما. وإذا حاول الناقد إعادة هذه الأغراض إلى منابعها وأصولها مفترضاً أن الشعر بدأ مع الإنسان يستطيع أن يتوقع أن الفخر بدأ معه (نظراً لصلته بالذات)، وأن الوصف والحكمة نشآ من التأمل (لصلته بالبيئة والمحيط)، وأن الهجاء والرثاء مع بداية العلاقات الاجتماعية، وأن المدح مع بداية نشوء الأنظمة والطبقات القبلية.

كل ما سبق كان توقُّعاً لنشوء هذه الفنون والأغراض، أما ما تم تحديد نشوئه فهو الاعتذار (على يد النابغة الذبياني) وشعر الحنين (على يد الأندلسيين)، وقد قيل الشعر في هذين الفن ّ يْن من قبل، ولكنهما لم يكونا غرضين وفنين مستقلين..

فأين القدس من هذه الأغراض؟
كان لا بد من هذه المقدمة للتعريف بالأغراض الشعرية قبل الدخول في قصائد القدس، ولن ن ُ كثر الأمثلة في هذا الموضوع، بقدر ما نُقِلّ ونَدُل فيها!، فلن نتناول كل أغراض الشعر، ولكننا سنجول في رحاب شعر القدس ونثبت تناول الشعراء لها.

الحنين
وهو غير الشوق التابع للنسيب، فالشوق لا يلزمه مكان بل شخص، وقد يكون المحبوب قريباً:

كالع ِ يس في البيداء يقتلها الظمى والماء فوق ظهورها محمول

فالحنين هو شعر الغربة، وأول من بدأ به كان امرأ القيس:

وقد طوفت في الآفاق حتى رضيت من السلامة بالإياب

ولعل أشهر شعر الحنين كان شعر الصمة القشيري الأندلسي:

بنفسي تلك الأرض ما أطيب الربى وما أحسن المصطاف والمتربعا!
وليست عشيات الحمى برواجع إليك، ولكن خلّ عينيك تدمعا

بكت عيني اليسرى فلما زجرتها عن الجهل، بعد الحلم، أسبلتا معا

وأذكر أيــام الحمى ثم أنثني على كبدي من خشية أن تصدعا

كانا خلقنــا للنوى وكأنـنا حرام على الأيام أن نتجمع!

وإذا كان شعر الحنين لم يُعتمد كغرض شعري إلا في العصر الأندلسي، فإنه من الواضح أنه نام حتى جاء عصر شعراء المهجر، وانتفض بقوة من جديد بعد نكبة فلسطين. وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه إذا استُعيد تأريخ هذا الفن لا بد من ذكر القدس والنكبة فيه.

وقد أججت القدس وفلسطين الحنين في نفوس الشعراء، فكان منها مناجاة القدس بعد سقوطها، والبكاء على فراقها كما في قصيدة (( بكيت )) لنزار قباني التي يربط فيها برباط القدس السماء بالأرض:

بكيت حتى جفت الدموع

صل ّ يت حتى ذابت الشموع

ركعت حتى ملني الركوع

سألت عن محمد فيك، وعن يسوع

يا قدس يا مدينة تفوح أنبياء

يا أقصر الدروب بين الأرض والسماء

الاعتذار
في فن الاعتذار الذي ابتكره النابغة الذبياني، يعتذر الشعراء في عصرنا للقدس عن تقصير العرب وزعمائهم، عن انتهاكها واحتلالها، ويلقون اللوم على الحكام والملوك الذين لا يهمهم سوى كراسيهم، كما قال عمر أبو ريشة في قصيدته بعد النكبة:

لا ي ُ لام الذئب ُ في عدوانه إن يك ُ الراعي عدو َّ الغنم

وكما نلاحظ أن هذا الاعتذار لا يقصد منه الاعتذار بقدر ما يقصد منه هجاء الآخرين بسبب تقصيرهم تجاه من تستحق الاعتذار بعد التقدير والتبجيل ، تماماً كما في شعر أحمد مطر، الذي لا يلقي اللوم على الزعماء فقط، بل يدعو إلى الثورة عليهم في قصيدته ((عاش.. يسقط)):

يا قدس معذرة ومثلي ليس يعتذر

مالي يد فيما جرى، فالأمر ما أمروا

وأنا ضعيف ليس لي أ ث ر..

وأنا بسيف الحرف أنتحر

وأنا اللهيب.. وقادتي المطر

فمتى سأستعر

….

هزي إليك بجذع مؤتمر

يسّاقطْ حولك الهذر:

عاش اللهيب.. ويسقط المطر!

رابعاً : أنسنة المدينة
بعد الحديث عن الشعر العربي الذي تناولنا فيه أغراض الشعر التي أحيتها القدس وأنعشتها في الشعر العربي، نصل إلى المعاني الشعرية التي تطرق إليها الشعراء في قصائدهم.

فالوقوف على الأطلال الذي يعتبر أسلوباً قديماً في الاستهلال ( كان يقال بمناسبة و ب غير مناسبة) ، تناوله معظم الشعراء في الحديث عن القدس، كالأغنية الشهيرة ((مرّيت بالشوارع))، وقصائد عديدة يضيق المجال عنها هنا، أشار إليها محمود درويش في قصيدته ((تحت الشبابيك العتيقة)) دلل فيها على تفريغ المدينة من أهلها:

واقف تحت الشبابيك

على الشارع واقفْ

درجات السلم المهجور لا تعرف خطوي

لا ولا الشباك عارفْ

وعلى أنقاض إنسانيتي

تعبر الشمس وأقدام العواصفْ

الرابط
وبما للقدس من مكانة في الديانات السماوية استطاعت أن تكوّن رابطاً بين الأديان كما في قصيدتي إيليا أبو ماضي و حسن علي شهاب (مرّ ذكرهما) . وربط نزار قباني بها بين الأرض والسماء، حين يقول عنها:

يا قدس يا مدينة تفوح أنبياء

يا أقصر الدروب بين الأرض والسماء

ويقصد أن العمل لها والسعي لزيارتها يزيد ويوثق الروابط بين الإنسان وربه، لأنها طريق إلى مرضاته.

ورأى بعض الشعراء فيها رابطاً تاريخياً ذات معان إسلامية حيث أن أهمية القدس تنبع من ليلة الإسراء، كما في:

يا ليلة الإسراء

يا درب من مروا إلى السماء

قلوبنا إليك ترحل كل يوم

وربط الشاعر أبو السعود إسلام بها تاريخ الصراع الإسلامي اليهودي منذ أوائله:

تتراءى خيبر فوق سماء القدس

من يفتح خيبر ثانية يرث الفردوس

يا يوسف طال الصمت، انطق:

والليل إذا يغشى..

الحب والقدس
لم تعد القدس مدينة الأحجار والأسوار فحسب، بل أ َ لب َ سها الشعراء الثوب الإنساني، فتفاعلت أنسنة المكان بنفحات الشعر، فأخرجت قصائد حب سلبت أطراف شعر الحب مكانتهم، فكان لها حب الحبيبة والأم والأرض والوطن والمرأة، ونظمت لأجلها أشعار الغزل والعاطفة والفراق، وغير ذلك.. فدورها لم يعد سهلاً كونها قضية أكثر من مليار مسلم، ولأنه:

حين هوت مدينة القدس

تراجع الحب

وفي قلوب الدنيا استوطنت الحرب.

وقد تناولها الشاعر خالد أبو العمرين في قصيدة مليئة بالأغراض والمقاصد والصور، نقتطف منها التعبير عن الغربة واليتم في بعده عنها:

يا قدس يا حبي الكبير

يا وجه أمي يا كتاباً من عبير

كل الطيور تعود في ذيل النهار

كل الوحوش تعود للأوكار

إلا أنا يا قدس أخطأني القطار

وتحدث الشاعر هارون هاشم رشيد مع القدس المرأة، بما هي سبيّة يبكي غيابها، فيقول:

لعينيها.. مدينتي التي سُجِنت

لمسجدها لأقصاها.. لحرمتها التي انتهكت

لخطو محمد فيها لما حملت، وما حفظت

وفوق جبينها المشجوج آي الله قد طُمِست

وكثيرة هي قصائد الغزل المنظومة للقدس حتى أن القارئ لا يفرق بينها وبين الغزل العادي أحياناً، وذلك لفرط ما تَأَنْسنت هذه المدينة في وجدان الشعراء .

ومن ألطف المعاني التي نُظمت قصيدة للشاعر عبد الناصر محمود النادي، الذي يلقي اللوم على جمالها الذي جعلها هدفاً للطامعين:

لا القدس أنساها ولا تنساني أغصانها في القلب والأبدان

ملأت فؤادي من مفاتنها التي ستظل طول العمر في الوجدان

سحرت قلوب الطامعين فبدّلوا نوّار عينيها بشوك كيان

والآن ماذا تقول القدس السليبة وكيف تستصرخ الأسيرة أهلها، ومن يصور مشاعر المرأة مثل المرأة، وهذا ما نظمته هالة صبحي إسماعيل في قصيدة (أنا القدس):

أعيش على بقاياكم

وتقتاتون من وجعي

أداوي جرحكم بالملح

أصرخ في ضمائركم

ورغم الملح في جرحي

ورغم المر في حلقي

ورغم الآهة الكبرى

صدى صوتي هو الباقي

خاتمة
في ختام هذ ه الدراسة في شعر القدس نختم بالتساؤل الذي أثاره الشاعر الكبير فاروق جويدة، وهو عنوان قصيدته الطويلة والرائعة:

ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟

—*—
يتبع
—*—

تعليمية تعليمية




تعليمية




تعليمية تعليمية

مقتطفات شعرية حديثة

قصيدة للشاعر الكبير محمود درويش


في القدس

محمود درويش

من ديوان لا تعتذر عمّا فعلت

في القدس, أعني داخل السور القديم,
أسير من زمن إلى زمن بلا ذكرى
تصوبني. فإن الأنبياء هناك يقتسمون
تاريخ المقدّس…. يصعدون إلى السماء
و يرجعون أقل إحباطا و حزنا, فالمحبة
و السلام مقدسان و قادمان إلى المدينة.
كنت أمشي فوق منحدر و أهجس: كيف
يختلف الرواة على كلام الضوء في حجر؟
أمن حجر شحيح الضوء تندلع الحروب؟
أسير في نومي.أحملق في منامي.لا
أرى أحدا ورائي.لا أرى أحدا أمامي.
كل هذا الضوء لي.أمشي.أخفّ.أطير
ثم أصير غيري في التجلي.تنبت
الكلمات كالأعشاب من فم أشعيا
النبويّ: (( إن لم تؤمنوا لن تأمنوا)).
أمشي كأني واحد غيري. و جرحي وردة
بيضاء إنجيلية. و يدي مثل حمامتين
على الصليب تحلقان و تحملان الأرض.
لا أمشي, أطير, أصير غيري في
التجلي. لا مكان ولا زمان . فمن أنا؟
أنا لا أنا في حضرة المعراج. لكنّي
أفكر: وحده كان النبي محمد
يتكلم العربية الفصحى. (( و ماذا بعد؟))
ماذا بعد؟ صاحت فجأة جندية :
هو أنت ثانية ؟ألم أقتلك؟
قلت : قتلتني … و نسيت , مثلك , أن أموت.

——-

أخي في القدس لا ترحل

بقلم شريفة السيد / ديوان ( الجرح العربي )

أخي في القدس لا ترحـل *** تَشَبَّثْ، أمسِـك الأرضَـا

وكُنْ لـو قيَّـدوكَ مُـدًى *** تجـزُّ القيـدَ لا ترضَـى

ونسرًا في سمـاء الحـق *** فـوق القهـر مُنقـضَّـا

بـأسـنـانٍ مُـدَّبـبـةٍ *** تعـضُّ قلوبهـم عضَّـا

وكُنْ فـي ظلمـة الأيـامِ *** ومضًـا عانـقَ الومضـا

وخُضْ بحـرًا إذا زجُّـوك *** َفيـه واصـل الخـوضَـا

وكُنْ سيلاً مـن النيـرانِ *** كمْ جـاء الـرَّدى فيضـا

وبركـانًـا يُشتِّـتُـهُـمْ *** وينشُرُ فيهـم الفوضـى

ترابُ الأرض صـاحَ الآنَ *** كيـف نبـدِّدُ العِـرضـا

أخي في القدس لا ترحـلْ *** تشَّبثْ، أمسِـك الأرضـا

*************

أخـي يـا ثـورةً أقـوى *** مـن الطوفـان والـنـارِ

مـلأتَ قلوبهـم رُعـبـًا *** لأنَّـكَ فيـضُ إعـصـارِ

جَسـورًا دون أسلـحـةٍ *** وعنـدكَ بعـضُ أحجـارِ

وفي عينيـك شـيءٌ مـا *** يصيـحُ بكـلِّ إصــرارِ

أنا للأرضِ، أرضـي لـي *** سيبـقـى فوقـهـا داري

وطفلـي لسـتُ أبكـيـهِ *** سآخـذ منهمـو ثــاري

ولوْ مِنْ حقدهـم قتلـوك َ *** غَــدرًا دون إنـــذار

يناديـك الثـرَى أهــلاً *** وسهـلاً ابـنُ ثــوَّاري

تشـبَّـثْ بـالـثـرى إنَّ *** الشهيـدَ نزيـلُ أبــرارِ

فينطقُ كلُّ مَنْ في الأرضِ: *** حـرٌ وابــنُ أحــرارِ

************

أخـي يـا دمعـةً نزلـتْ *** علـى قلـبـي فهـزَّتـهُ

ومرَّتْ في هـدوءِ النـور *** بالأقـصَـى فأبـكـتـهُ

وللوطـن الكبيـر أتـتْ *** وبالأطـفـال أهـدتــهُ

وراحـتْ عنـد بيـتِ اللهِ *** عـاجــزةً وحـيَّـتـهُ

وعنـدَ رسولنـا وقفـتْ *** بحِـمْـلٍ ثــم ألقـتـهُ

وعـادتْ تُشْهِـدُ الدنيـا *** علـى خُــزنٍ تبنَّـتـهُ

****************

أخي لا تبتئـسْ واصمـدْ *** فأنـتَ ببسمـةٍ أَحــرَى

جراحُكَ إذ غـدتْ كُبـرَى *** جراحي لمْ تكـن صُغـرَى

وعينُ حَبيبِـكَ المذبـوحِ *** إنِّـي أحمـلُ البُـشـرَى

سيمضِي القهـرُ خزيانًـا *** ولنْ يلقَـى لـه مَسْـرَى

سيفنَـى قـوم إسرائيـل *** أنــت بضعفـهـم أدرَى

أخي كَفكِفْ دموعَ اليـأْسِ *** عُـدْ للعُـشِّ مُنتـصـرا

ومهمـا طـال بطشُهـمُ *** فلـنْ ألقـاكَ مُنكـسـرا

إذا اغتيـل النهـارُ فَثِـقْ *** سيرجـع مـرَّةً أُخــرى

يـؤذِّن فجـرَه الأقصَـى *** تحلِّـقُ حولَـه "العَـذرا"

