التصنيفات
الفقه واصوله

ضع يدك على فخذك قبل أن تسلم في الصلاة ولا تشير بمسبحتك بعد التشاهد . ||- الفقه واصوله

تعليمية تعليمية

ضع يدك على فخذك قبل أن تسلم في الصلاة ولا تشير بمسبحتك بعد التشاهد .

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين
أما بعد:لا يخفى على إخواننا أهل السنة أن الأصل في العبادات أنها توقيفية ولا يجوز لنا أن نأتي فيها بحركات وأذكار لم تثبت في كتاب ربنا ولا سنة نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،وإنه مما لفت انتباهي في صلاة كثير من إخواننا أهل السنة ،الإشارة بالمُسبحة بعد التسليم من الصلاة وبعضهم يبقيها منصوبة إلى التسليمة الثانية ،وإني تعمدت أن أسأل كثيراً منهم عن فعلهم هذا وما دليله عليه من الكتاب أو من السنة فما كان منهم إلا أنهم يقولون الله أعلم، فأحببت أن أنقل هذه الفائدة من شرح العلامة المحدث عبد المحسن العباد على الحديث التالي المخرج عند أبي داود:

قال الإمام أبو داود -رحمه الله – حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن زكريا ووكيع عن مسعر عن عبيد الله بن القبطية عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما أنه قال: (كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم أحدنا أشار بيده من عن يمينه ومن عن يساره، فلما صلى قال: ما بال أحدكم يرمي بيده كأنها أذناب خيل شمس، إنما يكفي أحدكم، أو ألا يكفي أحدكم أن يقول هكذا، وأشار بإصبعه، يسلم على أخيه من عن يمينه ومن عن شماله) ].

قال العلامة المحدث عبد المحسن العباد -حفظه الله -أورد أبو داود حديث جابر بن سمرة رضي الله عنهما الذي فيه أنهم كانوا يشيرون بأيديهم إلى جهة اليمين والشمال تكون الأيدي على الفخدين وإذا سلم السلام عليكم ورحمة الله،السلام عليكم ورحمة الله يعني يشير بيده من جهة اليمين ومن جهة الشمال ، فالنبي صلى الله عليه وسلم: [ قال (ما بال أحدكم يرمي بيده كأنها أذناب خيل شمس؟!) ] والمقصود الخيل التي فيها نفار، فإنك تجد ذيلها يضطرب مثل تحريك اليد عندما كانوا يسلمون. قوله: [ (إنما يكفي أحدكم، أو ألا يكفي أحدكم أن يقول هكذا وأشار بإصبعه، يسلم على أخيه من عن يمينه ومن عن شماله) ]. هذه إشارة إلى الهيئة التي تكون في التشهد، وأن الإنسان يضع يديه على فخذيه، وأنه يشير عند الدعاء ثم يسلم بدون إشارة، وذكر الإصبع هنا ليس المقصود أنه يشير بالاصبع؛ لأن الإشارة بالإصبع مثل الإشارة باليد، وإنما المقصود هنا الإشارة في التشهد. ثم قال: يسلم عن يمينه وعن شماله،يعني: بعدما ينتهي من الذكر والدعاء الذي يكون في التشهد يسلم على أخيه عن يمينه وعن شماله، وليس المقصود أنه يشير بإصبعه أو يسلم بإصبعه؛ لأن الإشارة بالإصبع مثل الإشارة باليد منهي عنها ولا إشارة في السلام يعني بالنسبة عندما يريد أن يخرج من الصلاة، وإنما تبقى اليد على ما هي عليه والانسان يسلم عن يمينه وعن شماله ولهذا الرواية الأخرى التي بعدها توضحها ، وأن المقصود أنه يضع يديه على فخذيه ولا يحركهما بالسلام ،وإنما عندما ينتهي من الصلاة يسلم عن يمينه وعن شماله

قوله: [ (يسلم على أخيه) ]. معناه: أن الإنسان يسلم على من عن يمينه ومن عن شماله، فإذا قال: السلام عليكم ورحمة الله، عن يمينه وعن شماله فإنه يدعو لمن كان على يمنيه ومن كان على شماله. وبالنسبة للنافلة قد لا يكون أحد عن يمينه وعن شماله، لكن ذكروا أن الملائكة تكون عن يمينه وشماله.1

1-شرحه على سنن أبي داود رحمه الله شريط رقم/(82).

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

صوم تارك الصلاة

الفتوى رقم: 314
الصنف: فتاوى الصيام

في حكم صوم تارك الصلاة

السؤال: هل صيام تارك الصلاة جائز صحيح؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وآله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين أما بعد:
فلا خلاف بين أهل العلم في عدم صحة صيام من ترك الصلاة منكرًا بفرضيتها جاحدًا بوجوبها، لأنه كافر كفرًا مخرجًا من الملة قولاً واحدًا، وأعمال الكفار تقع باطلة لأنَّ صحة العمل مشروط بالإيمان وهو -في هذه الحال- منتفٍ عنه، قال تعالى:﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً﴾ [الفرقان: 23]وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾[النور: 39]، وقال تعالى: ﴿مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ﴾ [إبراهيم: 18]
أمَّا تارك الصلاة عمدًا وكسلاً وتهاونًا مع الإقرار بفرضيتها فحكمه مختلف فيه بين أهل العلم بين مكفر له لورود نصوص شرعية تقضي بذلك وبه قال الإمام أحمد وغيره، وغير مكفر لتاركه لوجود أدلة أخرى مانعة من تكفيره وبه قال مالك والشافعي وأبو حنيفة وغيرهم، وتخريج هذه المسألة مردها إلى حكم تكفيره، فمن كفر تارك الصلاة عمدًا وتهاونًا ألحقه بالمنكر لفرضيتها فلم يعتد بصيامه وسائر أعماله -كما تقدم- لانتفاء شرط الإيمان الذي يتوقف عليه عمله وصيامه، ومن لم يكفره عَدَّه مؤمنا عاصيًا، ولم يخرجه من دائرة الإيمان، وبناء عليه تصح أعماله وصيامه لوجود الإيمان المشروط في الأعمال والعبادات.
والراجح من القولين هو التفصيل، ووجهه أن من ترك الصلاة كلية ويموت على هذا الإصرار والترك فلا يكون مؤمنًا ولا يصح منه صوم ولا عمل وهو المعبر عنه بالترك المطلق، أما من يصلي ويترك فهذا غير محافظ عليها وليس بكافر، بل مسلم يدخل تحت المشيئة والوعيد ويصح صومه وهو المعبر عنه بمطلق الترك ويؤيده قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "خمس صلوات كتبهن الله على العباد في اليوم والليلة، فمن حافظ عليها كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له عند الله عهد، إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة"(١)، ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنَّ أول ما يحاسب به العبد صلاته، فإن أتمها، وإلاَّ نظر هل له من تطوع، فإن كان له تطوع أكملت الفريضة من تطوعه"(٢) وهذا التفصيل من اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية(٣) رحمه الله-.
و العلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين.

الجزائر في: 16 ذي القعدة 1443ﻫ
المـوافقﻟ: 18 ديسمبر 2022م

١- رواه أبو داود في الوتر (1422)، والنسائي في الصلاة (465)، وأحمد (23361) من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب:(1/370)، وفي صحيح الجامع: (3243).

