فى النطق وهى لثغة شنيعة تقع له فى حرف الراء .
مناسبة الخطبة :
أقام فى زمن ولايته حفلا جامعا حضره سادة خطباء فى ذلك الزمان فتناوب القول على المنبر خالد ين صفوان وشبيب بن شيبة والفضل بن عيسى ثم صعد واصل المنبر فهدر صوته وحضرت بديهته ومرق الكلام من فيه مروق السهم فارتجل خطبته ارتجالا.
قيمة الخطبة :
وللخطبة قيمة فنية وتاريخية عظيمة .. فهى خطبة مرتجلة اقتدر صاحبها على الاستغناء فيها عن حرف من أكثر الحروف دورانا فى الكلام .
نص الخطبة :
الحمد لله القديم بلاغاية والباقى بلا نهاية .. الذى علا فى ذنوه ودنا فى علوه فلا يحوية زمان ولا يحيط به مكان ولا يؤوده حفظ ما خلق ولم يخلقه على مثال سبق بل أنشأه ابتداعا وعد له اصطناعا .. فأحسن كل شىء خلقه وتمم مشيئته وأوضح حكمته فدل على ألوهيته .. فسبحانه لا معقب لحكمه ولا دافع لقضائه تواضع كل شىء لعظمته وذل كل شىء لسلطانه ووسع كل شىء فضله لا يعزب عنه مثقال حبة وهو السميع العليم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا مثيل له .. إلها تقدست أسماؤه وعظمت آلاؤه .. علا عن صفات كل مخلوق وتنزه عن شبه كل مصنوع فلا تبلغه الأوهام ولا يحيط به العقول ولا الأفهام .. يعصى فيحلم ويدعى فيسمع ويقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما يفعلون وأشهد شهادة حق وقول صدق بإخلاص نية وصدق طوية أن محمد بن عبد الله عبده ونبيه وخالصته وصفيه وابعثته إلى خلقه بالبينات والهدى ودين الحق .. فبلغ مالكته ونصح لأمته وجاهد فى سبيله .. لا تأخده فى الله لومة لائم ولا يصده عنه زعم زاعم ..ماضيا على سنته موفيا على قصده حتى أتاه اليقين .. فصلى الله على محمد وعلى آل محمد أفضل وأزكى وأتم وأنمى وأجل وأعلى صلاة صلاها على صفوة أنبيائه وخالصة ملائكته وأضعاف ذلك إنه حميد مجيد..
أوصيكم عباد الله مع نفسى بتقوى الله والعمل على طاعته والمجانبة لمعصيته فأحضكم على ما يدنيكم منه ويزلفكم لديه فإن تقوى الله أفضل زاد وأحسن عاقبة فى معاد .. ولا تلهينكم الحياة الدنيا بزينتها وخدعها وفواتن لذتها وشهوات آمالها فإنها متاع قليل ومدة إلى حين وكل شىء منها يزول فكم عاينتم من أعاجيبها وكم نصبت لكم من حبائلها وأهلكت ممن جنح إليها واعتمد عليها .. إذا قتهم حلوا ومزجت لهم سما .. أين الملوك الذين بنوا المدائن وشيدوا المصانع وأوتقوا الأبواب وكاتفوا الحجاب وأعدوا الجياد وملكوا البلاد واستخدموا التلاد .. قبضتهم بمخلبها وطحنتهم بكلكلها وعضتهم بأنيابها وعاضتهم من السعة ضيقا ومن العز ذلا ومن الحيلة فناء فسكنوا اللحود وأكلهم الدود وأصبحوا لا تعاين إلا مساكنهم ولا تجد إلا معالمهم ولا تحس منهم أحدا ولا تسمع لهم نبسا.
فتزودوا عافاكم الله فإن أفضل الزاد النقوى واتقوا الله يا أولى الألباب لعلكم تفلحون وجعلنا الله وإياكم ممن ينتفع بمواعظه ويعمل لحظة وسعادته وممن يستمع القول فيتبع أحسنه وأؤلئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب .
إن أحسن قصص المؤمنين وأبلغ مواعظ المتقين كتاب الله والزكية آياته والواضحة بيناته فإذا تلى عليكم فاستمعوا له وانصتوا لعلكم تهتدون أعوذ بالله القوى من الشيطان الغوى إن الله هو السميع العليم بسم الله الله الفتاح المنان . قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد
نفعنا الله وإياكم بالكتاب الحكيم وبالآيات والوحى المبين وأعاذنا وإياكم من العذاب الأليم وأدخلنا جنات النعيم وأقول ما أعظكم به وأستعيب الله لى ولكم