التصنيفات
اسلاميات عامة

التوبة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يقول مالك ابن دينار:

بدأت حياتي ضائعا سكيراً عاصيا .. أظلم الناس وآكل الحقوق .. آكل الربا .. أضرب

الناس ………. افعل المظالم .. لا توجد معصية إلا وارتكبتها .. شديد الفجور ..

يتحاشاني الناس من معصيتي

يقول:

في يوم من الأيام .. اشتقت أن أتزوج ويكون عندي طفله .. فتزوجت وأنجبت طفله

سميتها فاطمة .. أحببتها حباً شديدا .. وكلما كبرت فاطمة زاد الإيمان في قلبي

وقلت المعصية في قلبي .. ولربما رأتني فاطمة أمسك

كأسا من الخمر … فاقتربت مني فأزاحته وهي لم تكمل السنتين .. وكأن الله يجعلها

تفعل ذلك …. وكلما كبرت فاطمة كلما زاد الإيمان في قلبي .. وكلما اقتربت من

الله خطوه …. وكلما ابتعدت شيئا فشيئاً عن المعاصي..

حتى اكتمل سن فاطمة 3 سنوات

فلما أكملت …. الــ 3 سنوات ماتت فاطمة

يقول:

انقلبت أسوأ مما كنت .. ولم يكن عندي الصبر الذي عند المؤمنين ما يقويني على

البلاء .. فعدت أسوا مما كنت .. وتلاعب بي الشيطان .. حتى جاء يوما

فقال لي شيطاني:

لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل!!

فعزمت أن أسكر وعزمت أن أشرب الخمر وظللت طوال الليل أشرب وأشرب وأشرب

فرأيتني تتقاذفني الأحلام .. حتى رأيت تلك الرؤيا

رأيتني يوم القيامة وقد أظلمت الشمس .. وتحولت البحار إلى نار.. وزلزلت الأرض …

واجتمع الناس إلى يوم القيامه .. والناس أفواج .. وأفواج .. وأنا بين الناس

وأسمع المنادي ينادي فلان ابن فلان .. هلم للعرض على الجبار

يقول:

فأرى فلان هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شده الخوف

حتى سمعت المنادي ينادي باسمي .. هلم للعرض على الجبار

يقول:

فاختفى البشر من حولي (هذا في الرؤية) وكأن لا أحد في أرض المحشر .. ثم رأيت

ثعبانا عظيماً شديداً قويا يجري نحوي فاتحا فمه. فجريت أنا من شده الخوف

فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاًً …..

فقلت:

آه: أنقذني من هذا الثعبان

فقال لي .. يابني أنا ضعيف لا أستطيع ولكن إجر في هذه الناحية لعلك تنجو …

فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي .. فقلت: أأهرب من

الثعبان لأسقط في النار

فعدت مسرعا أجري والثعبان يقترب

عدت للرجل الضعيف وقلت له: بالله عليك أنجدني أنقذني .. فبكى رأفة بحالي ..

وقال: أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء ولكن إجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو

فجريت للجبل والثعبان سيخطفني فرأيت على الجبل أطفالا صغاراً فسمعت الأطفال

كلهم يصرخون: يا فاطمه أدركي أباك أدركي أباك

يقول::

فعلمت أنها ابنتي .. ويقول ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها 3 سنوات

تنجدني من ذلك الموقف

فأخذتني بيدها اليمنى …….. ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا كالميت من شده

الخوف

ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا

وقالت لي يا أبت

ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله

يقول:

ا بنيتي …. أخبريني عن هذا الثعبان!!

قالت هذا عملك السيئ أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك .. أما عرفت يا أبي أن

الأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم القيامه..؟

يقول:وذلك الرجل الضعيف: قالت ذلك العمل الصالح .. أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى

لحالك لا يستطيع أن يفعل لحالك شيئاً

ولولا انك أنجبتني ولولا أني مت صغيره ما كان هناك شئ ينفعك

يقول:

ستيقظت من نومي وأنا أصرخ: قد آن يارب.. قد آن يارب, نعم

ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله

يقول:

واغتسلت وخرجت لصلاه الفجر أريد التو به والعودة إلى الله

يقول:

دخلت المسجد فإذا بالإمام يقرأ نفس الآية

ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله

ذلك هو مالك بن دينار من أئمة التابعين

هو الذي اشتهر عنه أنه كان يبكي طول الليل …….. ويقول

إلهي أنت وحدك الذي يعلم ساكن الجنة من ساكن النار، فأي الرجلين أنا

اللهم اجعلني من سكان الجنة ولا تجعلني من سكان النار

وتاب مالك بن دينار واشتهر عنه أنه كان يقف كل يوم عند باب المسجد ينادي ويقول:

أيها العبد العاصي عد إلى مولاك .. أيها العبد الغافل عد إلى مولاك ..