أخي في القدس لا ترحـلْ *** وصبرًا كيْ تـرَى صبـرا


—————-

من قصيدة للشاعر يوسف العظم-رحمه الله-

لمن أبث شكاتي والشفاه غدت…..خرساء ليس لها في الحادثات فمُ؟
من ذا الذي هدّ مني ساعداً ويداً…..هل ضاع دربيَ أم زلت بي القدمُ
لقد جرعنا كؤوس الذل مترعة…..والقدس في العار، والمحراب والحرم
والصخرة اليوم باتت غير شامخة…..لأن نجمة صهيون لها علم

———

هذا خليل مطران(1871-1949)، في قصيدة "تحية للقدس الشريف" لا يجد إلا لغة التعميم في ذكره حبه لها:سلامٌ على القدس الشريف ومن به

على جامع الأضداد في إرث حبه

على البلد الطهر الذي تحت تربه

قلوبٌ غدت حبّاتها بعض تربه

——-

أنت في القلب
مجيد البرغوثي
أنتِ في القلبِ فضميني كما

كنتِ في عهِـد الصِّبـا والوَنسِِ

زادَني البُعـدُ حنينا .. مِثلما

زادتِ الريـحُ لهيـبَ القبـسِِ

جِئتُ مشياً قاصداً أرضَ الحمى

ودِيـاراً .. تُفتـدَى بالأنفُـسِِ

مـا رفعنـا شهدَانـا للسمـا

كـي تظـلَّ الأرضُ للمختلـسِ

ها هي الشمس تصب الحمَمَا

والفضـا حولي قليـلُ النفَـسِ

وأنا امشـي وأخفـي الألمَـا

وأغنـِّي .. لِعيـونِ النَّرجِـسِِ

لم أكـن أمشي وحيـداً إنمَـا

واحـداً كنا .. كَصَفِّ الحَـرَسِ

نهبِطُ الغـوْرَ ونرقى القِمَمَـا

والمنايـا في المَـدى المُفترِسِِ

وَحَّـدَ الشـوقُ أمانينا فمـَا

أعظـمَ الشوقَ لبيتِ المَقـدِسِ!

———

أنــا والــــقـــدس للشّاعر : عمران الياسيني

للـقـدسِ غنيـتُ أِشــــعـاري والـحــانــي

وصنتُهــا عبـرَ أحـداقـــي ووجـدانـــي

شــــــوقي يـــزيــدُ لها دوماً ويحرقُني

فــأســـتـلذُّ بـأشـــــواقـي ونـيــرانـــي

فـي البعدِ عنهــا همــومـي لا تفـارقُنـي

ولا تـــزولُ مـــدى الأيـــامِ أحزانــــي

وفــي التدانــي حياتـي كـلُهــا فـــَرَحٌ

وياســــمــيـنٌ عـلـى فُــلٍّ وريـحـــــانِ

حبيبتي هيَ في كلِ الظروفِ …. وكــم

أحيا هواها أزاهيري ……. وأحيانـي

بدونهــا مثـــلَ صحـــراءٍ أصيرُ أنــــا

ولا تـــذوقُ لــذيــذَ النـــومِ أجفانــي

ولا تـغـيــبُ ثـــوانٍ عـــن مخيّلَتـــي

انىّ إتجهـتُ تظــلُ العمــرَ عنوانـــي

معي تعيـشُ …. كنبضِ القلب أحملُها

ومثــل دَمــيِّ الذي يسري بشــريـانـي

كعاشــــــقينِ معاً نبقى … وتجمعُنا

محبــةٌ حيــنَ ألقاهـــا… وتلـقـانـي

وكـــلُ حــبٍ بهــذا الكــونِ أملكُــهُ

إنْ لحظةً ضمَّ رأســي صدرُها الحاني

دمعٌ على خدِ"أقصاها" ….. تُلملمُهُ

كف" الكنيسةِ " ..أضناني وأبكاني!

سألتُ عن ســـرّهِ …. فانداحَ ثانيةً

كموجِ بؤسٍ … وآهاتٍ …. وحرمانِ

فقلتُ: من ياترى يحنو … فيوقفُهُ

من بين أهلي .. وأحبابي وإخواني؟

وهل هناكَ ضميرٌ ســـــوفَ يُنصفُنا

أم الضمـائرُ لُفّـــتْ عبـــر أكفـــانِ؟

وهل بدنيا الورى ســــــيفٌ نُقدّرُهُ

أم السيوفُ غدتْ أشلاءَ نســـــيانِ؟

فمن سيسمعُ صوتي.. من يرى صُوري

وهل أنا بينَ طرشــــــانٍ وعميــانِ؟

ناديتُها بإسمها… جاءتْ مُلبيـــةً

والوردُ في راحتيها الفُ بســـــتانِ

وبــــسمةٌ من على فيهــا مُميّـــزةٌ

كزهــرةِ اللوزِ فـي وجْناتِ نيسانِ!

وعندمــا هــي نادتني ركضتُ لها

والوجدُ يغلي بأعماقـــي كبركـــانِ

فعانقني طويـــــــــــلاً وهي قائلةٌ

ذقْ يــا حبيبـــي كطفل دفْ أحضانــــي

أنتَ الوفيُّ … فلا ترحلْ كمن رحلوا

ولا تُــسلِّمْ عصــــافيــري لغربـــانِ

أنتَ الوفيُّ … فلا تبخل كمن بخلوا

جُدْ بالنفيــسِ وكن من خير أعواني

أنا هنا منذ بدءِ الخلقِ باقيــــــــــةٌ

ما أهتزّ رمشـــــي لإعصارٍ وطوفانِ

وما جبنتُ أمــامَ المعتدي أبــــــداً

وما تأثرتُ من أغلالِ ســـــــجّاني

وما تزحزح قلبي قيـد أُنــمــلَـــةٍ

عن حقهِ….. أو تداعى مثل بنيـانِ

أنا جذوري بهذي الأرضِ راســخةٌ

وفي الســـــماء ســتبقى كلُ أغصاني

لـــن أنحنــــي لمـلوكٍ أو جبابــرةٍ

معــــي إلهٌ رحيـمٌ ما لــهُ ثــــانِ!

للبيت ربٌّ وإنّ الله حافـظـــــــــهُ

ولن يعمرفيه ظلمُ إنســـــــان!!

أنا التي تحت أقدامي جحافلـُهـمْ

ماتتْ… ولم أكترثْ يوماً بعـدوانِ

ولستُ أطلبُ شهدَ النصرِ من أحـدٍ

فكلهم – غيرَ ربي- رهنُ خذلانِ!

كلُ السمومِ التي دُسـتْ بمائدتــي

تكشفتْ … وتلاشتْ خطةُ الجاني

كل السهامِ التي طارتْ الى كبـدي

تكسرتْ فوق تصميمي وإيمانــي!

قد خاب من ظنَ يوماً أنني حَمَلٌ

وسوف تمضغني أنيابُ ذؤبـــــانِ

أنا القويةُ… والتاريخُ يعرُفنــي

وقوتي هبـةٌ مـن عـنـد رحمــنِ

وسوف يرعى إلهُ الكون عافيتي

كما رعى طيلةَ الازمانِ قرآني!!!!

******

جاشتْ عواطفُ قلبي من مقالتِها

فأنكبَّ يلتُم كفيهـــا بــإمعـــانِ

حتى الثرى تحتَ نعليها يُقبلُهُ

بكل حبٍ .. وإخلاصٍ..وتحنانِ

وراحَ يقذفُ من أحشائه حمماً

بوجهِ كل أخٍ ! في ثوبِ خوّانِ!

ويزدري أسداً يختالُ منتفخاً

وأصلُهُ فأرةٌ من صُلْبِ فئــــــرانِ!!

حبيبتي القــــــــــــــــــدسُ! !

أهواها وأعشـــــــــــــــــــقُ ها

بقدر نار الجوى في قلبِ هيمانِ

وإنني مدمنٌ حتى النخاعِ أنــا

وكم يزيدُ بحبِ القدسِ إدماني

معي تعيشُ كنبضِ القلبِ أحملُها

ومثل دميِّ الذي يسري بشرياني

فلن أقولَ أنا يوماً لها وطنـــــي

بل سوف أهتفُ : إنّ القدسَ أَوطاني!!!!!

————-

في القدس

تميم البرغوثي

مررنا على دار الحبيب فردنا
عن الدار قانون الأعادي وسورها
فقلت لنفسي ربما هي نعمة
فماذا ترى في القدس حين تزورها
ترى كل ما لا تستطيع احتماله
إذا ما بدت من جانب الدرب دورها
وما كل نفس حين تلقى حبيبها
تسر ولا كل الغياب يضيرها
فإن سرها قبل الفراق لقاؤه
فليس بمأمون عليها سرورها
متى تبصرِ القدس العتيقة مرة
فسوف تراها العين حيث تديرها

****

في القدس بائع خضرة من جورجيا
برم بزوجته يفكر في قضاء إجازة أو في طلاء البيت
في القدس توراة وكهل جاء من منهاتن العليا
يفقه فتية البولون في أحكامها
في القدس شرطي من الأحباش يغلق شارعا في السوق
رشاش على مستوطن لم يبلغ العشرين
قبعة تحيي حائط المبكى
وسياح من الإفرنج شقر لا يرون القدس إطلاقا
تراهم يأخذون لبعضهم صورا مع امرأة تبيع الفجل في الساحات طول اليوم
في القدس دبّ الجند منتعلين فوق الغيم
في القدس صلّينا على الأسفلت
في القدس من في القدس إلا أنت

***

وتلفَّت التاريخ لي متبسما
أظننت حقا أن عينك سوف تخطئهم وتبصر غيرهم
هاهم أمامك متن نص أنت حاشية عليه وهامش
أحسبت أن زيارة ستزيح عن وجه المدينة يا بني حجاب واقعها السميك لكي ترى فيها هواك
في القدس كل فتىً سواك
وهي الغزالة في المدى
حكم الزمان ببينها
مازلت تركض خلفها
مذ ودعتك بعينها
فارفق بنفسك ساعة
إني أراك وهنت
في القدس من في القدس إلا أنت

***

يا كاتب التاريخ مهلاً
فالمدينة دهرها دهران
دهر أجنبي مطمئن لا يغير خطوه
وكأنه يمشي خلال النوم
وهناك دهر كامن متلثم
يمشي بلا صوت حذار القوم
والقدس تعرف نفسها
فاسأل هناك الخلق يدللك الجميع
فكل شيء في المدينة ذو لسان حين تسأله يبين
في القدس يزداد الهلال تقوسا مثل الجنين
حدْبا على أشباهه فوق القباب
تطورت ما بينهم عبر السنين
علاقة الأبِ بالبنين
في القدس أبنية حجارتها اقتباسات من الإنجيل والقرآن
في القدس تعريف الجمال مثمن الأضلاع أزرق
فوقه – يا دام عزك- قبة ذهبية تبدو برأيي مثل مرآة محدبة
ترى وجه السماء ملخصا فيها
تدللها وتدنيها
توزعها كأكياس المعونة في الحصار لمستحقيها
إذا ما أمّة من بعد خطبة جمعة
مدت بأيديها
وفي القدس السماء تفرقت في الناس تحمينا ونحميها
ونحملها على أكتافنا حملا
إذا جارت على أقمارها الأزمان

***

في القدس أعمدة الرخام الداكناتُ كأن تعريق الرخام دخان
ونوافذ تعلو المساجد والكنائس
أمسكت بيد الصباح تريه كيف النقش بالألوان
فهو يقول: "لا بل هكذا".
فتقول: "لا بل هكذا".
حتى إذا طال الخلاف تقاسما
فالصبح حر خارج العتبات
لكن إن أراد دخولها فعليه أن يرضى بحكم نوافذ الرحمن

***

في القدس مدرسة لمملوك أتى مما وراء النهر
باعوه بسوق نخاسة في أصفهان
لتاجر من أهل بغداد
أتى حلبا فخاف أميرها من زرقة في عينه اليسرى
فأعطاه لقافلة أتت مصرا
فأصبح بعد سنين غلاب المغول وصاحب السلطان

***

في القدس رائحة تركز بابلا والهند في دكان عطار بخان الزيت
والله رائحة لها لغة ستفهمها إذا أصغيت
وتقول لي إذ يطلقون قنابل الغاز المسيل للدموع علي: "لا تحفل بهم"…
وتفوح من بعد انحسار الغاز وهي تقول لي: "أرأيت"..
في القدس يرتاح التناقض والعجائب ليس ينكرها العباد
كأنها قطع القماش يقلبون قديمها وجديدها
والمعجزات هناك تلمس باليدين
في القدس لو صافحت شيخا
أو لمست بناية
لوجدت منقوشا على كفيك نص قصيدة – يا ابن الكرام – أو اثنتين
في القدس رغم تتابع النكبات ريح طفولة في الجو.
ريح براءة
في القدس رغم تتابع النكبات ريح براءة في الجو.
ريح طفولة
فترى الحمام يطير يعلن دولة في الريح بين رصاصتين

***
في القدس تنتظم القبور كأنهن سطور تاريخ المدينة والكتاب ترابها
الكل مروا من هنا
فالقدس تقبل من أتاها كافرا أو مؤمنا
أمرر بها واقرأ شواهدها بكل لغات أهل الأرض
فيها الزنج والإفرنج والقفجاق والصقلاب والبشناق والتاتار والأتراك أهل الله والهلاك والفقراء والملاك والفجار والنساك
فيها كل من وطأ الثرى
أرأيتها ضاقت علينا وحدنا
يا كاتب التاريخ ماذا جدَّ فاستثنيتنا
يا شيخ فلتعد القراءة والكتابة مرة أخرى أراك لحنت
العين تغمض ثم تنظر
سائق السيارة الصفراء مال بنا شمالا
نائيا عن بابها
والقدس صارت خلفنا
والعين تبصرها بمرآة اليمين
تغيرت ألوانها في الشمس من قبل الغياب
إذ فاجأتني بسمة
لم أدر كيف تسللت في الدمع قالت لي وقد أمعنت ما أمعنت:
"يا أيها الباكي وراء السور.. أحمق أنت
أجننت.. لا تبك عينك أيها المنسي من متن الكتاب
لا تبك عينك أيها العربي واعلم أنه
في القدس من في القدس لكن لا أرى في القدس إلا أنت..