٢- رواه الترمذي في الصلاة (415)، والنسائي في الصلاة (469) وابن ماجه في إقامة الصلاة والسنة (1491) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2020).

٣- مجموع الفتاوى لابن تيمية: (7/ 614، 615، 616)، ( 22 / 49).




.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.
.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة، أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.
.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.
جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م – 1443ھ/2009م)




تعليمية تعليمية
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اشكرك اخي الكريم لطرحك الاشكال لطالما كان مثار للجدل لأهل العلم والمعرفة للحفاظ على فرض الصيام وبدون صلاة الصيام باطل .
بارك الله فيك اخي الكريم وتقبل من اخوك كل الشكر والود .
تعليمية تعليمية




أولا السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أما بعد:اشكركم جزيل الشكر على هذا الموضوع الشيق و أرجوا أن يتقبل الله صيامكم و قيامكم بمزيد من الأجر و المغفرة و الثواب.




جزاك الله خيرا و جعله في ميزان حسناتك




التصنيفات
اسلاميات عامة

مسائل الصلاة 8

أركان الصلاة
السؤال (96): فضيلة الشيخ ، ما هي أركان الصلاة ؟
الجواب : صفة الصلاة التي ذكرناها آنفاً تشتمل على أركان الصلاة وواجباتها وسننها ، وأهل العلم رحمهم الله ذكروا أن ما يقع في هذه الصلاة ، أو أن ما يكون من هذه الصفة ينقسم إلى أركان وواجبات وسنن ، على اتفاق فيما بينهم في بعض الأركان والواجبات ، وخلاف فيما بينهم في بعضها ، فنذكر مثلاً من الأركان:
الأول : القيام مع القدرة : وهذا ركن في الفرض خاصة ، لقوله تعالى : (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) (البقرة:238) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن الحصين : " صل قائماً ، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب"(104).
الثاني من الأركان : تكبيرة الإحرام ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم للمسيء في صلاته: " إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ، ثم استقبل القبلة فكبر"(105). ولابد أن يقول : الله أكبر ، فلا يجزئ أن يقول : الله أجل ، أو الله أعظم ، وما أشبه ذلك. وينبغي أن يعلم أنه لا يصح أن يقول : الله أكبر بمد الهمزة، لأنها تنقلب حينئذ استفهاماً، ولا أن يقول : الله أكبار بمد الباء ، لأنها حينئذ تكون جمعاً للكبر، والكَبَر هو الطبل، فأكبار كأسباب جمع سبب، وأكبار جمع كبر ، هكذا قال أهل العلم فلا يجوز أن يمد الإنسان الباء ، لأنها تنقلب بلفظها إلى جمع كبر ، وأما ما يقوله بعض الناس : الله وكبر فيجعل الهمزة واواً، فهذا له مساغ في اللغة العربية ، فلا تبطل به الصلاة .
الركن الثالث : قراءة الفاتحة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب"(106)، ولكن إذا كان لا يعرفها فإنه يلزمه أن يتعلمها ، فإن لم يتمكن من تعلمها ، قرأ ما يقوم مقامها من القرآن إن كان يعلمه ، وإلا سبح وحمد الله وهلّل.
الركن الرابع : الركوع : لقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا )(الحج: 77)، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي أساء في صلاته ولم يصلها على وجه التمام: " ثم اركع حتى تطمئن راكعاً" *.
الركن الخامس : الرفع من الركوع ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم للمسيء في صلاته : "ثم ارفع حتى تطمئن قائماً"(107) .
الركن السادس : السجود ، لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا )(الحج: من الآية77) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم للمسيء في صلاته : "ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً(108) .
الركن السابع: الجلوس بين السجدتين، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم للمسيء في صلاته : " ثم ارفع حتى تطمئن جالساً(109).
الركن الثامن : السجود الثاني ، لأنه لابد في كل ركعة من سجودين لقول النبي صلى الله عليه وسلم للمسيء في صلاته : " ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً"(110) بعد أن ذكر قوله : " ثم ارفع حتى تطمئن جالساً".
أما الركن التاسع : فهو التشهد الأخير ، لقول ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نقوم قبل أن يفرض علينا التشهد ،فدل هذا على أن التشهد فرض.
الركن العاشر : وهو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير، هذا المشهور من مذهب الإمام أحمد.

الركن الحادي عشر : الترتيب بين الأركان : القيام ، ثم الركوع ، ثم الرفع منه، ثم السجود ، ثم الجلوس بين السجدتين ، ثم السجود ، فلو بدأ بالسجود قبل الركوع لم تصح صلاته، لأنه أخل بالترتيب.
الثالث عشر : الطمأنينة في الأركان ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم للمسيء في صلاته : "ثم اركع حتى تطمئن"، ثم ارفع حتى تطمئن "، "ثم اسجد حتى تطمئن".
والطمأنينة: أن يسكن الإنسان في الركن حتى يرجع كل فقال إلى موضعه ، قال العلماء : وهي السكون وإن قل ، فمن لم يطمئن في صلاته فلا صلاة له ولو صلى ألف مرة.
وبهذا نعرف خطأ ما نشاهده من كثير من المصلين من كونهم لا يطمئنون ولا سيما في القيام بعد الركوع ، والجلوس بين السجدتين ، فإنك تراهم قبل أن يعتدل الإنسان قائماً إذا هو ساجد وقبل أن يعتدل جالساً إذا هو ساجد ، وهذا خطأ عظيم ، فلو صلى الإنسان على هذا الوصف ألف صلاة لم تقبل منه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل الذي كان يخل بالطمأنينة، فجاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم قال له النبي صلى الله عليه وسلم : "ارجع فصل فإن لم تصل"(111) ، وهذا يدل على أن من صلى صلاة أخل فيها بشيء من أركانها أو واجباتها على وجه أعم ، فإنه لا صلاة له ، بل ولو كان جاهلاً في مسألة الأركان ، فإنه لا صلاة له .
والركن الأخير وهو الرابع عشر: التسليم ، بأن يقول في منتهى صلاته : السلام عليكم ورحمة الله ، السلام عليكم ورحمة الله ، والصحيح أن التسليمتين كلتاهما ركن ، وأنه لا يجوز أن يخل بواحدة منهما ، لا في الفرض ولا في النفل ، وذهب بعض أهل العلم إلى أن الركن التسليمة الأولى فقط في الفرض والنافلة ، وذهب آخرون إلى أن الركن التسليمة الأولى فقط في النافلة دون الفريضة ، فلابد فيها من التسليمتين ، لكن الأحوط أن يسلم الإنسان التسليمتين كلتيهما ، هذه هي الأرك
ان.




بارك الله فيك أخي أبو جمانة على الموضوع القيم والمفيد
أعانك الله
نترقب المزيد
بالتوفيق




بارك الله فيك




جزاك الله خيرا




بارك الله فيك




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة GENERAL تعليمية
بارك الله فيك أخي أبو جمانة على الموضوع القيم والمفيد
أعانك الله
نترقب المزيد
بالتوفيق

و فيك بارك الله.