أيها العبد الهارب عد إلى مولاك .. مولاك يناديك بالليل والنهار يقول لك

من تقرب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعاً،

ومن أتاني يمشي أتيته هرولة

أسألك تبارك وتعالى أن ترزقنا

التو به

لا إله إلا أنت سبحانك .. إني كنت من الظالمين




بارك الله فيك




التصنيفات
القران الكريم

[شرح] شرح آيات من سورة التوبة للشيخ محمد أمين الشنقيطي رحمه الله ||||

تعليمية تعليمية

[شرح] شرح آيات من سورة التوبة للشيخ محمد أمين الشنقيطي رحمه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شرح آيات من سورة التوبة للشيخ محمد أمين الشنقيطي رحمه الله

الملفات المرفقة تعليمية tawba25-27.rm‏ (1.68 ميجابايت) تعليمية tawba28.rm‏ (2.59 ميجابايت) تعليمية tawba29.rm‏ (1.69 ميجابايت)

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




شكرا
شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا
شكرا شكرا
شكرا
مـشكـور
مــشكــور
مـــشكـــور
مــــشكــــور
مـــــشكـــــور
مــــــشكــــــور
مـــــــشكـــــــور
مــــــــشكــــــــور
مـــــــــشكـــــــــور
مــــــــــشكــــــــــور
مـــــــــــشكـــــــــــ ور
مــــــــــــشكــــــــــ ــور
مـــــــــــــشكـــــــــ ــــور
مــــــــــــــشكــــــــ ــــــور
مـــــــــــــــشكـــــــ ــــــــور
مــــــــــــــــشكــــــ ــــــــــ ور
مـــــــــــــــــشكـــــ ــــــــــ ــور
مـــــــــــــــــشكـــــ ــــــــــ ــور
مــــــــــــــــشكــــــ ــــــــــ ور
مـــــــــــــــشكـــــــ ــــــــو
مــــــــــــــشكــــــــ ــــــور
مـــــــــــــشكـــــــــ ــــور
مــــــــــــشكــــــــــ ــور
مـــــــــــشكـــــــــــ ور
مــــــــــشكــــــــــور
مـــــــــشكـــــــــور
مــــــــشكــــــــور
مـــــــشكـــــــور
مــــــشكــــــور
مـــــشكـــــور
مــــشكــــور
مـــشكـــور
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــ¤©§¤°حلوو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــ¤©§¤°حلوووو°¤§ ©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ¤© §¤°حلوووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــ—–ـــــــــــ ــــــــ ¤©§¤°حلوووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ¤©§¤ °حلوووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ¤©§¤°حلوووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ¤©§¤°حلو ووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ¤©§¤°ح لو ووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ¤©§¤°حلو ووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ¤©§¤°حلو ووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ¤©§¤°حلوووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ¤©§¤ °حلوووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ ¤©§¤°حلوووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ¤© §¤°حلوووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــ¤©§¤°حلوووو°¤§ ©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــ¤©§¤°حلوو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــ¤©§¤°حلو و°¤§©
مشكوووووووووووووووووووووو ر
مشكوووووووووووووووور
مشكووووووووووور




التصنيفات
الفقه واصوله

هل التوبة النصوح تمحو كل ما سبق من الذنوب

هل التوبة النصوح تمحو كل ما سبق من الذنوب ؟ لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله

السؤال :
هل التوبة النصوح تمحو كل ما سبق من الذنوب ؟

الجواب :
قال الله تعالى :(( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم )) [ الزمر : 53 ] .

فذنوبك هذه ـ في السر وفي غيرها ـ إذا كنت تبت توبة صادقة ، توبة نصوحا يغفرالله لك ماسلف .
فعن أبي سعيد الخذري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال :
" كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على راهب فأتاه فقال : إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة ؟ فقال : لا ، فقتله ، فكمّل به مائة .
ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على رجل عالم فقال : إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة فقال : نعم ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء .
فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله ، وقالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيرا قط ، فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال : قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له ، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة " قال قتادة : فقال الحسن : ذكر لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره .(51)

وجاء في روايات :" أن الله قال لهذه الأرض : ابتعدي وقال للأخرى : اقتربي " .
وهذا من فضل الله وكرمه ورحمته .