———-

قالوا تحب القدس

الشاعر : عيسى عدوي

مالـي أكفكـف دمعتـي فتـعـودُ *** وتضجُ في صدري الحزينِ رعـودُ
وطني وقد شاهدتُ ذبـحَ صغـاره *** وبنوأبي فـي الحاضريـن شُهـود
ورايت كيـف تصدعـت أركانُـه *** مـادتْ ومـا قـدَّرتُ أن ستميـدُ
خَذلتـهُ أحـلامُ الصغـار وثـلـة *** رضعتْ حَليب الغدرِ فهـي حَقـود

يا أيها الكرسِـيُّ أنـت مصيبتـي *** عجباً إلى الأحتـاف كيـف تقـودُ
تُغري الشريف َفليس يُبصر بعدهـا *** درب الهـدى ..ويغـره التقلـيـد
فيظـن أن الفـوز مغنمـة لــه *** والغاصبون علـى الحـدود قُعـود
قل لي بربك كيـف يفلـح مؤمـن *** ولديه فـي حفـظ العـدو رصيـد
حتى إذا وقعت ..وشـب أوارهـا *** حصدته والتقمتـه وهـي حصـودُ

قالوا تحبُ القدسَ قلتُ هي الهـوى *** منهـا ابتـدآ ولحضنهـا سيعـود
صلى بها الرهط الكـرامُ وكَبـرت *** لبني الصحابة فـي الجـوار بُنـود
كم راودوها كـي تحـل إزارهـا *** فاستعصمت بالحـق وهـي عَنـود
فتناوشتـهـا بالـعـذاب أكُفُـهـم *** فبكـى لهـول عَذابهـا الأخـدود
والله ما عـرفَ الأنـام كصبرهـا *** صبـراً وإن عـادوا لهـا ستزيـد
لهفي عليهـا إذ تضـم صغارهـا *** من كـان فيهـا أو طوتـه لحـود
أو طاف يسعى في الخلا ئق يرتجي *** أن يسعفـوه وعانـدتـه حــدود
فغـدا كسيفـاً والحيـاءُ يـصـده *** فلقـد نمَتْـهُ حـرائـرٌ وأســود
مستمسـكٌ بالحـق ليـس يَضـرُّه *** صـدٌ وليـس يُخيـفـه التهـديـد
عرف العدو فليس يطلـب غيـره *** مهما تَنكَّـرَ فـي الوجـوهِ يهـود

قالوا أتحلـمُ بالربيـعِ مـع النـدى *** مـا للحيـاضِ إذا هُجِـرْن وُرود
يا رَب أنـت وعدتنـي فصدقتنـي *** بينـي وبينـك موثـقٌ وعُـهـود
يا من تَربَّع فـوق عـرش سمائـه *** ولديه مـن تلـك الحشـود جنـود
ما كنتُ أطمعُ من سـواكَ بنصـرة *** إنـي بنصـركَ قـانـعٌ وسعـيـد
مادام ذاك الحوضُ حـوضَ محمـدٍ *** فلـه السمـاءُ بخيرهـا ستـجـود
والمسجد الأقصى سيعـرفُ اهلـه *** تَغشاه من صُبـحِ الوجـوه وفـودُ
وانا بأرض القدس أنصب رايتـي *** وبنو أبـي مثلـي هنـاك سجـود

—————-
القدسُ موعدنا

القدسُ موعدنا
قمْ يا بلالْ
أَذّنْ، وأَذّن ْ بانفعالْ
فالحربُ ما عادتْ سجالْ
قمْ يا بلالْ
واصعدْ على هاماتِنا
فالقدسُ دنَّسها جنودُ الاحتلالْ
والقدسُ يا للقدسِ في قلبي
لها كلُّ ابتهالْ
جالَ العدوُّ بأرضها زهواً وصالْ
وبنو النضير تجمعوا خلفَ التلالْ
والناسُ جوعى
يهتفونَ لكلِّ أفّاكٍ وضالْ
والحاكمونَ شعوبَنا
لا يرعوونَ عن الضلالْ
سلبوا الأماني جهرةً
وتوحدوا ضدَ النضالْ
باعوا البلادَ رخيصةً
بيعَ السهامِ أو النبالْ
والظالمون بغوا علينا
بعدما عزَّ الرجالْ
أتُراهمُ وهنوا
أم يا تُرى شدوا الرحالْ
والراقصونَ على الجراحِ
تعدُّهمْ مثلَ الرمالْ
والساقطونَ على الطريقِ
شعارُهمْ: هذا محالْ
والناكسون رؤوسَهم
ينأى بهمْ ذلُّ الفِعالْ
قم يا بلالْ
أذَنْ وأذّن بانفعالْ
فلعلهم يستيقظونَ من الخبالْ
ولعلهمْ يسعونَ في درءِ الوبالْ
قمْ يا بلالْ
جُدُرُ المذلةِ سوف يطويها الزوالْ

—————

القدس في ذاكرتي

المصدر: شعر /حسن يوسف كمال – البحرين

القدس في ذاكرتي

على بالي دوماً..
يا قدسُ
لن يهزمَني..
دونك يأسُ
فصريع الأكنافِ شهيدٌ
..كالبدر
يقام له عرسُ
قتلاهم..
يمضونَ حيارى
قتلاكِ مراكبُهم ترسو
في بالي..
مسكنها القدسُ

في خلدي..
أنتِ تجولينْ
وجنودٌ لصلاح الدينْ
وخيولٌ تعدو..
وصهيلٌ..
وغبارٌ..
في ساحة حطينْ
أغمض عينِي..
فأرى عُمَراً..
وأرى القسامَ..
أرى ياسينْ
في قلبي..
أنت تقيمينْ

أصحو..
ولتاريخكِ أهفو
وعلى (جغرافِيَةٍ)
أغفو..
في حلمي..
أرسمكِ طيراً
للقبّةِ يرنو ويرفُّ
أرسمُكِ قيداً مكسوراً
منثوراً..
هزمتْهُ الكفُّ
في ذاكرتي صورٌ تطفو

تاريخكِ..
علمني الأملا
علمني أن أبقى رجلا
خيمةَ نكباتٍ صابرةً..
شجراً..
زيتوناً مشتعلا
علمني أفرِدُ أشرعتي
في النّوْءِ..
ولا أخشى البللا
حيطانك ألثمها قُبَلا
تاريخك صيّرني بطلا

قدساهُ..
أنتِ في بالي..
في أعصابي..
في أوصالي
وأنا من غيركِ ياقدسُ..
رمضانٌ..
من غير هلالِ

لن أقبلَ أيقونة وطنٍ
أو أرضاً..
بمقاس نعالي
لن أقبلَ بحراً..
في كأسٍ
أو شطاً..
من دونِ رمالِ
لن أبلع صِنّارة سلمٍ
فحمامتهم..
صقر نزالِ
وسأفقس ألعاب الحاوي
يلقي بعِصِيّ..
وحبالِ

وسأبقى أنشدُ موّالي:
إنْ طالَ تباعدُنا..
فغداً..
ألقاكِ..
في أحسنِ حالِ
ونعيد وصالاً..
بوصالِ

—————-

اعبُرْ إلى الأَقصى.. على جَسدي

شعر/ هــلال الفــارع

هذا هوَ الشَّوْطُ الأَخيرُ

وَيَنْتَهي الأَلََمُ المُصَفَّدُ في حَنايانا إلى الأَبَدِ

وَسَيَنْطَفي فينا السُّؤالُ المُرُّ

عَنْ إِطلالَةِ المَدَدِ

لا تَنْتَظِرْ أَحَدًا….

فليسَ هُناكَ مِنْ أَحَدِ

كُلُّ المَلايينِ التي تَرْنُو إِليكَ اليومَ

لم تَبْرَأْ منَ الرَّمَدِ

كُلُّ الملايينِ التي تُجْريكَ في أَحلامِها مَوثوقَةٌ،

والحبْلُ مِنْ مَسَدِ

نَشْوى بِسَكْرَتِها…

فَما تَدري بِذِلَّتِها،

ولا بِمَرارَةِ الزَّرَدِ

لا تَنْتَظِرْ….

كُلُّ الملايينِ التي ضاقَتْ على أَصفارِها

خَرَجَتْ….. ولم تَعُدِ!!

***

هذا هوَ الزَّحْفُ الأَخيرُ،

فلا تَقِفْ

لا وَقْتَ لِلضُّمُدِ

اِلْعَقْ جِراحَكَ، وامْضِ في دَرْبِ المَنايا

ساخِرًا بِجِراحِكَ الجُدُدِ

ما زِلْتَ وَحدَكَ تَمْتَطي قَدَمَيْنِ

طُرِّزَتا بِرائِحَةِ التُّرابِ

وَنَكْهَةِ الجَلَدِ

ما زِلْتَ وَحدَكَ لا تَقِفْ،

لم يَبْقَ إلاَّ وَثْبَةٌ،

فاعبُرْ إلى الأَقصى على جَسَدي

واسْرِجْ يَدَيْكَ،

فَإِنَّهُ الحَجَرُ الأَخيرُ ونَنْتَهي:

حِضْنَيْنِ مُشْتَعِلَيْنِ

فَوْقَ بَيادِرِ البَلَدِ!!

***

هذا هوَ الجُرحُ الأَخيرُ

وَيَنْتَهي النَّزفُ المُبَرْمَجُ في عُروقِكَ كُلِّها

مِنْ سالِفِ الأَمَدِ

واكْتُبْ كما يحلو لكَ التَّاريخُ

في عَصْرِ الحِجارَةِ لا تَسَلْ

عَنْ أُمَّةِ البَدَدِ

لا تَلْتَفِتْ … لنْ يُنْجِدوكَ،

وَكَيْفَ تُرْجَى نَجْدَةٌ،

مِنْ خائِبِ العُدَدِ؟!

لا تَلْتَفِتْ…

كانَتْ هُنالِكَ أُمَّةٌ

فَقَدَتْ خُصُوبَتَها… وَلَمْ تَكَدِ

حَتَّى غَدَتْ أَمَةً تَعيشُ بِثَدْيِها

شَمْطاءَ لم تُولَدْ… وَلَمْ تَلِدِ

لا تَلتَفِتْ…

طُوبَى لِمَعرَكَةِ الدِّماءِ

تَسُلُّ مِنْ أَنيابِ عُتْمَتِنا

ضِياءَ غَدِ

طُوبَى لِمعرَكَةِ الدِّماءِ ….. وإنّني

أَخشى على هذي الدِّماءِ الزَاكياتِ

مِنَ التِّجارَةِ ….

يومَ بَعدِ غَدِ!!!

———–

شجر مقدسي

المصدر: موقع مؤسسة فلسطين للثقافة:

شعر: طلعت سقيرق

هنا شجرٌ مقدسيٌ فسلمْ
على وجهِ هذا الصباحِِ الجليلِِ
وسلمْ
على صبيةٍٍ يذهبونَ
إلى نجمةٍ من حكاياتِِ عشقٍ
وسلمْ
على حجرٍ ليس يغفو
وهذا المدى شاردٌ
والصدى شاردٌ
والعيون التي أطلقتْ شوقها
في بلادٍ من الذكرياتِ
تجمدَ فيها النداءُ
وكفكَ تسقطُ عند الوداع الأخيرِ
تحاول أنْ تستفيقَ قليلاً
تلمّ عن القدس أحزانَ نايٍ
وتشهدْ
كأنّ السطور على جسدٍ من مساءٍ تعرّتْ
خذِ الآنَ صوتَ التلاميذِ
فوضى الصفوفِ
براءةَ َ عينيكَ
لحظةَ خوفٍ
خذِ الآنَ كلّ عصافير عمركَ
واشهدْ
فأنت َ شموس ُالذين أتوا
من زمانٍ توضأَ بالذكرياتِ
بطير الحنان إلى بيت أهلٍ
بسبحةِ عمرٍ
فضاءٍ جميل من الأغنياتِ
وفصلِ النداء الذي يتجددْ
وأنت الذي كنت صوت الأمانِ
وقد صلبوكَ على صدر صوتٍ
ينقطُ حزناً…
فأطلقْ زهور انتظاركَ
واشهدْ
هنا واقفٌ عند فصل الرجوع
وكلّ الشبابيك بردٌ
تحاول أنْ تشعلَ الآن صوتكَ
أن تستعيدَ دروسَ القراءةِ
ترسم فوق الدفاتر بعض حروفٍ
وخارطة ً للبلادِ
وتطلق بحر النداءِ
فلسطين هاتي يديكِ احمليني
لكي أستعيدَ الطفولة من سارقيها
لكي أستعيد الهواء النظيفَ
وتسقط عند اصطدام الرصاصِ
بصوتكَ.. همسكَ.. جسمكَ
حلمكَ.. كل الطفولةِ
تبكي الشوارعُ تصرخُ.. تصرخُ
يطلق وجهكَ ألف سؤالٍ
وأنت القتيل الذي جاء يشهدْ
وأنتَ الدماء التي تتنهدْ
تطلّ على عالمٍٍ صامتٍ
ثم تمضي إلى دمعةٍ من فضاءٍ
وتسقط.. تسقطُ..
هذا مساءٌ ثقيلٌ
ولا شيء غير الصدى يترددْ
وعمركَ يشهدْ
بكى خاتمٌ من صباحٍ عليكَ
مضى سلمُ من عذابٍٍ إليكَ
أناديكَ حتى حدود التمزقِِ
لا.. لا تلمني
دمي شمعةٌ.. دمعةٌ
وانتفاض الوريد ورودٌ
يحطّ الغمام يماماً على راحتيكَ
يسلم كلّ مناديل هذا الصباح
ويشعل ليلاً طويلاً
وأنت الذي أنت تشهدْ
جميع البلاد تعرّتْ
جميع المدائن صارت رماداً
تناديكَ.. تبكيكَ.. تصرخُ.. ثم تنامْ
بغير ثيابٍ على إصبعيكَ
فلا تبتئس حين موتك يأتي ثقيلاً
ويعوي بصحراء هذا الزمان
لأنّ جميع البلاد أقلّ كثيراً
من النبض فيكَ
ومن شمس كفّيْكَ
كل البلاد تعرّتْ
وما زلت تشهدْ

—————-

يا أرض الأقصى ما نسينا
للشاعر الكبير " عبد الرحمن أبو شندي "

يا أرض الأقصى ما انسينا=يا مسرى الهادي نبينا
بحور الشوق بتكبر فينا=راح تعودي يا احلى دار