بوركت اناملك على الطرح الاسلامي

وجعله الله في ميزان حسناتك

بإنتظار الاجمل دوما بشوق

ودي




التصنيفات
الفقه واصوله

أحكام و آداب السترة في الصلاة

قال الشيخ الألباني (رحمه الله)

في كتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها

السترة ووجوبها

و ( كان صلى الله عليه وسلم يقف قريبا من السترة فكان بينه وبين الجدار ثلاثة أذرع ) ( البخاري ومسلم ) و ( بين موضع سجوده والجدار ممر شاة )
( ابن خزيمة ) وكان يقول : ( لا تصل إلا إلى سترة ولا تدع أحدا يمر بين يديك فإن أبى فلتقاتله فإن معه القرين ) ( أبو داود والبزار وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) ويقول : ( إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) و ( كان – أحيانا – يتحرى الصلاة عند الاسطوانة التي في مسجده ) ( البخاري ومسلم ) و ( كان إذا صلى [ في فضاء ليس فيه شيء يستتر به ] غرز بين يديه حربة فصلى إليها والناس وراءه ) وأحيانا ( كان يعرض راحلته فيصلي إليها ) وهذا خلاف الصلاة في أعطان الإبل فإنه ( نهى عنها ) وأحيانا ( كان يأخذ الرحل فيعدله فيصلي إلى آخرته ) ( مسلم وأبو داود ) وكان يقول : ( إذا وضع أحكم بين يديه مثل موخرة الرحل – فليصل ولا يبالي من مر وراء ذلك ) ( النسائي وأحمد بسند صحيح ) و ( صلى – مرة – إلى شجرة ) ( البخاري ومسلم وأبو يعلى ) و ( كان – أحيانا – يصلي إلى السرير وعائشة رضي الله عنه مضطجعة عليه [ تحت قطيفتها ] ) ( ابن خزيمة في صحيحه والطبراني ) وكان صلى الله عليه وسلم لا يدع شيئا يمر بينه وبين السترة فقد ( كان يصلي إذ جاءت شاة تسعى بين يديه فساعاها حتى ألزق بطنه بالحائط [ ومرت من ورائه ] ) ( أحمد والدارقطني والطبراني بسند صحيح ) و ( صلى صلاة مكتوبة فضم يده فلما صلى قالوا : يا رسول الله أحدث في الصلاة شيء قال : ( لا إلا أن الشيطان أراد أن يمر بين يدي فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي وأيم الله لولا ما سبقني إليه أخي سليمان لارتبط إلى سارية من سواري المسجد حتى يطيف به ولدان أهل المدينة [ فمن استطاع أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل ] ) ( البخاري ومسلم )

وكان يقول : ( إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفع في نحره [ وليدرأ ما استطاع ] ( وفي رواية : فليمنعه مرتين ) فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان )
( البخاري ومسلم ) وكان يقول : ( لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه )




قال الشيخ الفاضل محمد بن عمر بازمول _حفظه الله_ في شرحه على الكتاب { طبعة دار الإمام أحمد }

هذا الفصل يتضمن عدة مسائل :
المسألة الأولى : ما هي السترة؟
الجواب : السترة هي ما يضعه المصلي أمامه في الصلاة بينها وبين موضع السجود قدر ممر شاة .

المسألة الثانية : ما هي الحكمة من مشروعية السترة؟
قال العلماء – رحمهم الله – : الحكمة من مشروعية السترة أنها تكون حدّاً للمصلي يمنع المار من بين يديه . وحدّاً لبصره إذ من السنة ألَّا يجوز ببصره محل سجوده .

المسألة الثالثة : ما مقدار ما يكون بين المصلي والسترة؟
بينت الأحاديث أن مقدار ذلك ثلاثة أذرع ، من محل قيامه إلى السترة ، ويكون بين محل سجوده والسترة قدر ممر الشاة .

المسألة الرابعة : ما حكم اتخاذ السترة ؟…

الذي رجحه الشيخ حفظه الله أنها سنة مؤكدة بعدما ذكر أقوال أهل العلم .

المسألة الخامسة : ما هي الآداب المشروعة في السترة ؟
هناك جملة من الآداب المشروعة وهي :
الأمر الأول : أن يكون بين السترة وبين المصلي ثلاثة أذرع.

الأمر الثاني : أن يكون بين محل السجود والسترة قدر ممر شاة .
الأمر الثالث : أنه إذا مرت بهيمة أو طفل صغير لا يميز وأراد المرور بين المصلي وسترته ، لا يدعه ، بل يتقدم حتى يمر من خلفه . للحديث الذي ذكره المصنف رحمه الله : (وكان صلى الله عليه وسلم لا يدع شيئاً يمر بينه وبين السترة ، فقد {كان يصلي ؛ إذ جاءت شاة تسعى بين يديه ؛ فساعاها حتى ألزق بطنه بالحائط [ومرت من ورائه]) .
الأمر الرابع : ما يتعلق بالمسلم إذا رأى الإنسان يصلي فلا يمر بين يديه . وعلى المصلي أن يدفع من يريد بين يديه إذا كان مميزاً عاقلاً ، لما ذكره المصنف من الحديث ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إذا صلى أحدكم إلى شئ يستره من الناس ، أراد أحدٌ أن يجتاز بين يديه ؛ فليدفع في نحره ، [ وليدرأ ما استطاع ] { وفي رواية : فليمنعه ، مرتين } ، فإن أبى فليقاتله ، فإنما هو شيطان ) . وقال : ( لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه ؛ لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه ) .
الأمر الخامس : على المصلي إذا صلى إلى سترة أن يدنو منها . للحديث الذي ذكره المصنف رحمه الله ( إذا صلى أحدكم إلى سترة ؛ فليدن منها ، لايقطع الشيطان عليه صلاته ) .

المسألة السادسة : ما حكم من من يصلي بغير سترة ومر بين يده المرأة أو الحمار أو الكلب الأسود ؟
الجواب : إذا صلى أحد إلى غير سترة فإنه يقطع صلاته مرور المرأة والحمار والكلب الأسود ، فيما بينه وبين سترته . أما إذا كان بين يديه سترة فإنه لا يقطع صلاته شئ . والدليل الحديث المتقدم عن أبي ذرٍّ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخر الرحل فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود . قلت : يا أبا ذر ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر؟ قال : يا بن أخي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال : الكلب الأسود شيطان ) .

المسألة السابعة : سترة الإمام سترة لمن خلفه
.
وهذه من تراجم البخاري ، ويدل عليها أن الصحابة الذين صلوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينقل أنهم صلوا إلى سترة ، ولم ينقل أنهم منعوا من المرور بين أيديهم أثناء الصلاة خلف الرسول صلى الله عليه وسلم .




وقال الشيخ الألباني رحمه الله في تلخيص صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم:

1- ويجب أن يصلى إلى سترة ، لافرق في ذلك بين المسجد وغيره ، ولابين كبيره وصغيره لعموم قوله صلى الله عليه وسلم{ لاتصل إلا إلى سترة ، ولاتدع أحداً يمر بين يديك ، فإن أبى فلتقاتله فإن معه القرين } . يعني الشيطان .