الشاهد : إن الذنوب كلها : شرك ، كفر ، إلحاد ، زندقة ، زنا ، خمر ، صور ، أي ذنب ، إذا تاب العبد منها توبة نصوحا فإن الله يقبل هذه التوبة ويكفرعنه هذه الذنوب إلا حقوق العباد .
فإن هناك ديوانا لا يغفر وهو الشرك والكفر ، وديوانا لا يترك وهو حقوق العباد ، فهذه لابد فيها من التحلل في هذه الدنيا قبل الآخرة ؛ فإنه ليس هناك دينار ولا درهم وإنما هي حسنات ، فيأخذ هذا المظلوم من حسناتك وهذا المظلوم من حسناتك وهذا ، فإن بقي لك شيئ دخلت الجنة وإلا أضيفت من سيئاتهم إلى سيئاتك ثم تعاقب بهذه الذنوب .

منقول

المصدر : فتاوى فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله [ ج 1 ص 140 ] .

(51) : يشير إلى الحديث الذي أخرجه مسلم في التوبة حديث ( 2766 ) ، وأحمد ( مجلد 3 ـ 72 ـ 20 ) وابن ماجه في الديات حديث ( 2622 ) .




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك على الموضوع الهادف والمميز جعله الله في ميزان حسناتكم

موفقة اختي الغالية في اختيار المواضيع الهدافة

تستحقين وسام حب الغير ونشر الخير

اختك نانو




مشكوووووورة والله يعطيك الف عافيه




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نانو تعليمية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك على الموضوع الهادف والمميز جعله الله في ميزان حسناتكم

موفقة اختي الغالية في اختيار المواضيع الهدافة

تستحقين وسام حب الغير ونشر الخير

اختك نانو

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

و فيكِ بارك الرحمن و زادَ أخيتي الغالية نادية

جزاكِ الله خيرا على مروركِ العطر

اللهم إنَّا نسألك الإخلاص في القول و العمل




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسماء23 تعليمية
مشكوووووورة والله يعطيك الف عافيه
بوركتِ أخية على مروركِ العطر





باركك المولى على هذا الطرح المفيد لان التوبة أعظم شيئ من به الله على عباده حيث فتح لها باب الى يوم القيامة
وهو الذي يتقبل منهم توبتهم ويعفوا عنهم ويبدل لهم سيئاتم حسنات كما قال في
كتابه الكريم 🙁 إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) (الفرقان:70)
وكما جاء في الاية المذكروة في الموضوع ان الله يغفر الذنوب جميعا الا الشرك

(إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء : 48 )
وكما صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام
(التائب من الذنب كمن لا ذنب له) حسن ابن ماجه والحاكم.) و قال الألباني حسن
وللاضافة وليكون الموضع اكبر نفع هذا سؤال طرح على الشيخ ابن باز رحمه الله

سائل يقول: لقد ارتكبت كثيراً من المعاصي والمحرمات والآن أشعر بالذنب وأخيراً يقول: دلوني على الطريق الصحيح لأني أبحث عن التوبة وبودي أن أُقلع عن هذا إن شاء الله؟[1]


أيها السائل اعلم أن رحمة الله أوسع وأن إحسانه عظيم وأنه جل وعلا هو الجواد الكريم وهو أرحم الراحمين وهو خير الغافرين سبحانه وتعالى واعلم أيضاً أن الإقدام على المعاصي شرٌ عظيم وفسادٌ كبير وسبب لغضب الله ولكن متى تاب العبد إلى ربه توبةً صادقةً تاب الله عليه، فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم مرات كثيرة عن الرجل يأتي كذا ويأتي كذا من الهنات والمعاصي الكثيرة ومن أنواع الكفر ثم يتوب فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((التوبة تهدم ما كان قبلها والإسلام يهدم ما كان قبله))[2] وفي لفظ آخر: ((الإسلام يَجُب ما كان قبله والتوبة تَجُب ما كان قبلها))[3] يعني تمحوها وتقضي عليها فعليك أن تعلم يقيناً أن التوبة الصادقة النصوح يمحو الله بها الخطايا والسيئات حتى الكفر، ولهذا يقول سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[4] فعلق الفلاح في التوبة، وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ[5] وعسى من الله واجبة، المعنى أن التائب التوبة النصوح يغفر له سيئاته ويدخله الله الجنة فضلاً منه وإحساناً سبحانه وتعالى.
فعليك يا أخي التوبة الصادقة، ولزومها والثبات عليها والإخلاص لله في ذلك، وأبشر بأنها تمحو ذنوبك ولو كانت كالجبال.
وشروط التوبة ثلاثة: الندم على الماضي مما فعلت ندماً صادقاً، والإقلاع من الذنوب، ورفضها وتركها مستقبلاً طاعة لله وتعظيماً له، والعزم الصادق ألاّ تعود في تلك الذنوب، هذه أمور لا بد منها، أولاً: الندم على الماضي منك والحزن على ما مضى منك، الثاني: الإقلاع والترك لهذه الذنوب دقيقها وجليلها، الثالث: العزم الصادق ألاّ تعود فيها فإن كان عندك حقوق للناس، أموال أو دماء أو أعراض فأدها إليهم، هذا أمر رابع من تمام التوبة، عليك أن تؤدي الحقوق التي للناس إن كان قصاصاً تمكن من القصاص إلا أن يسمحوا بالدية، إن كان مالاً ترد إليهم أموالهم، إلا أن يسمحوا، إن كان عرضاً كذلك تكلمت في أعراضهم، واغتبتهم تستسمحهم، وإن كان استسماحهم قد يفضي إلى شر فلا مانع من تركه، ولكن تدعو لهم وتستغفر لهم، وتذكرهم بالخير الذي تعلمه منهم في الأماكن التي ذكرتهم فيها بالسوء، ويكون هذا كفارة لهذا، وعليك البدار قبل الموت، قبل أن ينـزل بك الأجل، عليك البدار، والمسارعة، ثم الصبر والصدق، يقول الله سبحانه وتعالى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ[6] افهم معنى وَلَمْ يُصِرُّواْ يعني لم يقيموا على المعاصي، بل تابوا وندموا وتركوا، ولم يصرّوا على ما فعلوا، وهم يعلمون، انتقل بعد ذلك – سبحانه – إلى أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ[7] هذا جزاء التائبين الذين أقلعوا ولم يصرّوا لهم الجنة، فأنت إن شاء الله منهم إذا صدقت في التوبة، والله ولي التوفيق.


