السياحة الإسلامية: عن " المغربية " 03 كانون الثاني / يناير 2022
اعتبرت مجموعة "أوكسفورد بيزنس غروب" (مكتب دولي للدراسات والتحليلات الاقتصادية) مقره بلندن، الجمعة المنصرم، أن قطاع السياحة المغربي يسجل خلال العام الجاري نموا كبيرا، رغم الانخفاض في الطلب من أوروبا، والاضطرابات السياسية بالمنطقة. وأوضح المكتب، في تقرير تحليلي توصلت به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا النمو تحقق بفضل الاستثمارات الأجنبية الجديدة، التي تضاعف العروض الفندقية، وكذا الإستراتيجية الطموحة للحكومة الرامية إلى رفع الطاقة الإيوائية وعدد الزوار. وذكر في هذا الصدد، بافتتاح أول فندق في المغرب والمغرب العربي من سلسلة "فور سيزنس" العالمية، شهر نونبر الماضي بمدينة مراكش. وأشارت مجموعة التفكير البريطانية إلى أن هذا المشروع، الذي بلغت كلفته الإجمالية 1،7 ملايير درهم، أنجز من قبل الشركة السعودية "شركة المملكة القابضة" وفرعها "المملكة للاستثمارات الفندقية"، مبرزة أن هذه السلسلة الفندقية تعتزم افتتاح فندق ثان لها بالدار البيضاء سنة 2022. واعتبرت أن سلسلة فنادق "فور سيزنس" ليست إلا نموذجا في هذا المجال، مضيفة أن العديد من العلامات الفندقية العالمية استقرت في المغرب خلال السنوات الأخيرة. وذكرت أن من بين المؤسسات الفندقية التي أصبحت موجودة في المملكة هناك "شيراتون"، و"هيلتون"، و"ريتز كارلتون"، و"أوبيروى"، التي ستلتحق بها قريبا علامات فندقية أخرى على غرار "أوتكر"، التي ستفتتح قصرها " نماسكار"، بتكلفة قدرها 560 مليون درهم في مارس 2022. وفي الإطار نفسه، تعتزم مجموعة "سوفيتيل" افتتاح فندقين في مدينتي أكادير والدارالبيضاء، بحلول صيف 2022، لينتقل عدد وحداتها الفندقية بالمملكة إلى ثمانية.
وأبرزت مجموعة "أوكسفورد بيزنس غروب" أن أشغال تشييد فندقين جديدين من سلسلة "إيبيس" وآخرين تابعين لمجموعة "نوفوتيل"، ستنطلق مع بداية سنة 2022، ويرتقب افتتاحها عامي 2022 و2014. وأشارت إلى أن الحكومة المغربية تراهن على استمرار تدفق الاستثمارات لتحقيق هدفها المتمثل في توفير 200 ألف سرير بحلول عام 2022، وهو ما سيتطلب استثمارا يصل إلى 100 مليار درهم.
وأوضح المكتب أنه في عام 2022، بلغت الطاقة الإيوائية للفنادق بالمغرب 178 ألف سرير، وهو ما يمثل زيادة مهمة مقارنة بـ97 ألف سرير كان يتوفر عليها المغرب مع إطلاق مشروع "رؤية 2022" في بداية عام 2000. وذكر بأن استراتيجية "رؤية 2022"، التي يأمل المغرب من خلالها بلوغ طاقته الفندقية 200 ألف سرير، تتوخى، أيضا، خلق 470 ألف منصب شغل جديد ورفع المداخيل السياحية إلى 140 مليار درهم، واستقطاب عدد متزايد من السياح الأجانب والمغاربة إلى فنادقه ومركباته السياحية. وأشار المصدر ذاته إلى أن تشييد فنادق جديدة يشكل جزءا لا يتجزأ من استراتيجية المغرب الرامية لاستقبال المزيد من الزوار، على اعتبار أن السياحة تشكل أحد أكبر القطاعات المساهمة في الناتج الداخلي الخام الوطني، مبرزا أنه رغم أزمة الديون التي تعانيها منطقة الأورو والربيع العربي والتفجير الإرهابي الذي هز مدينة مراكش، في أبريل الماضي، فإن توافد الزوار على المغرب كان أكثر أهمية مما كان متوقعا. وأوضحت (أوكسفورد بيزنس غروب)، استنادا إلى وزارة السياحة، أن عدد الوافدين خلال سنة 2022 حتى متم شتنبر الماضي، بما في ذلك شهر رمضان، بلغ 7،3 ملايين سائح، أي بزيادة نسبتها 2 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2022. وسجلت أن قيمة الاستثمارات المنجزة في إطار رؤية 2022 ارتفعت إلى 104 ملايير درهم، مشيرة إلى أن المغرب يسعى إلى الحفاظ على هذه الدينامية من خلال تشجيع الاستثمار وإغناء عرضه السياحي. وأوضحت مجموعة التفكير البريطانية أن المبلغ الإجمالي للاستثمارات في القطاع سيبلغ 12،8 ملايير درهم قبل متم السنة الجارية، وهو ما يمثل ارتفاعا ملموسا مقارنة مع السنوات الثلاث الأخيرة، حيث بلغ المتوسط السنوي ثمانية ملايير درهم.