2- ويجب أن يدنو منها ، لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك .

3- وكان بين موضع سجوده صلى الله عليه وسلم والجدار الذي يصلي إليه نحو ممر شاة ، فمن فعل ذلك فقد أتى بالدنوِّ الواجب .

4- ويجب أن تكون السترة مرتفعة عن الأرض نحو شبر أو شبرين لقوله صلى الله عليه وسلم : { إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليصل ، ولا يبالي من وراء ذلك }

5- ويتوجه إلى السترة مباشرة ، لأنه الظاهر من الأمر بالصلاة إلى سترة ، وأما التحول عنها يميناً أو يساراً بحيث أنه لا يصمد إليها ، فلم يثبت .

6- وتجوز الصلاة إلى العصا المغروزة في الأرض أو نحوها ، وإلى شجرة أو اسطوانة ، وإلى امرأته المضطجعة على السرير . وهي تحت لحافها ، وإلى الدابة ولو كانت جملاً.

7- ولا تجوز الصلاة إلى القبور مطلقاً سواء كانت قبوراً للأنبياء أو غيرهم.

8- ولايجوز المرور بين يدي المصلي إذا كان بين يدي سترة . ولافرق في ذلك بين المسجد الحرام وغيره من المساجد . فكلها سواء في عدم الجواز ، لعموم قوله صلى الله عليه وسلم :{ لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين ، خيراً له من أن يمر بين يديه } . يعني المرور بينه وبين موضع سجوده .

9- ولايجوز للمصلي إلى سترة أن يدع أحداً يمر بين يديه . للحديث السابق : { ولا تدع أحداً يمر بين يديك } وقوله صلى الله عليه وسلم : { إذا صلى أحدكم إلى شئ يستره من الناس ، فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفع في نحره ، وليدرأ ما استطاع ، (وفي روايه : فليمنعه مرتين ) . فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان }

10- ويجوز أن يتقدم خطوة أو أكثر ليمنع غير المكلف من المرور بين يديه كدابة أو طفل ، حتى يمر من ورائه .

11-وإن من أهمية السترة في الصلاة ، أنها تحول بين يدي المصلي إليها ، وبين إفساد صلاته بالمرور بين يديه ، بخلاف الذي لم يتخذها ، فإنه يقطع صلاته إذا مرت بين يديه المرأة ، وكذلك الحمار والكلب الأسود] . أهـ

نقلته للفائدة




بارك الله فيك على النقل




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

النصيحة لمن يتكاسل عن الصلاة ويحافظ على الصيام

تعليمية تعليمية

النصيحة لمن يتكاسل عن الصلاة ويحافظ على الصيام

بعض الشباب هداهم الله يتكاسلون عن الصلاة في رمضان وغيره ولكنهم يحافظون على صيام رمضان ويتحملون العطش والجوع فبماذا تنصحهم وما حكم صيامهم؟

نصيحتي لهؤلاء أن يفكروا ملياً في أمرهم، وأن يعلموا أن الصلاة أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وأن من لم يصل وترك الصلاة متهاوناً فإنه على القول الراجح عندي الذي تؤيده دلالة الكتاب والسنة أنه يكون كافراً كفراً مخرجاً عن الملة مرتداً عن الإسلام، فالأمر ليس بالهين؛ لأن من كان كافراً مرتداً عن الإسلام لا يقبل منه لا صيام ولا صدقة، ولا يقبل منه أي عمل؛ لقوله تعالى: وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ[1] فبين سبحانه وتعالى أن نفقاتهم مع أنها ذات نفع متعد للغير لا تقبل منهم مع كفرهم، وقال سبحانه وتعالى: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً[2]، الذين يصومون ولا يصلون لا يقبل صيامهم بل هو مردود عليهم مادمنا نقول: إنهم كفار كما يدل على ذلك كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فنصيحتي لهم أن يتقوا الله عز وجل وأن يحافظوا على الصلاة ويقوموا بها في أوقاتها مع المسلمين، وأنا ضامن لهم بحول الله أنهم إذا فعلوا ذلك فسوف يجدون في قلوبهم الرغبة الأكيدة في رمضان وفيما بعد رمضان على أداء الصلاة في أوقاتها مع جماعة المسلمين؛ لأن الإنسان إذا تاب إلى ربه وأقبل عليه وتاب إليه توبة نصوحاً، فإنه يكون بعد التوبة خيراً منه قبلها، كما ذكر الله سبحانه وتعالى عن آدم عليه الصلاة والسلام أنه بعد أن حصل ما حصل منه من أكل الشجرة، قال الله تعالى: ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى[3].
[1] سورة التوبة، الآية 54.
[2] سورة الفرقان، الآية 23.
[3] سورة طه، الآية 122.

نشر في جريدة البلاد العدد 15378 بتاريخ 20/4/1419هـ – مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس
عشر
_للعلامه عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله_

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




مشكورة على النصائح والله يجازيك خير




تعليمية تعليمية
[marq="3;up;3;scroll"][[]بسم الله الرحمن الرحيم سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
اللهم اهدنا واهدي بنا انت مولانا فانصرنا على القوم الضالمين
[/[/
تعليمية تعليمية