***
فيك يا أرضي بارك الله=انتي القدس ومش حيا الله
وتحريرك جاية باذن الله=وراح نطرد كل الفجار

***
مهما فيك العادي يحلم=بكرة يزول ورايح يندم
وشعبي تربك لا ما سلّم= بعد الليل بيجي نهار

***
مهما كان ومهما يصير=ما يهمنا هدم وتهجير
وعد من ربي التحرير=والهمة فينا ما بتنهار

***
يا قدس الأحرار استني=نصرك جاية وراح تتهني
يا روحي ويا زهرة فني=يا تاج مطرز بالغار

***
يا ناس الاقصى عم يشكي=قصة ويل ودمع بيحكي
والقبة الصفرة عم تبكي=لا تتركو فيني الغدار

***
يا ناس مين اللي يجود=ويكسر قيدي من اليهود
حتى العز بأرضي يعود=ويخزى كل خاين سمسار

***
يكفينا خطب وكلام=وكذبات يسموها سلام
هـــــلا وقت الانتقام=بجهاد وقرآن ونار

—————–

اقتحام القدس

الشاعر : عمر أبو ريشة

صـاح يـا عبد فرف الطيب —– واستعر الكأس وضج المضجع
مـنتهى دنـياه نـهد شرس —- وفـم سـمح وخـصر طـيع
بــدوي أورق الـصخر لـه —- وجـرى بـالسلسبيل الـبلقع
فـإذا الـنخوة والـكبر على —- تـرف الأيـام جـرح موجع
هـانت الـخيل على فرسانها —- وانـطوت تلك السيوف القطع
والـخيام الـشم مالت وهوت —- وعـوت فـيها الرياح الأربع
قال يا حسناء ما شئت اطلبي —- فـكـلانا بـالـغوالي مـولع
أخـتك الـشقراء مـدت كفها —- فـاكتسى مـن كل نجم إصبع
فـانتقي أكـرم مـا يهفو له —- مـعصم غـض وجـيد أتـلع
وتـلاشى الـطيب من مخدعه —- وتــولاه الـسبات الـممتع
والـذليل الـعبد دون الباب لا —- يـغمض الطرف ولا يضطجع
والـبطولات عـلى غـربتها —- فـي مـغانينا جـياع خـشع
هـكذا تـقتحم الـقدس على —- غـاصبيها هـكذا تـسترجع

———-

إلى القدس

الشاعر : هارون هاشم رشيد

أجلْ إنّي من القدس وفيها قد نما غرسي
جذوري في عروق الصخر في الصّلد، وفي الملس
ومن كنعان بي نبضٌ ومن عدنان، من قيس
من الماضي، من الحاضر من يومي، ومن أمسي
عريق المجدِ والأنساب مشدودٌ إلى الشمس
بها أختالُ في الدنيا وأمشي رافع الرأس
أنا أعطيتها عمري فداً، أسكنتها حسّي
أنا غنّيتها شعرا رفيع الوقع والجرس
أنا منها وإن غرقت ببحر الهمّ والبؤس
أنا منها وإن حطّت عليها راية البؤس
دمي هذا الذي يجري لها متدفّقَ البجس
أنا منها وأفديها أنا بالمال والنفس
ولا أرضى لها ذلاّ لمحتلّ ومندسّ
هي القدس وكم ردّت من الرومان والفرس
وكم في خاطر التاريخ من قولٍ ومن حدس
عن القدس، وهل أسمى وهل أزهى من القدسِ

———-

رسالة من المسجد الأقصى

الشاعر : عبد الغني التميمي

– 1 –

لم يَزَلْ مِفتاحُ بيتيَ في يدي

لم أزَلْْ أحضُنُ ذكرى بلدي

ما عرفتُ اليأسَ – يا جلاّدُ – يوماً

هذه آلاتُك اشْحَذْها…وهذا جِلْدي

لم تَزَلْ روحيَ تحيا أملاً

وسياطُ القهرِ تشوي جَسدَي

مُذْ عرفتُ اللهَ لَمْ أضعُفْ لمخلوقٍ ولا

ارتَجي من غيرِ ربّي مَدَدي

أيها القاتلُ يومي بُؤْ بِهِ

أنتَ لا تقوى على قتلِ غدي

– 2 –

لم يَزَلْ لونُ دمي يحكي ليوم الرّوْعِ عَسْفَكْ

لم يَزَلْ دمعيَ يروي لسكونِ الّليلِ خَوْفَكْ

حَجَريْ يَكشِفُ للعالَمِ – يا مغرورُ – ضعفَكْ

بَدَمي أسكنتُ رُعبَ الموتِ جوفَكْ

بدمي أكسِرُ – يا جزّارُ – سيفَكْ

– 3 –

لا تُخوّفْني بِما يحشُدُ أربابُ الهوى

لا تُخوّفني بأسطولٍ مِنَ الوَهْمِ هوى

بدمي أُسقِطُ من أصنامِهِمْ ما يُسمّى بموازينِ القُوى

– 4 –

فَتحَ المنفى ذراعَيْهِ إلينا واحتوانا

وتشتّتْنا فريقَيْنِ وألغَتْ

هذه الأرضُ خُطانا

ففريقٌ فاقِدُ العِزّةِ في موطِنِهِ

وفريقٌ فاقِدُ الذّاتِ زماناً ومكاناً

كان يوماً – ذلك اليومُ – رهيباً

أُ مُّنا تندُبُ في الليلِ أبانا وأخانا

وإذا نحنُ – مَعَ الفجْرِ – يتامى

كَفِراخِ الطّير زُغْباً، وإذا الجوعُ قِرانا

ومضى عامٌ، وأعوامٌ، وها نحنُ

ترانا مِثْلَما كنتَ ترانا

– 5 –

ذاتَ يومٍ سألوني عن طُموحاتي…وعُمري

سألونيَ مع بعض المكر: ما نوعُ الهوايهْ ؟!

اُترُكوني، ليس لي عُمْرٌ ولا عندي بِدايهْ

قد أقمتُمْ من عِظامي فوقَ هذي الأرضِ

أبراجاً عِظَاما

هَرَماً شِيْدَ من الذُّلِّ الذي يُدعى سلاما!

وسرقتُمْ مِن شبابي كلَّ أحلامي القُدامى

أنا طفلٌ عمرُهُ ستونَ عاما

فارفعوا عنّي الوِصايَهْ

أَطعِموني لحمَ أعضائي فَقَدْ

أُتخِمتُ من خُبْزِ الدّعايَهْ

أنا من ستينَ عاما

اطحَنُ الخُبزَ طعامَا

أنا من ستينَ عاما

ازرعُ الأرضَ خِيامَا

لم تكُنْ أعينُكُمْ عمياءَ لكنْ تَتَعامَى

ما فتِئْتُمْ تغرِسونَ اليأسَ وعداً يَتَنامَى

في مدى ستينَ عامَا

تتهاوى أسقُفُ العِزّةِ للأرضِ حُطامَا

كلُّكُمْ كان شريكاً في هوى المأساةِ، هاما

وترامى عندَ رِجْلَيْها غَرامَا

لم تُبالوا أنّنا كُنّا، وما زِلْنا يَتَامى

– 6 –

أيُّها الغاصِبُ حقّي، أيها الهازِئُ منّي

أنّني أحيا أسيرَ الوهمِ مغرورَ التمنّي

أعطِنِي حقّي ودَعْني

حقَّ عينِيْ حقَّ أُذْني، حقَّ خوفي حقَّ أَمْني

أتُسَلّيكَ دمائي ودُموعي؟

أَوَ ما يكفيكَ ما يَفعلُ سَجّاني وسِجني؟

اعطِني حقّي ودَعْني، كيف أحيا ؟ ذاكَ شأني

– 7 –

أنا لا أطلُبُ من عُمْرِكَ تمديداً لِعُمْريْ

أنا لا أطلُبُ مَنّاً، لا لنفسيَ أو لغيري

أأنا في الأرضِ وحدي

طلبي للحَقِّ إرهابٌ وتهديدٌ لعصري؟

أأنا المُلغَى من العالَمِ وحدي ؟!

أأنا الممنوعُ من تحديد دوري ؟!

– 8 –

يبحثُ القومُ عنِ الهيكَلِ في أوجاعِنا

يحفِرونَ المسجدَ الأقصى على أسماعِنا

يستبيحونَ حِمانا ودِمانا

يرسُمونَ الذُّلَّ تِمثالاً على أضلاعِنا

هل رأيتُمْ مثلَ هذا القهرِ

والإذلالِ في أوضاعِنا ؟!

أيّها التاريخُ لا تكتُبْ لنا شيئاً فقدْ

رَسَمَ الحالةَ هذا الكمُّ من أطماعِنا

– 9 –

يا رجالَ البوْرصةِ السّوداءِ في سوقِ السّلامْ

سوقُكُمْ ذُلُّ على ذُلٍّ تُقامْ

تطرحونَ القُدسَ للقِسْمَةِ، هَلْ

سخِفَ الأمرُ إلى هذا المَقام ؟

أيُسامُ المسجدُ الأقصى بشيءٍ

من نُفوذٍ العمِّ سامْ ؟

دَوَّلَتْنا دُوَلُ الذُّلِّ فصِرنْا

سِلَعَاً في كلِّ تخفيضٍ نُسامْ

يا رجالَ البورصَةِ السّوداءِ في سوقِ السّلامْ

كُلّما ضاعَ مِنَ الأوطانِ رُبْعٌ

يمتطي أكتافَكُمْ – منهم – وِسامْ

فاوِضُوا حتى يشيبَ الليلُ، لَنْ

تحصُدُوا غيرَ ثِمارِ اللؤْمِ من أيدي الِّلئامْ

– 10 –

غدَتِ الحربُ فِرارا

وغدا النّطقُ بذكرِ الحربِ عارا

حين صَارتْ قبلةُ الرأسِ لسفّاحِ فَخَارا

سُحِبَ الجُنديِّ من عِزِّ المَغَاوِرْ

من ثُغورِ المجدِ مغلولاً

إلى خِزْيِ المعابِرْ

قيلَ للجُنديِّ : لا تُطلِقْ رصاصاً

طَأْطِئِ الرأسَ وحاوِرْ

أَيُطيقُ الحُرُّ أنْ يَسقُطَ رأساً

من ذُرا علياءِ ثائِرْ

يعشَقُ الموتَ الى ذِلّةِ صاغِرْ

قد غدَوْنا لدفاعِ المُعتدي أكياسَ رملٍ

وحِزاماً من هَوانٍ وَسَواتِرْ

جفَّ هذا الريقُ في أفواهِنا

بُحَّتِ الأصواتُ منّا فارحمونا

وارحموا هذي الحناجِرْ

– 11 –

اُعذُرونا إنْ صَرَخْنا

إنّ في أعماقِنا الموتَ الزُّؤامْ

لا أظُنُّ الصارخَ المذبوحَ – إنْ صاحَ – يُلامْ

اُعذرونا إنْ فَتحْنا مرّةً أفواهَنَا

أَنْتَنَتْ ألفاظُنا في الحَلْقِ من شَدِّ الِّلثامْ

كِلْمَةُ المعروفِ شاخَتْ

وهْيَ تحيا في الظّلامْ

أهْوَ عَيبٌ أنْ نقولَ الحقَّ جَهْراً ؟

أَهْوَ خَرْقٌ للنّظامْ ؟

قبّحَ اللهُ لساناً يألَفُ الصّمْتَ الحرامْ !

– 12 –

اُترُكونيْ من شِعارِ الأرضِ أوْ

تلك الشّعاراتِ السخيفهْ

أَترَوْني صرتُ عبداً لتضاريسِ بلادي

والمناخاتِ اللطيفهْ ؟

خَلِّ عنّي

أنا لا أعبُدُ في المواطنِ – كالغيرِ –

شِتَاهُ أوْ خريفَهْ

لا أرى فرقاً كبيراً بين معبودٍ حنيفهْ

وإلهٍ وطنيٍّ يعبُدُ النّاسُ رغيفَهْ

– 13 –

يا أخي في اللهِ، هذا المسجدُ الأقصى جَريحْ

في سُكونِ الّليلِ – لو تسمعُ – كالطّفلِ يصيحْ

جُرحُهُ الغائِرُ لا تشبِهُهُ كلُّ الجروحْ

إنّهُ جُرحٌ أليمٌ داخلَ القلْبِ يقيحْ

إنّه جُرحُ بقايا أُمّةٍ

كانَ فيها عِزّةٌ تسمو وروحْ

– 14 –

آهِ ما آلَمَ جُرْحَ الكِبرِياءْ !

آهِ ما أَوْجَعَ – في الأحشاءِ – مكتومَ البُكاءْ !

حينَما نُطعَنُ في عِزّتِنا

حينَما نبكي كما تبكي النّساءْ

نحنُ لا نَملكُ من نَخْوَتِنا

غيرَ صرخاتٍ تُدّوي ونِداءْ

– 15 –

أرسَلَ الأقصى خِطاباً فيه لومٌ واشتِياقْ

قالَ لي وَهْوَ يعاني

مِنْ هَوانٍ لا يُطاقْ:

حَدِّثِ الأمّةَ عنّي

بَلِّغِ الأمّةَ أنّي

عيلَ صبري بين أسرٍ واحتِراقْ

هَتَكَ العُهْرُ اليهوديُّ خشوعي

مِنْ رُواقٍ لرُواقْ

أشعَلوا ساحاتيَ الأخرى فُجُورا

وصفيراً ودَنَايا وسُفورا

دنَّسوا رُكنيْ ومِحرابي الطَّهورا

فأنا – اليومَ – أُعاني

بل أُعاني منذُ دهرٍ

أَلَمَ القهرِ أسيرا

لَمْ يَزَلْ قيديَ مشدودَ الوَثاقْ

أَوَ ما يَكفي نِفاقا ً؟

ضِقْتُ من هذا النّفاقْ

أرسِلوا ليْ من صلاحِ الدّينِ خيلاً

أرسِلوها من حِمى الشّامِ وَنَجْدٍ

مِنْ سرايا جيشِ مِصرٍ، أوْ عَرانينِ العِراقْ

تنشُرُ الهيبةَ للإسلامِ بالدّمِّ المُراقْ

منذُ دهرٍ لم تزُرنيْ هذِهِ الخيل العتاق

– 16 –

قالَ ليْ الأقصى سلاماً

بِلِّغِ الأمّةَ – يا عبدُ – سلامي

من معاني سورةِ الإسراءِ قُدْسِيَّ الهِيامِ

أَثَرىَّ الوَجْدِ سُنّيَّ العِناقِ

لا سَلاماً خائنَ النّشأةِ عِبْرِيَّ المَذَاقِ

– 17 –

واسألِ الأمّةَ أوْ سَلْ بعضَها

كيف للموتِ على الجَمرِ أُساقْ ؟

كيف أصبحتُ مكاناً أثريّاً

بصُنوفِ الفِسقِ ضاق ؟

كيف قد بُدِّلَ طُهريْ

مسرحاً للعُريِ يُغريْ

بين ضَمٍّ واعتِناقِ والتصاقْ ؟!

كدتُ أَنْضَمُّ إلى الحمراءِ من أندلُسٍ

في نَعَايا العصرِ، في ذاك النّطاقْ

يا بني الإسلام، ما حلَّ بكمْ ؟!