من موقع الشيخ رحمه الله

[1] من برنامج نور على الدرب، الشريط رقم 59.

[2] أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله برقم 121 بلفظ: "أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها".

[3] أخرجه الإمام أحمد في مسند الشاميين، بقية حديث عمرو بن العاص، برقم 17357 بلفظ: "إن الإسلام يجب ما كان قبله وإن الهجرة تجب ما كان قبلها…".

[4] سورة التوبة، الآية 31.

[5] سورة التحريم، الآية 8.

[6] سورة آل عمران، الآية 135.

[7] سورة آل عمران، الآية 136




جزاكم الله خيرا أخي على الإضافة القيمة و إثراء الموضوع، و رحم الله الشيخ بن باز رحمة واسعة و ووفقنا الله جميعا لما يحب من القول و العمل




التصنيفات
الخواطر

قصتي مع التوبة .

ظلمةٌ ثم نور ، قصتي مع التوبَة !

السّلام عليكم وَ رحمة اللهِ وَ بركاتُه ،

أحبّتي ،
هاكُم قصتي التي عايشتُها منذ ما يقارب العشر سنين ،
لم أكن لأذكرها لأحدٍ لولا أنّي رجوتُ الله أن يجعل فيها موعظةً وَ عبرَة ،
لعلّ من يقرأها يطرحُ ربّي في قلبهِ الهدَاية ،
كمَا هداني سُبحانه () ..

*

ابتدأت الأحداث حينما ولجتُ المرحلَة المتوسطة ،
كأيّ فتاةٍ كُنت ،
طائشة ، متهوّرة ، أعيشُ في عالمِ المُراهقة ،
وأتّبع شهواتي ،
كم كنتُ بعيدةً كلّ البعد عن الطاعات ،
أهيم في محيط الذنوب ، بكلّ تمادٍ على من خلقني ،
أسمع الأغاني في كل حين ، حتى عند النوم ،
حاربتُ الله بالمعاصي ، و غفلتُ عنه ،
لم أكُن أصلي ، أبداً ،
تخيلوا ،
أني منذ بلغت ما صليتُ لله صلاةً واحدة ، وأنا اﻵن في الثانية والعشرين من عمري ،
22 حسرة ،

22 غفلة ،
22 ندماً !
ما عسايَ أن أقول ،
كلما استرجعتُ شريط حياتي أندب تلك الأيام ،
وتلك اللحظات الرماديّة ،
لم أركع لله ركعةً ولم أسجدُ له سجدةً تليقُ به ،
إنما كنتُ أفعل ذلكَ رياءاً أمام الناس ،
حتى أني أحياناً لم أكُن أتوضأ ،
كبرت وَ دخلتُ المرحلة الثانوية ، ثم الجامعية ،
وأنا لا زلت أتخبط في الظلمات ،
أبواب الخير والنور أغلقت في وجهي ،
امتلأ قلبي بسواد الآثام ،
يا الله !
كم كنتُ عمياء ، صمّاء ، متمرّدة ،
تخيلوا أنّي في كلّ تلك السنين ، لم أنال توفيقاً لا في دراسة ، وَ لا في كافّة أموري ،
وجهي أصبحَ مظلماً يغشوه سواد المعصيَة ،
فعلتُ الكثير من الذنوب ، والتي ما إن أتذكرها إلا وَ يتقطع قلبي حسرة ،
كذبت ،
وَ زوّرت ،
وَ لعنت ،
وَ عصيت ،
وَ حلفتُ بهتاناً ،
وَ شاركتُ في نشرِ الفساد ،
عققتُ بوالديّ ،
هجرتُ القرآن ،
تجنّبتُ الذكر ،
هاتفتُ الكثير من الشباب ، و حاولت أن أفتنَ الكثير من الرجال ، كنت في بعض الأوقات ،
على غير درايةٍ من أهلي ،
أخرجُ سافرة متزيّنة ، مع صاحبات السوء ،
وكانَ الشيطان محرّضاً لي وَ عوناً !
بل إنني من شدّة ما غرقت في بحار التيه و الفجور ، كنتُ عندما يؤذن المؤذن ،
أرفع صوت الموسيقى كيلا أسمعه ،
والله إني ارتكبت الكثير من الأشياء ، والتي أستحي من سردها ،
وأبكي عليها دماً وَ ليس دمعاً !