marq]q




جزاكم الله عنا كل الخير والبركة




شكرا لكي اختاه على النصيحة
تحياتي




جزاك الله خيرا مشكورة




مشكورين على هذه النصا ئح




التصنيفات
اسلاميات عامة

الدين نصيحة يا تارك الصلاة

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى.
وبعد..
فالصلاة عماد الدين، فمن أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين، وهي آخر عُرى الإسلام نقضاً، وأول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة، فإن صلحت صلاته فقد فاز ونجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، كما أخبر الصادق المصدوق.
بعد أن أجمع أهل العلم على كفر جاحد وجوب الصلاة، وأجمعت العامة منهم على قتل تاركها المقرِّ بوجوبها، اختلفوا هل يُقتل كفراً أم حداً على قولين، أرجحهما أنه يقتل كفراً، وذلك للأدلة الآتية:
من القرآن
قوله تعالى على لسان الكافرين، وقد قيل لهم: "ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين"1
وقوله تعالى: "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً"2، والغي وادٍ في جهنم.
وقوله: "فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين"3، فقد نفى الله عن تاركي الصلاة الأخوة الإيمانية.
وقوله: "يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون. خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون"4، فيسجد المصلون لله في الدنيا، ويُجعل ظهر تارك الصلاة والمنافق المرائي بصلاته طبقة واحدة، فلا يتمكن من السجود.
من السنة
ما صح عن جابر عند مسلم يرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم: "بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة".
وعن بريدة رضي الله عنه عند أهل السنن: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر"5.
إجماع الصحابة
قال عبد الله بن شقيق وهو من كبار التابعين: "لم يكن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ـ ورضي الله عنهم ـ يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة".6
الآثار عن الصحابة
قال عليّ رضي الله عنه: "من ترك صلاة واحدة متعمداً فقد برئ من الله وبرئ الله منه".
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "من ترك الصلاة فلا دين له".
وقيل لابن مسعود: "إن الله تعالى يكثر من ذكر الصلاة في القرآن: "الذين هم على صلاتهم دائمون"7، و"الذين هم على صلاتهم يحافظون"8، و"ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون"9؛ قال: ذلك على مواقيتها؛ قالوا: ما كنا نرى يا أبا عبد الرحمن إلا على تركها؟ قال: تركها كفر".10
وقال عمر وهو مطعون: "لا حظ في الإسلام لمن أضاع الصلاة".
وعن زيد بن وهب قال: "كنا مع حذيفة جلوساً في المسجد إذ دخل رجل من أبواب كندة، فقام يصلي، فلم يتم الركوع والسجود، فلما صلى قال له حذيفة: منذ كم هذه صلاتك؟ قال: منذ أربعين سنة؛ قال: ما صليت منذ أربعين سنة، ولو مت وأنت تصلي هذه الصلاة لمت على غير الفطرة التي فطر الله عليها محمداً صلى الله عليه وسلم".11
وقال أبو الدرداء: "لا إيمان لمن لا صلاة له".12
وقال ابن عباس: "من ترك الصلاة فقد كفر".
هذا مذهب عمر، وعلي، وابن مسعود، وحذيفة، وسعد بن أبي وقاص، وابن عباس من الصحابة، ولم يوجد لهم مخالف.
الآثار عن التابعين وتابعيهم
هذا مذهب نافع مولى ابن عمر، قال معبد بن عبيد الله الجزري: (قلت لنافع: رجل أقر بما أنزل الله تعالى وبما بين نبي الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: أترك الصلاة وأنا أعرف أنها حق من الله تعالى؟ قال: ذاك كافر؛ ثم انتزع يده من يدي غضباناً مولياً).
وأيوب السختياني رحمه الله قال: (ترك الصلاة كفر لا يختلف فيه).
وعبد الله بن المبارك رحمه الله، قال يحيى بن معين: (قيل لعبد الله بن المبارك: إن هؤلاء يقولون من لم يصم ولم يصل بعد أن يقر به فهو مؤمن مستكمل الإيمان؟ قال: لا نقول نحن كما يقول هؤلاء ـ يعني المرجئة ـ من ترك الصلاة متعمداً من غير علة، حتى أدخل وقتاً في وقت فهو كافر).
وسئل أحمد بن حنبل رحمه الله عمن ترك الصلاة متعمداً؟ فقال: (لا يكفر أحد بذنب إلا تارك الصلاة عمداً، فإن ترك صلاة إلى أن يدخل وقت صلاة أخرى يستتاب ثلاثاً).
وسئل صدقة بن فضل عن تارك الصلاة، فقال: (كافر).
وقال محمد بن نصر المروذي في كتابه القيم "تعظيم قدر الصلاة"13: (سمعت إسحاق بن راهويه يقول: قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تارك الصلاة كافر، وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، أن تارك الصلاة عمداً من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر).
فهذا مذهب من علمتَ من الصحابة والتابعين وتابعيهم، هذا بجانب أنه مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، ومن الأئمة المعاصرين فهو مذهب الشيخين الفاضلين الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد صالح العثيمين، رحم الله الجميع.
وعليه فتارك الصلاة كسلاً كافر كفراً أكبر يُخرج من الملة، وتُجْري عليه أحكام المرتدين في الدنيا والآخرة.
أولاً: في الدنيا
1. لا يُسلم عليه ولا يُردُّ عليه إذا سلم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إنه لا ينبغي أن يسلم على من لا يصلي ولا يجيب دعوته).
2. لا تُجاب دعوته.
3. لا يُزوج بمسلمة، فإن عُقد له فالنكاح باطل، قال تعالى: "فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن".14
وإذا ترك الصلاة بعد العقد والدخلة يفسخ نكاحه ولا تحل له زوجة.
إذا كان شارب الخمر يحال بينه وبين زوجه فكيف بتارك الصلاة؟!
قال مهنا: (سألت أحمد، قلت: ختن لي، زوج أختي، يشرب هذا المسكر، أفرق بينهما؟ قال: الله المستعان.
وقال علي بن الخواص: نقل المروزي عن أحمد أنه قال لرجل سأله عن مثل هذه، فقال: حولها إليك)15.
4. لا يُزار في بيته.
5. لا يُعاد إذا مرض.
6. لا يُساكن في منزل معه.
7. يُمنع من دخول مكة المكرمة، قال تعالى: "إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا".
8. لا يُعطى شيئاً من الزكاة الواجبة.
9. لا تُؤكل ذبيحته.
10. يُمنع من التصرف في ماله.
11. لا يرث أحداً من أقاربه، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يرث الكافرُ المسلم".
12. لا يُزوج كريمته ولا وليته.
13. يقتل كفراً بعد أن يؤتى به إلى الإمام أوالقاضي فيأمره بالصلاة ويبين له كفر تاركها، فإن أبى أن يصلي حتى خرج وقت الصلاة الحاضرة قتِل، ولا يُستتاب، ومن أهل السنة من قال يُستتاب ثلاثاً، والراجح الأول.
ثانياً: بعد الممات
1. لا يُغسل.
2. ولا يُكفن، ويُدفن في ملابسه.
3. لا يُصلى عليه، قال تعالى: "ولا تصلِّ على أحد منهم مات أبداً".
4. لا يُدفن في مقابر المسلمين، وإنما تحفر له حفرة في الصحراء فيُوارى فيها كي يؤذي المسلمين.
5. لا يشيعه أحد من المسلمين.
6. يُعزي أهله ولا يترحم عليه، فيقال لوليه: أعظم الله أجرك، وأحسن الله عزاءك؛ وإذا كان وليه كافراً يقال له: أخلف الله عليك.
7. لا تعتد عليه زوجه إن لم يفرَّق بينهما من قبل.
8. لا يرثه أهله لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يرث المسلمُ الكافر"، ويكون ماله لبيت مال المسلمين، وقيل يصرف منه على ورثته.
9. لا يُدعى له بالرحمة، ولا يُستغفر له، ولا يُزار قبره.
10. تحرم عليه الجنة، ويخلد في النار مع قارون، وهامان، وأبيِّ بن خلف، وغيرهم من أئمة الكفر.
11. يُحرم من شفاعة سيد الأبرار، ومن شفاعة غيره.
والله أسأل أن يجعلنا مقيمي الصلاة ومن ذرياتنا، وأن يتقبل دعاءنا، ويتجاوز عن أخطائنا، ويرحم أمواتنا، إنه أهل التقوى وأهل المغفرة.