هل نسيتُمْ أنّني بوّابةُ السّبْعِ الطّباقْ ؟

من هنا قد واصَلَ الرحلةَ في الكونِ البُراقْ

– 18-

كتَبَ الأقصى وفي رِجليه قيدُ

وعلى أبوابِهِ – من بقايا عُبَّدِ الطّاغوتِ – جندُ:

طالَ شوقي لصليلِ السّيفِ يشدو

وصهيلِ الخيلِ وَسْطَ النّقْعِ تعدو

هل صلاحُ الدّين – يوماً – في رجالِ القومِ يبدو؟

هل ستأتي في نساء القومِ خنساءٌ وهندُ ؟

أم تُراها عقِمَتْ أرحامُها اليومَ

فلنْ يولدَ سعدُ ؟!

ضاعتِ الأوطانُ هدراً

عندما القومُ أضاعوا: "وأعدوا"

– 19 –

ربطَ القرآنُ بينَ البيتِ والأقصى رِباطاً أبَدِياً

لم يكُنْ ذاك خِياراً

أوْ قراراً عربيّا

لم يكُنْ ذاك شِعاراً

مُستعاراً أجنبيّاً

كلُّ مَنْ فَرّقَ بين البيتِ والأقصى فَقَدْ

كَذّبَ القرآنَ أو خانَ النبيّا

– 20 –

أرسَلَ الأقصى وفي عينَيْهِ دمعُ:

ما دَهَى الأمّةَ لا عينٌ بها

ترصُدُ الأحداثَ، أو يُرهَفُ سَمْعُ ؟

أعبيدُ العِجلِ حُرّاسي وفي

أمّة الإسلام للإقدامِ وُسْعُ ؟

أم تَراني هِنتُ في أعينِهِمْ

لا دميْ يُفدَى

ولا فَجعِيَ فَجْعُ ؟

– 21 –

كتَبَ الأقصى وفي المحراب نارُ

ويلوكُ المِنبَرَ الرّمزَ لهيبٌ واستِعارُ:

أَوَ هذا كلُّ ما في وُسْعِكمْ ؟

أَ‍دِلاءٌ تجلُبونَ الماءَ فيها وجِرارُ ؟

أنا لا يَثأرُ ليْ الماءُ ولا ينتقمُ

يُطفِئُ الثأرَ رصاصٌ ودمٌ

وشظايا وضحايا ودمارُ

لست سِجّاداً ولا مبنى، أنا

في نُصوصِ الدين دينٌ وشعارُ

وِفّروا الماءَ على أنفُسِكمْ

إنّما يطفِئُ نارَ الحقدِ نارُ

ما عدا ذلك لا أعرفُهُ

إنّه في منطقِ التاريخِ عارٌ

وَهْوَ جُبنٌ في اعتقادي وفِرارُ

– 22-

كَتبَ الأقصى حزيناً يشتكي وضعاً بئيسا:

ضَجَّروا – من قَبْلُ – موسى

كلُّهُمْ في الغدرِ إبليسٌ لعينُ

طفلُهم ينهدُ في الغدرِ العجوزَ الدردبيسا

صادروا كلَّ دروسِ العلمِ في ظِلّي

فَمَنْ يُحيي الدّروسا ؟

سرقوا قرآنَ فجري

ومَحَوْا أَوّلَّ صفّي

مزّقَتْ آلاتُهُمْ بالحَفرِ جَوفي

وأشاعوا أنَ موتيْ حَتْفُ أنفي

هذه الأنفاقُ تحتي تَزرعُ

أإذا أضحيتُ كالأطلالِ مهجوراً دَرِيسَا

وإذا بُدّلتُ بالتكبيرِ بوقاً وطُقوسا

أإذا أصبحَ محرابيْ وساحاتي كنيسا ؟!

– 23 –

فاستفيقوا

لستُ أدعوكُمْ إلى خُطّةِ يأسي

أوْ لترثونيْ دموعاً أو لتأسُوا ليْ

جراحاتي وبُؤسيْ

إنّني أصرُخُ و الهيكلُ يُبنَى فوقَ رأسي

أيُرجَّى النصرُ من أمثالِكُمْ

أم تُرى أنعَى لكم نفسيْ بنفسيْ

– 24 –

ثم قالَ المسجدُ الأقصى بحزمٍ واقتِضابْ:

مَن – تُرى – المسؤولُ فيكُمْ

ومتى يُرسِلُ الردَّ على هذا الخِطابْ ؟

قلتُ والآلامُ تَشوي أَضلُعيْ

وخيالي شارِدٌ ليسَ معي

أعبُرُ الماضيَ مطعوناً بِذُلِّ الواقِعِ

ثم أَلوي سابحاً في أَدْمُعي:

أيّها الأقصى، ومن ذا يدّعي

أنّه المسؤولُ عمّا يَجْتَرِمْ

إنّ مَنْ يجبُنُ عنْ "لا" رَهْبَةً

فَهْوَ لا يقوَى على قولِ "نعَمْ"

كلُّنا أصبَحَ في الجُبنِ كَمَنْ

ما لهُ عينانِ في الرأسِ وَفَمْ

ليس فينا قائِدٌ تَحمِلُهُ

باتّجاهِ الحربِ ساقٌ أوْ قدمْ

ساحةُ الحربِ التي تعرفُها

أُوصِدَتْ أبوابُها من زَمَنٍ

أصبحَ الإقدامُ من أولى التُّهَمْ

أيّها الأقصى لك اللهُ فَكَمْ

تطلُبُ النّجدةَ مكلوماً وكمْ

ما تُنادي من بقايا جُثَثٍ

جُلُّ من تدعو مِنْ النّاسِ رِمَمْ

جُلُّهم أَسرى فروجٍ وبُطونٍ

ولُقَمْ

جُلُّ مَنْ ناديتَ لم يطرُقْهُ هَمْ

غيرُ همِّ الذاتِ لا شيءَ أهَمْ

عايَشَ الخوفَ من الخوفِ فَلَمْ

يستَسِغْ للمَجْدِ و العِزّةِ طَعْمْ

جُلُّنا أصبحَ من ذِلّتِهِ

رقماً يَنْضَمُّ في الطّرحِ إلى جّنْبِ رَقَمْ

جُلُّنا – يا أيها الأقصى – قَزَمْ

قبلَ ان يعرِفَ ما الحربُ وما السِّلْمُ

انهزمْ

– 25 –

أيها الأقصى، وقد جَلَّ المُصابْ

صوتُكَ الصّارخُ أنّى يُستجابْ ؟

فجيوشُ القومِ ذابَتْ

في أياديها الحِرابْ

وشبابُ القومِ تلهو

فَقَدَتْ روحَ الشّبابْ

فتلفَّتْ في جهاتِ الأرضِ وانظُرْ

هل ترى إلاّ سراباً في سرابْ ؟

هل ترى إلاّ ضَحَايا لافتِراسٍ، وذئابْ ؟

فاعتبِرْنا أمّةً ضائِعةً

والْتَمِسْ في أمّةٍ أخرى الجَوابْ

– 26-

وأخيراً كتبَ الأقصى يقولْ:

أفهِموني، كيف أَهوى قاتِلي ؟

كيف أُهديهِ دمي مع قُبَلي ؟

وأُحيّي سارقي بل أدّعي، أنّ ما يسرِقُ مني ليسَ ليْ

لغةٌ للذل لا أفهمُها، فاطلُبوها في حُماةِ الهيكَلِ

آهِ ما آلَمَ جُرْحَ الكِبرياءْ ؟

آهِ ما أَوْجَعَ – في الأحشاءِ – مكتومَ البُكاءْ!

حينَما نُطْعَنُ في عِزّتِنا

حينَما نبكي كما تبكي النّساءْ

نحن لا نَمْلِكُ من نَخوتِنا

غيرَ صَرْخاتٍ وَشَجْبٍ ونِداءْ

يا أخي المسلمُ، هذا المسجدُ الأقصى الجريحْ

في سكونِ الليلِ – لو تسمعُ – كالطّفلِ يصيحْ

جُرْحُهُ الغائِرُ لا تُشبِهُهُ كلُّ الجروحُ

إنّهُ جُرحٌ أليمٌ داخِلَ القلبِ يَقيحْ

إنّهُ جُرْحُ بقايا أمّةٍ

كانَ فيها عِزّةٌ تسمو ورُوحْ

——–

القدس غضب

الشاعر : عبد الغني التميمي

القدسُ غَضَبْ القدسُ لَهَبْ

القدسُ القدسُ القدس غَضَبْ

القدسُ القدسُ القدس لَهَبْ

القدسُ على الكفّارِ دَمارْ

تسحقُهُمْ سحقاً تقذِفهم

خلفَ الأسوارْ

القدسُ على الغازينَ مدينةُ نارْ

وعزيمةُ شعبٍ لم يألَفْ إلا الإصرارْ

* * *

القدسُ تقولُ القدسُ تقولُ

لا تسألْني عمّا يجري كيف القاتلُ يقتلُ فجري؟

فجري فجري

كيف السارقُ يسرقُ بدري؟

بدري بدري

القدسُ تُسَطّرُ تاريخاً سطراً سطراً

تخطُب شرَرَاً شرَرَاَ

* * *

القدس تقولُ القدسُ تقول

لو نقضُوني حجراً حَجَرا

لو سرقوني قمراً قَمَرا

سأظَلُّ لجيشِ الغاصِبِ مقبرةً

ويموتُ طريداً مُنْتَحِرا

* * *

ستظَلُّ دموعُ اليُتْمِ تُعَطِّرُ مِنديلي

سيظَلُّ دمُ الأطفالِ الزيتَ لقِنديلي

وحجارتُهُمْ تبقى فَخري ترفعُ قَدْري

ستظلُّ على الكفّارِ طيورَ أبابيلِ

من جيلٍ تمضي إلى جيلِ

من دِجلةَ تهدُرُ للنيلِ

* * *

هذي أرضي

لا شيءَ لهم لا شيءَ لهم

السارقُ سوف يُقامُ عليهِ الحدْ

قُصّوا يدَهُ اليمنى وارموا تلك اليدْ

لا شيءَ لهم

لا شيءَ لهذا السرطان الممتدْ

ليست هذي القطعانُ جموعاً من بشرٍ

بل تلك غُدَدْ

* * *

القدسُ تقولُ تقولْ

أين العربُ؟ عربٌ أنتم؟

لستم عربا

لا رأساً تحيَوْنَ ولا ذَنَباً

الجيشُ الغاصبُ في صَلَفٍ

قتّلَ نَهَبا هدَمَ اغتصَبَا

أرضُ الإسراءِ غدَتْ سَلَبا

مَنْ منكم سلّ سلاحاً أو غَضِباً

جُثثٌ أنتم مستورَدةٌ

لستم مِنّي، لستم مِنّي

أنتم غُرَبَا

* * *

القدسُ تقولُ تقولْ

يا سارقَ شمعِ الدّارْ

يا مُطفِئُ فيها الأنوارْ

لا تقطُفْ فِيّ الأزهارْ

لا تلمِسْ فِيّ الأحجارْ

مائي سُمٌّ

حجري لُغْمُ

يا نَجَساً يا رجسةَ عارْ

لن تملكَ في القدسِ طريقاً

لن نظفر فيها بغبارٍ، أو ريحِ غبارْ

يا ذَنَبَ استعمارٍ مرجومٍ

يا نعلَ استعمارْ

——–

الشاعر " عبد الغني التميمي "
قصّة القدس
ليس للتين أو الزيتون نغضبْ

نحن للإسلام لا للأرض ننسبْ

ليس للموز أو الليمون أو قمح الموانئْ

نحن لسنا من عبيد الطقس ديدان الشواطئْ

ما عشقنا في فلسطين ِصباها

أو َصباها، أو رباها

ما عشقناها عروساً في بهاها تتطيّبْ

كفّها في ليلة الحنّاء تخضبْ

ما عشقناها مناخاً، وفصولاً

وجبالا وهضاباً وسهولا

بل عشقناها دويّاً وصليلا

وغبارا في سبيل الله يُسفى، وصهيلا

وسطورا بل فصولا في كتاب المجد تكتبْ

عبر أجنادين، أو حطين، أو غزة طولا

وسرايا أمّة الكفر على صدر صليب الكفر تصلبْ

(2)

وعشقنا في فلسطين من الأهوال جيلا

جعل التكبير والأحجار أقوى خطبة للعصر تخطبْ

جيل أبطالٍ من الأطفال في الضفة يُنْجَبْ

هكذا تبقى فلسطين ضميرا ، وكيانا في دمانا يتلهَّبْ

هي في عمق هوانا درة من درر الإسلام تسلبْ

ولهذا ليس للتين أو الزيتون نغضبْ

(3)

ألف كلا. ثم كلا

ما عشقناها كيانا مستقلا

جلّه يحكم بالتلمود مضمونا وشكلا

وبقايا ما تبقى يرفع الراية تسليما وذلا

(4)

ألف كلا

ما عشقناها شعارا أو قرارا

بل عشقناها شبابا لذرى المجد تبارى

ما عشقناها لفيفا من لصوصٍ

تسرق الحب نهارا

تخطف الخبزة من أيدي يتامانا اتِّجارا

وتخلّيها خمورا ليهود ونصارى

أيعيد الوطن المحتل يا قوم سكارى من سكارى

(5)

ألف كلا

لا تقولوا قد تطرَّفت وجاوزت الإطارا

هذه الأشعار ليست كلمات

إنها أدخنة من فؤاد شبَّ نارا

(6)

أخبروني

أين أوراق القضيهْ؟

أهي في تلك المباني والكراسي الذهبيهْ؟

أهي في مجلس محو الأمن في محو الهويهْ؟

أهي في أنياب ذئب أطلسي؟

أم ثوت في رأس حيَّهْ؟

ألف كلا

إن بيت الداء في أنفسنا

وهنا تكمن أسرار القضيَّة

(7)

ألف كلا . ثم كلا

صرخة المسلم من نجد إلى تطوان غربا

فبخارى. وسفوح الصين شرقا . فالمكلا

ألف كلا

ما أردناها كنيسا بل مصلى

(8)

ألف كلا ، ثم كلا

كل حلٍّ ليس في القرآن والسنة لا نرضاه حلاّ

(9)

مزِّقونا وانثروا اللحم على كل طريقْ

لا تبالوا ، حرقونا وارقصوا حول الحريقْ

وزِّعونا في الصحاري ، أطعمونا للحوت

كل هذا في نظام الغاب جائز

غير أنا لن نبيع القدس أو أي مدينة

هل يبيع المؤمن الصادق للأعداء دينه

(10)

ارحمونا من تفاهات حلول في المزاد

ودروس من مساق الذلّ ُتقرأ وُتعاد

ما رضينا، فقبول الظلم ظلم، والرضى بالعار عارْ

قد نذرنا دمنا زيتا لقنديل الجهاد

حلّنا يأتي عزيزا فوق صهوات الجيادْ

ليس في الأكفان محمولا إلى "أرض المعاد"