يا إلهي !!
إلى أي مدى قد خذلتُ نفسي وَ خذلتك ؟!

منذ تلك السنين ،
و أنا في ضنكٍ وَ ضيق ، كرهتُ نفسي وَ كرهتُ كلّ شيء ،
كنتُ أحسد الآخرين على ما آتاهم الله ،
كانت نفسي حقودةً وَ قاسية ،
عانيتُ من الأرق ، والكوابيس المزعجة ،
حياتي كانت غارقةً في القاع ،
انحدر مستواي الدراسي ، أيامي أقضيها ما بينَ سهرٍ على ما يغضب الله ،
أو نوم يتعدّى الإثنتي عشرة ساعة ،
أصبتُ بالخمول والكسل الشديد ،
وَ اليأس والقنوط ، كنت أختلي بنفسي كثيراً وأكرهُ التجمعات ،
كنتُ أبغض أبي وَ أدعو عليهِ بالموت ،
فقط لأنهُ لم يحقق لي بعض مطالبي !
لم يفارقني الكدر و خسرتُ البركة في شتى النّواحي ،
والله إنني مهما حكيتُ لكم فإني لا أستطيع إيفاء ذلك حقّه ،

استمريتُ على تلك الحال سنين وَ سنين ،
تجاوزتُ فيها كل الحدود !

في أحد الأيام ،
وأنا على سريري أحاول النوم ،
أخذت أتفكر في حالي ، وما ألمّ بي ،
تذكرتُ الله والدّار الآخرة ،
تعمقتُ في محاسبة نفسي إلى أن شعرتُ أنّ هناكَ شيءٌ ما في داخلي قد استيقظ ! ،
سقطت دموعي لأول مرة ،
ولا تسألوا عمّا أحسستُ بهِ آنذاك ،
نهضتُ إلى حاسوبي و حمّلتُ سورة البقرة ،
وضعتُ السماعات في أذني و شرعتُ أنصت ،
كلّ ذلك وأنا في ظلام الحجرة ، وظلام الليل ،
فسبحان من هداني وألهمني إلى فعل ذلك ،
بكيت ،
بكيت بشدّة كما لم أبكِ من قبل ،
انتابتني نوبَة ضيق حين سماعي للآيات في بادئ الأمر ،
وهذا من فعل الشيطان حتى يردعني ، إلا أنني تحدّيته و أخذت أتدبر بخشوع ،
لم تتوقف دموعي ،
وَ لأول مرّة يلامسُ القرآن شغاف قلبي ،
وكأنّ الله يخاطبني ،
حزنتُ طويلاً وتألمت وأنا أنصت لآيات العذاب ،
و استبشرتُ وفرحتُ حينما عبرت أذني آيات التوبَة ،
وَ كيف أنّ الله يغفرُ الذنوب ويتوب على من تاب ،
في تلك الليلة ،
دعوتُ الله في سرّي ، أن يعفو ويصفح عني ،
وأن يهديني طريق الصواب ويثبتني عليه ،

في اليوم التالي ،
اغتسلتُ كما يغتسلُ الذين يعتنقونَ الإسلام للتوّ ،
وبدأتُ أواظب على الصلاة ،
كنتُ أنفرُ منها في البدايَة ،
ولكني لم أستشعر لذّتها إلا عندما عزمتُ واتّكلتُ على ربّ العباد ،
خصصتُ لي ورد يومي من القرآن ،
و حافظتُ على الأذكار ،
ومحوتُ كلّ الأغاني والأفلام والمسلسلات التي خزنتها لديّ ،
لم أندم عليها ، بل كنتُ سعيدةً واحتسبتُ ذلك عند الله ،
وَ الحمدُ لله على كلّ حال ،