ملاحظة:

يرجى نقل مصدر النقل، بارك الله فيكِ




جزاك الله خيرا موضوع يحتاج الى تنظيم لم استطع ان اقراء




بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وعليه التكلان من الخذلان
اللهم صلي على المبعوث رحمة للعالمين محمد
وآله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين
اللهم أرحمنا فإنك بنا راحم ولاتعذبنا فإنك علينا قادر
استغفر الله العظيم وأتوب إليه من كل ذنبٍ عظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم




والله أسأل أن يجعلنا مقيمي الصلاة ومن ذرياتنا،
وأن يتقبل دعاءنا، ويتجاوز عن أخطائنا،
ويرحم أمواتنا، إنه أهل التقوى وأهل المغفرة. ..اللهم امين …
شكرا لك على الموضوع المهم جدا وبارك الله فيك




تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

مسائل الصلاة 1

حكم الصلاة وأهميتها

السؤال (85): فضيلة الشيخ ، ما حكم الصلاة؟ وما أهميتها؟
الجواب : الصلاة من آكد أركان الإسلام بل هي الركن الثاني بعد الشهادتين ، وهي آكد أعمال الجوارح ، وهي عمود الإسلام ، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "عموده الصلاة"(75) ، يعني الإسلام ، وقد فرضها الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى مكان وصل إليه البشر، وفي أفضل ليلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبدون واسطة أحد، وفرضها الله عز وجل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم خمسين مرة في اليوم والليلة، ولكن الله سبحانه وتعالى خفف على عباده، حتى صارت خمساً بالفعل وخمسين في الميزان، وهذا يدل على أهميتها، ومحبة الله لها ، وأنها جديرة بأن يصرف الإنسان شيئاً كثيراً من وقته فيها، ولهذا دل على فرضيتها: الكتاب، والسنة، وإجماع المسلمين.
ففي الكتاب: يقول الله عز وجل (فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً) (النساء:103)، معنى كتاباً: أي مكتوباً ، أي مفروضاً، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن : "أعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة"(76) ، وأجمع المسلمون على فرضيتها ولهذا قال العلماء رحمهم الله: إن الإنسان إذا جحد فرض الصلوات الخمس ، أو فرض واحدة منها فهو كافر مرتد عن الإسلام ، يباح دمه وماله ،إلا أن يتوب إلى الله عز وجل، ما لم يكن حديث عهد بإسلام ، لا يعرف عن شعائر الإسلام شيئاً ، فإنه يعذر بجهله في هذه الحال ، ثم يعرف فإن أصر بعد علمه بوجوبها على إنكار فرضيتها فهو كافر.
إذا فالصلاة من أفرض الفرائض في دين الإسلام.




تعليمية

تعليمية




بارك الله فيك وفي قلمك

وننتظر المزيد

بالتوفيق




جزاك الله خيرا.




بارك الله فيك




التصنيفات
الفقه واصوله

حكم الدعاء بعد الصلاة

حكم الدعاء بعد الصلاة

الشيخ محمد بن صالح بن محمد العثيمين – رحمه الله –



السؤال:

ذكرت بالنسبة لقضية الدعاء أو رفع اليدين عند الدعاء أن حال السلف والصحابة وأهل العلم في ذلك أنهم كانوا يدعون قبل السلام، فقضية رفع اليدين بعد الصلاة هل هذا في الفريضة والنافلة كذلك، هل الأفضل أن للإنسان أن يرفع يديه أم لا؟


الجواب:

بارك الله فيك، أصلاً لا تسأل عن رفع اليدين بعد الصلاة، اسأل عن الدعاء بعد الصلاة هل هو مشروع أم لا؟ نقول: هو غير مشروع؛ لأن الله قال: فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ [النساء:103] ما قال: فادعوا، فلا محل للدعاء بعد الصلاة، محل الدعاء قبل السلام؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يعلم أصحابه التشهد ويقول: ثم يدعو بما يشاء، فجعل الدعاء قبل السلام، وأوصى معاذاً رضي الله عنه أن يقول بعد التشهد الأخير قبل السلام: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) وهذا دعاء، ثم إن المعنى يقتضي هذا، الإنسان ما دام يصلي فهو يناجي الله، وإذا انصرف من الصلاة انتهت المناجاة، فهل الأولى أن تدعو وأنت تناجي الله، أو بعد أن تنصرف من المناجاة؟ الأول أولى، ولا فرق بين الفريضة والنافلة.
السائل: حديث الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد؟
الشيخ: نعم. صحيح، تريد أن تدعو بعد السنة التي قبل الإقامة لا لأنه بعد السنة ولكن لأنه محل إجابة، هذا لا بأس به، وارفع يدك إلى أن يقيم الصلاة.
السائل: ولو دعا الإنسان قبل السلام ثم استمر يدعو طويلاً؟
الشيخ: لا بأس يدخل في الحديث.

فتاوى ابن عثيمين (216/15)م.ش
لقاء الباب المفتوح [197] حكم الدعاء بعد الصلاة (ج196 ص15)
الكتاب : سلسلة لقاءات الباب المفتوح
المؤلف : محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى : 1421هـ)




سلامـ الله عليكمـ

جزاكـ الله كل خير على التوضيح أختي سارة

بوركـ فيكـ

تحياتي




السلام عليكم و رحمة الله و بركآآته
بارك الله فيك و جزاك خيرا
بالتوفيق




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

حكم صيام تارك الصلاة

حكم صيام تارك الصلاة:
إذا قلنا حكم الشيئ أي ماهو حكمه في الجانب الشرعي والجانب الشرعي يوزع الى الفقهاء واهل العلم الاكفاء فلا يجدر بنا الاجتهاد في المسائل الفقهية وذلك لقلة فقهنا وقلة الزاد العلمي عندنا فيجدر بنا الرجوع الى أهل الذكر قال تعالى ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) [النحل : 43] وعليه إخترنا من كلام أهل العلم ما رأينا فيه تفصيل وتأصيل للمسألة يشفي الغليل ألا وهي فتوى الشيخ أبو عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله ورعاه قال:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وآله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين أما بعد:

فلا خلاف بين أهل العلم في عدم صحة صيام من ترك الصلاة منكرًا بفرضيتها جاحدًا بوجوبها، لأنه كافر كفرًا مخرجًا من الملة قولاً واحدًا، وأعمال الكفار تقع باطلة لأنَّ صحة العمل مشروط بالإيمان وهو -في هذه الحال- منتفٍ عنه، قال تعالى:
﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً﴾ [الفرقان: 23]وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾[النور: 39]، وقال تعالى: ﴿مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ﴾ [إبراهيم: 18]
أمَّا تارك الصلاة عمدًا وكسلاً وتهاونًا مع الإقرار بفرضيتها فحكمه مختلف فيه بين أهل العلم بين مكفر له لورود نصوص شرعية تقضي بذلك وبه قال الإمام أحمد وغيره، وغير مكفر لتاركها لوجود أدلة أخرى مانعة من تكفيره وبه قال مالك والشافعي وأبو حنيفة وغيرهم، وتخريج هذه المسألة مردها إلى حكم تكفيره، فمن كفر تارك الصلاة عمدًا وتهاونًا ألحقه بالمنكر لفرضيتها فلم يعتد بصيامه وسائر أعماله -كما تقدم- لانتفاء شرط الإيمان الذي يتوقف عليه عمله وصيامه، ومن لم يكفره عَدَّه مؤمنا عاصيًا، ولم يخرجه من دائرة الإيمان، وبناء عليه تصح أعماله وصيامه لوجود الإيمان المشروط في الأعمال والعبادات.