(11)

جرِّدونا من رداء المجد من نبض الفضيلةْ

أسعروا الحرب علينا بقوانين القبيلة

لم نكن يوما على دين (غُزِيَّةْ)

بل على أقدامنا تنهار دعوى الجاهليةْ

عهدنا باق إلى آخر مسجدْ

لن نبيع القدس يوما ما بقي فينا موحِّدْ

(12)

ثم ماذا قيل عن هذي القضيةْ

قال حكام ، وقوّادٌ كبار وجنودْ

أرضكم أرض ككلِّ الأرض في هذا الوجود

لا تزيدوا وجع الرأس علينا واتركوها لليهود

هي لا تُنبت درا أو زبرجد

ليست الأحجار فيها من عقيق لا ولا التربة عسجد

قلت: ياقوم أقلوا إنها مسرى محمد

إنها معراجه المفضي لأطباق السماء

وبها صلى بكل الأنبياءْ

هل رأيتم في رؤى الماضي، أو الدنيا الجديدة

هل علمتم ، أو سمعتم، أو قرأتم في كتاب أو جريدةْ

أنَّ عبدا مؤمنا يطرح للبيع (عقيدة)

(13)

هذه القدسُ مزيجٌ من صمود ومرارهْ

لم تكن يوما لبيع أو إعارةْ

هي للأمة (ميزان الحرارةْ)

ناطق التاريخ في أحيائها يطلب ثارهْ

كل شبر من ثراها فيه للتلمود غارة

هذه القدس نسيج من سناء وطهارةْ

ها هو الفاروق في أفيائها يرفو إزاره

وصلاح الدين يمحو أثر الكفر الصليبيِّ وعارهْ

ثم في غفوة قومي

قبض الراية أطفال الحجارةْ

(14)

ثم ما ذا ؟ ولماذا؟

تسعة الأصفار تبقى أمة تلهو وتلعبْ

أدمىً نحن؟ رجال من عجين نتقولب

أم ظهورٌ ومطايا "كل من يرغب يركب"؟

سخر التاريخ منَّا

دمنا يرخص كالماء ولا كالماء يشرب

إن تكن تعجب من كثرتنا فالجبن أعجب

قد يُخِيفُ الذئب من أنيابه مليار أرنب

(15)

ذات يوم سألوني : أنت من أي البلادِ؟

لاجئٌ أنت طريدٌ

فيك شيءٌ غير عادي

خِلْتُه كان سؤالا شقَّ كالسهم فؤادي

إن أرضي كل أرض تعشق التكبير في صوت المنادي

(16)

قد تجاوزنا عصور البلقنةْ

وتخطَّيْنا خطوط اللبننةْ

لا تحاكمني إلى الأفغان أو للأفغنة

وطنُ الإسلام أرضي

وانتمائي للجموع المؤمنة

وبلادي حدها شرقا وغربا أو شمالا وجنوبا مئذنة

(17)

سألوني ذات يوم عن بقايا ذكرياتي

عن حياتي كيف كانت

كيف مرت أمسياتي

فتصفَّحْت كتابا معجميّاً هائل الحجم، كثير الصفحاتِ

كل حرف فيه يحكي قصصا

لجروح ونزوح وشتاتِ

ذلك المعجم يحوي أدبا غير الذي تعرفه

سمِّه أنت إذا شئت حياتي

(18)

آه ! واقدساه من ظلم قريبي

وهو يكويني ، ومن كيد البعيدْ

لا تلوميني على غمي وحزني

لا تلوميني على بؤسي ووهني

لا تظني غيْبتي من سوء ظنِّي

أو قعودي عن لظى الحرب لجُبْني، أو لسِنِّي

لا تلوميني فإني

زرعوا قيدين في رجليَّ: قيد من حديدْ

مدمنُ العضِّ ، وقيد من حدودْ

(19)

كلما جئت مطارا أو قطارا للعبورْ

قدَّم القوم اعتذارا: أنت ممنوع المرور!!

هذه أوراق إثباتي بأني عربي

مولدي، أمي، أبي، عمي، أخي، جد أبي

سحنتي، لوني، لساني، نسبي

عشت في هذي البراري منذ عاش الدينصورْ

وأكلْتُ الحنظل المرَّ ومنقوع القشورْ

قذفوا الأوراق في وجهي ولفّوا طلبي

وجهارا أقسموا لي : أن سرّ المنع أني عربي

هذه التهمة مهما بلغت نصف الحقيقة

نصفها الآخر يكمن في تلك "الوثيقة"

كتب الكاتب فيها أنني من أهل "غزَّة"

قرروا أن يشطبوها، كرهوها

إنها تشبه في الأحرف "عِزَّة"

(20)

حرموني من صغاري ، من عيوني ، ويديَّا

حرَّموا الحُبَّ عليَّ

جرَّبوا كل سياط القهر فيَّ

صادروا الحرف الذي أقوى على النطق به

قلعوا الأضراس من فكِّي، وقصُّوا شفتيَّ

حطَّموا كل عظامي

وبعنْف مارَسوا الإرهاب في ذاك الحطامِ

وتلا القاضي على الناس اتِّهامي:

إنني شخص أصوليٌّ أجيد العربية

ولدى نفسي بقايا من حميَّة

أنني "مُعْدٍ" لكوني فيَّ "فيروس" القضيَّةْ

(21)

ثم ماذا ؟

ذات يوم أبصروا في شعر وجهي بعض آيات الصلاحْ

هذه الشعرات عنوان الرجولةْ

فتنادى علماء النفس والخبرة من كل البطاحْ

درسوني وطنيا

درسوني عربيا

درسوني عالميا

فإذا التقرير قد أوصى بنتف الشعر بحثا عن سلاح

(22)

ثم ماذا ؟

ذات يوم هدموا جدران بيتي

ورموني في العراء

تحت نهش البرد والظلمة في فصل الشتاء

ليس شيء بين جلدي وصقيع الأرض أو نَدْف السماء

رجفت أعضاء جسمي واستقر الموت في لحمي وعظمي

فتنادوا لاكتشافي

رصدوا كل خفايا حركاتي باهتمام

فحصوا نبضات قلبي ودمائي بانتظامْ

درسوني وطنيا

درسوني عربيا

درسوني عالميا

وأداروا آلة التنقيب عن أسرار همي

فأتى التقرير مختوما بتوقيعي وختمي:

هو شخص دمويٌّ حركيٌّ

قلبه يخطر في أعماقه "قلب النِّظام"

(23)

ثم ماذا ؟

ذات يوم وقف العالم يدعو لحقوق الكائناتِ

كل إنسان هنا ، أو حيوان، أو نباتِ

كل مخلوق له كل الحقوق

هكذا النصّ صريحا جاء في كل اللغاتِ

قلت للعالم : شكرا أعطني بعض حقوقي

حق أرضي، وقراري، وحياتي

فتداعى علماء الأرض والأحياء من كل الجهات

درسوني عالميا

فأتى التقرير لا مانع من إعطائه حق المماتِ

(24)

قال قوم لا تنادوا للفداء

يغضب الساسة من هذا النداء

يخجل الساسة من هذا النداء

لغة الحرب تولَّت في الأساطير القديمة

لهجات الحرب بادت كالسلالات الكريمة

نحن في عصر سلام عربيٍّ

قد نزعناه بوعي من تلافيف الهزيمة

وعلى ذلك فالحرب أو التفكير في الحرب جريمة

(25)

كلما جُدِّد للذل احتفال، ودُعينا لنقيمه

رقصتْ أضراسنا شوقا إلى تلك الوليمة

هل نشأنا كسيوف العصر لا تعرف للعزّة قيمة

(26)

في بلادي آلة الحرب معاقة

كل صاروخ ورشاش بها شدوا وَثاقه

نحن لا نعشق ضرب الغاصب المحتل

بل نهوى عناقهْ

(27)

آلة الحرب التي نملكها جاءت هدية

قيل لا تعمل إلا عند حرب عالمية

كتبوا تاريخ الاستعمال فيها بحروف أجنبية

لا علينا

نحن أهل اللغة الفصحى فلا نقرأ إلا العربية

(28)

كلما احتُلَّ من الأمَّة ثغر

كلما مُزِّق قطر

كلما أوغلت النكبة قلنا : ما علينا

أخبروني

أين ألقي غضبةً لله في العالم أينا؟

(29)

كيف أمسيتِ بلادي ؟

كيف أصبحتِ بلادي؟

كيف أمسى البدر في جوّك مغلول الأيادي

لا تلومي صارخا يصرخ في كل النوادي

كيف يخفي نازف الدمع عيونه

لا يلام الواله المكروب إن أبدى أنينه

(30)

قصة القدس التي تُروى حزينة

قصة القدس دماء وجراح

وكرامات طعينهْ

ليست القدس شعارا عربيا كي نخونه

لا ولا القدس يتامى ، وطحينا ومعونه

إنها القدس وحسبي أنها أخت المدينةْ

(31)

بسط البغي لها كفّا من الغدر لعينه

كفُّ جزار رهيب جعل الإرهاب دينه

قبل أن يبسط للسِّلم يديه وقرونه

مد للأغوار رجليه وللنفط عيونه

(32)

واقرؤا القرآن يا قومي لما لا تقرؤونه ؟

كم نبيٍّ وتقيٍّ دون حق يقتلونهْ

كم عهود خفروها واتفاق يهدرونهْ

لو هدمتم لهم الأقصى ودمّرتم حصونهْ

وبنيتم لهم الهيكل أو ما يطلبونهْ

ثم أهديتم فلسطين لهم دون مؤونةْ

طالبوكم عبر أمريكا وأوروبا بإبداء المرونة

هذه القصة.. لا سلم ولا ما يحزنونهْ

(33)

قصة القدس انتقام، صفقات ، ومجازرْ

قصة القدس خيانات جيوشٍ

وعروشٍ وكبائرْ

واسكبوا الشمع على الفور بفيها

يمنع التصريح و التلميح فيها

ما خسرنا نحن قوم لا نبالي بالخسائرْ

لم يزل في خطنا الأول للزحف إليها

ألف رقَّاص وفاجر

(34)

قصة القدس طويلة

مسرحيات، وأفلام، وأقلام قتيلة

وكتاب من نزوح كتب الظلم فصوله

وذروني أجمل القصة في هذا المقامْ

قام قصاص ووعاظ وتجَّار كلامْ

بشرونا بسلام، ونظام عالميّ لا يضام

هكذا يزعم أقطاب النظام

(35)

يا لقومي

منحة السلم عصا ، طبخة السلم حصى

هل سنطهو من حصى السلم الطعام؟

يا بني قومي اسمعوها

صرخة مني تدوي في الأنام

عن قريب

عن قريب تلد الأجواء إعصار السلام

وعلينا وعليكم .. وعلى الدنيا السلام

———-

إلــه أورشليم

الشاعر : معين بسيسو

لتنسني يميني

لتنسني عيون

حبيبتي

لينسني أخي

لينسني صديقي الوحيد

لينسني الكرى

على سرير سهاد

مثلما السلاح

في عنفوان المعركه

ينسى يد المحارب

ومثلما الناطور

ينسى على كرومه الثعالب

إذا نسيت

أنّ بين ثديي أرضنا ببيت

إله أورشليم

وأنّ من قطوف

دمنا يعتصر

الشهد واللبن

وخمرة السّنين

لكي يعيش

ويفرخ الوحوش

وكي أشيد

من الدموع

جدار مبكى وكي أحيل

خيمتي منديل

للعويل

على الذهاب

بلا إياب

***

لتنسني يميني

لتنسني عيون شعبي المغرّده

إذا نسيت

أن أغرس الطريق

لصدر بيّاراتنا وللكروم

سيفا من الجحيم

في عينيّ إله أورشليم

——-

القدس

نزار قبّاني

بكيت.. حتى انتهت الدموع

صليت.. حتى ذابت الشموع

ركعت.. حتى ملّني الركوع

سألت عن محمد، فيكِ وعن يسوع

يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء

يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء

يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع

يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع

حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول

يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول

حزينةٌ حجارةُ الشوارع

حزينةٌ مآذنُ الجوامع

يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد

من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة؟

صبيحةَ الآحاد..

من يحملُ الألعابَ للأولاد؟

في ليلةِ الميلاد..

يا قدسُ، يا مدينةَ الأحزان

يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفان

من يوقفُ العدوان؟

عليكِ، يا لؤلؤةَ الأديان

من يغسل الدماءَ عن حجارةِ الجدران؟

من ينقذُ الإنجيل؟

من ينقذُ القرآن؟

من ينقذُ المسيحَ ممن قتلوا المسيح؟

من ينقذُ الإنسان؟

يا قدسُ.. يا مدينتي

يا قدسُ.. يا حبيبتي

غداً.. غداً.. سيزهر الليمون

وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزيتون

وتضحكُ العيون..

وترجعُ الحمائمُ المهاجرة..

إلى السقوفِ الطاهره

ويرجعُ الأطفالُ يلعبون

ويلتقي الآباءُ والبنون

على رباك الزاهرة..

يا بلدي..