لم يأتِ الجزء المشوّق بعد ،
تابعُوا قصتي و سَ تصيبكم الدّهشَة حتماً ،

في تلكَ الفترة ، رغم عودتي إلا أنني كنتُ لا أزال أشعرُ بِ بعض الضيق في صدري ،
وأرى أحلاماً مزعجة ،
و شيءٌ ما يمنعني من الخشوع في الصلاة ،
بكيتُ بِ ذلّ وانكسار ، فقد خشيتُ أن الله قد طبعَ على قلبي وَ لم يتقبّل توبتي ،
فَ وسوسَ لي الشيطان أن أعمالي الصالحة لن تفيد ،
وكدتُ أميلُ إليه لولا أنّي وثقتُ بمولاي وتمسّكتُ بحبله ،
وَ لم يخيّب أملي فَ الشكرُ له وحده ،
بل إن الله يفرحُ بعبده حينَ يرجعُ إليه ،
سبحانهُ من لا يخذل عبادهُ أبداً ،

في ليلةٍ ما وَ بعد أن انتهيتُ من صلاة العشاء ،
نمتُ وَ ضبطتُ المنبه على الساعة الثالثة ،
حتى أستيقظ فأصلي قيام الليل ،
ففي الثلث اﻷخير ينزل الله بجلاله وَ عظمتهِ إلى سمائنا الدنيا ،
فينتظر من يطلبُ الغفران ليغفر له ، ومن يودّ التوبَة فيتوب عليه ،
توضأتُ وَ مسكتُ المصحف وبدأت أصلي ،
في إحدى الركعات ، بعد أن قرأتُ سورة الفاتحة شرعتُ في قراءة جزء من سورة البقرة ،
وحينَ أصلي فأنا أتعمد الترتيل وأرفع صوتي قليلاً فذلك يساعدٌ على الخشوع والتدبّر ،

انظروا ماذا حصَل ،
وأنا أتلو الآيات بخضوعٍ وَ خوف ، شعرتُ بقلبي يخفق ، وكلما تابعتُ زادت خفقاته ،
يا الله !
لا وَ لن أنسى ذلكَ الموقف أبداً ،
بدأت أطرافي ترتعد ، وَ ترتعد بشكل غير طبيعي ،
خصوصاً عندما وصلت لقول الله عزّ وَ جلّ :
" وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "
( البقرة ، الآية 109 ) ،

انتفضَ جسدي بقوة ، وَ كنتُ على مشارف الإغماء ،
رغم أني ارتعبتُ كثيراً إلا أني تعلقتُ بالله وأكملت القراءة وأنا أبكي ،
وانهارت دموعي حتى بللت ملابسي ،
أحسستُ أن ساقيّ و أقدامي سوف تنفصلُ عن جسمي ،
وشيءٌ ما يتصاعدُ إلى صدري وحلقي فظننتها سكرةُ الموت ،
وأنّ أجلي قد حان ،
وَ آنَ الرحيل ،
يا رحمن ، أيّ حياةٍ هيَ تلك التي تخلو من طاعتك ،
تابعتُ تلاوتي و بدأتُ أهدأ تدريجيّاً ،
وكأن ذلك الشيء قد خرجَ من أقدامي ،
في وهلة تبدّل فزعي أمناً ،
وَ انقلبَت رهبتي و رعشتي إلى هدوء وَ استقرار ،
والله يا أحبة أني عقب ذلك مباشرة شعرتُ براحةٍ لن أتمكّن من وصفها ،
تلكَ الراحة اللذيذة التي ينشدها كل البشر ،
وَ حين سجدت ،
دعوتُ ربي كثيراً أن يصلح حالي ويجنبني الفتن ،
الضيق الذي كانَ يراودني قد أفل ،
و حينَ أصلي فلم يعد هناك ما يحيل بيني وبينَ الخشوع ، أنهيت صلاتي ،
وَ جاء الفجر الجميل ،
الذي ولأول مرة ، أرى جماله و طمأنينته .

فيما بعد ،
تصفحتُ وبحثتُ في الإنترنت عن حالات مشابهة لي ، و كانتِ الصّدمة ،
جميع الأعراض التي عانيتُ منها ،
من ضيق شديد وَ كآبة ونفور من الصلاة والقرآن وأرق وكوابيس وأحلام شنيعة وعصبية في المزاج وخمول شديد وَ شرود وكثرة النسيان وعدم القدرة على التركيز ،

هيَ أعراضٌ لِ المسّ !
وَ الذي يأتي من يحيد قلبه عن ذكر الله ويلتهي بالمعاصي ،
فيكون لهُ مؤازراً على شرور الدنيا والآخرة ،
كل ما قرأته كانَ يستوطنني ،
بكيتُ فأنا لم أكن أعلم ، وأجزم أن العديد من الناس أيضاً لا يعلمون ،
بحثتُ عن علاجهِ فَ وجدتُ أن لا حلّ لهُ ولا شفاء إلا بالقرآن والإلتزام بالرقية الشرعية ،
إن كان الجانّ ضعيفاً فَ سيخرج على الفور ،
أما إن كان مارداً فسيتطلّب ذلكَ الصبر وَ الثبات ،
والحمد لله أني قد تخلصت منه ،
واللهُ وحدهُ المعين ،