والراجح من القولين هو التفصيل، ووجهه أن من ترك الصلاة كلية ويموت على هذا الإصرار والترك فلا يكون مؤمنًا ولا يصح منه صوم ولا عمل وهو المعبر عنه بالترك المطلق، أما من يصلي ويترك فهذا غير محافظ عليها وليس بكافر، بل مسلم يدخل تحت المشيئة والوعيد ويصح صومه وهو المعبر عنه بمطلق الترك ويؤيده قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (خمس صلوات كتبهن الله على العباد في اليوم والليلة، فمن حافظ عليها كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له عند الله عهد، إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة) (١)، ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنَّ أول ما يحاسب به العبد صلاته، فإن أتمها، وإلاَّ نظر هل له من تطوع، فإن كان له تطوع أكملت الفريضة من تطوعه)(٢) وهذا التفصيل من اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية(٣) رحمه الله-.

و العلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين.

الجزائر في: 16 ذي القعدة 1443ﻫ
المـوافقﻟ: 18 ديسمبر 2022م


المصدر موقع الشيخ فركوس حفظه الله

_______________________

1 رواه أبو داود في الوتر (1422)، والنسائي في الصلاة (465)، وأحمد (23361) من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب:(1/370)، وفي صحيح الجامع: (3243).
2 رواه الترمذي في الصلاة (415)، والنسائي في الصلاة (469) وابن ماجه في إقامة الصلاة والسنة (1491) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2020).

3 مجموع الفتاوى لابن تيمية: (7/ 614، 615، 616)، ( 22 / 49).





التصنيفات
اسلاميات عامة

الخشوع في الصلاة

الخشوع في الصلاة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

وبعدُ:
فقد قال – تعالى -: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 1، 2]، فلما ذَكَر بقيةَ صفاتهم، ذَكَر جزاءهم، فقال: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون: 10، 11].

قال الحَسَن البصري – رَحِمَه اللهُ – في قوله – تعالى -: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}، قال: كان خشوعُهم في قلوبهم، فغَضُّوا بذلك أبصارَهم، وخفضوا لذلك الجناح[1].

قال ابن القيم: "علَّق الله فلاحَ المُصَلِّين بالخشوع في صلاتهم، فدلَّ على أنَّ مَن لم يَخْشَعْ فليس من أهل الفلاح، ولو اعتدَّ له بها ثوابًا، لكان من المفلحين"[2].

والخشوع يأتي بِمَعْنَى لِينِ القلب، ورقَّتِه، وسُكونِه، فإذا خَشَعَ القَلبُ تَبِعَه خشوعُ الجوارح؛ لأنَّها تابعةٌ له؛ عنِ النُّعمان بن بشير – رضِيَ الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((ألا وإنَّ في الجسد مضغةً، إذا صَلَحَتْ صَلَح الجسدُ كلُّه، وإذا فسَدَتْ فسَدَ الجسدُ كله، ألا وهي القلب))[3].

ولذلك كان النبي – صلَّى الله عليه وسلم – في صلاته يقول: ((خشع لك سمعي، وبصري، ومُخي، وعَظمي، وعصبي))[4].

عن عوف بن مالك – رضي الله عنه – قال: "بينما نحن جلوس عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ذاتَ يوم، فنظر في السماء، ثم قال: ((هذا أوانُ العلم أن يُرْفَع))، فقال له رجل من الأنصار، يقال له: زياد بن لبيد: "أيُرفع العلمُ يا رسول الله، وفينا كتاب الله وقد علَّمناه أبناءنا ونساءنا؟!"، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((إن كنتُ لأظنُّك مِن أفقهِ أهلِ المدينة))، ثم ذَكر ضلالة أهل الكتابين، وعندهما ما عندهما من كتاب الله – عز وجل – فلقي جبيرُ بن نفيرٍ شدَّادَ بْنَ أَوْسٍ بِالمُصَلَّى، فَحَدَّثَهُ هذا الحديثَ عن عوف بن مالك، قال: صدق عوف، ثم قال: "فهل تدري ما رفعُ العلم؟"، قال: قلتُ: لا أدري، قال: ذَهاب أوعيتُه، قال: وهل تدري أيُّ العلم أوَّلُ أن يُرفع؟ قال : فقلتُ: لا أدري، قال: "الخشوع، حتى لا تكاد ترى خاشعًا"[5].

فإذا دخل المصلِّي المسجدَ بدأت الوساوسُ، والأفكارُ، والانشغالُ بأمور الدنيا في ذهنه، فما يشعر إلا وقد انتهى الإمامُ مِن صلاته، وحينئذٍ يتحسَّر على صلاتِه التي لم يَخشع فيها، ولم يَذُق حلاوتَها، وإنما كانت مجردَ حركاتٍ وتمتمات؛ كالجسد بلا روح.

قال ابن القيم – رحمه الله -: "صلاةٌ بلا خشوعٍ ولا حضورٍ؛ كبدنٍ ميِّتٍ لا رُوحَ فيهِ، أفلا يَسْتَحْيِي العَبْدُ أنْ يُهديَ إلى مخلوق مثلِه عبدًا ميِّتًا، أو جاريةً ميتة؟ فما ظنُّ هذا العبد أن تَقَعَ تلك الهَديَّةُ مِمَّن قَصَدَهُ بها مِن مَلِكٍ، أو أميرٍ، أو غيرِه؟! فهكذا سواء الصلاة الخالية عن الخشوع والحضور، وجمع الهِمَّة على الله – تعالى – فيها بمنزلة هذا العبد – أو الأَمَة – الميت، الذي يريد إهداءه إلى بعضِ الملوك؛ ولهذا لا يَقبَلها الله – تعالى – منه، وإن أسقطَتِ الفرضَ في أحكام الدنيا، ولا يثيبه عليها؛ فإنه ليس للعبد من صلاته إلا ما عقَلَ منها" اهـ[6].

قال بعضُهم: إنَّ الرجُلَيْنِ لَيكونانِ في الصَّلاةِ، وإنَّ ما بَيْنَهُما كما بين السماء والأرض[7].

وعن عمَّار بن ياسر – رَضِيَ الله عنه – أنَّ النبي – صَلَّى الله عليه وسلم – قال: ((وإن الرجل لَينصرف وما كُتِبَ له إلا عُشْرُ صلاتِه، تُسعُها، ثُمنُها، سُبعُها، سُدسُها، خُمسُها، رُبعُها، ثُلثُها، نِصفُها))[8].

والخشوعُ في الصلاة إنما يحصُل لِمَن فَرَّغَ قلبَه لها، واشتغل بها عمَّا عداها، وآثرَها على غيرها، وحينئذٍ تكون له قرةَ عين؛ عن أنس – رضي الله عنه – أنَّ النَّبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((حُبِّبَ إليَّ مِن الدُّنيا النساءُ والطِّيب، وجُعلتْ قُرَّة عيني في الصلاة))[9]؛ بل إنه – عليه الصلاة والسلام – كان إذا حَزَبَهُ أمْرٌ صَلَّى، وكانَ يقولُ: ((قُمْ يا بلال، فَأَرِحْنا بِالصلاة))[10].

منَ الأُمُور التي تعين على الخُشُوع في الصلاة:
أولاً: أنْ يَسْتَحْضِرَ المُسْلِمُ عَظَمَةَ البارِي – سبحانه وتعالى – وأنه واقف بين يدي جبار السموات والأرض، قال – تعالى -: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67].