يا بلد السلام والزيتون

————

قدساه يا أماه ………عودي \ الشاعر مصطفى الجزار

رباه فك قيود القدس ربــــــــــــــــــاه فالقلب ينزف شوقا في حنـــاياه
ما عاد نور الضحي في الكون منتشرا بين الزهور وقد حلت بنـــــا الآه
يا قدس أبكي عليك اليوم واااأسفــي علي شهيد مضي واللـــحد واراه
أبكي عليك وهذي العين ما دمـــــعت إلا علي غائب قلبي تمنـــــــــاه
أبكي عليك وسال الدمع منهــــــــمرا فوق الرمال ونبت الحزن لــبـــاه
أبكي عليك بكاء الطفل حين يـــــري مرارة اليتم بعد الأم تغشـــــــاه
قد كانت الأم دوما كل غايـــــــــــــته قد كانت الأم في الغارات مأواه
يلجا إليها إذا ما الخـــــــــــطب أرقه كجنة الخلد يرضاها وترضـــــاه
وماتت الأم فانهالت مدامـــــــــــــــعه والنار أضحت له – بالرغم – مثواه
يا قدس إني كهذا الطفل فانتــــظري ولا تموتي فإن القــــــــلب أواه
يا قدس قلبي ويا أحلام قافيـــــــتي الشعر سال علي خدي فأدمــاه
والحزن قام من المحراب عانقـــــــني وضمني قلت: من يأتيك قدســاه
قدساه عودي أعيدي العرب صاعقة واسترجعي- أمنا – ما قد سلبناه
هيا أعيدي لنا مجدا ومملــــــــــــكة كنا نسود الوري عزا ملكـــــناه
واليوم هر الوري كالأسد ينهشـــــنا فلنبك دهرا علي ملك أضعــــناه

**********

رجس اليهود بأقصانا ومقدســـــــنا ذل وعار من الأوغاد نلـــــــــناه
فهل سعينا بجد نحو نصــــــــــرته؟ وهل مرير الأسي قما محـوناه؟
وهل شهرنا سيوف الحق فانتصرت؟ وهل طريق الهدي يوما سلكناه؟
يا عرب قوموا فقدس الله تأملــــــكم أسدا وجيشا جميع الناس تخشاه

**********

" صديق " أنت الذي صدقت قدوتـنا "خطاب " أنت الذي قد نلت دعواه
" عثمان " أنت الذي أعليت رايــتنا " علي " أنت الذي ما غرك الـجاه
أصحاب طه ويا أزهار أمتــــــــــنا كنتم لأحمد يمناه ويســـــــــــراه
مدوا إلينا يدا للقدس تنقـــــــــــذها مما رأته ومما قد رأيـــــــــــــناه
فالقدس أضحت يدا في ألف سلسلة تبكي علي حالها مما جنيــــــناه
يا قدس عذرا صلاح الدين فارقـــنا والجند في ساحة الميدان قد تاهوا
أبكي ودمعي حبيس لم يسل خجلا فشق قلبي فصار القلب مجـــــراه

***********

يا قدسنا إنني آت إليك غـــــــــدا أبغي عدوي فيلقاني وألـــــقاه
بسيف " بدر " وبين الكفر أطلـــقه مثل"البراق"وفي الأحشاء مسراه
حتي يعود سلام الله يرسمنا زهـرا ورب الوري فالنصر يـــــــــترعاه
فالتبصري قدسنا ولتزرعي أمــلا واستهزءي بالذي لاكته أفــــواه
فنحن جند رسول الله قائـــــــــدنا والذكر دستورنا يوما عرفــــــناه
شعب أتانا رسول الله قال لـــــنا: "إني بشير ….أطيعوني " أطعناه
وهم يهود غدا إبليس قــــــــائدهم والحقد فيهم قديما قد لمســــــناه
شعب ‘ذا رمت مدحا قلت: شــرذمة وإن أردت هجاء لست تلقـــــــــاه
فكيف ينصر شعــــــــب لا إله له؟ وكيف يهزم شعـــــــب ربه الله؟!!!

———–

خليل مطران

سلامٌ على القدس الشريف ومن به
على جامـع الأضداد في إرث حبه

على البلد الطهر الذي تحت تربـه
قــلـــوبٌ غدت حبّاتها بعض تربه

————

ترحيل فلسطينيي القدس على اجسادنا

شعر : لطفي الياسيني

سبحان ربي خالق الاكوان
هم يبتغون قداسة لمكان
قد اعنلوا ترحيلنا من قدسنا
من ذا اجاز لحاكم عدوان
يملي شروط رحيلنا عن ارضنا
هذا زمان عجائب الازمان
يتوعدون بطردنا بل نفينا
ليفرغوا قدسي من السكان
ويباشرون بهدم مسجدنا هنا
لاقامة المزعوم رهن ثوان
لن يهنئوا بهياكل في قدسنا
سنقيمها حربا على العدوان
وندك عرش الطامعين بارضنا
ونحرر الاقصى من الخصيان
انا بنو الاقصى حماة عرينه
اهل الرباط وشعلة الايمان
احفاد احمد نحن خيرة امة
ذكرت باي الذكر في الفرقان
حاشا وكلا يا عدو بلادنا
نرضى النزوح لامة الشجعان
باقون فوق صدوركم لرحيلكم
عن ارضنا يا رجس استيطان
بالدم نروي كل شبر ههنا
ونذود عنها شعلة البركان
لن تهنئوا يوما بهيكل حلمكم
لا حق لا لوجودكم ملان
للقدس يوم سوف تشهد ذبحكم
في كل ناحية كما الخرفان
ذي حكمة المولى اقر بذبحكم
في القدس بعد الذبح في بيسان
وستشهد اللد المذابح عاجلا
لا اجلا يا امة العصيان
هذي ديار القدس اقدس بقعة
هبة لنا من واحد منان
عودوا الى التاريخ حيث وجودكم
في ارض اوربا وفي رومان
اولاد ميتة اتيتم ههنا
وسلبتموا قدسي مع الاوطان
لا در .. در من ارضى بوجودكم
فمصيره سقر وفي النيران

———–

ياقدس

الشاعر : عبد الرحمن العشماوي

ما كلُّ مَنْ نطقوا الحروفَ أبانوا **** فلقد يَذوبُ بما يقولُ لسانُ
لغة الوفاءِ شريفةٌ كلماتُها **** فيها عن الحبِّ الأصيلِ بَيانُ
يسمو بها صدقُ الشعور إلى الذُّرا **** ويزُفُّ عِطْرَ حروفها الوجدانُ
لغةٌ تَرَقْرَقَ في النفوس جمالُها **** وتألَّقتْ بجلالها الأَذهانُ
يجري بها شعري إليكم مثلما **** يجري إلى المتفضِّل العِرْفانُ
لغةُ الوفاء، ومَنْ يجيد حروفَها **** إلا الخبير الحاذق الفنَّانُ؟
أرسلتُها شعراً يُحاط بموكبٍ **** من لهفتي، وتزفُّه الألحانُ
ويزفُّه صدقُ الشعور وإِنَّما **** بالصدق يرفع نفسَه الإِنسانُ
أرسلتُ شعري والسَّفينةُ لم تزلْ **** في البحر، حار بأمرها الرُّبَّانُ
والقدس أرملةٌ يلفِّعها الأسى **** وتُميت بهجةَ قلبها الأحزانُ
شلاَّلُ أَدْمُعِها على دفَقاته **** ثار البخار فغامت الأَجفانُ
حسناءُ صبَّحها العدوُّ بمدفعٍ **** تَهوي على طلقاته الأركانُ
أَدْمَى مَحاجرها الرَّصاص ولم تزلْ **** شمَّاءَ ضاق بصبرها العُدوانُ
لْقَى إليها السَّامريُّ بعجله **** وبذاتِ أَنواطٍ زَهَا الشَّيْطَانُ
نَسي المكابرُ أنَّ عِجْلَ ضلالِه **** سيذوب حين َتَمُّسه النيرانُ
حسناءُ، داهمَها الشِّتاءُ، ودارُها **** مهدومةٌ، ورضيعُها عُريانُ
وضَجيج غاراتِ العدوِّ يَزيدها **** فَزَعاً تَضَاعف عنده الَخَفقانُ
بالأمسِ ودَّعها ابنُها وحَليلُها **** وابنُ اْختها وصديقُه حسَّانُ
واليوم صبَّحتِ المدافعُ حَيَّها **** بلهيبها، فتفرَّق الجيرانُ
باتت بلا زوجٍ ولا إِبنٍ ولا **** جارٍ يَصون جوارَها ويُصَانُ
يا ويحَها مَلَكتْ كنوزاً جَمَّة **** وتَبيت يعصر قلبَها الِحرْمانُ
تَستطعم الجارَ الفقيرَ عشاءَها **** ومتى سيُطعم غيرَه الُجوْعَانُ
صارتْ محطَّمةَ الرَّجاء، وإنَّما **** برجائه يتقوَّت الإِنسانُ
يا قدسُ يا حسناءُ طال فراقُنا **** وتلاعبتْ بقلوبنا الأَشجانُ
من أين نأتي، والحواجزُ بيننا: **** ضَعْفٌ وفُرْقَةُ أُمَّةٍ وهَوانُ؟
من أين نأتي، والعدوُّ بخيله **** وبرَجْلهِ، متحفِّزٌ يَقْظَانُ؟
ويَدُ العُروبةِ رَجْفَةٌ ممدودةٌ **** للمعتدي وإشارةٌ وبَنانُ؟
ودُعاةُ كلِّ تقُّدمٍ قد أصبحوا **** متأخرين، ثيابُهم أَدْرَانُ
متحدِّثون يُثَرْثِرُون أشدُّهم **** وعياً صريعٌ للهوى حَيْرانُ
رفعوا شعارَ تقدُّمٍ، ودليلُهم **** لِينينُ أو مِيشيلُ أو كاهانُ
ومن التقدُّم ما يكون تخلُّفاً **** لمَّا يكون شعارَه العصيانُ
أين الذين تلثَّموا بوعودهم **** أين الذين تودَّدوا وأَلانوا؟
لما تزاحمت الحوائجُ أصبحوا **** كرؤى السَّراب تضمَّها القيعانُ
كرؤى السَّرابِ، فما يؤمِّل تائهٌ **** منها، وماذا يطلب الظمآنُ؟
يا قدس، وانتفض الخليلُ وغَزَّةٌ **** والضِّفتان وتاقت الجولانُ
وتلفَّت الأقصى، وفي نظراته **** أَلَمٌ وفي ساحاته غَلَيانُ
يا قُدس، وانبهر النِّداءُ ولم يزلْ **** للجرح فيها جَذْوةٌ ودُخانُ
يا قدس، وانكسرتْ على أهدابها **** نَظَراتُها وتراخت الأَجفانُ
يا قُُدْسُ، وانحسر اللِّثام فلاحَ لي **** قمرٌ يدنِّس وجهَه استيطانُ
ورأيتُ طوفانَ الأسى يجتاحُها **** ولقد يكون من الأسى الطوفانُ
كادت تفارق مَنْ تحبُّ ويختفي **** عن ناظريها العطف والتَّحنانُ
لولا نَسائمُ من عطاءِ أحبَّةٍ **** رسموا الوفاءَ ببذلهم وأعانوا
سَعِدَتْ بما بذلوا، وفوقَ لسانها **** نَبَتَ الدُّعاءُ وأَوْرَقَ الشُّكرانُ
لكأنني بالقدس تسأل نفسَها **** من أين هذا الهاطلُ الَهتَّانُ؟
من أين هذا البذلُ، ما هذا النَّدى **** يَهمي عليَّ، ومَنْ هُم الأَعوانُ؟
هذا سؤال القدس وهي جريحةٌ **** تشكو، فكيف نُجيب يا سَلْمانُ؟
ستقول، أو سأقول، ما هذا الندى **** إلاَّ عطاءٌ ساقه المَنَّانُ
هذا النَّدى، بَذْلُ الذين قلوبُهم **** بوفائها وحنانها تَزْدَانُ
أبناءُ هذي الأرض فيها أَشرقتْ **** حِقَبُ الزمان، وأُنزِل القرآنُ
صنعوا وشاح المجد من إِيمانهم **** نعم الوشاحُ ونِعْمَتِ الأَلوانُ
وتشرَّف التاريخ حين سَمَتْ به **** أخبارُهم، وتوالت الأَزمانُ
في أرضنا للناس أكبرُ شاهدٍ **** دينٌ ودنيا، نعمةٌ وأَمانُ
هي دوحةُ ضَمَّ الحجازُ جذورَها **** ومن الرياض امتدَّت الأَغصانُ
الأصل مكةُ، والمهاجَرُ طَيْبةٌ **** والقدسُ رَوْضُ عَراقةٍ فَيْنَانُ
شيمُ العروبة تلتقي بعقيدةٍ **** فيفيض منها البَذْلُ والإحسانُ
للقدس عُمْقٌ في مشاعر أرضنا **** شهدتْ به الآكامُ والكُثْبانُ
شهدت به آثارُ هاجرَ حينما **** أصغتْ لصوت رضيعها الوُديانُ
شهدت به البطحاء وهي ترى الثرى **** يهتزُّ حتى سالت الُحْلجانُ
ودعاءُ إبراهيمَ ينشر عطره **** في الخافقين، وقلبُه اطمئنان
هذي الوشائج بين مهبط وحينا **** والمسجد الأقصى هي العنوانُ
هو قِبلةٌ أُولى لأمتنا التي **** خُتمت بدين نبيِّها الأديانُ
أوَ لَمْ يقل عبدالعزيز وقد رأى **** كيف الْتقى الأحبار والرُّهبانُ
وأقام بلْفُورُ الهياكلَ كلَّها **** للغاصبين وزمجر البُركان
وتنمَّر الباغي وفي أعماقه **** حقدٌ، له في صدره هَيجَانُ
وتقاطرتْ من كلِّ صَوْبٍ أنْفُسٌ **** منها يفوح البَغْيُ والطغيانُ
وفدوا إلى القدس الشريف، شعارهم **** طَرْدُ الأصيل لتخلوَ الأوطانُ
وفد اليهود أمامهم أحقادهم **** ووراءهم تتحفَّرُ الصُّلبان
أوَ لم يقل عبدالعزيز، وذهنُه **** متوقدٌ، ولرأيه رُجْحَانُ
وحُسام توحيد الجزيرة لم يزلْ **** رَطْباً، يفوح بمسكه الميدانُ
في حينها نَفضَ الغُبارَ وسجَّلَتْ **** عَزَماتِه الدَّهناءُ والصُّمَّانُ
أوَ لم يَقُلْ، وهو الخبيرُ وإِنما **** بالخبرةِ العُظْمى يقوم كيانُُ:
مُدُّوا يدَ البَذْلِ الصحيحةَ وادعموا **** شعبَ الإِباءَ فإنهم فُرْسَانُ
شَعْبٌ، فلسطينُ العزيزةُ أَنبتتْ **** فيه الإباءَ فلم يُصبْه هَوانُ
شَعْبٌ إذا ذُكر الفداءُ بَدا له **** عَزْمٌ ورأيٌ ثاقبٌ وسنانُ
شعبٌ إذا اشتدَّتْ عليه مُصيبةٌ **** فالخاسرانِ اليأسُ والُخذلاُن
لا تُخرجوهم من مَكامنِ أرضهم **** فخروجُهم من أرضهم خُسران
هي حكمةٌ بدويَّة ما أدركتْ **** أَبعادَها في حينها الأَذهانُ
يا قُدْسُ لا تَأْسَي ففي أجفاننا **** ظلُّ الحبيبِ، وفي القلوبِ جِنانُ
مَنْ يخدم الحرمين يأَنَفُ أنْ يرى **** أقصاكِ في صَلَفِ اليَهودِ يُهانُ
يا قُدسُ صبراً فانتصاركِ قادمٌ **** واللِّصُّ يا بَلَدَ الفداءِ جَبَانُ
حَجَرُ الصغير رسالةٌ نُقِلَتْ على **** ثغر الشُّموخ فأصغت الأكوانُ
ياقدسُ، وانبثق الضياء وغرَّدتْ **** أَطيارُها وتأنَّقَ البستانُ
يا قدس، والتفتتْ إِليَّ وأقسمتْ **** وبربنا لا تحنَثُ الأَيمانُ
واللّهِ لن يجتازَ بي بحرَ الأسى **** إلاَّ قلوبٌ زادُها القرآنُ