اﻵن يا رفاقي ،

بعد أن حكيتُ لكم كيفَ كنت ،
سوفَ أحكي لكم كيفَ أصبحت ،

انشرحَ صدري ، وَ زالت همومي ،
بعد أن يئستُ من كلّ شيء ، تغيرت نظرتي للحياة ،
تلاشى الضيق والكدر والحزن إلى غير رجعة ،
أقسم بالله يا إخوتي أنني ما شعرتُ بهذا الأمان والهدوء والسكينَة من قبل ،
أصبحتُ قانعةً بما لديّ وَ راضيَة ،
لم يعد لديّ إقبالٌ على الحياة الدنيا وملذاتها ،
ولا أحسّ بالرغبة في الرجوع إلى الشهوات ،
وكأنني وُلدتُ من جديد ،
قلبي غدا مرهفاً لسماع القرآن ،
تدمع عيني وَ تهدأ نفسي ،
أصبحتُ أتحرّى أوقات الصلاةِ بِ شغف وَ لهفة ،
حينَ أكون بين يديّ الله ، الدنيا لا تسعُ فرحتي وتعلقي بهِ سبحانه ،

رغم أنني عرفتُ الكثير من الزميلات ،
إلا أنهنّ لم يكنّ يسلمن علي في الممرات أو حين انتظار الحافلات ،
وكأنهنّ لا يعرفنني أو يتجاهلنني ،
حينما أتحدث ﻷي أحد أحس في قلبي أنه لا يتقبلني ، أو يكرهني ،
لم أدرك السبب آنفاً ،
ولكنني أيقنتهُ الآن ،
من يبغضهم الله وَ يغضب عليهم ،
فإنه يطرح بغضهم في قلوب الناس أيضاً !
بعد أن أصلحتُ حالي مع الله ،
تفاجأت حين بدأت دراستي في هذا الفصل ،
كلما عبرت بجوار إحدى القاعات أو الأسباب ،

أسمعُ إحداهنّ توقفني وتسلم عليّ بحرارة ،
فأكتشف أني كنت أعرفها سابقاً ولم تكن بيننا تلك العلاقة الوطيدة ،
وكلما جلست على إحدى الكراسي يتوقفن بعضهن لإلقاء التحية علي ،
بابتسامة و ودّ ،
هل تستوعبون هذا ؟!
لم يكنّ يفعلنَ هذا سابقاً !
وفجأة ،
أصبحَ الجميع حينما يراني يتذكرني ويأتي إلي ليلقي السلام ،
قد تظنون أني أبالغ لكنها أمورٌ يدركها فقط من أخرجهُ الله من الظلمات إلى النور .

فيما يخصّ النوم يا أعزائي ،
سالفاً كنت أنام نصف اليوم ولا أشبع !
أستيقظ وأنا مجهدةٌ وَ متعبَة ، كانَ نوماً يخلو من حفظ الله ،
أما الآن ،
فأجزم لكم أنني أنام الساعة العاشرة أو الحادية عشرة ليلاً ،
و أصحو في الثالثة صباحاً ،
وأنا كلّي نشاطٌ وخفّه ،
مع غفوة بسيطة في النهار ، تكفيني إلى اليوم التالي ،
وكأن الله باركَ لي في نومي !
ولم أعد أرى كوابيساً ولا أحلاماً مفزعة !
قد لا تصدقّون ذلك ولكنّه حقيقَة ،
لم تعد تنتابني حالات النعاس في المحاضرات وأصبحتُ أستقبلها بكلّ رغبة و اجتهاد ،
وكأن الله فتحَ على قلبي وعقلي () ،
تغيرتُ كثيراً ،
وغمرني التفاؤل وهجرني اليأس ، لم أعد أعرفني ،
فأنا إنسانةٌ أخرَى !

منَ الأحداث الجميلة التي حصلت لي ،
وَ في آخر سجدة من صلاة العشاء ،
دعوتُ الله بشيءٍ و ألحّيتُ في طلبه ،
حالما سلّمت و أنهيتُ الأذكار ،
وفتحتُ المصحف لأقرأ وردي ،
كانت أول آية قابلتني من سورة يونس :
" قالَ قدْ أُجيبَت دعوتكُما فاستقيمَا وَ لا تتّبعانِ سبيلَ الذينَ لا يعلمُون "
( الآية 89 ) .