ثانيًا: أن ينظرَ المسلم إلى موضع السجود، ولا يَلتفتَ في صلاته؛ عن أبي ذر – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((لا يزال الله مُقبِلاً على العبد في صلاته، ما لم يلتفت، فإذا صَرَفَ وَجْهَهُ، انصرف عنه))[11].

ثالثًا: تدبُّر القُرْآنِ الكريم والأذكار التي يقولها في صلاته؛ قال – تعالى -: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24].
فإذا تدبَّر المسلمُ أذكارَ الركوع والسجود، وغيرها منَ الأذكار، كان ذلك أوعى للقلب، وأقربَ للخُشُوع.

رابعًا: ذكر الموت في الصلاة؛ عن أبي أيوب – رضي الله عنه – أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((إذا قمتَ في صلاتكَ، فصلِّ صلاةَ مُوَدِّع))[12].

خامسًا: أن يهيئ المصلِّي نفسَه، فلا يصلي وهو حاقن، ولا بحضرة طعام، قال – صلى الله عليه وسلم -: ((لا صلاةَ بحضْرَةِ الطَّعامِ، ولا وهو يدافعه الأَخْبَثَانِ))[13]، وأن يُزيل كلَّ ما يَشغله في صلاته منَ الزخارف والصور ونحوها؛ عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يُصَلِّي في خَمِيصَةٍ ذاتِ أعلامٍ، فنظر إلى عَلَمِها، فلما قضى صلاته قال: ((اذهبوا بهذه الخميصة إلى أبي جَهْمِ بنِ حذيفةَ، وائتوني بأَنْبِجَانِيِّه؛ فإنها أَلْهَتْنِي آنفًا في صَلاتي))[14].

سادسًا: مُجَاهَدَة النفس في الخُشُوع، فالخُشُوع ليس بالأمر السَّهْل، فلا بد منَ الصبر والمجاهدة؛ قال – تعالى -: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]، ومع الاستمرار والمجاهدة يَسهل الخُشُوعُ في الصلاة.

سابعًا: استحضار الثواب المُتَرَتِّب على الخشوع؛ عن عثمان – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((ما مِن امرئٍ مسلم تَحضره صلاةٌ مكتوبة، فيُحسن وضوءها، وخشوعَها، وركوعَها، إلا كانتْ كفَّارةً لما قبلها منَ الذنوب، ما لم يُؤتِ كبيرةً، وذلك الدهرَ كلَّه))[15].

وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – من أكثر الناس خشوعًا في الصلاة؛ قال عبدالله بن الشِّخِّير: "رأيتُ النبي – صلى الله عليه وسلم – يصلي، وفي صدره أزيز كأزيز الرَّحى من البكاء"[16].

وأبو بكر كان رجلاً بكَّاءً، لا يُسْمِع الناسَ من البكاء إذا صلَّى بهم[17]، وعمر – رضي الله عنه – صلى بالناس وقرأ سورة يوسف، فسُمِع نشيجُه من آخر الصفوف وهو يقرأ: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [يوسف: 84][18].

قال ابن القيم – رحمه الله -: "والناس في الصلاة على مراتبَ:
أحدها: مرتبة الظالِم لنفسه المفرِّط، وهو الذي انتقص من وضوئها، ومواقيتها، وحدودها، وأركانها.
الثاني: مَن يحافظ على مواقيتها، وحدودها، وأركانها الظاهرة، ووضوئها، لكن قَدْ ضَيَّعَ مجاهدةَ نفسه في الوسوسة، فذهَبَ مع الوساوس والأفكار.
الثالث: مَن حافَظَ على حدودها وأركانها، وجاهَدَ نفسَه في دفع الوساوس والأفكار، فهو مشغول بمجاهدة عَدوِّه؛ لئلا يسرق صلاتَه، فهو في صلاة وجهاد.
الرابع: مَن إذا قام إلى الصلاة أَكْمَلَ حُقُوقَهَا وأَرْكَانَهَا وحُدُودَهَا، واسْتَغْرَقَ قلبَه مُراعاةُ حُدودِها؛ لِئلا يضيِّع شيئًا منها؛ بل همُّه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي، وإكمالها وإتمامها، قد استغرق قلبَه شأنُ الصلاة وعبوديةُ ربه – تبارك وتعالى – فيها.
الخامس: مَن إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك، ولكن مع هذا، قد أخذ قلبَه ووضعه بين يدي ربه – عزَّ وجلَّ – ناظِرًا بقلبه إليه، مُراقِبًا له، مُمْتَلِئًا من محبته وعظمته؛ كأنه يراه ويشاهده، وقد اضمحلَّتْ تلك الوساوسُ والخطرات، وارتفعت حُجُبُهَا بينه وبين ربه، فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضلُ وأعظمُ مما بين السماء والأرض، وهذا في صلاته مشغول بربه – عَزَّ وجَلَّ.

فالقِسم الأول: مُعاقَبٌ، والثاني: محاسَب، والثالث: مُكَفَّرٌ عَنْهُ، والرابع: مُثَابٌ، والخامس: مُقَرَّبٌ من رَبِّهِ؛ لأن له نصيبًا ممن جُعلَتْ قرةُ عينه في الصلاة، فمَن قَرَّتْ عينُه بصلاته في الدنيا، قَرَّتْ عينُه بقربِه من ربِّه – عز وجل – في الآخرة، وقرَّت عينُه أيضًا به في الدنيا، ومن قرَّت عينه بالله، قرتْ به كلُّ عين، ومَن لم تقرَّ عينُه بالله – تعالى – تَقَطَّعَتْ نفسُه على الدنيا حسرات"[19].

والحمدُ لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ــــــــــــــــــــــــ
[1] "تفسير ابن كثير" (3/238).
[2] "مدارج السالكين" (1/526).
[3] "صحيح البخاري" (1/234)، برقم: (52)، و"صحيح مسلم" (3/1220)، برقم: (1599).
[4] قطعة من حديث في "صحيح مسلم" (1/53)، برقم: (771).
[5] "مسند الإمام أحمد" (6/26-27).
[6] "الوابل الصيب من الكلم الطيب" (ص11).
[7] "مدارج السالكين" (1/567).
[8] "سنن أبي داود" (1/211)، برقم: (796).
[9] "سنن النسائي" (7/61)، برقم: (3939).
[10] "سنن أبي داود" (4/297)، برقم: (4986).
[11] "مسند الإمام أحمد" (5/172).
[12] قطعة من حديث في "مسند الإمام أحمد" (5/412).
[13] "صحيح مسلم" (1/393)، برقم: (560).
[14] "صحيح البخاري" (1/141)، برقم: (373)، و"صحيح مسلم" (1/391)، برقم: (556).
[15] "صحيح مسلم" (1/206)، برقم: (228).
[16] "سنن أبي داود" (1/238)، برقم: (904).
[17] "صحيح البخاري" (1/236)، برقم: (716).
[18] "صحيح البخاري" (1/236).
[19] "الوابل الصيب من الكلم الطيب" (ص34، 35).

د. أمين بن عبدالله الشقاوي




بارك الله فيك وجعلها في ميزان حسناتك




جزاك الله خير الجزاء

{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 1، 2]