الشيخ محمد بن أحمد الفيفي الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ، فإن من الأمور المحدثة في أدعية الأئمة اليوم: أولاً:التغني بالدعاء والتطريب والتلحين فيه،جاء في فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء ما نصه:(وعلى الداعي ألا يشبِّه الدعاء بالقرآن فيلتزم قواعد التجويد والتغني بالقرآن فإن ذلك لايعرف من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي أصحابه رضي الله عنهم). ثانياً:رفع الصوت بالدعاء،روى ابن جرير عن ابن جريج أن رفع الصوت بالدعاء من الإعتداء المشار إليه بقوله سبحانه:(إنه لايُحِبُ المعتدين) .
ثالثاً:التكلف في السجع،قال ابن عباس رضي الله عنهما لمولاه عكرمة:(انظر السجع من الدعاء فاجتنبه فإني عهدت رسول الله وأصحابه لايفعلون إلا ذلك الإجتناب…)رواه البخاري. رابعاً:الإطالة في الدعاء بالتكلف بذكر التفاصيل،كقول بعضهم:(اللهم ارحمنا إذا ثقل منا اللسان،وارتخت منا اليدين،وبردت مناالقدمان،وشخصت منا الأبصار،وغسلنا المغسلون،وكفننا المكفنون…)الخ،فيصبح الدعاء كالموعظة. وكقول بعضهم:(اللهم لاتدع لهم طائرة إلا أسقطتها،ولاسفينة إلا أغرقتها،ولادبابة إلادمرتها…)الخ، وكأنه يملي على الله تعالى كيف يفعل بالأعداء،بينما كان يكفيه أن يقول:اللهم عليك بهم أو اللهم انتقم منهم ،ونحوذلك. قالت عائشة رضي الله عنها:(كان النبي يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك)صححه الألباني. خامساً:الأدعية التي تحوي في ثناياها:ألفاظ محظورة ومخالفة للشرع، مثل: 1_ قول بعضهم:(في السماء ملكك،وفي الأرض سلطانك،وفي البحرعظمتك…)،قالت اللجنة الدائمة للإفتاء:(تركها أولى؛لأن فيها إيهاما فقد يظن منها البعض تخصيص الملك بالسماء فقط،أو السلطان بالأرض فقط وهكذا.وعظمة الله وملكه وسلطانه وقهره عام في جميع خلقه). 2_قول بعضهم:(يامن لاتراه العيون،ولاتخالطه الظنون،ولايصفه الواصفون…)الخ،قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى:(هذه أسجاع غير واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم،وفيما ورد عنه من الأدعية ماهو خير منها من غير تكلف) ، وقال العلامة صالح الفوزان عن هذا الدعاء:(أما ما ذُكر في السؤال،فلم يرد في كلام الله ورسوله فيما أعلم،فلا ينبغي الدعاء به). 3_قول بعضهم:(يامن أمره بين الكاف والنون). قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله :(هذا غلط عظيم،والصواب:يامن أمره بعد الكاف والنون. لأن ما بين الكاف والنون ليس أمراً،فالأمرلا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون). 4_قول بعضهم:(يافرد). ووجه ذلك أن (الفرد) ليس من الأسماء الحسنى حتى يُدعى الله تعالى به. 5_قول بعضهم:(اللهم عليك باليهود ومن هاودهم). ووجه ذلك أن معنى كلمة:(هاودهم):صالحهم؛والي هو د يجوز الصلح معهم إذا كان فيه مصلحة للمسلمين كما صالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة؛ وعلى هذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم يدخل في هذا الدعاء والعياذ بالله تعالى،كما ذكر ذلك العلامة صالح الفوزان حفظه المولى عزوجل. 6_الدعاء على عموم الكفار بالهلاك والاستئصال. قال العلامة صالح الفوزان:(المشروع في القنوت وغيره:الدعاء على المعتدين من الكفار على المسلمين،لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قنت يدعو على الكفار خصَّ المعتدين منهم ولم يدع على جميعهم فقال:اللهم العن فلاناً وفلاناً والقبيلة الفلانية ولم يعمم الكفار) ________ |
||
جزاكـ الله خيرا