حاولت جمع لا اقول كل بل بعضا
من الابيات الشعرية الحديثة
في القدس

تعليمية تعليمية




مشكوووووووووووووورة شهد على المرور




التصنيفات
منتدى القدس عاصمة فلسطين

قصة القدس

قصة القدس

شعر : د. عبد الغني التميمي

(1)
ليس للتين أو الزيتون نغضبْ
نحن للإسلام لا للأرض ننسبْ
ليس للموز أو الليمون أو قمح الموانئْ
نحن لسنا من عبيد الطقس ديدان الشواطئْ
ما عشقنا في فلسطين ِصباها
أو َصباها، أو رباها
ما عشقناها عروساً في بهاها تتطيّبْ
كفّها في ليلة الحنّاء تخضبْ
ما عشقناها مناخاً، وفصولاً
وجبالا وهضاباً وسهولا
بل عشقناها دويّاً وصليلا
وغبارا في سبيل الله يُسفى، وصهيلا
وسطورا بل فصولا في كتاب المجد تكتبْ
عبر أجنادين، أو حطين، أو غزة طولا
وسرايا أمّة الكفر على صدر صليب الكفر تصلبْ
(2)
وعشقنا في فلسطين من الأهوال جيلا
جعل التكبير والأحجار أقوى خطبة للعصر تخطبْ
جيل أبطالٍ من الأطفال في الضفة يُنْجَبْ
هكذا تبقى فلسطين ضميرا ، وكيانا في دمانا يتلهَّبْ
هي في عمق هوانا درة من درر الإسلام تسلبْ
ولهذا ليس للتين أو الزيتون نغضبْ
(3)
ألف كلا. ثم كلا
ما عشقناها كيانا مستقلا
جلّه يحكم بالتلمود مضمونا وشكلا
وبقايا ما تبقى يرفع الراية تسليما وذلا
(4)
ألف كلا
ما عشقناها شعارا أو قرارا
بل عشقناها شبابا لذرى المجد تبارى
ما عشقناها لفيفا من لصوصٍ
تسرق الحب نهارا
تخطف الخبزة من أيدي يتامانا اتِّجارا
وتخلّيها خمورا ليهود ونصارى
أيعيد الوطن المحتل يا قوم سكارى من سكارى
(5)
ألف كلا
لا تقولوا قد تطرَّفت وجاوزت الإطارا
هذه الأشعار ليست كلمات
إنها أدخنة من فؤاد شبَّ نارا
(6)
أخبروني
أين أوراق القضيهْ؟
أهي في تلك المباني والكراسي الذهبيهْ؟
أهي في مجلس محو الأمن في محو الهويهْ؟
أهي في أنياب ذئب أطلسي؟
أم ثوت في رأس حيَّهْ؟
ألف كلا
إن بيت الداء في أنفسنا
وهنا تكمن أسرار القضيَّة
(7)
ألف كلا . ثم كلا
صرخة المسلم من نجد إلى تطوان غربا
فبخارى. وسفوح الصين شرقا . فالمكلا
ألف كلا
ما أردناها كنيسا بل مصلى
(8)
ألف كلا ، ثم كلا
كل حلٍّ ليس في القرآن والسنة لا نرضاه حلاّ
(9)
مزِّقونا وانثروا اللحم على كل طريقْ
لا تبالوا ، حرقونا وارقصوا حول الحريقْ
وزِّعونا في الصحاري ، أطعمونا للحوت
كل هذا في نظام الغاب جائز
غير أنا لن نبيع القدس أو أي مدينة
هل يبيع المؤمن الصادق للأعداء دينه
(10)
ارحمونا من تفاهات حلول في المزاد
ودروس من مساق الذلّ ُتقرأ وُتعاد
ما رضينا، فقبول الظلم ظلم، والرضى بالعار عارْ
قد نذرنا دمنا زيتا لقنديل الجهاد
حلّنا يأتي عزيزا فوق صهوات الجيادْ
ليس في الأكفان محمولا إلى "أرض المعاد"
(11)
جرِّدونا من رداء المجد من نبض الفضيلةْ
أسعروا الحرب علينا بقوانين القبيلة
لم نكن يوما على دين (غُزِيَّةْ)
بل على أقدامنا تنهار دعوى الجاهليةْ
عهدنا باق إلى آخر مسجدْ
لن نبيع القدس يوما ما بقي فينا موحِّدْ
(12)
ثم ماذا قيل عن هذي القضيةْ
قال حكام ، وقوّادٌ كبار وجنودْ
أرضكم أرض ككلِّ الأرض في هذا الوجود
لا تزيدوا وجع الرأس علينا واتركوها لليهود
هي لا تُنبت درا أو زبرجد
ليست الأحجار فيها من عقيق لا ولا التربة عسجد
قلت: ياقوم أقلوا إنها مسرى محمد
إنها معراجه المفضي لأطباق السماء
وبها صلى بكل الأنبياءْ
هل رأيتم في رؤى الماضي، أو الدنيا الجديدة
هل علمتم ، أو سمعتم، أو قرأتم في كتاب أو جريدةْ
أنَّ عبدا مؤمنا يطرح للبيع (عقيدة)
(13)
هذه القدسُ مزيجٌ من صمود ومرارهْ
لم تكن يوما لبيع أو إعارةْ
هي للأمة (ميزان الحرارةْ)
ناطق التاريخ في أحيائها يطلب ثارهْ
كل شبر من ثراها فيه للتلمود غارة
هذه القدس نسيج من سناء وطهارةْ
ها هو الفاروق في أفيائها يرفو إزاره
وصلاح الدين يمحو أثر الكفر الصليبيِّ وعارهْ
ثم في غفوة قومي
قبض الراية أطفال الحجارةْ
(14)
ثم ما ذا ؟ ولماذا؟
تسعة الأصفار تبقى أمة تلهو وتلعبْ
أدمىً نحن؟ رجال من عجين نتقولب
أم ظهورٌ ومطايا "كل من يرغب يركب"؟
سخر التاريخ منَّا
دمنا يرخص كالماء ولا كالماء يشرب
إن تكن تعجب من كثرتنا فالجبن أعجب
قد يُخِيفُ الذئب من أنيابه مليار أرنب
(15)
ذات يوم سألوني : أنت من أي البلادِ؟
لاجئٌ أنت طريدٌ
فيك شيءٌ غير عادي
خِلْتُه كان سؤالا شقَّ كالسهم فؤادي
إن أرضي كل أرض تعشق التكبير في صوت المنادي
(16)
قد تجاوزنا عصور البلقنةْ
وتخطَّيْنا خطوط اللبننةْ
لا تحاكمني إلى الأفغان أو للأفغنة
وطنُ الإسلام أرضي
وانتمائي للجموع المؤمنة
وبلادي حدها شرقا وغربا أو شمالا وجنوبا مئذنة
(17)
سألوني ذات يوم عن بقايا ذكرياتي
عن حياتي كيف كانت
كيف مرت أمسياتي
فتصفَّحْت كتابا معجميّاً هائل الحجم، كثير الصفحاتِ
كل حرف فيه يحكي قصصا
لجروح ونزوح وشتاتِ
ذلك المعجم يحوي أدبا غير الذي تعرفه
سمِّه أنت إذا شئت حياتي
(18)
آه ! واقدساه من ظلم قريبي
وهو يكويني ، ومن كيد البعيدْ
لا تلوميني على غمي وحزني
لا تلوميني على بؤسي ووهني
لا تظني غيْبتي من سوء ظنِّي
أو قعودي عن لظى الحرب لجُبْني، أو لسِنِّي
لا تلوميني فإني
زرعوا قيدين في رجليَّ: قيد من حديدْ
مدمنُ العضِّ ، وقيد من حدودْ
(19)
كلما جئت مطارا أو قطارا للعبورْ
قدَّم القوم اعتذارا: أنت ممنوع المرور!!
هذه أوراق إثباتي بأني عربي
مولدي، أمي، أبي، عمي، أخي، جد أبي
سحنتي، لوني، لساني، نسبي
عشت في هذي البراري منذ عاش الدينصورْ
وأكلْتُ الحنظل المرَّ ومنقوع القشورْ
قذفوا الأوراق في وجهي ولفّوا طلبي
وجهارا أقسموا لي : أن سرّ المنع أني عربي
هذه التهمة مهما بلغت نصف الحقيقة
نصفها الآخر يكمن في تلك "الوثيقة"
كتب الكاتب فيها أنني من أهل "غزَّة"
قرروا أن يشطبوها، كرهوها
إنها تشبه في الأحرف "عِزَّة"
(20)
حرموني من صغاري ، من عيوني ، ويديَّا
حرَّموا الحُبَّ عليَّ
جرَّبوا كل سياط القهر فيَّ
صادروا الحرف الذي أقوى على النطق به
قلعوا الأضراس من فكِّي، وقصُّوا شفتيَّ
حطَّموا كل عظامي
وبعنْف مارَسوا الإرهاب في ذاك الحطامِ
وتلا القاضي على الناس اتِّهامي:
إنني شخص أصوليٌّ أجيد العربية
ولدى نفسي بقايا من حميَّة
أنني "مُعْدٍ" لكوني فيَّ "فيروس" القضيَّةْ
(21)
ثم ماذا ؟
ذات يوم أبصروا في شعر وجهي بعض آيات الصلاحْ
هذه الشعرات عنوان الرجولةْ
فتنادى علماء النفس والخبرة من كل البطاحْ
درسوني وطنيا
درسوني عربيا
درسوني عالميا
فإذا التقرير قد أوصى بنتف الشعر بحثا عن سلاح
(22)
ثم ماذا ؟
ذات يوم هدموا جدران بيتي
ورموني في العراء
تحت نهش البرد والظلمة في فصل الشتاء
ليس شيء بين جلدي وصقيع الأرض أو نَدْف السماء
رجفت أعضاء جسمي واستقر الموت في لحمي وعظمي
فتنادوا لاكتشافي
رصدوا كل خفايا حركاتي باهتمام
فحصوا نبضات قلبي ودمائي بانتظامْ
درسوني وطنيا
درسوني عربيا
درسوني عالميا
وأداروا آلة التنقيب عن أسرار همي
فأتى التقرير مختوما بتوقيعي وختمي:
هو شخص دمويٌّ حركيٌّ
قلبه يخطر في أعماقه "قلب النِّظام"
(23)
ثم ماذا ؟
ذات يوم وقف العالم يدعو لحقوق الكائناتِ
كل إنسان هنا ، أو حيوان، أو نباتِ
كل مخلوق له كل الحقوق
هكذا النصّ صريحا جاء في كل اللغاتِ
قلت للعالم : شكرا أعطني بعض حقوقي
حق أرضي، وقراري، وحياتي
فتداعى علماء الأرض والأحياء من كل الجهات
درسوني عالميا
فأتى التقرير لا مانع من إعطائه حق المماتِ
(24)
قال قوم لا تنادوا للفداء
يغضب الساسة من هذا النداء
يخجل الساسة من هذا النداء
لغة الحرب تولَّت في الأساطير القديمة
لهجات الحرب بادت كالسلالات الكريمة
نحن في عصر سلام عربيٍّ
قد نزعناه بوعي من تلافيف الهزيمة
وعلى ذلك فالحرب أو التفكير في الحرب جريمة
(25)
كلما جُدِّد للذل احتفال، ودُعينا لنقيمه
رقصتْ أضراسنا شوقا إلى تلك الوليمة
هل نشأنا كسيوف العصر لا تعرف للعزّة قيمة
(26)
في بلادي آلة الحرب معاقة
كل صاروخ ورشاش بها شدوا وَثاقه
نحن لا نعشق ضرب الغاصب المحتل
بل نهوى عناقهْ
(27)
آلة الحرب التي نملكها جاءت هدية
قيل لا تعمل إلا عند حرب عالمية
كتبوا تاريخ الاستعمال فيها بحروف أجنبية
لا علينا
نحن أهل اللغة الفصحى فلا نقرأ إلا العربية
(28)
كلما احتُلَّ من الأمَّة ثغر
كلما مُزِّق قطر
كلما أوغلت النكبة قلنا : ما علينا
أخبروني
أين ألقي غضبةً لله في العالم أينا؟
(29)
كيف أمسيتِ بلادي ؟
كيف أصبحتِ بلادي؟
كيف أمسى البدر في جوّك مغلول الأيادي
لا تلومي صارخا يصرخ في كل النوادي
كيف يخفي نازف الدمع عيونه
لا يلام الواله المكروب إن أبدى أنينه
(30)
قصة القدس التي تُروى حزينة
قصة القدس دماء وجراح
وكرامات طعينهْ
ليست القدس شعارا عربيا كي نخونه
لا ولا القدس يتامى ، وطحينا ومعونه
إنها القدس وحسبي أنها أخت المدينةْ

(31)
بسط البغي لها كفّا من الغدر لعينه
كفُّ جزار رهيب جعل الإرهاب دينه
قبل أن يبسط للسِّلم يديه وقرونه
مد للأغوار رجليه وللنفط عيونه
(32)
واقرؤا القرآن يا قومي لما لا تقرؤونه ؟
كم نبيٍّ وتقيٍّ دون حق يقتلونهْ
كم عهود خفروها واتفاق يهدرونهْ
لو هدمتم لهم الأقصى ودمّرتم حصونهْ
وبنيتم لهم الهيكل أو ما يطلبونهْ
ثم أهديتم فلسطين لهم دون مؤونةْ
طالبوكم عبر أمريكا وأوروبا بإبداء المرونة
هذه القصة.. لا سلم ولا ما يحزنونهْ
(33)
قصة القدس انتقام، صفقات ، ومجازرْ
قصة القدس خيانات جيوشٍ
وعروشٍ وكبائرْ
واسكبوا الشمع على الفور بفيها
يمنع التصريح و التلميح فيها
ما خسرنا نحن قوم لا نبالي بالخسائرْ
لم يزل في خطنا الأول للزحف إليها
ألف رقَّاص وفاجر
(34)
قصة القدس طويلة
مسرحيات، وأفلام، وأقلام قتيلة
وكتاب من نزوح كتب الظلم فصوله
وذروني أجمل القصة في هذا المقامْ
قام قصاص ووعاظ وتجَّار كلامْ
بشرونا بسلام، ونظام عالميّ لا يضام
هكذا يزعم أقطاب النظام
(35)
يا لقومي
منحة السلم عصا ، طبخة السلم حصى
هل سنطهو من حصى السلم الطعام؟
يا بني قومي اسمعوها
صرخة مني تدوي في الأنام
عن قريب
عن قريب تلد الأجواء إعصار السلام
وعلينا وعليكم .. وعلى الدنيا السلام




شكرا شهد على الموضوع الهادف والمميز