يا إلهي ،
كم سُررتُ وقتها ، إنها رسالةٌ من الله لي !
والله إني قرأتها وأنا أبكي فرحاً ،
سوفَ أستقيم يا ربي ، ولن أتبع سبيلاً غير سبيلك ،
يا لشعوري آنذاك !
ويَا لسعادتي !

خرجتُ من حجرتي ممتلئة بالرّضا ،
توجهت إلى المطبخ لشرب الماء ،
فَ صادفت أمي حفظها الله ،
نظرت إليّ وهيَ تبتسم ،
قالت لي :
فلانة ، لقد رأيت لكِ حلماً بالأمس ،
وضعت يدي على قلبي وقلت :
اللهمّ اجعلهُ خيراً !
ضحكت وقالت :
لقد رأيتُ أنكِ ترتدين فستاناً أبيض ، وأنّ وجهكِ يشعّ نوراً ،
سألتكِ إن كنتِ تضعين بعض المساحيق ، فضحكتِ وقلتِ لا ،
إنني لم أضع شيئاً منها !

ووددتُ لو أعانق والدتي بقوّة لشدة بهجتي برؤياها ، عدتُ لغرفتي و بكيت شكراً وثناءاً لله ،
يا ذا الجودِ وَ الكرم ،
أتنوي أن تقتلني فرحاً !

زال حبّ الدنيا من قلبي ،
فقط عندما يتيقّن الإنسان أن هذهِ الدنيا فانية ،
و أنهُ ثمة خلود أبدي ينتظرنا هناك ، في السماء ،
سيستهين بالحياة ، ويعلم أنهُ كَ عابر سبيل ، مستقرّه ليسَ هنا ،
منذ ذلك الحين ،
لم أفوّت صلاةً ولا ذكراً ولا استغفاراً ،
نهرتُ نفسي عن الذنوب وَ المعاصي ،

أسأل الله الثبات ،
أسأل الله الثبات ،
أسأل الله الثبات ،

وَ للعلم ،
أنني ما طرحتُ تجربتي إلا لأنني أحبكم في الله ،
وأرغبُ لكم الخير كما أرغبه لنفسي ،
لذا نشرتُ قصتي في الكثير من المنتديات ،
والله لو تعلمون مافي القرب من المولى والتعلق به من لذةٍ وَ حلاوة ،
وَ مافي الصلاة من راحةٍ وَ سكينة ،
لسوفَ تتحسرون على كلّ لحظة مضت وأنتم في غفلةٍ عنه .

أرجو من الله أن يتوب عليّ ،
وَيهدي بي أناساً غيري ،
و آخر دعواي أن الحمد لله ربّ العالمين ،
وَ صلى الله على نبينا محمد ، و على آله وَ صحبهِ أجمعين .

– نقلتها للعبرة والإقتداء –




كانت أول آية قابلتني من سورة يونس :
" قالَ قدْ أُجيبَت دعوتكُما فاستقيمَا وَ لا تتّبعانِ سبيلَ الذينَ لا يعلمُون "
( الآية 89 ) .

يا إلهي ،
كم سُررتُ وقتها ، إنها رسالةٌ من الله لي !

ماشاء الله….من الظلمة إلى النور
نتمنى أن أقتدي بها و شبابنا

ألف شكر على النقل المميز

دمتي بود




اللهم ثبت اقدامنا على طاعتك اااامين




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة general تعليمية
كانت أول آية قابلتني من سورة يونس :
" قالَ قدْ أُجيبَت دعوتكُما فاستقيمَا وَ لا تتّبعانِ سبيلَ الذينَ لا يعلمُون "
( الآية 89 ) .

يا إلهي ،
كم سُررتُ وقتها ، إنها رسالةٌ من الله لي !

ماشاء الله….من الظلمة إلى النور
نتمنى أن أقتدي بها و شبابنا

ألف شكر على النقل المميز

دمتي بود


وأدام الله عزك ووفقك لما يُحبه ويرضاه

ممنونة لمتابعتك وتفاعلك وحسن ردك .




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الاسلام سوسو تعليمية
اللهم ثبت اقدامنا على طاعتك اااامين


اللهـــــــــــــــــــم آميييييييين

بورك فيك وفي مرورك العطر وردك الطيّب نور الإسلام




الللهم اهد جميع الناس واحفظ الصالحين وثبتنا على الدين




قصة مليئة بالعبر فطر قلبي حين قراتها دمعت عيني حين رايتها قصتك رائعة توقض المرا من غفلته ترشده الى النور باذن الله والله انها لمليئة بالعبر و الفوائد بعثت والله لم اجد ولن اجد لها مثيل بارك الله فيك اختي ربي يحميكي ويبقينا اجمعين على صراطه المستقيم ويهد من هو غافل ويعيده اليه امين امين امين